[العبادي]

( يمتحنُ الذهب أخلاقنا )

يذكرني هذا المثل بحكاية إبراهيم باشا ابن محمد علي

فقد كان واليا على الشام

وذات يوم دخل إبراهيم باشا وحرسُه إلى المسجد الأموي بدمشق

فقام له الناسُ جميعا إلا الشيخ سعيد الحلبي - طيّب الله روحه وأجزل مثوبته - الذي ظل جالسا ومادا رجله

فسأل إبراهيم باشا عن هذا الذي يمد رجله ولا يقوم له

فقالوا له : هذا هو الشيخ سعيد الحلبي

وتمنوا عليه أن يتركه في حاله

فأخرج إبراهيم مالا وقال للحرس : أعطوه هذا المال

ذهب إليه واحد من الحرس يقول له : خذ هذا المال من الوالي

قال الشيخ : وما شأن الوالي بي ؟

قالوا : لقد سأل عمن يمد رجله فقلنا له هو الشيخ سعيد

فقال الشيخ بكبرياء " ردوا عليه ماله وقولوا له : ( ياللي بيمد رجله مابيمد يده )

نعم ( اللي بيمد رجله مايمدش يده )

رحم الله الشيخ وجزاه خير الجزاء

**



هذا من التاريخ .. ولكن دعوني أنقل لكم ما رأيته في قريتنا منذ شهر واحد :

كنت أجلس عند تاجر خضروات إذ جاءت امرأة عجوز تبدو عليها رِقة الحال ..
سألته عن سعر الملوخية فأجابها : خمسة جنيهات
فمدّت إليه جنيهان ونصف قائلة : أعطني نصف كيلو !
قال : إني لا أبيع أقل من كيلو
قالت : ولكني أريد فقط نصف كيلو
فهمستُ في أُذنه : يا أخي أعطها نصف كليو
فأبى أن يفعل
فقلت له أعطها كيلو وسأدفعُ لك الفرق
فوزن لها كيلو الملوخية ووضعها في كيس
أمسكت المرأة بكيس الملوخية وصاحت مُحتجة :
لماذا تعطيني كيلو ملوخية مع أني ما دفعت لك إلا ثمن نصف كليو !!
فقال : خلاص يا حاجّة
فرمت له الملوخية .. أنا مش عايزة ملوخية
فقال : لقد دفع لكِ العبّادي
صاحت به : وليه يدفع لي العبّادي .. بمناسبة إيه !
قلت : يا حاجّة دي شيء بسيط كأنك شربتي حاجة في بيتنا ..
قالت : مقبولة منك علشان خاطر أبوك الله يرحمه

**
ناس المال لا يعني لها شيئا

وعفوا للإطالة