عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-17, 06:14 AM   #2

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول

ما زال الناس هكذا : لهم عدو وصديق ، ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنه كلها ...... الإمام مالك بن أنس.



بعد 12 سنة .....


بيت آل طالب ...

(حق .... يا حق .... أسرعي ... هات الشاي بسرعة!...).... التفتت الأخت الصغرى لحق تقول بقلق وهي تنهي رص الكؤوس على الصينية ... (هيا حق ... أسرعي ... لا تريدين سماع عتابها من جديد) .... حملت الصينية بمرح تقول ببسمة بلهاء (ستصيح على قليلا ثم تهدأ بعدها ... لا مشكلة) .... ابتسمت أختها بتأثر من طيبتها الساذجة وحملت طبق الضيافة تتبعها بروية كي لا يظهر عرجها، فقد أصيبت بكسر في صغرها وكالعادة ثم إهمالها الى أن شفي على عٍوجه وترك لها ندبة لا تنسى. وضعتا الضيافة على المائدة واتخذت كل منهما مقعدا.
تحدثت الحاجة ميمونة زوجة والد حق ووالدة أختها الصغرى رواح وهي تقدم كأس الشاي لضيفتها ... (تفضلي حاجة نعيمة .... شرفتنا بزيارتك...) ... تناولت منها الكأس باسمة حتى ظهرت سنها الذهبية و هي تتأمل الأختين بشفقة مزعومة .... (شكرا لك ... عسى الله أن ينعم على ابنتيك بزوجين صالحين ...) ... زمت الحاجة ميمونة شفتيها بغل، تدرأ به حرجها فهي على علم بسخرية النساء من خلفتها الوحيدة مع أنها و ربيبتها قد أغدق الله عليهما بجمال يخصهما، لكن ينقص بعاهة كل منهما.... (آمين .... تفضلي خذي الحلوى ...) ... لم يكتف لسانها ببعض الثرثرة وهي تضيف بمكر ... (ابنتي نجوى جاءها خطاب للمرة الثالثة ... هداها الله ترفض في كل مرة ... تتحجج بالدراسة) .... كظمت غيظها ترد من بين أسنانها .. (سامحك الله يا حاجة نعيمة ... الفتاة لاتزال صغيرة .... إنها من عمر ابنتي رواح ...) .... (وما المشكلة! أنا تزوجت في سن أصغر ... على العموم هي سنة واحدة وينهين الثانوية ... و الفتاة ليس لها سوى بيتها و زوجها ...)... لم يبدو على حق أنها متابعة لما يقال تركز على الأخبار المعروضة على شاشة التلفاز بعكس رواح التي تتقطع دواخلها بسكاكين الخزي و الخجل، فهي تعتبر نفسها أقل من الفتيات إن كن من مثل سنها أو غيره. أردفت الحاجة نعيمة مستمتعة بنظرة الانكسار في عينين الأم التي جُل أمنياتها تكمن في سترٍ لابنتها، فسبحان من هو أدرى بالسرائر إذ أن الأخيرة لا تعلم عن امتلاكها لسلطة على من سلمتها أحشائها لتعيت فيها فسادا، فحجب عنها الغيظ و الحسد مأرب الحاجة نعيمة الظاهر من جملتها التالية والتي نطقتها بتلقائية أتقنتها ... (و الله يا حاجة ميمونة ... لم يواسي غضبي من رفضها للمتقدمين سوى أملي أن تكون من نصيب هذا البيت...) ... أسرعت الغافلة بالجواب مجاملة و طمعا يشبه طمعها، فهي الأخرى لديها شاب من عمر ياسين ... ( يكون الشرف من نصيبنا إن حدث و تناسبنا عزيزتي ... هدى الله ياسين ليقرر الزواج أخيرا .... لا أعلم ما يؤخره ... كلما فاتحه والده وعده بالتفكير في الأمر .... لكن لا جدية في حديثه ...) ... هزت الحاجة نعيمة رأسها بإهمال مزعوم .... (جميع شباب المدينة على شاكلته وابني أيضا نفس الجواب ... عسى أن يكون زواج ابن آل عيسى فاتحة خير للبقية ...) ... مططت الحاجة ميمونة شفتيها بتهكم ترد ... (من أين سيأتي الحظ؟ إنه زواج مصالح عزيزتي .... فواحد منهما مجبر على التنازل للآخر عن المقعد في البرلمان ... لذا كان النسب القرار الأنسب للاندماج ... ) ... ( و ماذا في الأمر يا حاجة؟... فهما أنسب لبعضهما البعض و تبقى المدينة على وحدتها ...) ثم تنهدت تردف ... ( عسى الله أن يوفقهم ...) ... حل الصمت عليهن فالتفتت الحاجة نعيمة ترمق حق بنظرات حانقة، فتلك الفتاة فريدة من نوعها وكأنها ليست من بني كوكب الأرض، لا يهمها حديث ولا مواضيع، لا زواج ولا طلاق ولا كأن الناس بحياتهم في مجال فكرها و لا اهتمامها ... وما فاجأها حقا أن العديد من شباب المدينة قد أرادها، إلا أن لأمهاتهم رأي آخر، فالجميع في المدينة يعتبرها بلهاء بسبب صفات عديدة تُعتبر شاذة في زماننا هذا و يظنون أنه نوع من الإعاقة الدهنية ورثتها عن والدتها التي سُميت باسمها. حركت لسانها من غلها تقصد حق ...(وأنت يا حق ماذا تدرسين؟ ...) ... التفتت إليها حق ترد بصدق و كأنها جُبلت عليه ...( السنة الثانية و الأخيرة في المعهد، تخصص تسير إداري ..) ... ضمت شفتيها إلى الأمام متشدقه ... ( و ما في المدينة غير ذلك المعهد؟....) ...عقبت حق باسمة بسرور حقيقي ... ( الوضع سيتغير يا خالة ... سيفتتحون جامعة السنة القادمة بإذن الله ...) ... قطبت الحاجة نعيمة ترد بضجر (و لمَ أنت سعيدة لهذه الدرجة؟ .... لا أظنك ستتمكنين من ولوجها ....) ثم تابعت بتشدق مغيظ ... ( ابنتي نجوى لم يسعدها الخبر ... كانت تأمل في الالتحاق بالجامعة الكبرى في العاصمة .... لا أعلم ما يعجبها في الغربة عن أهلها رغم أنها ستعيش مع شقيقتي هناك بيد أنها ستبقى بعيدة عني ...) ضحكت حق تعلق بسذاجة ...( ابن آل عيسى.)... (ماذا؟!) صاحت الحاجة باستنكار، فتلبكت رواح بفزع وقامت حق تهم بالانسحاب حين لمحت وجه أختها المحمر رعبا لكن هيهات! ففضول النساء ليس له دواء، أمسكتها الحاجة نعيمة بكلتا يديها تنطق بخطورة تشع من مقلتيها الحادتين .. (ما علاقة ابنتي بعائلة آل عيسى؟ ) أسدلت رواح جفنيها بأسف يائس لأن أختها تكمن بلاهتها في صدقها اللامتناهي ولم يتأخر الجواب و مقلتيها تبعث بنظرات اعتذار لرواح لقلة حيلتها، فهي و بالرغم من سذاجتها تعرف جيدا حين يصيب صدقها أو كما يقولون بلاهتها، شخصا بضر ما كأختها المرتجفة حالا ....( الحقيقة أن ن...نج...)... (تحدثي يا فتاة هيا!...) ... حثتها بحدة فانتفضت تهتف بخوف قبل أن تنسحب هاربة ... (هي معجبة بابن آل عيسى الأصغر ....) .... همست الحاجة نعيمة لنفسها بعدم تصديق ... ( عيسى ....كيف؟ ..).... التفتت الى الجامدتين مكانهما كصنمين لا تعلمان كيفية التصرف، فنتشت حقيبة يدها مهرولة بعد ما ألقت سلاما ساهم، لترد عليها الحاجة ميمونة ببسمة لم ترها الأخرى (لمَ العجلة يا حاجة؟ ... عودي بسرعة لزيارتنا ... رافقتك السلامة ...) ....تنهدت رواح بقلق تهتف ... (يا إلهي ارحمني! .... ما هذه المصيبة؟ ...) ... حملت والدتها الصينية قائلة بتفكه ... ( وماذا في الأمر؟ ....إنها أختك البلهاء ... ) ....نظرت إليها رواح بصدمة لأول مرة تتلقى منها ردة فعل مشابهة حين يتعلق الأمر بحق، فهي عادة تقيم الدنيا ولا تُقعدها، كما تُحملها ذنب الحادث الذي كُسرت فيها رجلها، تعيد على مسامعهم جملتها المشهورة ’’ لولا بلاهتها لما سهت عن أختها لتقع من على الدرج’’..... سرعان ما عاد فكرها الى ما يخص نجوى، فوضعت كفها على قلبها المسرع كأرنب مذعور تهمس ...( آه يا حق ... فتحت علي أبواب جهنم ...)....
يتبع ......



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 26-12-20 الساعة 05:54 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس