عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-17, 02:49 PM   #2

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 المقدمة


المقدمة



لم يكن الأمر هيناً على الإطلاق ، لكنه كان مضطراً إلى فعل هذا ، ولما لا ؟ فهي فلذة كبده ، ولم ينجب سواها.
أراد أن يضمن لها مستقبلها ، فكتب لها جزءاً من ميراثه الغير معلوم. لكنه حقها الضائع ، وحقه المسلوب.

احتفظ " ريـــــاض " بذلك في وصية غير معروفة ، ولم يخبر بها أحداً حتى زوجته ، فإن نفذ أمره ووجبت ساعته ، استراح قلبه لوجود ما يعينها على متاعب الحياة.


جثت على ركبتيها أمام فراشه ، فقدميها لم تقوَ على حملها بعد ما أصابه وخارت قواه وأصبح عاجزاً. لمعت عيناها البنيتين بالعبرات ، ظلت تشهق محاولة السيطرة على تهدج أنفاسها. شحب وجهها القمحي اللون من رؤيته هكذا.

مسحت أنفها بطرف سبابتها ، وأبعدت خصلات شعرها المموجة - والملتصقة بجبينها المتعرق - للخلف ، ثم أمسكت بكف والدها المرتعش بين راحتيها ، وألصقت صدغها به. وبصوت منتحب همست :
-ماتسبناش يا بابا ، لينا مين غيرك

رد عليها بصوت خفيض متعب للغاية :
-ربنا موجود يا " أَسِيف " !

رفعت أعينها الباكية لتتطلع إلى وجهه الحاني ، رأت ما رفضت تصديقه في نظراته الخاوية ، هو على مشارف الموت.
انقبض قلبها بشدة ، وتوترت أعصابها أكثر ، نهج صدرها علواً وهبوطاً وهتفت متوسلة صوت متلعثم :
-أنا محتاجاك جمبي ، وماما .. مـ.. ماما آآ...

قاطعهاً قائلاً بهدوء رزين :
-متخافيش يا بنتي ،ربنا مابينساش حد ، وأنا عملت اللي أقدر عليه عشانك انتي وأمك !

انتفضت في مكانها فزعت حينما شعرت بيدٍ توضع على كتفها ، فاستدارت برأسها للخلف لتجد ابن خالة والدتها " الحاج فتحي " يقف ورائها ويردد بجدية :
-سبيه يرتاح يا أسيف وروحي شوفي أمك

نهضت عن مكانها ، وأرخت أحد كفيها عن أبيها ، ثم مسحت باليد الأخرى عبراتها ، وردت عليه معترضة :
-بس أنا عاوزة أفضل جمبه !

هتف الحاج فتحي قائلاً بصرامة :
-الدكتور قال خلوه يرتاح ، وانتي بكده بتتعبيه !روحي عند أمك دلوقتي ، وأنا هافضل جمبه

التفتت ناحية أبيها مجدداً ، ورمقته بنظرات حزينة ، ثم ردت باستسلام :
-شوية ورجعالك يا بابا !

ظلت أنظارها معلقة به وهي تتحرك بخطوات بطيئة إلى خــارج الغرفة.
راقبها الحاج فتحي حتى ابتعد تماماً ، فسحب المقعد وجلس إلى جوار " ريـــاض " ونظر له مطولاً قبل أن يستطرد حديثه قائلاً بجدية :
-حاج رياض ، أنا مش عارف أقولك ايه ، بس محصول السنادي آآ...

قاطعه رياض قائلاً بصوت منهك وهو يشير بكفه المجعد :
-من غير ما تكمل ، أنا عارف وحاسس !

تابع الحاج فتحي قائلاً بهدوء جاد :
-أنا عملت اللي عليا ، وحاولت أعالجه بس زي ما انت عارف يا رياض يا خويا مافيش أنفار كفاية يشتغلوا في الأرض ، والموجود مش بيسد !

تنهد رياض مردداً بصوت مرهق للغاية :
-الحمدلله على كل حال

مال عليه بجسده ليضيف بصوت خافت يحمل الأسف :
-أنا مقدرتش أقول الكلام ده قصاد بنتك !

هز رأسه بخفة مجيباً عليه :
-خير ما عملت ، هي مش ناقصة ، كفاية اللي هي فيه !

سعل بعدها بشدة ، فقد أجهده كثرة الحديث والتفكير. هب الحاج فتحي واقفاً ، والتقط كوب الماء الزجاجي الموضوع على الكومود المجاور للفراش ، وناوله إياه قائلاً بقلق :
-خد اشرب يا حاج رياض ، وبالاها الكلام دلوقتي !

أمسك الكوب بأصابع مرتجفة ، وتناول منه بضعة رشفات ، ثم أراح ظهره للخلف ..
أعاد الحاج فتحي وضع الكوب في مكانه ، وأردف قائلاً :
-هاسيبك ترتاح ياخويا ، وهاعدي عليك تاني ، وإن شاء الله ربنا يسمعنا أخبار كويسة

رد عليه ممتناً :
-متشكر يا حاج فتحي !

عاتبه قائلاً بإبتسامة باهتة :
-هو في شكر بينا يا حاج ؟ ده احنا عيلة واحدة !
-كتر خيرك ، ده العشم بردك !

....................................


تربصت أنظارهم الحادة بتلك البوابة الحديدية الخاصة بمدرسة البنات ، هم قد جاءوا لتنفيذ مهمة محددة ، ولن يتراجعوا عنها ، فالمشاجرات بينهما قد بلغت أوجها ، والمضاربات العنيفة قد وصلت إلى ذروتها ، ولم يبقَ إلا إذلالهم عمداً عن طريق مدللتهم الصغيرة.
تبادل أحدهم نظرات ذات مغزى مع رفيقه ، في حين لكز الثاني ذلك الجالس في مقعد السائق في كتفه ، وهتف قائلاً من بين أسنانه :
-البت هاتخرج ، خليك جاهز

رد عليه السائق بجمود :
-ماشي ، أنا دايس على البنزين !

حدق ثلاثتهم في البوابة التي فتحت على مصرعيها لتنطلق منها الفتيات الصغيرات الملتحقات بالمدرسة الابتدائية للخـــارج ..
صاح الرجل الأول فجــأة :
-الباب اتفتح !

رد عليه زميله الثاني بحدة آمرة :
-انزل ، هاتها بسرعة !

وبالفعل ترجل أحدهم من السيارة ، وســـار ببطء ناحية جمع الصغيرات الواقف أمام البوابة ، وعيناه مسلطة على إحداهن فقط.
تلك الصغيرة ذات البشرة البيضاء والجدائل السوداء التي تزين رأسها.

-أروى
صاح باسمها سائقها الذي اعتاد إيصالها لمدرستها يومياً قبل بدء يومها به وبعد مواعيد الانصراف ، فالتفتت للجانب لتلوح له بيدها وعلى ثغرها ابتسامة عريضة.
تحركت نحوه بخطوات رشيقة ، وقبل أن تصل إليه شعرت بأن قدميها لا تلامسان الأرضية الصلبة ، وذراعاً غليظة تطوقها من خصرها. نعم حملها أحدهم وركض بها مسرعاً في الاتجاه العكسي ..
استغرقها الأمر لحظات لتستوعب ما يدور ، وفجأة صرخت بهلع كبير مستغيثة بمن حولها :
-مــــاما ، ماما !!

انتبه سائقها لما حدث لها ، وترجل مذعوراً من السيارة ، وحاول الركض خلف خاطفها للحاق بها.

كانت السيارة الأخرى في انتظار الخاطف الذي اندس بداخلها صارخاً بإنفعال :
-اطلع بسرعة من هنا !

واصلت الصغيرة " أروى " صراخها المهتاج قائلة بفزع :
-بابا .. بــــابا ! ماما ، الحقوني !

كمم الخاطف فمها قائلاً بتجهم وقد تحولت نظراته للشراسة :
-بس يا بت ! وأنت انجز وطير من هنا !

رد عليه السائق بجدية محاولاً الفرار من المكان :
-أديني بأذوغ من ابن الـ ..... ده قبل ما يمسكنا !!!

ونجح بالفعل في هذا .. وتمكن من التملص من السائق قبل أن يمسك بهم.
فقد عجز الأخير عن الوصول إليها نتيجة تعثر قدميه والتفاف ساقه حول الأخرى ، فانكب على وجهه ، وارتطمت رأسه بالأسفلت الصلب.

آه لو علم الحاج " طــــه حرب " بما صار مع مدللته الصغيرة لأقـــام الدنيا وأقعدها حتى يأتي بقطعة فؤاده الغالية إلى أحضانه.
وماذا عن أخويها الكبيرين ؟
كلاهما لن يصمتا إن عرفا بخطف أختهما الوحيدة. بل الأحرى أن نقول أن حرباً ضروساً ستندلع فوراً بمجرد إخبارهما بتلك الكارثة .......................
........................................




منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس