الفصل الثامن عشر
قراءة ممتعة شهقت بقوة وأنا أهب من فراشي مذعورة والعرق يتصبب مني، خرجت من السرير لأذهب لتغسيل وجهي، أخذت أنظر من المرآة لملامحي المتعبة والهالات السوداء تحت عيناي، أشعر بالتعب الشديد وأشتاق ليوسف كثيراً، لست قادرة بعد عن الإنفصال عنه، أشك بأنني أستطيع تكملة حياتي بدونه، عدت إلى الغرفة وجائتني رغبة ملحة بفتح هاتفي فركبت الخط وشغلت الهاتف وسرعان ما شاهدت المكالمات الفائتة من يوسف و من العائلة أيضا فهممت بإغلاقه حتى لا أضعف لكن أوقفتني عندما رن برقم مجهول فتحت الخط وبقيت صامتة حتى جاءني صوت إنثوي يقول يقول :"السلام عليكم "
قلت بإستغراب :" وعليكم السلام "
سمعتها تقول :" هل تعرفين السيد يوسف "
إنقبض قلبي وقلت :" نعم زوجته "
قالت المرأة بأسف واضح :" إن زوجك الآن بمستشفى
( ****) إثر حادث أرجو أن تأتي"
هوى قلبي بين قدماي وأخذت أتحرك بإهتزاز حتى بدلت ملابسي وخرجت من البيت لأركب سيارتي وأنطلق بأقصى سرعة
وصلت المستشفى فدخلت بخطوات مضطربة حتى وقفت أمام أول ممرضة رأيتها وقال بإرتجاف :"لو سمحت ِ يوسف أين أين هو "
قالت الممرضة بلطف :" هل يمكنكِ الهدوء من فضلك حتى أفهم منكِ "
أخذت نفس عميق وقلت :" زوجي يوسف لقد أتى هنا بسبب حادث "
سألتني الممرضة بتفهم :" هل لي أن أعرف أسم الأب "
قلت بسرعة وأنا أشعر بأني أنهار :" يوسف يوسف نبيل "
ردت الممرضة :" نعم لقد أتى قبل قليل وهو الآن بغرفة العمليات "
قلت بفزع :" ماذا عمليات، كيف هو كيف حاله أرجوكِ أخبريني "
أمسكتني الممرضة من ذراعي وقادتني معها حتى وصلنا باب غرفة العمليات وأجلستني على أحد المقاعد وقالت بشفقة :" بإمكانك إنتظاره هنا"
مسحت وجهي بكفيّ وكل أنواع الأفكار المخيفة تسللت إلي،ماذا لو ذهب يوسف عني، لن أستحمل فقدان شخص آخر أحبه، وخصوصاً إن كان يوسف، لا لن يذهب أنا أثق به
التفتُ برأسي عندما سمعت أصوات عالية بالممر لأرى العائلة جميعها تهرول بإتجاهي، فوقفت بضعف بينما عيناي تتهرب منهم
إنكمشت بوقفتي عندما اجتمعت كل العائلة أمامي وشعرت بالذنب الكبير،وكنت شاكرة لهم بأنهم لم يتكلموا معي بأي أمر، واتجهوا ليجلسوا على المقاعد وملامحهم قلقة لأبعد حد،
تهالكت على المقعد أنا أيضاً وأدعو ربها بأن يعود سالماً، أرجوك يوسف كن بخير أرجوك
مضى ساعتين على دخول يوسف العمليات بينما قلبي أخذ يرتجف من الخوف، كنت جالسة بعيداً عن العائلة عندما اقتربت مني الخالة نهى وقالت بحنو :"سيكون بخير لا تقلقي عليه "
قلت لها بصوت باكٍ وقد انقشع جداري المتماسك :" خالتي "
مدت ذراعيها لي وضمتني لصدرها وأخذت تربت على ظهري، وسرعان ما ابتعدتُ عنها عندما سمعتهم يسألوا الطبيب عن يوسف فإندفعت أستمع إليه بلهفة ودموعي مازالت على وجهي
" لقد أنتهينا من العملية، لقد تعرض لكسر في إحدى أضلعه ويده وبعض الكدمات ولعناية الله لم يكن الأمر خطيراً، لا تقلقوا"
وبعدها رأيت السرير الراقد عليه يوسف يـُدفع من قبل الممرضين فتجمدت وقفتي وخانتني شجاعتي فلم أستطع النظر إليه حتى إختفى من أمامي وراء إحدى الغرف، إنتبهت لصوت العم نبيل يسأل الطبيب :"هل نستطيع رؤيته "
رد الطبيب :" الآن سننقله للعناية المركزة وبعدها لغرفة عادية ويمكنكم رؤيته حينها"
وذهب من أمامنا، بقيت على وقفتي تلك حتى جفلت من صوت السيد نبيل وهو يربت على كتفي ويقول :"لقد أصبح بخير يا إبنتي لا تخافي "
أومأت بصمت، وعدت لأجلس فقدماي لم تعدا تحملاني
مر يوم على نقل يوسف من العناية إلى غرفة عادية لكنه ما زال نائم بفعل المسكنات وذهب الجميع لرؤيته ما عدا أنا ، أشعر بالخوف من رؤيته، فقد اكتفيت بالإطمئنان عنه من بعيد مع أنهم ألحوا عليّ إلا أني رفضت، أعترف بأني جبانة ولن أستطيع التحمل طويلاً حتى أراه معافياً تماماً
أقتربت منها، هناء عندما رأتها جالسة أمام غرفته بنفس الملابس مع وجهها المرهق الشاحب بنظرات ساهمة ، فحزنت من أجلها على الرغم من أنها كانت غاضبة منها لما فعلته، فوقفت أمامها وقالت :"ليال أنا ذاهبة للشراء شيئٍ يؤكل من الكفتيريا تعالي معي "
رفعت نظرها إليها وقالت بتعب :" لا أريد لستُ جائعة يمكنك الذهاب "
ألحت عليها قائلة :" تبدين على وشك الإغماء هيا لا تكوني عنيدة "
وسحبتها من ذراعها فسارت معها باستسلام
عندما اقتربنا من الغرفة ونحن عائدون كان صوت الممرضات يخرج من غرفة يوسف مما جعلني أبهت من الخوف،فـُتـِح الباب وأطل منه العم النبيل الذي ما أن رآني حتى اندفع إلي وقال :"ارجوكِ إبنتي أُدخلي إليه لقد إستيقظ ويريد رؤيتك "
أومأت بسرعة ودخلت إليه بينما خرجت كل العائلة من عنده وحتى الممرضات لأتقدم منه بإرتجاف وأنا أنظر بخوف للفافات الطبية التي حول صدره
همس بإسمي:"ليال "
أقتربت منه بسرعة وأمسكت بيده وقلت :" أنا هنا إهدء أرجوك "
تمتم وهو يغمض عينيه" لا تذهبي "
وضعت يدي الأخرى ومسحت على شعره ووجهه الشاحب وأنا أقول :" لن أذهب إلى أي مكان أعدك "
عاد للنوم،فتأكدت من تغطيته جيداً وخرجت من الغرفة ليطالعني وجوه الأسرة القلقة، فتحت فمي لأقول شيئ عندما رأيت العم نبيل يقترب مني بسرعة ويقول بقلق :" إبنتي إن أنفك ينزف "
رفعت يدي لأنفي محاولة لتوقف الدماء لكنها كانت تنهمر بشدة مما جعل العم نبيل ينادي إحدى الممرضات التي قادتني لغرفة رغم إعتراضي وسارعت بجعل النزيف يتوقف وفحصت ضغطي الذي كان مرتفعاً
بعد أن خرجت الممرضة قمت عن السرير متجاهلة تعليماتها بأن أرتاح وخرجت من الغرفة فرأيت هناء التي قالت بسرعة :"لما لا ترتاحين قليلاً أنتي متعبة"
أجبت وأنا أمشي بالممر ناحية غرفة يوسف :"أنا بخير لا تقلقي "
وصلت إلى حيث العائلة جالسة الذين ما أن شاهدوني حتى هبوا يسألون عني ويطلبون مني الإستراحة مما جعل إحساسي بالذنب إتجاههم يكبر
وبعد فترة جاء عمر للمستشفى الذي كان قلقاً على صديقه لأبعد حد فهو لم يكن يعلم بما حدث له لأنه كان برحلة عمل، وأصر ألا يعود إلا عندما يستقيظ يوسف ويراه
عاد الطبيب وفحص يوسف والعائلة أخذت تنتظره بقلق وعندما خرج قال:"إنه بخير يلزمه فقط أن يستريح في السرير قرابة أسبوعين أو أكثر حتى تـُشفى كل كسوره وقد لاحظت أن حالته النفسية سيئة فأرجو ألا تجعلوه ينفعل بأي طريقة حتى لا يؤثر ذلك عليه"
قال السيد نبيل لعمر الواقف بجانبه :"لقد حل الليل يمكنك الذهاب الآن إلى منزلك"
اعترض عمر :"ولكنني "
قاطعه وقال :" لا نريد إتعابك معنا بـُنيّ يمكنك زيارته في الصباح"
وافق على مضض بينما سمع صوت السيد نبيل يقول للخالة نهى :"هيا نهى لأوصلك للبيت "
وبعد أعتراض شديد من جهتها وافقت فاقترح عليهم أيصالهم بسيارته بينما رفضت ليال الرجوع إلى البيت بشدة
نهضت بعد فترة من رحيلهم وسرت بخطى بطيئة لغرفة يوسف فتحت الباب ودخلت ليطالعني منظره المضطجع على السرير بلا حول ولا قوة، أقتربت منه حتى جلست على ركبتيّ على الأرض بجانبه وناديته بضعف :"يوسف حبيبي "
لم يقابلني رد منه إلا وجهه المـُغمض الشاحب، فأحنيت رأسي وقلت من بين دموعي :" أنا آسفة "
أمسكت بكفه الراقد على الفراش وصمتُ سامحة لدموعي بالتحرر، وبعد ثواني شعرت بكفه تضغط على يدي فرفعت رأسي لأراه ينظر إليّ بتعب فوقفت بسرعة وانحنيت عليه حتى أراه جيداً وقلت بلهفة :" يوسف هل أنت بخير سوف أنادي الطبيب "
شد على يدي حتى لا أغادر وقال بضعف :" أنتِ هنا "
مددت يدي الأخرى وتلمست الكدمات على وجهه برفق وقلا :" نعم "
قال بنفس الضعف :" لمَ... "
ثم سكت وتقلصت ملامحه من الألم فخفت عليه وقلت متوسلة:" أرجوك لا تتكلم أنت ما زلت مريضاً أرجوك"
أغمض عينيه بتردد وكأنه يخاف أن أختفي وأمسك يدي بقوة، قبلت كفه وربتُ عليه حتى أُطمئنه ورجعت لنفس جلستي السابقة أتأمل كل إنش به ، وهنا إنتبهت للباب وهو يـُفتح فالتفتُ لأرى العم نبيل يدخل الذي ما أن رآني هكذا حتى قال بهمس :"استيقظ؟ "
أومأت ببطئ وقلت :" قليلاً وقد كان متعب ولم يلبث حتى عاد ونام، أنا خائفة عليه كثيراً "
تأمل السيد نبيل إبنه الراقد على السرير وعلى الرغم من أن الطبيب قال أن حالته الصحية جيدة إلا أنه يبدو مريض بشدة وكأن حالته النفسية السيئة بسبب بـُعد ليال إنقلبت عليه مع الحادث، لا يمكنه أن يستاء أو يغضب من ليال فهو أكثر شخص يعلم ما عاشته من تخبطات والسبب الوحيد الذي أدى إلى رحيلها هو الخوف، إنتبه إلى يد يوسف المتمسكة بيدها بشدة، فرغماً عنه ابتسم، إلا عندما ألقى نظرة على ليال المرهقة أختفت إبتسامته واقترب منها قائلاً :"إبنتي إنكِ متعبة بشدة ما رأيك أن تستريحي بإحدى الغرف وأنا سأبقى معه "
هزت رأسها بالنفي بقوة، فتنهد بتعب، فإن كانت هي ويوسف يتشابهون بشيئ فهو عنادهم، جر كرسي كان بآخر الغرفة وقربه منها وقال :" إذن إجلسي هنا "
نظرت بتردد للكرسي فقال بحنان :" هوني عليكِ يا إبنتي لن يحدث شيئاً له بإذن الله "
وقفت وسحبت الكرسي منه وجلست عليه دون أن تفارق يدها يد يوسف وعادت للتأمله بصمت
بينما خرج الأب من الغرفة وذهب ليجلب شيئاً تأكله حتى لا تنهار
فتحت عينيّ بضعف فطالعني جدران الغرفة البيضاء دارت حدقتاي في أرجائها حتى وقع نظري على أبي الجالس الأريكة بآخر الغرفة لكنه نائم،نظرت بجانبي لأرى كتلة من الشعر الأسود ملقاة بإهمال على السرير قرب يدي، أنا أعرف لمن هذا الشعر، أنا أعرف لمن هذا الملمس على يدي، ليس إلا لحبيبتي ليال، ليال هنا صحيح، لقد عادت لي أليس كذلك، لم أكن أحلم وأنا أراها، أنتبهت لها وهي ترفع رأسها لتحدق بي بملامح ناعسة وثم فتحت عينيها على وسعها وقالت وهي تتحسس وجهي بلهفة :"يوسف هل أنت بخير، كيف تشعر "
قلت وأنا أتأملها بحب :" بخير "
ارتخت ملامحها وبدت على وشك البكاء بل إن دموعها سالت على وجهها بدون أن تشعر،مسحتهم بأصابعي بحنان فتمسكت بيدي التي على خدها، وبقينا ننظر إلى بعضنا البعض لفترة حتى سمعنا صوت أبي يقول وهو يقترب مني :" يوسف كيف أنت بـُنيّ"
أنزلت يدي وقلت بإبتسامة خفيفة :"أشعر بأفضل حال "
ربت على كتفي وقال :" الحمدالله على سلامتك "
قلت بإستغراب وأنا أنظر حولي :" أين أمي والجميع "
رد أبي :" سيأتون بعد قليل مع عمر "
وما أن أنهى جملته حتى فتح الباب ودخلت أمي وأختي وأخي عامر وصديقي عمر وباقي الأسرة
أمسكت بيد ليال بقوة وقد بان على وجهي التوتر ، فنظرت لي ليال وإبتسمت مـُطمئنة حتى عاودتني ملامح الإسترخاء، في حين إندفعت أمي لي بكرسيها المتحرك وعلى وجهها الدموع ولفت ذراعها حولي وهي تقول :ًبـُنيّ يوسف أخفتني عليك "
قلت بحنان وأنا اربت على ظهرها :" لا تبكي يا أمي أنا بخير والله "
وبعدها أستقبلت التهاني بسلامته من الجميع، حتى اقتربت مني ليال وقالت بقلق :" يوسف إنك تبدو مرهق ما رأيك بأن تريح جسدك "
ولم تنتظر ردي وأخذت ترتب الوسائد من خلفي ودفعتني برفق شديد حتى إستقليت على ظهري، فقامت العائلة وخرجت من الغرفة حتى يتركوني لأرتاح
دثرتني بالغطاء جيداً وأنا أتأملها حتى قلت :" تعالي ونامي بجانبي "
رفعت رأسها ونظرت إليّ وقالت بإعتراض :" لا أستطيع أنت مصاب بكسور وأخاف أن أؤذيك "
قلت بوهن :" لكنني بخير "
ردت مداعبة :" هذا واضح"
ومن ثم سحبت كرسي بجانب السرير وجلست عليه وقالت :"ها أنا جلست هنا ولن أخرج من هنا إلا معك فلا تقلق "
فأغمضت عينيّ وعلى ثغري إبتسامة
مر أسبوعين على مكوث يوسف بالمستشفى في الأسبوع الأول فكوا جبيرة ذراعه وانتظروا الأسبوع الثاني حتى فكوا جبيرة ضلعه، بدأت حالته الصحية والنفسية بالتحسن، اعتنيت به بشدة ولم أغيب عن ناظره لحظة فأنا رأيت ما حدث له عندما غبت عن غرفته ساعة حتى أغتسل وأبدل ثيابي ولم أكن أعرف أنه إستيقظ من النوم وعندما عدت وجدته يحاول القيام من السرير غير مبالي بإعتراض الممرضة، يومها ركضت إليه وأمسكته حتى أثنيه عن ذلك وما أن رآني حتى صرخ :"أين كنتِ "
قلت له أين ذهبت بهدوء حتى لا يثور، وارجعته إلى السرير، كم شتمت نفسي على فعلتي تلك فقد ساءت حالته واصبح عصبي طوال اليوم، ولم يسمح لي بالتحرك من جانبه ، لم أستطع تحمل رؤيته هكذا فاقتربت منه عندما رحل الجميع بالليل فأنا المرافقة له بالمستشفى، وقلت :" آسفة يوسف "
رفع نظره إلي وقال بتذمر :" متى أخرج من هنا، أريد أن نذهب إلى البيت "
ربتُ على شعره وقلت :" سنعود بعد أن تـُشفى لم يبقى شيئ"
وأخذت أهدئه حتى نام كالطفل الصغير
وها أنا الآن أساعده بتغيير ملابسه للخروج من المستشفى وقد بدت على ملامحه الإرتياح لذلك، أوقفته وأمسكته من ذراعه وساعدته بالسير مع بقية الأسرة حتى خرجنا من المستشفى ووصلنا إلى السيارة التي يقودها أخاه عامر ،أركبته بالخلف وجلست بجانبه ليستند عليّ فسرعان ما وضع رأسه على كتفي وأسترخى
عندما وصلنا للمنزل صعدت أنا ويوسف للغرفة، بدلت ملابسه بأخرى مريحة وفي أثناء ذلك طرق الباب فأستئذنت للطارق بالدخول ليطل علينا وجه هناء وهي تحمل صينية طعام بينما تقول مازحة:"لقد جلبت لكم الطعام، ليال أطعميه جيداً حتى يعود كالثور "
نهضت وأخذت منها الصينية بينما هناء خرجت من الغرفة، تقدمت من يوسف الجالس على السرير ووضعت الصينية أمامه وقلت :" هيا يجب أن تأكل "
ظهر الإعتراض على وجهه فسبقته بالقول :" لن أقبل منك قول لا "
وثم رفعت معلقة الطعام إلى فمه فأكلها بإستسلام
عندما إنتهيت من إطعامه وضعت الصينية جانباً ومددت يدي بمنديل ومسحت وجهه بها
كان صامت بشكل غريب فنظرت لوجهه الذي سرعان ما أشاحهه عني جانباً، رفعت يدي أمسكت بذقنه لأدير وجهه إلي، وبنفس اللحظة لم أشعر بنفسي إلا وذراعي ملفوفان حول عنقه واضمه إليها بشدة ، وهو بدوره لف ذراعيه حولي وغمر وجهه بشعري وهمس بتحجرش:"أشتقت إليك إشتقت إليك جداً "
أبعدته عني قليلاً لأنظر لوجهه الحزين وعينيه الدامعتين،مسحت بأصابعي دموعه وقالت :" وأنا أكثر وأنا أكثر "
تدفق دمعه أكثر وقال بحزن :" لمَ فعلتِ ذلك، لم تركتني وذهبتِ "
لم أستطع كتم بكائها فنزلت دموعي أنا أيضاً، لم أكن أعرف بأن هذا سيحزنه كثيراً على هذا النحو، لم أكن أريده أن يتألم بل أنا رحلت حتى لا يتألم، همست وأنا أسند جبيني على جبهته :" أنا آسفة، أنا غبية ولا أفهم،ارجوك لا تبكي"
عاد لدفن رأسه بشعري وتمسك بي بشدة كما أنا فعلت وقال :" لن تذهبي لن أجعلك تذهبي "
قلت بحنان ومزاح وأنا أربت على ظهره :" كيف أذهب وأتركك مرة أخرى سأكون مجنونة لو فعلت، وإذا كنتَ غير متأكد فبإمكانك ربطي بحبل "
فتحت عينيّ بنـُعاس تغلب علي لأبتسم عندما رأيت يوسف ما زال نائم وهو يعانقني ، مسدت خصلات شعره الحريرية بيدي ومن ثم قبلت وجنته،فشعرت به يتململ في نومه ومن ثم فتح عيناه الزرقاء ونظر إلي وكأنه لا يدرك وضعه وبعدها أبتسم لتشرق ملامح وجهه ، ضممته أكثر وقلت :"صباح الخير "
رد بصوت ناعس :" صباح النور "
وضعت يدي على جانب وجهه وقلت بقلق :" أيؤلمك شيئ "
هز رأسه بلا وقال :" أنا بخير تماماً معك "
إبتسمت له وقلت بحب :" أحبك" ~~ بما إني بعتبركم مثل عيلتي بالضبط حبيت شاركم فرحتي بأختي إللي ولدت إمبارح وجابت بنوتة وصرت خالة للمرة التانية ههههههه |