عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-17, 10:26 PM   #28

كِــناز
alkap ~
? العضوٌ??? » 351343
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 132
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » كِــناز is on a distinguished road
¬» مشروبك   7up
¬» اشجع ithad
افتراضي نامي فقد حل الظلامْ نامي ولاتنسي لقائي في المنامْ إن الوصال محرمٌ، والحلم ليس به حرام

رنين زفرت والضيقة ماليه قلبها: خلاص يا جود أهدي ما سار الا خير..، لفت لفيصل وكملت: حتودينا أي مستشفى؟

فيصل وعينه على الطريق: مستشفى مشعل نجم الدين التخصصي.. هناك في دكتور مرا ممتاز، أتوقع اسمو عبد العزيز!

رنين طالعت فيه والدم نشف بعروقها بعد ما سمعت الاسم اللي نطقه ومن ثم تكلمت باندفاع: لااااء فيصل..، سكتت لما شافته يناظرها باستغراب من ردة فعلها فكملت بتردد وارتباك خفيف: أمم يعني.. انــا، أنا سمعت انهم مو كويسيين ويبالغو في حالة المريض.

فيصل حرك رأسه بالنفي: بالعكس يا رنين.. واحد من الشباب لما تعب راح هناك، مدحلي طبيب منهم..، سكت شوي ليفكر: والله نسيت مو متأكد من أسمو ازا عبد العزيز ولا لا، بس يقول إنو أخو مدير المستشفى.

سكتت وما نطقت بحرف وهي خايفه بأنها تلتقي فيه، تلتقي فيه بعد غياب!



"الفصل الرابع"
"لقاء بعد غياب"



كان واقف بالممر ينتظر خبر من الدكتور، صار لهم عشر دقايق من لما دخل يكشف عليها، طالع في جود اللي جالسه في وحده من الكراسي ومسنده رأسها على الجدار، هديت عن أول ووقفت دموعها، يعني صارت أحسن من أول بكثير بس بادي على ملامحها الخوف والإرهاق، ورنين تروح وتجي بالممر تفرك يدينها بتوتر فضيع، مشى لها ووقف قبالها، حاوط يدينها وبنبره هادية: رنين خلاص أهدي.

طالعت فيه وبلعت ريقها: إيش أسوي؟ خايفه.. ماني مصدقه إني شفت ماما بصحة وعافيه أخيرًا، ما أباها ترجع زي أول.

أبتسم لها ليطمنها: لا.. أن شاء الله ما فيها إلا كل خير.

رنين وملامحها بدت ترتخي: إن شاء الله..، طالعت في جود وبعدها رجعت نظرها له: أنا بروح الحمام، وبسأل جود أذا تبا تجي معايا.

فيصل: تمام.. خلاص اذا خرج الدكتور انا حكون فيه.

راحت لجود لتقولها، فقامت معاها تروح تغسل وجهها وتصحصح شوي


بعد عدة دقائق

فيصل واقف يستمع بإهتمام وهو يوصف حال أم رنين: دحين نحتاج نسوي لها أشعة للحوض.. لأني أتوقع فيلو كسر، وبعدها إن شاء الله ننقلها لغرفة عشان ترتاح فيها.

فيصل: طيب يا دكتور اذا طلع فيه كسر ايش راح يسير.

سكت لثواني وبعدها قال بجدية: ممكن تحتاج لعملية، وهو يكون على حسب الكسر ونقول إن شاء الله ما تحتاج، وتخرج بالسلامة.

فيصل أبتسم له: طيب شكرا دكتور مشعل ما قصرت.

مشعل أبتسم بدوره: ولو دا واجبنا.

دخل فيصل لغرفة الطوارئ اللي كانت فيها أم رنين، شافته وهو يجلس بجانبها فسألته بتعب: فيـ.ـن رنــيــن وجـ.ـود؟

فيصل: دحين حيجوا.. راحو الحمام.

الأم بنفس نبرتها المتعبة: طيـ.ـب أيـ.ـش قـ.ـال الـدكـ.ـتـور؟

فيصل: دحين ارتاحي يا أمي بعدين حقول كل شي لما يجوا رنين وجود.
** ** ** ** **


دخلت رنين على الغرفة اللي حطوا أمها فيها ولقت جود ماسكة يد أمها النايمة وتقرأ عليها قرآن: كلمت نادر، دحين جاي، ومهند حيجي مع أمل وحيحطوا سيف عند أهلها.

بنفس الوقت دخل فيصل والضيق باين على وجهه، حست رنين بيه فسألته: ايش قالك الدكتور.

وهو يتنهد: تحتاج عملية في الحوض لأنه مكسور، قال العملية لازم تصير اليوم لأنو الكسر مرة خطر.. ممكن في الليل راح يسويها.

بان على وجهها الأسى: يا الله يا لطيف..، سكتت شوي بعدها قالت بتردد: طيب هوا اللي حيسوي العملية لماما؟

فيصل بحيرة: مدري والله ما قالي.. لا بس أتوقع إنو هوا اللي حيسويها!

……


خرج من المصعد بخطوات سريعة.. خرج من عنده ونسى يقول له شيء مهم، مشى للاستقبال يسأل عن رقم الغرفة فقاله الموظف وراح لنفس اللي قاله، وقف قبال الغرفة، طرق الباب وبعدها دخل على طول: السلام عليكم، استا…

ما قدر يكمل وهو يشوفها واقفه قباله، بلع ريقه وهو يرمش عدة مرات يبي يستوعب هي حقيقة أو من كثر ما يتخيلها صار يشوفها قدامه، هي حقيقة بس ليش ملامحها بارده وهي تشوفه، ما عرفته؟ معقوله نسته؟ نسته وهو طول هذي السنين كلما غمض عيونه تدور صورتها في باله، لاحظها وهي تشبك أصابعها بأصابع فيصل وعيونها تطالعه بثقة، هي نفسها نفسها، نفس النظرات ونفس الثقة والشموخ، نفس الملامح!

حس بنظراته لها فإحترق بداخله من الغيرة وشد بيده على يدها، طالع في مشعل وبحده: خــيــر يـا دكــتـور مــشــعــل؟؟!!

تدارك نفسه ووجه نظره لفيصل، اللي باين على وجهه الغيرة.. مين هذا؟ ما يتذكره؟ ما قد شافه، قطب حواجبه على الخفيف، هو يعرف عائلتها فرد فرد، من كبيرهم لـ صغيرهم.. هذا مين يكون؟ اجل يا أنه زوجها او خطيبها، تراجع بخطواته للوراء وخرج من الغرفة!
** ** ** ** **


بينما هو يفحص المريض على السرير طُرِق الباب عدة مرات ليدخل بعدها ممرضه ومعه ملف، إلتفت له ولاحظ توتره: ها سامي اش فيه؟

وهو يحك حاجبه الأيمن بخفة: أمم الدكتور مشعل أداني دي الأوراق يقول انتا اشرف على دي الحالة، وكان باين عليه العصبيه.

رفع حاجبه وابتسم بتهكم: طيب حطهم على المكتب ولا تخرج..، وهو يلتفت للمريض: خلاص يلا عدل نفسك نقعد هناك.

عبد العزيز جلس يشرح للمريض عن حالته وأعطاه دواءه وموعد لمراجعته، وآخر شيء راح المريض، ريح عبد العزيز ظهره على الكرسي وسحب الملف ليفتحه، ناظر أسم المريض بتمعن "سعاد أحمد الـ………" فإبتسم بغموض: جيتوني بنفسكم وما تعبتوني! نقل نظراته للممرض: سامي ما قالك ليه طلب مني اشرف بدالو على دي الحالة.

سامي: لا والله يا دكتور، بس اذا تباني اروح واكلـ..

قاطعه وهو يقوم: لا خلاص ما يحتاج انا بروح أكلمو.

خرج من مكتبه وبيده الملف، دخل مكتب مشعل بعد ما طرق الباب وأذن له بالدخول، قال بـ إستهزاء: خير قالولي إنك معصب!

مشعل بنبرة باردة بدون ما يطالع فيه: لا أبدًا مين قال؟ بس بقولك انو ملف المريضة اللي أعطيتك هوا اليوم تحتاج عملية خطيرة في حوضها.

عبد العزيز: طيب ليه انتا ما تسويها سار شي؟

مشعل ناظره وبنبرة حادة شوي: الليله عندي اجتماع ولغيت كل مواعيدي عشانو، تعرف دا الشي ما يحتاج تستغبي!!

عبد العزيز بخبث: دحين بس دي هيا المشكلة؟ ولا عشانك شفت رنيـن؟ لالا اكيد عشان شفت خطيبها فيصل؟ طيب شفت أختها جود؟ ولا أمهم سعاد؟

طالع فيه بحقد حس من كلامه إنه يبي يستفزه، تفاجأ بأنه عرف عنهم بس ما حب يبين له هالشيء فرجع لنبرته الباردة: اللي يكون، المهم انتا اللي حتشرف على حالة امها..، وبتحذير: ما أبا أي احد منهم يعرف أنك أخويا، خبي بطاقتك الشخصية في جيبك بعدين أدخل لهم.

عبد العزيز رفع حاجبه: مين قال اني بروح؟ يمكن ما أرضى!

مشعل أبتسم ببرود: مو بكيفك! ويلا خد الملف وروح لهم!
** ** ** ** **


صباح يوم الأحد..

تغريد وندى ومشعل مجتمعين على طاولة الطعام، مشعل جالس يأكل بصمت، وكل تفكيره عندها هي، شوفتها من بعد سنين طويله قلبت كل أفكاره، تذكر فيصل ونظراته المليانه غيرة فتضايق وبان هالشيء على وجهه وتأفف بصوت مسموع وهو يرمي ملعقته بصحنه

من أول وهي حاسه انه سرحان وفي باله شيء شاغله بس ما هي عارفه ايش هو، وتدري انه اذا ما قالها حتى لو سألته مستحيل يقولها، بس استغربت حيل منه: بـابـا.. ايش فيه؟

ندى: صح يا مشعل، باين إنك مو على بعضك.

مشعل وهو يحاول يخفي ضيقته: لا بس فيه مشكلة بالمستشفى شاغلتني..، كمل وهو يغير الموضوع: المهم ما علينا، ما سألتيني عن الاجتماع اللي كان يوم الربوع، قلت لعمتك ندى يوم الجمعة، حزري أيش؟

تغريد استمعت له بـ إهتمام: ايش؟

مشعل: تتزكري لما جاتي شركة وعرضت عليا برنامج؟ داك اليوم اتفقنا على كل شي، وخلاص بعد اسوعين حنبدأ عرض البرنامج وحيكون بث مباشر!

تغريد بفرحه: أمآآآنه؟ قول والله.. يعني حركات يا بابا حتسير مشهور!

مشعل ابتسم على فرحتها: اي والله، بس يعني مو شرط أنشهر، الشهرة ما هي مهمة، اهم شي اني اكمل اللي بديت فيه.

ندى وهي مبتسمة: الله يوفقك يا رب، ويعطيك على قد نيتك.

مشعل: آمين يا رب.
** ** ** ** **


كانت متمددة على سريرها ومسترخيه على الآخر، حتى تدخل لها جود وهي معصبة: هي رنين.. بسرعه كلمي زوجك خليه يجي، ترا أتأخرت عن المدرسة.

فتحت عيونها وناظرتها: احمدي ربك انو جاي يوديكِ للمدرسة، غيرو ما كان سواها!

جود: والله لو نادر او مهند كانو هنا ما كنت احتاجو، وبعدين تعالي.. هوا زوج اختي على الفاضي خلينا نستفيد منو شويه كمان!

شافتها تغمض عيونها بتجاهل بدون ما ترد عليها، جاء في بالها وعلى طول جلست بجانبها، قالت بنبرة هادية خبيثه: رنيـــن، حتروحي المستشفى؟ ولا لا.

فتحت عيونها وهي فاهمة المقصد من سؤالها فعدلت نفسها وجلست: ايوه بروح..، طالعت فيها وبغرور: ليه تحسبيني خايفة من شوفتو؟ لو تلاحظي انو هوا اللي ارتجف لما شافني.

طالعت فيها بإستخفاف: يا عيني عليك.. مسويه فيها مو خايفة؟ وانتي لما قال فيصل حنروح دي المستشفى وجهك اختفى لونو من الخوف.

سكتت لفترة بسيطة وبعدها تكلمت: كانت ردة فعلي طبيعيه يا جود، لو حطيتي نفسك في مكاني.. انتي عارفه انك حتشوفي الشخص اللي سابك لسبب تافه.. تشوفيه بعد خمسة سنوات.. ايش حتتوقعي حتكون ردة فعلي؟

تنهدت جود: ادري وما ألومك، بس كان سببو مقنع بالنسبة ليا، كان خايف عليك، ولولا خوفو ما سابك..، وهي تطالعها بجديّة: وغير كدا هوا يعنيلنا كلنا، كلنا نحبو يا رنين، وبالأخص ماما!

رنين بصوت جاف وهي تحاول تخفي السيل المنجرف من ذكريات قديمة خبتها لفترة طويلة: جود سيرة دا الرجال ما عاد ابا اسمعها، ولا تجيبي سيرة لمهند ونادر.. وكمان فيصل لا يوصلو شي.. الحمد لله راح وجا بدالو دكتور تاني.

جود بهدوء: طيب بس حقولك آخر شي.. انا في المدرسة اتعرفت على بنتو.

رنين: تغريد؟

شافتها وهي تحرك رأسها بالإيجاب، دق الجوال فسحبته من الكمدينة، طالعت في جود.. وبنبرة هادية: يلا دا فيصل.. اكيد هوا اسفل.
** ** ** ** **


بالمستشفى

رتب آخر الأوراق وآخر ملف، قفلهم ورفع عيونه للساعة المعلقة فوق الباب، الساعة 1:00 زفر براحه وأخيرًا بدأ بريكه، علق لابكوته، مشى للباب وخرج، شاف السكرتير سلطان جالس بمكتبه ولأن مكتب أخوه قريب جدًا فسأله: سلطان الدكتور مشعل جوآ؟

هز رأسه بالإيجاب: ايوه.

عبد العزيز: غريبه مو المفرض يكون خارج من الساعة وحده؟

سلطان: ما أدري والله ما أعطاني خبر.

هز رأسه بهدوء ومشى لباب مكتبه، دق الباب سمع صوته وهو يسمح له بالدخول فـ دخل

رفع عيونه للباب يشوف من اللي دخل، نزل عيونه للأوراق وما تكلم، مرت دقيقة وما سمع له صوت، ما أهتم، مرت دقيقة ثانيه وهم في حالة صمت، رفع عيونه له مرة ثانية وشافه يناظر فيه، أعطاه نظره بـ معنى: خيـــر؟

عبد العزيز بعباطه حرك كتوفه: لا بس أشوف جمالك.

مشعل طالع فيه بجديّه: لا من جد إيش فيه؟

عبد العزيز بهدوء: في موضوع مهم لازم أكلمك فيه!

مشعل: طيب قول! إيش تستنى؟

عبد العزيز: رنيـن!

قطب حواجبه ونزل راسه للأوراق يعبث بيها: لا تجيبلي سيرتها، ما أبا أزعجها بعد السنوات دي كلها.. وأنتا تعال، ليش قدي كدا مهتم فيها، شيلها من بالك، البنت مخطوبة!

مال بجسمه على الجدار بـ ابتسامة غامضه ظهرت على شفايفه: أدري ترا أدري، بس يا مشعل ترا خطيبها أنا أعرفو، وتراه مو كفو! حتطلق منو في الوقت المناسب وأنا حكون بدالو.

مشعل بنرفزة واضحه: عبد العزيز أهجد، انتا داري كم الفرق بيناتكم؟ لما تبا تتزوج اتزوج وحده تناسب عمرك، ولا تجلس تهايط عندي..، وهو يقلد نبرته بسخرية: أنا حكون بدالو!!

عبد العزيز ضحك وهو يهز رأسه: هههههههههه! إن شاء الله، إن شاء الله، لا تخاف عليا ولا عليها دامها تحت عيوني!

حرك رأسه بأسى، ما يدري ايش يفكر فيه ويخاف حيل انه يسوي شي غبي، بالذات ان عبد العزيز كل حركاته من تحت لتحت، فيه خباثه بطريقة غريبه تظهر عليه في بعض الأحيان
** ** ** ** **


في جهة ودور ثاني من المستشفى

رفع عيونه لأخوه اللي كان جالس في الكرسي وهو شارد الذهن، حزن عليه، أكيد ما نام وهو مع أمهم، المفروض يرجع البيت ويرتاح بس هو أصر إنه يقعد معاها وما يتركها لحالها بالمستشفى، حتى انه غاب عن المدرسة، ناظر في السرير.. فاضي، أمه بالحمام من أول وهي بالحمام، مرر نظره وطالع في رنين اللي كانت بجانب نادر وبعد هي سرحانه: رنيــن.. كلمتي فيصل؟

طالعت فيه: ايوه كلمتو.. قال انو امل حتجي معاه.. تقول انها تبا تزور ماما، بس ماما زكية ما تقدر تجي لأنها حتقعد مع يوسف، يقول المرة الجيه حتجي.

مهند: اها.. الدكتور جا ولا لا؟

حركت رأسها بالنفي: لأ ما جا بس نادر قال في الصبح انو جا، بس انا ما شفتو.

مهند وهو يقطب حواجبه: يا شيخه دا الدكتور كأني شايفو في مكان، ما ادري فين بالزبط تعرفي اسمو؟

نادر اللي كان يسمع لهم تكلم بنبرة هاديه وهو يوافق مهند: حتى انا، كأني شفتو.. بس ماني متذكر.

رنين: بصراحه ما ادري عنكم، بروح وأسأل بعدين عن أسمو.. سكتت شوي وقالت: انا بروح الحمام، ماسكة نفسي من اول وماما طولت مرا.

مهند: طيب روحي واحنا حننتبه على امي.

وقفت ومشت للباب لـ تخرج من الغرفة، قطبت حواجبها وهي توها تتذكر إنها ما تعرف فين تكون دورات المياه في هذا الدور، شافت ممرضة تمر من جنبها فسألتها ودلتها على المكان، دخلت لـ دورات المياه، وبعد خمس دقايق خرجت، لفت وكملت طريقها، تجمدت في أرضها وهي تسمع صوته يناديها، هذا الصوت قدرت تميزه رغم السنين اللي مرت، صوته يفرق عن كل الأصوات، هذا صوت مشعل!

...: رنــــيـــن!

………



كان يلاحقها من لما خرجت من الغرفة ليـن وصلت دورة مياه النساء، كان وده يكلمها على طول، بس ما جاته الشجاعة ليكلمها قدام الناس، خاف إنها تخرج من المستشفى فلحقها وأرتاح لما دخلت دورة المياه ومن حسن حظه ما فيه أحد بالممر، وإلحين صار له كم دقيقة ينتظرها، الدقايق جالسه تمر ببطئ وكأنها تعانده، كلها ثواني يشوفها تخرج وتلف معطيته ظهرها، أخذ نفس وناداها: رنــيـــن!

أخذت نفس تهدي رجفتها وكملت طريقها بخطوات متسارعه، ما تبي تلتفت له، ما تبي ترجّع ذكرياتها معه

قطب حواجبه لما شافها تكمل طريقها ومتجاهلته، إيش تظن؟ تظنه مو عارفها، تظن إنها ممكن تتخبى منه وما يعرفها، ما تقدر تبعد، وما رح يخليها تبعد أكثر من كذا، مشى وراها، مسك يدها ولفها له: رنــيــن، لا تشردي مني!

سحبت يدها وبنبرة حادة: خيـــر خــــيــــر! إيش تحسب نفسك تمسك يدي كدا.. وانتا إيش جالس تخرف، ميـــن رنين دي ما أعرفها.

مشعل بـ إصرآر وهو ينآظر عيونهآ: إنتي رنيـن..، تغيرت نبرة صوته وصآرت ليّـنه حيــل: ليش انتي بتشردي مني؟ كرهتيني بعد ما سبت المعيديه؟!

عقدت يدينها حول صدرها وهي تنزل عيونها عنه، وبـ استسلام لنبرة صوته اللي اشتاقت لها: ما عمري كرهتك، بس لا تنسى إنك انتا اللي رحت وشردت مني..، رفعت عيونها له: انتا مو بس سبت المعيدية، انتا سبتني كمان!

مشعل وبنفس نبرته: كل شي سويتو عشانك! عشان راحتك، أنا خلّيت دكتور تاني يشرف على حالة أمك بعد ما عرفت إنك كنتي بتتهربي مني.. ما كنت أباكِ تحسي بضيقة وتوتر بوجودي!

جت بترد عليه بس قاطعها صوت حــاد واضح عليه العصبيـة: رنيـــن!

التفتت وراها ناحية الصوت، شافت فيصل وهو يتقدم منهم، حست بالمصيبة اللي هي واقعه فيهـا، تعرف فيصل غيور، ولما يغار يصير مجنون، وما حست فيه اللا وهي تنسحب من مرفقها بقسوه، لـ درجة إنها تحسه شوي وينخلع فشهقت من الوجع: فـيصل بشويش.. إنتا بتعورني!

توسعت عيونه بصدمه وهو يشوفها تنسحب كذا، بعدها عنه بقوة حتى اصطدم ظهره بالجدار، وبحدة: خـــيــــر لو سمحت.. فين إحنا، في حراج عشان تسحبها كدا.

فيصل والعصبية عمت عيونه: انتا اللي خيـر.. أحترم الشيب اللي براسك جالس تتكلم مع زوجتي!

مشعل بصرامة: زوجتك كانت تسألني اذا فيه حمامات تانيه ولا لأ، لأنو دي مقفلة.

مسكه من ياقته وسحبه له، وبصراخ: إيش اللي يأكدلي كلامك، إيش دراني إذا ما كانت بتخونني.

حس بالقرف من كلامه.. مستحيل يفكر للحظة إن علاقته برنين تكون كذا، مستحيل يفكر فيها بطريقة قذرة.. حكم عليها بدون ما يسمع لها؟ يظلمها كذا بكل سهوله؟ رفع عيونه لها يشوف إيش ردة فعلها من الكلام اللي سمعته، وما لقى غير الجمود معتلي ملامحها، أكيد انجرحت بعد ما سمعت هالكلام منه، جاء بباله كلام عبد العزيز: يا مشعل ترا خطيبها أنا أعرفو، وتراه مو كفو!

ما أخذ كلامه بجدية، لكن اللي يشوفه صح، يا ترى إيش اللي عاجبها فيه، تحبه مثلا؟ معقوله تحب واحد كذا ما يحترمها، أتهمها بالخيانة قدامها وقدام شخص غريب ما يعرفه، مسك يدينه بقوه ونزلها: إذا ما صدقت فدي مشكلتك!

أنهى كلامه وبعدها نفض يده بقرف

ناظره بحقد وبعدها التفت لـ رنين، وبنبرة امره: أمشي، حنخرّج أمك من هنا.

مشت خلفه ونظرات مشعل تلاحقها، ما بتعدي الأمر بسهولة، بتسكت الحين على كلامه القوي اللي قاله في حقها، مو هي اللي تنظلم وتسكت، ما رح تسمح له يخرج أمها مو بكيفه، هي تعرف كيف تتصرف معاه!


***


نهاية الفصل الرابع

الفصل القادم ما أقدر أحدد موعدو لأن الأسبوع الجاي كلو اختبارات وبما إني آخر سنة فلازم أشد حيلي وما ألعب زي قبل

بس إن شاء الله قبل ما ينزل بيوم راح أديكم خبر



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 20-02-18 الساعة 11:25 PM
كِــناز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس