عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-17, 01:40 AM   #9

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
بلغ وزن ستورمي ستة باوندات ونصف الباوند, واكد لهما الطبيب على انها بصحة جيدة, واشار على
كاثلين بوصفة غذائية للطفلة , كما قدم لها عدة كتيبات صغيرة تتضمن معلومات قد تساعدها . ترك روس
و كاثلين العيادة الطبية وهما سعيدان ومرتاحان لحالة الطفلة الصحية.
وجدا مخزناً مخفض الأسعار , كان قد فتح ابوابه للزبائن في ذلك اليوم على الرغم من انه كان يوم
عطلة , وبدأ الاثنان يملآن عربة التسوق بوجبات غذائية للآطفال , وبالحفاظات وزوجاجات للحليب
وعربة اطفال.
وعندما وصلا الى قسم الملبوسات , بدأت كاثلين تضع في العربة انواعاً مختلفة من الألبسة, لكن روس لم
يتفوه بكلمة كي لا يحزنها , فقد شاهدها لمرة ذلك اليوم وهي تبكي , وان كانت ستجد سعادتها في
شراء ملابس للطفلة فانه لن يفسد عليها ذلك.
وتم الاختيار على ان يتناولا طعامهما في مطعم قريب متخصص في وجبات من صنع منزلي , وبما انه
كان ذلك اليوم يوم عيد, فقد قدمت فيه اطباق من الفاصوليا ولحم و خبز الذرة , بالاضافة الى اطباق
رئيسية .
قالت كاثلين لروس بإلحاح" فلنأكل الفاصوليا , ليكون حظنا هذا العام سعيداً ألا تؤمن بذلك بذلك ؟"
" ان كنت تؤمنين بذلك, يا كاثلين , فسآكل الفاصوليا"
------------------------
اعاد قائمة الطعام الى النادلة وتابع " انا اطلب طبقي مع قطعة من السمك المقلي"
وقر رأي كاثلين على الطبق نفسه . وسألت النادلة ان باستطاعتها تحضير زجاجة حليب لستورمي , وافقت
المرأة بلطف , وفي الوقت الذي كانا ينتظران فيه وجبتهما , ارضعت كاثلين الطفلة زجاجة الحليب.
وهي جالسة في مقعدها قبالة روس , والطفلة بين ذراعيها , اخذت تتساءل ان كان الشعور بعائلة حقيقية
هو على هذا الشكل , العائلة التي طالما رغبت بها , فالطفلة لم تكن طفلتها , ولا طفلة روس , لكن الليلة
فقط ارادت ان تتظاهر انها امرأة محبوبة من هذا الرجل الوسيم الذي يجلس قبالتها, ومقابل ذلك
الحب , منحته ابنة جميلة .
حيث ان ستورمي انهت زجاجتها , قامت كاثلين ووضعتها في عربتها الجديدة, وعلى الرغم من انها لم
تكن تزن شيئاً , فقد بدأ التعب يظهر في ذراعي ماثلين , وادركت ان من الأفضل ان تسند جيداً رقبة و
ظهر الطفلة.ريحانة
وصلت وجبة الطعام في الوقت الذي كان قد سوى فيه امر الطفلة , واثناء تناولهما الطعام راحت كاثلين
تحث روس على اخبارها المزيد عن نفسه , وقالت له " اشعر وكأنك تعرف كل شيء يتعلق بي وبعائلتي
, إذن اخبرني انت شيئاً عنك , هل ترعرعت في سان انطونيو؟"
" بل في ضاحية المدينة , هل سبق ان ذهبت الى هناك ؟" اومأت كاثلين برأسها , وقالت " كلا , فقد
زرت تكساس الشرقية حيث سيتقاعد فيها والدي في الربيع المقبل"
" آه , حسناً" قال وهو يقطع قطعة السمك الى شرائح "إذن عليك ان تزوريها يوماً ما , انها مكان جميل
, ينبغي على كل انسان ان ينزل الى ريفر ووك ليشاهد آلامو "
نظرت الى وجهه , ثم انخفضت نظرتها الى كتفيه العريضين , كان يلبس قميصاً بنى اللون, تتخلله خطوط
سوداء رفيعة , ولو ان اي رجل آخر ارتداه , لكان بدا عليه بسيطاً , لكنه على روس فقد كان مثيراً بكل
مافي الكلمة من معنى .
اجابته" ربما قد اتمكن من زيارتها يوماً ما "
اراد روس ان يقو لها ان بامكانه اخذها الى تكساس , لكنه فضل الصمت, فقد سبق ان سمح لنفسه
بالتورط مع هذه المرأة اكثر مما كان يقصد.
سألته " إذن ما حدا بك حقيقة للانتقال الى هنا؟ عدا عن الفرصة التي توفرت لك لتحل محل رفيقك
كمدرب!"
"منذ ان تخرجت في الخريف الماضي , كان من الصعب عليّ هذه الوظيفة , قررت ان هذه الوظيفة
هي ما كنت ابحث عنه "
" وعم كنت تبحث؟"
اشتبكت عيناه الرماديتان بعينيها عبر الطاولة , وعلى الرغم من انها كانت برفقته طوال النهار , فقد شعرت
بارتباك من نظرته , كما حصل , صباحاً على مائدة الافطار.ريحانة
" كنت ابحث عن مدرسة , حيث الأكاديميون فيها على قدر من الأهمية مثل الرياضيين , مدرسة تأخذ
بجدية قدراتي التعليمية مثلما تقدر قدراتي كلاعب بايسبول , فالرياضة جزء كبير من العلم, لكن المعرفة
امر حيوي من اجل النجاح"
--------------------------------
" وعليك ان تعلم بأنك قد احطت بكل شيء " وغرقت في التفكير , انه رجل شغوف بعمله , وراسخ
الايمان بما يفعل , تماماً مثل والدها وشقيقها , وليس مثل غريغ الذي كان سهل الانقياد قابلاً لتغيير
مايؤمن به, خاصة إيمانه بأن المال تنتقل ملكيته من شخص الى آخر.
" كثيرون من الناس يظنون اني مجنوناً لأنني اخترت التعليم بدل ان اختار مهنة تؤمن لي راتباً اكبر
بكثير"
قالت له " المال ليس كل شيء فزوجي السابق قد جنى الكثير من المال لم اتعود على امتلاك مثلها
من قبل, لكنه لم يكن سعيداً على الأقل معي"
كانت قد صعقته بكلماتها , إذ انه لم يتوقع منها ان تحدثه عن امر خاص بها, والآن وبما انها قد فعلت
ذلك , فجل ما كان يفكر به كم انه سعيد بأن ينظر اليها ويكون برفقتها.
" انا آسفة " همست بارتباك, ثم حدقت في الصحن امامها وتابعت " ماكان عليّ ان اخبرك بذلك, لا
ادري لم فعلت"
مد روس يده من فوق الطاولة , امسك يدها وقال " يا كاثلين انظري إليّ" نظرت اليه وقلبها يجيش
بمشاعر حارة وحلوة حتى ان الدموع احرقت عينيها.
وتابع " تستطيعين قول اي شيء ترغبين به, مهما يكن, نحن الآن اصدقاء , اليس كذلك ؟"
حتى اللحظة لم تكن كاثلين قد لاحظت كم كانت هذه الكلمة مميزة بالنسبة لها . " اجل , نحن
اصدقاء , و إني سعيدة "
كان الظلام قد خيم في الوقت الذي تركا فيه المطعم , وفي طريق عودتهما الى الجبل, قرر روس ان
يقضي الليلة في منزله الخاص , فقد ادرك انه لم يعد بإمكانه الوثوق بعواطفه تجاه كاثلين , وببقائه
لوحده معها.
عندما وصلا الى منزل كاثلين , واخبرها بأنه عائد الى منزله , حدقت فيه باندهاش, واجابته " آه ,
ياروس, هل انت متأكد من ذلك؟ غايتي ان تبقى الليلة معي ومع ستورمي"
شعر روس بأنه يتمزق إرباً لخيبة الأمل التي بدت على وجهها , لكنه أصر على قراره" اعلم انك كنت
تنوين إبقائي هنا , لكن الآن وقد عرضت ستورمي على الطبيب , ولديك كل ما تحتاجين اليه ,
ستكونين بخير "
لم تكن كاثلين من قبل ضعيفة او متشبثة بفكرة , وبالتأكيد لم تكن ترغب الآن في ان يأخذ روس عنها
فكرة مماثلة.ريحانة
" طبعاً , سأكون بخير , لما لا . هناك آلاف الأمهات في الخارج , استطيع ان انجح. وعلى اي حال فقد
كان من اختياري الاحتفاظ بالطفلة , فهي مسؤولة مني وليس منك"
كان يجب ان يكون روس مرتاحاً لتصرفها المستقل , لكنه لم يكن كذلك. شعر وكأنه وضيع , واكثر من
ذلك انه مهمل ومنفصل عن عائلة آنية كان جزءاً منها خلال يوم كامل.
لكن الأمور كانت دائماً على هذه الحال بالنسبة لروس , فوالدته كانت تدفع به الى والده ليتولى امره,
وعندما تزوج من امرأة اخرى وانجبت اولاداً ارسله والده الى والدته , ومن ثم تزوجت والدته ثانية , ولم
يعد جزءاً من حياتها الجديدة , او في عداد اولادها الجدد. ويوم تخرج من الثانوية العامة, ترك المنزل
, وهو يقسم انه لن يبقى في منزل ليس بحاجة اليه, او غير مقبول فيه.
------------------------------------
" نعم , حسناً ان احتجت الي تعرفين اين اكون , الى اللقاء يا كاثلين"
اجابته " الى اللقاء" ثم اخذت تراقبه بتعابير حائرة على وجهها , وهو يخرج بسرعة من الباب , فقد
انقلب فجأة , في الدقائق القليلة الاخيرة من صديق دافئ يهتم بالآخر الى غريب بعيد. ما عساها تكون
قد قالت او فعلت ؟ او هل كان يحاول القول لها بسهولة بأنه قد قام بما يتوجب عليه... قد انقذ حياة
الطفلة , وتورطه قد انتهى ؟
لقد بعثت فيها الفكرة احساساً بالوحدة , وبالرغم من ان لديها الطفلة لتهتم بها , فلم تستطع إزاحة الشعور
الحزين عنها , او ان تكف عن التفكير بروس دوغلاس.
***
سألت إيلا غالاغر ابنتها " كاثلين , هل انت واثقة مما تقولين ؟ فرعاية طفل مسؤولية بالنسبة لزوجين ,
وعليهما اخذها بعين الاعتبار, وانت ليس الى جانبك زوج يساعدك في تنشئة الطفلة. صدقيني يا حبيبتي
هذا امر عليك التفكير به ملياً"
نقلت كاثلين سماعة الهاتف الى اذنها الأخرى , ثم قالت " لقد فكرت في المسألة يا أمي , فقد فكرت
في الأمر منذو ان حملتها لأول مرة بين ذراعي, آه يا امي كم هي غالية وجميلة "
تنهدت إيلا وقالت " نعم, اعلم يا كاثلين , جميع الأطفال اعزاء وعلى قدر من الجمال, ثم يكبرون
فيصبحون مرتهقين مبكري النضج. صدقيني ان تربية طفل حتى يصبح راشداً , امر ليس بالسهل"
عبست كاثلين وهي تسمح الزبدة على قطعة خبز, وقد ثبتت الهاتف بين كتفها وأذنها " إذن انت
تحاولين ان تحبطي عزيمتي , وتعتقدين اني سأرتكب خطأ يا امي , فأنت تعلمين كم كنت ارغب بطفل
في الماضي"
" اعلم يا كاثلين , انها رغبة والدك ايضاً, ونرغب في ان يكون لديك طفل بقدر رغبتك انت, اردنا فقط
ان يكون لديك طفل وإلى جانبك زوج"
" حسناً, وانا اردت المسألة ان تكون على هذا الشكل ايضاً, لكن هذا الشيء لم يتحقق" وتوقفت للحظة
ثم اخذت نفساً عميقاً " انظري يا امي , وسأخبرك ايضاً بأن اول شيء قمت به هذا الصباح هو ان
اتصلت بباركر مونتغمري واخبرته عن تصميمي برعاية ستورمي "
" وماذا قال ؟"
" اولاً, يجب الاهتمام بالظروف المحيطة بوالدي الطفلة الحقيقيين . ان تمكنت السلطة من العثور عليهما
, ومسألة كوني ارملة ايضاً لن تساعد في حل الأمور .. لكنه قال ايضاً بأن فرصتي برعاية الطفلة واردة
للبحث "
صمتت إيلا لوقت طويل, مما دفع كاثلين الى التساؤل ان كان قد اغمي عليها" امي! هل مازلت هنا؟"
" نعم, نعم , انا لا ازال هنا, كنت فقط افكر"
" بماذا تفكرين ؟" سألتها بسرعة , كل ماتحتاجه كاثلين الآن , هو دعم عائلتها لها , وكانت ترجو لتحظى
به.
--------------------------
" ان كان هذا ما تريدينه حقاً, فأنت تعرفين بأني انا ووالدك سنعمل ما بوسعنا لمساعدتك"
ترقرقت الدموع في عيني كاثلين وقالت " احبك يا أمي"
" ان كنت تحبينني حقاً , تعالي الليلة , لتناول العشاء معنا, واجلبي الطفلة معك, فنحن متشوقون جداً
لرؤيتها , واصطحبي ايضاً ذلك الشاب الذي وجدها , نود ان نتعرف اليه"
" كيف عرفت انه شاب ؟ فأنا لم اخبرك عنه"
ضحكت إيلا واجابت " عرفت , يجب ان يكون شاباً, لأن رجلاً كبيراً في السن, لا يستطيع حمل طفل
والصعود به الى الجبل وسط عاصفة جليدية , باستثناء والدك على الأرجح"
قالت ذلك بنتباه, ثم ضحكت ضحكة ساخرة . لطالما اذهلتها استنتاجات والدتها , ضحكت كاثلين
واجابت " انت محقة , فهو شاب ووسيم , وسأحاول ان آتي به و بالطفلة قبل ان تبدأوا بالعشاء "
قالت إيلا " سنبقى بانتظارك" وبعد وداع سريع , اقفلت الهاتف.ريحانة
كانت الساعة الثالثة من بعد الظهر, ولم تكن كاثلين تعلم بعد ما ستفعل بخصوص دعوة روس الى العشاء
في بيت المزرعة. كانت متأكدة انه سيعود في ذلك اليوم ليطمئن عليها وعلى الطفلة , لكنه لم يظهر
حتى الآن , وبما انه كان يوم سبت, فقد ادركت كاثلين انه قد لا يكون في المدرسة , وحيث انه جديد
في المنطقة , فكانت تشك في انه يقوم بزيارة احد الاصدقاء.
حسناً, ان لم يظهر قريباً, ستذهب بسيارتها الى منزله , قد لا يكون يريد رؤيتها , لكنها هي ارادت ان تراه
. وبما ان كاثلين ليست من النوع الخجول , فلن تهتم ان قالت له ذلك, او ان تدعوه لتناول العشاء معها
ومع عائلتها .
كان روس واقفاً بالقرب من نافذة غرفته الأمامية, ثم رفع فنجان قهوته الى شفتيه وهو شارد الذهن ,
يحدق في التلة المغاطاة بالأشجار والتي تؤدي الى منزل كاثلين . كان قد شغل نفسه طوال النهار , وهو
يفرغ صناديقه من محتوياتها , الى ان انتهى من آخر غرض لديه. وخلال فترة عمله لم ينفك ابداً عن
التفكير بكاثلين و الطفلة , فقد اشتاق اليهما, وكلما حاول اقناع نفسه بأنه لا حاجة به لهما , كلما زادت
رغبته في رؤيتهما.
بات روس يحاور نفسه قائلاً" انك الآن في التاسعة والعشرين من عمرك , وقد مرت بك هذه السنوات ولم
تختر لنفسك امرأة تهواها , ولمجرد ان كاثلين تبدو امامك بنعومتها وجمالها . لا يعني هذا انها قد تكون
مهمة في حياتك, لكنه كان يحتاجها , ومن ودونها كان يحس بالوحدة . إذن لِمَ كان يقاوم ؟ لِمَ لم
يذهب بسيارته لرؤيتها؟
لأن احساساً جنونياً كان يتملكه , ففي اللحظة التي سيراها فيها ثانية لن يستطيع لجم نفسه عن الوقوع
في غرامها , ان لم يكن فعلاً قد وقع في حبها.
ارتدت كاثلين تنورة مزينة بمربعات باللونين البني و الخمري الغامق , وبلوزة بيضاء وانتعلت جزمة
جلدية, وما ان سمعت جرس الباب حتى رمت بفرشاة شعرها جانباً, وهرعت لتجيب.
-------------------------
في اللحظة التي فتحت فيها الباب ورأت روس واقفاً على العتبة وابتسامة عريضة قد ارتسمت على وجهه ,
خفق قلبها من الفرح.
" روس! كنت ابحث عنك طيلة اليوم , كما كنت على وشك ان اعتقد بأنك قد نسيتني ونسيت ستورمي
"
كان روس يفكر , بأنه كاد ان يفعل .. امسكت كاثلين بيده وقادته الى داخل المنزل.
" كلا! لم انس , كنت اعمل.. كنت افرغ اغراضي " لم يرغب في الاعتر اف انه الآن فقط قد عزم على
المجيء ليراها , ثم فكر لعله كان مخطئاً في القرار الذي اتخذه , لكن تفكيره لم يكن على هذا النحو ,
والآن وهو موجود هنا , وقد شاهدالابتسامة على وجهها , شعر بارتياح داخلي , وغمرته سعادة لا توصف
كما لم يشعر ابداً بمثلها في حياته.
" كيف حال الطفلة ؟ هل ايقظتك كثيراً ليلة البارحة ؟"
تقدمت كاثلين نحو الكنبة حيث كانت ستورمي راقدة. واجابت " انها بخير, كلا استيقظت مرة واحدة
ليلة البارحة "
لم تكن كاثلين ترغب في الاعتراف لروس بأنها قضت ليلة امس مستيقظة بسببه وليس بسبب الطفلة , لقد
مضى على وجودها في هذا البيت اكثر من سنة , لكنها لم تتذكر مرة ان المنزل كان هادئاً وفارغاً كما
هو الآن , حتى ان وجود الطفلة لم يعوض عنها غياب روس , لكنها لم تقدر على البوح له بذلك , فقد
يبدو عليها وكأنها مغرمة به, وهي ليست مغرمة به؟ اليس كذلك؟
جلس روس الى جانب الطفلة , ولم يقو على منع نفسه من لمس شعرها وخدها الصغير الناعم , كانت
كاثلين قد البستها فستاناً ابيض , وقد رسم على صدره قلوب و اقواس حمراء صغيرة .
الآن وهي في لباسها هذا لا تبدو ذلك المخلوق الصغير الذي وحده في صندوق الكرتون.
تبسمت كاثلين لكل منهما, الآن , وقد اصبح روس بينهما, احست ان لا شيء ينقصها قالت " سآخذها
لتتعرف عليها عائلتي , اي سنأخذها الى هناك , فأنت مدعو ايضاً"
سألها مندهشاً" أنا؟ آه... لا ... لا ... لا يمكن ان اكون مدعواً , فعائلتك لا تعرفني!"
ضحكت كاثلين للتعبير الذي بدا على وجهه على اثر الصدمة , واجابت " بالطبع , لا يعرفونك , لذا
يريدون التعرف اليك. فقد اصبحت بطلاً , اتعرف هذا"
هز روس رأسه بامتعاض وقال " انا لست بطلاً, ولا اي شيء قريب من ذلك"
عاد فنظر الى الطفلة وتساءل , عندما تصبح هذه الفتاة الصغيرة شابة , هل سيعني لها شيئاً ؟ وهل قد
تصبح جزءاً من حياته؟ لقد دفعت له هذه الاسئلة الى ملاحظة ماهية الخسارة التي سيشعر بها إن ألا
اكون في حياته اطفال . واكثر من ذلك فالخسارة ألا اكون جزءاً من حياة اطفال. واكثر من ذلك
فالخسارة ألا اكون جزءاً من حياة هذه الطفلة .
" هل انت متأكدة من ان عائلتك حقاً دعتني ؟ وانت لا تفرضينني عليهم؟"
-------------------------------
ضحكت كاثلين "لا يمكنك ان تفرض احداً على عائلة غالاغر , صدقني"
" حسناً لست في لباس لائق لعشاء عائلي"
حدقت بثيابه وقالت " انك لا تبدو عارياً تحت هذه السترة ! اليس كذلك؟" سألته بسخرية ؟
وبابتسامة ساخرة على شفتيه, ازاح جانباً من سترته ليريهما قميصاً اسود كان يرتديه .
" إذن سآتي بعربة ستورمي , وبحقيبة الحفاضات وننطلق الى هناك"
لم يسبق ان دعي روس من قبل امرأة للقاء والديها او عائلتها, ولم يكن متأكداً تماماً من انه يرغب في
الذهاب , وبما ان كاثلين كانت برفقته وقد اصبحوا في منتصف الطريق المؤدية الى المزرعة , فلن
يستطيع الالتفات الى الوراء او الهروب.
" اخي سام هو اكثر هدوءاً ورصانة , ونك هو المازح المزعج الذي تعود على مضايقتي بمزاحه منذ
اصبح يافعاً وعالماً بذلك" اخبرته كاثلين بذلك و السيارة تنحرف بهما الى مفرق يؤدي الى بيت
المزرعة.
" وشقيقك الجاد سام كان دائماً يأتي اليك ليواجهك "
ضحكت " كيف عرفت ؟"
استطاع روس ان يسمع في صوتها نبرة حنان وهي تتحدث عن شقيقيها , واخذ يتساءل كيف يبدو ذلك
المكان الذي تكن له كاثلين حباً في قلبها . كانت امرأة متميزة , والرجل الذي ستحبه سيكون مميزاً,
وليس شخصاً على غراره.
واجاب " انها مجرد احجية"
حدقت كاثلين به , واستقر نظرها بتقدير على شكله الجانبي الجريء وقالت " آه , على الارجح ان
لديك اخاً او اختاً . اليس كذلك؟"
علت محياه عبسة خفيفة " ليس لدي اخوة او اخوات"
نظرت اليه وكان الارتباك واضحاً عليها " لكنك قلت ان لديك دزينتين من الأشقاء و الشقيقات"
طأطأ رأسه , وبدا على محياه تعبير رزين , واجاب " نعم, لدي شقيقان , وثلاث شقيقات لكني لا اعتبرهم
اخوة واخوات حقيقيين , كانوا صغاراً حين ترعرعرت بينهم , وقد بقيت مع بعضهم فترة اطول من تلك
التي امضيتها مع بعضهم الآخر"
وفكرت كاثلين , انه لأمر محزن جداً, لا يمكنها ان تتصور حياتها من دون نك او سام , او الحب و الرفقة
التي يتشاطرونها .ريحانة
احست بجرح شعورها إذا علمت ان روس لم يتعرف ابداً على مثل هذا الحب والحميمة, عندما دخلت
كاثلين الى المنزل ومعها روس و الطفلة , وجدت العائلة تنتظر في غرفة المطالعة , حتى ان كلبي سام
الضخمين , جايك وليو , كانا ممددين امام لموقد.
" هاهم قد وصلوا" اندفع والدها يقول بصوت مدوي , لدى رؤيته ابنته تدخل من عتبة الباب.
أثار اعلان والدها عن وصولهم اهتياجاً, ووجد روس نفسه مع كاثلين و الطفلة مطوقين , وتطلع الى هذا
الجمع بانبهار وقد انطبعت في ذاكرته صورة لثلاثة اشخاص طوال متيني البنية , وثلاث نساء جذابات
جداً.
--------------------------------
قالت كاثلين حيث كان الجميع يتكلمون معاً" اعرفكم على روس دوغلاس " نظرت الى روس الذي
كان لايزال على مقربة منها, وقالت باعتزاز"روس , اقدم لك أمي و ابي"
طأطأ برأسه محيياً الزوجين الكبيرين في السن , اللذين لا يزالان يحتفظان بمسحة من الجمال وقال "
سعيد بلقياك يا سيد غالاغر"
اجابه الوالد " ونحن مسرورون بلقائك , نحن هنا عادة لا نتقيد بالشكليات"
تابعت كاتلين تعرف باقر افراد العائلة على روس " وهذا الرجل المتحجر الوجه الذي يلبس قميص فانيلا
هو اخي سام, والجميلة المتعلقة به هي زوجته الجديدة اوليفيا"
" مرحباً, سام واوليفيا "حيا كلا منهما , ثم اومأت كاثلين بيدها الى شابين , و قالت " وهذا الجميل
الشكل يكون اخي نك, العسكري , وطبعا تلك خطيبته الحلوة اليسون , وبالقرب من جايك وليو هناك
بن ابن اليسون"
احاط روس بنظره الجمع كله, وقال " اني سعيد بلقاء عائلة كاثلين , وآمل ألا اكون دخيلاً عليكم"
اجابه الوالد " هراء, يا بني! نحن نحب دائماً ان نرى وجهاً جديداً هنا"
قال نك" حسناً, فنرى اذن الطفلة, فأنت قد خبأتها تحت كل هذه البطانيات , هل تحاولين خنقها يا
اختي ؟"
نظرت كاثلين الى اخيها , واجابت " ليس كثيراً, فالطقس بارد في الخارج, ام انك لا تدرك ذلك لأنك
واقع في الحب؟"
بضحكة خبيثة منه , التفت نك الى اليسون " هل كنت تعلمين ان الطقس بارد في الخارج ؟" سألها ثم
حول نظره الى شقيقته , وكان قد بدا على وجهه تعبير ساذج مبالغ فيه, وتابع " لم نعلم يا اختي "
قالت إيلا " اعطني تلك الطفلة , لن ابقى واقفة انتظر, في حين انتما تتشاجران " واخذت ستورمي من
كاثلين وحضنتها , تبعها الجميع وفيما كانت إيلا تنتزع البطانيات عن الطفلة , تجمعوا حولها ليلقوا نظرة
عليها.
" انظر اليها يا سام" قالت اوليفيا بصوت خافت " اليست رائعة؟"
وقالت اليسون متعجبة " انظروا الى ذلك الشعر الأسود"
وهم نك بمضايقة كاثلين فقال " يمكننا التخلص من هذا الشعر في الحال" فماكان من كاثلين إلا ان
همهمت .
قامت كاثلين توبخه " انها ليست واحدة من جنودك يا نك!" قالت ذلك بصوت غاضب" لا اصدق ان
احداً قد تركها في العاصفة"
وافق الوالد بالقول " و لا انا يمكنني تصديق ذلك , واي يكن الفاعل , فانه يستحق ان يعلق من قدميه
ويشنق في الشمس الحارة حتى يجف"
إيلا التي لم تتفوه بكلمة حتى الآن , التفتت الى زوجها , وعيناها تلمعان بالدموع , وقالت " انها شبه
كاثلين عندما ولدت "
-------------------------------
ربت على كتف زوجته , واجاب"عزيزتي تعرفين ان ذلك غير ممكن"
" لا تجادلني لقد عانيت من الألم و العذاب خلال الاثني عشرة ساعة التي سبقت ولادة كاثلين , وكان
علي ان اعرف كيف كانت تبدو عندما اخيراً ابصرت النور. وكانت تماماً مثل هذه كتلة من الشعر الأسود
, وهاتان العينان , ستنقلبان خضراوين قبل ان تبلغ السنة . اني متأكدة من ذلك"
ضحك الوالد من كلام زوجته , وقال " ويمكنني ان ارى انك قد اعتبرتها ايضاً كفرد من عائلة غالاغر"
" حسناً, ستكون من آل غالاغر, ان استطاعت كاثلين ربح دعوى حضانتها "
استقام روس في وقفته من الصدمة , هل كانت كاثلين تحاول الحصول على حضانة ستورمي؟
-------------------------------


samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس