عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-09, 11:00 PM   #16

منة الله
 
الصورة الرمزية منة الله

? العضوٌ??? » 53821
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 186
?  نُقآطِيْ » منة الله is on a distinguished road
افتراضي



الفصل الخامس

ليت عيناي لم تقعا عليه

جاء الربيع وسافرت كلير بسيارتها الى سفن ايلندز على شاطئ خليج سانت لورنس لتقيم هناك لفترة في منزل ريفي يقع في السهول الواسعة على طول الساحل الشمالي للاطلسي صاحب المنزل ضابط متقاعد في البحرية الملكية الكندية فاوضها بانه ستانلي بيرلنغتون لرسم منزله القديم الطراز مع المناظر الطبيعية التى تحيطه بعد ان شاهد والده لوحة لها في منزل صديق .

بدا لها السيد بيرلنغتون رجلا مهما لكن لم تكن تدري كيف ولماذا ومن هو ومعلوماته في الفن ضئيلة لكنه تأثر بجمال كلير وارتاب بخبث في ان كرمه في رفع اتعابها مرده الى اعجابه بها اكثر من رغبة ابيه في الحصول على لوحه لها .

كان قد مضي على وفاة ديرك تسعة أشهر وامضت مع ايف بضعة اسابيع لطيفةى تقريبا في ايطاليا لتعودا بعدها بسرعة الى خريف كندا وأوراق الشجر البنية الجافة تتطاير في الهواء بفعل الريح والشتاء الذي تلاه كان مكفهرا حصلت ايف خلاله على عمل في مخزن شهير بسبب حاجتها الى التسلية اكثر من حاجتها للمال ومع انها لم تستطيع ان تعود تلك المرأة المرحة المفعمة بالحيوية لكن كانت تبعتد بالتدريج عن هزالها وانكماشها .

عملت كلير باندفاع واستغراق تجبر نفسها على التركيز على عملها وسافر هنري الى فلوريدا ليرسم كان قد كسب ما يكفي في العام المنصرم ولم يكن بحاجة الى ان يكسب الكثير لفترة لذلك اخذ فرصة لنفسه كي يرسم ما يحلو له لمتعته وهذه هى القصة التى ارادها ان تعرف رسميا الا ان كلير كمانت تشك في انه انما يحاول الابتعاد عن ايف فقد كان يشعر بالحزن لرؤيتها طوال الوقت وهو يعرف انها تعيش لوحدها في منزلها يقاوم الاغراء في ان يتخلي عن حذره معها وهكذا احس بالتعب واحتاج الى راحة طويلة .

وجدت كلير المنزل الريفي بصعوبة كان اسمه فورست دان اى عرين الغابة لكنه كان يختبأ في شبكة من الطرقات الصغيرة الريفية بدت وكأنها تدور في حلقات مع صوت ورائحة البحر تقترب وتبتعد طوال الطريق ، حين اقتربت كانت الشمس بعد الظهر قد بدأت بالأفول تتجه بتغطس في مياة البحر اللؤلؤية عند الأفق وبدا المنزل ضخما مهيبا وسط الأشجار المحيطة به وبالشاطئ لكن ما ان وصلته حتى تلاشت كل هيبته لينقلب الى منزل قديم الطراز يميل الى البساطة يدين بجماله الى ما يحيط يه .

لاقاها الكابتن بيرلنغتون يصافحها بترحاب كان رجلا شديد البنية أشيب الشعر بعينين زرقاوين قاسيتين وصوت عميق النبرات كانه صوت جرس ضخم شعره القصير يكاد يكون فضيا ومسترسلا وهو يتقدمها وأصر على ان تتناول معه الشاي ثم قادها حول المنزل يظهر لها لوحات مائية التلوين لافارد أسرته ولاحظت ان كل اللوحات من رسم الاناث يبدو انه يؤمن بان الرسم مهنة لا تليق الا بالنساء وقال لها " لكنك ترسمين بالألوان الزيتيه هل ترسمين في الداخل ؟ "
شاهدته ينظر الى سجاده الثمين وكانه يخاف من فكرة تلطيخه بالدهان الزيتي فاجابته " هذا يتوقف على الطقس والى المدة التى تريدني ان أبقي فيها "
" اه خذي قدر ما تشائين من وقت فانا اتمتع بالصحبة الجميلة اجل قدر ما تشائين "
كان فخورا جدا بمزله فقد كان ملكا لعائلته لاكثر من مئة وخمسون سنة منذ ان حطت قدما اول مهاجر منهم أرض الوطن الجديد قادما من بريطانيا وسألته " وهل بني لاجل عائلتك ؟ "
هز رأسه " لا لا بل هو أقدم من هذا بكثير لقد اشتراه جدي الاكبر والأ**** حوله جميلة جدا "
" وهل لديك منظر محدد تردني ان أرسمه ؟ "
" فكرت بمنظر المنزل من الأمام والأشجار عند الشاطئ والساقية تخترقها "
" سيكون منظرا رائعا "
ظهر عليه الارتياح وابتسم موافقا " عظيم لقد شاهدت لوحتك لمنزل مورتيمدر وأعجبني كثيرا انه بالضبط ما أريده "
هزت كلير رأسها فقد سمعت كل هذا من ابنه ووعدته ان تعطيه لوحة لها تاثير المطلوب قائلة انها ستجوب المنطقة في الغد لتفتش عن الموقع الملائم .

بطريقة عجائبية كان الربيع ينتشر بسرعة مبكرا في الريف والمنطقة التى تحيط بسفن ايلندز لك تكن هى المكان الأكثر دفئا في كندا فالمعروف ان الجليد يغطي المنطقة تلك خلال الشتاء الا ان جو الأطلسي كان يسود بسرعة خلال الربيع حيث كانت الأزهار تنتشر بسرعة بين الأعشاب التى تتغذي بمياه السواقي التى تصب في خليج سانت لورنس الصباح والمساء كان يجيبان الضباب كثيف رطب يقطر من الشجر ليترك قطرات الندي فوق العشب احيانا كانت الشمس تسبح مرتفعة من وسط الضباب وكأنها القرص الاحمر واحيانل يبقي النهار دون شمس وبارد وفي هذه الاجواء قادت كلير سيارتها في المنطقة ووجدت ان الطقس ابرد من ان تتمكن من الرسم في الخارج مضي عليها اسبوع في فورست دن دون تقدم يذكر في رسمها ، حين وصل ستانلي لقضاء نهاية الاسبوع انه شاب وسيم ساحر اشقر لوحته الشمس الي درجة السمرة له ابتسامة سريعة وعينان فيهما اهتمام رجالي وهما ينظران الى كلير وقال لها صباح السبت " انت لا تريدين العمل في عطلة الأسبوع ضعي فرشاتك جانبا ودعينا نلعب "
ابتسمت ابتسامه ممازحة على فمها "نلعب ماذا ؟ "
" هذا وذاك هناك قارب في الساقية هل استخدمته بعد ؟ "
" بدا لي غير امن "
" هراء "
وجرها نحو الساقية التى تحفها الأعشاب المرتفعة وطاف بهماالقارب ولكنهما كانا مظطران لافارغ الما منه بشكل متواصل لان الماء كان يتسرب اليه بسرعة خطيرة بطريقة ما جعلهما هذا يضحكان باستمرار خاصة حين سكب ستانلي الماء على ساقيه بدلا من ان يرميه في الساقية وأمضيا صباحا ممتعا بعد الغذاء ذهبا الى ملعب التنس الذي مضي علي زمن طويل لم يجز عشبه ومع ذلك تمتعا بوقتهما وكان ستانلي لاعبا سيئا لكن ربما كان مرده هذا الى طول تحديقه في ساقيها الطويلة الناعمة وهى تلاحق الكرة فالتنورة القصيرة الخاصة باللعب كانت لاخته واندا التى تعيش في لندن حين سألته قبل ان ترتديها " الن تمانع اختك ؟ " اكد لها انها لن تمانع اطلاقا فلديها من الملابس التى لا تريدها اطلاقا
" انها فتاه مبالغة الاسراف ولهذا تعيش في اوتاوا فهي تبقي عينهيا لتصطاد مليونيرا هناك وهى بكل تاكيد تحتاج الى مليونير لانها تصرف المال مثل الماء ولا اعرف كيف يستطيع والدي اعالتها "
" الا تعمل ؟ "
حين ضحك علمت ان سؤالها سخيف
" واندا تعمل ؟ انت تمزحين دون شك "
" وكم عمرها "
" عشرون عاما مع انها تتصرف وكأنها في الثانية عشر "
ضحكت كلير " جميلة كما اتصور ؟ اذا كانت تامل في اصطياد مليونير لا بد ان تكون جميلة "
" اه انها جميلة اما انت ففاتنه ولا بد تعرفين هذا ولا استطيع التصديق انك رسامه هل انت جيدة في عملك "
سألته بدهشة " اتعني انك لا تعرف ؟ ظننتك رأيت بعض أعمالي "
" ابي شاهدها ولكن فكرته عن الفن لا تتعدي الاعجاب ببعض المناظر "


منة الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس