عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-17, 04:19 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1- الطريدة والصياد
راح غويدو كالفاني يذرع مجدداً الممر الطويل للمستشفى ، محاولاً عدم التفكير بعمه المستلقي خلف الباب المقفل طريح الفراش.
توقف قليلاً قرب النافذة المشرفة على مدينة البندقية وأخذ يتأمل السطوح الحمراء والجسور الصغيرة والمياه اللامعة التي تشق طريقها عبر المدينة الصغيرة متجهة نحو قصر "كالفاني" الذي تملكه الاسرة منذ قرون... من الممكن جداً ان يرث الليلة لقب " كونت"... وراعته الفكرة، مع انه من الرجال الذين يواجهون الحياة بتفاؤل وكان ذلك ينعكس جلياً على مظهره وابتسامته التي لم تفارقه يوم خلال سنواته الاثنتين والثلاثين. كان غويدو رجلاً غنياً، وسيماً، حراً وودوداً، ويحب عمه ، لكنه كذلك يحب حريته، وخلال بضع ساعات قد يخسر الاثنين معاً.
استدار بسرعة عندما ظهر رجلان في الاسفل وقال :" شكرا لله!"
واحتضن أخاه ليو الذي بادله العناق، بينما اكتفى يالتربيت على كتف ابن عمه ماركو.
سأل ماركو متصلباً:" كيف حال العم فرانسيسكو؟"
رد غويدو:" سيئة جداً كما اعتقد. لقد اتصلت بكما ليلة أمس لانه بدأ يشعر بألم في صدره ولكنه لم يشأ رؤية الطبيب. لكنه هذا الصباح انهار من شدة الالم ، فأرسلت في طلب سيارة اسعاف. ونحن هنا منذ ذلك الوقت.. ولايزالون يجرون له الفحوصات."
قال ليو:" لايمكن ان تكون هذه نوبة قلبية. اذ لم يحدث له هذا من قبل.. والحياة التي عاشها.."
---------------------------------
رد غويدو:" النساء!"
اكمل ليو:"وثلاثة قوراب سريعة."
-النساء!
-التزلج على الماء!
-تسلق الجبال!
وتكلم الثلاثة معا:"النساء!"
تناهى وقع اقدام الى مسامعهم فصمتوا جميعاً وظهرت ليزابيتا، مدبرة منزل الكونت، وكانها فأل الشؤم، كانت نحيلة وكبيرة في السن، حيوها باحترام اكثر مما أظهروه يوماً لعمهم. فهذه المخلوقة المتجهمة هي القوة المثيرةفي قصر " كالفاني"
ردت عليهم بإيماءة من رأسها، جمعت فيها الاحترام لمركزهم الاستقراطي والاحتقار لجنس الرجال، ثم جلست واخرجت تطريزها.
قال غويدو لها بلطف:" اخشى الايكون هناك اي اخبار بعد".
ورفع رأسه عندما انفتح باب الغرفة وظهر الطبيب المسن الذي كان صديقاً للكونت منذ سنوات . تعبير وجهه المتهجم لايعني سوى شيء واحد... وغاصت قلوبهم.
قال الطبيب:" اخرجوا هذا السخيف العجوز من هنا.... وتوقفوا عن اضاعة وقتي."
احتج غويدو:" ولكن .... النوبة القلبية...؟"
-نوبة قلبية...! هذا سوء هضم! ليز ، ماكان يجب ان تتركيه يأكل القريدس مع الزبدة.
حدقت ليزا به، وردت بحدة:" وكأنه يصغي اليّ"
سأل غويدو:"هل نستطيع رؤيته الآن؟"
كان الكونت فرانسيسكو في شبابه معروفاً بأسد البندقية. والآن وهو في السبعينات لم يتغير كثيراً.
دخل الشبان الثلاثة الى غرفة عمهم ووفقوا ينظرون اليه بقلق. كان جالساً في السرير، وشعره الابيض يحيط بوجهه، وعيناه الزرقاوان تلمعان.
قال بصوت عميق:" ارعبتكم... أليس كذلك؟"
قال ماركو:"مايكفي لاتي من روما ويأتي ليو من توسكانيا... وكل هذا لانك تحشو نفسك."
عبس فرانسيسكو:" لاتتكلم مع رأس العائلة هكذا. وليكن لومك للويزا، فطعامها لايقاوم."
-ليس عليك التهامه كولد نهم.
واضح ان ماركو لم يكن يخاف الكلام مع رأس العائلة، فأكمل:
"عمي... متى ستلاحظ انك كبرت في السن؟"
كشر فرانسيسكو عن اسنانه قائلاً:"لم ابلغ الثانية السبعين، وانا اتصرف على اساس عمري!"
واشار الى ماركو:" حين تصبح في الثانية والسبعين ستكون عوداً جافاً من دون قلب."
هز ماركو كتفيه بعدم اكتراث.
واشار الهجوز الى ليو:" وحين تصبح انت في الثانية والسبعين.. ستكون مثل اليقطينة الريفية اكثر مما انت عليه الآن."
سأل غويدو:" وانا.. ماذا سأكون في الثانية والسبعين؟"
-لن تصل الى هذا السن ... فزوج غاضب سيقتلك قبل هذا بكثير
ابتسم غويدو:" انت تعرف اكثر مني عن الازواج الغاضبين، عمي لقد سمعت انك منذ مدة قصير..."
-اذهبوا جميعاً.. ستأخذني ليزا الى البيت.
ما ان خرجوا من المبنى حتى استندوا الى الجدار الحجري وتنفسوا الصعداء.
قال غويدو:" احتاج الى شيء اشربه."
---------------------------------
واتجه الى مقهى قرب الماء، ولحق به الاخرآن، وجلسوا جميعاً حول طاولة تحت الشمس.
بما ان غويدو يعيش في البندقية، وليو في توسكانيا، وماركو في روما، فقد كانت لقاءاتهم نادرة جداً. فاستغلوا هذه الفرصة للتكلم عن اخبارهم. كان ليو ممتلئ الجسم. وكما قال عمه ، كان رجلاً ريفياً،نحيل الجسم، قوي البنية، ولم يكن رجلاً ماكراً..
اما ماركو فيعيش في عالم من المال، وكان يبدو لابني عمه الاسعد بينهم، كان يعيش ببذخ ولايشتري سوى الافضل. في حين ان طبيعة غويدو المتقلبة مخلوقة لحياة مزدوجة. صحيح انه يسكن في القصر، لكن لديه كذلك شقة سرية يذهب ويأتي منها على هواه.. وكان يتمتع بعناد حاد يخفيه وراء قناع البشاشة وحسن المعشر. شعره الاسود كان طويلاً قليلاً، يلتف حول رقبته بشيء من الفوضى، فبدأ اصغر سناً.
وبعد صمت دام طويلاً، قال غويدو واخيراً:" لا استطيع تحمل هذا سوف يقضي عليّ".
سأل ماركو:" عم تتكلم؟"
ابتسم ليو:" لا تأبه له.. رجل حرم لتوه لابد ان يكون مرتبكاً".
قال غويدو :" هذا صحيح .. اسخر مني ! كان يجب ان تكون انت في هذه الورطة."
كان ليو شقيقه الاكبر. ولكن بلعبة من القدر اصبح غويدو الوريث. فقد تزوج والدهما ، برتراندو، من ارملة تبين ان زوجها الاول لايزال حياً. لكنها ماتت وهي تلد ليو، تاركة ابنها هذا غير قانوني في نظر القانون. وبعد سنتين، تزوج برتراندو مرة اخرى، وانجبت له زوجته الثانية غويدو.. فكان الوريث الوحيد للقب.
لكنه كان يكره الفكرة، لانها ستأسره. كان يتشوق لمعجزة تعيد لليو حقوقه.... ولكن ليو لايريد تلك الحقوق.. فالارض وحدها تهمه، وانتاج العنب والقمح والزيتون وتربية المواشي، والابقار والجياد وتأصيلها..
كان لايهتم باللقب اكثر مما يهتم به غويدو.
الخلاف الوحيد بينهما نشب حين حاول غديدو اغراء اخيه باجراءات قانونية تعيد اليه حقوقه، واضطر ماركو لايقاف شجارهما، الا انه كان يتسلى بغيظهما.
فقال بمكر :" سيحدث هذا يوماً ... الكونت غديدو،أب لعشرة ابناء ، في منتصف العمر وزوجة تناسبه."
فاستشاط غويدو غيظاً.
هدأه ماركو:" كنت امزح".
-ليس هذا مضحكاً.. ليس مضحكاً ابداً.
* * *
لم يكن منزل روسكو هاريسون في لندن يشبه القصر ، لكن المال الذي انفق عليه لابد يبني قصراً مثل قصر كالفاني. الفرق كان انه رجل عديم الذوق، يؤمن بالعرض، وقوة المال، وكان يظهر هذا عليه.
كان يقول للشابة الشقراء، الجالسة في مكتبة في مؤخرة المنزل:" انا اشتري الافضل فقط، ولهذا انا اشتريتك".
قالت دولسي ببرود:" انت لن تشتريني ياسيد هاريسون. انت تستخدم مؤهلاتي كتحرية خاصة، وهناك فرق كبير."
-حسن جداً ، مواهبك ستكفيني، القي نظرة على هذه.
ورمى لها صورة تظهر ابنته ، جيني هاريسون، بشعرها الاسود المنسدل حول كتفيها تحت اشعة شمس البندقية، وهي تصغي بمحبة الى صاحب غندول شاب يعزف على الماندولين، بينما كان ينظر اليهما صاحب غندول آخر.
-هذا هو الشخص الذي يظن انه سيتزوج جيني من اجل ثروتها.
واشار الى عازف الماندولين بإصبعه:" لقد قال لها انه ليس صاحب غندول حقاً، بل وريت كونت كالفاني، او ماشابه.. لكنني اقول ان هذه كذبة كبيرة."
------------------------------
وصمت قليلاً ثم اكمل:" انا لست غير منطقي.. فلو كان حقاً من النبلاء، لاختلف الامر فلقبه ومالي يفيان بالغرض. اريدك ان تذهبي الى البندقية وتتحققي مما يجري.. وحين تثبتين انه استقراطياً..."
تمتمت دولسي:" ربما هو ارستقراطي"
رد ساخراً:" عملك ان تبرهني انه ليس كذلك."
اجفلت دولسي:" لا استطيع ان ابرهن انه ليس هكذا لو كان نبيلاً بالفعل."
-حسن جداً.. هذا ما ستفعلينه . فانت الافضل.. انت اللايدي دولسي مادوكس.. اليس كذلك؟"
-في حياتي الخاصة اجل. لكن حين اعمل، انا ببساطة دولسي مادوكس التحرية الخاصة.
وعرفت ان روسكو لم يعجبه قولها. فهو متأثر بلقبها وعلاقاتها، وحين ابعدتهما ، احس انه مغشوش.
في الليلة السابقة، دعاها الى العشاء لتلقي بابنته جيني ، وسحرت دولسي بنضارة الشابة الصغيرة وسذاجتها. وكان من السهل ان تصدق انها تحتاج الى الحماية من صائد الثروات.
وعاد روسكو الى نقمته:" اريدك لانك الافضل. انت من النبلاء، وتتصرفين مثلهم.. لكن ليس ملابسك ، لانها.."
اكملت عنه :" رخيصة."
قال روسكو محاولاً تلطيف الكلام:" لكنك تبدين نبيلة بحد ذاتك ويمكن ان تعرفي الاستقراطي لانهم طوال القامة ونحيلي الجسم . وهذا على الارجح، يأتي من تناولهم الطعام الملائم بينما يضطر الفلاحون الى الاكتفاء بأي شيء."
قالت دولسي:" ربما. لكن وضعي مختلف، فأنا فقيرة معدمة. ولهذا انا اعمل كمتحرية خاصة."
-اذن ستحتاجين الى الثياب الجديدة. لدي حساب مفتوح في محلات"قيلزهام". سأتصل بهم ليزودوك بما يلزم . فحين تصلين الى فندق "فيتوريو"يجب ان تكوني مستعدة للدور.
-فيتوريو؟
وتطلعت بسرعة الى خارج النافذه، كي لايعرف ان لهذا الفندق بشكل خاص معنى مميزاً لها. فمنذ اسابيع فقط كانت تخطط لقضاء شهر عسلها في ذلك الفندق مع رجل اقسم لها بالحب الابدي.
لكن هذا اصبح من الماضي. لقد اختفى الحب فجأة. وكان من الممكن ان تتخلى عن اي شيء لتتجنب فيتورير.. لكن لامجال لهذا.
قال روسكو:" انه اكثر فنادق البندقية اهمية.. لذا اشتري الثياب، ثم اذهبي الى هناك بسرعة.. سافري بالطائرة على الدرجة الاولى، ولا تقربي الرحلات الاقتصادية الرخيصة، في حال سأل عنك".
-اتعني انه قد يوظف تحرياً خاصاً كذلك؟
-لا اعرف.. بعض الناس مخادعون بما يكفي ليقوموا باي شيء.
وحافظت دولسي على صمتها، وهو يعطيها شيكاً للمصاريف.
-جدي صاحب الغندول، واجعليه يعتقد انك غارقة في المال.. وسيحاول التقرب اليك. وحين يعلق بالطعم دعيني اعرف. سأرسل جيني الى هناك وسنرى اي نوع من الرجال هو حقاً. ولن تصدق، لكن العالم ملئ بالغبياء الباحثين عن فتاة ثرية.
تمتمت دولسي:" اجل . هذا صحيح."
* * *
ليلة عودة الكونت فرانسيسكو، كان العشاء في القصر رسمياً . وجلس الرجال الاربعة حول المائدة، بينما اخذت الخادمة تقدم الطبق تلو الآخر.
بالنسبة للكونت ولماركو ، وكان هذا امراً طبيعياً، لكن الاثنين الاخرين وجدا الجو خانقاً ، وابتهجا حين انتهت وجبة الطعام.
واذا هما يتحضران للفرار ، اشار الكونت لغويدو ان ينضم اليه في مكتبه.
-----------------------------------
نادى ماركو من عند الباب الامامي:" سنكون في مقهى " لويجي".
وتوسل غويدو وهو يلحق بعمه:" الايمكن لهذا ان ينتظر؟"
عبس فرانسيسكو:" لا .. هناك اشياء يجب ان تقال، ولن أزعج نفسي بالسؤال عما اذا كانت القصص التي سمعتها عنك صحيحة".
وافق غويدو مبتسماً:" ربما تكون صحيحة".
-حان الوقت لتتوقف ، بعد كل الجهد الذي بذلته لتقابل كل امرأة في المجتمع.
-اشعر بالتوتر مع نساء المجتمع، كلهن يسعين وراء شيء واحد
-ماهو؟
-لقبي المستقبلي . فنظرهن مثبت على مقام كالفاني الرفيع.
-اذا كنت تعني انهن مستعدات للتغاضي عن اسلوب حياتك المخزي ..
-انا لا اريد امرأة تتغاضى عن حياتي "المخزية" . ستكون الحياة اكثر مرحاً لو كانت مستعدة للانضمام إلي.
وعد فرانسيسكو:" اليس من المفترض ان يكون الزواج مجرد مرح".
-وهذا ما انا خائف منه.
- لقد آن لك ان تتصرف كرجل من الطبقة المميزة بدلاً من قضاء وقتك مع عائلة لوتشي والعبث في الغندول.. اسرة لوتشي اناس يعملون بجهد، ولكن حياتهم تسير في طريق ، وانت في آخر..
في لمح البصر ، فقد وجه غويدو مرحه، واشتد قسوة:" اسرة لوتشي هم اصدقائي.. وستسدي لي خدمة لو تذكرت هذا!"
-يمكنكم ان تبقوا اصدقاء.. لكنك لاتستطيع ان تعيش حياة فيدي . ربما ما كان يجب ان ادعك تراهم كثيراً.
قال غويدو بهدوء:" انت لم تدعني، ولم اطلب اذناً منك، ولن اطلب. عمي، انا اكن لك كل الاحترام ، لكنني لن اسمح لك ان تدير حياتي."
حين كان غويدو يتكلم بمثل هذه اللهجة ، كان المرح يفارق وجهه، ويشعر حتى الكونت بالقلق. ولقد رأى هذا الان، وصمت . وعلى الفور ندوم غويدو. وقال بلطف:" لاضرر في هذا .. انا فقط احب التجذيف.."
قال الكونت ساخراً:" الامر لايتعلق بالتجذيف فقط.. فقد سمعت انك تغني للسواح وتقف معهم لالتقاط الصور."
واخرج الكونت صورة تظهر غويدو في لباس سائق الغندول يغني لفتاة جميلة سوداء الشعر، بينما يجلس خلفهما سائق اخر.
وصاح بصوت اجش :" ابن اخي ... كونت كالفاني المستقبلي... يتصور بقبعة من القش."
وافق غويدو:" انها غير مشرفة.. وانا الطخ اسم العائلة.. ويجب عليك الزواج بسرعة ، وانجاب صبي ، وحرماني.. وتقول الشائعات انك مازلت نشيطاً كما انت دائماً .. لذا لن يكون.."
- اخرج من هنا اذا كنت تعرف صالحك!
وهرب غويدو بارتياح متسللاً عبر الشوارع الصغيرة المظلمة . وعندما وصل الى النهر ، كان الفتى صاحب الوجه الطفولي الذي في الصورة واقفاً يغني بصوت جميل مرتفع تناهى الى غويدو عبر الماء.. ومع انتهاء الاغنية تعالى التصفيق، واتجهت القوارب الى مرساها.
انتظر غويدو الى ان ساعد صديقه، فريدريكو لوتشي، وآخر راكب لينزل قبل ان يناديه.
-هاي انت .. فيدي . لو سمعتك الفتاة الانكليزية تغني هكذا للحقت بك حتى اقاصي الارض.
وتأوه فيدي ، فاكمل غويدو يسأل:" ما الامر؟ الم تعد تحبك؟"
-جيني تحبني .. ولكن والدها قد يقتلني قبل ان يسمح لنا بالزواج ..انه يعتقد انني اسعى وراء مالها فقط لكن هذا غير صحيح ، لانني احبها .. يوم التقيت بها ، الم تعتقد انها رائعة؟"
------------------------------
قال غويدو بدبلوماسية تخفي رأيه بأن جيني دمية جميلة ينقصها الروح في شخصيتها :" رائعة."
هو يفضل امرأة تستطيع ان تكون تحدياً له ، وتقوده في دوامه، وتعطيه افضل ماتستطيع. لكنه الطف من ان يقول هذا، بل قال بحرارة:" انت تعرف انني سأساعدك باي طريقة ممكنة".
قال فيدي:"لقد سبق وساعدتنا كثيراً، وتركتنا نلتقي في شقتك، وناوبت عني في عمل الغندول..."
-هذا لاشيء... فأنا استمتع به، ودعني اعرف متى تريدني ان افعل هذا ثانية.
-لقد عادت جيني الى انكلترا. وتقول انها ستقنع ولدها لكنني اخشى الاتعود.
-اذا كان الحب حقيقياً ، ستعود.
صاح فيدي ضاحكاً:" وماذا تعرف انت عن الحب الحقيقي؟ بالنسبة لك انه موجود اليوم وغداً يرحل، واذا ذكرت احداهن الزواج ، تذهب لتختبئ."
وبدا على غويدو الانزعاج:" اصمت! لعمي آذان في كل مكان.. والآن تعال، دعنا ننضم الى ليو وماركو في مقهى لويجي، حيث تنعم بالسلام".
بعد يومين، توجهت دولسي الى البندقية لتحط في مطار" ماركو بولو" حيث انتظرت ،في هالة من العظمة، بينما كانت حقائبها توضع في مركب سريع خاص بفندق فيتوريو.
كانت شمس حزيران مرتفعه في السماء، واشعتها تنعكس لامعه فوق الماء، ومحاطة بالكثير من الجمال المشرق، فنسيت دولسي حزنها مؤقتاً.
قال سائق المركب بفخر، يشعر به كل اهل البندقية نحو مدينتهم:"انظري الى هناك سنيوريتا."
وظهرت المدينة امامها، انيقة ومكتملة، فخطفت انفاسها ، وبقيت دون حراك، لاتريد ان يفوتها اي شيء من تلك المشاهد الساحرة.
وعادت دولسي الى مقعدها، واستندت الى الوراء، تنظر الى فسحة السماء فوق رأسها. وبعد بضع دقائق عادا، يتجهان نزولاً نحو قصر عظيم يعود الى القرن السابع عشر.. فندق فيتوريو.
وامتدت الايدي من على الميناء، لتساعدها في صعود السلم، وتقودها الى الفندق. ودخلت بفخامة ، يتبعها حمّالو الحقائب تباعاً.
قال صوت متعالٍ انيق:" جناح الامبراطورة."
رددت دولسي برهبة :" الاميرا.. هل انت واثق ان ما من خطأ في الامر؟"
لكنها دخلت شقة ملوكية كل شيء فيها مصمم لتبدو مقراً لامبراطورة، بما فيه الاثاث القديم الذي يعود الى القرن الثامن عشر، على احد الجدران، كان هناك لوحة معلقة للامبراطورة الشابة اليزابيث، امبراطورة النمسا، رسمت في القرن التاسع عشر.
شهقت دولسي مذهولة بهذه الفخامة.. وظهرت خادمة ، تستعد لافراغ حقائبها، وتذكرت اوامر روسكو ان "ترش"المال قليلاً، وان توزع المكافأت الضخمة بما يكفي ليتكلم الناس عنها.
حين خرج الجميع، جلست بصمت ، تحاول ان تستيقظ من صدمة وجودها هنا، لوحدها، بينما كان يجب ان تكون الى جانب عريسها.
واجبرت نفسها على مواجهة ذكرى سايمون، ولو انها مؤلمة.. لقد افترض ان اللايدي دولسي مادوكس، ابنة اللورد مادوكس، لابد ان تكون ثرية.. فأمطرها بالحب والوعود حتى حلقت على بساط سحري ، نسج من الامال والاحاسيس.
لكت البساط السحري سقط ارضاً وسقطت هي معه. فقد عاش سايمون ببذخ، وكله على الحساب، كما اكتشفت فيما بعد..
كان قد اراها كتيب الدعاية لفندق فيتوريو ذات امسية حين كانا يتعشيان في " الريتز" وقال:" لقد حجزت جناحاً لشهر العسل، في جناح الامبراطورة."
-------------------------------
-لكن ، حبيبي... الكلفة..
-اين المشكلة؟ المال موجود لنصرفه.
وردت بحنان:" لست مضطراً لصرف الكثير من اجلي، فالمال ليس كل شيء."
-لا ياحلوتي .. لكنه يساعد.
قالت، ولا تزال الذكرى تؤلمها:" هل تعتقد انني سأتزوجك من اجل مالك؟ انا احبك ، انت .. ولن يهمني لو كنت فقيراً مثلي".
كانت لاتزال قادرة على رؤية النظرة القلقة التي دخلت عينيه.
-انت تخيفينني.. اليس كذلك؟ وهل انا فقير مثل اللايدي دولسي مادوكس؟
-لايمكنك ان تعيش من اللقب .. انا معدمة.
-سمعت ان جدك انفق الكثير في السباق وفي يوم واحد.
-هذا صحيح.. ووالدي مثله.. ولهذا انا لا املك قرشاً واحد.
-هيا.. تابعي.. انت تتظاهرين بالفقر.
اقنعته انها لا تتظاهر ، وكانت هذه آخر مرة تراه فيها، وآخر ذكرى لها منه، وهو يقول بمرارة:" هل تعرفين كم من المال صرفته عليك؟ ومن أجل ماذا؟ لكنني لن افعل المزيد."
ثم خرج غاضباً من " الريتز"وتركها تدفع ثمن العشاء.
في هدوء الجناح الامبراطوري، عرفت دولسي ان الوقت حان لتستجمع شتات نفسها.. امامها الآن صائد ثروات آخر. ولكن، هذه المرة، هو الطريدة وهي الصياد ، وستسعى وراءه لتثأر للنساء جميعاً.
استحمت في حمام من الرخام والذهب. وغادرت الفندق ترتدي فستاناً من الحرير البرتقالي اللون، مع سلسلة ناعمة من الذهب الخالص، وقرطين من الذهب. كانت تحتاج الى ان تعطي التأثير اللازم، وبسرعة.
حين انتهت، نظرت الى الصورة، لتتأكد من انطباع وجهه في دماغها. ولم تكترث بالولد ذي الوجهه الطفولي في مؤخرة الصورة. فهاهو من تريده، يعزف الماندولين، واثقاً من نفسه، ويبتسم لجيني، ولا شك انه كان يسحرها بكلمات معسولة .. القذر!
ايجاد صاحب غندول من بين العديد كان مشكلة. لكنها جاءت مستعدة، فاستقلت اول مركب، وجلست في المقدمة، مسلحة بمنظار قوي.
لمدة ساعة راح المركب يقطع القناة من مرسى الى آخر على كلا الجانبين، بينما دولسي تبحث عن مطلبها، من دون جدوى. وكانت على وشك ان تستسلم حين رأته فجأة.
كان المركب البخاري في طريقه للانطلاق من احد المراسي، وتحركت دولسي بسرعة، وقفزت الى البر في الوقت المناسب تنظر حولها بيأس، واختفى الغندول. ولكن لا بد انه في مكان ما الى يسارها، وركضت الى جسر صغير، ومرت من فوقه الى زقاق مظلم آخر.
في نهاية الزقاق، كان هناك قناة صغيرة اخرى ، وجسر آخر، وكان هناك غندول يتجه نحوها. لكن هل هو ذاته؟ وكان وجه سائقها مخبأ تحت قبعة من القش.
صرخت :" انتبه الى رأسك.. انظر الى فوق!"
كان يكاد يصل الى الجسر. وبعد لحظة سيكون الوقت قد فات. فاندفعت بيأس وانتزعت احدى فردتي حذائها ورمتها من فوق الجسر، واصابت قبعته.
ونظر الى الاعلى، فرأت وجه عازف الماندولين.. عينان زرقاوان قاتمتان مجفلتان،في وجه ضاحك، وبدتا انهما تقيمانها، وتمسكان بها، وتكادان تنومانها.. بحيث وجدت نفسها ترد الابتسام.
قال غويدو كالفاني:" بون جورنو، بيلا سنيوريتا."
-------------------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس