عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-17, 04:26 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9- خداع...

سأل غويدو بهدوء:" ماذا قلت.؟"

ولزم دولسي كل شجاعتها لترد:" انا التحري الخاص."

-انت؟

وبدا كأنه لايعرف معنى الكلمة.

قال فيدي بلهفة:" لكن دولسي الآن الى جانبنا. لذلك كل شيء على مايرام.. وسوف تساعدنا."

قالت دولسي:" لا اعرف اذا كان روسكو سيصغي الي.. لكنني سأقوم بكل مافي وسعي."

كان غويدو ينظر اليها باستغراب، لكنه كان لايزال هادئاً.. ربما لم يفهم تماماً بعد او ربما لايريد ان يفهم.

وكرر ببطء ، وبالطريقة الغريبة ذاتها:" انت.. تحرية خاصة؟"

وكأنه يحاول فهم اصوات لامعنى لها.

-اجل.

-وجئت الى هنا كي..؟"

-كان روسكو قلقاً على ابنته.. وفهم الامور بشكل خاطئ. ويعتقد ان فيدي يدعي انه انت.

ضحك فيدي:" اتتصور هذا؟ كونت ! ارسل دولسي لتجدني وتغويني لابتعد عن جيني. وكأن احداً يستطيع هذا . والمضحك انها ظنتك انا!."

قال غويدو بخفة:" وهكذا استهدفتني بدلاً منك.. اجل انها نكتة ممتازة."

وخبا اللمعان من عينيه، بل من كل كيانه:" اذن هذا ماكان الامر عليه."

تحركت جيني بقلق للنبرة التي سمعتها في صوت غويدو. وكان فيدي ببراءة يحاول ان يشرح لغويدو دون ان يفهم مايعنيه هذا . وحاولت جيني لفت اهتمامه لكنه كان غافلاً تماماً.. وقال بوقاحة:" ليس هناك الكثيرين ممن يستطيعون خداعك غويدو".

رد غويدو على الفور:" حتى اليوم، كنت استطيع القول ان لا احد يخدعني".

ورفع يد دولسي الى شفتيه:" أهنئك آنستي.. لقد كان تخفياً رائعاً، لعبته حتى النهاية باقناع مكتمل."

قال فيدي:" لقد نلت منه دولسي.. وعلى احد ان يمنحك ميدالية".

قال غويدو بهدوء:" سيكون هذا امتيازاً لي".

ولم يكن في عينيه غضب او ادانة، بل نظرة حيرة، وكأنه يتساءل كيف ان العالم تغير في لحظة. وغرزت دولسي اظافرها في راحة يدها. لو انها فقط استطاعت ان تشرح له على طريقتها..

قالت بحذر:" ربما يجب ان تنتظر لتسمع القصة كلها، فهناك امور كثيرة لا تعرفها.. ويجب ان اشرحها لك..."

-لايمكن للمرء ان يعرف كل شيء.. انما مايكفي ليكون مهماً..

وكان صعباً عليها ان ترد. ابتسم لجيني ابتسامة مطمئنة، وقال:"إذن لدينا مشكلة، ويجب ان نحلها، وهذا كل شيء، على الأقل تستطيعين القول لوالدك ان فيدي لم يدّع ادعاءً كاذباً، وهذا ما سيرضيه."

قالت جيني:" انت لا تعرف ابي، حين يكره شخصاً.. ينتهي الامر."

قال فيدي متجهماً:" وفقري هو الذي يزعجه، وحين يعرف الحقيقة، سيرغب ان تتزوج جيني منك انت، وتكون كونتيسة."

-----------------------------------

قال غويدو بخفة:" لاتقلق ..سأقول انني سأتنسّك. فالحب معقد جداً بالنسبة لي."

واستدار الى دولسي:" اذن ، جئت الى هنا لتخدعينا... فهل ستقولين لنا اسمك الحقيقي؟"

قالت:" كنت استخدم اسمي الحقيقي..."

واضافت بصوت هامس:" على عكس بعض الناس."

احمر وجهه، لكنه سرعان ما استعاد رباطة جأشه، وسألها:" وماذا في الاسم؟ لبست الحقيقة دائماً فيه."

-لا ... الافعال مهمة ايضاً. فبعض الناس يدعون انهم يعيشون نوعاً من الحياة بينما يعيشون نوعاً آخر.

ارتفع حاجباه:" تتكلمين معي عن الادعاء؟"

واسكتها هذا.

سأل فيدي بلهفة:" هل فكرت بشيء ما؟"

وبخه غويدو:" كن صبوراً. لقد اكتشفت لتوي كيف تجري الامور."

واحس برجفة، ولو ان وجهه كان لايزال مبتسماً.

-حتى عبقري مثلي لايمكن ان يفكر بسرعة كبيرة.

قال فيدي:" لاجدوى.. لايمكن فعل شيء".

قال غويدو:" لماذا لا نسأل دولسي؟ على اي حال ، الخداع هو مهنتها.. وتقوم به بشكل مدهش."

قالت بعجل:" لا.. انه خداع البندقية، ومواهبي لاتمتد الى هذا الحد."

اكد لها غويدو بهدوء:" انت تقللين من قدر نفسك آنستي. فلديك موهبة البندقية في التخفي، وهذه المهارة عظيمة... معظم الغرباء عن البندقية لايملكونها... وانت كما اعتقد ، ولدت معها."

التقت بعينيه متحدية:" بالعكس سيدي."

اذا كانت هذه هي اللعبة التي يريد ان يلعبها ، فهي ايضاً تستطيع اعطاء افضل مالديها.

-لقد نسيت انني مؤخراً كنت اخذ دروساً على يد استاذ ماهر في هذا المجال.

تمتم بصوت منخفض لم يسمعه سواها : " وانا كذلك . . انا الذي ظننت ان لاشيء اتعلمه بعد ، وجدت شيئاً مختلفاً".

ردت متمتمة: " الحياة مليئة بأمور غير متوقعة . وقد يكون الناس اكثر براءة مما يبدو عليهم".

اجابها بخبث: " قد يكون الناس مختلفين تماماً عما يظهر عليهم".

هزت رأسها: " لايجدر بالمرء ان يثق بمن يقون بالالأعيب".

هز كتفيه: " يمكن قول هذا عن الجميع".

- لا . . . فالبعض يبحث عن لقمة عيشه.

وبدا متأثراً: " آه . . اجل . حين يقوم بعمله لأجل المال يكون هذا فضيلة . . أليس كذلك؟".

والتقت عيناها بعينيه ، ووجدت فيهما شيئاً غير متوقع . . كان غاضباً، لكنه كذلك مجروح . فهذا الموقف فاجأه.

بعد لحظة وقف ، وقبل خد جيني وصافح فيدي وقال بابتهاج:" بارككما الله . . انا سعيد لكما . . ولا تقلقا . . سأفكر بشيء . . وانت آنستي . .".

واستدار إلى دولسي : " كان من دواعي سروري التحدث إليك . .لكنني الآن يجب ان اذهب. فقد كنت اهمل عملي كثيراً مؤخراً والآن هناك الكثير من العمل ينتظرني ، وهذا ماسيشغلني لبعض الوقت".

وغادر دون انتظار الرد لكن لم يكن لديها ماتقوله وماذا تستطيع القول لرجل يريد ان يبتعد عنها؟

* * *

في معمل غويدو للتذكارات على جزيرة مورانو ، احس موظفو المعمل بالقلق فلعدة ايام غاب رب عملهم دون سابق إنذار. .

------------------------------------

وتسببت عودته بارتياح عام ، سرعان ماتحول إلى دهشة فقد كان غويدو دائماً يدير عمله بروح مرحة لكنه لم يعد هكذا بل اصبح يعطي الأوامر بوقار ، وبرود ، وبحزم كمن ليس لديه وقت يضيعه.

لزم دولسي يوماً كاملاً لاقتفاء اثره . وعندما بلغت المصنع ، كانت تخشى ان يكون الجميع هناك يعرف من هي ولماذا هي هنا لكن الشاب الذي كان على المدخل دلها على الطابق الأعلى دون معارضة.

في الطابق العلوي ، وجدت مكتب غويدو الزجاجي ، رأته جالساً وراء مكتبه يتحدث إلى رجل متوسط العمر . ورآها الرجل ، فتكلم مع غويدو ليجعله يرفع نظره.

واجفلها وجهه . كان متعباً ، كأنه لم ينم منذ مدة طويلة ونسي كيف يبتسم . ونظر في اتجاهها ، ثم اشاح بوجهه بعيداً ، وللحظة رهيبة ظنته سيرفض رؤيتها ولكنه هز رأسه وأشار إلى احدهم ليرشدها إلى الداخل.

شعرت في مكتبه بأنها لاتعرف عنه سوى القليل . . الكمبيوتر الهاتف واكوام الملفات ، انبأتها ان هذا رجل يتعامل مع عمله بجدية.

وسألت بخفة : " هل هذه هي حقيقتك؟".

رد باختصار : " احد اوجهها يدهشني انك مازلت في البندقية . . ظننتك سافرت بالأمس".

ردت بهدوء : " انت تعرف انني لم اسافر لأنك سمعتني اقرع بابك ليلة امس . . ولقد قرعته لمدة طويلة قبل ان ارحل".

قال: " لم يكن الوقت مناسباً ، وماكنت سأعرف ماذا اقول . . خاصة في ذلك المكان".

وتحدتها عيناه بذكرى الأيام القليلة السعيدة التي امضياها في تلك الشقة الصغيرة . . ثم نظر بعيداً ووقف ليذرع مكتبه ، دون الاقتراب منها .

- لكنني مسرور لأنك تهتمين برؤيتي.

سألت والأمل يراودها: " وانت؟".

- اجل . . من الصواب ان نودع بعضنا البعض بشكل لائق.

وازعجتها لهجته الباردة : " سأقول وداعاً حين اكون على مايرام وجاهزة ، وليس حين تقول لي ان افعل . فهناك امور كثيرة يجب توضيحها اولاً".

واضافت بلهجة اكثر نعومة: " استمعت إليك حين كنت تقول عذرك بالأمس ، ولم يكن هذا كل مااستمعت إليك وانت تقوله".

وندمت على ماقالت فوراً. فإذا لم يكن مغتاظاً منها من قبل . . فقد اصبح مغتاظاً الآن . فقد ذكرته بما لايريد ان يتذكره.

قال : " لطف منك ان تثيري الموضوع لابد انك ضحكت كثيراً في سرك لهذا الانتصار".

- ضحكت . .؟ ماذا تقول ؟ انا لم اضحك ، ولم اقصد ان يحصل شيء من هذا.

- لم تقصدي ؟ اعذريني . . لقد فهمت انك جئت إلى البندقية عرضاً ولغرض محدد.

صاحت : " لكن مجيئي لاعلاقة له بك".

- آه . . اجل ، لقد نسيت ،لقد جئت لتخدعي صديقي وتدمريه وليس انا ، وهذا بالطبع يحسن الأمور.

- جئت لأحمي جيني من صائد الثروات.

- وكيف يمكن ان تكوني متأكدة انه صائد ثروات ؟ فمعلوماتك لم تكن صائبة ، لأنك خلطت بيني وبينه.

اعترفت : " كانت المعلومات مغالطة وجاءت من روسكو وكان علي ان اعرف إذا كان على حق".

- كان قد عزم الرأي قبل ان تبدأي.

- هو من عزم الرأي . . وليس انا.

---------------------------------

- توقف عن السير ، وتكلم بغضب: " بحق السماء . . اي نوع من النساء يقوم بمثل هذا العمل؟.

- اقوم بهذا لأكسب عيشي فليس لدي شيء ودفع روسكو ثمن كل شيء.

نظر اليها بما يكاد يكون شبح ابتسامة : " كعرض مسرحي ، حقاً الموقع والملابس تقدمة من روسكو هاريسون ، والنص . . ممن؟ هل هو عمل مشترك بينكما؟".

- لم يكن الأمر هكذا. .

قال بعناد: " ردّي عليّ".

ولم يعد فيه الآن اي اثر للشاب الجذل الذي فتنها، كان متجهماً ولم تكن لتصدق عينيها لو لم تره . . وامرها مجدداً : " رديّ علي . . كل ما حدث بيننا مخطط له؟".

- جئت لأفتش عن فيدريكو . . وظننته انت بسبب الصوره.

وأرته الصورة.

- اجل . . كنت ابحث عن وجهك. لكن حين وجدتك ، كنت ترتدي قميصه ، واسمه عليه . .

- وكيف حدث ان وجدتني؟

- بحثت عنك؟

رفع حاجبيه : " إذن لم يكن لقاؤنا صدفة كما كنت اظن وتلك اللحظة المؤثرة حين وقع حذاؤك عند قدمي في الغندول؟".

تلك اللحظة التي سماها قدراً وعيناه مشرقتان ، ومليئتان بالحب.

قالت تعترف يائسة : " لقد رميته . . وقفت على الجسر آملة ان تنظر إلى اعلى ، وحين لم تفعل ، رميت حذائي".

اجفلت وهي تراقبه . ولم تعد تعرف كيف عساها ان تكون ردة فعل هذا الرجل .

للحظة لم يبد أي ردة فعل ثم انفجر فجأة بالضحك . وملأها هذا بالارتياح ، إلى ان سمعت في صوته مايبعث على الإضطراب.

اخيراً قال: " هذا شيء مضحك لقد دبرت كل شيء حتى ادق التفاصيل ووقع الأحمق المسكين في الفخ . حتى انه ظن ان ماحدث هو من فعل القدر".

قالت ساخطة: " لكن الغلطة لم تكن غلطتي لوحدي . . فحين رأيت الاسم على قميصك كان بإمكانك القول إنك لست فيدي ، بل مجرد شاب ثري يعبث بمركب . . فلماذا لم تقل هذا؟".

كرر: " نسيت . . حسن جداً . . ربما نسيت لأنني اردت ان انسى صدقي ماشئت . لكن اكثر من اي شيء صدقي ان من الأفضل ان تذهبي من هنا ولاتعودي ابداً".

- انا لست على استعداد للاستسلام والذهاب بعد.

- امر مؤسف . . لأنني لااعتقد ان البندقية كبيرة بما يكفي لتتحمل كلينا.

انفتح الباب بحدة ودخلت امرأة متوسطة العمر وقالت شيئاً لم تفهمه دولسي ابتسم غويدو لها ابتسامة مختصرة ورد بتصلب لحقت بها فتاتان اخريان محملتان بالأقنعة.

بدأ غويدو يقول: " لا . .".

لكن احتجاجه ضاع من ضجيج الكلام وهز كتفيه مستسلماً وقال لدولسي بانزعاج : " هذا إنتاج جديد . . وكنا بانتظاره . . لكن الوقت غير مناسب . . أوه . . اللعنة على كل شيء!".

وكانت الأقنعة عظيمة ،ولم تكن من الكرتون المدهون فقط مثل التي رأتها على جدران شقته بل مغطاة بالحرير والريش والقطع النقدية

وافق غويدو على الأقنعة وتحدث بلطف مع موظفاته لكنه تمكن من ابعادهن عن الغرفة بسرعة.

-------------------------------

قالت دولسي وهي تمسك قناعاً بديعاً من الساتان الأحمر والريش المتعدد الألوان

- هارالكان . . وهذا . .

ورفعت قناعاً طويل الأنف من الساتان القرمزي : " هذا بانتالون . .التاجر اذكر ماقلته لي".

- لكن كان هناك اشياء اخرى لم يكن لدي الوقت لأقولها لك عن كولو مبين مثلاً.

- قلت انها متعقلة ،لكن حادة وشجاعة وتستطيع رؤية الجانب المضحك من الحياة.

- وقلت كذلك انها مخادعة . . إنها تمازح وتخادع هارلوكان وتقوده إلى فخها بينما تضحك عليه طوال الوقت لأنه غبي بما يكفي ليصدقها وينتهي الأمر بالمهرج المسكين إلى التساؤل ماذا اصابه.

كان يتكلم بخفة لكنها احست بأن المه ملموساً وعرفت انه لم يكن معتاداً على التعاسة . . ولم يعرف في حياته الكثير منها . . وهو الآن يتخبط وتشوقت ان تمد يدها اليه لكنها لم تجرؤ.

وذكرته : " قلت لي انني لست مثل كولومبين".

ابتسم بحزن: " كنت مخطئاً . اتظنين انني نسيت خداعي لك؟ . .لكن خداعك كان مخططاً له قبل ان تجيئي إلى هنا وهذا مالا استطيع التغاضي عنه اما خداعي فكان تهوراً استسلمت له . . ربما حماقة لكن وليد لحظته لأنني . . حسن جداً . . لايهم".

توسلت اليه : " اخبرني".

وبات هذا الأمر في غاية الأهمية بالنسبة لها.

لكنه هز رأسه : " لن يشكل هذا فرقاً الآن ،وياليت كان له فرق سافري دولسي فلا شيء يمكن ان يكون ميتاً اكثر من حب ميت".

وتجهم وجهه بألم فجأة وقال بخشونة :" لأجل الله . . ارحلي".

ليتها تفكر بطريقة لثنيه عن قراره ، لكن عناده كان شرساً. .لقد كبر سناً منذ الأمس.

رن هاتفه فأسرع يمسكه بنفاذ صبر واستدارت دولسي لتخرج متسائلة عما إذا كان بالإمكان ان تكون النهاية هكذا لكنها استدارت حين سمعت غويدو يتكلم : "فيدي".

سألت وقد شعرت بوقوع كارثة : " مالامر".

كان يتكلم باللهجة البندقية والتقطت دولسي اسم جيني ثم تكرر اسم فيدي عدة مرات وكأن غويدو كان يحاول تهدئته ولم تستطع دولسي سوى ان تسمع صوتاً خافتاً من سماعة الهاتف ، وبدا لها ان فيدي مذعور.

واقفل غويدو السماعة ، فسألت: " مالامر؟".

لبس سترته وقال: " تعالي . . . يجب ان نسرع".

وخرجا من المعمل. كانا قرب الماء حين استطاعت ان تسأله مجدداً:"مالذي حدث؟"

كان هناك مركب بانتظارهما . وساعدهما غويدو على النزول إليه ثم

انطلق المركب هادراً عبر البحيرة. وصاح من فوق هدير المحرك.

- رب عملك وصل.

- رب . . اتعني روسكو؟

- اجل . . والد جيني واستطاعت ان تتصل بفيدي واتصل هو بي . .يجب ان نفعل شيئاً بسرعة لمنعه من إعادتها إلى انكلترا.

- لقد وعدت فيدي ان تفكر بخطة.

- انا افكر بخطة الآن ،اولاً يجب ان ندخل الفندق معاً.

- ونقول ماذا؟

رد متصلباً : " احاول التفكير بهذا يجب ان نصحح نظرة الرجل إلى الوقائع ، ولأجل هذا احتاجك هناك".

- إذن ،احياناً يحتاج هارلو إلى كولو مبين؟

- احياناً لاتستطيع العيش من دونها ، حتى ولو لم يعجبه هذا . . لقد حان الوقت لتقرري إلى اي جانب تقفين.

----------------------------------

- انا إلى جانب جيني . لقد سمعتني اقول إنني سأساعدهما

وبدلاً من الرد ، صاح شيئاً للسائق فزادت سرعة المركب حتى اصبح الكلام مستحيلاً وسرعان ماوصلا إلى غراند كنال حيث اضطروا إلى البطء الشديد وسألت دولسي : " الا تستطيع ان نسرع اكثر؟".

- لا . . إنه القانون . . هاهو الفندق.

واخرجها من المركب ، وقال : " يجب ان نتظاهر بأداء دور".

سألت بذعر : " لكن ماهو النص؟".

- ارتجلي.

وادخلها عبر الردهة إلى المصعد.

سألت وهما يبلغان الطابق العلوي : " لكن لنفترض اننا لم نفلح؟".

- انت البارعة في هذا.

- لاتقل لي هذا . . انا هاوية ، وانت تستطيع ان تعطيني دروساً.

- حسن جداً . . مارأيك بهذا : انت تعرفين هذا الرجل وانا لا اعرفه . . ابدأي انت وسألحق بك افعلي هذا من اجل جيني ولأجل فيدي الذي حاولت تدمير حياته.

لم يكن هناك وقت للرد وانفتح باب المصعد امامهما كان الباب المزدوج للجناح ،ومن خلفه تناهى إلى مسامعها صوت جيني المضطرب ، وصوت فيدي المذعور.

ونظر غويدو إلى دولسي مترقباً.

قالت : " سنبدأ".

ودفعت الباب لتفتحه.

حدق الثلاثة في الداخل بهما . ثم اسرعت جيني إلى دولسي متوسلة وسارع فيدي إلى مصافحة غويدو ليتحدث إليه بالبندقية وثبتت دولسي عينيها على روسكو ، الذي كان يصيح وهو يمد إصبعه نحو فيدي : " أنا لا أعرف من هو هذا الرجل؟"

قالت جيني باحتجاج : " إنه فيدي ".

صاح:" فليذهب إلى الجحيم!".

واستدار روسكو إليه : " انت . . انت الذي تسببت بكل هذه المتاعب".

للوهلة الأولى ، لم تستطع دولسي ان تفكر في اي شيء ، لكنها سرعان مااستجمعت افكارهاوتكلمت بثقة ظاهرة : "سيد هاريسون اسمح لي ان اقدم لك السيد غويدو كالفاني . . ابن اخ الكونت كالفاني .عائلة اكتشفت انها كانت يوماً على معرفة بعائلتي".

ذكر عائلة دولسي جعل روسكو بصمت ، كما املت . وهذا ماأعطاها الفرصة لتكمل بسرعة: " بعد ان وصلت إلى هنا ، ادركت معنى الأسم كالفاني . . وتبين ان عمة ابي ، لايدي هارييت تعرف عم غويدو جيداً ، إذا كنت تعرف ماذا يعني هذا . ورحب بي الكونت بحرارة حين زرت القصر يوم امس".

كانت تتكلم بشيء من المبالغة ،لكيما يتأثر روسكو بهذه الأرستقراطية وكل كلمة كانت تصيب الهدف وسرها ان ترى هذا.

وتماماً كما وعدها غويدو بأن يجاريها في الكلام ، وصافح يد روسكو قائلاً كل الاشياء المناسبة مطولاً.. ثم كررها بإسهاب ، وتمكن روسكو من الرد رداً متمدناً معتدلاً . . لكنه عاد إلى طبيعته مجدداً.

- لكنك في الصورة تتملق ابنتي.

قال غويدو بسرعة: " لكن فقط تحت انظار حبيبها الحقيقي".

ودفع فيدي إلى الأمام : " اعتقد انك التقيت بصديقي فيدريكو لوتشي الذي كان محظوظاً بما يكفي ليفوز بحب جيني".

انفجر روسكو : " مهلك الآن . . ماذا كنت تفعل في تلك الملابس؟ لهذا ظننتك فيدي".

قال غويدو:" هو فيدي ، وانا غويدو".

- الكونت غويدو؟

- عمي مازال على قيد الحياة ، اطال له بعمره..

----------------------------

- لكنك..

ونظر روسكو من غويدو إلى فيدي ثم الى دولسي : " . . انت . . لا . . انتظر . .".

ثم جاء الإلهام إلى دولسي في وميض مبهم وقالت كأنما على مضض : " سيد روسكو . . قريباً جداً نحتاج انت وانا إلى مناقشة هذه المسرحية كيف يمكن ان اقوم بعمل شريف صادق بينما المعلومات التي زودتني بها لم تكت صحيحة؟".

فغر فمه:" انا..".

اخرجت الصورة.

- انظر اليها ،لقد اكدت لي ان الرجل الذي يحمل الماندولين هو فيدريكو لوتشي . وعلى هذا الأساس منحتك جزاء من وقتي الذي ، دعني اذكرك ، انه ليس رخيصاً وبعد اسبوع وبعد ان اعطيتك افضل الجهود اكتشفت ان فيدي هم في الواقع رجل آخر.

صاح روسكو : " لكنك قلت إنك تعرفينه ".

- لم اقل هذا قلت إن عائلتي تعرف عائلته منذ زمن طويل، كنت مسرورة لالتقائي بالكونت الذي كان يوماً يعرف اللايدي هارييت ، لكن عدا عن هذا ، كان الأمر كله مضيعة لوقتي وإني احملك مسؤلية ذلك .

قال روسكو : " حسناً .. حسناً .. ربما كنت مخطئاً قليلاً، لكن الامر لم يكن مضيعة للوقت فقد عرفنا انه . . ليس ارستقراطياً"

واشار إلى فيدي

قالت دولسي بصوت متصلب : " بما انه لم يدع هذا ، فليس الأمر مدهشاً، ايمكن ان نتوقف عن هذا الهراء الآن ؟ لقد عرفت ان الرجل الذي تحبه ابنتك لايحاول ان يخدعها بادعاء مزيف . . وهذا بالتأكيد مايهم".

تردد روسكو على غير عادته . . كان قد استوعب ان غويدو ارستقراطي حقيقي ويجب ان يسعى لمصادقته ، وان فيدي هو صديقه وشكه بفيدي دون إغضاب غويدو يتطلب مهارة اجتماعية لايملكها روسكو ، وصمت غاضباًوعرف غويدو مايدور في خلده ، وتقدم للمساعدة ، بكل سحره قال بنعومة: "اعرف ان عمي سيكون متلهفاً لأن يعرض عليك ضيافته إنه يقيم حفلة تنكرية في الأسبوع المقبل ووجودك مع ابنتك سيضفي على الحفل رونقاً خاصاً

تحاربت عجرفة روسكو مع رغبته للإسراع بإعادة جيني إلى انكلترا..وكسبت عجرفته المعركة.

قال بصوت اجوف : " هذا كرم منك وستحب هذا اليس كذلك حبيبتي الصغيرة؟هذا . . حسناً .. يجب ان اقول . .".

تحت غطاء ضجيج سروره تمتم غويدو إلى دولسي :"احسنت! لقد قامت كولومبين بسحرها وعرفت كيف تتعاملين معه".

قالت دولسي بضعف:" كاد يطفئ فتيلي".

واستعاد روسكو رباطة جأشه واخذ يشد على يد غويدو :" قل لعمك إنني سأجيء لأراه في الحال فالرجال ذوي الجوهر الواحد يجب ان يلتقوا معاً".

قال غويدو مرتجلاً بسرعة: " عمي مسافر الآن لكنه سيتشرف بالتعرف إليك في الحفلة

واستدار إلى دولسي بسرعة قبل ان يفكر روسكو بالمزيد من الأسئلة .

- فهمت انك ستكونين هناك آنستي . . وسيكون من المبهج رؤيتك . .فيدي ، دعنا نذهب.

وبدأ فيدي بالقول :" لكنني. ."

قال غويدو عبر اسنان مشدودة : " ليس الآن".

وحثه على الخروج : " لأجل الله ياصديقي ، اصمت وانت خارج".

-----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس