عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-09, 06:34 PM   #5

منة الله
 
الصورة الرمزية منة الله

? العضوٌ??? » 53821
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 186
?  نُقآطِيْ » منة الله is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني
الهدف السهل


بعد ثلاثة ايام كانت كلير تجوب شوارع بورت ارثر تتبضع قدماها تؤلمانها بعد عدة ساعات من ابتجوال في شوارع المدينة التى زارتها اكثر من مرة من قبل وفي كل مرة كانت تجد جمالا جيديا يثير اعجابها لكن زحام السير في وسط المدينة التجارية التى تعتبر الميناء الرئيسي على البحيرة كان خانقا ووجدت ان أفضل ما تفعله هو ان توقف السيارة في مكان بعيد خارج الوسط التجاري والسير في الشوزارع الرئيسية كانت تريد شراء الالوان لكن أشياء كثيرة لفتت نظرها وألهتها عن مهمتها الاصلية .
كانت تقيم في الفندق الذي استخدمها صاحبه لرسم لوحة جدارية في قاعته الكبري والفندق يقع على بعد اميال من المدينة في موقع سياحي على شاطئئ البحيرة كان رجلا قصيرا شعره خفيف ينقلب الى الرمادي والمنظر الذي طلب منها ان ترسمه كان يستحوذ على تفكيره كما اكتشفت وكلير تحب الناس الذين يحسون هكذا حل الاماكن والمناظر كانت قد ألضت يومها الاول تتحدث الى الزبون تحصل منه على الجو الذي يشعر به ويريد نقله الى اللوحة
" اريدك نقل منظر السنديان وشجرة الدردار والجدار الطويل الذي يفصلها عن المرعي الذي خلفها وبعض الخراف فيه "
نظرت الى ساعتها انها تقارب الظهر وهى تحس بالجوع هناك عدد من الامكنة تستطيع تناول طعامها فيها لكنها تذكرت مطعما صغيرا على شاطئ البحيرة فاستدارت متجهة نحوه تبتسم لرؤي صف طويل من أولاد المدرسة عائدون من زيارة لقلعة ويليام التى بنيت عام 1801 كانت لا تزال تبتسم سعيدة لمنظرهم وهى تسرع الخطي لتصطدم برجل قادم من اتجاه شارع المكاتب الحديث فرفعت رأسها لتعتذر تضع يدها على الصدر الذي صدمته وماتت ابتسامتها فورا حين تعرفت على العينين الزرقاوين الباردتين لبارت هاموند الذي سارع للامساك بيديها لينزلهما الى جانبيها وسألها وكأنه يشك في انها تلاحقه " ماذا تفعلين هنا ؟"
" ةماذا تفعل انت هنا ؟" التوي فمه القاسي لتجنبها الرد على سؤاله بسؤال مماثل " انا اعمل ..جئت الى هنا لحضور مؤتمر عن النقل لابحري وعن البحيرات "
" للاثرياء المجهولين ؟"
لمعان عينيه اعلمها ان ملاحظتها لم تعجبه " الم تسافري من قبل للخارج انسة بايرد ام ان كارير يهتم عادة بهذه الامور ؟"
جاء دورها للغضب لكنها حذت حذوه في اخفاء الغضب فابتسمت بحلاوة باردة " اوه ..انا احتفظ بما لي لنفسي "
" لو صدقتك لظننتك بلهاء وماذا تفعلين هنا ؟ "
" جئت لارسم فانا مثلك اعمل "
" في بورت ارثر نفسها ؟"
" لا بل في منتجع على بعد أميال من هنا وجئت الى هنا لاتسوق "
" وهل كارير معك ؟"
ارتفع ذقنها المستدير تحديا " لا هنري في المنزل ولابد انه يجوع نفسه حتى الموت لاني لست هناك ينسي ان يأكل "
التوت شفتاه سخرية " كم هذا محزن "
" وهذا مايذكرني يجب ان اجد مكانا اطعم فيه نفسي وداعا سيد هاموند " وهي تستدير لتبتعد أمسك ذراعها
" تناولي الغذاء معي كنت في طريقي لتناوله "
" لا شكرا لك فنحن لا نتناسب معا ولا استطيع تصورك تأكل في مطعم رخيص "
رد بهدوء " سنتغذي في فندقي "
هزت رأسها " ليس وانا ارتدي الجينز "
" يمكن ان نأكل في جناحي ولن يلاحظ احد ملابسك "
ابتسمت لفكرة ان يكون له جناحا لوحده والتقط ابتسامتها وفضحت عيناه الغضب ثانية لقد ظنها تضحك منه مرة اخري فقالت له باتزان " انا اسفة لكننا من عالمين مختلفين وانا لا اشك في ان فندقك يقدم طعامنا رائعا سيد هاموند لكني افضل مطعمي المتواضع اذا كنت لا تمانع "
" لكني امانع ..متعجرفة معكوسة انسة بايرد ؟"
" لا فقط واقعية فنحت من جانبين مختلفين من الطريق وانا أفضل الجانب الذي انا فيه "
" اذن لماذا كنت في تلك الحلفة تلك الليلة ؟"
" كان هنري هناك يدير لنفسه بعض العمل وكنت انا هناك لانه ارادني معه "
" انت اذا زخرفة واجهته يستخدمك كطعم لزبائنه ؟"
الاهانة قطعت انفاسها فقالت من بين اسنانها " احفظ لسانك ايها السيد قد تكون اكبر مني لكن هذا لا يمنعني من قطع رأسك دون اداة حادة ؟"
ضحك وبدت عليه الدهشة ومر في تلك اللحظة مجموعة اولاد المدرسة صدمت كلير وأرسلتها لتصطدم به وتظطر الى رفع يديها تتمسك بكتفيه كي تستعيد توازنها فالتفت ذراعاه حولها لتسندها كانا قريبان حتى انها لاحظت رذاذا من اللون الاسود في عينيه الزرقاء والذي يعطيها ذلك اللون الداكن عن بعد لكنه ارجع رأسها بحدة والتقت عيناهما ليشيح بوجهه فورا وقال بلهجة خشنة "فندقي عند الزاوية في نهاية الشارع " وهو يقودها فوق سجادة ردهة الفندق الحديث نظرت اليه بارتباك متسائلة عما اذا كان من الحكمة ان تصعد معه الى جناحه هل يعتبر عناقه لها في حديقة منزلها من نوع الغزل ؟ لا يبدو لها من النوع الذي يحاول شيئا سريعا مع الغذاء لكن ما من احد يستطيع ان يعرف بالتاكيد ولم تكن لتحب ان تقاومه فهو يبدو ضخما قويا تحت بذلته الانيقة .
طوال الطريق الى جناحه في الطابق الاعلي للفندق كانت تفكر بكيفية التعامل معه فيما لو اضطرت ...حين ادخلها غرفة الجلوس الواسعة التقط الهاتف وقال " ماذا تريدين ان تاكلي ؟سأطلب الستيك لنفسي "
" كم هذا مدهش "
" في الفنادق اجد هذا الطعام الوحيد الذي يمكنني ان يكون طازج الطبخ "
" ابتسمت وهزت كتفيها اذن فليكن الستيك "
" كم انت لبقة حسنة الذوق "
احمر وجهها " لم اكن اقصد ان اكون فظة "
" لا بأس في هذا انسة بايرد لقد بدأت اعتادت على لسانك اللاذع "
كان في الغرفة ابواب زجاجية فتقدمت كلير نحوها لتجد نفسها على شرفة تطل على البحيرة اتكأت على عامود الدرابزين الحديدي للتحدق الى الأسفل مساكب خضراء موشاء بزهور كبيرة تويجاتها تنحني فوق المياه الساكنه بعض البط كان يسبح بصمت وسكون وكأنهم المحاربون الهنود يتسللون للقيام بغارة حرب مفاجئة رؤوسهم الصغيرة كانت تختفي فجأة تحت الماء بحثا عن الغذاء .
سمعت وقع اقدام وراءها لكنها لم تلتفت ووقف بارت هاموند عند كتفها فسمعت انفاسه لم يتكلم فاستدارت تنظر اليه كان يحدق في وجهها والتقت عيناهما لتحس بارتجاف غريب في اوصالها وتمتم بخشونه " انت جميلة جدا "
فابتسمت بارتباك وادارت رأسها ثانية تنظر الى المنازل القديمة التى تحد البحيرة والحدائق من حولها فسمعته يسأل بهدوء "ما نوع علاقتك بكلير ؟ هل يغض النظر اذا كانت لك علاقة برجل اخر ؟ "
استدارت اليه بغضب " اسمع انت واقع تحت سوء فهم سيد هاموند هنري هو اخير غير شقيق وليس حبيبي "
ضاقت عيناه " اذن انت لا تعيشين معه وحدك ؟ والدكما يعيشان معكما "
" ماتا منذ سنوات " كان ردها باردا ومؤدبا فارتفع حاجباه بسخرية
" اذن تعيشان لوحدكما "
" ليس كما تعني فنحن في كل شيئ اخ واخته ماعدا رباط الدم "
ابتسم ساخرا " اذا كنت تقولين هذا " لم يصدقها عيناه الساخرتان قالت لها هذا فجن جنون غضبها للحظات ثم هزت كتفيها ومايهمها ما يظن بها ؟
انه على اى حال لا يعجبها صحيح انه جذاب بطريقة قاسية لكنه لم يدر رأسها فليظن ما يريد لا بد انه يفضل ان يعتقد ان حياتها مجنونة عابثة دون اخلاق لانها فنانة ومتلأ وجهها بالازدراء وهى تبتسم ببرود " لك تفكير ضيق تقليدي رجعي سيد هاموند "
" صحيح ؟"
" انها مشكلتك وليست مشكلتي ففكر ما تشاء "
" شكرا للاذن التذي منحتني اياه فانا انوي هذا على اى حال "
" انا واثقة من هذا يلزمك فتاحة علب معدنية لايجاد فتحة في رأسك المغلق الصغير "
رد من بين اسنانه البيضاء " شكرا لك ...انا لا اعجبك ...اليس كذلك ؟"
ردت بصراحة " ليس كثيرا فبالكاد يعجبني نوعك لكنني على اى حال لا اعررفك ولربما لديك سر خفي لبعض النساء قد يجعلك مالك مقبول كما انت "
سمعته سشهق وقال بصوت كان يعني كل كلمة منه " يوما ما سأصفعك لأفقدك وعيك "
دهشت للتهديد لدرجة الضحك " انت واثق انك لن تجرؤ علىمد يدك على امراة "
رد وكأنه يتمتع بالتفكير في الامر " بالنسبة لك قد أفعل وبكل سرور "
ضحكت ترفرف رموشها له ساخرة " صدمتني وظننتك رجلا مهذبا رجل اعمال ثري مثلك لا يجب ان يقول شيئا كهذ ا "
نظر الى وجهها الضاحك المشرق وتقدم خطوة اليها وعلى وجهه تعبير أجفلها في تلك اللحظة وصل الخادم يحمل الغذاء الذي طلبه فاستدار فجأة عنها .
جلست على الكرسي قرب الطاولة تراقب بارت يصب العصير ..الهواء المندفع من فوق مياه البحيرة رفع شعرها القصير ليدفعه الى كتلة متشابكة اطلت من فوق قضيب السياج لترمي قطعة خبز الى البط التى كانت تمر تحتها وضحكت حين اخذت البطات تلتقط الفتات بسرعة حتى قبل ان تصل الماء ونفضت يديها
" يا لحظ البط "
تمتم وعيناه مثبتتان عليها " اجل ..كلي طعامك قبل ان يبرد اللحم "
وهما يأكلام اخذا يتكلمان ولم يبدو على بارت الجوع فدفع طبقه ولم يأكل نصف طعامه وسألها بلهجة امره "اخبريني عن نفسك "
ابتسمت ساخرة " حاضر سيدي "
" ارجوك "
التواء فمه أظهر انه ادرك عجرفته فسألت " ماذا تريد ان تعرف ؟"
" كل شيئ "
نظرت اليه لتجد نفسها تزداد احمرارا دون سبب فادالرت وجهها عنه وبدأت تتحدث عن واليها طفولتها ، هنري ، سنواتها في كلية الفنون ، وعملها منذ ذلك الوقت حين كانت تتوقف عن الكلام كان يطرح عليها سؤالا يظهر انه يتابع كلامها باهتمام ولم تكن تعي مرور الوقت بل كانت تتمتع بنور الشمس بعد الظهر الذهبية صوت رقرقة المياه من بعيد وتحرك ظلال الأشجار من تحتها فجأة نظر الى ساعته وبدا على وجهه المضض
" أخشي ان اكونمظطرا للعودة الى المؤتمر هل تبقين في المدينة لتناول العشاء معي ؟"
احست بالخوف لانها كانت مغواه ان تفعل ما طلب وتعلم ان هذا جنون فابتسمت بأدب "كم انت لطيف لكني مظطرة للعودة "
" ايجب ؟ بامكاني تقديم عشاء فاخر "
" اسفة "
لم يكن العشاء الذي يزعجها بل ما بعده فقد كانت تحس بريبة قوية انه لا ينوي ان تتوقف لاامسية عند العشاء
" اود رؤيتك مجددا "
" نظرت اليهوقالت بصراحة لن تكون هذه فكرة جيدة فليس بيننا شيء مشترك "
رد بصوت اجش متثاقل وهو يقف بعدما وقفت " بامكاني اثبات خطأك "
احست بأنفاسها تعلق حنجرتها فقد اصبحت تحس بمعني تلك النظرة في عينيه والتى يركزها على فمها وعيناه تبرقان من تحت رموش نصف مغمضة اول ما احست به الغضب لكن تدريبها على الصبر من هنري حول غضبها الى سخرية فابتسمت " انا لست دمية لتسلية الاثرياء الذين يحسون بالضجر "
لكن هاموند لم يكن يحب السخرية وغضب ليقول بلهجة محذرة "خذي كلامي على محمل الجد كلير "
" لا اريد ان اخذك باية طريقة "
" اريدك كلير وباى طريقة ممكنه "
" ردت بسرعة وغضب شكرا للانذار سيد هاموند لو كنت لحاجة لعذر كي لا اراك بعد الان فقد قدمت لى عذرا افهم هذا وأفهمه جيدا والى الابد لست متوفرة لاحد ليس الان ولا الى الابد "
نظرت اليه بحدة وببرود ثم استدارت لتخرج من جناحه فوقف حيث هو دون حراك يراقبها تبتعد

بارت هاموند خطف انفاسها ليس فقط بما قاله لها بل بالطريقة التى قالها لهجته صعقتها لم يقصد المزاح كان يعني كل كلمة يقولها وعيناه الزرقاوان كانتا حريتان علىان لا تتركا شاردة او واردة وهما تنظران الى جسدها .
السيد بارت هاموند كان يأمل ان تقدم له الفراش مقابل المائدة التى سيقدمها لها ذلك المساء لقد\ تصور لانها تشارك السكن في منزل واحد مع هنري فهي على استعداد لمشاركة اشياء اخري مع رجال اخرين لكن بامكانه إعادة النظر بافكاره وحين وصلت الى الفندق اتصلت بهنري لتطمئن عليه وترددت كثيرا قبل ان تخبره انها قابلت بارت هاموند وهذا امر لم يعجب هنري وانهي تحذيره لها منه بسؤال خفيف لكن بلهجة جدية " هل يعجبك "
" كسم الفئران "
ضحك " انت تبالغين حبيبتي قد اقول ان النساء يجدنه جذابا "
ردت مازحة لكن وجهها لم يكن يبتسم " اما انا فلا اتصوره على رف الموقد "
سألها هنري بعد صمت مفكر " كم كان قاسيا في غزله كلير ؟"
"ردت بخفة " أظن بامكانك الظن بان نواياه لم تكن شريفة "
" لا تعجبني فككرة ان تكوني لوحدك كع ذئب يدور حولك يقصد افتراسك "
" لا تقلق فانا فتاة كبيرة واستطيع حماية نفسي ثم اظن من غير المتوقع ان اراه ثانية كما انني لن اذهب مرة ثانية الى بورت ارثر "

لكن بارت هاموند كان قد اصبح ظلال يعتم تفكيرها ظلام يزعجها ما من رجل نظر اليها مثل ما فعل هذا الرجل من قبل بقيت الذكري تعاودها وتسبب حرارة مفاجئة في شرايينها مع احساس قوي لم تختبر مثله من قبل لكنها كانت متأكدة انه لا مستقبل لاى علاقة معه حتى بدون بريق ماله لن تستطيع نساء كثييرات ان تقاوم جاذبيته لكنها اصبحت مادعاه هنري " بالهدف السهل " وهذا ما ازعجها حقا فهي ليست ما يظنه بها ولن يحصل على شيئ منها .
كررت لنفسها لا شيئ اطلاقا وأحست بالانزعاج لاظطرارها الى تكرار التأكيد لنفسها وكأنها من الممكن ان تقتنع بعلاقة عابرة مع الرجل الذي لم يعجبها ولم تحبه نظرت الى مرأتها فيما بعد وهى تستعد للنوم وعاودها الغضب حتى لا حظت احمرار محموما على خديها واشراق غريب في عينيها

اللعنة على بارت هاموند


منة الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس