عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-17, 06:29 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5 ـ

رجــل الثــلج

في اليوم التالي , وصلت إلى الفيلا باقة رائعة من الأزهار مع بطاقة جميلة

للغاية من ماركو يأسف فيها لسوء الحظ الذي قطع عليهما تلك الأمسية

البهيجة . ناولتها هارييت إلى لوشيا التي عبرت عن رأيها بنبرة اشمئزاز ,

لكنها . لحسن الحظ , لم تلق على هارييت أي سؤال .

اتصل ماركو بعد يومين , دعاهما معاً إلى الغداء في المصرف, إذا كان

لمصرف (( أوريس ناشيونال )) مطعم خاص يقصده الموظفون الرفيعو المستوى

ويدعون إليه أصدقاءهم . وعامل ماركو وبعض زملائه المرأتين كملكتين .

كانت لوشيا قد قصدت هذا المكان ثلاث مرات من قبل , لكنها المرأة

الوحيدة التي دعاها ماركو , على الإطلاق , حتى الآن . وقد فهمت هارييت

ما تتضمنه هذه الدعوة من امتياز . كانت تنوي أن تحتج على تصرفه الشهم في

الليلة السابقة , ولكن ذلك كان مستحيلاً في هذه الظروف . ـ

لم يستطع الفريدو أوريس أن يحفظ سراً , وسرعان ما كان الخبر يسري في

روما بأسرها أن ماركو ظهر في النادي الليلي مع فتاة جديدة . لكن هذه الفتاة

مختلفة , فقد كانت تقيم مع أمه وقد تناولت عشاءها في مطعم المصرف .

وبع ذلك هاجت التخمينات لتستقر على الاستنتاج الصحيح تقريباً .

ـ إذاً لم تعد خطوبتك سراً . ـ

قالت لوشيا ذلك راضية بينما كانوا جميعاً يتناولون الفطور بعد عدة

أيام , وكان ماركو قد أمضى الليلة الماضية في الفيلا . نظرت هارييت إليها

بسرعة : (( ليست خطبة بالضبط )) .

ـ ما هي إذن ؟

نظرت إلى ماركو , لكنه لم يساعدها بشيء . فقالت مترددة : (( إنها . . .

نوع غير رسمي من . . . )) . ـ

ـ لم يعد لي صبر على كل هذا التردد والعجز عن التصميم الجميع يرى

أنكما مناسبان لبعضكما البعض . والآن العالم يعلم أنكما مخطوبان .

سألها ماركو ساخراً : (( ألست أنت من أعطاهم هذا الانطباع يا

ترى ؟ )) . ـ

ـ أم أكن بحاجة إلى ذلك . الجميع رآكما ضائعين في بعضكما البعض في

(( بيلا فيغرا )) .

لم يكن بإمكانهما أن يوضحا أنهما كانا يتشاجران حينذاك , لذا لم يجب

أحد منهما . واعتبرت لوشيا ذلك إثباتاً لقولها . فأضافت : (( ثم اصطحابك

لنا إلى المصرف يُعتبر عملياً إعلان خطبة . ولذا علينا أن نقيم حفلة الآن .

الجميع يتوقع منا ذلك . كما أنهم يتوقعون أن يروا الخاتم . اهتم إذن بما يلزم

لذلك )) . ـ

ثم خرجت من الغرفة قبل أن يستطيعا الجواب . سألته هارييت : (( ماذا

سنفعل ؟ )) .

ـ الحفلة , في الواقع , فكرة حسنة . لقد حان الوقت لتقابلي بعض

أصدقاء الأسرة .

ـ ولكن حفلة خطبة . . . وخاتم . . .

ـ ذلك لا يغير شيئاً . سنقيم حفلة , وإذا غيرنا رأينا فسخنا الخطبة .

والحق مع أمي بالنسبة إلى الخاتم .

وكتب عنواناً أعطاها إياه : (( هذا أفضل صائغ في روما . سأخبره بأنك

ستقصدينه )) .

ـ ألن تأتي معـي ؟

فأجاب من دون أن يقابل نظراتها : (( لدي عمل مستعجل . سيعرضون

عليك أروع ما لديهم فاختاري الأفضل )) .

ذهبت هارييت إلى الصائغ في النهار نفسه فعامل خطيبة ماركو

كالـﭭـاني ببالغ الاحترام , وأراها مجموعة من الخواتم الماسية كانت كلها غالية

الثمن إلى درجة مخيفة . وأعجبها واحد منها مؤلف من ماسات صغيرة للغاية

مركبة على ذهب أبيض , وفي الوسط ماسة كبيرة من نوع فاخر . لكنها كانت

تعرف الكثير عن تجار الجواهر وأسعارهم الخيالية , ولا يمكنها أن تقبل هذا

الخاتم بأي شكل , فسألته : (( أليس لديكم شيء . . . أصغر قليلاً )) .

قالت هذا شاعرة بأن كلمة (( أرخص )) أقل لباقة . فأجاب الصائع :

(( هذه هي المجموعة التي اختارها السنيور كالـﭭـاني )) .

إذن , فقد جاء إلى المتجر , ولكن ليس معها , والأسوأ أنه يحاول أن

يتحكم في اختيارها , وهذا لا يوافقها . فقالت بحزم : (( أريد أن أرى شيئاً

آخـر )) .

فذُعر : (( لكن السنيور كالـﭭـاني . . . )) .

ـ لن يلبس هو هذا الخاتم , بل أنا .

ـ ولكن . . .

ـ طبعاً إذا كان هناك مانع , سأذهب إلى مكان آخـر .

عند هذه الهزيمة , أحضر الرجل صينينة عليها خواتم أقل كلفة .

اختارت أخيراً خاتم سوليتير بديعاً للغاية , مقاومة محاولته للعودة بها

إلى الخواتم المترفة تلك , ثم خرجت وهو في إصبعها .

جاء ماركو إلى الفيلا تلك الليلة وهو يحمل صندوق مجوهرات كبير .

لم تتوقع منه هارييت الخضوع بسهولة , لذا لم يكن عليها أن تكون

خارقة الذكاء لتتكهن بأن ذلك الصندوق يحتوي على الخواتم التي رفضتها .

هل هذه الحرب ؟ إنها مستعدة لها . حيا ماركو أمه بحرارة قبل أن يأخذ

هارييت جانباً . رفعت يدا قائلة : (( شكراً لخاتمي الجميل هذا )) .

فأمسك بيدها بحزم وخلع منها الخاتم حتى دون أن ينظر إليه .

ـ هاي . . . ماذا تفعل ؟

ـ هناك خطأ ! لا بد أنه أراك الصينية الخطأ .

ـ لم يخطئ . وهذا هو الخاتم الذي أعجبني . ـ

فقال بحزم : (( خطيبتي لا تلبس خاتماً رخيصاً )) .

ـ رخيص ؟ لا بد أن ثمنه عشرة آلاف دولار .

ـ بالضبط .

قال باختصار . كان واضحاً أنه يكبح غيظه .

ـ فهمت , إذا أخـــذت خطيبتك تتباهى بخــــاتم يســـــاوي فقــط عشـــرة آلاف

دولار , سيبدأ عملاؤك في مراجعة أسعار أسهمهم , لكي يروا ما إذا كنت قد

فقدت قدرتك المالية .

ـ ما دمت تفهمين ذلك , كما هو واضح , لا أدري لما نخوض هــذا

الحديث .

ـ أرجوك أن تعيد إلي ذلك الخاتم .

ـ لا .

ـ إنه الخاتم الذي أريده . ـ

ســاد صمت بدا فيه ماركو محبطاً وعاجزاً ثم التقت أعينهما والتصميم

بادٍ لدى كليهما . ثم فتح ماركو العلبة : (( اختاري واحداً من هذه )) .

قال هذا بحذر فقالت : (( لقد اخترت الخاتم الذي في إصبعي )) .

سألها وهو يصرف بأسنانه : (( لماذا يجب أن يكون كل شيء مثــاراً

للجدل ؟ )) .

ـ لأنك تحاول السيطرة علي في كل شيء وأنا لا أقبل بهذا .

ـ هذا هراء . أنا فقط أطلب منك أن تفعلي ما هو مناسب لوضعنا . منذ

أيام , أنفقت مالاً أكثر من هذا من دون أن يطرف لك جفن . ودعيني أذكرك

بانه مال لم أسمح لك بإنفاقه .

ـ هل عدنا لنبدأ ذلك من جديد ؟

ـ كل ما في الأمر أنني أستغرب كيف تفرغين جيوبي بكل قسوة إذا تعلق

الأمر بحجز أثري , ثم تصبحين فجأة بالغة الرقة بالنسبة إلى ثمن الخاتم .

أين المنطق في هذا ؟

ـ لماذا يجب أن يكون هناك منطق ؟

فقال بعنف : (( هذا يساعد أحياناً )) .

ـ المسألة ليست مسألة ثمن , وإنما تحكمك بي .

ـ ألم تفكري بتأثير ذلك علي ؟

ـ عملاؤك سينسون هذا . ـ

لكنه كان أمهر مما كانت تظن . وفي اللحظة التالية جاء بالشيء الذي لم

تستعد له . لقد تلاشى الغضب من وجهه , ثم نظر إليها بابتساكة آسفة :

(( هارييت . رغم أنك امرأة لامعة إلا أنك غبية للغاية )) .

ـ ماذا يعني هذا ؟

سألته بحذر , شاعرة بأنه بنصب لها فخــاً ما .

ـ أنا لا أخاف من عملائي بل من أمــي .

ـ أحقاً . إذا كنت تريد أن تقنعني بأنك تخاف من أمك . . .

ـ ماذا تظنينها ستقول لي إذا ظنت أنني عاملتك بدناءة بالنسبة إلى

الخاتم ؟

وكا يبتسم لها بطريقة أقلقتها فقالت : (( سـأوضح لها بأن هــذا هو

اختياري أنا . . . )) .

فتنهد : (( هذا ليس جيداً . ستقول إنه كان علي أن أثبت وجـــودي . وهــي

لا تعرف مدى صعوبة هذا معك . إذا أنت لم تساعدني على الخروج من هذه

المشكلة , سوف . . . حسناً , لا أدري ماذا سأفعل )) .

فقالت بحدة , محاولة ألا تستجيب لابتسامته: (( والآن كُف عن هــذا فأنا

أرى ما في نفسك , هل تسمعني ؟ )) .

ـ أنا واثق من ذلك . ـ

ـ أنت غير مهتم . أليس كذلك ؟ ما دمت تحصل على ما تريد .

ـ أنت تفهمينني تماماً .

ـ حسناً , بعد كل هذه الاعترافات , عليك أن تخجل من نفسك .

ـ لماذا ؟ ما الخطأ في حصولي على ما أريد ؟ ألا تحبين أنت أن تفعلي هذا ؟

ـ طبعاً , ولكن يتملكني بعض التردد ووخز الضمير عندما أفعل ذلك .

فقال بجد : (( التردد ووخز الضمير مضيعة للوقت . إذا كان هناك مـا

ينفعك فاسعي للحصول عليه )) .

ـ من دون أن أهتم بالآخرين . . . ؟

ـ من دون أن تهتمي بأي شيء .

ـ ولكن هذا فظيع . ـ

ـ لا , بل هو صواب , والآن لِمَ لا تجربين هذا في إصبعك ؟

كان يتكلم وهو يضع في إصبعها الخاتم الذي جذب انتباهها في المتجر

وكان هو يعلم طبعاً , إذ لا بد أن الصائغ أخبره بأن هذا الخاتم قد أثار

اهتمامها . إنه أمامها في كل لفتة , وعليها أن تقاومه .

لكن السخط تلاشى أمام جمال الخاتم بماساته الرائعة ومدت يدها تنظر

إلى تلك الحجارة المتلألئة كالنجوم , وقد تملكتها الرهبة لجمالها . وقالت

بيأس : (( لا يمكنني أن آخذه . لا أستطيع )) .

لكنها لم تخفض يدها . وهتف ماركو ينادي أمه التي كانت تتسكع عند

الباب بلهفة : (( ماما , تعالي هنئينا بخطوبتنا )) .

قال هذا وهو يرفع يد هارييت يريها الخاتم فأطلقت أمه صوت

إعجاب : (( آه , ما أروعه من خـاتم )) .

ـ نعم , رائع , أليس كذلك ؟

قالت هارييت هذا والسخرية في عينيها . لم يعد من مجال للتراجع الآن .

وهتفت لوشيا : (( سيذهل كل من يراه . والآن يمكننا أن نجلس

ونستمتع بالتخطيط للحفلة )) . ـ

فقال ماركو على الفور : (( سأغيب عن المدينة لعدة أيام )) .

فقالت الأم : (( اذهب إذن , سنقوم بالعمل بشكل أفضل بدونك )) .

وخرجت وهي تهمهم .

وقالت له هارييت : (( لن أقول شيئاص عن عدم إحساسك بوخز الضمير ,

لأننا سبق وتحدثنا عن ذلك . لكنني أريدك أن تفهم جيداً أنني إذا غيرت

رأيي بهذه الخطبة , وحالياً يبدو هذا محتملاً جداً , فأنا أريدك أن تستعيد

الخاتم )) . ـ

فقال مصدوماً : (( هذا طبيعي . وهل تظنين أنني سأتركه لك ؟ سأحتاجه

للمرة التالية )) .

كانت عيناه تداعبانها , وفجأة لم يعد يهمها شيء . كان صعباً ولا يطاق ,

ولكن لا شيء يصلح هذه الحال فيه . كما أن لديه سحراً خفياً يمكنه أن

يتسلل خفية إلى كيانها . ولكن كان هناك شيء آخر لم تجرؤ على الاعتراف به

لنفسها . فقد كانت هارييت العاقلة تتوارى في الظلال لتحل مكانها هارييت

أخرى تريد ان تجازف وتعيش الحياة بقوة . هزها إدراكها ذلك , وكانت

بحاجة إلى وقت لتفكر فيه . ـ

بعد انتهاء العشاء اتفق ماركو وأمه على لائحة الضيوف . و عندما

نظرت هارييت إليها رأت اسماً جعل عينيها تلمعان . وقالت بحماسة :

(( البارون أورازيو مانيللي )) .

فسألها : (( هل تعرفينه ؟ )) .

ـ لا , ب أتمنى لو ادخل بيته , منذ دهور وأنا أحاول ذلك .

ـ أظن لديه بعض القطع الأثرية التي ترغبين فيها .

ـ آلاف القطع , لكنه لا يدع أحداً يراها . أظن الأمر سيكون مختلفاً

الآن . هل تعرفه جيداً ؟

ـ اعرفه بشكل يسمح لك بدخول بيته , هل أفهم أن هذا ما تتوقعين

مني ان أفعله ؟

ـ ذلك ليس مشكلة , أليس كذلك ؟

ـ وإذا كان في ذلك مشكلة , هل يشكل ذلك فرقاً ؟

ـ حسناً . . .

ـ لا تزعجي نفسك بإظهار التهذيب . يسرني أن أكون نافعاً .

تلك عقبة أزيلت , كما فكرت هارييت مسرورة , لأن ماركو لم يبد عليه

سوى التسلية . وقد سنحت لها فرصة سعيدة لرؤية نفائس لم يٌكتشف عنها

بعد . ـ

* * *

غاب ماركو أسبوعاً , فأغمضت لوشيا و هارييت الوقت بنشاط وبسرعة .

جيش الخدم كله في الفيلا كان مشغولاً بتنظيف البيت لفصل الربيع وإظهاره

للحياة بشكل جديد , وأرسلت الدعوات إلى الضيوف ومنها دعوة لى والد

هارييت . ولكن بما أن الجواب لم يصل , كان معنى ذلك أنه ما زال مسافراً .

بعد يوم واحد ابتدأت الأجوبة على الدعوات تصل . المجتمع بأسره بدا

متلهفاً لرؤية المرأة التي ( غزت قلب الغازي ) . وهي جملة أخذت تتكرر في

صالونات المدينة إلى أن وصلت إلى مسامع هارييت .

فقالت لوشيا ساخرة : (( حسناً , إنها روما على كل حال . وهي المكان

المناسب للذهاب إلى عرين الأسد )) .

فقالت لوشيا: (( لا تقلقي . ماركو يعرف كل شيء عن الأسود , وهو

لن يدعك تواجهينهم وحدك )) . ـ

قبل الحفلة بيومين , جاء ماركو إلى الفيلا , وتناول الثلاثة عشاءً ساراً .

وأثناء القهوة , قالت لوشيا : (( غداً سيبدأ أفراد الأسرة بالقدوم , هل أنت

مستعدة للاجتماع بهم ؟ )) .

فقالت هارييت : (( أنا متوترة بعض الشيء )) .

فتنهدت لوشيا : (( أنا نفسي متوترة الأعصاب . فرانسيسكو سيحضر

ليزا . لا أستطيع أن أدعوها خطيبته وهي في الستينات من عمرها )) .

فقال ماركو : (( لقد بقي سنوات يتوسل إليها أن تتزوجه , ولكن كونها

مدبرة منزله , وجدت فكرة الزواج غير مناسبة )) .

فقالت لوشيا : (( كان كلامها صحيحاً )) .

فقال ماركو : (( لقد سبق لهارييت أن قابلت دولسي )) .

ـ لن يدهشني أن أعلم أن دولسي جاءت إلى متجر هارييت لتبيع

فضيات الأسرة .

ـ

قالت لوشيا هذا بشيء من الخشونة , فقالت هارييت من دون تفكير :

(( بل في الواقع رأس حصان من الرخام )) .

لتغطي حماقتها هذه أسرعت تقول : (( أنا متشوقة حقاً لرؤيتها مرة

آخرى , فقد انسجمنا تماماً . بعد أن انتهينا من العمل تناولنا الغداء معاً . إنها

ملسة للغاية )) .

أجفلت لوشيا مذعورة : (( مسلية ؟ هل هذه كل مؤهلاتها لتكون

(( كونتيسا كالـﭭـاني المقبلة ؟ )) .

ـ حسناً , أنـــا . . .

فقال ماركو بهدوء : (( لا تحاولي أن تجيبي على ذلك . أمي , أنت لست

منصفة مع هارييت )) .

ـ لا , طبعاً هذا ليس ذنبك يا عزيزتي . ـ

ربتت على يد هارييت , ومرت اللحظة بسلام . وتابعت لوشيا : (( وليو ,

طبعاً , لن يصل إلا في اللحظة الأخيرة فهو لا يرتاح في المجتمعات الراقية أو

المتحضرة )) .

فقال ماركو ضاحكاً : (( هـــذا صحيــح . وفي الـــواقع مــــا كان سيأتي على

الإطلاق لو أنه لم يكن مسافراً إلى أميركا , ومن مطار روما يمكنه أن يذهب

مباشرة إلى تكساس )) .

فهتفت لوشيا : (( تكساس ؟ سيظنه الجميع راعي أبقار )) .

فقال ماركو بلين : (( هذا بالضبط ما هو عليه , ما دام ذاهباً إلى أسواق

دمغ الماشية هناك )) .

فردت لوشيا : (( أسواق دمغ الماشية ؟ )) .

ـ ليو يربي الخيول في (( توسكانيا )) إنها حيوانات ممتازة ومطلوبة جداً .

فتنهدت لوشيا بأسى : (( راعي أبقار, بينما ينبغي أن يكون وريث

فرانسيسكو ! )) . ـ

في الصباح التالي كانت هارييت و لوشيا في المحطة تنظران قطار البندقية

الذي يقل الكونت فرانسيسكو كالـﭭـاني . ظهر متأبطاً ذراع امرأة نحيفة كبيرة

السن . و كانت هذه ليزا , عروسه المدعوة . وابتسمت هارييت لمنظرهما

معاً . لقد دام حبهما الخفي طوال تلك السنوات , والآن , بعد أن انكشف

حبهما هذا , بدا زهوهما وفرحهما ببعضهما البعض مؤثراً , وتساءلت كم

من الأزواج ستبقى مشاعرهم بهذا الشكل بعد سنوات ؟ من المؤكد أنها

وماركو لن يكونا كذلك فعلاقتهما لم تبدأ حتى بالحب . قد يكون ماركو على

حق قراره ترتيب زواج من ذها النوع . لكنها شعرت بغصة في حلقها

وهي تنظر إلى العاشقين المسنين .

كان غويدو ابن عم ماركو شاباً وسيماً تحمل نظراته دعابة خبيثة . لكن

عينيه كانتا تستقران على دولسي , التي ستصبح عروسه بعد أسابيع .

رأته هارييت عاشقاً مثالياً , وأعجبها ذلك منه . حيتها دولسي بلهفة وعناق :

(( لا أستطيع أن أصدق أنك أنت العروس . تصوري فقط أننا سنكون

قريبتين . كم هذا عظيم ! )) . ـ

ـ نعم .

وافقتها هارييت وهي تتساءل عما إذا كان ذلك اليوم سيأتي حقاً . كان

الخاتم اللامع في إصبعها حقيقياً , ولكن كا شيء آخر كان يحوطه جو من

عدم الواقعية . كانت متشوقة للاستمتاع بالحفلة بالرغم من كل ما تشعر به

من فوضى وتشتت . قد لا تكون لوشيا موافقة على زواج الكونت , لكن

سلوكها نحو ليزا يالارتياح في صحبتها , كما أنها ارتاحت إلى ماركو , كما

لاحظت هارييت . وهي تشعر أن دقته , هو أيضاً , يمكن الاعتماد عليها .

قبل وجنتيها ثم قدم لها ذراعه لتتأبطها وهي تدخل المنزل .

أثناء العشاء أخذ غويدو يخبرهم عن سوء التفاهم الذي ساد في أول

لقاء له مع دولسي في البندقية , عندما ظنته قائد زورق الغندول , ولم يكن

يعلم أنها تخفي سراً خاصاً بها . وكانوا جميعاً يضحكون عندما رفعت هارييت

نظرها لترى شاباً طويلاً البنية واقفاً عند الباب . وقد عرفت من شعره

الخشن ومظهره الصلب أنه (( الريفي الخجول )) .

ـ

صرخ الجميع : ليو ! ونهض غويدو وماركو ليصافحاه ويربتا على

ظهره . ابتسم العملاق الصغير وبادلهما التربيت على الظهر , ثم عانق لوشيا

ودولسي . ووقفت هارييت لتتعرف عليه , فنظر إليها مقيماً بشكل أصبحت

معتادة عليه . كان وسيماً كشقيقيه الآخرين , لكن تأثيره على الناظر كان

طاغياً جسدياً . وفكرت هارييت في أن رجال أسرة كالـﭭـاني جميعهم

وسيمون .

أعجبت غريزياً بليو , الذي صافحها ببساطة الرجل الذي يجد العمل

أسهل من التفكير , محتفظاً بيدها بين يديه . ثم أخذ ينظر إليها من رأسها

حتى أخمص قديمها بابتسامة إعجاب عريضة . وبادلته هي نظراته حتى سعل

ماركو بشكل ذي معنى .

نظرت إليه مذهولة وهي تسأله : (( من أنت ؟ )) .

انفجر الجميع ضاحكين بمن فيهم ماركو . وهو لم يكن بالرجل الذي

يتقبل بسهولة مثل تلك الدعابة , لكن استحسان أفراد أسرته لسرعة بديهتها

سرته . وقال بابتسامة عريضة : (( إبتعد من هنا ليو ريثما أذكر خطيبتي بمن

أكون , ثم انصحك بأن تدعها وشأنها في المستقبل )) .

غمزها ليو , ثم قال بصوت هامس : (( في الشرفة عند منتصف الليل )) .

لكن ذراع ماركو التي التفت حول خصر هارييت بشدة أبعدتها عن ليو

ومنعتها من الجواب . قالت تحتج وهي تضحك بصوت خافت : (( كانا نمزح

فقط )) .

ـ أعرف ذلك لكن إحذري من ليو . فهو (( يمزح )) كثيراً مع الفتيات .

فما أن يحب امرأة حتى يتركهـا .

ـ غريب . لقد سمعت عنك الشيء نفسـه .

فقطب جبينه : (( عجباً , اين سمعت ذلك ؟ )) .

ـ في كل مكــان . ـ

ونظرت إليه متحدية فتراجع (( دعينا ننهي العشاء )) .

حيث أن العشاء كان في منتصفه , كان على ليو أن يعوض ما فات .

فأخذ يلتهم الطعام متلذذاً بينما كان الحديث يدور حوله , وعندما تكلم راح

يسأل هارييت عن نفسها , غير متظاهر بالغزل الآن , ولكن بكل اهتمام

النسيب . قد يكون ذلك مجرد سلوك حسن , لكن هارييت شعرت وكأنها قد

حققت حلماً رغم كل شيء . فق استقبلها أفراد الأسرة كلهم فاتحي الأذرع

لها .

كان صعباً عليها أن تصدق أن رجال كالـﭭـاني هم من الأسرة نفسها , فقد

كانت ملامحهم مختلفة للغاية رغم أنهم جميعاً وسيمون . بدا ليو يشع نشاطاً

وحيوية وطاقة وصحة , بينما بدا غويدو أخف بنية من أخيه , ومظهره

الصبياني متوازن مع ذكائه الثاقب , ولديه طاقة مستترة تبقيه قلقاً إلا إذا

كانت دولسي بقربه .

في عيني هارييت , كان ماركو هو الأكثر تأثيراً وأناقة وتحفظاً , فهو

رجل مستقل بذاته في كل شيء . في قلب أسرته هو رجل مسترخ مستعد

للضحك . ولكن ما زال صعباً تصوره يتصرف مثل ليو البشوش اللامبالي ,

أو ينظر إلى امرأة بمثل الشغف الذي يشع من عيني غويدو . تساءلت عن

الرأة التي أوشك أن يتزوجها في الماضي , والتي يُمنع ذكر اسمها في البيت

مطلقاً . أتراه احبها حقاً , أم أنها هربت منه يائسة من عدم قدرتها على

إخراجه من قوقعته ؟ ولربما الاحتمال الثاني هو الأرجح . و مع ذلك كان

لديه مفاجأة لها عندما انفضت الحفلة فأخذها بيده خارجاً بها إلى الشرفة . ثم

قال يذكرها : (( لديك موعد هنا في منتصف الليل )) . ـ

فقالت تستفزه : (( ولكن ليس معك )) .

فقال بابتسامة زادت من استفزازها : (( الأفضل أن يكون موعدك معي )) .

ولم تكن هي تريد أفضل من هذا , كما أخذت تفكر وهو يدنو منها

ليعانقها . كان في عناقه حلاوة أذابتها وجعلتها تشده أكثر إليها . لكنه تراجع

قليلاً مبتسماً . ورفعت حاجبيها متسائلة لكنه هز رأسه فقط , فشعرت بأن

هذه الاستراحة القصيرة طرحت من الأسئلة أكثر مما قدمت من الأجوبة .

في ليلة الحفلة , كانت هارييت قد انتهت من ارتداء ملابسها عندما

دخلت دولسي غرفتها . بدت أشبه بحلم في ثوبها الحريري الأزرق , وهتفت

وهي تراها : (( آه , تبدين خلابة . لا عجب في أنك أذبت قلب (( رجـــل

الثلج )) . ـ

ـ رجل الثلج ؟

فأجفلت دولسي : (( ما كان ينبغي أن أقول ذلك , لكن غويدو يقول إن

هذا ما اعتادت الأسرة أن تسميه به . ليس أمامه طبعاً فانت تعلمين طباعه .

ولكنك حتماً ترين منه جانباً لا يراه أحد آخر )) .

وأطلقت ضحكة حلوة : (( ها قد جعلتك تحمرين خجلاً )) .

لكن هارييت أنكرت احمرار وجهها رغم شعورها بذلك . كان في ذلك

التضمين ما يعني أنها وماركو عاشقان وذلك أربكها . ولتخفي وجهها

تحولت مبتعدة وأخذت تسوي ثوبها . ـ

كانت إخصائية التجميل قد حضرت إلى الفيلا واهتمت بتزيين هارييت

بدقة بالغة . فبدت رائعة الجمال بعينيها الخضراوين الكبيرتين وشعرها

المرفوع الذي لا يتدلى منه سوى عدة خصلات على خديها وعنقها .

كانت تلبس ثوباً محكماً على جسدها من المخمل العسلي اللون ,

وأدركت أنها تبدو جميلة , ما منحها ثقة بنفسها .

قُرع الباب ففتحته دولسي , وإذا بغويدو وماركو واقفان عنده بملابس

السهرة . كانا وسيمين بشكل لا يصدق

شمل ماركو هارييت بنظرة استحسان : (( هذا حسن , كما كنت أرجــو

بالضبط . هذه ستبدو رائعة عليك )) .

فتح علبة سوداء وأخرج منها سلسلة ذهبية حدقت دولسي إليها بعينين

متسعتين قبل أن تمسك بيد غويدو وتخرج به من الغرفة بسرعة . فقال لها

يعنفها وهما في الممر ( لقد افسدت المشهد . مشهد رجل الثلج وهو يقوم

بدور العاشق . كان ذلك سيبدو مسلياً جداً )) . ـ

ـ ما كنت سترى شيئاً , لأن ماركو ما كان ليتيح لنا فرصــة لذلك . إنما

الآن بعد أن خرجنا , أراهن على أنهما مشتبكان بعناق مشبوب .

ـ ما رأيك بأن نفعل مثلهما ؟

ـ كن حسن السلوك , ثم لدي مفاجأة لك .

فلمعت عيناه : (( آه , أصبح الأمر مختلفاً الآن )) .

وسمح لها بأن تقوده في اتجاه مختلف .

لكن أملهما كان ليخيب لو شاهدا تصرف ماركو الهادئ وهو يرفع

السلسلة المزخرفة ويضعها حول عنق هارييت ثم قال : (( كنت أعلم أن

الذهب يليق بك )) . ـ

حدقت هارييت في صورة المرأة التي واجهتها في المرآة وتملكها الذعر ,

لأنها لم تعرفها . هذه ليست هي , وإنما مخلوقة رائعة ذات سحر خالد .

ـ شكراً لم أحلم قط أن بإمكاني أن أبدو بهذا الشكل .

ـ أعلم هذا . أنت صائبة الرأي بالنسبة إلى الجميع ما عدا نفسك . لقد

أدركت هذا عنك منذ اللحظة الأولى .

نبرة خاصة في صوته نبهتها إلى أن أصابعه ما زالت على رقبتها . نظرت

في المرآة فتقابلت أعينهما . ورأت في عينيه تألقاً لم يواجهها به من قبل . ثم بدا

وكأنه ارتبك , فعاد الجمود إلى عينيه . ـ

سألتهما لوشيا من عند الباب : (( هل أنتما جاهزان ؟ ابتدأ الناس

بالتوافد )) .

كان الخمسة الأخرون ينتظرون في الممر . حتى ليو ارتدى بذلة رسمية .

ونظرت إيهم لوشيا التي بدت رائعة في الياقوت الأحمر , وهي تبتسم

راضية , وتقول : (( شبان أسرة كالـﭭـاني وسيمون للغاية , وهم يجتذبون نساء

جميلات , والآن فلنذهب جميعاً إلى الأسفل ونقتل المدعوين حسداً )) .


نهاية الفصل (( الخامس )) .

: : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : :


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس