عرض مشاركة واحدة
قديم 28-02-17, 07:43 PM   #27

REHAB OMAR
 
الصورة الرمزية REHAB OMAR

? العضوٌ??? » 393973
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 338
?  نُقآطِيْ » REHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond repute
افتراضي

لبارت 3
كان حازم يعمل بجهد لتحقيق حلمه يبحث في كل لحظه تمر عليه علي انسب مكان لبدأ مشروعه الجديد برفقة ابراهيم زوج اخته نرمين الذي كان يتشارك معه نفس الحلم و يسعي معه لتحقيقه
أما في قصر الوحش كانت حسناء تعيش اسبوع من أصعب أيام حياتها , فمع انها كانت تحاول الـتأقلم مع وضعها إلا أن اشباح الماضي كانت تطاردها في عقلها كل لحظة , والأحداث التي تدمي قلبها تتابع كل دقيقة علي عقلها لتذكرها بأيام صعبه عاشتها في الماضي القريب ولا تعلم هل ستعود إليها ام انها اصبحت في مأمن للأبد
كانت تجلس علي سريرها مستنده إلي الوسادة تضع بجانبها كتابها , بيدها هاتفها المحمول ,تلعب بأناملها بخفه علي شاشته و ترسم علي شفتيها ابتسامة خفيفه
سمعت خطوات والدتها تقترب من غرفتها فدفنت الهاتف بسرعه تحت الوسادة و استبدلته بكتابها و استبدلت الابتسامة بنظرة تركيز شديده
دخلت و الدتها بعد ان طرقت الباب واقتربت منها ثم جلست علي كرسي مقابلتها , بدأت بالحديث بصوت حالوت ان تجعل فيه الحنان و الرجاء حتي لا يبدي القلق الذي بداخلها
سناء: هتروحي الجامعه بكره يا حببتي
نظره لها نور و هي ترفع احدي حاجبيها بتعجب: حببتي؟ خير يا رب الدنيا هتشتي برنجان النهارده
سناء بعتاب: بقي كده يا نور ماشي . ثم اكملت بخوف: عامة حازم كتر خيره هيوصلك الصبح و هيرجعك تاني , اصله خايف عليكي من البرد و المواصلات
ألقت نور الكتاب بعصبيه و وقفت علي السرير و أخذت تتحدث بعصبيه و تلوح بيديها يمينا و يسارا : نعم ؟ يوصلني ؟ ليه ان شاء الله ده بقي حبس حريه مش خوف و انا لايمكن اسمحله يتحكم فيا اكتر من كده بقي , يعني يقولي من ساعتين مرحش المول و أأجل الموضوع و دلوقتي يوصلني و يجبني و بعد يومين تلاته يقولي ألأبسي كذا و متلبسيش كذا...
سناء و هي تشير لها بخوف ان تخفض صوتها حتي لا يسمعها حازم: اهدي يا نور ابوس رجلك بدل ما يجي يفرم لحمك في عضمك
نور: ما هو انتي اللي بتخليه يزيد فيها وعامل نفسه كبير البيت و لا كأن ليه ام هنا اكبر منه و المفروض كلمتها فوق كلمته
سناء وهي تضغط علي اسنانها: الله يخزي شيطانك يا شيخه , وطي صوتك هتجيبلنا مصيبه النهارده , أياً كان لالزم تسمعي كلامه كفايه اننا عايشين في خيره و هو مطلبش حاجه غلط هو خايف عليكي , ولو عاوزة تفهميها حبس حريه بقي انتي حره بس اللي اعرفه ان معدتيش هتروحي الكليه من غير ما يوصلك إلا اذا كنتي عاوزة تجيبيلي الضغط من تحت راس عندك
نور: زي كل مره برضه خايفة, عامة انا مش رايحه الجامعه خالص علشان ترتاحي و هو كمان يرتاح ولا يمكن اسمحله يسيطر و يفرض كلامه عليا بعد كده حتي لو مش هكمل تعليم خالص
نظرت لها سناء بعينين تكاد تنفجران من الغيظ من تلك الأبنه المدلـله العنيدة التي لا يهمها شئ علي الاطلاق وخرجت و هي تتمتم بالدعاء لها بالهدايه و بالزوج الصالح الذي يريحها من تذمرها الدائم

وبعد أن خرجت سناء بدأت نور بالبكاء بشدة و ظلت تضرب الوسادة بقبضتها بعصبيه لتفرغ غضبها بها حتي هدأت نسبيا ثم قالت و هي تمسح الدموع من علي وجنتيها: والله لقف في وشك يا حازم و كفايه تسلط لحد كده بقي
أمسكت بالهاتف المحمول و اتصلت بصديقتها نسرين
نسرين بمزاح : ايه يا بت اللي مصحيكي لحد دلوقتي مش عندك معاد بكره
نور بصوت باكي : شوفتي المصيبه اللي انا فيها
نسرين بفزع : خير يا نور في ايه
نور: حازم اخويا عاوز يوصلني الجامعه بالعربية و يرجعني كمان
نسرين بتعجب: وفيها ايه ؟ فين المصيبه بقي
نور: دي اكبر مصيبه يا غبيه كده هيحبس حريتي و مش هعرف انزل الجامعه في الايام اللي عندي رست فيها غير كمان افرض انه شافني مع اسامة ده هيقعدني من الجامعه خالص
نسرين باستهزاء: والله انتي اللي غبيه , طيب ياريت حازم كان اخويا انا و يوصلني بعربيته و يعملي برستيج قدام العيال و اتمنظر عليكم كده, وبعدين هو حازم فاضي يا هبله , هيوصلك يومين تلاته و بعد كده ه هيتشغل في شركته المعقدة الفريده اللي شغلاه دي و هترجعي تيجي براحتك و تعيشي انتي و اسامة براحتك بعد ما يكون كل الطلبه عرفوا انك بنت ناس و عندكم عربيه جيب زي دي , حتي جايز أسامة لما يشوف حازم ياخد الموضوع جد شويه بدل ما هو نايم في العسل و بقاله 6 سنين في الكليه
نور وبعد ان اقتنعت بكلامها : وافرض فضل يوصلني علطول و كاتم علي نفسي
نسرين : يا نور مش كلها اسبوع و الامتحانات هتبدأ
نور : اه
نسرين :وبعد كده الاجازة
نور: اه
نسرين : علي ما الاجازة تعدي و التيرم التاني يجي هيكون حازم نسي اساسا انه قالك انه هيوصلك , حتي تقعدي تذاكري الاسبوع ده زي الناس شويه بدل ما كنتي هتقضيها صياعه انتي و اسامة البارد
نور: متغلطيش يا بت , ولا انتي متغاظة انك سنجل
نسرين : علي ايه يا حسره ده يقرف انا مش عارفه بتحبيه علي ايه , ده حتي علي ما تتجوزا هتكوني اخر واحده في الدفعه كلها
نور: عجبني و بحبه و لو هفضل استناه العمر كله
نسرين : اشبعي بيه يا اختي ويلا علشان عاوزه انام
نور: طيب ماشي سلام
وبعد ان اغلقت الخط عادت ثانية للمحادثه علي ماسنجر التي كانت تجريها قبل دخول والدتها و كتبت لحبيبها اسامة أنها تشعر بإعياء و لن تستطيع مقابلته غدا في الموعد الذي اتفقوا عليه

ومع أخر ضوء من نهار يوم الثلاثاء . أمام أحد المباني التي مازالت تحت الإنشاء في الحي المحيط بجامعة القاهرة توقفت سيارة جيب ضخمة ونزل منها شابان يبدو عليهم الاحترام و الجدية ثم توجهوا للمهندس القائم علي تشيدة
حازم : السلام عليكم ازيك يا فندم
المهندس: و عليكم السلام ورحمة الله اؤمرني يا فندم
حازم : احنا عاوزين دور كامل في البرج هنعمل فيه شركة استيراد
المهندس: لا و الله البرج محجوز لحد الدور السابع و بعد كده كل دور محجوز منه شقه
ابراهيم : طيب ممكن حضرتك تتفاوض مع الممتلكين و هندفع مقابل التنازل و يستلموا أدوار تانية
المهندس: هجاول بس موعدكوش أصل الدور التاني و التالت هيبقي برضه شركة استراد ملابس
زم حازم شفتيه بيأس وقال و هو يصافح المهندس: خلاص ماشي يا باشا و اسف اننا تعبناك معانا
المهندس: عامة اعطيني رقم تلفونك, انا هشوفلك مع المهندسين صحابي جايز الأأقي طلبك عند حد منهم
حازم: ماشي اتفضل ده الكارد بتاعي و ياريت يكون قريب من الجامعه
المهندس: ماشي يا افندم تحت أمرك و أول ما هلاقي هكلم حضرتك
ابراهيم : طيب ممكن رقم تليفون حضرتك برضه علشان نبقي نتابعك
المهندس: ماشي اتفضل
انصرفا حازم و ابراهيم إلي السيارة بخطي بطيئة نتيجة ارهاقهم الشديد و يأسهم الذي خيم علي صدورهم بعد عملية بحث طويله لم تنم عن شئ جديد وانطلقا بعيدا
ابراهيم: زي ما يكون بندور علي حاجه من المريخ و الغريبه ان لما تكون مش محتاج تلاقي الشقق قدامك كتير و لما احتاجنا شقه الشقق كلها اتبخرت
حازم بتوتر و هو عاقد ما بين حاجبيه: المشكلة ان الوقت ضيق قوي خلاص معدش إلا يومين بس , معقوله فرصه زي دي تضيع سدي كده علشان مش لاقين مكان مناسب
ابراهيم : طيب منشوف اي شقتين جنب بعض و نفتحهم احنا و لا شقتين فوق بعض ونظبط العمل و خلاص
حازم وهو ينظر أمامه : العمل إما يتعمل صح يا إما بلاش
ابراهيم بمزاح: يا عم فكها شويه وبعدين فك التكشيرة دي احسن العسكري هيعطيك مخالفه
حازم : بالله عليك مش وقت هزار خالص انا روحي في مناخيري
ابراهيم: هدي بالك شويه يا عم مش هنشوف الا اللي ربنا كتبهولنا و تعالي يلا نروح للكهف بتاعك اللي طلعت عنيا علي ما صممتهولك ده
حازم بتساؤل: كهف ايه؟
ابراهيم: بيت الاسترخاء علي رأيك اللي بنيته جنب الفيلا بتعتك
فزع حازم من كلامه بعد ان فهم ما يشير اليه ابراهيم , وتذكر تلك الفتاه الغريبه التي كاد ان ينسي أمرها بين أمواج حياته المليئة بالأعباء و الأحداث
حازم : لا يا عم أنا ورايا شوية شغل كده في الشركة و بعدين انا معدتش قادر اسوق مش هقدر أروح هناك
ابراهيم : طيب عديني بقي علي الشقه بتاعتي انام ساعتين كده و ابقي اجيب نرمين و نيجي عندكم احسن من أول الاسبوع و هي بتتحايل عليا تروح لمامتها و انا بأجل فيها
أوصله حازم إلي منزله و اتجه إلي فيلته التي مازالت تحت الإنشاء لكي يطمأن، علي الأوضاع و علي البواب الذي وظفه حديثا
وعندما وصل كان برد الليل قد بدأ في الأزدياد , كان البواب يشعل بعض النيران و يجلس بجوارها ليستمد منها الدفء لجسده الهزيل المتجمد من ذلك الطقس الصعب
سلم عليه حازم و طلب منه ان يعد له فنجان من القهوة ثم اتجه نحو الفيلا و ظل يستطلع بضوء هاتفه بعض الأشياء المستحدثه بها وعقله لا ينتبه لأي شئ فقط عينان تدوران هناك وهناك و فقد أتي هنا خصيصا لأمر أخر وما هذا إلأا تمويه
وبعد ان انتهي عاد ثانية للحارس الجديد و جلس علي كرسي خشبي بجوار النار وهو يرتشف فنجان القهوة بهدوء
كان دافعه الأساسي هو استجواب البواب عما يحدث بذلك المبني الذي تحبس فيه الفتاه الغريبه ولكنه حاول ان يكتشف بشكل غير مباشر حتي لا يشك البواب بالأمر
وبعد ان انهي قهوته قدم الفنجان الفارغ للحار وهو يقول : تسلم ايدك يا رجب
رجب : الله يسلمك يا باشا
حازم: هه الأوضاع عامله ايه
رجب: تمام يا باشا
حازم : والمبني ده ؟
رجب: ماله؟
حازم حتي يتدارك خطأه : صحيح أنا كنت ناسي شباك مفتوح
رجب بتعجب: شباك ؟ انا من يوم ماجيت هنا و المبني ده متحركش في ذره و لا شفت حضرتك بتدخله , وبعدين الشبابيك كلها مقفوله اهي
حازم: اه تلاقيني قفلته قبل ما انت تيجي , وبعدين انا هدخل أعمل ايه فيه ما هو لسه متفرش

ثم نهض وقال: طيب انا همشي بقي, وخلي بالك من الدنيا يا رجب
وبعد ان خرج من البوابه تذكر كاميرات المراقبة التي يضعها لتصور كل نوافذ وأبواب المبني فدخل إلأي الغرفة التي بها شاشة العرض للكميرات و ظل يعيد بسرعه ما جري ولكن لم يجد ساكن تحرك فإطمأن بعض الشئ وعاد إلي الشركه ليكمل بعض اعماله المتراكمة

وفي تلك الليلة قارصة البروردة كانت تجلس كعاتها كصنم لا يتحرك فيها شئ سوي دموعها التي تنحدر علي وجنتيها بإستمرار و جفونها المتورمة التي تعصر عينيها من وقت لأخر لتزيد من فيضان الدموع وصدرها االذي يعلو و يهبط بسبب شقاتها التي تأتي كنوبات من وقت للأخر لتزيد من دراما الحزن التي كانت تعيش فيه
هكذا كان حال حسناء منذ أن سكنت ذلك المنزل الغريب , فرغم انها أصبحت تشعر بأمان من مخالب البشر إلا انها لم ترحم من سياط الماضي الأليم و لدغاته الازعه , كانت كل لحظة تمر عليها تجلب معها ذكري أليمة و موقف عصيب . ظلت تنقب بين ذكرياتها عن شئ حسن فلم تجد سوي تلك اللؤلؤة التي كانت تملأ حياتها بالأمل و الامان, والدها اسماعيل رحمه الله, ظلت تسرد علي عقلها بعض المواقف الدافئة التي عاشتها معه من زمن بعيد ولكن حتي تلك الذكري لم تجلب لها إلا المزيد من الدموع والألم المضاعف علي فقدانها من كان يمثل لها الحياة بأسرها
تذكرت ضمة يده علي يدها و هو يصطحبها معه لدرس القرآن عصر كل يوم, تذكرت كلماته المشجعه لها دائمة و المدللة المطمئنة , ووعوده لها بأن يفعل المستحل من أجل سعادتها
ولكن تلك الوعود لم يحقق منها شئ فقد حال بينه و بين تحقيقها ذلك الحادث الذي اسفر عن فقدانه لحياته و فقدان ابنته و زوجته له
تذكرت اصعب يوم في حياتها , عندما كانت تجلس بجوار والدتها في ردهه مستشفي عام وحولها الكثير من أقاربها الذي يملأ وجوههم القلق كانت تجلس بينهم بوجهها الذي يملأه براءة طفله لم تتجاوز عامها الثامن من عمرها , عندما خرج الطبيب من باب غرفة العمليات ومعه أسوأ خبر سمعته في حياتها لينشره علي مسامع جميع الواقفين حولها
عندما قال الطبيب بأسي و هو ينظر للأرض: البقاء لله يا جماعه
حينها كانت صغيره علي أن تفهم تلك الكلمة و ما تحمله من معني أليم ولكن الأجواء التي اشتعلت حولها جعلتها جديرة بأن تفهم كل حرف من حروفها إذ تحول جميع الحاضرين إلي مرضي هستريا نواح و بكاء و صراخ و بعدها شعرت بيد أمها وهي تسحب منها فجأة و تلقي علي الأرض لا تدري بشئ حولها بسبب تلك الفاجعه
ظلت حسناء تصرخ و تجري بجنون و تضرب باب غرفة التي بها والدها بيديها بشدة ثم تجري نحو والدتها و تصرخ , كان عقلها مازال صغير علي ان يستوعب ان والدتها في حالة اغماء فقط , حينها شعرت ان العالم بأكمله تحول للون الاسود و ان كل ما يعني حياة ذهب بلا عودة مع والديها
كانت تصرخ وتجري و تقفز وكأنها اصيبت بالجنون ,حاول الجميع تهدئتها و حضنها لكي تكف عما حل بها و لكنها كانت تتفلف من بين ايديهم و هي تصرخ ب : باباااااااااااااا مامااااااااااااااا متسبونيش
وعندما خرج السرير الملقي عليه والدها ملفوف بذلك اللباس الأبيض تفلتت من بين حضن والدتها و هجمت عليه و تشبثت بقوة برأسه المغطي ...وعندما حاول الاطباء ابعادها تشبثت أكثر واكثر و هي تصرخ به و تقول: قوم يلا يابابا ماما قامت قوم انت كمان متسبنيش و تمشي
فقام خالها و حاول افلاتها مع الممرضات و لكنها كانت تزيد في المقاومه حتي ان وجه والدها كشف و تحركت رأسه من مكانها
وعندما ذهبوا به بعيد عنها ظلت تصرخ و تجري خلفهم فلحق بها بعض السيدات وأمسكوها بقوة ولكنها ظلت تحاول الفرار من بين أيديهم وتتلوي كأفعي هائجه كي تلحق بأبيها و حبيبها و كل شئ لها و تقول: لا متخدوش بابا أنا عوزاه , انتوا رايحين , بابا ده بتاعي
كان صعب عليها معرفة الاحساس بفقدان أعز ما لها في هذا السن المبكر و لكن ما كان اصعب هو ما كانت تخبأه لها الأيام بعد ذلك و ما أذاقتها لها السنين بسبب ذلك اليوم العصيب
مرت تلك الذكري علي عقلها فجعلتها كدجاجه ذبحت للتو تنتفض بشدة من كثرة البكاء , وأمتلأت أرجاء الغرفة بصوت أنينها الحزين و ظلت هكذا حتي ختم يومها بأصعب موقف مر عليها في حياتها و أضيف إلي عداد أيامها يوم أخر ملئ بالدموع و الحزن و الألم

دقت الساعه الثانية عشر ظهرا ولكن لم يسمع أحد دقتها بسبب أصوات مكبرات الصوت التي ملأت الأرجاء لتضفي علي الجميع الجو الأيماني الذي لا نشعر به سوي في ذلك الوقت من الأسبوع في صلاة الجمعه
وبعد ما يقرب من النصف ساعه دخل حازم و معه ابراهيم الفيلا و قد تملك القلق و الخوف قلوبهم
حازم: طيب نتغدي الأول و ربنا يسهلها يا ابراهيم
ابراهيم: بتعجب: هو انت لسه عندك أمل يعني بنلف من اسبوع ومش لقين اي حاجه و هتيجي في الساعه دي وهتظهر الشقه المسحورة بقي
حازم : انا عندي يقين بالله يا سيدي و متأكد اني هلاقيها
ابراهيم: طيب ما تبعت للشركة رساله اطلب منهم يمدوا المدة كمان اسبوع
حازم: طيب بس يلا لو ملقتش شقه علي المغرب هبعتلهم رساله
ابراهيم : والله امرك عجيب انت كده بتلعب في الوقت الضايع و بتتعب نفسك علي الفاضي
وبعد أن تناول الجميع غداءة استأذن حازم و صعد إلي غرفته .... صلي ركعتي حاجه أطال فيها السجود و التضرع لله بأن يقضي حاجته و لا يضيع آماله و أحلامه ...وبعد أن انهي الصلاة ظل علي سجادته متوجها للقبله رافعا يديه للسماء مغمض العينين وعلي وجهه علامات التضرع الشديد ....ظل يزيد و يزيد من الدعاء الخالص ويردد دعاء موسي " ربي لما انزلت إلي من خير فقير" وايضا الاستغفار فقد كان يعلم مدي فضليهما.... ثم نزل إلي والدته وقال لها: ماما هاتي قايمة الطلبات
سناء باستغراب: دلوقتي ؟ طيب مش تستني تقعد مع ابراهيم و نرمين شويه و الطلبات تتأجل لأخر النهار
حازم : اصلي عندي مشوار ضروري و المول في طريقي و بعدين ما ابراهيم معايا كل يوم وياستي هخلص و أجي اقعد معاهم لأخر النهار
سناء : طيب ماشي بس استأذنهم برضه الأول علشان نرمين متزعلش انت عارف ان نور بتذاكر علشان امتحانتها بكره
حازم : ماشي ياماما بس ابوس ايدك بسرعه هاتي القايمة
سناء : مستعجل كده ليه
أخذ حازم الورقه من والدته و استأذن من نرمين و ابراهيم و خرج مسرعا نحو سيارته و قلبه يرفرف من الخوف و القلق و لكنه كان يشعر بأن هناك أمل , كان يقود السيارة بتوتر بالغ و هو يردد بعمق و اخلاص : يارب يارب وفيت بوعدي و عندي يقين انك مش هتخيب ظني
اتجه للمول و بعد ان أنهي طلبات و الدته بدأ في التسوق لتلك المجهوله التي حبسها بيديه
كان يشتري كل ما تقع عينيه عليه وكأنه يجهز طعام لرحلة سفاري لمدة شهر ... وكان كلما وضع يديه علي شئ يشتريه كان لسانه لا يفتر عن الدعاء و التضرع بأن يجعل الله اكرامه لتلك الفتاه سبب في قضاء حاجته ,.... وبعد ان انتهي اتجه إلي فيلته و أخرج الحقائب الكثيرة ووضعها أمام بوابة المبني التي تسكنه الحزينة حسناء
وكان قد أعطي للبواب أجازة كل يوم جمعه حتي يستطيع احضار طلبات حسناء كل اسبوع....
دق جرس الباب وانتظر الرد
أفاقت حسناء من شرودها و غيبوبتها داخل عالم الأحزان ثم فنظرت من الأعلي فوجدته ذلك المخيف و بيده الكثير من الأكياس قالت بأعلي صوتها : اتفضل
قال لها بصوته المخيف: ميلي في جنب
دخلت حسناء مسرعه غرفتها و أغلقتها جيدا و ووضعت أذنها علي الباب علها تستطلع ما يجري بالخارج
بعد دقائق سمعت صوت البوابه تفتح و صوت الأكياس و بعدها البوابه اغلقت ثم أغلقت بالمفتاح
جرت تنظر من خلف النافذه فوجدت الضخم يتجه نحو سيارته و يستقلها ويخرج من الفيلا بعد ان اغلق البوابه الخارجية
انتظرت بعض الوقت كي تتأكد ان لا احد بالخارج وبعد أن اطمأنت خرجت ببطء و اتجهت للأسف حيث الأكياس
ظلت تفتحتها و هي في قمة اندهاشها , من كثرة ماتري
قالت بتعجب: هو فاكرني فيل ولا ايه , ده الاكل بتاع الاسبوع اللي فات لسه زي ما هو
حملت الأكياس و اتجهت للمطبخ , فتحت الثلاجه فوجدت ما وضعته بها الاسبوع الماضي بالكاد كما هو
قالت بوهن : الواحد من كتر حزنه بينسي ياكل
ظلت تضع كل ما تستطيع وضعه بالثلاجه و الفريزر و اخذت الباقي نحو ثلاجة الحلويات بالصالون وبعد ان ملأت الثلاجتان كان هناك الكثير من الأشياء التي لم تسع الثلجات لهم
حسناء: كويس اننا في البرد الحاجه مش هتبوظ بس الأسبوع الجاي هقوله معدش يجيب حاجه لحد ما اللي هنا يخلص
أخذت بعض الفواكهه و قامت بغسلها وبدات بالاكل ثم قالت بنفسها : فعلا انا جعانه و مش واخده بالي
اتجهت نحو المرآه و نظرت لنفسها باسي ثم تنهدت و قالت: كان مين يعلم ان كل ده يحصل والدنيا توصلني للحال ده
وفجاه قالت لنفسها : حال ايه انا يعتبر في نعمة ما بعدها نعمه و لو ظليت علي حالي ده و حزني و انكار اني بقيت في امان ممكن ربنا يحرمني من ده كله و ارجع للي كنت فيه قبل كده
, لا أنا لازم أفوق وأبدأ أعيش بشكل طبيعي و اشكر ربنا علي اللي انا فيه و استغل الوقت ده في القرب من ربنا بدل ما انا ليليل نهار قاعدة اعيط و ابكي حظي وحالي , يكفي ان ربنا بعتلي البني أدم الطيب والمؤدب و الكريم ده في طريقي في لحظة لو كان اتأخر عنها كان زماني في خبر كان
اتجهت نحو كرسي قريب منها و ظلت تنظر للارض بشرود ثم قامت فجأه و قالت : علي الاقل احاول أتأقلم علي اللي انا فيه لحد ما اشوف أخرتها ايه , انا اه نفسيتس تعبانه و عارفه ان انا هنا مؤقتا فقط بس هحاول اتعايش
قامت وجالت في المبني بأكمله حتي تري ما لديها هنا و ما يمكنها ان تستغله و تشغل به وقتها
وجدت التلفاز والحاسوب والذي به انترنت و ايضا وجدت مكتبه بها العديد من الكتب
اقتربت منها وظلت تتفحص نوعية الكتب , فوجدت اكثرها كتب دينيه و التنمية البشرية خاصة جانب ادارة الاعمال و بناء الشخصية الناجحه و بعض الكتب الثقافية وكتب الألغاز
وجدت درج فتقدمت نحوه و فتحته فوجدت به الكثير من الدفاتر الكبيرة و بعض الأقلام , مدت يدها ببطء و فتحت أحد الدفاتر فوجدت عليه كلمة " مذكراتي الخاصه"
كان لديها حب استطلاع كبير بأن تفتحته و تقرأ ما به علها تكشف سر ذلك الغريب , ولكنها شعرت بالذنب فوضعته مكانه و أغلقت الدرج بعد أن أخذت ورقة بيضاء من أحد الدفاتر و قلما وظلت تخط ببعض الاعمال التي تساعدها علي استغلال و قتها و محاولتها للعيش بشكل طبيعي

كان حازم يقود سيارته بسرعه وهو يحاول ان يستدعي اي فكره تساعده علي الخروج من مأزقه الصعب , فجأه تذكر المهندس الذي أخذ رقم هاتفه من يومين حتي يخبره بمكان مناسب إن وجد
هدأ من سرعه السيارة و أمسك هاتفه واتصل عليه وبعد لحظات آتاه الرد
المهندس: السلامعليكم
حازم: وعليكم السلام ازيك يا بسمهندس
المهندس :كويس ان حضرك اتصلت عليا من امبارح بدور علي كارت حضرتك ومش لقيه ربنا بيحبك ولقيت لك مكان محصلش
حازم : بتتكلم جد , ربنا يكرمك و يصلح حالك يارب , اعطيني العنوان
المهندس : ماشي يا فندم و انا هكلمك المهندس صاحبي المشرف علي البرج يقابلك دلوقتي
وبعد ان اغلق حازم الهاتف اتصل بسرعه علي ابراهيم
ابرهيم : السلام عليكم
حازم: بسررررررررررررعه قابلني بعربيتك في المكان.........
ابراهيم : بجد ولا بتهزر
حازم : خلص يا ابراهيم هو ده وقت هزار
وجاء فرج المولي بأفضل مما تمني و مما تخيل , ولما لا يأتي و قد لجأ إلي الحيي الكريم الذي يستحي أن يرفع العبد اليه يدييه فيردهما صفرا خائبتين

أشرقت شمس ثاني يوم مصطحبة معها نسيم الصباح البارد حاملا معه الكثير من الاحاسيس المختلفه ليوزعها علي الجميع ,كان يحمل معه أمل و تفاؤل للبعض و خوف و قلق للبعض الأخر , كان يوما مميزا للكثير
كانت نور تقف أمام المرآه تضع علي وجهها بعض اللمسات الاخيرة لديكور الألوان الربيعيه التي انتشرت علي بشرتها بتناسق , وتضع أمامها كتاب تنظر فيه بين الحين والأخر تحاول جمع بعض المعلومات منه قبل ذهابها لأول اختبار لها في هذا العام
كانت في اعلي درجات قلقها و خوفها فلم تكن متفرغه للمذاكره بشكل تام لأن عقلها دائما ما يتركها و يذهب لمن سلب لبها قبل عقلها, فكم اشتاقت له , فهي لم تتعود علي مفارقته منذ أن تعرفت عليه , كثير ما كانت تخترع الاسباب لتذهب إلي الجامعه في أيام راحتها لتبقي معه و تنعم بقربه , ودائما ما كانت تترك محاضرتها و دروسها مقابل ساعه مع حبيبها اسامة
سمعت طرقات خفيفه علي بابها فأذنت للطارق بالدخول ففتح الباب و دلف منه رأس الضخم حازم
حازم: جاهزة يا نور علشان مستعجل
نور وقد انتفضت ذعرا منه وتركت فرشاة التزين من يديها و ردت بتوتر: أ ..أ.. أه خمس دقايق بس هجهز شنطتي
نظر له وهو يبرم شفتيه و علامات عدم الرضا تنبعث من عينيه بشدة ولكنه لم يعلق علي ما يسيئه
ثم قال لها : طيب علي ما تخلصي هروح مشوار عشر دقايق بالضبط و هكون عندك , مش انتي امتحانك برضه الساعه 12 الظهر
اضطربت نور وقالت: ايوا بس انا رايحه بدري علشان أراجع مع صحابي
حازم بفتور: ماشي الساعه لسه 7 يعني بدري , هجيب طلب سريع علي ما تحضري شنطتك براحتك
نور: بس ياريت متتأخرش
استدار حازم و خرج من الحجرة بعد أن أغلق لباب خلفه و اتجه حيث تجلس و الدته
بينما نور تنهدت بقوة و قالت : اااااااااااه الحمد لله انا فكرته هيزعقلي علي لبسي و الميك أب , الحمد لله الحمد لله
خرج حازم متجها لوالدته و الشرر يتطاير من عينه و قال لها بعصبية : ايه القرف اللي نور لبساه ده؟ هي بتخرج كل يوم كده ؟
سناء بخوف: كل البنات بتخرج كده ايه الغريبه يعني؟
حازم بغب: أنا مليش دعوة بكل البنات , انا ليا أن الصح يتعمل , ده مش منظر بنت محترمه تخرج بيه
سناء بترجي: ارجوك يا حازم متنكدش عليها وهي رايحه تمتحن, وبعدين كل لبسها كده لو قلتلها غيري هدومك برضه هتلبس حاجة زيها
حازم بصرامة : أنا مش هنكد عليها بس مش هسيبها تخرج كده , من النهاردة نور مش هتخرج إلا لما أشوفها لابسه ايه
ثم خرج من الفيلا وهي يتمتم بكلام غير مفهوم
وبعد أن انتهت نور من تجهيز مظهرها في أبهي طله و تحضير حاجياتها اخرجت الهاتف و اتصلت علي صديقتها نسرين
نسرين : أيوا يا عم عالناس اللي كبروا علينا و هيجوا في الملاكي
نور: ايه ده انتي مش قلتي هتستني تركبي معايا
نسرين بسخريه : يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم , لا يا حببتي انا مش مستعدة ابدأ يومي بوش حازم اخوكي النهردة اول يوم امتحان
نور: بقي كده يا نسرين برضه وانتي اللي قعدتي تقنعيني أني اوافق اركب معاه
نسرين : بت و انا ايه دخلي بالموضوع بقي , ده اخوكي و هتركبي معاه , المهم انتي لسه مخرجتيش ليه مش قلنا هنتقابل الساعه 8
نور وهي في قمة غضبها: اعمل ايه حازم قالي هيروح مشوار عشر دقايق و هيجي
نسرين : طيب يلا متتأخريش عاوزين نلحق نذاكر
نور بسخرية : لا يا حببتي كفايه الكلمتين اللي قرأتهم أنا جايه بدري علشان ألحق اقعدلي شوية مع أسامة أحسن وحشني مووووووت مشفتوش من أسبوع
نسرين : والله عارفه انك هتقولي كده , انت اصلا فاشلة و مش وش مذاكرة
نور: سيبنالك انتي المذاكره يا فالحة, يلا اقفلي علشان اتصل علي اسامة أطمن عليه كده
نسرين : طيب يا اختي سلام
نور: سلام
وهمت نور ان تتصل علي رقم أسامة ولكنها توقفت حينما سمعت صوت خطوات والدتها بالخارج
طرقت سناء باب الغرفة ثم دخلت بتوجس مخافة أن تعاند نور وتقدم ردة فعل غير محمودة في هذا اليوم
سناء: ذاكرتي كويس يا نور
نور : الحمد لله يا ماما دعواتك بس
سناء: اهم حاجه صلي ركعتين قبل ما تمشي التوفيق من عند ربنا يا نور و بعدين مش كنت لبستي حاجه محتشمة شويه انتي النهاردة محتاجه ربنا يكون معاكي و يوفقك
نوروقد بدأت تتذمر: ماله لبسي يا ماما
سناء: لبسك يا نور المفروض يكون محتشم و فضفاض كده
نور: انت عاوزة تكبريني بلبسي و صحابي يقولي عليا الحاجة نور, و بعدين أنا متعودة علي كدة
وقبل ان ترد عليها سناء جاء الرد بصوت غليظ من خارج الغرفة وبنبرة حازمة كعادتها: لو متعوده علي اللبس ده , اللبس اللي هيوديكي النار ده , يبقي تتعودي علي النار بالمره وكل يوم ولعي الفرن و ادخلي أقعدي جواه شوية
صعقت نور من حازم و تلجم لسانها داخل فمها و فتحت عينيها علي اخرهما من الصدمة , بينما سناء و ضعت يدها علي قلبها وكتمت نفسها داخلها مخافة مما سيحدث من مشاجرة بين ابنائها
حازم بنبرة حاول أن يجعلها خالية من العصبية نظرا للوقت الحرج الذي به نور: يا نور أنا خايف عليكي سواء في الأخره أو دلوقتي انتي عارفة ان الشباب بقوا كلاب بشرية بتنهش بعيونها في لحم البنات و انا مش حابب اجعلك عرضه للكلاب الضاله دي و عاوز احافظ عليكي
مد يده لها بحقبه : ادخلي اغسلي وشك و غيري هدومك أنا جيبلك هنا اسدال
كانت سناء ترتجف خوفا من ردة فعل نور و لكنها وجدتها تأخذ الحقيبه منه بهدوء و ترد: حاضر خمس دقايق و هكون جاهزة
وبعد دقائق كانت نور ترتدي الاسدال الاسود الفضفاض و بشرتها صافية من أي ألوان و أي زينة , لم تكن مقتنعه مما فعلته ولكنها ارتدت الاسدال فوق ملابسها و اخذت أدوات الزينة معها لكي تقوم بما تريد في الجامعة , فقد كان كل همها ألأا تتأخر أكثر علي اسامة في الحوار مع حازم
ركبت السيارة بجوار حازم و انطلقا نحو الجامعه و عنما وصلوا فوجئت نور بحازم يدخل معها الجامعه , نظرت له مستفهمة فقرأ ما يدور بخاطرها فجاوب دون ان توجه له سؤال: انا هدخل أسلم علي معيد صاحبي هنا في الكلية
سألته نور حتي تتأكد من صدق كلامه وأنه لا يتجسس عليها : انت ليك حد صاحبك عندنا في كليتنا؟؟
حازم : أه المعيد محمد مسعد
اتسعت عيني نور بشدة عندما وقع ذلك الأسم علي مسامعها , فهذا المعيد الوسيم التي تتهافت البنات علي رؤية وجهه الذي تزينه ابتسامته الدائمة و لحيته بنية اللون و عينيه الواسعتين العسليتين كل تلك الملامح تزيد بشرته البيضاء جمالا خلابا لا تقاومه بنات مراهقات في سن الجامعه
قالت نور في نفسها : ده لو نسرين عرفت انه صاحب حازم هتتجنن
طردت نور تلك الأفكار من رأسها فعقلها كان مشغول بالبحث يميناَ و يساراً ليس بالبحث عن أسامة لرؤيته بل مخافة أن يراها في هذا الزي و ذلك الوجه العاري من الزينة
عندما وصلوا لبوابة الكلية قال حازم: روحي انتي مع اصحابك و هطلع أنا بقي
توجهت نور للمكان الذي تتجمع فيه هي وصديقاتها عادة , وعندما وصلت وجدتهم جميعا قد سبقوها , وما أن وقعت عيونهم عليها حتي انفجروا ضاحكين علي مظهرها الجديد
نسرين: ههههههه ايه ده , ايه اللي حصل , بجد مسخرة السنين بشكلك اللي عامل زي أبو شكارة
مي: ههههههههه دي بقي توبه علي ما الامتحانات تعدي, بس مش لايق عليكي خالص
هبه ( وكانت أكثرهم هدوء و حكمة و تدين ) : حرام عليكم يا بنات يعني بدل ما تشجعوها و تاخدوا ثواب تتريقوا علي الزي الديني
نسرين : ديني إيه يا بتاعة الدين , عاوزة تقنعيني ان نور لبساه تدين , طيب و حياة دقن بابا اللي مش مربيها تلاقي المعقد اللي اسمه حازم هو اللي حلف ما هي خارجه من غيره
بزغت الدموع في عيون نور و خبطت الأرض بقدمها بعصبية و قالت: مش وقت الكلام الفاضي ده حد يجي بسرعه معايا التواليت علشان احط ميك أب و أخلع المحروقه دي قبل ما أسامة يشوفني كده
نسرين : مش قلتلكم هههه و تقوليلي أشجعها يا هوووووبه
مي بمزاح: طيب بسرعه قبل ما أسامة يتصدم من وشك القذر ده
نور: بس المشكلة ان حازم هنا في الكليه بيسلم علي الدكتور محمد مسعد صاحبه
وقفت نسرين فجأة و فتحت فاهها وقالت : ايه ؟ بتقولي ايه؟ هو انا ودني بتسمع حاجات غريبة النهاردة و لا انا اللي بيتهيقلي؟
مي: أووووووووووووبا أسامة جه
اختلست نور نظرة سريعه نحوه فوجدته آتي من بعيد , يفرك عينيه بإستهزاء و يضحك عليها
التفتت نور وكادت ان تبكي و قالت : حد يجي بسرعه معايا التواليت
هبه بجديه : نور اياكي تغيري هدومك او تحطي حاجه , صدقيني مدام شافك كده لو لقاكي غيرتي هتنزلي من نظره جدا جدا جدا و هيعرف انك بتخوني أهلك و عمره ما هيثق فيكي تاني
مي : فعلا معاها حق يا نور
نور بصوت باكي: طيب هعمل ايه
هبه: اقنعيه انك حابه اللبس ده و عاوزة تلتزمي
قاطعتها نور: بس انا مش عاوزة كده
مي و هي تضغط علي اسنانها وتتكلم بصوت منخفض: اسمعي بس الكلام و هنتصرف بعدين
.................................................. ...............................
خرج حازم من الجامعه بعدما لم يجد صديقه محمد واستقل سيارته , اتصل علي ابراهيم
ابراهيم: السلام عليكم
حازم: وعليكم السلام , انت لسه نايم ولا ايه يا باشا
ابراهيم بمزاح: نايم؟ نوم ايه يا باشا هو انا عرفت انام طول الليل . الحماس واخد الواحد وقعدت للساعه 4 الفجر اصمم ديكور الشركة ودخلت نمت و صحيت الساعه 6 من قلقي
حازم : قلق ايه؟
ابراهيم: مش قلق بقي, زي ما تقول خليط قلق مع فرحه مع حماس مع تفاؤل مع شطه وليمون ورشه زيت
حازم: طيب هات السلطه بتاعتك دي و هات التصميم كمان وتعالالي فورا
ابراهيم: تحت أمرك يا باشا مسافة السكة و أكون عندك
حازم: يا رب تكون قد كلمتك المرة دي و متجليش بعد الظهر
ابراهيم بإسلوب حزين: بقي كده يا حازم ماشي يا سيدي الله يسامحك, المهم انت لسه قدامك قد ايه علي ما تنزل
حازم: انا قدام الشركة يا بشمهندس كنت بوصل نور الجامعه و انت عارف الشركة مقابل الجامعه
ابراهيم بمزاح: ااااااااه ده انا فكرتك لسه في البيت فقلت علي ما تنزل اكون أخدت شور و فطرت و شربت كوباية نسكافيه
حازم: يبقي علي العصر
حازم: بعد العصر بنص ساعه
حازم بنفاذ صبر: أخلص يا ابراهيم و انا هتصل علي شركة المقاولات علي ما تخلص
ابراهيم بخوف مصطنع وصوت مبحوح: حاضر يا باشا سلام
حازم : سلام
وعالفور بدأ حازم مع رفيق مشوار نجاحه تحقيق حلمهما بكل ما يمتلكون من نشاط و قوة وحماس وجهد ووقت
كان يعملان ليل و نهار يخططون و يدرسون المشروع بكل أبعاده كان ليلهم كنهارهم جد و اجتهاد وعمل
.................................................. ................................
كانت تتمتم ببعض الاستغفار و هي متشمرة الساعدين بكل همة و نشاط تنظف أرجاء المنزل الذي تملأه الأتربه و تعيد تنسيق أثاثه بشكل يضيف له بعض اللمسات الانوثه و الزوق الرفيع, وتملأ الأجواء حولها رائحة طعام شهي تشبع من مجرد استنشاقك لرائحته الذكية والتي لا تستطيع استنشاقها إلا في أفخم المطاعم التي يعمل بها افذ الطباخين المحترفين
كانت حسناء قد عزمت أمرها بأن تغير شكل يومها و تطوي صفحة الماضي علي ما بها من آلام و اوجاع و تلقي بها وراء ظهرها و تبدأ حياة جديدة لا يشغلها بها سوي ذكر الله و حمده و التقرب منه بكل الوسائل و الطرق, بالاضافه للتبحر في القراءة في شتي المجلات التي تهمها كإمرأه و تدعم قرائتها بالتطبيق قدر المستطاع
فهي كثيرا ما كانت تتعلم وصفات جيدة للطعام من هنا و هناك و لكن دائما ما كان يحول بينها و بين الاستمتاع بتطبيقها ضيق اليد و صعوبة العيش ولكن الآن فالوضع يختلف , هناك الكثير من الطعام التي تستطيع ان تحضر به كل ما خطر ببالها
وبعد أن أنهت ترتيب وتنظيف المنزل جلست علي كرسي و أمسكت ورقه بيدها و أخذت تضع علامة علي ما تم انجازه في يومها
فقد قامت قبل الفجر بساعه و بدأت يومها بالتهجد ثم تبعته بصلاة الفجر و الأذكار ثم قراءة ورد قرآن وحفظ جزء بسيط , ثم بعض التمارين الرياضية ثم الافطار وقراءة جزء من كتاب ثم قامت بالطهي و التنظيف حان الآن دور الاستحمام والاكل و اكمال باقي جدولها اليومي الذي يشمل اتصفح علي الانترنت و لعب بعض ألعاب الذكاء و الترفيه و قراءة بعض الكتب و ايضا باقي الاذكار
.................................................. ...................
أما في الجامعه في تلك الساحة التي تشبه ساحة عرض أزياء التي امتلأت بطلاب بادي علي وجوههم القلق و كثير منهم ما يقرأ بالكتب و بعض الملخصات استعدادا لإمتحانهم الذي علي وشك أن يبدأ , كانت نور تجلس مع أسامة الذي يكبرها ب3 سنوات و لكنه مازال معها بنفس السنه الدراسيية بسبب رسوبه أكثر من مرة كأي طالب مستهتر ....كل ما يهمه هو مصاحبة الفتيات و الاستمتاع بوقته
أسامة و هو ينفث دخان سيجارته بإستمتاع: طيب و بما انك عاملة نفسك عاوزة تلتزمي و تعيشي دور الشيخه نفيسة هتسبيني اشرب سجاير و لا هتقوليلي حرام
نور و هي تحاول تمالك نفسها أمام استهزاءه واقناعه انها ارتدت الاسدال تدينا وليس بأمر من أخيها: براحتك يا اسامة
لمحته يمعن النظر لإحدي الفتيات المتبرجات التي تقدم نحوه بمرافقة نسرين فقالت بعصبية: بتبص علي ايه يا اسامة
ضحك بصوت عالي و قال ليثير غضبها : أعمل ايه البت صاروخ وشوفي عامله ازاي مش انتي اللي لابسه شوال وجاية كمان من غير ميك أب , طيب راعي شعوري يعني
نور بغضب: أسامة
أسامة: هههههه يا بت انتي قدري بميك أب أو من غيره انتي خلاص بتاعتي
نور بغضب: انت بتحسسني اني مش مليا عنيك و لا انك شايفني اجمل واحده في نظرك
أسامة : أجمل و لا أوحش متخفييش يا نور مش هسيبك
نور: والصاروخ ؟
أسامة: هههههههه معلشي مع دي مبقدرش أقاوم
نظرت نور للجهه الاخري شاردة و بقلبها ألف طعنه بسبب كلام أسامة و عدم اعترافه لها بأنها الأجمل و لو كذباً إرضاءا لها ولأنوثتها فهي ككل فتاه تنتظر ممن تعلق قلبها به بأن يخبرها بأنها الاجمل في نظره و لا توجد من علي الارض من تضاهيها في نظرة و لكنها للأسف لم تجد منه ذلك في يوما أبدا و لم يكن اعترافه لها بحبه الدائم كافيا او عوضا عن تلك الكلمة
وصلت نسرين وتدخلت بمزاحها الثقيل: الله يكون في عونك يا اسامة دي عامله زي جدتي و جدتك من غير الميك اب
اسامة باستهزاء: خلاص بقي يا نسرين متقلبيش عليا المواجع ههههههه بس انا عاوز أتاكد فعلا نور هي اللي لبسه الشوال الاسود ده بمزاجها؟ وحياة النعمة دي لسه متأكد ان اخوكي هو اللي غصبك
نور بصوت أشبه بالبكاء: أه يا أسامة و المفروض بدل ما قاعد تتريق عليا تيجي و تطلب أيدي وتخلصني من السجن اللي انا فيه ده
أسامة: يابت احنا كده حلوين بدل ما السجان يبقي ليه دخل في علاقتنا و يشرط علينا نخرج ولا لا أدينا عايشين حياتنا ولا مين شاف و لا مين دري
نور: لحد أمتي
نسرين : الامتحان هيبدأ وانتوا لسه بتتكلموا في الموضوع بتاعكم اللي مش هيخلص ده
انتهز أسامة الفرصه كي يهرب من تحت سياط إلحاح نور لطلبها منه بأن يتقدم لخطبتها
أسامة: طيب يلا نقرأ لنا كلمتين قبل ما ندخل جايز ربنا يكرم السنه دي و ننجح
نور بتأفف: اتهرب زي كل مره يا اسامة
أسامة بغزل: أهرب فين بس يا جميل حد يقدر يهرب من روحه ¸ بس المسأله وقت مش أكتر اهدي بس كده علي ما الامتحانات تعدي ونتفاهم بالراحة


REHAB OMAR غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس