عرض مشاركة واحدة
قديم 13-06-09, 12:24 AM   #6

منة الله
 
الصورة الرمزية منة الله

? العضوٌ??? » 53821
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 186
?  نُقآطِيْ » منة الله is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث
هل تمانع ؟

بعد ظهر اليوم التالي كانت تجلس وراء حمالة الرسم وسط مرجة خضراء مرصعة بأزهار السوسن والاقحوان تحدق بالمنظر من حولها تتامل اللون الازرق القاتم لظلال الجدار الحجري بينما كانت الريح تحرك الاغصان الدرداء الضخمة مشكلة الظلال كانت تقلقها فالزبون كان يريد ان يرسم المنظر كما يبدو له في الصباح لكن الشمس اليوم اليوم لم تشرق ولم يكن هناك ظلال وتحرك تفكيرها من هذه المشكلة التقنية الى اخري تلك الجدران المنخفضة الملتوية كالافعي والممتدة حتى حدود التل والوادي الذي تحته تذهلها من هو الذي أمضي الساعات لبناء مثل هذه الجدران لا بد انها استغرقت مدي الحياه ولأجل ماذا ؟ لمجرد تباين حدود الملكية ام لابقاء ماشية ضمن حدود ارض مالكها ؟
احست بظل يقع من فوق كتفها الى الأرض أمامها ورفعت نظرها لتري وجه بارت هاموند وللغرابة لم تندهش لرؤيته بل نظرت اليه بوجه هادئ وقالت ببرود " ماذا يجب ان افعل لافهمك الرسالة ؟ أمسح بك الأرض ؟"
ابتسم ساخرا " " بامكانك ان تجربي "
" ادارت اهتمامها ثانية الى عملها "ارحل من هنا "
تمتم " ساحر كما توقعتك تماما سلوكك بهيج "
بحذر وضعت لطخة ظلال كحلية على الجدار متسائلة عما اذا كان الزبون سيتذكر ان لا وجود لمثل هذا الظل وقت الغروب سياخذ انهاء رسم الجدار وقتا طويلا انه منظر نسبي يتم رسمه حسب الرؤيا للفنان ولقد بدأت الصورة تتكون بالفعل من حوله كانت تحاول بهذا التفكير ان توصد باب عقلها على التفكير ببارت هاموند لو تجاهلته فلا بد ان يرحل في النهاية .
لكنه تمدد على الأرض فوق العشب الى جانبها رأسه مستند الى يده كانت تعلم انه يراقبها تعرف انه يقضم ساق عشبة طويل التقطه من الارض حتى انها تعرف اسم هذا النوع من العشب فهي درست انواع العشب في كليةالفنون وسمعته يقول " رموشك تشبه اسلاكا من ذهب "
التفتت اليه ترفرف رموشها نحوه لم تستطيع مقاومة الاغراء بعد ان اثار فيها روح المزاح حين عادت الى عملها تحرك نحوها وبدأ يمرر ساق العشب الذي يحمله على بنطلونها الجينز فتوقفت لتنظر اليه " انا اعمل ..على عكسك سيد هاموند يجب ان اعمل لاكل وقد يكون هذا امر دنيوي مني ولكني احب ان اكل على الأقل مرة في اليوم "
" وما الذي يجعلك تظنين اني لا اعمل "
" لكنن يواثقة انك تعمل فلا بد انك تتعب كثيرا وانت تجني ذلك المال "
" لماذا انت مهوسة بالتفكير بمالي ؟"
احست بلذع كلاماته " ومن هو المهووس ؟ انا لا اهتم البته "
" لكنك لا تتحدثين عن شيء اخر "
ولانه يزعجها ان تعترف انه قد يكون على حق قالت " انا لا اريد التحدث معك بالمرة "
" ولا انا "
حاولت ان تركز على عملها لكن افكارها كانت محتارة حول كيف تمكن من معرفة مكانها فسألته بعد صمت طويل " كيف وجدتني "
" انت قلت لي "
" استخلصت هذا بكل بساطة مني اليس كذلك ؟ "
" اجل ..بسهولة اخذ قطعة حلوى من طفل ام انك كنت تريديني ان اجدك ؟ "
" لا ...لم ارد "
" متأكدة ؟ "
" قطعا "
تراجع الى الخلف مستلقيا ويداه تحت رأسه جسده الطويل يلفه قميص كحلي وبنطلون جينز ورمي سترة مماثلة فوق العشب لم تستطيع مقاومة نظرة سريعة اليه " كيف يمكن لي ان اعمل وانت تراقبني ؟ "

اغمض عينيه " من يراقبك "
لم تستطيع مقاومة النظر اليه بين الحين والاخر لكنه ابقي عينيه مغمضتين نحله سمينة مثقلة بالرحيق انطلقت من الازهار القريبة باتجاهه وطافت حول رأسه الأسود الشعر فهمست كلير " لا تتحرك هناك نحله بقربك "
رد وعيناه لا تزالان مغمضتان " لست اطرش "
ببطء طارت النحلة مبتعدة وجلست كلير تحدق به وتفكر يا لهي كم هو جميل المحيا كانت الشمس تلمع على بشرته الناعمةة السمراء فتنعكس على شعره الأسود الكثيف فمه كان يلتوي قليلا فجأة اندفع نحوها وأمسك بكاحل قدمها وجرها عن الكرسي لتهوي بين ذراعيه فتلقاها على صدره يطبق يديه حولها ليشدها بقوة صاحت مذعورة لكن صيحتها انقلبت الى ضحك واغمضت عينيها بعد ان لاحظت مدي قرب الكوارتز الازرق المليئ بالمرح منها استلقت فوقه تنظر الى عينيه وتحركت يده بنعومه على ظهرها يجب ان تغضب فهذا جنون مطلق كيف ستتمكن من هذا ان تقنعه انها غير مهتمة به وتتركه يتصرف معها هكذا وسألته
" الا تعني لك كلمة لا لك شيئا "
" ليس الكثير "
اخذ يتلاعب بشعرها يتخلله باصابعه يفرك خصلاته الناعمة بين اصبعيه "شعرك كالمخمل المذهب ملمسة كالحرير رائحته لذيذة "
" ولكني اضطر الى غسله دائما فهو رقيق جدا ويدفعني الى الجنون "
تمتم وبريق عينيه يسخر " ويدفعني انا ايضا الى الجنون هناك أشياء كثيرة فيك تستطيع دفعي الى الجنون "
ردت مازحة " قاومها اذن "
" تساءل باسترخاء " ولماذا اقاومها ؟ انت جميلة جدا ولقد انتظرت ما بدا لي سنوات طويلة لاعانقك مجددا "
اول مرة عانقها كان يقصد ان يؤلمها ويذلها لكن هذه المرة سيكون الامر مختلف وتعرف هذا واحست بالأرض تميل تحتها كانت يداه تتحركان بكسل واثارة تتلاعبان بأعصابها وتحولت يداه الى حارة جذابة لم تكن تماثل شيئا عرفته من قبل كانت وكأنها تطوف في الهواء رأسها فارغ من كل شيء عدا الاثارة وأرجعت أصابعة شعرها الى الوراء وتحركت على خدها ببطء ونعومة تتلمس كل ذرة من بشرتها ولم تحاول الاحتجاج ، احست انه يتعمد اطالة التلمس وكأنه يغويها بحذر ومع ان عقلها الباطن كان لا يزال يصرخ محذرا الا ان ماكانت تختبره يصعب عليها مقاومته وأمسك بيدها ووضعها علي قلبه هامسا " تلمسيه كلير ..تلمسيه "
كان يجب عليها في هذه اللحظة ان تتراجع ان تدفع نفسها الة الوراء وتقول لا لكنها لم تفعل بل فتحت راحت يدها على صدره ونفخ الريح في الأشجار لتصفر الاغصان وكأنها المراقب المذهول لما يجري همس لها بصوت مخنوق " ترغبين بي اعترفي بذلك "
" اجل "
" ليس الان ..الليلة ..تعالي معي الى الفندق "
خسرها في هذه اللحظة بالذات فتصلبت واعتراها البرود وأحست فجأة ان الدفء والسحر قد تلاشي وتذكرت ما كانت قد نسيته وعاد عقلها يسيطر عليها من جيديد ليعيد جسدها الخائف الى الخضوع .
فاجأته دون ان يحتسب كان واثقا منها يحس بالانتصار حتى انه كان مسترخيا ينظر اليها بكسل لكنها دفعت نفسها عنه فجأة وجلست قبل ان يستعيد توازنه وكانت تقف حين كان يحاول الوقوف وعادت وراء الحاجز المعتاد وابتسامة ساخرة مرحة على فمها ساخرة " شكرا لك على الدعوة لكن لا شكرا سيد هاموند صحيح ان الدعوة مغرية لكن هنري لن يوافق عليها "
نظر اليها بغضب متوحش " انت تغيرين رأيك بسرعة "
" انا لم اغير شيئا "
" بلي لم يكن ماحدث تمثيلا لقد نلت منك وانت تعرفين ذلك "
" لن تنال مني مطلقا سيد هاموند "
وضع يداه في جيبه وهز رأسه بغضب "سنري حول هذا "
" اريدني ان اكتب لك هذا لتفهم ؟ انا لست معروضة لاحد "
تقدم منها وعيناه تلمعان " لا حاجة لان يعرف كارير اذا كان هذا ما يخيفك ؟ "
اشتد احمرار وجهها لن تكرر له انها وهنري ليسا سوي اخوين فلحماية نفسها يجب عليها ان يعتقد انها على عالقة او انه سيستمر في حصارها الا ان يحصل على ما يريد وقالت بازدراء " ماهذا الاقتراح الرائع اتظنني خسيسة الى هذه الدرجة ؟ "
بل اظنك ترغبين بي بقدر ما أرغب انا بك "
" لا "
" لا تكذبي " كان بامكاني ان اخذك الان بدون اى مقاومة واعترفت بنفسك قلت لي نعم وتعرفين جيدا ما يعني هذا "
" الا يانبك ضميرك لو اخذت مراة من الرجل الذي تعرف انها تحبه ؟ "
اخذ الغضب يحول وجهه الى قناع من القشاوة وقال " أخذك من اخيك ..لا يهمني اطلاقا كيف اخذك طالما اخذك "
نظرت اليه بتفهم مرتعب فجأة نظرت الى خطوط زجهه المتوترة نظرة مختلفة لا شيئ يوقفه عند حده انه نذل كامل وقالت له ببرود حاد " اري انك ناجح في ثراءك لكن كل مالك لا يهمني فما تطلبه فوائد لهذا الثراء محرم "
فكري بالامر كلير انا اريدك وسأحصل عليك واى انسان في البلاد يمكنه القول لك انني اصل دائما الى هدفي "
احست بالخوف فجأة وصاحت به " اغرب عن وجهي فلا اريد ان تقع عيني عليك مرة اخري "
" هذا نؤسف جدا لاني ساعود "
التقط سترته وعلقها فوق كتفيه الغضب جعبها تقول دون مقدمات " انا انتظر وصول هنري قريبا "
" هل ستتصلين به كي يسارع الى ابعادي عنك ؟ حاولي قصة غيرها كلير فانا اعرف الكذبة حين اسمعها على كل حال لا فارق عندي فعشرة من أمثال هنري لا تردعني عما أريد "
نظرت الى وجهه مفزعة تعلم جيدا ان هذا صحيح فعيناه تحملان شرار ينبئ عن ارادة صلبة لا تتزعزع
" حتى ولو عرفت اني احبه ؟ "
" اذن فهو حبيبك ؟ اعترفت بهذا اخيرا ؟ لماذا تكذبين اذن ؟ اتظني اني لم الاحظ كيف كانت عيناك معلقتان به طزال الحفلة ؟ "
" هذا ليس من شأنك "
" على الاقل حصلت على الحقيقة الان فانا أفضل ان اعرف موقفي ..لماذا لا تتزوجيه ؟ "
" انه لا يؤمن بالزواج "
" وانت ؟ "
" لا "
" لا تبدين واثقة ايرفض ان يجعلك امراة شريفة ؟ "
همست " ايها القذر "
" اسف اذا كانت الحقيقة تؤلم " نظر اليها مطولا ثم استدار ليبتعد عنها عبر المرج الاخضر .
لم يظهر بارت مرة ثانية خلال لقامتها هناك اكملت الرسم بانتظام دون مقاطعة لكن مع ان ايامها كانت هادئة دون ازعاج الا ان لياليها لم تكن كذلك فهي لم تستطيع النوم كانت تتقلب في فراشها تحاول ايقاف تفكيرها من التفكير باشياء تفضل ان تتجاهلها لقد لمس بارت وترا حساسا فيها اثار رغبة صرفه وهذا شيئ بعيد عن المشاعر المترددة الرقيقة المحركة التى قد تتلازم مع هذه الرغبة لطالما كانت تحس ان الحب حين يحدث لها سيكون خليطا من الاثنين لكنها لم تكن لترغب ان تحس بهذا نحو بارت فهذا كارثة لها .
سفح التل الاخضر الاشجار طرف البحيرة البعيد الظلال المتناثرة اصبحت مرسومة على اللوحة ممزوجة بالذكرياتوظهر هذا جليا علىاللوحة كيف يمكن لها ان لا تظهرها ؟ بكن الزبون على اى حال لم يدرك اى عمق مخبأ فيها بل نظر الى المنظر الطبيعي وشاهد فيه ما كان دائما يشاهده في الطبيعة وأحس بالرضا .

عادت الى اوتاوا لينظر اليها هنري بحدة وهى تدخل المنزل لكنه لم يقل شيئ لكنها احست انها شفافه امامه وكأن ما يحدث في داخلها مكتوب بأحرف كبيرة على وجهها .
تناولا العشاء مع ايف وديرك في الامسية التالية وكان الطعام ممتازا حتى ان كلير تراجعت الى الوراء في كرسيها متنهدة " سأظطر الى اتباع حمية لمدة اسبوع "
قال ديرك " لكنك بحاجة الى بعض اللحم علي جسدك حين شاهدتك ظننتك عودا داخل بنطلون "
رفرفت رموشها نحوه ممازحة " لكن قيل لي اني مثيرة بالبنطلون "
سألها ديرك " ومن قال هذا ؟ "
ضحكت " رجال "
تضاهر ديرك بارعب " يا الهي يافتاه لا يمكنك معرفة نتيجة مثل هذا الكلام "
" اوه ...لدي فكرة خبيثة عن هذا "
" ايتها الوقحة المفسودة "
ابتسمت له بخبث فمد يده يحاول الامساك بيدها بشكل اخرق يداه كانت يوما رشيقتان قويتان ويؤلمها ان تري الان حركتهما العاجزة لكنها ابتسمت له بمرح " ايف زوجك يغازلني "
نظرت اليها ايف من باب المطبخ حيث كانت تصنع القهوة مع هنري وصاحت ساخطة " ابعد يديك عنها ديرك ايها الكريه الا يمكنك ابعاد يديك عنها ؟ "
" انها تحرك الوحش في نفسي "
رد هنري " ليس فيك فقط لديها رجل ثري يدور حولها مؤخرا "
احمر وجه كلير فاستدارت اليه عيناها تطالبان ان يتخلي عن الموضوع فرفع حاجباه بحدة لكن ديرك كان مغتبطا لسماع اشاعة تثير اهتمامه فانحني في مقعده " ماهذا ؟ اشم رائحة علاقة سرية ؟ " التقت عينا كلير بعيني هنري ولمح فيها الاذن بالرد فقال " اتذكر اني اخذتها في حفلة منذ اسابيع ؟ التقت هناك برجل اسمه بارت هنري جحظت عيناه لاجلها "
ازداد احمرار وجهها وصاحت باحتجاج " لم اقل لك هذا "
قال ديرك " هاموند ..اهو صاحب سفريات هاموند العالمية انها مؤسسة قديمة العهد واعرف مبناهيا جيدا انه افضل ابنية المدينة في الشارع الموصل للمرفأ "
ارتسمت بسمة توتر على وجهه الكل يعرف انه لم يغادر المنزل منذ أشهر طويلة ثم تلاشت عن وجهه بالتدريج واطلت ايف من فوق كتف هنري انها امراة رقيقة الجسم سوداء العينين والشعر تعلمت كيف ترسم البسمة على وجهها دون اظهار شيئ من مشاعرها الداخلية وكان زوجها يتابع الحديث مع كلير " يجب ان يدعوك معجبك لزيارة المبني بالكاد ترين اليوم مبني مثله قديم الطراز لا يزال يستخدم للغرض الاصلي الذي بني من أجله انه من خمسة ادوار وبني في اوائل القرن التاسع عشر كشركة سفريات ونقل بحري "
تنهدت كلير " اشك حتى في ان اراه ثانية "
" هذه تنهيدة من القلب هل تتمنين رؤيته ام العكس ؟ "
ضحكت " هنري يبالغ كالعادة لم يكن الامر بهذه الأهمية "

وهما عائدان الى المنزل قال هنري بلهجة اعتذار " اسف لذكر هاموند "
" لا باس الامر لا يهم "
" لكنن يأظن انه مهم هل اثر عليك كلير ؟"
" ماذا تعني بحق السماء "
" شيئ ما حدث هناك لقد بدوت مختلفة حين وصلت "
" هذا غير صحيح "
" لم اكن احدق بك جيدا "
" لا شيئ يستحق التحديق التقيته مرتين ولم يحدث شيء كان هنري يحترم خصوصياتها كما يتوقع منها ان تحترم خصوصياته لكنه لم يكن اعمي عن التغيير فيها وقدم لها فرصة الافضاء اليه بهمومها لو ارادت لكن برفضها الفرصة بهدوء لم يعد هنري للسؤال وكانت ممتنه له للباقته فهي لا تريد حتى ان تفكر ببارت هاموند .
مضي شهران على هذا حين ذهبت كلير مع هنري لحضور معرض اقامه اصدقاء هنري وكانت كلير مشرقة وهى تتحدث الى صاحب المعرض الطويل النحيل كان دائما يغازلها متوددا حين يلتقيها وهذا ما كان يفعله الان وكانت كلير تبتسم له وهو يتحدث اليها تقدم هنري من خلفها ليدس ذراعه حول خصرها ويضع ذقنه على كتفها " ماذا تفعلان ؟ الا استطيع تركك لحظة لوحدك يا فتاه ؟ "
ضحك صديقه " انها اجمل من ان تترك لوحدها "
التفت اليها هنري وقال موبخا " انت تبعيدين الرجل عن جمهوره المتشوق "
رد الرجل " لا شيء من هذا هنري اذهب من هنا كنا علي خير ما يرام من دونك "
تساءلت كلير عن سبب تدخل هنري فقالت للرجل " ربما يجب عليك ان تدور حول مدعوييك "
انحني الرجل معتذرا وقبل يدها وابتعد يصفر لحنا اغنية الغيرة بطريقة مقصودة ..وتمتم هنري " هاموند هنا ؟ "
" الهذا جئت ؟
" اعتقد انك يجب ان تعرفي فقد كان يراقبك منذ عدة دقائق "
احست بان عينيها تتجولان غصبا عنها تفتش عنه فوقف هنري يسد عليهاالرؤيا فنظرت اليه متسائلة " لا داعي للدراما هنري لن يقفز علي كالنمر الكاسر "
عبس في وجهها " لم تري نفسك عندما عدت من البرتا وليس لدي رغبة في ان اراك في نفس المنظر مرة تخري "
لم تستطيع رفع نظرها اليه فاكمل " انه ياثر فيك كالسم "
امسكت يده بشدة " هنري هناك شيئ يجب ان اقوله لك قلت له اننا حبيبان "
اتسعت عيناه ذهولا " ولماذا فعلت هذا ؟ لا تقولي دعيني اخمن "
" انت غاضب وعفت انك ستغضب انا اسفة هنري لم يكن من حقي ان اكذب حولك بشيء وانا اسفة لاحراجك "
" لا تكوني حمقاء الامر لا يزعجني الا انه يظهر لي كم كان يضايقك ما كنت ستكذبين هكذا لولا سبب وجيه "
زادت قتامه لونها واطرقت ارضا فأمسك يدها يرفعها الى فمه ويقبلها " لا تقلقي طفلتي سأبعده عنك لطالما لعبت دور الحارس لي من قبل "
من خلف كتفه لمحت كلير وجها يتقدم فقالت تضحك " ستحتاج الى من يحرسك الان "
شاهدت الحذر يقفز الى عينيه لكن قبل ان يستطيع التحرك كانت ايفلين مور تعانقه وتقبل خده " هنري حبيبي "
" مرحبا افلين اتتمتعين بالعرض " أبعد نفسه عنها وأمسك بيد كلير لكن افلين تجاهلتها ونظرت الى هنري بشوق انها امراة متفجرة بتصميم لا يصدق ولم يجد هنري يوما القلب ليتعجرف عليها ويصدها دون رحمة كي تفهم الرسالة لكن تهربه المهذب منها لم يجده نفعا فقد كانت تلاحقه دون ان تلاحظ انه لا يبادلها الاهتمام وقالت له " أظن اني حصلت لك على زبون "
لكنه تمسك بكلير قلقا لكنها لم تكن تنظر اليه بل الى الرجل المواجه لها في المجموعة الصغيرة التى وصلت اليها وكان يعيد اليها نظراتها واشتدت يد هنري علي ذراعها حين رأي بارت لكن افلين كانت تقوم باللتعارف وتبادل الكلمات المهذبة بطريقة ما تمكنت افلين من الفصل بين كلير وهنري وبطريقة اخري اصبح بارت يقف جانبها لترفع عينيها اليه باحساس عاجز تماما .
وضع يده تحت مرفقها فتركته يحركها بعيدا عن المجموعة كان قلبها يضج صاخبا بطريقة تثير اليقام وعيناها تلمعان واحست بالحمي حين تبادلت النظر معه
" تساءلت عما اذا كنت ستحضرين المعرض "
" جو صديق قديم لهنري "
" صحيح ؟ لدي انطباع بانه متيم بك "
" ماذا تفعل هنا ؟ لم اكن اعلم انك نصير للفن "
" انا هنا على امل ان أراك "
لم تستطيع النظر اليه وهي فارغة الفم كالسمكة الغبية الخارجة من الماء وضحك فجأة " اتصدين الذباب "
اقفلت فمها فتحرك نحوها وعيناه على وجهها " تناولي العشاء معي "
هزت رأسها نفيا لم تجرؤ على تجربة صوتها فامتدت يده الى ذراعها لتحس بالرجفة للمسته ارادت ان تقول نعم وتعلم انها كانت تتوق لتكون لوحدها معه لكن هذا ما لا تريده ولا يجب ان تفكر فيه مر امامهما صاحب صالة العرض وتوقف ينظر الى بارت نظرة احترام وابتسم لكلير فردت عليه " مرحبا دايفيد "
" اهلا بكما في المعرض وابتسم ثانية لبارت فعلمت انه تعرف اليه ويأمل ان يكون قد اكتسب زبونا جديدا لكن بارت نظر اليه نظرة حادة بالرغم من انها لم تكن شريرة الا ان الرجل ابتلع ريقه بصعوبة وابتعد فلم تتمالك كلير نفسها من الضحك والتفتت الى بارت " حيلة بارعة ولن يجرؤ بعد الان ان يطلب منك قرضا فلا بد انك تبدو مرعبا وراء مكتبك "
ظهر هنري فجأة قربهما فادار بارت رأسه ونظر اليه ببرود ورد له هنري النظر ببرود مماثل قسمات وجهه النحيل مليئة بالعدائية ثم ادار وجهه الى كلير " اقادمة لرؤية اللوحات كلير ؟ "
رد عليه بارت من بين اسنانه " كنا نتحدث " وتغير وجهه فجأة اخذ ينظر الى هنري كمن ينتظر الفرصة لضربه لا يكاد يسيطر على العنف الذي تملكه سارعت كلير تتدخل قائلة لهنري " اتمانع لو تناولت العشاء مع بارت ؟ "
ادار الرجلان رأسيهما نحوها هنري غير مصدق وعينا بارت ضيقتان من الريبة .
رد عليها هنري بحدة " لا استطيع منعك "
لكن هذا لم يكن كل ما قاله لكن ما تبقي قاله بصمت عيناه تسؤلانها ماذا تظن نفسها فاعلةة ؟ هل جنت ؟
وضع بارت يده تحت مرفقها ودون كلمة لهنري قادها الى خارج المعرض تاركا هنري يحدق فيها مذهولا .


منة الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس