عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-17, 01:33 AM   #9

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
ارتدت فستاناً من الحرير احمر داكن اللون وانتعلت الكعب العالي.
خرجت من غرفتها وتوجهت الى بوابة الفندق ولكنها فوجئت به ينتظرها في سيارته امام المبنى الذي يسكن فيه مع بقية الموظفين.
فقالت له بينما يساعدها في الدخول الى السيارة:
- اعتقدت وكما قلت لي قبل الآن، بأنك ستصطحبني من امام بوابة الفندق.
فسألها بنوع من السخرية:
- وهل تمانعين ذلك خوفاً من ان يشاهدك زملاؤك وأنا اصطحبك من هذا المكان؟.
اجابت بطريقة تدافع بها عن نفسها:
- لا، ولكنني اعمل بوجهة نظرك كما اشرت علي في البداية وحذرتني.
- ان هذا الأمر يعنيني انا وحدي ولاشأن لأحد في ذلك.
ثم اقفل باب السيارة بكل هدوء وهو ينظر اليها قبل ان يتابع كلامه:
- هل أنت مستعدة لتتصرفي مثلي تماماً؟.
قالت دون ان تمنح نفسها لحظة تفكير:
- نعم.
ابتسم لها مشجعاً وقال :
- عظيم.
استدار حول السيارة وجلس وراء المقود ليدير المحرك، لاحظت ليزا بأن رطوبة الجو قد ارتفعت هذه الليلة على غير عادتها ، بينما انطلق بالسيارة يخرج من الطريق الخاص للفندق.
----------------------------------------
كيف يشعر المرء عندما يكون صاحب فندق عظيم مثل فندق رويال؟.
سألته ليزا دون أن تشعر ، وتمنت لو انها لم تطرح عليه مثل هذا السؤال عندما وجدت الدهشة الشديدة مرتسمة بكل معانيها على ملامح وجهه.
اجابها:
- اعتقد بأنه لا يختلف عن أي فندق آخر.
- ولكن من المؤكد بأنك تفتخر بنجاحه وشهرته.
كان جوابه عليها صريحاً وواضحاً:
- لو لم يكن كذلك، لما استمريت به وذلك لأنه يقع على اجمل تلة في هذه الجزيرة ويشرف على اروع المناظر الطبيعية، فمن حسن حظي ان يكون لي مركزاً مهماً في هذه الممطقة، صحيح أن بوسطن من الولايات التي يهنا المرء في العيش فيها ولكن طقس شتاءها رديء جداً، على فكرة ، هل سبق أن قمت بزيارتها؟.
أجابت ليزا:
- لا ابداً ، فأنا امضي دائماً اجازتي في انحاء اوروبا.
- في رحلات تثيقيفية.
ضحكت ليزا وقالت:
- ليس تماماً، لأن اجازتي عادة تكون في فصل الشتاء، حيث يتسنى لي أن امارس رياضة التزلج.
سار برت في سيارته في طريق الساحلي، ولكنه توقف فجأة ودون سابق انذار، وذلك لأن السيارة التي كانت امامه توقفت فجأة دون أن يراعي سائقها بأنه قد يكون وراءه سيارة اخرى، لكن برت لم يغضب لذلك وتصرف بكل هدوء وهو يقطع عنها ويستمر في طريقه.
فقالت ليزا وكأنها تستنكر مثل هذه الأمور:
- ألا يكلف السائقون هنا انفسهم وينظرون في المرآة عندما يقررون التوقف فجأة.
اجابها برت ببرود:
- حتى لو أنهم نظروا في المرآة فذلك لن يغير شيئاً من عاداتهم، على فكرة هناك منطقة جبلية قريبة من بوسطن وتعتبر من الأماكن الممتازة للتزلج وانصحك ان تجريبيها في وقت من الاوقات.
فكرت ليزا بألم ، انه من الصعب ان يكون في كلامه دعوة لها الى بوسطن لتمارس رياضة التزلج التي تحبها ، انها فقط نوع من المحادثة بينهما، فأجابت بأسلوب ارادت فيه ان تظهر طبيعية:
- اعتقد انني سأتمكن من ذلك، ولكنني سأتذكر ذلك دائماً.
بقي برت صامتاً بعد ذلك لعدة دقائق وكان بين الفينة والفينة ينظر اليها ، لاحظت ذلك وأملت بينها وبين نفسها ان لا يكون ، قد ابتدأ يمل من رفقتها ، فأخذت تفكر بموضوع ماتحدثه به.
سألته واليأس يملأ قلبها:
- إلى اين نحن ذاهبان؟.
اجابها بنبرة لم تستطع ان تدرك منها أي شيء يطمئن لها قلبها:
- اننا ذاهبان الى مكان اعرفه يقدم طعاماً شهياً، كما وان صاحبه صديق قديم لي، واعتقد أنه سيعجبك ايضاً.
كادت ان تجيبه ، طبعاً سيعجبني طالما أنه يعجبك ولكن كرامتها منعتها من ان تقول له ذلك، ثم قالت باهتمام:
- يبدو لي انه مكان مشوق، فهل تذهب اليه دائماً.
- في الأوقات التي أشعر فيها بالاحباط فقط، لأنني أجد الراحة والهدوء عندما اختلط بالسكان المحليين.
تمنت ليزا ايضاً ان تجد في هذا المكان الراحة والهدوء لنفسها المضطربة، وعندما وصلا الى المطعم الصغير الذي لا يسع الا لستة طاولات فقط وقد شغلت طاولتان منها .
--------------------------------------
استقبلهما صاحب المطعم بابتسامة عريضة ، واندفع قائلاً:
- واخيراً احضرت معك سيدة ياصديقي، ماذا تطلبان؟.
ابتسم برت ابتسامة واسعو وقال:
- كوبان من عصير البرتقال ، ليزا اعرفك على موسز ليفينغ ستون جونسون.
فهتف موسز قائلاً وهو يشير بيده التي تشبه المطرقة إليهما ليجلسا الى احدى الطاولات:
- أي صديق لبرت يكون صديقي انا ايضاً، اعطني شالك لأضعه جانباً ايتها السيدة.
اعطته ليزا الشال وقد شعرت بالانتعاش يملأ كيانها لحيوية الرجل وحسن استقباله، كذلك رحب بها الزبائن القلائل الذين وجدوا في المطعم دون أن يظهر عليهم أي امتعاض لوجود امرأة بينهم.
ثم سأل موسز برت:
- هل ستنتاولان طعام العشاء عندي؟.
ووضع عصير البرتقال امامهما.اجابه برت:
-طبعاً، وهل لنا غير عندك؟.
- اذاً من الافضل ان تختارا ماتريدان قبل أن يزدحم المطعم، وانصحكما بالكالالو.
فسر برت لليزا قائلاً:
- ان الكالالو هو نوع من السمك المفضلة لدي.
ابتهجت اسارير وجهها قائلة:
- اذاً فأنا متأكدة بأنه سيعجبني ايضاً.
لمعت عينا برت وقال:
- اشربي العصير اولاً.
امتلأ المطعم بعد فترة قليلة بالزبائن كما اخبرهما موسز، لاحظت ليزا ان جميع من دخل اليه كانوا يعرفون بعضهم البعض، لابد وانهم من الزبائن الدائمين لهذا المطعم ، ولكنها شعرت وفي الوقت نفسه بارتياح كلي لجو الألفة والمحبة بين الجميع ، بالرغم من أنها كانت تجد صعوبة في فهم بعضا الالفاظ الغريبة عنها.
اما برت فقد بدا وكأنه في وسط اهله ومحبيه وأخذت ليزا تصغي اليه وهو يمزح مع موسز ويقهقه عالياً بانشراح تام، ادركت بأنها تحبه حباً كبيراً يعجز اشهر الأدباء عن شرحه ونقله الى القراء، انه ولأول مرة يصطحب امرأة معه الى هذا المكان ، هذا ماصرح به موسز عندما دخلا اليه ،وقد ادخل هذا النبأ السعادة الى صدرها، تذكرت انريا او تستمتع بجلوسها وسط السكان المحليين والمتواضعين في هذه الجزيرة.
مر الوقت بسرعة دون ان تشعر به وقد تجاوز منتصف الليل ومع ذلك كانا أول من غادر المطعم ، وقد اعتذر برت من صديقه موسز بأنه سيسافر في الصباح الباكر.
عندما اصبحا في السيارة سألها برت:
كيف وجدت هذا المطعم؟.
هتفت ليزا تقول من صميم قلبها:
- انه مكان رائع ولاشك في ذلك، كما انني لا اعتقد بأنني استمتعت بوقتي كما استمتعت به اليوم!.
- يسعدني جداً ان اسمع منك ذلك ، كما أنه يؤسفني ان اكون مضطراً الى فراقك صباح الغد، ولكنني اعدك انني ساعود في أسرع وقت ممكن، مايحيرني هو هل تشعرين بنفس ما أشعر به وانك ستكونين على انتظار حار لعودتي؟.
حجبت عنها ظلمة الليل في ان تقرأ في ملامح وجهه أية تعابير تذكر، وذلك لأنها لم تستطع ان تفهم من نبرة صوته مايجول في خاطره ويشعره به في اعماقه تجاهها.
-----------------------------------------
اجابت مرواغة:
- وماالذي تعتقده؟ انني سأكون غير ذلك؟.
- انني فقط اريد أن اتاكد من الأفضل أن نعود حالاً، لأنني يجب ان ارتاح لأكون بكامل حيويتي ونشاطي في الصباح الباكر.
أوقف سيارته امام المبنى المخصص لو ظفي الفندق وقال:
- الى اللقاء ياليزا، انتبهي الى نفسك!
اخذ الألم يعصر قلب ليزا وهي تنظر اليه يبتعد بسيارته عنها، وشعرت بأن الاسبوع القادم سيكون اطول اسبوع يمر عليها في حياتها .
لكن الاسبوع قد امتلأ اكثر من كل الأسابيع بالعمل بالنسبة اليها ، فقد انهالت عليها الطلبات من خارج الفندق ايضاً، وذلك بعد مديح فيليستي ديردون بقدرتها واسلوب علاجها المميز وقد لمست كل ذلك منها بعد عدة جلسات لتصبح بعد ذلك من الزبائن المواظبين.
كان زوج فيليستس يكبرها بسنوات عدة، وقد تقاعد ليمضي معظم اوقاته في هذه الجزيرة الرائعة، ولكن يظهر ان زوجته لم تكن مرتاحة لبقائها الدائم هنا.
وفي احدى الجلسات معها قالت لليزا:
- هذا لا يعني بأنني لا أحب هذا المكان ، ولكن الشمس والمناظر الطبيعية ليست كل شيء في هذه الحياة، ان المرء في النهاية يشعر بالملل والضجر ويحن الى ضوضاء المدينة ، اشعر بالغيرة احياناً منك لأنك منهمكة طوال الوقت في عملك ولا تشعرين بما اشعر به من الملل.
- ولكن اكثر الناس يعتقدون بأنك سيدة محظوظة لأنك لست بحاجة الى العمل، فتقومين بكل مايخطر ببالك وفي اي وقت تشائين.
- ذلك اذا كان هناك من شيء يستحق القيام به، وبالطبع مع شخص ترتاحين اليه .
فقالت ليزا مقترحة عليها:
- ماذا عن اندريا جوردان ، يمكنك ان تقومي بمشاريع مسلية معها، لأنها تمضي اكثر اوقاتها في هذه الجزيرة.
اجابت فيليستي بجفاف:
- لا اعتقد بأنها تناسبني ، على أية حال فاندريا لن تمنحني يوماً لأقضيه برفقتها.
- لكنها تدعوك الى حفلاتها.
- ان ذلك من باب التملق وحب الظهور، لأن اندريا تعتقد بأن الشخص الوحيد الذي يثير اهتمامها هو برت ساندرسون ولا احد غيره ،على كل انا لا الومها فبرت رجل مميز الأوصاف ! لا ترين ذلك ايضاً؟.
جاهدت ليزا لكي تحافظ على هدوء نبرة صوتها وقالت:
- كيف لي أن اعرف ذلك.
- آه، لا تتجاهلي الأمر ياليزا، فالكل يعلم بأمركما ، وذلك لأن الجزيرة الصغيرة وعدد سكانها ضئيل كما وان الشائعات تقول بأنك كنت مهتمة بغاري كونواي في البدء الى أن ظهر برت في حياتك.
اجابت ليزا :
- ان هذه الشائعات لاصحة لها مطلقاً ووجودي هنا فقط للمهنة التي امارسها.
- يمكنك ان تنكري هذه الشائعة ماشاء لك في ذلك ولكنك لن تتمكني من اقناع الجميع بما يرونه ويلمسونه ، انك تملكين الجمال والجاذبية كأي فتاة اخرى، ولكن برت لم يصرف اهتمامه لأحد سواك ، فكيف تمكنت من حعله يميل إليك؟.
------------------------------------
قالت ليزا وقد شعرت بعدم قدرتها على متابعة الحديث قد طال بيننا وتجاوز الحد ، على اية حال لقد انتهت فترة الجلسة.
- ياللأسف .
ثم نظرت اليها بخبث وتابعت تقول:
- ولكن يجب ان تعلمي بأن مابينك وبينه لن يطول.
لم تعلق ليزا بكلمة واحدة بل شعرت بارتياح شديد والسيدة الكبر سناً منها تبتعد عنها وتخرج من غرفة الرياضة، انها تعلم بأن ماقالته فيليستي اخيراً ليس مزاحاً، بل أنه امر حقيقي، ولكن الوقت قد فات الآن لتفكر به وقد باتت متعلقة ببرت قلباً وروحاً.
كان ريتشارد هو خير الاصدقاء لتمضي اوقات فراغها معه في غياب برت.
قال لها مرة في احدى المسيات وهما يتناولان طعام العشاء:
- لا ادري لماذا برت مايزال يصر على ان تنهي الفترة التجريبية بكاملها خاصة وبعد ان اثبتت جدارتك وكفاءتك! هل سمعت شيئاً عن اخباره مؤخراً؟.
حافظت ليزا على هدوئها وقد بدأ الحديث يدور بينهما عن برت واجابت:
- انني لا انتظر منه ذلك.
سألها بطريقة مشككة:
- بالرغم من انكما امضيتما نهار الحد بطوله مع بعضكما؟.
تظاهرت بعدم المبالاة وقالت:
- انك تعرف ذلك المثل الشائع بعيد عن العين بعيد عن القلب.
- لكن ليس بالنسبة اليك ياليزا ، فلا تحاولي ان تخدعينني ، انك تحبينه.
اجابت ليزا بصراحة:
- حسناً ولكن لا تقلق بشأني يمكنني أن أتدبر امري.
سألها بلطف:
- هل حقاً يمكنك ذلك؟.
حاولت جهدها لتظهر له الصدق في الكلمة الوحيدة التي اجابته بها:
- نعم.
- اعتقد بأنك تغالطين نفسك، فالذي الاحظه ان من الصعب عليك ان تتجاوزي هذا الامر وبأعصاب باردة كأن مابينكما قد انقطع.
فقالت له:
- انت مخطئ باعتقادك بي، فأنا ممن لا يعيشون بالأوهام فلو رجع برت في نهاية عطلة الاسبوع لن تكون عودته مردها انه لايمكنه العيش بدوني.
- كيف يمكنك أن تكوني متأكدة من مشاعره نحوك، فهل لمح لك بشيء ما؟.
- لا، انما من تمنعه عن الاتصال بي ليؤكد عودته وموعده معي في نهاية الاسبوع، افلا يعطيك هذا تفسيراً وافياً؟.
نظر ريتشارد اليها بعينين ضيقتين وقال:
- هل افهم من كلامك بأنه سيتخلص منك عندما تنتهي فترتك التجريبية ؟ لا يمكنني ان اصدق ذلك.
هزت كتفيها دون مبالاة وقالت:
- ولا اريد ان اصدق انا ايضاً ولكن كيف يكون العكس عندما يعاند ولا يلمح لي بكلمة واضحة في هذا الشأن، واعتقد ان بقائي هنا سيجلب له المتاعب.
- ربما تصدر المتاعب من غيرك من النساء ، ولكن بكل تأكيد ليس منك.
- انك تثق بي اكثر مما يثق هو بي.
-----------------------------------------
- إذا اعتقد بأنه ليس عنده بعداً في النظر ليحكم على شخصيات الآخرين .
اجابت ليزا وقد توردت خداها خجلاً:
- ان شخصيتي لا تعني له شيئاً انما هو يرمي الى امور اخرى تصعب علي أن اقولها.
- اذا كان يقيمك بمثل هذه الامور ، فهو في هذه الحالة جاهل لا يفهم بأمور الحياة بمافيه الكفاية!.
ابتسمت ليزا وقالت:
- لسوء الحظ، انكما مختلفان في وجهات النظر.
ثم اضافت مترددة:
- وحتى اكون صادقة معك، أنا لست اكيدة فيما لو سأستمر في العمل هنا حتى ولو وافق واراد ان يوثق عقد العمل معي.
نظر ريتشارد اليها متأملاً وقال:
- ربما يكون هذا الاختيار انسب وافضل لك على كل الاحوال، ولكن اذا قررت اخيراً في ان لا تستمري في العمل، فهل تقبلين ان تكوني المرافقة الخاصة لي لدوام معالجتي؟ وهذا يعني انك ستسافرين معي اينما ذهبت خلال فصل الشتاء ، كما انه ستكون لك شقتك الخاصة في بوسطن، ولك كذلك ملء الحرية في ان توسعي اعمالك مع مرضى غيري.
لقد كان فعلاً عرضاً سخياً منه واحتارت بما تجيب، ولكنها قالت اخيراً :
- انه لعرض ممتاز تقدمه لي ياريتشارد ، وانا ممتنة لك جداً ، انما لا يمكنني ان اسمح لك في ان تجد لي عملاً بديلاً لعملي هذا.
فقال ريتشارد:
- لكن مااعرضه عليك سيأخذ صيغة اوسع واكبر من صيغة العمل ، فأنت ستمنحيني في الوقت نفسه رفقة طيبة وممتنة ، بدلاً من ان انتقل وحيداً بين البلدان ويمكنك ايضاً ان تزوري عائلتك في اي وقت تشائين بالطبع فأنا لن امنعك عن ذلك بتاتاً.
وعندما حاولت ان تقول شيئاً منعها بحركة من يده ليتابع قائلاً:
- لا تجيبيني الآن، بل فكري بالأمر بروية، هل تعدينني بذلك؟.
اذعنت ليزا للأمر ووعدته في ان تفكر في عرضه مع انها كانت تعلم بأنها لن توافق عليه لأنها لا تريد ان تستغل طيبة ومشاعر ريتشارد الذي ينظر اليها كبديلة لابنته المتوفاة.
غير ريتشارد بعد ذلك دفة الحديث لكنها ادركت من ملامح وجهه ونظراته اليها بأنه ينتظر منها الموافقة على عرضه لها ، انه ومن دون شك عرض مغر وعليها ان تعترف بذلك وقد يمكنها في الوقت نفسه ان تنسى كل ماكان لها مع برت.
بينما كانت ليزا في اليوم التالي تراجع جدول مواعيدها مع الزبائن تفاجأت لا بل ضعفت عندما وجدت اسم اندريا غوردون يتصدر قائمة المواعيد ليوم الجمعة وفي الساعة العاشرة صباحاً.
وجاءت اندريا في موعدها دون ابطاء ، لكن ليزا وجدت صعوبة في التركيز على عملها ، كيف لا، وهي تعتبرها منافستها على برت.
قالت اندريا فجأة خلال الجلسة :
- انني لن اركز في الحديث على ماكان بينك وبين برت او اناقشك به ، ولكنني اعتقد انه من الواجب علي ان احذرك بأن ذلك سيكون مؤقتاً ولن يطول بكما الأمر.
شعرت ليزا بالدم يتجمد في عروقها واحتارت بما تجيب ولكنها قالت بعد ذلك:
- هل يعنيك الأمر؟.
----------------------------------------
اجابت اندريا بوقاحة:
- قد يكون معك الحق لو كان الأمر يختلف ولكننا أنا وبرت لدينا مشاريع طويلة ودائمة والتي لا يمكننا ان نبت بأمرها في الوقت الحاضر، ولكن وإلى ان يحين ذلك الوقت ، فكلانا حر بتصرفاته فلا تعقدي الآمال عليه وانصحك بذلك كي لا تتألمي في النهاية وتتأذي مشاعرك.
ألم هذا الكلام ضمناً ليزا ولكنها تمالكت نفسها كي تنقذ ماتبقى لها من كرامة واعتزاز بالنفس ،فأجابت وهي تتصنع البرود :
- اشكر لك تعاطفك معي ولكنني في الحقيقة لم اكن بحاجة لسماعه ، وذلك لأنني لم افكر يوماً بالفوز به ، وهذا يعني بالتالي انني لن اسبب اي مكروه لمشاعري.
تنهدت اندريا بارتياح ظاهر وقالت:
- عظيم، في هذه الحالة لاحاجة لنا لنتكلم اكثر في هذا الموضوع ، على فكرة لقد كانت فيليستس محقة عندما اثنت على مهارتك في عملك ، فأنت ممتازةوهذا يشجعني كي احجز لجلسة اخرى معك.
اخذت ليزا تصر على اسنانها وهي لا تصدق متى تنتهي من هذه الجلسة بالذات والتي بقي منها ربع ساعة من الوقت ، فكيف بها بجلسة اخرى مع هذه السيدة الوقحة؟ كانت كلمات اندريا الأخيرة والتي يفوح منها الحقد واللؤم تتردد صداها في نفسها وروحها ، فضغطت على اعصابها لتبقى قادرة على الاستمرار بعملها.
وعندما انتهت الجلسة قالت اندريا وهي تنظر الى ليزا نظرات متفحصة:
- لقد اخطأت بالظن بكما وهذا يدل كم ان المرء يخطئ في تصوراته احياناً.
اجابت ليزا بنبرة باردة:
- معك حق واتمنى لك يوماً طيباً.
شعرت ليزا ببعض الارتياح حالما خرجت اندريا من غرفة الرياضة، وشكرت حسن حظها لأنه كان هناك متسع من الوقت بين هذه الجلسة والجلسة التالية مما قد يساعدها على ان تفكر بهدوء في هذه المسألة وكيفية معالجتها.
ومن الأشياء التي فكرت بها وبالرغم مما قاله لها برت بأنه سيعود في نهاية الاسبوع فهناك احتمال كبير بعودته عن ذلك، لكنها قررت ومتى يقع نظرها عليه ان تفهمه وبأية وسيلة انها تريد ان تضع حداً لكل مايجري بينهما وأنها تفضل ان تعود الى وطنها وتعيش وسط اناس يمكنها ان تثق بهم.
تتالت جلسات الزبائن لذلك اليوم وكان على ليزا ان تحصر كل اهتمامها بالعمل الذي تقوم به لتصل الى نتيجة مرضية وكان بعض الزبائن ممن يحبون الثرثرة فوجدت نفسها مضطرة الى مسيارتهم كعادتها وهي غير مصدقة متى يأتي على نهايته.
وبينما كانت تحضر نفسها للجلسة الاخيرة اخذت تفكر بسهرة هذه الليلة وهي تشعر بانقباض شديد في صدرها فمن المؤكد ان ريتشارد سيسره جداً ان تتناول معه طعام العشاء ، ولكنها لم تكن في حالة انسجام حتى مع نفسها وبنفس الوقت تحتاج الى احد ماترتاح اليه وتثق به لتروح قليلاً عماينتابها.
وبينما كانت تلتفت الى ناحية ما شاهدت برت يقف عند مدخل باب الرياضة ، وكان يرتدي بذلة رسمية رمادية اللون وهذا يعني بأنه جاء رأساً اليها من المطار قبل ان يذهب الى منزله ويستبدل ملابسه بملابس خفيفة ومريحة، ولو ان اندريا لم تأت اليها وتتفوه بكلامها البغيض لكانت وجدت مبادرته هذه مشجعة ومطمئنة لقلبها ، ولما شعرت بهذا الشعور المؤلم والمؤسف الذي تشعر به الآن .
----------------------------------
ظهر في عينيه الرماديتين تساؤلاً لتأخرها بالترحيب به، ثم قال بجفاف:
- كنت اتوقع منك ان تقولي انني سعيدة لرؤيتك مجدداً، ماذا هناك، هل ياترى كان يومك شاقاً ومتعباً.
اجابت وكأنها في عالم آخر:
- لم يكن متعباً اكثر من العادة كما وانني اتوقع مجيء زبونة بين لحظة واخرى.
اخذ ينظر اليها متأملاً وقد عقد حاجبيه وهو يقول:
- هل هناك من شيء يزعجك؟.
كادت ان توجه اليه اتهاماتها به ولكنها تراجعت عن ذلك ، فهي لو فعلت ذلك فلن تتحرك شعرة من رأسه.
هزت كتفيها دون مبالاة وقالت:
- لا شيء يزعجني بهذه الاهمية.ريحااااانة
طبعاً ، لم يصدق كلامها ولكنه رفض مناقشة الموضوع في هذا الوقت وفي هذا المكان فقال:
- تعالي الى منزلي حالما تنتهين من عملك فنحن بحاجة للتحدث.
اظهرت ليزا عدم مبالاة وقالت:
- لا اعتقد ان هناك مايدعو لذلك.
تبدلت ملامح وجهه ليقول بعناد:
- قلت لك بأننا يجب ان نتحادث سأكون بانتظارك بعد ساعة من الآن.
ثم غادر الغرفة قبل ان يتيح لها الاعتراض على قوله والتقى بالزبونة الاخيرة وهو خارجاً.
قالت الزبونة ملمحة:
- ارى ان السيد ساندرسون بات يمضي معظم اوقاته هنا مؤخراً ففي السنوات الماضية كنا بالكاد نشاهده.
اجابت ليزا بهدوء:
- اعتقد بأنه يريد من وراء ذلك ان يدير شؤون وامور فندقه بنفسه ليبقيه دائماً في ارفع المستويات ، بالمناسبة هل مازلت تشعرين بالألم في ظهرك؟.
نجحت ليزا في تغيير دفة الحديث واخذت الزبونة تقدم لها تفصيلاً دقيقاً عن حالة ظهرها، كانت ليزا تصغي اليها بينما كانت افكارها مشغولة بكيفية تخلصها من برت، الى ان اقنعت نفسها اخيراً على ان تصعد الى منزله وتقول له كل ماتريد قوله مباشرة ، قد لا يعجبه ماتود قوله، ولكن هذا ليس كم شأنها وليفعل مايطيب له ان يفعل.
اخذت تعمل عل مهل بعد خروج الزبونة وهي توضب وتعيد الأشياء التي استعملتها الى مكانها، وكانت الساعة تشير الى السادسة مساءاً عندما انتهت من كل ذلك وقد فات عن الموعد الذي حدده برت اكثر من ساعة.
صعدت الى منزله بتلكؤ وتباطؤ تلبية لرغبته في رؤيتها ولأول مرة لم يهمها غروب الشمس الرائع عند حلول الظلام ، اما همها الوحيد فقد كان في ان تنتهي من موعدها وفي اسرع وقت ممكن.
كان برت في انتظارها كالعادة في حديقة منزله وقد بدل ملابسه الرسمية بملابس خفيفة وأخذ يراقب وصولها دون ان يتحرك من مكانه وكعادته ايضاً ، كانت ملامح وجهه مبهمة.
اشار بيده الى الطاولة وقال:
- لقد اعددت ابريقاً من عصير البرتقال، هل ترغبين باضافة بعض قطع الثلج؟.
------------------------------------------
توقفت ليزا في منتصف الطريق اليه واجابت:
- لا اريد شيئاً ، شكراً لك ، فأنت لم تطلبني لأجل ذلك.
رفع حاجبيه بسخرية وقال:
- اخبريني ماذا هناك؟.
ترددت ولم تعرف كيف ستبدأ معه بالحديث، فابتدأت قائلة:
- لم اتوقع مجيئك بهذه السرعة.
اجابها برت:
- لقد قلت الاسبوع الماضي بأنني ساعود بأسرع مايمكن، فهل ياترى قد اخذت موعداً مع احداً ما؟.
رفعت رأسها بتعال وقالت:
- وماكنت تتوقع غير ذلك؟.
فقال بحدة:
- مع من تواعدت مع ريتشارد؟.
اجابت وكانت غير صادقة فيما تقول:
- نعم مع ريتشارد، كما واننا سنذهب الى جزيرة سان كروا غداً، وقد نمضي ليلتنا فيها.
- اذا قولي له بانك لن تتمكني من مرافقته.
لم تستطع تمالك اعصابها وقالت بحدة:
- لن اقول له شيئاً من هذا! من تظن نفسك ياترى؟.
اجابها:
- اعرف تماماً من اكون ، ان امرك يحيرني وانا الذي كنت اعتقد بأنك لست ممن يتلعبن بمثل هذه الالاعيب.
- ليس في الامر اية لعبة.
- اذا, ماذا هناك ياليزا؟.
تنفست بعمق ثم قالت:
- بعض اللقاءات احياناً لا تؤدي الى شيء يذكر؟.
اجابها وقد نفذ صبره:
- اتمنى عليك ان تقولي ماتريدينه بالتحديد دون الغاز.
عادت تتنفس بعمق اكثر من المرة السابقة لتقول:
- حسناً ، لقد فقدت كل اهتمام بك فهل هذا واضح لك الآن؟.
- اهتمام بماذا على وجه التحديد؟.
- تعرف جيداً مااعنيه.
اجاب:
- لا، اوضحي الامر اكثر.
ادركت ليزا انه يعرف تماماً ماذا تعنيه بكلامها ولكنه اراد ان يتلاعب بأعصابها ومشاعرها، وقالت بحدة:
- اعني بأنه لم يعد يثيرني الخروج معك لأي مكان.
فقال برت:
- ولكنني لم اكون عنك مثل هذا الانطباع الأحد الماضي، خاصة وانني لاحظت عليك انك لا تريدين فراقي.
اجابت بحدة:
- اذا كان غرورك يجعلك ترى الأمر على هذا الشكل فتهنأ به لوحدك واسمح لي الآن فأنا لا ارغب في ان اتابع النقاش معك.
ادارت ظهرها ومشت نحو السلم ولكنها لم تكد تفعل ذلك حتى كان وراءها وبلمح البصر امسك بكتفيها واداراها الى ناحيته ونظر اليها نظرات لها الف معنى ولون.
تركها فجأة بعد ذلك واستدار ليدخل الى منزله دون ان يتفوه بكلمة واحدة وبقيت ليزا واقفة في مكانها وهي تشعر بعبأ كبير يجثم على صدرها، لقد قالت ماارادت ان تقول وحصلت على النتيجة التي كانت تريدها ايضاً، لكن كل ذلك لم يهدئ ما في نفسها ، فمهما حدث وجرى ، فهي تحب هذا الرجل.
---------------------------------




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 22-02-17 الساعة 12:46 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس