عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-17, 06:27 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3 ـ

امـــرأة جديدة

خـــلال الـيــومين التـــاليين , لم تـحظ هـــارييت بوقت للتفكير لكثرة

التحضيرات المتوجبة عليها , تفحص ماركو دفاتر المتجر , واستغرب

الطريقة التي تتبعها في تسيير أعمالها . لكنه سدد ديونها , كما ترك لها مبلغاً

إضافياً لمديرة المتجر الممتازة التي استلمت عنها , وبلغت دهشة ماركو مبلغها

عندما جاءها زبون وكان على وشك أن يشتري قطعة ثمينة للغاية , وإذا بها

تتكلم عن القطعة باستخفاف حتى فقد الزبون اهتمامه بها وخرج من دون أن

يشتريها . فقال لها ماركو , الذي كان جالساً ينظر مذعوراً : (( ليس في القطعة

أي عيب )) . ـ

ـ نعم , لكن الزبون لم يعجبني .

ـ ماذا ؟

ـ لم يكن ليمنح القطعة العناية اللازمة . أنت لم تفهمني , أليس كذلك ؟

فأجابها عابساً : (( مطلقاً )) .

ـ هذه ليست مجرد أشياء أشتريها وأبيعها . فأنا أعشقها . هل تبيع كلباً

صغيراً مدللاً لرجل تعرف أنه لن يعتني به ؟

ـ الكلاب كائنات حية يا هارييت , بخلاف هذه .

ـ وهذه أيضاً حية , أنا لا أبيع شيئاً لشخص لا أثق به . ـ

ـ أنت مجنونة , تتصورين أشياء خيالية , فلنذهب من هنا .

سافرا ظهر اليوم التالي إلى روما , حيث كانت بانتظارهما السنيورا لوشيا

كالـﭭانـي , وأشرق وجهها ما إن رأت هارييت . هتفت وهي تتقدم نحوها

فاتحة ذراعيها : (( إيتا , عزيزتي الغالية إيتا )) .

شعرت هارييت بغصة في حلقها لهذا الترحيب غير المنتظر . وسألتها

لوشيا وهي تمسك بكتفيها وتتراجع خطوة : (( أنت تعلمين لماذا دعوتك باسم

إيتا , أليس كذلك ؟ )) .

ـ كان أبي يدعوني بهذا الاسم في طفولتي . وكان يقول إن أمه . . .

ـ نعم , كان تصغير اسمها إيتا , آه , كم تشبهينها .

وعادت تحتضنها مرة أخرى , بدا استقبالها لابنها متحفظاً , لكن

نظراتها لم تدع مجالاً للشك في أنه محور حياتها . ثم عادت , على الفور ,

بانتباهها إلى ضيفتها لتمسك بذراعها وتقودها إلى حيث كانت سيارة الرولز

رويس بالانتظار .

اجتازوا منطقة ريفية إلى أن وصلوا جنوب المدينة , كانت المنازل

الفخمة مبنية بعيداً عن الطريق , مستترة خلف أسوار عالية وبوابات حديدية

مزخرفة , حيث تقطن الأسر التي كانت تدير العالم بهدوء . ولم يكن بإمكان

عائلة كالـﭭانـي أن تعيش في مكان آخر .

بدت السنيورا كالـﭭانـي امرأة رائعة الجمال , بيضاء الشعر , بالغة

الأناقة , وتكهنت هارييت بأنها على الأرجح تناهز السبعين من العمر , لكنها

بقامتها الطويلة النحيفة ومشيتها المرنة تبدو أصغر سناً .

ـ فرحت كثيراً عندما أخبرني ماركو أنك ستزوريننا , فمنزلنا يبدو خالياً

تماماً أحياناً .

قالت لها هذا وهم يجتازون بالسيارة البوابة الحديدية للفيلا . انسابت

السيارة بين الأشجار إلى أن لاحت لهم الفيلا فجأة . بدت بيضاء بالغة

الفخامة والاتساع , تتدلى الأزهار من شرفاتها , وتؤدي إلى بابها الأمامي

درجات عريضة

فتح أحد الخدم الباب , فسارت لوشيا أمامها بمهارة إلى الردهة ومنها

إلى صالون فسيح . جاءت خادمة فأخذت معطف هارييت , وأتت خادمة

أخرى بعربة الشاي . فقالت لوشيا : (( شاي انكليزي , لك خصيصاً )) .

إلى جانب الشاي كان هناك بسكويت وحلوى تناسب كل الأذواق .

تبادلوا الدعابات والمزاح لفترة , رغم أن هارييت أحست بأن انتباه

لوشيا الحقيقي كان في مكان آخر . فقد راحت تتفحص ضيفتها , وبدا

واضحاً أن ما رأته قد سرها . إذ لم تعرف هارييت في حياتها ترحيباً بمثل تلك

الحرارة , وبدا ماركو مسروراً لما رآه . ـ

نهضت لوشيا قائلة : (( والآن , سأريك غرفتك )) .

بدت غرفتها رائعة للغاية بنوافذها المطلة على الريف الإيطالي البديع

وعلى النهر وأشجار الصنوبر الممتدة تحت أشعة الشمس . كان السرير يتسع

لثلاثة وقد صُنع من خشب الجوز المحفور وزُين بالملاءات المطرزة . أما

الأرض فخشبية مصقولة , والأثاث قديم الطراز مصنوع من خشب الجوز

أيضاً . وكانت التحف تقليدية , بعضها ثمين كما لاحظت هارييت بعينها

الخبيرة . لكنها لم تشأ أن تفكر في العمل حالياً . ـ

سألتها لوشيا بلطف : (( أتظنين أنك ستكونين مرتاحة هنا ؟ أتريدين أن

تغيري شيئاً ؟ )) .

ـ كل شيء رائع . وأنا فقط لم . . . ـ

وتملكها الذعر عندما اغرورقت عيناها فجأة بالدموع فأشاحت

بوجهها . فأجفلت لوشيا : (( ماذا حدث ؟ هل كنت فظاً معها يا ماركو ؟ )) .

فأجاب على الفور : (( كلا , بكل تأكيد )) .

فقالت هارييت بصوت أحش : (( على العكس كلاكما . . . لم أعرف

يوماً . . . )) .

فقال ماركو وعدم الارتياح بادٍ على وجهه : (( علي أن أذهب إلى العمل ,

فقد أهملته أكثر مما ينبغي . . . )) . ـ

فسألته أمه باشمئزاز : (( ماذا تعني بقولك ( أكثر مما ينبغي )؟ )) .

ـ أرجو المعذرة منك ومن هارييت لم أقصد أن أكون عديم التهذيب .

ولكن علي حقاً أن أعود إلى مكتبي ومن ثم إلى شقتي لعدة أيام .

ـ ألن تأتي إلى العشاء الليلة ؟ إنه أول مساء لإيتا معنا .

ـ للأسف لن أتمكن من تناول العشاء معكما , لكنني سأزوركما قريباً .

قبل أمه وبع لحظة تردد , قبل خذ هارييت , ثم خرج بسرعة . هتفت

لوشيا : (( يا له من تصرف ! )) . ـ

ـ إنه مدمن على العمل . وأظنه ضيع الكثير من الوقت .

ـ أنا وأنت سنمضي الأيام القليلة المقبلة معاً . كم أنا سعيدة .

وضغطت على يد هارييت .

شعرت هارييت بأنها دخلت الجنة على غير توقع . فلوشيا فعلت ما

بوسعها لترضيها وأمرت بإعداد الطعام الانكليزي خصيصاُ لها .

طبت لك ذلك لأنني أعلم أنك نصف إنكليزية , لكن الإيطالية تسري

في دمك , أليس كذلك ؟

ـ نعم . ـ

وافقتها هارييت وهي تتساءل عما قاله ماركو عنها , فقد كانت عينا

لوشيا تنضحان تفهماً . ومنذ ذلك الحين أصبحت الإيطالية لغتها , وسرعان

ما أصبحتا صديقتين , سألتها لوشيا : (( لماذا لا تتصلين بأبيك لتعلميه بأنك

هنا ؟ )) .

لم تشأ هارييت القيام بذلك . لكنها عملت بنصيحة مضيفتها . أجابها

صوت غير مألوف أخبرها بأن السنيور ديستينو وأسرته في رحلة لعدة أيام ,

لكنه لم يخبرها بمكان وجودهما حتى عندما أخبرته هارييت إنها ابنته , بدا

واضحاً أنه لم يسمع بها قط من قبل . تركت رسالة لأبيها طالبة منه فيها أن

يتصل بها . ثم أقفلت الخط رافضة أن تشعر بالألم . ـ

استيقظت هارييت في الصباح التالي منتعشة , لتجد أن لوشيا قد

وضعت برنامجاً لنهارهما : ((سنتغدى في المدينة , ثم ذهب في جولة )) .

أسعدها أن تجدد معرفتها بروما , هذه العاصمة العظيمة التي عاشت في

أحلامها . لقد كانت ذات يوم عاصمة العالم , فأصبحت الآن تعج بالسياح

وزحمة السير , ومع ذلك ما زالت مليئة بالآثار القديمة الخالدة . بعد الغداء

أخذتا تتمشيان في شارع (( فيا فيتيتو )) الرائع , وأشارت لوشيا إلى شقة ماركو

التي كانت في الطابق الخامس رفعت هارييت نظرها إلى النوافذ , لكنها

كانت مقفلة . ـ

أمضت اليوم التالي وحدها لأن لوشيا كانت عضواً في عدة جمعيات

خيرية وعليها أن تحضر اجتماعاتها . وهكذا انطلقت , سعيدة , تتجول في

شوارع روما المبلطة , مستكشفة الأزقة الضيقة لتصل أخيراً إلى متجر يختص

ببيع تحف إغريقية . وعندما غادرت المتجر كان دينها قد ازداد بشك كبير .

كانت تتطلع بشوق لترى ما اشترته لماركو , لكنها حتى الآن لم تسمع

عنه شيئاً . تناولت المرأتان عشاءهما ذلك المساء وحدهما . وفيما بعد , وهما

تحتسيان القهوة معاً قالت لوشيا فجأة : (( هل يبدو لك فظيعاً أنني أبحث

لابني عن عروس مناسبة ؟ )) . ـ

ـ ربما يبدو ذلك غريباً نوعاً ما . ألا يعترض ماركو على فكرة الــزواج

من غريبة ؟

ـ هذا أسوأ ما في الأمر , فهو لا يمانع أبداً . كان خاطباً مرة لكن الخطبة

فشلت ومنذ ذلك الحين وهو يتصرف وكأن المشاعر لا تعني له شيئاً .

ـ هل كان يحبها ؟

ـ أعتــقــد ذلـك , لكنه لا يـتـحــدث عــــن هذا الموضوع أمــام أحــــد ولا حتى

أمامي . ربما أنــا عــاطفية حمقــاء , لكنني كنت أحب إيتا كثيراً وقــد ماتـت

صغيرة جداً . كل ما أطلبه هو أن أرى عائلتينا متحدتين في الـزواج والأولاد .

ـ أتمنى أن تخبرني عنها .

ـ كنت صديقة لإحدى أخواتها فأخذتني لتعرفني إلى أهلها . كانت إيتا

أكبر مني بعشر سنوات , لكنها أخذتني تحت جناحـها لأن أمي كانت ميتة .

وكنت اشبينتها في عرسها وأول من رأى أبيك حين ولد . لقد رغبتا أن ينشأ

أولادنا معاً , لكنني تزوجت متأخرة . ثم مرت سنوات كثيرة قبل أن يولد

ماركو . لذا لم يحدث ذلك . ثم ماتت عزيزتي إيتا وما زلت أفتقدها كثيراً .

كانت الشخص الوحيد الذي استطعت أن أفضي إليه بما في نفسي .

ـ هل أنا أشبهها حقاً ؟ ـ

جــوابــاً على ذلك فتحت لوشيا خزانة وأخــرجـت مـنهــا ألـبـــوم الصــور .

ناولتها إياه وبدأت تريها الصرة تلو الأخرى : (( هذه هي . . . إنها إيتا عندما

كانت في عمرك )) . ـ

كانت الشابة في الصورة ترتدي ملابس قديمة الطراز , أما وجهها فكان

شبيهاً بوجه هارييت وكأنه انعكاسها في المرآة . وقالت بعجب : (( أنا حقاً

حفيدتها )) .

ـ أكثر من أولمبيا بكثير : فهي لم تكن مناسبة مطلقاً . إنها فتاة ظريفة

حلة لكنها طائشة , ومع ذك فقد فكرت فيها أولاً لأنني عرفتها منذ

سنوات طويلة . يا ليتني عرفتك أكثر . و يا ليت أمك لم تبعدك عنا !

ـ يا ليت . . . ماذا ؟

ـ قال أبوك إنها لم تشأ أن ترى أياً من بعد أن تطلقا . وأصر على العودة

إلى إنكلترا . ونفاها إلى هناك نهائياً )) .

فقالت لوشيا على الفور : (( يا لتلك المرأة ! لم أحب أباك قط . إنه ضعيف

الشخصية وغير جدير بأمه . والآن , أثار اشمئزازي تماماً )) .

فقالت هارييت غاضبة : (( وأنا كذلك . لق أنكر علي تراثي الإيطالي

الثقافي )) . ـ

ـ حسناً , يمكنك أن تستعيديه هنا .

قالت لوشيا هذا بحرارة , فأجابت هارييت متألمة : (( نعم . بالطبع )) .

ـ هل من الفظاظة أن أقترح عليك أن ترتدي أزياء بلادنا ؟

ـ أتعنين أن ملابسي تبدو حقيرة ؟

ـ كلا بالطبع . ولكن بين المواهب الإنكليزية الكثيرة , ربما تفصيل

الملابس ليس . . .

وتركت بقية الجملة ون نهاية . فقالت هارييت بلهجة حاسمة : (( لا ,

معك حق . حان الوقت لكي أبدو بشخصيتي الحقيقية )) . ـ

ثم اهــتـزت ثقتها بنفسهــا وتــابعت مترددة : (( مهما كــانت تلك

الشخصية )) .

ـ لا تقولي شيئاً كهذا مرة أخرى . منذ هذه اللحظة عليك أن تعيشي

مجدداً .

في الصباح التالي ذهبتا إلى (( فيا دي كوندوتي )) أغلى متاجر روما . وهناك

راحت لوشيا تنتقي الأثواب مبعدة هذا بغطرسة , واضعة ذاك جانباً , إلى أن

تكدست الملابس شيئاً فشيئاً . وعندما غيرت هارييت ملابسها كلها شعرت

بأنها شخص آخر . كان شعوراً غريباً لكنه أعجبها .

بعد ذلك عرفتها السنيورا إلى السيدة تالي مصممة الأزياء المتفوقة , التي

أمضت فترة العسر في دراسة وجه هارييت وما يليق به . وكانت هارييت

نادراً ما تعبأ بالماكياج . لكنها الآن أدركت خطأها . ـ

عيناها , بخضرتهما الرائعة , يجب أن تبدوا أوسع وأكثر تألقاً . وأحمر

الشفاء يجب أن يكون متلائماً مع لون العينين , ويبدو أن كل درجات الألوان

تلائمها ما عدا اللون الذي اعتادت استعماله . كانت الشابة التي بادلتها

النظر في المرآة غريبة , ذات عينين كبيرتين مظللتين وفم ممتلئ , لطالما حاولت

تصغير حجمه . ـ

وعندما أمسكت تالي المقص , هتفت هارييت : (( ليس شعري )) .

ـ لا يمكنك أن تخفي وجهك خلف ذلك الستار من الشعر .

قالت لوشيا هذا , لكن هارييت , التي بقيت لينة مرنة حتى الآن ,

تمسكت فجأة بالعناد وقد تملكها رغب غير مفهوم من التفكير في خسارة

شعرها . استسلمت المرأتان أخيراً , لكنهما أصرتا على أن ترفعه عن وجهها .

وبعد لحظات كان شعرها المرفوع ق غير شكل رأسها بأكمله . كاشفاً عن

عنق طويل رائع كادت تنسى أنها تملكه . أخذت تتأمل نفسها , ممزقة بين

الذعر والحماسة , مفكرة رغماً عنها بأن كارلو سيندهش حين يراها .

اختارتا أخيراً ستة أثواب . أبقتا خمسة منها في المتجر حتى اليوم التالي

لك يتم تقصيرها , ولم تأخذا معهما سوى بنطلون زيتي اللون وقميص من

الساتان , وعندما جلست هارييت تتناول العشاء مع لوشيا , كانت معنوياتها

مرتفعة للغاية , وفكرت في أن ماركو سيعجب بها لو جاء الآن . ـ

لكن الأمسية مرت من دون أن يظهر له أثر , اتصلت به لوشيا ولكن

عندما سمعت المجيب الصوتي قالت بحدة : (( لا . لن أترك له رسالة )) .

ـ يبدو أنه مشغول جداً .

حاولت هارييت أن تهدئها بهذه الكلمات وإن كانت في الواقع تشعر

بأنها تريد أن تصرخ مثلها .

ـ مرت عدة أيام وهو . . . مشغول . ألا يمكنه أن يستغني عن بعض

الوقت لأجل . . . لأجل . . .

ـ لكنني لا أعني له شيئاَ . أنا هنا فقط لكي نستطيع , أنا وهو , أن نعرف

بعضنا بعضاً . ـ

ألقت لوشيا عليها نظرة معبرة : (( حسناً , أنت ابتدأت لكل تأكيد

تتعرفين إلى ابني . إنه أناني وغير مبالٍ )) . ـ

بدا لها هذا صحيحاً . هل هذه حقاً نظرة ماركو إلى الغزل والتودد ؟ أن

يتركها هنا لكي تكسب رضى أمه وكأن ذلك هو الشيء الوحيد المهم ؟

وصلت بقية الملابس عصر اليوم التالي فجعلتها لوشيا تستعرض نفسها

بينما أخذت هي تتأملها .

قالت هارييت : (( أنا لست واثقة بالنسبة إلى ثوب السهرة هذا . إنه

ضيق )) .

ـ بل إنه يلائم جسمك . وهو يبرز ثناياك بشكل بديع .

اقتربت هارييت من المرآة : (( ولكن ليس لدي ثنا . . . آه , بل لدي )) .

وأخذت تستجير , محاولة أن ترى الثوب الزعفراني اللون قدر

الإمكان , من دون أن تجفل من الطريقة التي يكشف بها جسمها

ـ همممم . . .

قالت هذا وقد ابتدأ السرور يتملكها .

ـ كان عليك أن تشتري لنفسك ملابس لائقة من قبل , بدلاً من تضييع

وقتك على تاريخ الآثار . الرجال الأموات بأحسن حال في قبورهم , لكنهم

لا يصفرون للنساء . ـ

ـ ربما أنا لا أريد أن يصفر لي الرجال .

ـ هل أنت امرأة أم لا ؟ أنت جميلة وعليك أن تبرزي جمال جسدك .

ـ هذا ما أفعله . ـ

قالت هذا وهي تحاول عبثاً أن تشد فتحة الثوب إلى أعلى : (( هذا الثوب

ضيق لدرجة أنني أبدو كأنني عارية تماماً )) .

ـ إنه ممتاز , ماركو , يا ولدي العزيز .

فاستدارت هارييت مجفلة لتجـــد أن مــاركو قـــد دخــــل إلى الغرفة بهدوء

وهو ينظر إليه مـســروراً . نهضت لوشيا وعانقته , فعانقها بـدوره بعطف

قبــل أن يلقـــي بقبلة على وجنة هارييت . فعبقت خيــاشيمها برائحة عطره

ممزوجة برائحة رجولته الحادة القوية .

سألته أمه : (( ألا تظن أن مظهر هارييت يتحسن ؟ )) .

ـ أظنها رائعة الجمال . ولكن يجب أن ترفع شعرها .

ـ الحق معك . ماذا لم ترفعيه اليوم يا إيتا ؟ كان يبدو جميلاً جداً أمس .

وأمسكت بخصلات شعرها رفعتها فوق رأس هارييت .

فقالت هارييت مجفلة : (( لا )) .

ثم عادت تسدله على كتفيها , ولكن كان هناك سبب آخر يمنعها , لم

تستطيع أن تفهمه ابتدأت تشيح بوجهها مبتعدة , لكن يدي ماركو أمسكتا

بكتفيها تديرانها إليه لتواجهه , ثم شعرت بأصابعه على رقبتها تجذب شعرها

إلى أعلى . وسألها : (( لماذا تريدين أن تخفي وجهك ؟ )) .

ـ ذلك ليس صحيحاً

ـ بل أظنه كذلك . ـ

ونظر إليها لحظة قبل أن يقول برقة : (( وأظن أيضاً أن على أبيك أن يجيب

على أسئلة كثيرة )) .

ـ لا أدري ماذا تعني . . .

وماتت الكلمات على شفيتها , ذلك أنها فهمت تماماً ماذا يعنيه وهو

يقول : (( إذا كنت تظنين بأن أحداً لن يرغب برؤية وجهك , لمجرد أن أبيك لم

يكن يسر برؤيته , فأنت مخطئة )) .

ذهلت لهذا الكشف المفاجئ , فصحيح أن معاملة أبيها تلك , التي

ظنت أنها استطاعت أن تتجاوزها , ما زالت تؤثر فيها حتى الآن . لكنها لم

تتوقع أن يرى تلك الحقيقة رجل بارد عديم المشاعر . قابلت عينيه , ثم

أخذت نفساً حاداً وجمدت وهي ترى فيهما شيئاً ما . . . أم أنها مخطئة ؟ لكن

تبد ذلك بسرعة ظنت معها أنه وهم . قال ماركو فجأة : (( إرفعيه . الشعر

الطويل لا يناسب أبداً هذا الثوب )) .

هذا السبب الواقعي المبتذل أعادها إلى الواقع . أسرعت إلى غرفتها لتجد

الخادمة التي كلفتها لوشيا بمرافقتها , فساعدتها على رفع شعرها كما كان في

اليوم السابق . ـ

وعندئذ نزلت إلى الطابق الأسفل , لم يقل كارلو شيئاً عن مظهرها بل

اكتفى بإيماءة راضية . أما لوشيا فكانت قد استفاقت من فرحتها بحضور

ابنها وتذكرت أنها مستاءة منه .

ـ أظن علينا أن نكون شاكرتين لأنك تنازلت وتذكرتنا أخيراً . هل

سنحصل على خمس دقائق من وقتك الثمين أم عشر ؟

فقال ضاحكاً : (( لا تغضبي مني يا أمي ! لقد جئت لأكفر عن ذلك ,

وأدعو هارييت لتخرج معي الليلة )) .

* * *

نهاية الفصل (( الثالث ))

: : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : :


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس