عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-17, 12:40 PM   #10

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة 5: شادية 1974

**الحلقة 5: شادية 1974
بالفعل وفت الجدة بوعدها للصغيرة عقب اجتيازها للمرحلة الثانوية.. بدأت تروى لها ماض ليس لها به حيلة.. وياليتها تعلم تلك الصغيرة ان
كسرتها ستبدأ بمعرفة ماضيها.. فأحيانا كتمان الاسرار حلا لانقاذ الابرياء.. ولكن ذلك مالم يحدث معها..

ليلة عشوراء 1974
فتاة صغيرة فى السادسة عشر تمشى بخطوات سريعة تحمل صينية متراصة عليها أطباق العاشوراء اللذيذة والتى تتفنن أمها الحاجة سعاد فى صنعها, وقد اعتادت توزيعها فى مثل هذا اليوم على الجيران وأهل الحارة.. تساعدها ابنتها الوحيدة والتى جاءتها بعد طول انتظار كمنحة من الخالق لتعوضها عن تلك السنوات الضائعة فى البحث عن علاج.. حيث كان زوجها المرحوم الحاج محمد يعانى من بعض المشاكل التى أخرت الانجاب. ورغم أن تلك الصغيرة لم تذق من حنان ابيها سوى سنوات تمثل تقريبا نصف عمرها الا ان أمها لم تدخر وسعا لتعويض ابنتها عن غياب ابيها، وساعدها فى ذلك تفرغها التام لابنتها فقد ترك لهما الاب منزلا مكون من طابقين مؤجر الدور الارضى كمحلات تغنيهما عن السؤال والخوف من الايام.
شادية قصيرة القامة بيضاء البشرة يشوبها حمرة خفيفة تتوهج مع ضحكاتها وخجلها.. شعرها طويل أسود من الليل الحالك وعيناها سوداء.. باختصار أية فى الجمال
اتجهت شادية سريعا بصينية تحمل عليها أربعة أطباق من العاشورة الى المنزل المقابل لمنزلها لتقدمها لجارها الصيدلى وأسرته، ولكن لحظها العاثر اصطدمت برجل يدلف للخارج وهو على عجلة من أمره، فأفسدت العاشوراء بذلته القيمة فصاح محتدا :مش تفتحى انتى عامية
وقبل ان يكمل توبيخه لتلك المسكينة صدم بجمال عيناها السوداوان، كانتا كليل هربت منه النجوم وهى تعتذر وهى فى قمة الارتباك: أنا أسفة والله مشوفت حضرتك انا مقصدش انا بجد أسفة
ارتخت ملامح وجهة المتصلبة وحاول تهدئتها وعلى ثغرة ابتسامة بسيطة: طب خدى نفسك انتى مش حافظة غير كلمة اسفة
شادية بحرج: أنا أسفة.. طب
قاطعها وهو ينظر اليها متفحصا جسدها: ولا يهمك حصل خير.. انتى اسمك ايه يا شاطرة
شادية بخجل وهى تنظر أرضا: شادية
كامل معترضا: لا لا لا انتى مسمكيش شادية
شادية بدفاع عن نفسها: لا والله ده اسمى
كامل: مينفعش شادية.. انتى اسمك قمر
ابتسمت شادية فى خجل: طب ممكن حضرتك تدينى جاكت البدلة هطلع انضفهولك بسرعة.. بيتى اهوه (واشارت بيدها للمنزل المقابل لهم) حضرتك ممكن تستنانى ع القهوة دى
واشارت بيدها على القهوة المجاورة لمنزلها.. فوافق
أخذت شادية الجاكت وصعدت جريا الى شقتها، فتحت الباب فأتاها صوت والدتها من الداخل: كل ده يا بنتى عند ابو عادل، اكيد قعدتى ترغى مع مقصوف الرقبة الواد عادل
اتجهت شادية الى المطبخ: لا والله يا ماما ده انا مروحتش أصلا
استغربت سعاد: ليه
قصت شادية عليها ماحدث
سعاد بعتاب: يا دى العيبة.. 100 مرة اقولك تبطلى سربعتك دى، طب خدى طبق العشورا ده وانزلى ادميها للاستاذ وتعالى اكون نضفتلك الجاكته، واهو يبقى اعتذار للراجل عن العطلة..
نزلت شادية كعادتها جريا متجهة الى القهوة: يا أستاذ
استغرب كامل من عودتها السريعة، لكن نطق بسرعة بابتسامة جذابة: كامل.. اسمى كامل
" كامل أبو المجد رجل شارف على الاربعين ولكن هيئته الرياضية ألتهمت من عمره على الأقل عشرة أعوام.. أسمر البشرة.. أسود الشعر.. عسلى العينين.. ذو صوت رجولى ولكنه آسر"
شادية تمد يديها بالطبق لتقدمه اليه وهى مبتسمه: اتفضل
كامل: ده ليا؟
شادية: ايوة ده طبق عاشورا عمرك مدقته فى حياتك.. امى بعتتهولك يعنى اعتذار عن غلطى
كامل: هدية مقبولة يا جميل
استأذنت شادية لتحضر له جاكيته، فتابع خطواتها وهو يتنهد: مهرة ومحتاجة خيال..
----------
بمرور الايام توطدت العلاقة بين شادية وكامل، بعد توالى مقابلاتهم صدفة كما يدعى كامل دائما كلما رأها وهى تقضى طلبات المنزل من داخل الحارة وخارجها، حتى شغل بالها وأسر قلبها.. فهو فارس أحلامها مالك الحصان الأبيض الذى ستنعم ببسمة الحياة الى جواره.. أما هو فيراها صغيرة تجدد شبابه وغروره، فهى لم يصل عقلها الى النضوج الكافى ولكن جسدها نضجت مفاتنه سريعا.. وما كان كامل ليتركها قبل ان يتذوق شهد سحرها.. فتنها بكلماتها الساحرة وجذبها بغزله الصريح، فسلب لبها وأحكم السيطرة على عقلها المراهق حتى استطاع نيل اعترافها بسلطانه على قلبها..
على كورنيش النيل تنظر شادية لكامل بحياء وابتسامة جميلة على ثغرها: انا كمان بحبك يا كامل
كامل: أخيرا يا حبيبتى كان نفسى اسمعها من زمان.. مكنتش متخيل انها هتطلع بالجمال ده
شادية وقد ادارت وجهها اتجاه النيل ومازالت مرتبكة خجلة من اعترافها: الله بقى متحرجنيش
كامل بحزن مصطنع وقد تظاهر بالشرود فى النيل: بس يا خسارة.. على قد فرحتى حزنت
شادية: ليه بس
كامل: لانى عارف ان نهاية حبنا قربت
شادية: ليه؟!
كامل بتريث وبنبرة حزينة مليئة بالتنهدات: لأن فرق بينى وبينك اكتر من 20 سنة.. تفتكرى فى عيلة ممكن ترضى بيا.. ممكن اهلك يوافقوا وانتى وحيدتهم ال...........
قاطعته شادية بحماس: لا لا متخفش.. امى عمرها مرفضيتلى طلب.. ولا كسرت بخاطرى نهائى.. هتوافق ان شاء الله صدقنى..
تنهد كامل: ياريت
ثم استدار ليواجهها ويحاوط ذراعيها: بس لو موفقتش هتنفذى اللى اقولك عليه.. ماشى؟
شادية باستسلام وخضوع: حاضر
ضمها كامل لصدره: شاطرة يا شوشو يا حبيبتى.. واوعدك انك هتكونى أسعد واحدة فى الدنيا.. ملكة متوجة.. كل الناس تشاور عليها وتقول دى اللى قدرت تسكن قلب كامل
شادية بسعادة فى احضانه: يا حبيبى يا كامل
----------------------------

يتبع....
فى انتظار نقدكم البناء
وشكرا مقدما
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس