الموضوع: خاوة *مميزة*
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-17, 05:45 PM   #1

أنشودة الندى

نجم روايتي وكاتبةوقاصةوعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء وحكواتي روايتي و شاعرة متألقة ونشيطة في المنتدى الأدبيومدققة بقسم قصر الكتابة الخيالية

alkap ~
 
الصورة الرمزية أنشودة الندى

? العضوٌ??? » 253020
?  التسِجيلٌ » Jul 2012
? مشَارَ?اتْي » 5,644
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أنشودة الندى has a reputation beyond reputeأنشودة الندى has a reputation beyond reputeأنشودة الندى has a reputation beyond reputeأنشودة الندى has a reputation beyond reputeأنشودة الندى has a reputation beyond reputeأنشودة الندى has a reputation beyond reputeأنشودة الندى has a reputation beyond reputeأنشودة الندى has a reputation beyond reputeأنشودة الندى has a reputation beyond reputeأنشودة الندى has a reputation beyond reputeأنشودة الندى has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نبكي على الدُّنيا وما من مَعْشَرٍ***جَمَعَتْهُمُ الدُّنيا فلم يَتفرَّقُوا
افتراضي خاوة *مميزة*





بسم الله الرحمن الرحيم


خاوة





أسند رأسه إلى الجدار وهو يحاول التقاط أنفاسه وكتم صوتها في آنٍ واحد. كان صوت الخطواتِ يُلاحقه ويبحث عنه بإصرار شديد. تباطأت الخطوات ثم تمهّلت مُقتربةً من حيّز وجودهِ الضّيقِ. خطوتان ويُفضح وينالُ ما لا تُحمدُ عُقباه. كوّرَ قبضته. واستعدَّ لمُلاقاة خصمه بلكمةٍ، وإن كانت لا تُجدي أمام الرّشاش، لكنّها غايةُ القدرةِ وأقصى الاستطاعةِ ونقطةٌ لابدَ منها لتختُمَ سطرَ حياته أو حرّيته. كَتَمَ النَّفسَ الأخيرَ الذي حاول التفلّتَ من رئتيه وأنصتَ كذئبِ ليلٍ استشعرتْ غريزتُهُ الخطرَ. ألصقَ جسدَهُ بالأحجار الخشنة خلفه. فدسّتْ رطوبتها في ظهرهِ المُتشنِّجِ. وكأنّها أمٌّ تَرْبُتُ عليه وتطمئنه. ليتها تستطيعُ احتضانَه وابتلاعه ليصير جزءا منها. ليت قلبَه يمتلك رسوخَها وأبديتها. توقفتِ الحركةُ وعمَّ السّكون لوهلةٍ كَسَرَهُ صوتُ مواءِ قطّةٍ مذعورةٍ. سَمِعَ زفرةً خرجتْ من عدوّهِ، قرقعةَ سلاحهِ ثم هَرْشٌ خفيفٌ وهو ينسحبُ إلى حيث ألقت رَحْلَهَا أمُّ قشعَمِ.


ارتخت مفاصلُهُ فهوى جسدُهُ المُتَصلّبِ ليتكوّم على الأرض. وأطلقَ العَنَانَ لأنفاسه لِتَعُبَّ من نسيم القُدسِ المُبارك. عندما تكون المُعجزةُ مُواءَ قِطّةٍ! ابتسم حامدا ربه. كلُّ شيءٍ في القُدسِ مُعجِز!. ها هو هنا. دَخَلَها أخيرا خِلسة "خاوة" رغم أنوفهم. دسّ يده بين أحجارِ الطّريق المرصوفةِ فتعفّرت بمِسْكِ غباره، ثم رفعها إلى أنفهِ وسَحَبَ نَفَسًا قويا ليدخل عميقا في خلاياه. خفق فؤاده مبتهجا. هنا، وضع يده على صدره، ينبض عشقٌ وألمٌ ويتوهجُ شوقٌ وحسرة!.


مدّ رأسه قليلا باحثا عن ظلِ صديقه الذي دَخَلَ معه. أطلقَ صيحةً كنعيقِ بومةِ وانتظرَ رَجْعَ النِّدَاءِ فجاءَه الرَّدُ بصوتِ غرابٍ مبحوحٍ ورأسٍ ممدودٍ من حارةٍ مُقابِلةٍ. شعَّتِ الهَناءَةُ من مُحيَّاهُ ثم نَهَضَ إليهِ قاصِدًا. تلاقتِ الأَكُفُّ في اشتياقٍ وقد أوشكتْ على الفِراقِ، وتعاهدتْ العيون بعزمٍ وإصرارٍ على مواصلة المسير.


ردَّدَتِ الحاراتُ الحجريّةُ العتيقةُ صدى خُطوَاتِهِمَا المُطمئِنَّةِ كأنشودة فجر مَلْأَى بالسَّكِينةِ وسطَّرَتْ بين أخاديدِ وجهِها النَّضِرِ العَريقِ قصةَ مُغامَرتِهِما الأولى إلى جوارِ قصص أُخرياتٍ كُثُرٍ مَرّوا بها. وراقبت حمامة صغيرة ناعسةٌ من عُشِّها ظِلَّين فَتِيّينِ نَشيطَيْنِ قَاصِدَينِ المَسجِدَ الأقصى للصَّلاة بغيرِ تصريحٍ .


انتهى



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-18 الساعة 08:19 PM
أنشودة الندى غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم أرحم أبي برحمتك الواسعة



جديدي:
"خاوة "
رد مع اقتباس