عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-17, 01:04 AM   #6

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
"" اما الا تمانع في ان اقدم بعض بقايا مما لدي من طعام ""
فتح روس عينيه فوجد كاثلين قد عادت، وكانت تضع صينية الطعام امامه ، على طاولة القهوه الصغيره ،
انذاك ، لم يدرك ما الذي يعذبه اكثر ، رائحه خفيفه لعطر الياسمين منبعث منها ، ام رائحة يخنة العجل
الساخنه .
خاطبها وهو ينهض : "" اني مستعد لاتناول اي شئ شبيه بالطعام .""
ناولته فوطه ومعلقه . وسألته : "" هل تأخذ القهوه ام انك تفضل شرابا اخر ؟ شراب خفيف ؟ ""
لاحظ روس انها ارادات ان يتناول طعامه حيث كان يجلس ، تطلع بريبه الى الاريكه التي تلونت بلوني
البيج والابيض والسجاده تحت جزمته التي كانت من اللون نفسه .
وقال : "" لا بأس بالقهوه ، لكن ان اتناول الطعام على هذه الاريكه ، امر قد لايكون مناسبا .""
شرعت كاثلين تسكب كوبين من القهوه من ابريق ، وهي تومئ برأسها ايماءة عنيده ، تنبئه تماما بمدى
اهتمامها بأثاث المنزل ثم اوضحت له : "" انه مكان لنسكن فيه لا لننظر اليه .""
تقدمت نحوه وجلست الى جانبه . والان بما ان الطفله لم تعد تصرف انتباهه عنها فقد وجد ان تلك
المرأه قد ذوبت احاسيسه ، وفي الحقيقه جعلته يشعر انه شاب احمق وانفعالي .
خاطبته كاثلين قائله : "" اخبرني ، اذن ، كيف تمضي عادة ليلة العيد ؟ ""
ضحك في قرارة نفسه ضحكة ساخره ، وهو يغمس ملعقته في الطعام واجاب : "" حسنا ، عادة امضيها في
البحث عن اطفال تخلى عنهم ابائهم .""
تناولت كاثلين لقمة من الطعام ، ثم راحت تمضغها وهي مطرقه في التفكير قبل ان تقول : "" قبل
مجيئك كنت في الحقيقه اشعر بأسى على نفسي ، فالليله تقيم عائلتي حفله خاصه ، خطوبة شقيقي
نيكولاس ، وشقيقي سام وصل الى منزله من شهر العسل هذا الصباح . ""
" اذن فقد كانوا يتوقعون قدومك ، هل تعتقدين انهم قلقون عليك لانك لم تذهبي ؟ ""
هزت كاثلين رأسها نفيا ، واجابت : "" تحدثت مع نك قبل قدومك بوقت قصير ، فأمرني بالا احاول
النزول من الجبل في سيارتي ، وعندما يفرض نك اوامره ، اعني انه يفرضها ... فهو رقيب مدرب ، هل
فهمت ، لكنه وعدني بأن يعيد الاتصال . ""
اجابها قائلا : "" هل سيتصل والهاتف معطل ، لايبدو انه سيتصل بك الان . ""
هزت كاثلين كتفيها بشكل ودود ، وقالت : "" على اي حال فقد يكون نسي كل شئ عن الموضوع ،
فهو الان مغرم وعاطفي الى اقصى حد . هل فهمت ما اعنيه ؟ ""
كلا لم يكن يفهم ماتعنيه ، لانه لم يقع في الحب ابدا ، كان يحس بالافتتان من وقت لاخر ، لكنه لم يغرم
.
اجابها : "" الحب قد عم عائلتك . ""
ابتسمت كاثلين ابتسامه ودوده ، وردت قائله : "" اخي سام يكبرني بقليل وهو متزوج ، ونك يصغرني
بسنتين ، لكني لم اكن اتصور انه سيستقر في حياته ابدا ، ""
لم يكن يعطي روس يوم العيد اهتماما كبيرا ‘ فقد امضى النهار لوحده يراقب لعبة كرة القدم على شاشة
التلفاز . كما مر ايضا من دون ان يحمل اي حدث يذكر ، اذ معظم اصدقائه كانوا انذاك في تكساس ،
وكان يرفض زيارة كل من عائلتيه ، فلكل هاتين العائلتين اولادها وبوتقه من الاصحاب تحتفل معها في
فرص الاعياد . كان روس يفضل ان يبقى وحيدا على ان يختلط بهم , ويشعر بأنه غريب .
اجاب روس : "" علي ان اعترف ان هذا الحدث يأتي في قمة الاهميه بالنسبه لما حصل لي خلال
السنه . ""
"" ظننت انني سأقضي ليلة هادئه بمفردي ، سوف لن تصدق عائلتي هذا الامر !. ""
كانت توجد انواع من الجبنه والبسكويت المملح على الصينيه امامه ، انحنى روس واختار قطعه سميكه .
"" هل يمضي اهلك ليلة العيد ، كما تمضيها انت ؟ ""
وعندما لم تجب على الفور التفت روس اليها فوجد ضحكتها الناعمه تتلاشى ليحل مكانها ظل من الحزن
.
فوجئ روس لرؤيتها حزينه وتساءل ما اذا كانت لا تزال حزينه لوفاة زوجها .
"" لكي اصدقك القول لقد مرت ليلة العيد السنه الماضيه ، وكنت خلالها مشوشة الافكار .... حسنا ، مضى
وقت طويل قبل قبل ان استطيع المجازفه بالخروج من المنزل . "" وحاولت ان تتجنب النظر اليه وهي
تغمس ملعقتها في الطعام .
وتابعت : "" لكن خلال السنوات الماضيه كنت اقضي بعض الاعياد مع اهلي ، وبعضها الاخر في حفلات
كان يقيمها زملاء زوجي في العمل . ""
"" وما كان نوع عمله . ""
ما ان انتهى من طرح سؤاله ، ادرك انه كان عليه ان لا يطرح مثل هذا السؤال ، ولم يكن يعرف مالذي
دفعه الى ذلك ، بأستثناء انه كان يرغب في ان يتعرف على هذه المرأه وطرح الاسئله كان اسهل طريقه
للمعرفه .
ثم قال على عجل : "" اسف يا كاثلين ، ليس عليكي ان تجيبي ، اني اتدخل في اشياء لا تعنيني الليله .
""
قالت كاثلين وهي تتناول فنجان قهوتها : "" لا تعتذر فأنا سألتك بدوري اسأله شخصيه . "" اطرق يفكر
... كان لديها اسبابها لتسأل ، فهي امرأه وحيده وتسكن في منطقه معزوله ، ومن الطبيعي انها ارادت معرفة
شئ ما عن الرجل الذي اذنت له بالدخول الى منزلها ، اما فيما يتعلق به استطاع ان يفسر اهتمامه بها
على انه انانيه بحته .
تساءلت كاثلين وهي تحدق به ان كان لديه فكره عن تلك العواطف التي حركها بداخلها ، واحد
دواعي تشوقها لهذه الليله هو انها كانت ستقضيها مع عائلتها ، وهذا امر يحصل لاول مره منذ وقت طويل
، وليس مع زملاء غريغ في العمل ، لم تعد مضطره ان تتحمل تيههم وتباهيهم ، ولكن يكون هناك بعد
الان غرفة ملأى برائحة التبغ ، ولا موسيقى صاخبه وضحك اجش ، كلا لن يفهم هذا الرجل ايا من تلك
الاشياء .
"" كان غريغ يعمل في مجال التنقيب عن الغاز والنفط ""
"" منقب عن النفط ؟""
اومأت برأسها واجابت : "" كلا ، في الحقيقه كان جيولوجيا ، لكن انتهى به الامر ليكون مدير في مهنته
اكثر من مكتشف في مجال عمله . ""
لاح على وجهه تعبير شارد ، اخذ روس رشفه من قهوته ، ثم قال : "" لابد انه كان شابا ذكيا . ""
"" نعم ، كان غريغ مثقفا جدا وكان ملما بكل شئ يتعلق بالجيوكيمياء . ""
شئ ما في صوتها ، ترك انطباعا لدى روس بأن كان ماتقول به شئ ، وما تشعر به شئ اخر ، وخطر بباله
انها قد لاتكون راغبه بالتحدث عن زوجها السابق .
في اي من الحالتين ، فقد حسم روس امره واكتفى بما سألها من اسأله في الوقت الحاضر ، ثم عاد وصب
اهتمامه على القهوه .
"" انا نفسي ما كنت لابرع كعالم ، لكن اعطني كتاب تاريخ وستجدسن ان الامر سيثيرني . ""
رمق روس كاثلين بنظره موبخه وتابع : "" لا تقولي لي انك واحده من اولئك الاشخاص الذين يظنون
ان امور الماضي لا علاقه لها بالمستقبل ، لا تخيبي املي يا كاثلين . ""
ابتسمت له ابتسامه مراوغه واجابته : "" كلا لست من اولئك الناس ، في الحقيقه انا احب التاريخ ،
وبالاخص تاريخ امريكا القديم ، لكنلا يمكنني رؤية رجل مثلك يستمتع به ."""
تساءل روس عما تريده ان يستمتع به فسألها : "" مالذي برأيك يسعدني . ""
تورد وجه كاثلين خجلا لسؤاله واجابته : "" لاشئ طبعا كنت اعني فقط انك تبدو كرجل يستهويه البقاء
في الخارج . ""
اتكأ روس على الكنبه ، ليأخذ قسطا من الراحه وكان دفئ منبعث من المدفأه يلفح جسمه ، فتسترخي
عضلاته وتذبل عيناه ، ثم خاطبها قائلا : "" انا رجل احب البريه والهواء الطلق ، فأنا اقوم بتدريب
البيسبول . ""
رمقته بعينيها رمقه خاطفه احاطت بشعره الاسود ورموشه الكثيفه الداكنة اللون التي تغطي جزءا من
عينيه الرماديتين ، وظل خفيفا للحيه بدأت تظهر على بشرته السمراء .
"" هل كنت دائما تحب لعبة البيسبول؟ ""
اجابها بعد ان اخذ شفه من القهوه : "" منذ ان اصبحت يافعا قادرا على وضع القفاز بيدي . ""
"" هل حاولت اللعب من باب الاحتراف ؟ ""
كان يضحك ببطئ وهو يحدق فيها ، اجابها : "" قصدت جامعة اوستن ، بمنحة خصصت لهذه اللعبه ، ثم
استمريت باللعب لصالح فريق اتحاد ثانوي . ""
لاحظت ان روس دوغلاس كان يكن لهذه اللعبه اكثر من حب ، وكان ناجحا جدا بممارستها ، بقيت
عيناها تتفحصان وجهه ، وهي تسأله : "" ماذا حدث ؟ توقفت عن اللعب ؟ ""
لاحظت كاثلين ابتسامته بدأت تفتر ، حين اجاب : "" انه الشئ الذي يحدث لكثير من اللاعبين ن لقد
تعرضت لاصابة في ركبتي . حتى بعد ان اجريت عمليه لها وبعد كل انواع العلاج فانها لم تتحمل الجهد
الذي تتطلبه اللعبه ، مما اجبرني على الاستقاله . "" انحنى الى الامام ليضع فنجان القهوه على المنضده
وتابع : "" كل هذا قد اصبح من الماضي الان . ""
"" لابد ان ذلك كان بمثابة صدمه لك ، فأنت مازلت شابا ، كان بأمكانك اللعب لسنوات اكثر بكثير ،
ولتمكنت من ان تصبح نولان ريان اخر . ""
انطلقت من حنجرته ضحكه خافته حملت كاثلين على العبوس بغضب . وسألته : "" ما المضحك في
ذلك ؟ ""
"" المضحك انك تقارينني بأحد اعظم لاعبي البيسبول على الاطلاق ""
قالت وهي ترفع ذقنها : "" حسنا في كل واحد منا يوجد شئ من العظمه . وكونك استاذ عليك ان
تدرك ذلك الامر وتغرسه في نفوس تلاميذك . ""
ضحك روس ضحكه عاليه ، وقال : "" كنت اضحك يا كاثلين ، لانني خلال لعبي كنت انا من يلتقط
الطابه . ""
ضحكت بدورها وقالت : "" اذن هو من يرمي الطابه وانت تلتقطها ، كنت ببساطه احاول ان اقول لك
انك كنت اصبحت شهيرا لو انك استمريت في اللعب . ""
"" ربما احب ان افكر على هذا النحو .""
"" هل كان امرا صعبا عليك ان تعتزل اللعب ؟ "" سألته وهي تراقبه عن كثب .
"ط قد اكون كاذبا لو قولت اني لم اكون تائها بعض الشئ في البدايه ، لكنني لطالما خططت ان اكون
مدرسا في يوم من الايام ، وهكذا عدت الى الجامعه لانهي دراستي واحوز على درجة جامعيه في
التعليم ن ويمكنني القول بصدق بأني فخور بها قدر ماكنت فخور بمهنة البيسبول . ""
"" كان والدي دائما يقول ن ان يكون المرء ناجحا امر ليس فيه من المتعه شئ ن مالم يختبر بعض
الفشل وهو في طريقه الى ذلك النجاح . ""
"" يبدو والدك كفيلسوف . ""
كانت ابتسامة كاثلين مفعمه بالعاطفه ن وهي تتكلم عن والدها : "" في شخص والي القليل من كل شئ
. "" انها معجبه بوالدها استطاع روس ان يلاحظ ذلك على وجهها ، وتمنى لو ان بأمكانه التحدث عن
والده ، وان يظهر نفس تعبير الحب والاعجاب على وجهه .
لكن ذلك الامر لم يكن ممكنا ، وكان يعلم ذلك ، في بعض الاحيان كان روس يشعر بعقدة الذنب حيال
هذا الموضوع .
"" حسنا ، اما في ما يتعلق بلعبة البيسبول ، فأنا ادرب شبانا في ريعان عمرهم ، كي يصبحوا متمرسين
باللعبه لشئ يسرني . ""
خاطبته : "" انا اسفه لانك اعتزلت مهنتك ، لكني مسروره لانك تهوى التعلم ، انه لشئ مهم تقوم به . ""
"" شكرا على ذلك يا كاثلين ، ولانك قلت لي باني لكنت اصبحت عظيما . ""
راحت كاثلين تخاطب نفسها ، لقد كان شكره لي عاديا ، ولكن لم احست كأنه مد يده ولمسها ؟ ولم
شعرت كأن حجم الغرفه يصغر ، وروس دوغلاس على قيد انمله منها ؟
وبشعور منها بالاسى ، لانها ستضطر ان تقطع حبل افكارها ، هبت من مكانها وبدأت تجمع الصحون
القذره ، وهي تقول : "" سأعيد هذه الصحون الى المطبخ . ""
كان روس يراقبها بتمعن وهي تغادر الغرفه ، كان يتصور ذلك ام ان شعورها برد فجأه تجاهه ؟ لم يستطع
التفكير بما قاله لها لتنزعج . فقد كانا يتحدثان عن لعبة البيسبول ، ام ماذا ؟
تامل شعرها الطويل الاسود وبشرتها البيضاء العاجية اللون . لم يكن بالامر العجيب انه استطاع تذكر
جزء بسيط فقط ، من الحديث الذي دار بينهما . بأزدراء وسخط نهض روس من مكانه وتقدم ليقف امام
الموقد ، في الوقت نفسه لاحظ هاتفا وضع على طاوله زجاجيه بالقرب من كرسي واحس بان الخط
مقطوع قبل ان يهم بوضع السماعه على اذنه ، وهو امر لم يفاجئه ن لم يكن يتصور ان احدهم كان
قادرا على اصلاح خط الهاتف في طقس ردئ مثل هذا .
بعد ان وضع السماعه في مكانها ، راح يتمشى في الغرفه الى ان اجتذبه منظر الطفله التي تمددت على
الكنبه ن فأنحنى ينظر اليها عن قرب .
كان لايزال الامر صعبا على روس ليصدق انه وجد الطفله مرميه في رواق منزله ن وبأن شخص ما قد
قصد وضعها هناك ليعثر هو عليها . لم يستطع تصديق ذلك الامر ن ومن المؤكد ان من ترك الطفله هناك ،
لم يكن يعرف روس والا لكان عرفانه لا يملك مقومات الوالد ، او حتى مقومات والد مؤقت .
كأن الطفله علمت بما يجول في فكره ، فأخذت تتلوى وتقطب جبينها على الفور مد روس يده واخذ
يربت على رأسها ، وبعد هنيهه بدأت تحرك شفتيها وكأنها جائعه ابتسم عندما تذكر كيف انها كانت تلتهم
الحليب المكثف ، فمشاهدة الطفله منحته شعورا بالراحه والسرور ، وهو شعور قد فاجأه للغايه ، فهو لم
يكن يحب ان يرى طفل يتعذب ، لكنه لاحظ ان هذه الطفله قد تسللت الى قلبه بالفعل .
وبالعوده الى المطبخ فقد تأكدت كاثلين من انها استطاعت ضبط نفسها . وبينما هي تغسل الصحون
المتسخه ، كانت تحاول اقناع نفسها بان روس دوغلاس رجلا يختلف عن غيره من الرجال فتنه ووسامه ،
لكن ذلك لم يكن يعني لها شئ ، وعلاوه عن ذلك ، فأي رجل عادي قد يبدي اهتمامه بطفله عاجزه ،
فهو لم يكن بطلا او مميزا ، كان رجلا فحسب ن يقوم بما يقوم به اي رجل في ظروف كهذه ن لم يكن
هناك سببا على الاطلاق لتشعر بأنها منجذبه اليه .
لاشت تلك الفكرة من رأس كاثلين في اللحظه التي دخلت فيها الى غرفة الجلوس حيث كان روس
جالسا الى جانب الطفلة يسرح شعرها بلطف انامله . ومهما يكن من امر المحاضرة التي القتها على نفسها
، فقد رق قلبها عندما شاهدت نظرة الخوف والحنان على وجهه .
قالت بمرح وهي تدخل الغرفة : "" امل انك تحب كعكة الحلوى بالشوكولا وعلى الطريقة الالمانية . ""
لدى سماعه صوتها التفت روس ليرى انها قد عادت وفي هذه المرة كانت تحمل صينية عليها كعكة
الحلوى وصحنين .
قال معترفا لها : "" احب الحلوى بشكل غير معقول ، وبالاخص الشوكولا بأنواعه . "" قال ذلك وهو
يراقبها وهي تجلس على الارض الى جانب طاولة القهوة .
احست كاثلين ان عينيه تراقبانها ، فأرتعشت يداها وبح صوتها وهي تتكلم . "" هل تبدو الطفلة على ما
يرام ؟ ""
رد قائلا : "" على حد علمي نعم . "" وهو يبتعد عن الاريكة ليعود الى الموقد , فقد كان يحس
بأضطراب ، وهي حالة لم يألفها روس ، فهو شخص يتأقلم عادة مع اي ظرف ، لكن كان هناك امر غريب
حول السكون الذي يألف هذا البيت ، وحول المرأه التي كانت جالسة على بعد خطوات منه وتثير
اعصابه على مهل .
ثم خاطبها : "" لقد جربت الهاتف ، فهو لا يزال معطلا . ""
نظرت اليه ، وهي تومئ برأسها موافقة : "" اعرف فقد جربت هاتف المطبخ ، وهذا ماكنت اريد ان
اخبرك به . ""
قال : "" علينا ان نقوم بالامر ، دون هاتف . "" واستدارت كاثلين لتملأ فنجان روس وفنجانها بالقهوة من
جديد.
قالت له : "" لو لم يكن الامر متعلق بالطفلة ، لما كان همني كثيرآ ، ان عمل الهاتف او لم يعمل . ""
"" حسنا اني لا احاول ان ابدو واثقا من نفسي اكثر مما ينبغي ، حاولت فقط ان اطمئنك . ""
في تلك اللحظه لم تكن كاثلين واثقه تماما على من هي بحاجة لتطمئن على الطفله ام على روس
دوغلاس .
لو كانت الطفلة بحاجة الى عناية تفوق العناية التي يوفرانها لها ، لكان الهاتف قد قد ساعد كثيرا . وفي
الحقيقة لو كان الهاتف يعمل ، لتمكنت من الاهتمام بالطفلة او بنفسها من دون ان تلجأ الى روس
دوغلاس .
ولو انها كانت في بيت روس الخاص ، لما شعرت بتوتر مزعج ، في كل مرة كان ينظر فيها اليها .
وبسرعه راحت تذكر نفسها ، بان الهاتف معطل ، وبانها بحاجه الى روس كي يبقى من اجل الطفلة ، وهل
حقا كانت تريده ان يرحل لو ان الهاتف كان يعمل ؟ .
كان عليها الاعتراف بأنها اصبحت تحبه وتحب رفقته . خاطبته متنهدة وهي تحمل صحن الحلوى : ""
اتمنى فقط لو اني استطيع ان اشعر بالهدوء مثلك حيال هذا الموضوع . ""
اطرق روس مفكرا ، تعتقد كاثلين انه هادئ ، لابد انه ممثل لانها كانت ترى انها كل مرة تكون فيها على
بعد خمسة اقدام منه ، كانت احاسيسه تتوتر بشكل واضح .
تناول صحن الحلوى من يدها وسألها : "" هل انت خبزت هذه الحلوى . ""
"" اجل خبزته هذا الصباح خصيصا لحفلة الليلة . ""
"" شقيقاك على الارجح ، سيفوتان هذه الحلوى . ""
ضحكت كاثلين بلطف وهي تعود لتجلس على الارض ، وتقول : "" لو انت تعرفت بوالدتي ، لكنت
وجدت المكان مليئآ بالطعام الليلة . ""
"" قلت ان نك نقيب مدرب ، ماذا يفعل شقيقك الاخر ؟ ""
"" انه مزارع ، في الحقيقه وقد تقاعد والدي ، استلم سام امر مزرعة غلاغر . ""
"" على ما يظهر ان شقيقيك رجلان ذكيان وطموحان . ""
"" ووسيمان ايضا ، كي اكون صادقة معك ، لا اعلم كيف ان كليهما بقيا عازبين لمدة طويلة . ""
لم يكن روس يعرف كم يبلغ شقيقاها من العمر ، وكم من الوقت بقيا عازبين ، ولكن حتى الان فقد وجد
ان من السهل عليه ان يبقى بعيدا عن التدخل فيما لا يعينيه .
سألها : "" كيف كانا يتدبران امرهما ؟ ""
ارجعت كاثلين شعرها الطويل الى الخلف وهي تفكر بالسؤال ، ثم قالت : "" في الحقيقة بقيت حبيبة
سام اربع سنوات في افريقيا ، لقد كانت عاملة اجتماعية في اثيوبيا ، وهذه قصة كاملة بحد ذاتها .
وعندما عادت الى موطنها هذه السنة . عملت مع سام على تسوية خلافاتهما، وادركا انهما يحبان بعضا
حبا جنونيا . "" وابتسمت للذكرى ، ثم التفتت لترى ان روس كان يتقصد مراقبتها . وشعرت ان وجهها قد
تورد خجلا مثل مراهقة ساذجة .
"" اما بالنسبة لنك "" تابعت قولها ، وهي تحاول جهدها الا تبدو متأثرة بهذا الرجل وبعينيه الرمادتين
الباردتين .
"" لا يزال الامر صعبا بالنسبة لي كي اصدق انه تقدم للخطبة ، فلطالما احب النساء مثل ما يحب القاء
الاوامر لكن ....""
وهزت بكتفيها وهي تبتسم ابتسامة مراوغة ، غيرت ملامح وجهها "" يبدو ان اليسون قد غيرت كل ذلك .
لم اره مطلقا مفتونا بأمرأه ، طبعا قد تفتن بها انت ايضا إذا ما صادفتها . ""
"" هل هي جميلة ؟ ""
"" فاتنة ، شعرها اشقر يتدلى على ضهرها ، وبشرتها ناعمه وخصرها نحيف ، لو ارادت غالبية النساء
الحصول على خصر مثلة لتوجب عليهن القيام بتمارين قاسية ، لكن ليست اليسون ، لان خصرها طبيعي ،
كنا افضل صديقتين في الجامعه ودائما كنت اشعر اني لست بأناقتها . ""
ابتسم روس بصمت وهو يراقبها تأخذ قطعه من الحلوى . كان عليه ان يخبر كاثلين غلاغر هايز بأن ليس
لديها ما تقلق عليه من حيث مضهرها ‘ فهو لم يكن يتصور اية فتاة كانت ستبدو اجمل منها ، وهي جالسة
على الارض ن فقد بدت له صورتها في اوج تألقها .
"" اذن انت تحبين الفتاتين ؟ ""
"" آه احبهما ، فهما بالنسبة لي مثل شقيقتين طبعا لاني اعرف اوليفيا منذ سنوات ، في حين لم استغرق
وقتا طويلا لكي اتقرب من اليسون . في الواقع كنا صديقتين من قبل ان تتعرف على نك ن انها شابة
قوية . قد لا تجد الكثيرات ممن يهرفن كيف يتدبرن لوحدهن امر القيام بتربية طفل دون مساعدة من
الغير ، كما حصل مع اليسون . ""
كان روس يفكر بما تقوله كاثلين ، عندما استدارت لتواجهه . "" انها ام ارملة . ""
شعرت كاثلين انها مجبرة على القول . "" وكما ترى فإعجابي بها بقدر محبتي لها . ""
"" ماذا حصل للوالد ؟""
"" اطبقت شفتيها بحزن ، ثم قالت "" لقد توفي في حادث سيارة على السريع الطريق . ""
قال روس : "" يبدو ان نساء شقيقيك قد تعرضتا لصدمات قاسية ""
اومأت كاثلين برأسها موافقة ثم اشرق وجهها بأبتسامة "" حسنا استطيع القول ان لاصدمات بعد الان،
فنك يعشقها واليسون تحبه ايضا على مايظهر ، استطيع ان اتنبأ لهما بحياة رائعه في المستقبل القريب . ""
كان واضحا لروس ان كاثلين رومنطقية النظرة ، ويبدو انها فقدانها لزوجها لم يغير اعتقادها في الحب
والزواج مساويان دوما للسعادة . "" إذن متى تزوج سام ؟ ""
"" من الواضح ان ذلك حصل من حوالي الشهر . ""
تابعت بمرح : "" كان لدينا عرس في المزرعة ، نك واليسون التقيا قبل اسبوعين في العرس !""
هز رأسه ساخرا ، وقال "" لابد انه كان حب عنيف فوري . ""
"" فوري "" وافقته القول ، ثم تابعت : "" لقد اتما خطوبتهما قبل عودة سام واوليفيا من شهر العسل ،
فعندما تحب بعنف لا تعود تفكر بالذي حولك . ""
لم تكن تدرك كاثلين ان ضحكتها قد اصابت روس بأرتعاش فقد تنفس بعمق ، مجبرا نفسه على عدم
الالتفات الى كاثلين ، لكن عينيه رفضتا الانصياع وبقيتا تحدقان في وجهها .



samahss غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس