عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-17, 04:23 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6- عالم الاقنعة
امرها ان تستريح امام التليفزيون بينما افرغ اكياس الطعام في مطبخه الصغير، واعد لها فنجاناً من الشاي. وتذكرت انتقاداته عن القهوة الانكليزية، فودت لو ترد له الكيل كيلين... لكن الشاي كان ممتازاً، ولم يكن بوسعها الانتقاد.
امضت بعد الظهر تعمل في المطبخ تحضيراً للعشاء. اما هو فكان يقوم ببعض المهام التي تطلبها منه.
نظرت اليه عدة مرات، متسائلة عما اذا كانت ستلتقط النظرة الدافئة مجدداً. لكنه كان قد وضع نفسه تحت السيطرة الآن، ماعدا انها غالباً ما تشعر انه يراقبها ايضاً.
في المساء الباكر، جلسا ليتناولا الطعام. وتقدم الى الطعام بحذر، وكانما ليقول انه سمع ان الطبخ الانكليزي سيء، لكنه مسح صحنه وطلب المزيد، اذ كان لذيذاً جداً.
بعد العشاء، جلست على الكنبة، بينما راح هو يحضر القهوة. حين عاد كانت مستلقية، تنظر الى الاقنعة على الجدار باعجاب.
وضع القهوة على طاولة منخفضة، وقال:"آه .. انت تنظرين الى مجموعتي".
-ماهذه؟
-انها اقنعه مهرجين. تجدين الضاحك والباكي والوجه الايمائي، لكن هناك الكثير غيرها لأن الاقنعة طالما كانت مهمة جداً في البندقية منذ القرن الثالث عشر.. وكان الاستقراطيون يتقنعون اذا ما ارادوا الانغماس في الملذات دون ان يعرفهم احد.
-كل هذه امور حقيرة.
-ولهذا السبب، منعت الاقنعة في البندقية. فقد كانت تخفي الكثير.
-تتكلم وكأن الاقنعة حكر على البندقية.
هز كتفيه:"ستجدين بالطبع اقنعة في بلاد اخرى، لكن اهل البندقية حولوها الى تحف فنية".
سألت باهتمام حقيقي:" لكن لماذ؟ لماذ انتم وليس الآخرون؟"
اشار الى المياه تحت النافذه:" نحن لا نعيش على اساس صلب. مدينتنا تغوص في الماء، وتنقلت من يد الى يد عبر القرون حتى اصبحت الحياة بحد ذاتها غير صلبة. نحن نعيش على هوانا. ولقد تعلمنا نوعاً من التكييف. وافضل طريقة ليكون المرء متكيفاً هو ابقاء مجموعة مختلفة كبيرة من الاقنعة بين يديه".
-مختلفة؟
-قناع واحد لايكفي . فعبر القرون لعبنا ادواراً متعددة ..وكان البندقيون اسياداً وخدم، وعرفنا ان هذه كلها ادوار نلعبها، وكل بقناعه المناسب.. تعالي وانظري عن كثب.
وعندما اقتربت اكثر، تعجبت لاختلاف التعابير التي يمكن الحصول عليها عن طريق قطعه "كرتون" صغيرة.
-هناك الكثير.. وهذا لايصدق.
-تجدين منها بقدر ما تجدين تعابير بشرية.
-اذن.. من سيعرف من انتم حقاً؟
-كل شخص، عاجلاً ام اجلاً، سيضع القناع الذي سيكشف الحقيقة.
سألت بسرعة:"لكن اي حقيقة؟ الحقيقة ذاتها تتبدل دائماً".
-انت محقة.. ولا استطيع سوى القول انه متى كانت اوجه الناس مخبأة، فهم احرار بأن يكونوا صادقين مع انفسهم الحقيقة.
------------------------------
ضفطت عليه، فهذا مهم:"اذن فهم يتبدلون ايضاً.. ويصبحون اشخاصاً آخرين".
-بالطبع.. الناس يتبدلون طوال الوقت.. هل انت الشخص ذاته الذي كنته في السنة الماضية؟ الاسبوع الماضي؟ اليوم الذي سبق قدومك الى البندقية؟
قالت ببطء:"لا .. ابداً"
انزل قناعاً طويل الانف، ووضعه امام وجهه:" هذا قناع بانتالون" التاجر الجشع."
ثم ابدله بأخر انفه قصير، لكنه بشع:" هذا بونسيتلا السفاح."
وانتزع قناعاً آخر عن الجدار ووضعه على وجهه بحيث اطلت عيناً من الثقوب. وكان مثل وجهه تماماً.
-هذا هو المهرج واسمه" هارلوكان" وهذه االكلمة تعني " الشيطان الصغير" انه ذكي ومخترع، ولكنه ليس ذكياً كما يظن، ونقوده اخطأؤه ، دائماً الى حافة الكارثة. ويرتدي ثوباً متعدد الالوان لأن اصدقاءه يعطوبه ثيابهم القديمة ليخيطها لنفسه.
ضحكت:" ياللمسكين.. وهل انت مثله؟"
سأل بسرعة:" مالذي جعلك تقولين هذا؟"
- لأنك قلت الكثير عنه، اكثر من غيره.
-هذا صحيح . اجل، اعتقد انني هكذا، ولم اكن اعرف . لكن هذه وجهة نظري، رجل يمكن ان يكون اليوم المهرج"هارلوكان" وفي الغد التاجر الجشع "بانتالون"
-انت.. تاجر جشع؟
وراى نظراتها المحتارة، فسارع لتغيير الموضوع:" على اي حال.. من الجيد رؤيتك تضحكين، فانت لاتضحكين بما يكفي."
-لكنني اضحك كثيراً معك.
-لكن ليس في اوقات اخرى.. واتساءل لماذا؟
-انت لاتعرف كيف اكون في اوقات اخرى.
-اعتقد انني اعرف.. شيء مايقول لي انك شخص جدي اكثر من اللازم.
لمس ذراعها بخفة:" لقد تركت نفسك تحترقين لانك غير معتادة على قضاء وقت في الشمس. واظن انك لاتخرجين وتتنزهين كثيراً"
كانت على وشك ان تنفي قوله ، لكن ما قاله كان صحيحاً. فبدا الارتباك على وجهها.
فسأل:" لماذا؟ اهو بسبب الرجل الذي حطم قلبك؟"
قالت ببطء:"لا.. ليس الامر هكذا."
وطاف تفكيرها في بحر من الذكريات.. كم كان عمرها حين احست ان وضع عائلتها حرج؟ متى بدأت بالقيام بالحسابات لوالدها؟ فهو لم يكن يوماً يعرف كيف يحسب.
كانت في الخامسة عشر حين صرخت:" ابي ... لايمكنك تحمل هذا. انت واقع في ديون كبيرة."
-اذن المزيد لن يؤذي، اليس كذلك؟ تعالي ياحلوتي ، لاتغضبي.
كان والدها فاتناً. لكنه اناني ،علمها معنى الخوف دون ان يعرف. وعملت في المدسة جاهدة، تعد نفسها بمستقبل عملي لامع. لكن هذا لم يحدث، لأن والدها اقام مدة طويلة خارج البلاد. وحين عاد بعد سنة، كانت فرصتها قد ضاعت. هكذا وجدت عملاً تستطيع فيه ان تعيش بجهودها، فهذا في النهاية كل ماتملك.
ركز عينيه على وجهها، وقال متوسلاً:" اخبريني."
قالت بسرعة:" لا.. انت على حق.. لقد كنت جدية كثيراً."
لكنها تكتمت عن قصة الفقر.
-ربما حان الوقت لتضعي قناعاً آخر، ربما قناع "كولومبين". انها شخصية متعقلة، لكنها، كذلك حادة وشجاعة، وتستطيع رؤية الجانب المضحك من الحياة.
-------------------------------
-اين هي؟
كان القناع الذي انزله فضي اللون ومزخرفاً بما يشبه النقود الذهبية والريش الصغير الملون، ووضعه بلطف على وجهها وربط الشريط الحريري من الخلف.
سألت وهي تنظر الى نفسها في المرآة:"مارأيك؟"
وكان كل وجهها تقريباً مغطى ولايظهر سوى فمها. ولدهشتها هز رأسه:"لا...لا اعتقد هذا."
-لماذا؟ لقد اعجبني... هل اجرب قناعاً آخر؟
-لا...لا اعتقد ان الاقنعة تناسبك، ليس انت. ليس هذا القناع، انها فاتنة.. لكنها مخادعة كذلك. وانت لايمكن ان تكوني هكذا. انظري الى زينة النقود، كيف تلمع وتلتقط انوار مختلفة في كل مرة...
ونظرت اليه، متسائلة عما اذا كانت ستفهمه.. واحست بالقلق.
ورن جرس الهاتف.
لزمها لحظة لتدرك انه هاتفها النقال، يرن من حقيبة يدها التي على الارض. لقد كانت اضعف من ان تفكر بإخفائه.. وسارعت نحوه مذعورة.
جاء صوت روسكو خشناً:"لماذا لم تتصلي بي؟"
قالت بصوت منخفض مستعجل:" كان الامر صعباً في الايام القليلة الماضية. ولا استطيع الكلام الآن".
-ولم لا؟ هل انت معه؟
-اجل.
-تقدم عظيم اذن؟
-اجل.. عظيم... رائع، سأتصل بك لاحقاً. وداعاً.
وانهت المكالمة. اطفأت الجهاز، وكان قلبها يخفق بشدة. فقد كان روسكو متطفلاً رهيباً من العالم الخارجي، متطفل كانت مستعدة للتخلي عن اي شيء لتتجنبه. لكن الوقت قد فات الآن.
سأل:" هل كل شيء على مايرام".
لكن لم يكن هناك شيء على مايرام.
وادركت انها لاتزال تضع القناع، فانتزعته بسرعة.
قال متوسلاً في الصباح التالي:" ايجب حقاً ان تذهبي بهذه السرعة؟ ابقي معي يوماً آخر".
ردت دولسي بسرعة:" لا... لا استطيع ان اخذ المزيد من وقتك. لقد خسرت عدة ايام عمل بسببي".
تردد قليلاً، ثم قال:" في الواقع، انا لا اعتمد على الغندول لاعيش... هناك شيء عني يجب ان اقوله لك..."
فجأة احست انها امتلأت خوفاً.. فالادعاء انه من آل " كالفاني" اصبح وشيكاً، فمن دون الادعاء كان يمكن ان تستمر في النظر اليه كرجل صادق، واذا خسرت هذا الايمان، ستتألم كثيراً، وكانها ستودعه.
-دولسي.
قالت بسرعة:" ليس الآن... يجب ان اعود.. لدي اشياء افعلها..."
كان لابد ان توقفه.
قال:" انت على حق.. هذه ليست اللحظة المناسبة. ايمكن ان نتقابل الليلة؟
-حسن جداً.
رافقها الى الماء، حيث نادى مركباً ليقلها الى الفندق. وكانت عيناها شاخصتين عليه وهي تبتعد عنه واحست بثقل في قلبها. اياً يكن ما سيحدث هذه الليلة، الا ان السحر الذي غمرها في الايام القليلة الاخيرة قد انتهى. واذا بدأ في حياكة قصص عن كونه من اسرة كالفاني، سيؤكد اسوأ مخاوفها. واذا لم يفعل، فسيكون رجلاً صادقاً جديراً بجيني.
-----------------------------------
اعادت التفكير في الايام الاخيرة، فلم تتمكن ان تتذكر اي شيء يمكن تفسيره على انه تصرف رجل مغرم، وتلك النظرات التي رمقها بها ليست على الارجح سوى من نسج خيالها.
واذا كان قلبها ، بطريقة ما قد بدأ يميل اليه، فلا تلومنّ سوى نفسها وقلة احترافها، ويجب ان تحل هذه المشكلة بأفضل ما تستطيع... لوحدها بعيداً عن هنا... وبطريقة او اخرى، ستكون الليلة هي النهاية.
بينما كانت تدخل الجناح الامبراطوري، رن جرس هاتفها، وقال روسكو هادراً:" لزمني وقت طويل لاتصل بك."
-انا آسفة سيد هاريسون، كنت مشغولة جداً.
-مع فيدي؟
-اجل.
-وهل روى لك قصته عن كالفاني؟
-ليس بالضبط.
-تعنين انه يمهد الطريق. هكذا سلب قلب جيني.. تأكدي من هذا الآن، لابد ان يكون كالفاني هذا وريث جديه واعرفي كيف يعيش واتصلي بي حين تفعلين هذا.
وانهى المكالمة.
ونظرت دولسي الى سماعة الهاتف:" كيف سوف..."
ثم سمعت صوتاً يقول من مكان بعيد في ذاكرتها:" شخص وسيم مثل هذا ياعزيزتي. كلنا احببناه بجنون... واحبنا جميعاً".
وكان صوت اللايدي هارييت مادوكس، شقيقة جدها. كانت امرأة جميلة تسلب الالباب في ايامها، وكانت قد جالت في كل اوروبا وخلفت وراءها الكثير من القلوب المحطمة، قبل ان تتزوج رجلاً لايتمتع بأي لقب، انما بحساب مصرفي هائل بذرته على نفسها.
كانت دائماً متكتمة حول ماضيها الفاضح. الا ان رجلاً واحد كانت ذكراه تأتي باللمعان الدافئ الى عينيها.. لو ان دولسي تستطيع ان تتذكر اسمه. وكانت هارييت قد سافرت الى ايطاليا، ربما قابلت الكونت كالفاني من بين العديد الآخرين . لكن، هل كان هو من كانت تدعوه " كازانوفا الايام الخالية"؟
فكرت دولسي: يمكن ان يكون هو .. وهذا كل ما احتاج اليه... حسن جداً... الى العمل.
لزمها ثلاث ساعات لتجعل مظهرها مناسباً تماماً. لكن حين غادرت الفندق، كانت راضية. فقد ارتدت ثوباً ثميناً وانيقاً وبدت اللايدي دولسي بحق.
استقلت مركبا الى قصر"كالفاني" وتقدم خادم ليلاقيها.
سألت:" هل الكونت كالفاني في المنزل؟"
رد الرجل:" لست متأكداً تماماً سنيوريتا.. لو اعطيتني اسمك...؟"
-أنا اللايدي..
وصمتت وقد غمرتها فجأة غريزة المغامرة التي افسدت عائلتها.
-... ارجوك، قل له ان اللايدي هارييت مادوكس هنا.
انحنى الرجل، وترك دولسي تتساءل عما اذا كانت قد جنت.
ولم تنتظر طويلاً لتعرف . فقد سمعت وقع اقدام مستعجلة على الارض الرخامية، وصوتا ينادي"عزيزتي" واستدارت لترى رجلاً مسناً يقف هناك. رأت نظرة السعادة على وجهه تتحول الى ارتباك، وحتى في الخطوط التي على وجهه، وشعره الابيض، استطاعت ان ترى بقايا الطلعة الجميلة.
قالت بسرعة:" سامحني.. لقد اعطيتك اسم عمة والدي على امل ان تذكر الاسم جيداً كما تتذكره هي"
مد لها يديه، وامسك بيديها بحرارة:" الجميلة هارييت.. كم اذكرها! لطف منك ان تزوريني."
قبلها على الخدين، ونظر بدفء في عينيها. على الرغم من سنواته السبعين، كان سحره لايزال يدير الرؤوس. لكنها لم تستطع ان تتبين اي شبه بينه وبين الرجل الذي امضت معه الايام الاخيرة.
------------------------------
سأل:" اذن انت لست لايدي هارييت ؟ انت؟."
-انا اللايدي دولسي.
وطلب الكونت من احد الخدم ان يوافيه بالمرطبات على الشرفة.
قادها الى هناك متأبطاً ذراعها، واوصلها الى مقعدها في جو من اللباقة، ولم يترك يدها الا في اللحظة الاخيرة.
قال بحزن::" انا رجل عجوز.. ونادراً ما احظى بشرف مرافقة امرأة جميلة.. ارجو ان تعذريني لو استغليت هذا كثيراً؟"
انه مخادع لايخجل.. وتسلت بجوه المسرحي قليلاً.
وبينما كانا يتناولان القهوة، اخذ يسألها ليعرف كل شيء عن عائلتها في انكلترا.
وقال متذكراً:" لقد اخبرتني العزيزة هارييت عن قصر مادوكس حيث كبرت ، عن شقيقها ويليام.."
-انه جدي.
-آمل ان يكون حياً؟
-لا... فقد مات منذ خمس عشرة سنة.
-اذن، والدك الآن هو الكونت؟
-اجل... ولكن اخبرني عن عائلتك، زوجتك واولادك.
قال بأسى:" ياللاسف . انا عجوز اعزب وحيد، دون زوجة او اولاد يواسونني في شيخوختي."
سألته:" اتعني انك تعيش في هذا المكان الكبير لوحدك؟"
قال متنهداً:" هناك الخدم.. لكن ما نفع الخدم اذا كان المرء وحيداً؟ لي ابن اخ سيكون الكونت يوماً . انه ولد طيب ، ولكنه ليس مثل الابن."
سألت بخفة وكأن الامر لا يعينها :" ابن اخ؟"
-ثلاثة في الواقع. الاثنان الآخران يعيشان في جزئين مختلفين من البلاد. لكنهما في زيارتي الآن، وسأود كثيراً لو اتيت الى العشاء معنا هذا المساء لتلتقي بالثلاثة معاً.
-سيكون هذا رائعاً.
-وارجوك... احضري من انت معه في البندقية..زوجك ربما.؟
-لست متزوجة... انا هنا لوحدي.
قال فوراً:" يجب ان تبحثي عن زوج في البندقية.. فنحن افضل الازواج.
قالت تمازحه:" لكن كيف تعرف؟ وانت لم تتزوج."
ضحك من قلبه:" انت.. سيدة شجاعة. الآن اتطلع شوقاً لهذه الامسية اكثر.. سيأتي مركبي لملاقاتك في الساعة الثامنة."
ووقف يمسك يدها مجدداً، ويقودها الى مرسى القوارب حيث كان مركب كالفاني الابيض البراق ينتظر ليعيدها الى الفندق.
ووقف يراقبها الى ان اختفى المركب عن ناظريه، ثم عاد الى الشرفة لينهي قهوته، فوجد ليو وماركو هناك. واذ رأياه سعيداً، سأله ماركو فوراً:" اي عمل خبيث تخطط له؟"
قال فرانسيسكو باستمتاع:" احمي مستقبل عائلتي.. لقد قدمت نساءاً مناسبات لغويدو الى ان ارهقني هذا. كنت اظن انه لم يتبقى احد، لكنها ستكون مناسبة جداً."
سأل الاثنان معاً:" هي ؟ من؟"
-لايدي بالمولد والمنشأ . ثم انها قريبة لحبيبة قديمة لي.
بدأ ليو الاحتجاج:" لكن، نصف نساء اوروبا كن حبيباتك..."
-اصمت.. اظهر بعض الاحترام. ستأتي لتناول العشاء معنا الليلة، وسيلتقي بها.
قال ماركو:" لكنه لن يكون هنا. لقد اتصل ليقول انه لن يأتي الى البيت الليلة."
-فليلغ مواعيده.
---------------------------------
-عمي... هناك شيء يجب..
-كفى.. اتوقع منكم جميعاً ان تكونوا على العشاء، وان تقدموا انفسكم بشكل لائق احتراماً لضيفتنا.والآن، سآخذ قيلولة.. لانني ارغب ان اكون في افضل حال الليلة.
عاد غويدو الى العمل بعد ان لعب الهوكي واخذ يعمل متجهماً، معزياً نفسه بالامسية التي سيمضيها مع دولسي.
.
سيأخذها الى مطعم بعيد قليلاً عن البندقية حيث لايعرفه احد، ولو ان هذا الامر لن يعود له اي اهمية عما قريب لانه سيقول لها الحقيقة عن نفسه. وتساءل عما اذا كانت ستلومه على هذه الخدعة البرئية. بالتأكيد لا. فقد اعرب لها عما في قلبه! فبينما كانت مريضة، ابعد عنه بحذر اي احساس بالحب. ويمكنه ان يتذكر بضع لحظات حين تهاوى قراره ، لكنه امسك نفسه. صحيح انهما لم يقولا اي كلمة، لكنه يعرف انهما فهما بعضهما تماماً، ولابد انها احبته كما احبها.
كان ضائعاً في حلمه السعيد، فلم يسمع في البداية رنين هاتفه النقال، واضطر الى اختطافه بسرعة.
صاح عمه:" اين انت بحق الله؟"
قال غويدو في محاولة ليظهر البراءة:" في مكتبي.. اعمل بكد"
لكن محاولته ذهبت سدى:"لديك الوقت لهذا الهراء الذي تدعوه عملاً، ولديك الوقت للعبث. لكن لاوقت لديك لعمك العجوز."
-هذا غير عادل..
-بالكاد رأيتك في الاسبوع المنصرم.
-لديك ليو وماركو.. انت لاتحتاجني.
-حسنا.. احتاج اليك الليلة. سنقيم حفل عشاء لضيف مميز جداً.
-عمي ارجوك.. ليس الليلة.. لدي خطط..
-كلام هراء. . بالطبع ليس لديك خطط.. لقد تم ترتيب كل شيء.. لايدي جميلة قادمة للعشاء.. وهي تتطلع قدماً لتقابلك.
تأوه غويدو.. مشروع زوجه جديد، الن يتعلم عمه ابداً؟ وكيف يمكنه الجلوس طوال الامسية وهو يعرف ان قلبه اختار زوجة المستقبل.
-عمي.. دعني اشرح لك..
وتحول صوت فرانسيسكو الى الحزن:" لا داعي للشرح. انا رجل عجوز لا اطلب الكثير. واذا كان القليل كثيراً عليك.. حسن جداً، اعتقد انني فهمت."
صر غويدو على اسنانه. انه مولع بعمه ولايحتمل جرحه. وبدأت امسيته السعيدة بالانسحاب.
قال :" حسن جداً.. سأحاول ان اكون هناك."
-انت ولد طيب. لا اريد ان اكون متعباً. بالطبع حين يصبح المرء في مثل سني يكون متعباً دائماً..
صاح غويدو:" عمي.. ايمكن ان تتوقف عن هذا؟ سأكون هناك.. اقسم لك.."
-طوال الامسية؟
-طوال الامسية.
-كنت اعرف انك لن تخذلني.. لاتتأخر.
واقفل الخط.
اخذ غويدو نفساً طويلاً.. لماذا يجب ان تكون الحياة معقدة هكذا؟ وكيف سيشرح الامر لدولسي ويقول انه سيتخلى عنها ليقابل امرأة يريده عمه ان يتزوجها.. وقرر بسرعة: مهما كان العذر الذي سيجده، الحقيقة غير واردة الآن.. لابأس... قريباً سينتهي كل هذا.
----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس