عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-17, 12:37 PM   #6

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي لا تلوميني (الفصل الثاني ) معدل

لا تلوميني
الفصل الثاني
شباك العنكبوت
فركت دفنة وجهها بكفها بتعب ونظرت الى ساعة معصمها لتنتبه الى انها بقيت منكبة على العمل لست ساعات متواصلة .. زفرت انفاسها المجهدة وهي تمط عضلاتها المتيبسة من طول الجلوس ونظرت برضى الى الملفات المبعثرة حولها في غرفة معيشتها والى كراسة مذكراتها التي امتلأت بملاحظاتها وكلها تحت عنوان واحد ... معلومات عن موظفي شركة الفا القسم الأمني .. كانت هذه المذكرة هي خلاصة ما توصلت اليه من عمل دؤوب وبحث مستمر عن كل المعلومات التي وجدتها موفرة عن هؤلاء الموظفين .. طلبات توظيفهم وشهاداتهم ... مواقعهم للتواصل الاجتماعي .. بياناتهم المسجلة عند الموارد البشرية .. تاميناتهم الطبية .. معلوماتهم الامنية والتزاماتهم المالية للبنوك .. عائلاتهم واحجامها واعدادها .. كانت تحاول رسم صورة كاملة عن ذلك المجتمع اللذي ستنضم له غدا .. وقفت متأوهة وقد تيبست قدمها وتوقف الدم عن السريان بها فحاولت فردها وتحريكها وهي تعرج عليها حتى استندت على الجدار فلاحظت سقوط الامطار من نافذتها .. تقدمت بسعادة طفولية اليها وفتحتها لتتنشق رائحة الهواء الممتلئ بقطرات الماء الندية .. شعرت برذاذ بارد غمر وجهها مرسلا رعشات لذيذة الى جسدها المنهك .. اتسعت ابتسامتها وتحركت يدها بتلقائية الى سلسلتها الطويلة المعلقة على رقبتها وامسكت بالحلقتين المتدليتين منها مخرجة اياهم من داخل صدرها حيث اعتادت ان تضعهما بالقرب من قلبها .. كانا حلقتين فضيتين رقيقتين ولامعتين ضمتهما بلهفة لتشعر ببرودة معدنهما في كفها متنهدة وقلبها ينتفض بذكريات تعمدت الحفاظ عليها طوال تلك السنوات بعناد غريب ورغبة بتعذيب ذاتها التي كانت تشعر بذنب منذ ذلك اليوم اللذي تركها فيه عمر وعلمت انه استغنى عن كل شيء فقط ليثبت براءة والدها .. كانت دوما مشاعرها نحو عمر غريبة لم تجد لها اي تفسير .. كانت مشاعر تتمازج بين الانبهار به كقدوة كاملة لها .. الامتنان له .. الثقة المطلقة والاعتماد الكلي عليه .. والاعجاب الانثوي المراهق مع رغبة التملك الكاملة التي كانت تشعر بها نحوه .. فلقد كان عمرها كما اعتادت ان تناديه في تلك الايام .. عندما تركها تجلدت بقوة مستعينة بكلماته وقد كانت واثقة من عودته اليها فكلاهما لم يكونا يستطيعا الابتعاد عن بعضهما .. انتظرته بثقة كبيرة ولهفة وايمان ابتدأ يهتز مع مرور العام تلو العام لتدرك انه نسيها حقا وتركها .. شعورها بالنقص في حكايتهما وبالنقص في حبهما اللذي لم يتبرعم ولم يكتمل جعلها تتمسك به بعنف اكبر متهمة نفسها بالخيانة ان فكرت بغيره والادهى انها جعلته كمثال تقتدي به حتى انها دخلت الشرطة من اجله وتفوقت لانها انتظرت الاطراء الدائم منه .. بعد نضوجها ويأسها من قدومه حاولت التعرف على غيره الا انها فشلت بالاستمرار بعلاقة لانها كانت تقع تحت طائلة المقارنة مع عمر لتوجد مئة عيب برفيقها .. ربما اكثر شخص اعطته فرصة هو بامير لاقتراب حزمه من اسلوب عمر الصارم الحنون معها .. ابتسمت بلا ارادة وهي تتذكر طبيعة تعامله معها .. كان كابيها وكامها وكصديقها وكحبيبها وكاتم اسرارها وملهمها .. قبله كانت تشعر بالوحدة والضياع ومعه وجدت وطن لروحها التائقة للرفقة كما وجد هو فيها ملجأ لعائلة حرم منها فكانت هي عائلته مع ابيها .. ( عندما تبكين ..اتذكر خضرة الاشجار العاصفة بذرات المطر العالقة ) هذه كانت كلماته لها كلما راى دموعها او سمع صوت نشيجها على الهاتف عندما كانت تشكو له امها وزوجها .. غرقت اكثر بذكرياتها ويدها تضغط بقوة اكبر على الحلقتين وعادت بروحها لأول يوم سمعت فيه صوت عمر وتعرفت عليه .. كانت في الرابعة عشر وقد تشاجرت مع والدتها بقوة .. اتصلت بوالدها وهي تبكي لترجوه ان يأخذها لتعيش عنده..بعد ثلاث محاولات لم تلقى رد على الهاتف وفي المرة الرابعة سمعت صوتا غريبا يجيبها بلهفة ليخبرها ان والدها متعب قليلا لذا هو نائم ..و منه علمت انه يسكن مع والدها وبانه يدرس في كلية الشرطة وبان والدها مسؤول عنه .. شعرت وقتها بالغيرة والحنق لانه يستولي على اهتمام والدها الا ان اهتمامه بها وتغاضيه عن ردودها الوقحة ومحاولته ان يسمع شكواها ويحلها لها جذبا انتباهها..ومنذ ذلك الوقت اصبح هو مخزن همومها وافراحها واصبحت تحادثه طوال اليوم وتستشيره بادق تفاصيل حياتها المتبعثرة .. ارتاحت في كلامها معه وفي شعورها بالانتماء والرفقة بعدما كانت تشعر بالضياع والوحدة بين والديها المطلقين من ناحية وحياتها مع والدتها وزوجها الجديد وابنها اللذي اخذ جل وقتها واهتمامها مهملة بذلك دفنة وفي نفس الوقت والدها المشغول دوما بعمله رغم محاولته التفرغ لها على قدر استطاعته .. ومن هنا كانت محبتها لعمر بالعمق اللذي تخلل الى مسامها فغدا كظلها او كنفسها وعرف عنها ادق ادق تفاصيلها ليكون هو حبها الاول بكل ما تحمله الكلمة رغم صغر عمرها..تنهدت بعمق وروحها تأن وقد ارتسمت امامها صورة آمر ابلاكجي كما راته اليوم بكل قسوته وهيبته .. في اللحظة التي غاصت فيها بذكرى نظرة عيناه المتوحشة ارتجفت والبرودة تتسلل الى جسدها بعمق مع شعور بالخوف يتملكها والترقب لما هي مقدمة عليه .. يبدو انها ستعتمد على نفسها ولن تنتظر منه اي مساعدة ورغم حزمها في هذا مع تأكيده لنسيانه الماضي وكلمته التي ايقظت مارد كبريائها الا انها شعرت بالضعف والخنوع بلا ارادة وروحها تتصارع غير مصدقة ان اسطورتها التي تعشقها قد انتهت بلا رجعة .. ودون سيطرة اختلطت دموعها الغادرة مع قطرات المطر المثلجة لتغسل روحها في تحديها الصامت لتطوي مشاعرها التي يرفضها ويقذفها في وجهها .. وعدت نفسها الا تبكي بعد هذا كي تتمكن من التعامل بواقعية مع مهمتها الجديدة .. اقفلت النافذة بعنف واتجهت باصرار الى حجرتها مزيلة بقايا اثار دموعها لتستعد ليوم غدها الحاسم .
دخل عمر الى مكتبه بوجل غير ظاهر وامنية غبية تلاحقه بالا يراها في المكتب وان تكون قد تراجعت عن كل شيء رغم تاكده ان ذلك من سابع المستحيلات فهو يعرف عنادها جيدا .. بل هو واثق بانها ستجبره ليطيح بها في الفخ اللذي ابتدأو تنفيذ اولى مراحله البارحة بموافقتها على العمل عنده في وكر الافاعي .. اما مشكلته الاساسية فكانت بمحاولة اعادة الاتزان لروحه بعد ان ظن انه نسيها لتهاجمه في اليوم السابق مطيحة بكل ما تدرب عليه من برودة اعصاب.. لقد تقبل منذ زمن بعيد انها ليست له ولن تكون وتخلا عنها لانه يعلم انها ستكون افضل حالا بعيدا عنه ليحافظ على حياتها .. كانت معادلة سهلة الا انها شديدة التعقيد .. نسيانها والابتعاد او البقاء ليرى جثتها كما راى والدها .. واختار حياتها مضحيا بذاته .. زفر انفاسه بحنق اكبر وهو يرى كل تضحيته تذهب هباءا .. منذ اليوم السابق وهو يبحث عن خطة تخرجها بأقل الخسائر خاصة بعدما علم ان ما قالته هو واجهة كاذبة وبان حقيقة عملها تتلخص في البحث في امر المخدرات وهذا سيزيد مهمته صعوبة فهو يعلم المافيا التي يعمل معها وكيف انها لا ترحم احدا وعقابها لاي خطأ هو الموت .. عاد ليزفر انفاسه بحنق اكبر بعد ان لمح كيانها الاصهب قبل دخوله لمكتب سكرتيرته اللذي يسبق مكتبه .. رسم قناع الصرامة وخطا بثقة الى الداخل دون ان يعرها ادنى اهتمام .. اكمل طريقه الى داخل مكتبه بعد ان القى تحية مقتضبة عليها وعلى سكرتيرته التي هرولت خلفه بعد ان حملت ملفاتها بيدها واشارت لدفنة لتلحقها .. دخلت الى المكتب خلفه وحنقها يتزايد بسبب تجاهله ومع ذلك اخفت مشاعرها بمهارة خلف صورتها الواثقة بطقمها الكلاسيكي وشعرها المرفوع باناقة ووجها المزدان ببساطة لتكمل هيأتها بنظارة عملية اخفت عينيها خلف زجاجها العاكس ... سمعته وهو يتحدث مع سكرتيرته التي املت جدوله عليه ولاحظت انه استمر بتجاهلها بوقاحة لذا تسلحت بكبرياءها ورسمت ابتسامتها الواثقة مركزة انظارها على نقطة خلفه .. اما عمر فلاحظ شرودها وعدم اهتمامها بتصرفه فزاده ذلك حنقا سيطر عليه بعنجهيته قبل ان يوجه لها سؤال وقد تظاهر بمراجعة ملف امامه ( حسنا .. هل انت مستعدة لتقومي معي بجولة تعريفية للشركة ) للحظة لم تجب فرفع عيناه نحوها ليراها تراقبه باهتمام جعله يعقد حاجبيه مع ابتسامتها الواثقة وهي ترد ( بالطبع يشرفني ذلك ) .. كانت تتعمد اثبات وجودها فليست هي من يتم تجاهلها مهما كان ذلك الدور اللذي يمثله .. رأته يقف ببطء ناظرا اليها بسخرية غريبة ويقين كامل وقد مد ذراعه لتتقدمه متمتما بحركة شفاهه دون صوت ( واحدة لك ).. كلمته جعلتها تنتفض .. كانت كوعيد لها بتحدي اخر .. شعرت بترقب خائف مع اثارة غبية وهي ترد تحديه بنظرتها الحارقة قبل ان تشيح عنه بحجة تحركها امامه الا انها كانت تهرب من حدة نظراته التي تغلغلت اليها بعمق وكانه يكشف كل مكنوناتها .. اقترب منها حتى جاورها ثم سبقها بخطوتين .. كتمت انفاسها وعيناها تنجذبان الى قوته الظاهرة اسفل ملابسه وعضلاته النافرة وحركته الشبهية بفهد برشاقتها وسطوتها .. لم يكن يوما هكذا بهذه الهيبة والاجلال وهذا العنفوان والجبروت .. تذكرت كيف تغزلت في السابق بجسده الرياضي فاحمر خجلا ونهرها متهما اياها بالانحراف وهو يضحك بسعادة وفخر لانه يعجبها .. كلمات لو قيلت لمن يشاهده اليوم فسيتهمها بالجنون فمن امامها هو مثال للاغواء الذكوري المغرور اللذي يدرك جيدا كيف يستخدمه على الجميع وكيف يتقبل الغزل باحترافية ويبادله باحترافية اكبر .. شعور غريب من الغضب ومض في قلبها مع تخيلها لنظرات النساء الهائمة به .. وكأن القدر اراد ان يحقق كوابيسها فتمثل الهيام امامها واضحا في ملامح موظفاته في قسم العلاقات العامة حيث كانت وجهتهم الاولى .. عرفها على انها مساعدته وقدم الموجودون بالقسم قبل ان يسمع تقرير سير العمل .. وقع نظره عليها بتلقائية عندما لاحظ صمتها فرأى احمرار وجهها وتركيزها على المذكرة التي في يدها وكأن فيها سر نجاة العالم .. لثانية نسي نفسه وهو يهيم بملامحها الناضجة كما لم تكن سابقا .. كانت جميلة في السابق ولكنها الان تربعت على عرش الفتنة ورغم مظهرها الكلاسيكي الصارم قفز جمالها كلوحة مكتملة لتبدو انثى متفتحة مغرية ... سمع صوت موظفته يساله عن رايه فنفض راسه بقوة ليعيد بارتباك اهتمامه لما يقال له وعقله يؤنب قلبه على ضعف لا يجب ان يسمح به مهما كلف الامر .. رغم استنكاره الداخلي على غيرتها من الموظفات دون ان تثق انها تفوق نساء الكون روعة تفاجئ بنفسه وهو يغضب ايضا من نظرات موظفيه الرجال التي كادت ان تلتهمها .. تلك النظرات المسلطة عليها وترته .. ثم رأها تنظر اليه وكانها تنتظر منه شيئا او تبحث عن شيء .. هرب بعينيه عن عينيها الملهوفتين وهو يفطن لحقيقة مرة كاد ان يتجاهلها .. انها تبحث عن غيرته التي لا يجب باي حال ان تصيبه فلقد انتهى ولن ينفع ابدا عودته الى الوراء .. شعوره بالاختناق يجب ان يوأد في مكانه ولا يظهر عليه اي ضعف .. لا يجب ان يغرق ابدا بلجة مشاعره خاصة وهو يعرف ان مصير اي عاطفة بينهما الى الزوال فما ينتوي القيام به سيتسبب بكسرها بطريقة لن تكرهه فقط عليها ولكن ستحقد عليه بجنون .. ابعد تفكيره بحزم عن تأثيرها وصب اهتمامه في عمله محاولا منحها كم هائل من المعلومات لتتوه فيه ولا تعلم من اين تبدأ ..نفذ ما يريده بكفاءة فبعد ساعة ونصف رأى نظراتها الضائعة بعد ان انهى جولته الاستكشافية وكأن ما رأته لم يكن في حسبانها .. اشار لها لتتبعه الى المصعد ولكنها كانت غارقة بين طيات مذكرتها الغريبة تسجل فيها بسرعة نسبية عاقدة حاجبيها وقد ضمت فمها بتلقائية كما كانت تفعل سابقا ..مظهرها الضائع تسلل بغدر الى فؤاده مسببا خفقات متتالية مزعجة وذكرى طعم تلك الشفاه يعود بقوة لخلايا جسمه..اراد الخروج من دائرة سحرها قبل ان يغرق اكثر فقال بسرعة ( دفنة احسبي لي تكلفة ثمانين حافظة ستصلنا مجزأة ولكن سيتم تقسيمهم الى حافظات اسطوانية بعدد خمس وعشرين وحافظات بيضاوية الشكل بعدد عشر اما المربعة بعدد خمسة عشر والمستطيلة بعدد ثلاثين والمثلثة بعدد عشر وليكن تجميع الحافظات المثلثة والبيضاوية بانبابيب حلزونية بنفس التكلفة الفرعية اما المربعة والمستطيلة فستكون انابيبهم مستقيمة والاسطوانية بانابيب منحنية ذات تكلفة منخفضة ثم قسمي المتساوي منهم لمجموعات واخرجي لي الفروق مع حساب تكفلة الاستيراد المختلفة لكل عنصر ومراعاة الية الصنع .. تستطيعين الاستعانة بالجدول اللذي اعطاه لك صادق للتو كما انه لا يجب ان تزيد سعر الحافظة بالمجمل عن عشرين دولار والا غيري بنوعية الانابيب او الاشكال ) انهى كلامه السريع ورفع عينيه اليها ليتفاجئ بنظرتها المذهولة المرتبكة وتمتمتها المنهارة ( ماذا ) لثانية رفع حاجبيه قبل ان يتماسك بصعوبة والضحك يتفاعل من داخله حتى اضطر ان يضع يده على فمه مستمتعا بتعليقها الحانق ( انت .. انت تعلم نقطة ضعفي ومع ذلك تتعمد فعل هذا و .. ياللهي هل حقا ما قلته يتم حسابه اصلا ) شهق محاولا التقاط انفاسه قائلا بنبرة ارتجت من الضحك ( لا يمكن ..هل لازلت تعانين من مسائل الرياضيات ) كان يتكلم وهما يمشيان باتجاه مكتبه وحانت منه التفاتة ليرى انفجار وجهها الاحمر خجلا لترد بشكل سريع ( اعذرني فاستاذي كان يتفنن في اذلالي بمسائله الصعبة ) رفع كفه رافضا ( ارجوك لم تبقى طريقة لم اتخذها لاعلمك ولكن حقا مخك سميك ) شهقت مشيرة الى صدرها ( اناااا .. انا مخي سميك .. ارجوك .. اتعلم اني الاولى على دفعتي بالكلية ) كان قد فتح باب مكتبه ولكنه عاد والتفت اليها لينظر لها من راسها حتى اخمص قدميها قبل ان يحرك راسه بشك قائلا بنبرة مستفزة ( انت ... انت الاولى .. يبدو انك كنت ترشينهم .. هيا دفنة فكلانا يعلم مستواك الدراسي وصعوبة تركيزك في الحفظ ) وغمزها ليستفزها اكثر .. تسارعت انفاسها وابتدأت بالانفجار بصوت عالي ( أنت .... ) ولكنها توقفت شاهقة بصمت عندما التحمت عيناها بعيني عمر العابثتين بضحك افتقدته طويلا جدا .. مظهره المشاكس العابث اعادها عشرة اعوام للخلف تاركا اياها منتفضة كورقة في مهب ريح .. لاحظ سكوتها فنظر اليها متسائلا قبل ان يدرك من احمرار وجهها تاثرها بمشاكسته .. تنحنح معتدلا في جلوسه على مكتبه بعد ان انتبه لتناسيه كل شيء وانجراره لشخصه القديم .. تكلم بهدوء بارد ( حسنا دفنة ساوكل المهمة لنادية اما الان فارجو ان تساعديها باعمالها على قدر استطاعتك كي لا يشك احد بك .. وارجو ان تطلبي منها ان تبعث لي بموقع الاجتماع التالي ) ..اخفض راسه شاغلا نفسه بالملف امامه .. نظرت الى راسه المحني لثوان غير مصدقة ما حدث للتو.. كان قلبها يتراقص بجنون .. كم اشتاقت له .. لاحظت تراجعه وعودته لذاته الا ان شيطانها لم يتركه .. عبثت بهاتفها لترى موقع اجتماعه قائلة ( ستأخذ الشارع الرابع ثم ستمر على النفق الثاني اللذي يقابلك لتتجه بعدها جنوبا حتى اول مفترق وبعدها ستتخذ الجانب الشرقي عندما يقابلك الدوار ستختار يمنك ثم جنوبك وبعد ثاني اشارة ستتجه شمالا لتجد مطعم تولارودو حيث يقام الاجتماع ) انهت كلامها ناظرة ببراءة مخفية ضحكها الجنوني لملامح الذهول التي خطت وجه عمر فاضافت بمشاكسة ( هل .. تحب ان اعيد ) هتف بشكل فوري ( انتظري .. انا .. مم..لم لم تقولي مطعم تولارودو وانتهى او .. هل هذا حقا هو الوصف الصحيح .. او ماهي الاحداثي... انتتتتت ... تردين الصاع لي ) رفعت اكتافها بشيطنة مجيبة ( احاول ان اذكرك بانني لست الوحيدة التي تملك مخ سميك فهناك شخص اعرفه لديه مشكلة في تحديد الاتجاهات حتى ليكاد يخلط يمينه عن شماله عندما يكون مشغول البال .. هل تعرفه يا ترى ) سؤالها البريء قابله نظرة هادرة بين السخط والضحك .. رأته يقف ببطء ويقترب منها .. بدأت بالتراجع دون ان تخفض عينيها مصرة على مقابلة تحديه بتحدي اكبر وشفتيها تزينها ابتسامتها العابثة .. سمعته يتمتم بخفوت ( أنت تذكرين ما فعلته لتحعليني ادرك يميني عن شمالي ) رفرفرت بعينيها رافضة محاولته اخجالها لترد عليه بتحد اكبر ( ان أردت اكررها ) تساءل بتأكيد مستفز منبهر وهو يرفع يده بينهما ( تكررينها .. هنا .. والان .. وبهذه الجرأة ..و ... اااخ يامجنونة ) كانت قد خطفت يده بسرعة لتعضها كما اعتادت ولكنه لم يمهلها ففي ثوان كانت تتوسد الارض معلقة على ذراعه ومستندة على ركبته متشبثة بقميصه بخوف كي لا تقع وقد احكمت يده القبض على فكها .. تلاحقت انفاسها من ملامحه الوحشية وضربات قلبه الهادرة اسفل يديها المذعورتين .. لم تعلم كيف عاجلها وفاجأها وهي التي اعتادت رد الهجمات الخاطفة .. راته يقترب منها حتى كاد وجهه يلاصق وججها واندمجت لهثاتها مع انفاسه الثلجية المعاكسة لنظرة عيناه النارية المخيفة .. قال بحروف تلكأت وكانها تلمسها ( لا أحد يلمسني دون اذني ..وأنت لست استثناء ) ازدرت لعابها وجسدها الخائن يسلم مقاليده بارتخاء لذيذ يعاكس كرامتها المجروحة ..ارادت ان تضربه..تتركه..تنفض نفسها عنه وتبتعد وتتكلم عن نأيها ورفضها هي لمسه.. ارادت الكثير ولكن ردة فعلها الوحيدة كانت حجرشتها الخافتة ( بل انا ... استثناء ) عقد حاجبيه بتحدي متسائل ( حق... ) لم يكمل كلمته التي احتوتها بشفتيها بقبلة رقيقة بسيطة قبل ان تبتعد عنه .. لهثت ناظرة الى ذهوله مظهرة قوة لتخفي ارتجافها المجنون .. كان تصرفها نابع من غريزتها في التعامل معه ..هجمت على نقطة ضعفه في اوج ظنونه بالقوة لتكتسحه بمشاعر تعلم انها نائمة بصدره مهما عارض .. همست بخفوت مواجهة فوهتي عيناه المحترقتين ( انا دفنة التي اخبرتها يوما انك ملكها .. فمهما ابتعدت ستظل هكذا حتى لو افترقنا او تزوجت او تظاهرت بعلاقة .. في ذلك اليوم اعطيتني صك ملكيتك ولم اتنازل عنه منذ ذلك الوقت لذا .. حاول منعي ان استطعت ) اجابها بفحيح وقح ملصقا وجبهته بجبهتها ( او احاول استغلالك ثم رميك كخرقة بالية ) ابتسمت بثقة عجيبة ( لن تقدر .. فكلانا منغرس بمسام الاخر .. كالترياق او السم .. اختر ايهما كما تريد ) هزئ بها ويده تشتد بعنف حولها ( لقد حذرتك .. يمكنني طلب استبدالك ) ضاقت عيناها لتخفي جرحها ( وهل ستتركني بعد ان اعلنت مسؤوليتك عني بكل صفاقة ) غرست اصابعها بشعره مقربة شفاهها التائقة برعونة الى شفاهه حتى لم يكد يفصل بينهما شعرة ( هل انت جبان ضع.. ) لم تكمل وعمر يصمتها بشفاهه بطريقة عقابية همجية المتها بلحظات قبل ان تجد نفسها تقف حرة وقد ابتعد عنها ملوحا باصبعه بتحذير ( انت لست مسؤوليتي .. لقد انتهيت منك .. اعتبري ما حدث تحذيري الاخير لك لاني لن اقبل بهذا منك ) اجابته بهدوء لاهث ( كما تريد .. لنرى عمر ) وغادرت المكان بهدوء سريع متوجهة الى الحمام قبل ان تنهار ما ان اقفلت بابها عليه ودموعها تسيل كوديان ناعية انفاس احتبست في صدرها المنتفض .. كانت تعلم انها ان بقيت بهذا الضعف فستفسد كل شيء .
مر الاسبوع الأول وكلا عمر ودفنة يحاولان تجنب الاحتكاك المباشر سويا .. خصوصا عمر اللذي تقلد قناع البرود اللامبالي بعد تلك المواجهة التي انب نفسه فيها بعنف .. كيف سمح لها بخلخلة كل نوياه فتناسى كل ما عاهد نفسه به .. مجرد حديثه معها ارجعه لتلك الايام الفردوسية التي عاش فيها وكانت هي ووالدها عائلته الوحيدة .. ايام انتشلته من الوحدة لتلقي به في احضان مراهقة ثائرة تعرف على ادق اسرارها وشاركها غالب لحظات يومها .. مهما ظن انه ابتعد او نسي فان قلبه الخائن لازال يهفو لها حتى لو قدم نفسه قربانا لعشق عينيها .. ولكن المشكلة هنا لا تطاله فحسب .. فاي ضعف من ناحيته سيهدم كل شيء وسيعرضها لخطر مدقع يحاول الان قدر استطاعته دفعها عنه لبلاء اخف مصيبة ليحافظ على حياتها ان استطاع .. رغم تجاهله الكامل لها الا انه لم يغفل عن مراقبتها لثانية دون ان يشعر احد بهذا .. وقف في الحياد ولم يساعدها رغم نظراتها المستنجدة له والتي اختار ان يصدها ليجدها تلجأ لغيره ممن ساعدها في عملها كما اعتقد .. كانت تجلس معه بشكل يومي كلما سنحت لها الفرصة وقد راى بحث عينيها الدؤوب عنه .. اكرم .. موظف المشتريات عنده واللذي التصق بها منذ اول يوم .. انه يعلم جيدا من هو اكرم ويدرك تماما ما يفعله معها ولكن لم يكن بيده حيلة لينبهها دون ان يلفت الانظار واعتمد على حنكتها في الاستنتاج متمنيا ان تتخذ جانب الحذر منه بالطبع لا يستطيع ان ينكر بان شعور بالغيرة والغدر ملأ فؤاده رغم كل سنوات فراقهما .. عندما كانت بعيدة عنه لم يحاول التفكير بما تقوم به او مع من واستثناها من خياله مكتفيا بكونها بخير ومغرقا نفسه بالعمل .. ولكن الان وهي امامه .. تضحك لغيره .. تناجي غيره .. تبحث عن غيره .. تجلس مع غيره ..وهو مضطر ان يتظاهر بالبرود التام والابتعاد الكامل عنها كان هذا يدمي قلبه المكلوم اصلا من كثرت ما تعرض له من صدمات..اليوم تحديدا اشتعل جسده بحريق مجنون عندما راه ينحني هامسا لها لتحمر بخجل ضاحك ضاربة كتفه بمزاح .. وهو .. لم يتمكن من فعل ما تمنى .. ان بسحبها بعيدا عنه ويقلع عيناه ويداه ويعلق لسانه للخارج..اكتفى بتشيعها بنظرة جليدية هازئة تاكد ان مضمونها وصلها لعبوس صفحة وجهها واعراضها عنه دون اهتمام .. غادر الى موعده بغضب مزمجر اغرقه بين طيات عقد الصفقات.. عندما عاد الى الشركة متأخرا وقد غادر غالب الموظفين قرر ان يمارس بعض التدريبات في نادي الشركة ليفرغ القليل من حنقه ويركز تفكيره المشتت .. اخرج ملابسه الرياضية التي يحتفظ بها في خزنة خاصة وارتداها قبل توجهه الى قاعة التدريب حيث راها هناك ككابوس يلاحقه بجنون .. كانت هي الأخرى تتدرب.. انها المرة الاولى التي يراها بهذه الطريقة .. اقترب ببطء منها حتى انتبهت لوجوده .. توقفت عن اداء حركاتها القتالية لاهثة ونظراتها تتماوج بين الغضب والتركيز .. اشارت حولها قائلة وقد لاحظت علامات الغضب على قسماته ( اعذرني .. لقد اخبروني انه يمكنني استخدامه فاردت ان اعيد لجسدي بعض لياقته .. ارجو الا اكون تعديت على شيء ) حرك رأسه بالرفض مجيبا بتؤدة ( لا مانع .. انه عام لموظفي الشركة.. يمكنك الاستمرار ) اومأت برسها كتحية شكر وعادت لتحاول التركيز بحركاتها ولكن ما ان رفعت قدمها راكلة الهواء حتى سمعت صوته المتسائل ( ماللذي تمارسينه تحديدا ) اعتدلت مجيبة (انها حركات قتالية تجمع الكاراتيه مع التايكوندو .. رياضة الدفاع عن النفس ) نظر اليها بسخرية مجيبا ( اتسمين حركاتك هذه دفاع عن النفس ..كم هذا بائس ) اجابته بتحدي فوري قوي ( اذن اتحداك ) كانت تغلي من غضبها واعتبرت ما حدث فرصتها لتنتقم منه بعد كل ما سببه لها من احباط انتهى بسخريته هذه .. راقبت ابتسامته التي اتسعت بثقة رافعا يد واحدة امامها ( سأغلبك بيد واحدة واعلمك درسا قاسيا كي لا تتحديني ثانية ) لم تنتظر ان ينهي كلامه بل رفعت قدمها بركلة احترافية تفاجأت به يصدها بذراعه بقوة بعد ان ضم ذراعه الاخرى خلف ظهره واشار لها لتكمل الهجوم .. حاولت ان تسدد عدة ضربات متواصلة تراوحت بين يديها وقدميها ولكن كانت حركاته التي صدت هجومها خاطفة رشيقة لينتهي بضربة مهينة وجهها الى وركها بشكل منحرف متعمد شهقت على اثره فرفع حاجبيه متحديا اياها ان تبدي اعتراضها .. ضمت عينيها بغضب وابتدأت بسلسلة اخرى من الهجمات الخاطفة التي لاقت نفس مصير الاولى بل وزاد عليها تعمده ضربها ببساطة و ايحاء على مناطق في جسدها احمرت بسببها بجنون .. فتارة يتعمد لفها لتقع يده باتجاه صدرها .. وتارة يتعمد ضربها عند مقدمة بطنها او على وركها او على منطقة ساقها العلوية .. وكان يزيدها احراجا بابتسامته الوقحة التي تثبت تعمده تلمس جسدها بهذه الحميمية الفاضحة التي زادتها غضبا وجنونا دون ان يهتز له جفن حتى نجحت اخيرا في اصابته بوجهه بقوة لم تكن تقصدها تسببت بشق شفته السفلية ونزول الدم منها ..اقتربت منه بلهفة متسائلة بنبرة اعتذار ( انا.. اعتذر .. هل اذيتك ..انت اغضبتني و ..) كانت قد حضنت وجهه بكفها رافعة راسه اليها الا انه نفض نفسه مبتعدا ومصدرا صوت استمتاع بطعم دمائه وعيناه تطلقان نيران متوحشة مخيفة وقد رسمت صفحة وجهه ملامح شيطانية ليبدو امامها كفهد متوثب ذكرها بمن راته في ذلك اليوم في تلك المبارة .. سمعته يقول بتصميم مرعب وهو يتخذ وضعية القتال مشيرا لها ان تهجم ( اذن تحبين اللعب بوحشية دفنة .. اعذريني .. فانا اتذكرك رقيقة .. لم اعلم انك بهذا الجموح ..ترى .. هل وجدت بأكرم ما يشبع توقك وشهوتك العنيفة ) تلاحقت انفاسها ووقفت بطريقة قتالية قائلة ( عن اي شوق تتحدث .. ترى .. هل هي غيرة متأخرة ) كانت تغلي بغضبها لاتهامه لها بهذا السفور فوضعت غضبها في ركلتها التي صدها بطريقة احترافية لتجد نفسها محمولة بشكل خلفي وفمه ينغرس بكتفها شاعرة باسنانه التي نهشت لحمها بشكل خاطف جعلها تصرخ لتجده ابتعد قبل ان تدرك ما حدث لها وقد ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتيه ( ارجوك .. اي غيرة .. كل ما في الامر انك نسيت كل ما تعلمته من حذر وبدأت تثقين باول شاب اسمعك كلمتين لطيفتين ) ذهلت من كلماته فهجمت مرة اخرى بغضب ضاربة بيدها لتطير بلحظة مستقرة بين احضانه وقد قيدها بضمة قوية حتى شعرت بنبض قلبه فوق صدرها لتتفاجأ بهجومه على شفاهها بطريقة وحشية المتها اكثر مرسلة رعشات من اللذة مع انينها الموجوع .. بلحظة وجدت نفسها حرة وطعم دماء في فمها حارت اهو منها ام من دمائه خاصة بعدما رأته يلعق شفاهه باستمتاع مفترس زاد ارتجافها .. قالت بصوت مهزوز هو كل ما استطاعت اخراجه ( ماللذي تفعله .. هل حقا تظن بي هذا ) أشار بيده اليها لتبدأ هجومها مجيبا بسخرية مستفزة ( ارجوك دفنة .. كلانا يعلم كم انت من ... ذوات الدم الحار ) اضاف الكلمة الاخيرة بايحاء متشفي جحظت بسببه عيناها مشيرة على صدرها (انا .. انااا تتهمني بهذا ..) وهجمت عليه مكملة ( الا تعلم انهم يلقبوني بملكة الجليد ) كانت قد وجهت ضربة صدها ولكنها عاجلته باخرى سريعة على صدره ومع ذلك لم يتزحزح رغم قوتها لتتم كلماتها بصراخ مجنون ( اتعلم كم رجلا رفضت طوال المدة السابقة لاني كنت لا استطيع تجاوزك ..هل تظن انه من السهل علي ان الجأ لغيرك وانت موجود ..) كانت تتكلم وهي تهجم بتتالي وهو يصدها بسرعة ضاحكا بسخرية قبل ان ينجح بتقيدها مرة اخرى ليهجم على صدغها بطريقة وحشية أنت لها بعنف مرتجف مرتخية بالكامل بين يديه فابتسم بايحاء قاسي قبل ان ينفضها عنه تاركا اياها مترنحة وعيناها لامعتان بدموعها .. كان غضبه الجنوني مع احباطه وغيرته قد تكالبا عليه واعميا عينيه عن المها .. انتفض قلبه بعطف لمنظرها الا انه حاول تجاهله مارا بيده بتلذذ بطيء على شفاهه النازفة ومنظر فمها المتورم مع صدغها وكتفها يثير فيه مشاعر متناقضة .. راها تقف باستسلام احنقه وعيناها تناجيان عيناه .. همس بفحيح مرعب ( اكملي .. انسيت تحديك ) كان لا يزال تتنازعه رغبة عطشة لايذاءها .. نظرته صدمتها حتى النخاع واوجعتها .. وقفت غير قادرة على الحركة لا تعرف تحديدا من تواجه .. طوال اسبوع تجاهلها لتجد بأكرم الرفيق المثالي اللذي كان دائم الثرثرة عن زملاءه ساردا عليها اسرار الجميع دون حتى ان تطلبها .. فمن وجهة نظره فهذه الاسرار ستعطيها لمحة لطريقة تعاملها مع كل الموظفين بما انها مستجدة ... لا يمكنها ان تنكر انه غير الكثير من معلوماتها السابقة واستنتاجاتها موجها انظارها لموظفين اخرين لم تكن تشك بهم سابقا .. كم تمنت لو ان عمر حاول فقط ان يساعدها قليلا الا انه لم يكن يطيق الحديث معها لتتفاجأ اليوم بالاخبار المنتشرة بأن حبيبته ستصل تركيا غدا مما زاد غضبها وجعلها ترغب بقتله لذا تراكمت عصبيتها وحاولت تفريغ هذا بضربه الا انها فشلت حتى بهذا .. رأته يزمجر مستحثا اياها ان تهجم بقوله المستفز ( لا يعقل انك اكتفيت بهذا .. هل اشبعك اكرم واشبع غرائزك الثائرة التي كلانا يعلم جيدا كيف تنفجر عاصفة بك ) كانت كلمته كقشة انهت سيطرتها فهجمت بجنون عاصف عليه لتضربه بقدمها ثم يدها ثم قدميها سويا وقد احاطت بها عنقه لتسقطه بعد ان قفزت متسلقة عليه صارخة ( انتتت .. كيف تجرؤ ... هل تغار منه وتتركني له .. ايها المجنون .. جموحي وعاطفتي لك .. فقط لك ) وللمرة الاولى هجمت على شفتيه كما فعل ولكنه كان مستعدا لها فقيد حركتها ليبادلها قبلتها بقسوة جارحة وشفتاه تمارسان عقاب على ثغرها فجيدها فمقدمة صدرها وهو يسقط عليها مجيبا ( انت اخر من قد اغار عليه .. لو نسيت فساذكرك باني انا من تركك.. لم اسأل عليك طوال عشرة اعوام .. اين غيرتي او استثناءك في قلبي وانا لم اهتم لك او لوجودك ..كل ما في الامر اني اراك تغرقين في الاوحال مع اناس سيقودونك الى مجاهل لا تعرفينها )كلماته الجارحة المهينةلكرامتها جعلتها تنتفض بعنف لافة نفسها لتقلبه اسفل منها قائلة بفحيح ( وما هو تعريفك للاوحال وانت تغرق بها ايضا .. هل هي جميلة.. هل جموحها يثير جنونك مثلي .. هل تذهب صوابك وتغرقك وتتركك ثملا ) كانت مع كل كلمة تقترب بشفاهها منه حتى كادت تلصقها وعيناها تقتحمان عيناه بشموخها مرددة ( انت ملكي كما انا ملكك فلا تنكر وهذا القادمة.. ستنتهي كما جاءت ) مست شفاهه بضعف فاستغل ضعفها ليقلبها مرة اخرى مشرفا عليها ومقيدا يديها فوق رأسها هامسا بغضب ( انت تحلمين ..ان ظننت انك ستستحوذين علي بمزاجك فكلانا انتهى دفنة .. كلانا لا يصلح ليكون مع الاخر .. يكفي .. انتبهي على عملك واتركيني ) ووقف سريعا بعدما شعر بتخاذله امام مظهرها المجروح ورغبته تتعاظم بضمها لينسيها الدنيا .. لوح باصبعه امامها مضيفا ( لا اريد ان اسمع عن الماضي .. يكفي .. التزمي حدودك بكرامة .. اما القادمة فاعتقد انك تقصدين حبيبتي نيرين .. انا احذرك ان تبتعدي عنها .. هل هذا واضح ) تسارعت انفاسه بخوف طغا عليه متخيلا ما سيحدث لدفنة ان تخالطت مع نيرين الافعى .. غلف روحه بالفولاذ ليقاوم رغبته الذهاب اليها ومساعدتها في الوقوف بعد ان جلست بشكل شبه مستلقي على الارض واخفى شعرها الاحمر الناري وجهها المنحني باتجاه الارض .. ازدرد لعابه بالم ووجد قدماه تقودانه اليها ليجذبها برقة رغم عنف غضبه من ضعف نفسه .. انتفضت واقفة وهي تحاول الابتعاد عنه ودمعة تزين وجنتها المحمرة وهجا والما .. تنهد مقيدا حركتها الضعيفة المقاومة وابتدا بمسح وجهها باصابعه ثم قبل طرف ثغرها المجروح مزيلا دماءها بفمه رغم انكماشها منه الا انه همس برقة ( لا تخافي مني صغيرتي ) .. ورفع شعرها عن وجهها وحرره كاملا من ربطته ليسدله على رقبتها مغطيا اثار هجومه عليها وعلى كتفها ويداه تتخللان لهيب خصلاتها .. عدل ملابسها وتنهد ناظرا اليها وهي تهرب بعينيها منه قائلا بتعنيف رقيق ( لا تهربي بعينيك او تخفضيهما .. اعلم ان الدنيا قاسية ولكني الان تحديدا لست في خانة حبيبك .. كلنا في خانة اعداءك لذا .. كل ما اطلبه منك ان تنتبهي ولا تلتفتي للسخافات والغيرة وركزي فقط في عملك ..) ثم ابتعد عنها امام نظراتها المجروحة ملوحا بيده قبل ان يغادر هاربا منها ومن نفسه المشتاقة بجنون لها فهو اكتشف رغم كل مجادلته ومحاربته لروحه الا ان دفنة لازالت مستوطنة قلبه حتى وان انكر وابتعد عنها ..وحتى بعد ان يأس سابقا من لقاءها وتعود فراقها .. فيبدو انه رغم تعرفه على عشرات النساء بعدها ولكن .. لم تثر اي امراة به ربع ما اثارته دفنة في كيانه من عواطف ومشاعر ورغبات اكتسحته لحد الموت عشقا .
مر الاسبوع الثاني على دفنة بشكل ضبابي سريع .. فلقد التزمت فيه نصيحة عمر واتبعت حدسها اللذي تضاعف خصوصا مع كلام عمر المبطن لها .. ابتدأت تتقرب من الموظفين وحاولت الاشتراك في مجالسهم .. في البدء عاملوها بتحفظ ولكن مع اسلوبها اللطيف بالمزاح والتعليق ابتدؤو الاستجابة لها والتفاعل معها ... لم تكن تتحدث بأي امر خاص قد يثير الشك ومع ذلك كانت مواضيعها موحية لتتمكن من خلالها استنباط ما تريده من معلومات واستعانت بذلك بكل مالديها من المعلومات التي استخرجتها بنفسها قبل عملها .. او مما استنتجته من كلمات عمر اثناء جولتهما التعريفية الاولى .. او مما قاله اكرم لها .. حيث حاولت ترتيب مالديها وعمل جسر يربط بين كل ما تتوصل له لتتمكن من استنباط ما هو صحيح او ما هو خاطئ في تلك المعلومات .. كان اكثر من تذمر من وضعها الجديد هو اكرم اللذي حاول استئثارها لنفسه الا انه صدته بلطف مع حرصها على بقاء علاقتهما ضمن حدود الصداقة كي لا تخسر مصدر معلومات قد تحتاجه رغم انها اكتشفت ان غالب معلوماته التي امدها بها كانت مغالطة لذا لم تعد تعتمد عليها بشكل كلي مرجعة الامر الى كون مصدر معلوماته يعتمد على الشائعات الدائرة بالمكتب .. ومع ذلك فان تذمره المستمر كاد ان يفقدها اعصابها لذا رضخت في اخر الامر لطلبه ان تخرج معه بعد العمل لتناول طعام العشاء خصوصا مع شعورها بالوحدة واشتياقها لاصدقائها في الشرطة والتي منع عليها اي تواصل معهم الى نهاية المهمة .. لذا ارتدت في هذا اليوم ثوبا احمر قصير ملتصق بحناياها وبلا اكمام استعاضت عنها بسترة بيضاء كلاسيكية وجمعت شعرها بشكل انيق كالتاج خلف راسها مع خصلات جانبية ازدانت بها جبهتها لتتم مظهرها بحذاء عالي الكعبين اعطاها رشاقة وطول ابرزا تناسق قوامها وكمال جمالها .. كانت المرة الاولى التي ترتدي بها ثوبا في العمل اللذي اعتمدت فيه بشكل كلي على البدلات الرسمية الكلاسيكية المكونة من قميص وبنطال وسترة وحذاء شبه رياضي انيق .. ما ان دخلت الى المكتب عند عمر حتى لاحظت التماع عيناه بقوة فقدتها في الايام السابقة التي تعمد فيها تجاهلها وتعامله معها برسمية وبرود قاتلين افقداها اي قدرة على التحدث معه او محاولة كسر هذا الحاجز العميق بينهم والذي ازدادت سماكته مع مقدم حبيبته قبل يومين و انشغاله بها وخروجه معها امام انظارها المكلومة وهي تراه ينسل من بين اصابعها بلاحول او قوة لها كي لا تفسد مهمتها بمشاجرة اخرى معه .. راته يخفض عينيه بصعوبة ليركز في الاوراق امامه . انتظرت ريثما انهى توقيعه ومدت يدها لتأخذ الملف الا انه ثبته على المكتب بيده .. رفعت عيناها بتساؤل لتقابلها عيناه المشتعلتين بنيران سمرتها منسية اياها كيفية التنفس .. سمعته يهمس بخفوت مرتجف ( ما المناسبة ) مرت دقيقة التحمت فيها اعينهما قبل ان تشيح بعينيها مجيبة ( لدي موعد بعد العمل ) خيل اليها انها سمعت ارتفاع صوت انفاس عمر فنظرت اليه ليهولها برود ملامحه وتوحش عيناه المتلكئة عليها وكانها فريسة يدرس كامل تفاصيلها .. ذلك اللهب الغاضب المنبثق من عينيه لفحاها بنيران جليده .. مد الملف اليها دون كلمة واشار بيده لها لتخرج .. التفتت ببطء وكادت ان تصل الى الباب ولكن تهورها المجنون جعلاها تلتفت اليه قائلة بتحدي ( الن تسأل مع من ام .. اه اعذرني ان نسيت فلقد قلت ان الامر لا يهمك ) كانت تلعب بالنار .. ورأت العاصفة تنذر بالشر في قعر مقلتيه .. وقف ببطء متحركا صوبها وعيناه لا تحيدان عنها وتاسرا عينيها بقسوة .. وقف مقابلا لها ثم تعمد سحب انفاسه بقوة واطلاقها كنفحة ملتهبة بعثت بقشعريرة في كل خلايا جسدها .. انحنى اليها ببطء حتى اقتربت شفتاه من اذنها فازدردت لعابها بتوتر وسمعته يسألها بصوت بحت نبراته اثارة ( وهل يا ترى تهتمين انت .. هل تودين مني ان اتأثر لذا تحاولين ممارسة اغوائك علي ..) صمت متعمدا وعيناه تتابعان شفتاها اللتان انفرجتا لتجيب ولكنه سبقها قائلا بفحيح اذابها ( سأعترف لك .. فانا اغار دفنة .. اجل .. رغم كل شيء الا انني اغااار عليك .. فهل لديك حل لذلك كلماته تسللت عميقا الى مسام جلدها لتخترق جدران قلبها المرتجف فرحة وترقبا واثارة .. لم تعلم ما ينتظره منها ولكنها نظرت اليه باستسلام كامل وانفراجة شفتيها تزداد لتتمكن من التقاط انفاسها المعبقة برائحته .. كيف تقاوم من يهفو قلبها لنظرة منه رغم طول البعاد .. انه يتحكم بها رغم معرفة الجميع انها ثلجية الا معه هو .. رأت ابتسامته تتسع بمكر وعيناه تحرقان ملامحها وتتلذذان على اعتاب ثغرها .. لعنت ضعفها المستسلم وحاولت التسلح بكرامتها متذكرة مظهره مع تلك الحبيبة .. عضت بنواجدها على شفتها ليوقظها الالم من نشوتها .. حركتها الهبته بجنون خارق .. الا تعلم كم تبدو شهية له بهذا المظهر المستسلم .. الا تعلم كم يفرض على نفسه الاف القيود ليبتعد عنها ويستسلم لغيرها .. انه يعشق كل تفاصيلها منذ كانت طفلة .. والان وهي امرأة ناضجة فهي تثير فيه اسوء الرغبات التي يحتاج لكل طاقته كي يقاومها ولا يشعر احد بها خاصة لما ينتويه معها .. سمع همستها المقامة له بكل ارتجاف ( اعتقد ان الحل لديك فانت من تبتعد .. وليس من حقك الغيرة التي تحرمني اياها ) عقد حاجبيه محاولا سبر اغوارها وفهم ما يدور بتفكيرها .. مظهرها المغري يمنعه من التركيز وصورة كونها مع غيره تقتله ببطء .. ابتعد بحركة فجائية عنها دافعا اياها لتصتدم بالحائط واولاها ظهره ليتماسك بعيدا عن تأثيرها .. سمع شهقتها المتألمة وعلم انه اذاها ولكنه قسا على نفسه كي لا يظهر شفقته وقلقه عليها مكتفيا بكلمات حاول جعلها باردة بلا مشاعر ( معك حق .. لا يحق لاحدنا التدخل في الاخر .. ولكن .. منذ الغد ستعودين لارتداء بذلاتك السخيفة .. اما مواعيدك فلا اريد ان اسمع عنها.. والان غادري بسرعة ) واخفض وجهه فاركا اياه بصفحة يديه متمنيا ان يوقف عمق تاثيرها عليه .. سمع اغلاق باب المكتب خلفها .. فالتفت لينظر اليه متابعا اثرها بروح تبكي فراقا اجبر عليه .. لما لم تعترض .. لم لم تثور وترفض وتجبره وتحاول ايقافه عند حده .. لما تشعره بذنبها وترضخ له كانه المسؤول عنها.. لم تثق به والاولى ان تحترس منه .. تنهد بحرقة متمتما ( لم .. كيف ساطعنك من الخلف وانت تقابليني بكل هذا الحب .. كيف ستحتملين غدري يا حبيبتي ) كانت نيران المه تشب مندلعة بقسوة تآكل على اثرها كل كيانه المرتعش خوفا عليها .. كيف ستصمد وهي مقبلة على عاصفة هوجاء .. كيف؟
انتقلت دفنة بسرعة بين مكاتب الموظفين بعدما استرجعت ذاتها وتوقفت عن البكاء بعد ما ذاقته على يديه .. لم تكن يوما ضعيفة او مستسلمة الا له وهو يستغل هذه الميزة ليتلاعب بها بقسوة .. لا يهمه حجم وجعها بقدر اهتمامه بتنفيذ رغباته .. نفضت راسها محاولة التركيز على ما تقوم به فهذا اهم من رثائها على نفسها .. كانت تجمع تواقيع الموظفين على الامر الاداري لاقامة الحفل السنوي وتمنح كل شخص دوره المفروض عليه في الحفل .. استغلت الامر لتحادث بعض الموظفين كي تتاكد من خطوتها التالية .. كل خطوط بحثها قادتها لمدير دائرة التسويق .. ذلك الرجل الاربعيني ذو الملامح الحادة والعصبية .. الوحيد الذي عاملها بصفاقة ووقاحة ورفض حتى تبادل السلام معها .. علمت من الجميع انطواءه كما ان له بعض العادات الثابتة ويلف تحركاته الكثير من الغموض .. كان راي اكرم فيه انه رجل مثقل بديون القمار لذا دائم العصبية والخوف والشك .. بحثها ايضا اثبت تورطه الدائم بمشاكل خاصة بالقمار ومع ذلك لم تجد اي ذكر عن وجود ديون او اناس يلحقوه مما اكد لها وجود مصدر دخل اخر يمكنه من سد هذه الفجوة ويجعله يغامر هكذا بامواله ..كانت معضلتها تكمن بايجاد طريقة تمكنها من الجلوس على مكتبه لتتمكن من نقل كل ما في حاسبه الالي من بيانات .. وجدت في توقيعات الحفل فرصة لتواجدها في ذلك القسم لذا استغلت هذا وجلبت كوبا من القهوة التي علمت انه يحبها ولكنها تعمدت عدم احكام غطائها العلوي .. ما ان دخلت عليه حتى رات انكماش وجهه الحذر فرسمت ابتسامتها الرقيقة قائلة برسمية لطيفة ( سيد مراد .. هناك بعض الاوراق التي تتطلب توقيعك .. كان منهمكا بالعمل امام شاشة الحاسوب .. اقتربت منه برعونة تمثيلة وما كادت ان تصل اليه حتى لوت قدمها بتاثير الكعب وتعمدت سكب القهوة على جسد مراد اللذي صرخ بالم شديد مولول قاطعته اعتذاراتها المتتالية واشارتها له ليذهب الى الحمام كي يغسل حروقه .. صرخ بغضب متفجر عليها ان تحذر وركض باتجاه الحمام بلا تفكير والم جسده يتاكله .. ما ان خرج حتى استغلت الوقت وشبكت جهازها في جهازه معطية الامر لنسخ كامل محتويات جهازه على محرك الاقراص الخارجي اللذي منحها اياه بامير وقد كان متطورا يكسر كل جدر الحماية وحقوق منع النسخ .. راقبت انتقال البينات بلهفة محاولة ان تزيل بقايا القهوة عن الارض .. كانت تدعو الله ان ينتهي النسخ قبل قدومه .. سمعت خطواته القادمة وقد وصل النسخ الى تسعين بالمائة فادركت وجوب تاخيره لذا وقفت بجانب المكتب متظاهرة بالانين ومنحنية ويدها تمسد قدمها .. راته يدخل وعيناه تقع عليها لتسمع زمجرته المعترضة ( انت لازلت هنا ..ما بك ) تنهدت بانين متوجع تمثيلي رقيق انثوي قائلة بخفوت ( لقد التوت قدمي كما يجب علي الحصول على توقيعك .. ارجوك هل لي بكوب من الماء ) رأته يضيق عينيه بشك وقلبها ينبض بجنون متلهف وكانه في حلقها ..سمعت تنهيدته النافذة الصبر وهو يتمتم بكلام بالكاد فهمته ( ابقي هنا .. ساجلب لك من مطبخ الشركة ) وعاد للخروج وسط نظرتها المنتصرة وتنهيدتها المرتاحة واعصابها ترتخي من الارتجاف اللذي سيطر عليها للحظة .. عادت لتنظر الى الحاسب ووجدته قد انهى النسخ فخطفت محرك الاقراص الخاص بها بسرعة واخفته في جيب سترتها ثم امسكت الاوراق باستعداد لقدومه اللذي لم يتاخر كثيرا .. اعطاها كاس الماء بخشونة بمجرد دخوله ثم خطف الاوراق بعصبية ليوقع عليها متذمرا حتى مع اعتذاراتها المتتالية وهي تغادر من امامه عارجة بخطواتها كي تكمل تمثيلها عليه ... ما ان وصلت الى مكتبها حتى انهارت بصعوبة على كرسيها واضعة راسها بين كفيها لتحاول السيطرة على ارتجافاتها واثارتها وترقبها وهلعها اللذي بلغ عنان السماء .. ماقامت به يعد خطوة مهمة تمنت من الله ان تقودها لشيء في بحثها .
كان خروجها مع اكرم امر غريب عليها فلم تكن يوما من محبذي المواعيد الغرامية .. حاولت ان تتسلى برفقته وتضحك على نكاته ولكن اكثر ما اثار حذرها هو اسئلته الفضولية حولها وتدخله السافر بخيارتها التي ارجعته لطبيعته الفضولية بالاضافة لتفاخره المستمر بنفسه مما اشعرها بالملل برفقته فاخذت تدور بعينيها مكتشفة المكان اللذي اخذها عليه .. كان مطعم فاخر ذو اطلالة جميلة .. اعادت انظارها مرة اخرى الى رواده بفضول ..و .. قابلت عيناه الهازئتين بترقب .. لثانية تجمدت حتى ذرات الهواء في ناظريها وعيناها تغرقان في غابة عيناه الداكنة .. هل تحلم .. هل ارتباكها ينعكس بخيالها .. هل يعقل ان يكون هنا .. لمعت تلك العينتان ببريق اخافها للحظة .. بريق متوثب لفهد حانق يرى فريسته تنسل من بين مخالبه .. ارتجفت بعنف قاطعه تساؤل اكرم لها ( هل انت بخير دفنة .. لما شحبتي هكذا ) فكت اسر عينيها بصعوبة لتعود الى واقعها .. ابتسمت بارتباك لمرافقها هامسة بخفوت ويدها تلتقط كاس الماء المثلج من امامها لتفرغه بنهم في جوف حلقها الجاف ( انا بخير .. فقط شعرت للحظة بالدوار .. يبدو انني عانيت قليلا من هبوط بالضغط .. انت تعلم ان العمل مجهد ) وافقها اكرم بقلق ( معك حق انت تتعبين كثيرا .. صحيح المسؤول عن التأمين الصحي لشركتنا في شركة التامينات سيتصل بك ليحدد موعدا لاخذ ملفاتك الطبية وفحوصاتك الجسدية الاخيرة .. لقد اعطيته رقمك .. سيحدد يوما ليقابلك به لذا ارجو ان تستجيبي له بشكل كامل فبسبب صداقتنا جعلته يقبل باي فحوصات ستجلبيها كي لا يؤخرك بالفحص المطلوب لديهم وسيكتفي بسؤالك عن بعض الاسئلة عندما يراك ) حركت راسها موافقة وفكرة تخطي الفحص تناسبها لعدم توفر اي وقت لديها لهذه الفحوصات الغير ضرورية خصوصا ان اسمها مدرجا على تامينات الشرطة الصحية .. شكرته بامتنان ورجته ان يغادرا بعدما ملت وتعبت من الاحتراق الملتهب لتلك العينان المسلتطان عليها والتي تجاهلتها بكل قوتها خاصة بعدما ادركت انه برفقة نيرين .. تلك الانثى الخلابة .. لذا استأذنت للذهاب الى الحمام لتستعد للمغادرة .. غسلت وجهها وعدلت زينتها لتفاجئ بدخول نيرين الى الحمام .. رمقتها بنظرة دونية تمتمت على اثرها ( الست مساعدة عمر ) كانت كلماتها كامتهان لكرامتها استفز دفنة فارادت للمرة الاولى ان تتحداها بعد ان تمكن الغضب منها لذا ابتسمت بثقة خبيثة قائلة بايحاء مبطن لعبت فيه بالنيران ( بلا انا هي .. وانت .... حبيبته الجديدة اذن ).. راقبت ارتجافة يدها الخفية قبل ان تنظر اليها ببرود رافعة حاجبيها المنمقين ( الجديدة .. والقديمة .. وفي كل عصر .. فلا تتحاذقي ) رفعت دفنة كتفيها باستسلام موحي ( كما تقولين .. انت أعلم ) وغادرت الحمام بضحكة خبيثة دون ان تلتفت لها وان استشعرت غضبها المنصب عليها .. وصلت الى الطاولة لتشير الى اكرم ليغادرا المكان دون ان تعيد الالتفات الى حيث يجلس عمر فان كان اختار نيرين فليحتمل هو غضبها وليطمئنها فهي لم تكذب .. اليس الجميع يدعونه بزير النساء ؟
راقب عمر دخول دفنة الى مكتبه كالمعتاد كل صباح وحاول البقاء على بروده الا ان ابتسامة مستمتعة رسمت ثغره بتسلية وعيناه تتلكأن على مظهرها اللذي عاد لكلاسيكيته .. كان ما فعلته البارحة مع نيرين رغم خطورته هو الشيء الوحيد اللذي اثلج قلبه بعدما انصهر بغيظ رؤيتها مع غيره وشعوره بالعجز المدقع امام جنون وهوس عشقه الغريب لها .. اكتفى بنظراته التي جابهتها ببرودها ولولا غيظها الظاهر في كلماتها لنيرين لبقي على جنونه حتى اليوم ولافرغ بها كل ما يعتمل في صدره من تناقض اضطر فيه مجبرا على التعامل معها وتقبل كونها ليست ملكه .. راى حذرها امامه وكأنها تنتظر ثورة غضبه فازدادت تسليته وتعمد اطالة فترة عذابها وانتظارها .. مرت نصف ساعة قبل ان تقرر اخيرا التحدث معه على ما يبدو مستأذنة ان تحادثه بانفراد .. حاول التظاهر بالغضب والانشغال الا ان اصرارها امتعه وجعله يرضخ لجنون نيران عينيها التي تذيبه .. وقفت امامه بتردد لم يشأ ان يريحها منه ليعاقبها على ذلك الالم اللذي عانى منه البارحة بمرأها مع غيره .. بدا كقط ضخم يلاعب فأر صغير .. تنهد بنفاذ صبر قائلا ( حسنا دفنة .. ماللذي تريدينه فليس لدينا النهار كاملا ) مرت لحظات بسيطة التزمت عيناها الارض قبل ان ترفعهما بحزم وقوة جديدين قائلة بهدوء واثق ( بصراحة احترت أأقول لك ام ابقي الأمر طي الكتمان ولكن.. بقية عشرتنا وامتناني وديني لك بتبرئة والدي حكماني لانبهك ) تفاجئ عمر بجديتها واعتدل مهتما بكلامها سائلا اياها بجدية ( اوضحي كلامك دفنة ) .. راها تتنفس بعمق حائر باحثة عما تبدأ به فلم يشأ ان يوترها اكثر باستعجاله لها .. حسمت امرها مرة اخرى لتقول بخفوت مركز ( السيد مراد .. يبدو ان وضعه مريب .. لقد وقع بيدي صدفة بعض عقود التوريد والتصدير .. هناك اختلاف في الكميات بين العقود الموقعة والموردة وكانه يوجد نسختان بحيث يصل له نسخة وتخرج من عنده نسخة مغايرة وهذا يدل على وجود بعض التسريب الغريب في البيانات واختلاف مواصفات الاجهزة وكانه يحدث تلاعب في المواصفات والاعداد المطلوبة لتامين الحماية كاملة .. بصراحة لا اعلم تماما اين الخلل ولكن بحكم منصبك بالتاكيد لديك يد عليا للمراقبة لذا احببت ان ابلغك لترى الأمر .. ولكن توخى السرية فلا احد يعلم الى اين قد يصل هذا ) لوهلة رأت عيناه يضيقان بعمق كبير مخيف وكانهما بلا قرار .. كانت قد اخبرته كي تتأكد من نوعية المخالفة التي يقوم بها مراد خصوصا بعد ان اطمأنت الى انها تملك معلومات مخفاه بمهارة وتحتاج الى اسبوعين ليتمكن الخبير من فك شيفرتها وجدر الحماية التي تحيط بها .. رغم كل شيء راته او فعله بها الا انها كانت تثق بعمر ومتاكدة ان لا يد له مع المافيا سواء من قريب او بعيد لذا كانت تخبره بثقة من يحمل كنز ثمين ويمنحها لشخص امين يخبئه له .. سمعته يطلب منها كتمان الامر بخفوت ويرجوها ان تغادر المكتب وتنسى كل شيء لانه سيتصرف والا تقول هذا الكلام لأحد حتى من عناصر شرطتها قبل ان يتأكد من هذا .. خرجت وقلبها يرتعد بترقب .. لا تدري لما ردة فعله اخافتها .. لم تتشجع وتخبره ان شرطتها لديها معلومات عن تحركها وبانهم يمتلكون محرك الاقراص المشفر الان .. كما توقفت بوجل ناظرة الى باب المكتب المغلق وتساؤل يخطر بذهنها .. ترى لم لم يسألها عن كيفية اكتشافها الامر .. هل يثق بها ليتخذ معلوماتها كامر مسلم به ام انه كان يعلم ما يحدث لذا لم تظهر عليه الدهشة والذهول عندما سمع منها هذه الاخبار وفقط حاول التأكيد على سرية الامر من جهتها .. ابتدأ عقلها بالشك اكثر الا ان قلبها عاد ليذكرها بكلمة والدها بانه لو ان الدنيا كلها خذلتها فعليها ان تثق بعمر اكثر من ثقتها حتى بنفسها .. انتشلها رنين هاتفها فردت بسرعة دون انتباه لتتفاجئ بصوت غريب يحادثها ذو لكنة اجنبية واضحة ( هل انت الانسة دفنة ) اجابت بحيرة وعقلها مشغول بامور اخرى غيبت حسها الحذر ( اجل انا هي .. ماللذي تريده ) قابلها صمت غريب وكانما الاخر يراجع نفسه فابعدت الهاتف ناظرة اليه بتعجب قبل ان تعيده الى اذنها لتسمع صوت محدثها بخفوت ( هل كل ملفاتك جاهزة .. هل كل ما طلبناه متوفر ) للحظة لم تفهم الا انها تذكرت كلام اكرم عن اتصال مسؤول التأمين بها فاجابت سريعا ( كل شيء متوفر كما طلبتم وانتظر اليوم اللذي ستحددونه لاسلمكم اياه كاملا .. ولا تخف فان ما سيحدث لن يتجاوزنا ) كانت قد استشعرت قلقه في حروفه لذا احبت ان تطمئنه لانه يخالف تعليمات شركته لأجل خاطر اكرم .. سمعت همهمة موافقة وهمسة هادئة بان تنتظر موعد التسليم ومكانه برسالة فاقفلت الخط سريعا لتخزنه تحت اسم التامين دون ان تنظر على الرقم للحظة بل عادت لترفع عيناها ناظرة الى باب المكتب .. تنهدت بعمق اكبر متمتمة بحيرة خافتة ( ترى ماللذي تخفيه ياعمر .. هل يعقل انك تعلم كل ما يحدث وتتجاهله ).. اما في الجهة الاخرى للباب قبع عمر ينظر اليه بملامح غرقت بتفكير عميق وقسمات خطت قسوة مخيفة .. مضت عدة لحظات قبل ان يرفع هاتفه ضاربا رقم ما ان سمع مجيبه حتى قال بهدوء مميت مرعب النبرات وكانه من قعر بئر ثلجية عميقة ( حسنا .. اعطيك الضوء الأخضر للتنفيذ في اسرع وقت فلقد التقطت طرف الخيط بعبقرية ظننتها ستتاخر خاصة مع كل التشتيت اللذي فرضناه عليها .. اريد النهاية في الاحتفال بعد يومين ) وانهى المكالمة وشلل كاسح البرودة يجتاح خلاياه مع طعم الصدأ المقيت المترسب بفمه .. لقد ابتدأ الفخ بالاطباق عليها .. بيديه هو رغم ثقتها الحمقاء به .
مر اليومين التاليين على دفنة بضبابية حيث القيت عليها غالب مهام تنسيق الاحتفال لانشغال سكرتيرة عمر بتجهيز العديد من عقود الصفقات التي سيتم تجديدها في ذلك اليوم .. مرت للمرة الاخيرة بين الطاولات لتتاكد من كل شيء قبل ذهابها لترتدي ثوبها الفضي البسيط .. كان طويلاينسدل باحكام على قدها بربطة عنقية وبلا ظهر او اكمام مع فتحة رقيقة تصل الى منتصف قدمها اليمنى .. اناقة الثوب تكمن باظهاره كامل مفاتنها لالتصاقه المثير بحناياها .. رفعت شعرها في ربطة رقيقة الى فوق راسها لينسدل كشلالات طولية حول وجهها واكتفت بحلق ماسي طويل مع اسوارته الناعمة التي زينت يدها .. اما زينة وجهها فلقد تمازج اللون الفضي مع الدخاني ليبرز اتساع عينيها وانسيابيتهما المتناسقة مع امتلاء شفتيها المكتنزة والبارزة بلونهما الدموي الغامق .. كان مظهرها مذهل رغم بساطتها .. ما ان دخلت الاحتفال المقام بقاعة احتفالات الشركة حتى رات نظرات عمر التي انصبت عليها بعمق وتركيز جعل وجنتيها تشرئبان بلون الورد .. اقتربت منه على اثر حركة عيناه وراسه الداعية لها .. وقفت الى جانبه وتنهدت ببطء ثم بدأت بسرد جدول الاحتفال ولكن صمته جعلها ترفع عيناها لترى لجة عاصفة نظراته التي لا قرار لها مغرقة اياها بدوامة من الغموض اللذيذ والمشاعر العنيفة .. انحنى عليها قائلا بنبرات مرتجة بعض الشيء ( تبدين كملاك .. لما كل هذا البهاء يا ترى او .. لمن ؟ ) كانت همسته غاضبة بعض الشيء الا انها تحدتها بتهور قائلة اول ما خطر على ذهنها برعونة ( انه لعينيك ) ضاقت عيناه وكلماتها تفتك بروحه بكل قسوة .. بلا ارادة منه امسك يدها ليضغط اصابعها بقوة قائلا بشبه توسل ( لا تقولي هكذا.. لا تفعلي .. ارجوك ) للمرة الاولى يشعر بعجزه الخائب وكيانه المتعبد بمحراب عشقها الشيطاني .. راى ابتسامتها الواثقة وشعر بيدها المتسللة بخفية لتستقر على قلبه الضارب بتقافز جاذبة اطراف قميصه لينحني عليها وثغرها يهمس له ( انت تعلم انني الوحيدة المتسللة الى هنا مهما هربت ) تحديها السافر له اغضبه .. نفض يدها بسخرية واجهتها بذهول متالم .. قال بثقة حازمة كان ابعد ما يكون عنها بداخله ( دفنة . لست لعبة ولا غر يخضع للجمال. اعذريني فما يهمني اليوم هو نجاح تنسيقك اما الباقي فاخر ما افكر به لذا احتفظي به لنفسك ) علم انه اهانها من احتراق زفير عينيها المتلألئ .. انسحبت بثقة من امامه وببطء اثار اعجابه بتماسكها حتى مع التماعة عينيها المجروحة .. راها تتنقل بعيدا عنه بين طاولات الحفل كفراشة تجذب حول جمالها الجميع .. كتم غيظه وغيرته فاليوم تحديدا يجب ان يبتعد عنها .. رن هاتفه برسالة ( هل نتم الخطة اليوم ) رفع انظاره لدفنة بسرعة وقلبه يهفو بجنون .. لاخيار امامه .. بعث بالموافقة واشار الى سكرتيرته بخفية لتتقدم من دفنة بسرعة ملهوفة .. قابلتها دفنة بتساؤل فاعطتها ملفين ومحرك اقراص قائلة ( ابقي هذا في يدك دفنة فانا ساذهب الى الحمام ولا تمنحيه لشخص لانه يحوي اهم صفقات الشركة ) حركت دفنة رأسها بالموافقة متابعة اياها وهي تبتعد .. في نفس اللحظة رن هاتفها فاجابته بعد ان رأت اسم التأمين .. سمعت صوت محدثها يقول بلهفة ( لنتقابل الان فانا في الاحتفال ويجب ان اراك لنتفق .. سانتظرك بطابق التوريدات السفلي ) في البدء استغربت المكان والموعد وطريقة كلام الموظف خاصة انه انهى المكالمة سريعا .. لم تجد امامها خيار سوى ان تنزل لترى ما يريده كي تنتهي من هذه الورطة واصطحبت معها الملفات التي اعطتها لها السكرتيرة كي لا تضيع .. عندما وصلت لهناك شعرت بهاجس يحذرها التقدم خاصة مع ظلمة المكان المنتشرة ولكن صوت رجل يدعوها للدخول شجعها .. رأته يقف امامها بهيئته الاجنبية وسمعته يسالها ( هل احضرت ما طلبته ) عقدت حاجبيها قائلة بعصبية تسللت الى صوتها ( كلا بالطبع .. انه جاهز ولكنك فاجئتني بطلبك اللقاء الان ) اشار الى الملف الموضوع بيدها مجيبا بخبث ( ولكني ارى الملفات هنا معك .. هيا ارني عينة منها لنتفق بعدها على السعر ) كلماته اطلقت جرس انذار الحذر بداخلها لتتراجع ببطء ارادت منه الابتعاد قدر استطاعتها مدركة خلو المكان .. ارادت ان تستفسر وتساله ولكن ضوء غشي المكان فجأة لترى كوكبة من رجال امن الشركة يحيطونها مع عدد من رجال الشرطة .. لثانية لم تفهم شيئا خاصة عندما برز عمر من بين الرجال ومعه رجل تعرفت عليه على انه مدير عام مراكز الشرطة ورأت بعيني عمر ذهوله وهو يقول ( لا يمكن .. هل يعقل ان تكوني انتي يا دفنة بعد ان وثقنا بك سبب تهريب اسرار التصنيع لدينا ) لثانية ارادت ان تنكر .. ان تصرخ وتحاول افهام الجميع ما حدث ولكن .. نظرة منها لمن حولها .. ثم لعيني عمر المتحجرتين بلؤم .. وضحكة اكرم الخبيثة واللذي ظهر من العدم .. منظر مدير الشرطة المصدوم وكلمات الموظف اللذي ظنته للتأمينات وهو يخبرهم انها من عرضت عليه هذه الاسرار وبانه لا علاقة له .. كل هذا لمع في ذهنها لتدرك امرا واحدا اكيدا .. انها وقعت في فخ عقرب نسج حولها شباكه بكل مهارة وبخطة لا ثغرة فيها .. خطة جهنمية قادتها بقدميها لتلف حبل المشنقة حولها .. دارت مرة اخرى في الوجوه وجسدها ينتفض لا تدري بمن تثق الا ان عيناها عادتا اليه باستنجاد اخير .. استنجاد قتل مع جليدية عيناه وصوته القاتل يقول بكل وضوح ( شركتنا سترفعقضية على الشرطية دفنة تتهمها فيها بتسريب اسرارها الصناعية بحجة العمل وسنطالب بايقاع اقصى العقوبات عليها خاصة ان لدينا اقرار موقع منها تتعهدنا فيه عند بداية عملها بانها لن تسرب اي معلومة من الشركة .. لذا اطلب من سيادتكم فتح تحقيق فوري بما حدث ) .. كانت كلماته كرصاصات قتلت دفنة ببطء كسر بداخلها كل روحها والسواد يحيط بها متسللا بعناد وعقلها يرفض ان يصدق بان من وثقت به طول حياتها هو من اوقعها في بؤرة جحيم مستعرة .. لثانية غاب الجمع عنها ولم يبق امامها سواه لتلفظ امامه انفاسها الاخيرة قبل ان تستسلم لذاك الدوار العنيف اللذي اصابها وتغرق في دوامة اللاوعي فاقدة وعيها بالكامل وجسدها يترنح بعنف قبل سقوطه اللذي لحقه عمر بسرعة جنونية لتتلقفها يداه في اخر ثانية قبل اصطدامها بالارض مدركا انه قتل في هذه اللحظة حبيبته دفنة بيديه مقابل وصوله لهدفه الاكبر .. رئيس عصابات المافيا بتركيا .
انتهى الفصل الثاني



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 22-07-17 الساعة 10:49 AM
حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس