عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-17, 06:29 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6 ـ

في عرين الأســد


فكرت هارييت , وهي تقف في صف المستقبلين , أن تدفق الضيوف لن

ينتهي أبداً . جميعهم من أصحاب المصارف ورجال الأعمال . هذه كونتيسا ,

وذاك دوق , وذلك بارون . . كان الجمع الحاضر كله من خيرة المجتمع

والطبقات الرفيعة .

أحست أنها محاطة من كل جهة بالثراء الفاحش , وتكهنت بــأن أقبية

المصارف لا بد أخرجت ما يجوفها من مجوهرات وتيجان مرصعة وسلاسل

متلالئة , تشير كل منها إلى أن لابسته يمكنها أن تنافس في الغنى أي امرأة

هناك . كما يمكنها هي أيضاً ذلك , كما أدركت . ذلك أن الذهب المتألق

الذي وضعه ماركو حول عنقها كان هو نفسه إعلاناً بذلك , وكذلك الخاتم .

وارتجفت لدي التفكير في نفسها لابسة خاتماً لا يساوي أكثر من عشرة آلاف

دولار بين هؤلاء الحاضرين . الخاتم الذي في إصبعها أخبر العالم كله بأن

العروس التي اختارها ماركو كالـﭭـاني امرأة استحقت احترامه , وبالتالي يجب

أن تستحق احترامهم هم أيضاً . أكثر النساء الحاضرات بدون أصغر سناً مما

هن عليه لأن لديهن الوقت والمال لمحاربة السنوات . كم يلبسن أحدث

الأزياء وأغلاها ثمناً , ليس لمجرد الترتيب والتأنق , إنما للاستعراض وربما

للمعرض . . . عرض أنفسهن بدلاً من ثيابهن . هذا هو الأمر . ـ

شعرت بقشعريرة من الخطر . وفجأة , تذكرت صوت أولمبيا يقول :

( معروف عن ماركو أنه يدمر النساء ) .

كن يراقبنها بأعين متوهجة , أهو فضول , غيرة , أو سخرية ؟ أو كل

هذا وأكثر ؟ شهوة , حسد , ذكريات , توقعات . . . بعض هذه المخلوقات

الوقحات كن عشيقات له , ويردنها أن تعلم ذلك . وكن يحسبن كم سيبقى

أميناً لها . ليس لمدة طويلة , كما يفكر بعضهن من دون شك . وهن يردنها

أن تعلم ذلك أيضاً .

إنها في عرين الأســد . ـ

دفعها غضب مفاجئ إلى أن ترفع رأسها وتعدل كتفيها .

لا يهم لو فُسخـت الخطبة بسرعة . الليلة على الأقل هو لها رسمياً ,

وستدافع عن حقها فيه . سألها ماركو : (( هل أنت بخير ؟ )) .

ـ بأحسـن حال .

ـ وأنا أصدقك . هنا غابة , لكنك قوية .

ـ أنا لست خائفة , ولكن ربما عليهن هن أن يخفن

فقال وهو يمنحها إحدى ابتساماته المشرقة النادرة : (( نعم تعالي )) .

وقادها إلى باحة الرقص : (( دعينا نخبرهن بما يردن أن يعرفنه )) .

وأخبر أولئك النسوة المستاءات ما كن يردن معرفته بالضبط . فرقصا

الواحد في حضن الآخر الخد على الخد يتمايلان وكأن كلا منهما قد ذاب في

الآخــر . ـ

فكرت هارييت أن كل هذا زائف ومجرد عرض على الجموع . لكن

البهجة التي شعرت بها لمجرد قربها منه كانت تشتعل داخلها مجدداً . كان

ثوبها كاشفاً , ولكن بدلاً من أن تشعر بالخجل كالمرة الماضية , بدت مزهوة

الآن . فقد أصبحت تعتقد بأنها تستحق أن يراها الآخرون , وكانت تريد من

هذا الرجل بالذات , أن يعتقد ذلك أيضاً . وقد فعل , إذا صدقت النظرة

التي بدت في عينيه . ـ

قال بنعومة : (( أنت رائعة الجمال . لا أريدك أن ترقصي مع أي شخص

آخــر )) .

فقالت باسمة : (( إذن فلن أرقـــص )) .

ـ لـسـوء الحظ يتوجب عليك ذلك , وكذلك أنا .

ـ نعم وإلا سيخيب أمل كل أولئك النسوة .

ـ إنسي أمرهن .

ضحكت . وكانت قريبة من وجهه بحيث أدفأته أنفاسها , وشعرت به

يرتجف : (( لن يعجبهن ذلك )) .

فقال مرة أخـرى : (( إنسي أمرهن , آمـرك بذلك )) .

ـ أنت تعطي الأوامر بسهولة بالغة , ولكن من غير الحكمة أن تخبرني بما

علي أن أفكـر به . ـ

فضاقت عيناه : (( لماذا ؟ )) .

ـ لا ينبغي عليك قط أن تعطي أوامر لا يمكنك أن تنفذها بالقوة , كيف

ستعرف أنني أفعل ما تريد ؟

ـ سآخــذ عدم قيامك بذلك أمراً مسلمـاً به , وبهذا لا يمكنني أن

أخطئ .

فقالت تغيظه مداعبة : (( أنت تفهمني كما أفهمك تماماً )) .

ـ وماذا أنا برأيك ؟

ـ أنت طاغية .

ـ وأنت سـاحرة .

توقفت الموسيقى الراقصة , فألقى عليها نظرة جامدة قبل أن يفترقا إلى

شركاء آخرين .

رقصت هارييت مع الكونت كالـﭭـاني وغويدو , وليو , حتى وصلت

أخيراً إلى البارون أورازيو مانيللي . ـ

كانت قد قابلته بشك مختصر بداية السهرة . بدا لها أصغر مما

توقعته . ليس شاباً لكنه ليس كبيراً في السن . ذا بنية قوية ووجه سمين

وملامح متغطرسة . كانت قد كتبت إليه مرات كثيرة إلى حد تساءلت معه إن

كان اسمها سيؤثر على استجابته . نظر إليها مقيماً ولكن من الصعب التكهن

بما تعنيه نظراته . تقدم منها الآن طالباً الرقص معها وقد بدا من عينيه أنه

تذكرهــا .

وعندما دخلا الحلبة سألها : (( تساءلت لماذا كان اسمك مألوفاً . لقد

كنت تكتبين إلي )) .

ـ طوال سنوات . فالجميع يعرف أن مجموعة تحفك وتماثيلك أسطورية ,

لكنك تخفيها .

ـ كان أبي وجدي جامعي التحف الفنية . أمــا أنا فأحب أن أمضـي

أوقاتي بين الأحياء وليس الأموات . لماذا تريد شابة رائع الجمال مثلك أن

تدفن نفسها في الماضي ؟

ـ أنا أعشق ذلك . إنه حياتي . ـ

ـ من المؤكد أنه ليس كل حياتك . فزوجك سيرغب في اهتمامك .

فقالت برزانة : (( وسيحصل عليه . إنما في حدود المعقول )) .

قهقه ضاحكاً بصوت مرتفع , فالتفت الجميع نحوهما : (( ماركو لن

يسمح لك بذلك )) .

ـ ومن قال إنني سأسأله ؟ لن أتخلى عن عملي لمجرد أنني زوجة .

فقال ضاحكاً : (( لقد ابتدأت أعجب بك . ربما علينا أن نتحدث أكثر

من هذا )) .

ـ عن مجموعتك ؟ وعن ذهاب إلى بيتك لرؤيتها ؟

ـ وكيف يمكنني أن أرفض طلبك ؟

احتك به شخص ما من الخلف , فقال : (( هل يمكننا الذهاب إلى مكان

أقل ازدحاماً ؟ )) . ـ

لو استطاعت أن تتسلل بعيداً للحظة , لما سبب ذلك أي أذى , كما

أخذت تقنع نفسها . فهما سيذهبان إلى الغرفة المجاورة حيث تجري الحفلة

أيضاً , ولكن الناس فيها أقل . ولكن في الغرفة التالية كان ثمة شخص

يغني , فاستمرا في سيرهما حتى وصلا إلى الحديقة ووجدا مقعداً خشبياً تحت

شجرة تدلت منها أنوار ملونة .

ابتدأ مانيللي يتحدث عن الذهب والمجوهرات باسطاً سجــادة من

الأعاجيب أمامها حتى بهرها . وابتعد عنها العالم الخارجي , ونسيت أين هي

وماذا عليها أن تفعل الآن ؟ سرقها الوقت من دون أن تلاحظ عندما انفتح

أمامها عالم جديد . وأخيراً قالت بحرارة : ((ولكن ما كان لك أن تخفي كل

هذا . عليك أن تدع العالم بأجمعه يدخل بيتك ليرى تلك النفائس )) .

أخذ يدها بين يديه : (( عليك أن تأتي إلى بيتي ذات يوم وسيكون من

دواعي سروري أن أريك كل شيء )) .

ـ سيكون ذلك رائعاً . ـ

قال هذا بصوت خافت وهي تغمض عينيها وكأنها في حلم .

لكن صوتاً بارداً بدد هذا الحلم : (( أنت تهملين ضيوفنا حبيبتي )) .

كان ماركو واقفاً أمامها بابتسامة لم تصل إلى عينيه . كانت نظراته مسمرة

على يدها التي كانت بين يديه .

ـ سامحنا .

قال أورازيو هذا وهو يقف من دون أن يترك يدها : (( في غمرة عجبي

لاكتشاف سيدة مليئة بالحكمة والعلم بقدر ما هي رائعة الجمال , نسيت

حسن السلوك واحتكرتها لنفسي . هل يمكنني القول , يا ماركو , كم أنت

محظوظ في الحصول على حنان هذه الحلوة . . . ؟ )) . ـ

التوت شفتا هارييت . كان هذه عرضاً مشيناً , إنما مسلياً . ثم استرقت

نظرة أخرى إلى وجه ماركو . لم يجد أياً من هذا مسلياً . ثم استرقت

نظرة أخرى إلى وجه ماركو . لم يجد أياً من هذا مسلياً وهو يقول بصوت

فاتر : (( تبلغت التهنئة وأن أشكرك)) .

كانت نظراته القاسية مسمرة على يد هارييت , فسحبتها بسرعة من يد

أوزاريو بسرعة قبل أن يتركها , وهو يقول : (( لا تدعه يغيظك . لأنه

يقول ذلك عمداً . كنه بدلاً من ذلك تأبطت ذراعه وعادت معه إلى البيت .

وقالت تحاول إقناعه : (( لا تغضب )) .

فقال بخشونة : (( لا أغضب ؟ أتدركين أن الليل قد انتصف تقريباً ؟ )) .

ـ آه , رباه , أنا آسفة . ما كان لي أن أتأخر إلى هذا الحد .

فقال بصوت متوتر : (( ربما بإمكاننا أن نناقش ذلك فيما بعد )) .

أدهشها أن تراه يأخذ هذا الأمر جدياً . إنه يعلم أنها لا تهتم إلا بالنفائس

التي في بيت أوزاريو . إنه رجل محنك وبإمكانه أن ينبذ ذلك جانباً . لكن

غضبه الهادئ لم يترك شكاً في أن ذلك لمس منه وتراً حساساً .

ـ ماركو . ـ

ـ فلندع الحديث ند هذا الحد الآن . يجب أن يرانا الضيوف في أحسن

مظهـر .

ـ لكنك تعبس غاضباً في وجهي .

ـ أنا لست كذلك . فهذا أسهل كثيراً .

كان بعض الضيوف قد خرجوا إلى الحديقة وبإمكانهم أن يروا ماركو

وهو يجذب عروسه إلى ذراعيه .

فقالت : (( لا أظن . . . )) .

فقال بعنف : (( إخرسي . . . إخرسي واجعلي المشهد يبدو حسناً )) .

ارتفع الهتاف في الحديقة عندما شد ذراعيه حولها برغبة خشنة بينما

استسلمت هي إلى عناقه . ما كانت لتختار أن يبدو الأمر بهذا الشكل , ولكن

تملكها شعور بالذنب بأنـها عاملته بشكل سيء وعليها أن تساعده في إنقاذ

كرامته .

لو أنه فقط لا يحتضنها بهذه الشدة التي بدت للناظرين أشبه بعاطفة لا

تنضب , بينما هي في الواقع غضب بالغ .

وتمتمت : (( لا يا ماركو . . . هذا يكفي )) .

فقال بصوت مرتجف : (( نعم . هذا يكفي لإقناعهم الآن , ولكن علينا

أن نمثل دور العاشقين لبقية السهرة )) . ـ

وأرخى قبضته فترنحت لحظة ورأسها يدور , واضطرت إلى التمسك

به . بعض الضيوف الذين كانوا قد اجتمعوا على الشرفة قالوا جهاراً ما كان

الباقون يفكرون فيه سراً .

ـ ماركو , لقد جعلت الفتاة المسكينة يغمى عليها . . .

ـ هكذا يكون العناق الرومنسي الحقيقي .

ـ والآن , إنه يريد أن يتخلص منا بسرعة .

وعلا الضحك .

قالت لوشيا تنهر الشبان المشاغبين : (( هذا يكفي )) .

فقال أحدهم : (( كنا نهنئه فقط , والآن , لو أن هارييت كانت لي . . . )) .

فقال ماركو : (( لكنها ليست لك , فهي لي, ومن الأجدر بك أن تتذكر

ذلك )) .

كان صوته مرحاً ودوداً تقريباً , ولكن بعض المستمعين استشفوا النبرة

الفولاذية الخافتة فيه , وأولهم المرأة الواقفة بين ذراعيه التي كانت ما زالت

تشعر به يرتجف مثلها تماماً . وعندما تكلم , اشتدت ذراعه حولها بشكل

غريزي , وأدركت هي أن هذه الرسالة لها هي بقدر ما كانت لهم . إنها

تحذير .

ونادى ماركو : (( هاتوا مزيداً من المرطبات . . . المرطبات للجميع )) .

أسرع الخدم بزجاجات العصير , يملؤون الكؤوس الفارغة , ثم رفع

ماركو يده يسكتهم : (( أنا أوفر الناس حظاً , فأروع امرأة في العالم وعدتني

بأن تكون زوجتي . ولا أظن هناك سعادة أكبر من هذه )) .

عجبت كيف يمكنه أن يقول ذلك , بينما يتهمها بأنها تخدعه ؟ كيف

يمكنها أن تكتشف يوماً حقيقة تفكير هذا الرجل ؟

ـ إرفعوا كؤوسكم واشربوا معي نخب عروسي !

كلهم شربوا نخبها وانتهت السهرة بمرح صاخب . واستغرق

حضور السيارات الفارهة لتأخذ الضيوف ساعة أخرى , بينما كان أفراد

الأسرة بدعوتهم . ـ

عندما توارت آخر سيارة , أغمضت هارييت عينيها إرهاقاً . عليها الآن

أن تصلح الأمور بينها وبين ماركو . لكنها عندما فتحتها لم تجد له أثراً .

رأتها لوشيا تنظر حولها فقالت لها : (( لا تقلقي , ربما يتحدث مع ابني

عمه في مكتبه فلا تنتظريه )) .

وافقت هارييت , فربما من الأفضل أن تدع غضبه يبرد أولاً . قبلت

لوشيا ثم صعدت إلى غرفتها .

كانت تنوي الاستحمام قبل الخلود إلى النوم , لكنها لم تستطع , شيء ما

بالنسبة لهذه السهرة لم ينته بعد . مدت يديها إلى رقبتها محاولة أن تفك العقد

الذهبي الثقيل , وهي تفكر كالعادة . . . ذهب أصلي من القرن السابع عشر ,

مزخرف بطريقة . . . آه , ومن يهتم بذلك ؟

من يهتم لشيء ما عدا النظرة التي رأتها في عيني ماركو عندما عثر عليها

مع البارون ؟ ما هي أهمية أي شيء ما عدا ما كانت تعنيه تلك النظرة ؟

ثم رأتها مرة أخرى . لم تسمعه وهو يدخل الغرفة , وإذا به خلفها يزيح

أصابعها جانباً لكي يفك لها القلادة . بدا وجهه مظلماً إلى حد توقعت معه

أن ينتزع مها العقد انتزاعاً . لكنه رفعه بهدوء رغم أن أصابعه لم تكن ثابتة

تماماً .

قالت بلطف : (( لا أظنك ما زلت غاضباً . لقد كانت سهرة رائعة )) .

فقال متوتراً : (( أنا مسرور لأنك استمتعت بها , ثم نعم , ما زلت

غاضباً , فقد خدعتني )) . ـ

ـ لمجرد أنني انخرطت في حديث مع . . . ؟

ـ لقد اختفيت من حفلة خطوبتنا مع رجل آخر , وبقيت معه قرابة

ساعة , هل لذلك أي مبرر معقول ؟

ـ هل كانت غيبتي طويلة إلى هذا الحد ؟ لم أشعر بمرور الوقت كما أنني

نسيت . . . ـ

فقال بحدة : (( قولك إنك نسيت هو خطأ . شكراً , هذا كل ما كنت

أحتاجه )) .

ـ أنا آسفــة .

أحال الغضب صوته إلى فولاذ : (( أقدر لك أن أفكارك عن السلوك هي

غير تقليدية , ولكن ألم يخبرك أحد أنه يُفترض بالمرأة أن تفضل مرافقة خطيبها

على مرافقة أي رجل آخر ؟ وإذا كانت لا تستطيع ذلك , عليها أن تتظاهر به

من باب اللياقة والتهذيب , فلا يبدو رجلاً مخدوعاً أمام العالم كله . هل

تفهمين ؟ )) .

ـ طبعاً أفهم . آه , إسمع , أنا آسفة يا ماركو , آسفة حقاً , لم اقصد

إهانتك , لقد انجرفت فقط . . .

ورأت وجهه فقالت : (( قولي هذا زاد الأمر سوءاً , أليس كذلك ؟ )) .

ـ ما تفعلينه يثبت أصلك الإنكليزي . أنت تظنين كون إسمك إيطالياً

يجعلك واحدة منا . لكنني أقول لك إن الإسم لا يعني شيئاً . المهم هو القلب

الإيطالي وأنت ليس لديك فكرة عن ذلك )) .

حدقت هارييت إليه , وقد أذهلها أن هذا الرجل البارد المتحفظ الذي

كانت تظن نفسها تعرفه , يقول شيئاً قاسياً كهذا . وهبت في وجهه تقول :

(( كيف تجرؤ على القول إنني لست واحدة منكم ؟ إنه تراثي بقدر ما هو

تراثك )) .

ـ صحيح أن دمك شرق أوسطي حار , لكنه لم يعد له تأثير , وإلا

لعرفت أن معاملة المرأة لزوجها شيء بالغ الأهمية بالنسبة إليه .

ـ أنا لست امرأتك .

ـ بل أن كذلك .

وفكر لحظة ثم عاد يقول : (( أنت كذلك بالنسبة إلى الناس هنا . لكنك

تظنين أننا مجرد صديقين حميمين , كما أننا رجل وامرأة مجردين من

المشاعر . لكن الإنكليز فقط يفكرون بهذا الشكل )) .

كان ينظر إليها وكأنه رجل غريب : (( مــاذا حدث ؟ ألا تحتملين قول

الحقيقة ؟ )) . ـ

فصرخت : (( هذه ليست الحقيقة )) .

ـ بل الحقيقة وأنت تعرفين ذلك . أنت تلجأين إلى العالم الميت لأن

العالم الحي كثير عليك ؟ قلبك مركز على الماضي حيث لا شيء يسبب الألم .

ماذا تعرفين عن الكرامة أو الحب , أو العواطف المشبوبة ؟ إنها مجرد كلمات

بالنسبة إليك .

فصرخت : (( كان ذلك مني مجرد عدم اكتراث ولا علاقة له بالحب أو

المشاعر . . . )) .

ـ لكن علاقته قوية بالكرامة , كرامتي التي ذللتها أمام الجميع . ما الذي

كنتما تتحدثان عنه طوال ذلك الوقت ؟

ـ وما الذي أتحدث عنه دوماً ؟ الآثار . أنت تعلم أنني كنت أريد

الاتصال به لأنني أخبرتك بذلك وقلت إنك ستساعدني على زيارته .

ـ يمكنك أن تنسي ذلك . فقدمك لن تطأ أبداً منزل ذلك الرجل .

ـ أتراك تعطيني مزيداً من الأوامر ؟ ـ

ـ فلنقل إنني أشير إلى ثوابت معينة . لقد خَلَف بيننا . وحيث إنك

تعرفين هذا , من غير المعقول أن تسعي إلى صحبته .

ـ ليست صحبته ما أسع إليها ولكن تحفه الفنية .

ـ أنت لا تفهمين , أليس كذلك ؟ إذن دعيني أتكلم بوضوح . أنا أمنعك

من الذهاب إلى بيته .

ـ تمنعني . . . ؟ أنت تعطي الأوامر وأنا يُفترض بي أن أقول حـاضر . يا

إلهي , أنت جئت إلى الشخص غير المناسب . لا بأس لقد تغيبت عن الحفلة

وقتاً طويلاً . أنا آسفة , كان عدم مراعاة للمشاعر مني . ولكن الجميع

في الحفلة كان يعلم أن خطبتنا مدبرة , وقد كان ادعاؤنا حسناً . ولكن ليس

هنا أسرار في روما , كما قلت لي أنت بنفسك . وإذا كنت ستتحدث عن

الكرامة , ماذا عن كرامتي أنا ؟ لم يكن في الحفلة امرأة الليلة لا . . . كيف

أقولها بشكل مهذب ؟ لا تعرفك أكثر مما أعرفك أنا . ـ

فقال وعيناه تلتهبان بشكل خطر : (( أتريدين أن تقولي إن هذا نوع من

الانتقام ؟ )) .

ـ لا . كلا طبعاً . ولكن لا أحد يظن أننا نعني , في الحقيقة , شيئاً

لبعضنا البعض . . .

فقال ساخراً : (( ( نعني شيئاً لبعضنا البعض ) ؟ ما الذي يزعجك في كلمة

حب )) .

قالت بغضب : (( لا علاقة للحب بهذا . لا يمكنك أن تغير العبارات

كلما ناسبك ذلك )) .

ـ أريد وعداً منك بألا تريه مرة أخرى . سواء كنت أنا هنا أم لا .

فصرخت : (( بل سأراه إذا أنا أردت ذلك . والوعد الوحيد الذي

يمكنني أن أقطعه لك هو أنني لن أعـدك بشيء )) .

ـ أنا أنذرك . . .

ـ لا تنذرني , فهذا لا يؤثر علي . ـ

ـ أنت لن تريه مرة أخرى يا هارييت . وأنا أعني ذلك .

ـ وإلا ماذا ستفعل ؟

ـ ستجدين نفسك على أول طائرة متجهة إلى إنكلترا .

ـ ربنا بإمكانك أن تطردني من هذا المنزل , ولكن هل يمكنك أن تراهن

على أنني لن أنتقل إلى فندق وأرى مانيللي كل يوم ؟

فضاقت عيناه : (( إياك أن تفعلي ذلك . أنا أنذرك )) .

ـ هل تهددني ؟

ـ هذا ليس تهديداً بل إنذاراً . هل أنا واضح ؟

ـ تماماً , والآن دعني أكون واضحة .

وخلعت الخاتم وقدمته له : (( هل هذا واضح بما يكفي ؟ )) .

ـ تباً لك .

وانتزع الخاتم منها بسرعة وألقاه بعيداً من دون أن ينظر أين وقع .

حدقت إليه مصعوقة وهي تدرك انه على وشك فقدان السيطرة على

نفسه : (( ماركو , أريدك أن تخرج الآن )) .

واستدارت مبتعدة لكن يديه كانتا على كتفيها ترغمانها على مواجهته :

(( لم أنته بعد )) . ـ

حاولت أن تنتزع نفسها منه لكنه أبقى يديه في مكانهما حتى أذعنت له

وقالت : (( دعني أذهب )) .

ـ ربما عليك أن تلتزمي بالنصائح التي تسدينها . إياك أن تأمري بشيء

لا يمكنك فرضه إلا إذا كنت تظنين نفسك من القوة بحيث يمكنك

مقــاومتي .

لم تجب , وإنما حملقت فيه بغضب بالغ . فتدلى شعرها على وجنتيها

المتوهجتين . بدا أن مظهرها العنيف المتوحش قد فتنه , لأنه جذبها إليه فجأة

محاولاً معانقتها .

فقالت بصوت خافت : (( إياك أن تجرؤ . لقد انتهت خطوبتنا )) .

فقال وهو يدنو منها أكثر : (( لا . لم تنته )) .

حاولت أن تقاومه بكنه ثبتها بيديه الفولاذيتين , مانعاً إياها من الحركة ,

فأذعنت لعناقه . كانت تعيب عليه مازحة إصراره على تنفيذ ما يريد , لكنه

كان يصر الآن والأمر ليس مضحكاُ . . . لأنه يملك القدرة التي لم يملكها

رجل آخر على إثارة أحاسيسها .

كان يعلم كيف يستعمل مهارته محركاً إياها بمهارة بين ذراعيه مرسلاً

ارتعاشات من العواطف في داخلها , ثم وببطء , يعود فيكبح جماحه ,

وجماحها أيضاً .

قالت بصوت مرتجف : (( كيف تجرؤ )) .

كانت غاضبة للغاية منه لفرضه هذا عليها , والأكثر من ذلك أنه ابتعد

حين بدأت تشعر بالاسترخاء .

لم يجب . ولم تعرف حتى إن كان قد سمعها . كان وجهه مظلماً منزعجــاً

وعيناه مسمرتين عليها وكأنهما تسألانها أسئلة لم تفهمها . ومرر يده على

ذراعها مداعباً إياها بأصابعه . ـ

الآن كانت ذراعاها مطلقتين وبإمكانها أن تدفعه عنها بعيداً غير أن

الإرادة كانت تنقصها . أخذ يلامس وجهها مداعباً إلى أن وصلت أصابعه

خلف أذنها , وكأنه كان يعلم أنها نقطتها الحساسة . أخذت نفساً مرتجفاً

عندما سرى هذا الإحساس العذب في كيانها .

لم يعد بإمكانها الإدعاء الآن , فهو سيشعر بخفقان قلبها الجنوني تحت

أصابعه . لقد تحداها أن تقاومه , لكنها لا تستطيع أن تقاوم الأحاسيس التي

تملكتها وجعلتها ترفع يديها ليس لتدفعه عنها بل لتعقدهما حول رأسه .

اشتعلت الأحاسيس في كيانها بشكل لم تعرفه من قبل . لأنها , ربما للمرة

الأولى في حياتها تشعر بالحياة مشرقة مثيرة . وتأوهت والتصقت به .

شعرت به يتصلب ثم يجمد تماماً . رفع رأسه وهزه قليلاً , وكأنه يتساءل

عما يحدث , ثم سمر نظراته على وجهها . أوشكت أن تصرخ إزاء التعبير

الذي بدا على وجهه . لم ترَ انتصاراً كما توقعت , وإنما طيفاً من العذاب .

ـ ماركو . . .

فقال بصـــــوت أجش : (( لو رأيتك تفعلين هذا مع أي رجل آخر ,

لكنتُ . . . لكنتُ . . . )) . ـ

انتظرته أن ينتهي , وهي تصغـي إلى أنفاسه السريعة وخفـقـات قلبها

المرتفعة . كان هذا شخصاُ جديداً مرتبكاً معذباً بمشاعر عنيفة توشك أن

تدمره . ليس ماركو الذي تعرفه .

وأخيراً همست : (( سوف تفعل مــاذا ؟ )) .

سرت في كيانه رجفة : (( هذا غير مهم )) .

ارتجفت قبضته وتلاشت نظراته اللامعة تاركة عينيه حزينتين بشكل

غريب .

تمسكت بالأثاث , شاعرة بالأرض تهتز تحتها : (( ربما هو مهم )) .

فقال بحدة : (( لا . انتهينا من هذا الـمــــوضوع الآن . وأنا آسف

لتحذيري هذا لك )) .

ـ ماركو . . .

ـ أعدك بألا يحـــدث هذا مجدداً .

ـ ماركو .

* * *


نهاية الفصل (( السادس )) . . .



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس