عرض مشاركة واحدة
قديم 18-06-17, 04:35 PM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,431
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رابط لتحميل الرواية

https://www.rewity.com/forum/t386936.html#post12524677


عكس الرحيل

السلام عليكم.
كيف الحال؟ ان شاء الله بخير؟
صراحة.. هذي اول رواية اطرحها بشكل جدي، لطالما كنت قارئة اكثر من كاتبة. بس فكرت وقلت ما يضر لو عبرت عن الفكرة الوحيدة اللي خلتني اتحفز واكتب.
هذا مجرد تمهيد عشان تكونوا انطباعكم عليه.
بسم الله نبدأ:

[0]

رن جوال ثريا المتواضع وأتاها ذلك الصوت الهادىء عندما فتحت السماعة: تبين شي قبل لا اجي؟

هزت رأسها كأن من تخاطبها تستطيع رؤيتها: لا.. سلامتك.

ختمت تلك مكالمتها بطريقتها المعهودة، لا ايطال ولا تفرع: فمان الله..

سبحان مغير الاحوال.

في زواجها الاول عاشت في صخب، مدللة مرفهة من قبل زوجها واهله. ثمرة ذلك الزواج كانت ولدان. انتهى ذاك الزواج بخيبة ثم بضيم، فنفس الاشخاص الذين تعاطفوا لوحدتها استغلوا تلك النقطة في اخذ ابناءها منها. الابناء الذين جاهدت لوصلهم لتقابل بالفتور من قبلهم بعد ان كبروا وصاروا رجالا. لم تعد تتذكر متى كانت اخر مرة كلمتهم حتى.

في زواجها الثاني عاشت في هدوء، تعتني بوفاء بزوجها المريض، متجاهلون من قبل اهله. لم تلد من سلطان طفلا، لكن ابنته من زواج سابق كانت هناك من اليوم الاول. تجاهلتها، صنعت فيها عقدا، دفعتها و تلاعبت بمشاعرها لتقبل بقرارات اودت بانكسار قلبها. توقعت ثريا ان تتركها طيف كل يوم، لكنها بقت. لم تستحق ذلك الاحسان.. لكن طيف، التي لم تقربها بصلة قرابة سوى زواج ابيها بها، كانت الوحيدة التي بقت لها، غريبة تحولت الى ابنة.

لم تلاحظ ثريا طول المدة التي قضتها بالتفكير ولا دخول طيف الى ان نادتها باستغراب: وش فيك خالة؟

تمنت لو يوما ان تناديها طيف بـ("يمه") لكنها تعرف انها لا تستحق..: ولا شي. كيف كان الشغل؟

دلكت طيف جانب رأسها متنهدة: الحمد لله، بس الاوضاع متوترة شوي. من لما سمعوا قرار بيع الشركة لمجموعة والموظفين حالتهم حالة.

كانت طيف تعمل في الفرع النسائي لاحدى الشركات متوسطة الحال. لم تكن وظيفتها هذه ما تطمح به، لكن الحاجة دفعتها ان تنسى الماجيستير وتقبل بأي وظيفة.

لمعة الخاتم الذي كانت ترتديه طيف لفتت انتباه ثريا لتشعر بشجن عظيم: متى بتفسخيه..؟

عرفت طيف على الفور ما كانت تعنيه وخبأت يدها في شعرها البنى المحمر الكثيف: اسويلك عشا؟

ابتسمت ثريا بحزن ودعتها تغير الموضوع: تعشيت توي و بقيتلك شي منه. كليه قبل لا يبرد.

راقبتها تذهب على عجل، عادة لم تتغير طوال الثمان سنوات التي مضت كلما تطرق الموضوع الى ذاك الماضي. لم تعد طيف تلك الفتاة ذات السادسة عشر ربيعا. ازدادت حسنا ونضجا وغموضا: يا ليت تشوفها اللحين يا مالك...


"قبل عشر سنوات"


الى هذه اللحظة، لم تر طيف زوجة أبيها تبكي قط.. لم تظنها قادرة على ذرف الدموع، إظهار أي عاطفة، أي تعبير غير الغرور و السخرية..

لكن الان، في ظلام غرفة الجلوس، شهدت خلسة حزن زوجة أبيها المكتوم..

حالتها جعلت طيف تتساءل، مالذي حدث؟ أي خبر سمعته؟

:

حصلت طيف على جوابها في الصبح، عندما أعلنت زوجة أبيها، بوجه خال من التعابير وجاف من الدموع، أن أختها الكبرى توفيت وجنازتها ستقام في هذا البيت. ابن اختها الوحيد سيعيش معهم من الان فصاعدا..

ابو طيف لم ينطق بغير العزاء، جاعلا دعمه لقرار زوجته واضحا.. لم يفاجئ ذلك طيف، فوالدها مشهور بطيبته..

كان لدى طيف اعتراض وحيد "كيف يقعد معانا وانا هنا؟" لكن زوجة ابيها سبقتها بالاجابة قبل ان تفصح عنه. منظر ابتسامتها الساخرة كان مألوفا، كيف لا وهي هدفها الدائم؟: ما عليك، عندي الحل..

:

بالكاد تتذكر طيف محيا ابيها نابضا بالعافية.. الشحوب والاعياء كان دائم الوجود على ملامحه.. كل نوبة، كل زيارة الى المشفى كانت خطوة اقرب الى رحيله من حياتها..

كان خوفها ان تستيقظ يوما وتفقد رؤيته على سجادته، من ان تفقد صوته الوقور بتسبيحه وتهليله..
ما كان بوسعها غير الدعاء..

قبل ان تخرج من البيت، استوقفها صوت ابيها، ملامحه مكسوة بعدم الرضى والقلق: توك جيتي من المدرسة، وشولك طالعة؟ ارتاحي..

ابتسمت طيف ابتسامة نادرة محاولة التخفيف عنه: لا تخاف مانيب تعبانة. لازم الحق على ام أحمد عندها ليلة حنة..

جهودها باءت بالفشل، فما زال ابوها ممتعض الملامح. لم تستغرب فأبوها وافق على مضض على عملها كـ"نقاشة" في الحارة، فمنذ ان مرض احوالهم المادية ساءت.. لولا الله ثم مساعدة اقارب ابيها لكان الحال اصعب.

لكن.. لا يمكن الاعتماد على اقارب ابيها الى الابد، خاصة في هذه الايام، فمساعداتهم قلت.

ابوها مريض وزوجته كانت تعتني به.. لم يبق غيرها لتوفير دخل اضافي، حتى لو كانت موازنة دراستها مع شغلتها صعيبة.

:

دفعت الارهاق لتركز على نقش الحناء من زبونة الى اخرى، آحذة ثناؤهن على موهبتها ببرود.

رافقتها أم أحمد الى الباب نهاية الليلة وسلمتها اجرها: ربي يسعدك يا بنتي و يبلغك اليوم اللي تكوني فيه عروس و الحنة مالية يديك..

عروس؟

على كثرة العرائس اللواتي نقشت لهن، لم تفكر طيف ابدا بكونها في محلهم.. ربما لظروفها؟ لصغرها في السن؟ فهي لازالت في السادسة عشر..

مهما كان السبب، فالفكرة كانت غريبة، بعيدة عن افاق طموحاتها وتوقعاتها..

و بأية حال، من سيطلبها هي؟

:

في اليوم التالي اقيمت مراسم الجنازة بعد الصلاة على الراحلة.

لم يسبق ان التقت طيف بأخت زوجة ابيها، لكن من ردة فعلها ومبادرتها باستضافة ابن اختها، فالراجح انها كانت غالية على قلبها.

كانت علاقة طيف بزوجة ابيها معقدة، لكن لم يمنعها ذلك من التعاطف معها. من الصعب الا تفعل، فزوجة ابيها كانت كجبل شامخ بنظرها.

جبل شامخ اكتسب صدعا بارزا.

لم يحضر الكثير وجميعهم اقتصروا على معارف زوجة ابيها. وجدت طيف ذلك غريبا للغاية: وين اهل زوجها؟

للحظة، توقفت زوجة ابيها عن صب القهوة، لكن سرعان ما تخطت ذلك واجابتها بفتور: مدري، ما عمرهم كانوا مهتمين..

اجابتها هذه بعثت تساؤلات اخرى لتتشكل في خاطر طيف، لكنها احتفظت بها فالموضوع كان يبدو ذا تاريخ طويل.

اشغلت طيف نفسها بترتيب الملحق الذي سيسكن فيه ابن اخت زوجة ابيها. مما التقطته من ثرثرة الحاضرين فعمره بالعشرين وجامعي. رفض في البداية السكن معهم لكن على ما يبدو، زوجة ابيها تمكنت من اقناعه.. لطالما امتلكت قدرة عجيبة على الاقناع والتلاعب بالمشاعر.

في غمرة ترتيبها، تساءلت طيف عن التغير الذي سيحدثه ذلك الضيف.. لكن، ليس هنالك جدوى من التساؤل فهو ليس من شأنها.

:

استدعاء زوجة ابيها لها على انفراد قبيل مجيء ابن اختها كانت مفاجأة، فهذه المرة الاولى التي تفعلها.

انتظرت طيف بصمت لتبدي زوجة ابيها بما تريد: ابغاك تتزوجي ولد اختي..

لوهلة، لم تستوعب طيف ما نطقت به زوجة ابيها وظلت محدقة اليها: ايش..؟

كررت زوجة ابيها ما قالته بكل اريحية، كأنها لم تتكلم بصاعقة: ابغاك تتزوجي ولد اختي، ولد خلوق ومتربي وماراح تلقين احسن منه.. وقبل ما تقولي انك صغيرة، غيرك تزوجوا ابكر وبصراحة، احسنلك تلحقي اللحين..

لم تستطع طيف منع نفسها من الكلام بعدم تصديق ومرارة: ما شاء الله، لهدرجة ولد اختك لقطة؟ ورى ما تخطبيله بنت تستاهل اجل، موب وحدة ما تطيقيها وقلتي عنها الف عيب؟

تجاهلت زوجة ابيها كلامها. تعابيرها اكتسبت جدية وحزنا: انا مانيب قاعدة اتكلم عن ولد اختي، انا اتكلم عن ابوك انتي. كم تظني بيبقى عايش؟ كل يوم حالته اردى من اللي قبل..

شعرت طيف بانقباض قلبها وبالعبرة تخنقها. قالت بخفوت: الاعمار بيد الله..

تنهدت زوجة ابيها: والنعم بالله، بس على الاقل خلي ابوك يفرح فيك ويشوفك عروس. خليه يرتاح..

خليه يرتاح..

تكررت تلك الجملة مرة ثم اخرى في خاطرها: ابوي داري عن اللي تبغينه؟

اومأت زوجة ابيها بنعم: قالي نستنى شورها، ما يبي يغصبك على شي حتى لو يرتاح به..

ظلت طيف صامتة لوهلة بدت كالابد قبل ان تسأل: وش اسم ولد اختك؟

الابتسامة التي ارتسمت على محيا زوجة ابيها حكت عن انتصار: اسمه مالك..

[انتهى البارت...]

حابة أوضح بعض الأشياء. أولها: البارتات عندي مرة قصيرة لأن أسلوبي يميل لهالنوع بشدة ما زلت أحاول تعديلها. يمكن يكون أمر منفر بالنسبة للبعض ويمكن لا.. بس بأية حال أبغى أكون على بينة معاكم.

ثانيها: الرواية تتكون من قسمين. القسم الأول يتكون من سبع بارتات وكل بارت بينزل يوم الأربعاء أو الخميس من كل أسبوع إن شاء الله. القسم الثاني بيكون أطول و كل أسبوع بينزل بارتين.

ثالثها: أنا قد نشرت ذي الرواية قبل رمضان بس صار تلخبط وأنا راضية بذي النسخة المعدلة أكثر من الأصلية.

رابعها: أشكر الغوالي فـــــرح و شبيهة القمر على ردودهم في النسخة الأصلية. ما تقدروا تتخيلوا قد إيش فرحتني لما قريتها. (وبالمناسبة يا قمورة، معنى فيورا محول من الكلمة اللإيطالية fiore واللي معناها زهرة).




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 11-08-17 الساعة 06:31 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس