عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-17, 08:40 AM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


[5]

سفره هذا حمل له الكثير من الأمل. منه سيستطيع دفع ديونه لآخر المطالبين، ليبقى له قرض البنك فقط. الأهم أنه سيبقى من نصيبه كم معتبر سيعطيه لخالته وزوجها ولطيف. كل يوم يعد نفسه أنه سيعوضها ذهبا. يعرف أن طيف ليست بالسطحية ولن تطلب منه فوق طاقته.. "ما راح تطلب أساسأ.." لكن تلك الحقيقة دفعته أكثر في السعي إلى تدليلها كما تستحق.

كلما وجد فكره يذهب إلى طيف، كلما تذكر تلك اللحظات الأخيرة التي جمعتهما.

فعلها.. حقا فعلها. وطيف لم تدفعه بعيدا باعتراض، بل استسلمت له بكل عذوبة فاقت كل آماله.

أترى إذا لم يكن مضطرا إلى الذهاب، هل كان ممكنا أن—

جره صوت صديقه صالح من غيابات أفكاره: مسرع ما اشتقت للمدام! لساتنا في الطريق.

تنحنح بحرج، غير قادر على الإنكار: شوف طريق الأشباح هذا أحسن بدل ما تطقها سواليف.

تجاهل صالح محاولته لإغلاق الموضوع تماما: الله يرحم أيام الثقل وما عندي وقت لخرابيط الحب والهيام، من ساعة ما تزوجت وانت مافي أخف منك.

رد عليه بحقد: بشوف فيك يوم..

تنهد صالح، داعيا من كل قلبه: الله يسمع منك!

ضحك: مشفوح الله لايبلانا..

رد الآخر بخبث: والله أحسن من قيس اللي جنبي.. شوي ويبكي على الأطلال.

ضربه باسما بخفة فوق رأسه. لا يستطيع إنكار كلمة، ولن يفعل.

من كان يدري أن حاله سينقلب بهذه الطريقة.

:

منذ سفر مالك، ابتدأت سلسلة من المكالمات بينهما.

في البداية، كانت مكالماته قصيرة، يسألها عن أحوال المنزل ويوصيها بنفسها وخالته وأبيها. لكن مع الأيام، مكالماته بدأت تطول، والفترات بينها بدأت تقصر. خففت عليها تلك المكالمات عن وحشتها في الملحق، معددة لأيام تمضي ببطئ. لكن الوقت مصيره الإنقضاء، وهاهو بقي يومان على عودة مالك بعد ثلاثة شهور من الغياب.

تمهل مالك لحظة بعد سلامه قبل أن يقول: نفسي أعرف إنتي ليش ما تتصلين؟

ردت وهي تحاول كبت سعالها: مو متعودة..

عرفت من تغير نبرة صوته أنها فشلت في محاولاتها. تسارعت نبضات قلبها لعمق القلق في صوته: تعبانة؟

سعلت لمرات لم تعددها قبل أن ترد بضعف: مو مرة.. نزلة برد بسيطة.

لم يصدقها: مو مرة وبسيطة؟ وهذا اللي اسمعه إيش؟ قولي لخالتي توديك المستشفى.

استنكرت الفكرة: ماله داعي والله، مصيرها بتخف.

رد بحزم وحدة لم تعهدها: طيف. اسمعي كلامي.. وإلا ليش أتعب نفسي؟

أغلق الخط ليتركها محدقة بجوالها، مذهولة، متوجسة، خائفة. لا تريده أن يغضب منها فهي—

صوت فتح الباب جعل طيف تنتبه إلى دخول زوجة أبيها عندها وبيدها عباءتها: يلا جهزي نفسك بنروح المستشفى.

استغربت: إيش؟

امتعضت ملامح تلك: والله مالوم مالك يوم إنه اتخرع. صوتك كأنك نص بالقبر./ قطبت حاجبيها عندما تحسستها: حرارتك نار.. انغمى عليك؟

لم تجب، لكن سكوتها كان إجابة كافية. لطالما كانت ضعيفة أمام الحمى، ومنذ الطفولة كانت حماها كفيلة بجعلها تغشى في مكانها. لا تدري كم مرة هرع أبوها وزوجته بها إلى المستشفى..

في الخمس سنوات الماضية، حاولت إخفاء ما بها. نجحت لمرات وفشلت مرات أكثر. يبدو أن أنها فشلت هذه المرة.

في اليوم التالي فتحت عيونها على مالك جالس في طرف السرير، يتحسس وجهها ليتفقد حماها. لوهلة، ظنت أنها تحلم فابتسمت. فقط عندما ابتسم بدوره أدركت أن هذا لم يكن حلما. جلست من نومها فورا، هاتفة بذعر متصاعد: مو كان المفروض تجي بكرة؟

نظر إليها بابتسامة مستغربة: كأنك ما تبغيني أجي../ ليجيبها أخيرا: خلصنا الشغل بدري وما كان فيه مانع نرجع.

كانت ستعترض على افتراضه بعدم رغبتها في عودته، لأنها لم تعرف شعور الإشتياق إلا بعد سفره، لكنه غير الموضوع: أخذتي دواك؟

أجابته بنعم، مشيرة إلى كيس الأدوية الموضوع على المنضدة جانبها. نظرت إليه مرة أخرى قبل أن تقول: ما كان المفروض تكلف خالتك عشان توديني المستشفى.

هز كتفيه: وش أسوي إذا إنتي مو عارفة شيء اسمه اهتمام بالنفس، لازم اهتم فيك.

:

خالته كانت تزور إحدى صديقاتها، وحماه كان نائما. هو كان يذاكر، وطيف..

أين كانت طيف..؟

قرر ترك مذاكرته ليتفقدها. ما زالت تتعافى لذا خشي أن تجهد نفسها وتمرض من جديد.

بحث إلى أن وصل إلى الحوش، ليراها في خضم غسله. ربما كان متيما إلى درجة الإسراف، فحتى مع قميص بيت بال، ملطخ ببقع طلاء لا تزول، مرفوع إلى الركبة لكي لا يبتل.. كانت مبهرة: مو أنا قلت مافي شغل لين ما تتشافين؟

ردت وهي تفرك الأرض بالصابون: هذاني بألف عافية.

تنهد، فهو تعلم بسرعة أن عناد طيف لا يمكن أن يواجه بالكلمات وحدها. أخذ منها الشطاف: روحي اجلسي، أنا بكمل عنك.

تكتفت لتسأله بشك: عمرك غسلت حوش؟

رد بلا مبالاة: عادي.. شغلة بسيطة.

تذكر كلماته تلك عندما إنزلق ووقع على الأرض أمام طيف التي حاولت وفشلت في كتم ضحكاتها. فقط رنين صوتها الضاحك العذب خفف من كبرياءه المشروخ، وفقط فرصة إسكاتها بختم شفاهها بلحظة خاطفة دواته إلى التعافي السريع. همس: عشان مرة ثانية ما تضحكي على زوجك.

ما أجمله، ذاك الاحمرار الذي كساها عندما أفلتها: بروح.. بروح أخذ دواي..

ابتسم على خطوها المتعجل المرتبك بعيدا عنه. "شكله لقيت طريقة أخليها تلتزم بعلاجها.."

:

بعودة مالك، رجع النمط الحياتي الذي إعتادته باستثناء واحد.. مشاعرها حياله.

تعودت على قربه حتى أصبحت تريد المزيد، حتى أصبحت تشعر بالخيبة كلما ابتعد بعد وصل. في غيابه أصبحت في السابعة عشر، وربما أكثر حساسية لتصرفاته نحوها. لا تدري كيف يراها.. طفلة، زوجة، أم ربما مجرد رفيقة سكن. لكن.. تعرف كيف تراه الآن. اتضحت الصورة حد البيان.

أصبحت تدرك ماذا كانت تعني كلمة (زوج) بالنسبة لها عندما كانت مرتبطة بمالك، ماذا يعني هو لها.

عندما قبلها وهم ليبتعد كعادته، وضعت يدها على ساعده، تستوقفه لتقترب خطوة. لا تدري كيف ستكون تبعات خطوتها هذه، إما الإيجاب أو الرفض.. لكنها لم تكن نادمة.

وضع أنامله على ذقنها، ليرفع نظراتها إليه. بثبات نظرت في عيونه، لترى عشرات المشاعر المبعثرة التي لم تستطع تصنيفها لأنه اقترب كما لم يفعل من قبل، اقترب لتذوب بين ذراعيه.

:

في هذه المرحلة المتقدمة من وضعه المرثي له، لم يهتم مالك بكونه مفضوحا تماما أمام خالته: ارجع للدنيا الله يخلف عليك. البنت لها ساعة تسألك إذا تبغى عيش.

عندها فقط أفاق من غفلة أحدثها هيجان مشاعر لم يهدأ منذ ليلة الأمس. ابتسم ابتسامة مبالغ في إشراقها وهو يجيب طيف التي تحاول جاهدة التصرف كأن كل شيء كان كالمعتاد، ليفضحها وجهها الممتقع بالحمرة: أي شي منك حلو..

خالته هزت رأسها بابتسامة مابين السخرية والسرور، بينما طيف بدت كأنها على وشك الاختناق.

بالنهاية، وضعت له العيش.

:

ربما كانت الحراسة الليلية لمراكز التسوق من أكثر الأعمال الباعثة على الضجر. الجيد أنه أحضر معه بعض الكتب، لعل وعسى سيستطيع التحضير لمحاضرات الغد.

رن هاتفه ليقطع هدوء هذه الليلة الرتيبة. رؤية اسم المتصل فقط طردت كل الضجر و الخمول منه، ليرد قبل الرنة الثانية. أتاه ذلك الصوت الهادئ: مالك..؟

"عيونه.." كان الرد الذي تشكل في ذهنه قبل أن يفكر بالرد، ليتنحنح ويرد باتزان: هلا. صار شي؟

أجابت: لاء..

استغرب، فطيف لم تتصل به بالعادة. مكالمتها هذه كانت مفاجأة بعثت فيه قلقا بعدما انقشعت غيمة سروره: متأكدة؟ لا تخبي علي ترى زعلي مافي أردى منه..

صوتها حمل ابتسامة عندما سألت: مو إنت اللي كنت تبغاني أتصل عليك؟

اطمئن أن الأمور كانت على خير: كويس إنك تذكرتي../ استدرجها: طيب.. مافي سبب ثاني خلاك تتصلي؟

بالكاد سمعها عندما همست بصدق: إيه.. صار صعب إني أنام وإنت غايب..

لأول مرة لا يعرف ماذا يقول، مخطوف الأنفاس، مسلوب اللب. مرت ثواني قبل أن يهمس بدوره، دفء وسعادة لا يستطيع وصفهما يكسوان صوته، يزيدانه ولعا ولهفة مع كل حرف ينطق به: طيف.. لا تقولي مثل هالكلام وأنا بعيد عنك..

لم تجب عليه. عرف أنها أقفلت الخط.

وجدها تعطيه ظهرها عندما رجع. عرف أنها مستيقظة من وضعيتها المتصلبة. سرعان ما لانت وضعيتها تلك عندما استلقى جانبها، لتحيطه بقيد حضنها النائم بعد فترة قصيرة.

اعترف بهمس موقن وهو يتأمل وجهها ويمرر أنامله على تقاسيمه بخفة: أحبك..

[انتهى البارت...]



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس