عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-17, 08:45 AM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


وهذي النقلة للقسم الثاني من الرواية، مقدمة صغيرة..

[8]

"الحاضر"

تململت مي بطريقة عهدتها طيف منذ بداية صداقتهم: ما صار شغل ذا.. يختي خذي إجازة وزوريني. خففي من وحدتي. لا تتركيني أقعد أعدد فالجدران!

ضحكت: وين زوجك عشان يخفف من وحدتك؟

تنهدت تلك بحالمية مبالغ فيها: حبيب قلبي يفرفر في أرجاء العالم. آخر مرة كان في موسكو. الله يهديه، في أحد يقبل يروح هناك في عز شتاهم؟

لم تتخيل طيف ركوب طائرة من مدينة لأخرى، فكيف بمن جعل التنقل على الطائرات عملا له؟ عمل زوج مي كطيار جعله دائم الغياب عنها، لذا لم تمانع طيف اتصالاتها قط، فعلى الرغم من المرح في صوتها، تعرف أن صديقتها كانت تشعر بالوحدة. تمنت لو تستطيع زيارتها حقا، لكن ظروف العمل المتوترة حاليا لن تسمح لها بالفرصة. تحتاج إلى هذه الوظيفة، حقا تحتاجها.

وعدتها بالاتصال حالما ترجع من دوامها، لتتجهز ليوم عمل جديد. استقلت سيارة الأجرة إلى مقر عملها، شركة الورد الذهبي للمستحضرات الطبيعية.

لم تكن تفكر بتفقد النوعية كأساس عمل لها بعد أخذ شهادتها، كان طموحها البحوث بعد نيل الماجيستير. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. على الأقل، كانت مرتاحة في وظيفتها هذه.

ثمان سنوات مضت منذ انتقالها وخالتها إلى جدة، بعيدا عن الرياض وحياتهم القديمة والذكريات التي بعثتها. لا تستطيع القول بأنها كانت سعيدة مقارنة بالماضي، لكنها كانت مقتنعة. هذا ما إحتاجته، فالتعلق ببضع ذكريات سعيدة لم يفدها.

:

شركة الورد الذهبي كانت مقر عملها لسنوات طوال، وكرئيسة القسم النسائي فيه، تعودت لمياء على روتين يومي، و عملت على اتباع موظفاتها لذات الروتين.

لكن.. منذ أن بعيت الشركة، الأوضاع تغيرت، والذين يجب عليها إجابتهم أصبحوا ذوو نفوذ هائل.

توترت عندما رن الهاتف معلنا أن المتصل كان المشرف المرسل من قبل المجموعة التي اشترت هذه الشركة. أحكمت قبض يدها المجعدة على السماعة قبل أن تجيب. أتاها صوت رجل حياها باحترام ثم سأل، شيء ما لم تستطع لمياء تحديده واضح في صوته: خبريني عن الموظفة طيف سلطان الفياض..

لم تحتج لمياء للبحث في سجلات موظفاتها لمعرفة من كان يقصد. لم تكن هناك سوى طيف واحدة تعمل في قسمها الصغير، وكانت ذات تميز جعلت لمياء تلاحظها من اللحظة التي تقدمت إليها بطلب العمل.

طيف سلطان الفياض، خريجة كيمياء حيوية بامتياز. الموظفة التي فاقت كفاءتها نظيرها في القسم الرئيسي.

كانت طيف شابة هادئة خلوقة، تأتي على الموعد ونادرا ما غابت خلال الثلاث سنوات التي عملت في هذه الشركة. لم يكن فيها شغب وصخب الشابات الذي اعتادت لمياء على توبيخه بمودة.

إذا كان على لمياء اختيار موظفتها المفضلة، فهي دون شك ستختار طيف.

كل ذلك، قالته للمشرف، قلقة متوجسة. سمعت بالإشاعات التي تحاك عن تصفية الموظفين. هل ستبدأ تلك التصفية في القسم النسائي؟

شكرها وأقفل الخط دون توضيح غايته، تاركا لمياء لهواجسها.

مرت على مكتب طيف لتفقد أحوالها، لتراها غارقة في العمل. لا يبدو أنه تم الاتصال بها.. حتى الآن.

نبهها صوت طيف إلى سرحانها: في شي أستاذة لمياء؟

هزت رأسها بابتسامة حاولت أن تكون مطمئنة: لا، لا.. مافي شي. كملي شغلك.

الحقيقة أنه كان الكثير لم تخبر المشرف به، لم يكن من المناسب أو الصحة إخباره. فهي فكرت مرة بتزويج ابنها بطيف لتكتشف أنها كانت، وللأسف، متزوجة. لم يفاجئها ذلك، فزيادة على رزانتها وتفانيها، كانت طيف ذات جمال مبهر.. حتى لو لم تبدو بأنها تهتم بنفسها وتأنقها على الإطلاق. خسارة، بكل صراحة.

تساءلت ما الذي سيقوله لها ذلك المشرف، ذلك المعروف بكونه يد جده اليمنى، مالك السامي..

:

رن هاتف المكتب لترد عليه دون أن يشيح نظرها عن شاشة الكمبيوتر: نعم؟

لا جواب. قطبت طيف حاجبيها باستغراب: لو سمحت وراي شغل، فممكن تعجل؟

لا جواب مرة أخرى. هزت كتفيها وأقفلت الخط. من الممكن أن المتصل قد أخطأ.

:

يا الله.. هي! كانت هي!

لم يسمح نفسه بالأمل وهو يجري الاتصال، ظل متوقعا أن يخيب أمله كما كانت العادة لثمان سنوات طوال.. لكن اليوم حصل تغيير، حصلت معجزة! أفكاره التي كانت تضج في ذهنه تبخرت، ليبقى هو في حالة خدر جنونية إثر سماعه لذات الصوت الذي لاحقه في أعذب ذكرياته و أجمل أحلامه.

(لو سمحت وراي شغل، فممكن تعجل؟)

ثمان سنوات مضت منذ آخر مرة سمع فيها ذلك الصوت، ثمان سنوات ظل يبحث فيها عن صاحبته، وأخيرا، عندما بدأ يفقد الأمل، وجدها!

حتى لو كان صوتها جافا، باردا كالصقيع، لا زال فاتنا ساحرا، ربما أكثر.. تعلق بكل حرف نطقته، حلله وأعاده كشريط في باله وروحه.

فكر كيف كان محظوظا بتوليه إجراءات شراء هذه الشركة بالذات. استغرب في بادئ الأمر عندما كلفه جده بهذه المهمة، لكنه الآن لم يكترث. مجيئه لهذه المدينة، لهذه الشركة، جعله يصادف اسما امتلك كل عرق من عروق قلبه.

ابتسم مالك بذهول أسكره، هامسا لنفسه: أخيرا لقيتك يا طيف..

[انتهى البارت...]



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس