عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-17, 07:49 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4- في عرين الاسد
- تقول هذه الرسالة القصيرة إن روبيرتا اتصلت بي.
كان صوته ينطوي على تلك النبرة التحذيرية التي باتت تألفها, مضى اسبوع بأكمله
على بدء عملها في مكتب لازارو وهاهي تنتظر حلول نهاية النهار بفارغ الصبر
لتتمكن من ان تودعه على ان تعود وتلتقي به نهار الاثنين.
- هذا صحيح.
لم ترفع كاتلين نظرها نحوه بل فضلت ان تحدق في الرسالة القصيرة التي وضعها على
طاولة المكتب وان تسمر عينيها على اصابعه القوية فوقها..
- اتصلت منذ نصف ساعة لكنك كنت تتحدث على الهاتف..
- وماذا قلت لها؟
- الحقيقة ..قلت لها ان لديك اتصال آخر .. وسأبلغك بأنها اتصلت..
ومدت اصابعها المرتعشة مشيرة الى رسالتها القصيرة وأضافت:
- وهذا مافعلته بالضبط...
- اظنها قالت لك انها مسألة طارئة..
- هذا صحيح ..لكن الجميع يقولون....
- هل تدركين انني احاول الاتصال بها منذ اكثر من يومين؟؟
-------------------------------
كان صوته غاية في البرودة..
- بدت قلقة بدت وكأنها ..
- لا شك عندي في انها قلقة لأنني طلبت منها الاتصال بي قبل الساعة الخامسة من
بعد ظهر الجمعة, وإلا سأجد نفسي مرغماً على وقع دعوى قضائية .. وهذا ماكنت
على وشك ان افعله قبل ان ارى الرسالة القصيرة التي تركتها على مكتبي ..لمَ لم يخطر
في بالك ان تتحققي من الأمر؟ تباً لك..
- مهلاً...
على الرغم من انها اختارت حذاء بكعب عالٍ إلا ان قامتها لم تكن توازي قامته
فشعرت بشيء من التردد امام غضبه الساحق , لكنها قررت الا تتراجع عن مواجهته
, فمنذ بداية الاسبوع وهي تعاني الآمرين من طباعه السئية وكأن الرجل الذي اجرى
المقابلة معها رحل الى غير عودة.. وتساءلت مراراً في سرها ماإذ كانت قادرة على
الاستمرار في العمل معه حتى نهاية الأسبوع.
- لم اجد اسمها على قائمة جينا الشهيرة, وإذا قمت بتحويل مكالمة كل امرأة قلقة,
منهارة, غارقة في دموعها او ثملة فعليك ان تترك مكتبك وتمسك الهاتف بيدك طيلة
النهار مردداً السيد رينالدي يتكلم...
لم تتمكن كاتلين من ضبط نوبة الغضب التي استولت عليها , فأجابها لازارو بنبرة
لاذعة وقد لوى فمه وهو يحاول ان يضبط نفسه لئلا يبتسم :
- في المرة المقبلة التي يتصل فيها شخص لا تعرفيه, عليك ان تراجعيني اولاً.
واختار الهاتف هذه اللحظة بالذات ليرن فرفعت كاتلين السماعة وعرفت عن نفسها
بنبرة هادئة على الرغم من نيران الغضب المستعرة في داخلها .. وإذا ببريق غريب
يومض في عينيها.
- لحظة من فضلك, سأتأكد مما إذا كان هنا.. إنها تانيا..
ورمته بابتسامة خبيثة قبل ان تسأل :
- هل ترغب في التحدث اليها؟.
- كلا.
- لكنها تقول ان الأمر طارئ كما بدا صوتها قلقاً .ريحانة
- قولي لها إنني بدأت عطلة نهاية الاسبوع..
ومرر يده في خصلات شعره مضيفاً:
- لكنك طلبت منها الانتظار قليلاً وستعلم حتماً انني هنا.
- آسفة لأنني جعلتك تنتظرين...
راحت كاتلين تتكلم بنبرة رقيقة مقنعة:
- ظننت انني قد اتمكن من اللحاق به عند مكتب الاستقبال ..لكنه غادر ولن يعود
في عطلة نهاية الاسبوع .. سأبلغه انك اتصلت به.ريحانة
اعادت كاتلين السماعة الى مكانها وقررت الانتظار حتى نهار الاثنين إذا اقتضى
الأمر..
- حسناً..
وهز كتفيه بالامبالاة واضاف :
- في المرة المقبلة...
وتوقف فجأة عن الكلام..
- ماذا؟ هل تريد مني ان احول الاتصالات ام اراجعك اولاً ام آخذ مبادرة شخصية؟
- حسناً ... حسناً..
ورفع يديه عالياً تعبيراً عن سخطه وصرخ :
- اتقبل هذا.
- وأنا ايضاً .. انتظر اعتذارك...
وللمرة الاولى منذ اسبوع التفت لازارو نحوها وابتسم ....
- لا تبالغي ..عليّ ان اتصل بروبيرتا واطلب من المحامي إلغاء الدعوى...
ولم تفارق البسمة شفتيه وهو يردف :
- اسمعي .. لمَ لا تعودين الى المنزل؟
كان هذا الاقتراح افضل من الاعتذار بكثير , نظراً لأنها لم تعتد مغادرة المكتب قبل
منتصف الليل....
--------------------------------
- حسناً ..إن كنت واثقاً من ذلك..
- طبعاً.. بذلت الكثير من الجهد خلال هذا الاسبوع.
إنه اول إطراء تسمعه منذ بدأت العمل في هذا المكتب , فتحولت نيران الغضب التي
تتآكلها رماداً بلمح البصر, حملت حقيبة يدها ونظرت اليه مبتسمة..
- اراك غداً عند الساعة السابعة صباحاً.
- ماذا؟ هل نسيت انها عطلة نهاية الاسبوع؟
- ولهذا السبب بالذات قررت ان اقصد المنتجع في شبه الجزيرة...كنت ادرس مسألة
شرائه ليتمكن زبائني الأجانب من الفرار من زحمة المدينة بحثاً عن الاستجمام في
العطلات.. ولابد من ان امضي عطلة نهاية الاسبوع فيه.
- لكننا لم نحجز فيه.
كانت كاتلين تحلم بأن تسترخي في حوض من المياه الساخنة بعد ان تضع على
وجهها قناعاً مغذياً للبشرة او ان تسترخي بتكاسل من دون ان تفعل شيئاً بعيداً عن
ضغوطات عملها..
هز لازارو كتفيه بلا مبالاة واجاب:
- يمكننا ان نتصل بهم في الغد ..اود التأكد من براعتهم في التعامل مع الزبائن الذين
يتصلون في اللحظة الأخيرة .. سنستعمل اسماء وهمية .. لا اريدهم ان يعملوا بمجيئي.
وإذ لاحظ عبوس وجهها , تابع:
- إنني معتاد على استباق الامور .. وهذا هو سر نجحي ياكاتلين..فلاتنسى ذلك
ابداً؟.
وعلى الرغم من انه كان لايزال يبتسم إلا ان عينيه حملتا شيئاً آخر ..فأحست كاتلين
وهي متوجهة نحو الباب وكأنه يوجه اليها تحذيراً...
وعند الساعة السابعة من صباح اليوم التالي, كانت كاتلين تنظر الى جيرمي وهو
يضغط على جهاز التحكم عن بعد ويفتح البوابة الخارجية لمنزل لازارو الفخم
فأدركت ان العمل مع رينالدي العظيم يتطلب منها ان تتخلى عن حياتها الشخصية ,
فخلال الاسبوع الأول من العمل اكتشفت ان دور مساعدة لازارو الشخصية هو
دور يتطلب الكثير من الجهد, كما يتطلب ان تعمل معه في الفندق او في منزله وفق
مايقتضيه جدول اعماله الحافل, وخلال الاسبوع الذي امضته برفقته , قطعت كاتلين
اميالاً في الجو اكثر ممافعلت طوال حياتها فلازارو يستخدم طائرات الهيليكوبتر تماماً
كما يستخدم الناس سيارات الاجرة, والسفر مابين الولايات بهدف المشاركة في
اجتماع لايستغرق ساعتين امر عادي.
كانت كاتلين تستيقظ قبل طلوع الفجر فتستحم وترتدي ملابسها قبل وصول سائق
لازارو ليقلها الى المكتب حيث يبدأ نهاراها المرهق.. ونادراً ماكانت تخلد الى فراشها
قبل منتصف الليل لتعود وتستيقظ مذعورة على رنين الساعة المنبهة التي تعلن بدء
العرض البهلواني المضني من جديد.
ارتشفت كاتلين قهوتها آملة ان يعطي الكافيين مفعوله قريباً جداً ثم ترجلت من
السيارة وقرعت باب المنزل الامامي وهي تتساءل في سرها كيف سيكون مزاجه
اليوم.
لم تكن كاتلين معتادة على ان يجيبها احد فدفعت الباب ودخلت المنزل, كان وقع
حذائها ذي الكعب العالي على البلاط يتردد في كافة انحاء المكان ويتلاشى كلما
وطأت السجاد السميك الفاخر المفروش على الارض, إنها المرة الثالثة التي تقصد فيها
منزله في الصباح, وفي كل مرة كان لازارو يحييها باقتضاب ويستعرض معها بإيجاز
جدول اعمالهما اليومي..
لكنها لم تجد له أي اثر هذا الصباح..
احست وكأنها دخيلة وهي تجتاز الرواق الطويل المظلم, لم تعتد بعد على هذا المكان
المترف, ماجعلها تقف مفتونة امام تفاصيله الفخمة, فقد كان قصره المجهز بدقة لا
مثيل لها, يجمع مابين قطع الاثاث الفخمة القديمة الطراز و آخر ماتوصلت اليه
التكنولوجيا الحديثة من اجهزة.. ولعل ابرزها ملفت انتباهها هو ان القصر وعلى
الرغم من روعته , يفتقر الى اللمسة الانثوية فلا اثر للازهار في الزوايا, كما غابت
الصور الجميلة فوق قطع الاثاث الخشبية.
-------------------------------
اختلست كاتلين النظر الى الردهة فوجدتها في حالة من الفوضى العامرة على غير
عادة, لكن الوقت لا يزال مبكراً ولم يتسن بعد لمدبرة المنزل ان ترتبها, وفيما وقفت
كاتلين تتأمل الوسادات المكدسة على الأرض وهي مستغرقة في التفكير طالعتها رائحة
عطر انثوي قوي تغلغلت في انفها, ورأت جهاز الستيريو يومض من بعيد وكأنه منارة
وسط الظلمة...لابد انه نسي ان يطفئه قبل ان يخلد الى فراشه, توجهت كاتلين الى
المطبخ وهي تهز برأسها آبية الاعتراف بأن مارأته أثار انزعاجها.ريحانة
عليك ان تعتادي الأمر ياكاتلين فالعمل مع لازارو عن قرب يفوض عليها ان تعتاد
على فكرة التعرف على وجه جديد في كل مرة ...وجوه لا تعد ولا تحصى.. لوسي,
تابيتا, ماندي, تانيا.. وكل اسم من هذه الاسماء يتحول الى سكين تغرز في قلبها كلما
تناهى اليها صوت صاحبته عند الطرف الآخر من الهاتف.. وكلما رفض لازارو الرد
على المكالمة تشعر وكأن جرحها بدأ يندمل..
لعله برفقة بونيتا, تلك المرأة التي يحرص لازارو على الرد على اتصالاتها.. صاحبة
الصوت الرخيم المثير الذي لا يقوى لازراو على مقاومته والقادر على سحبه من
اجتماعاته..
احست كاتلين بغصة في حلقها وتساءلت في سرها عن طبيعة رد فعلها إذا ماظهرت
بونيتا الآن امامها... لكنها سرعان ماعادت وذكرت نفسها بأنها مجرد موظفة عنده..
ولا يهم ماتشعر به حياله...لكن وعلى الرغم من الجهد الذي بذلته لتذكر نفسها
بموقفها في حياته, لم تتمكن من إسكات صرخات الألم التي تعالت في اعماقها لدى
دخولها المطبخ رؤيتها مخلفات سهرة الليلة الفائتة على الطاولة.
حاولت ان تتجاهل آثار حمرة الشفاه على احدى الكؤوس لكن من دون جدوى..
وتساءلت عما إذا كانت تقاطع شيئاً ما.. فاستجمعت شجاعتها وسارعت الى نزول
السلم حافية القدمين متفادية ان تقع عيناها على جمال ساحراً آخاذا!
إلا انها وجدت نفسها امام لازارو!
تباً! تمنت كاتلين في سرها ان تخفي ظلال الضوء الحمرة التي علت خديها وشغلت
نفسها بحقيبتها .. ألم يكن بإمكانه ان يرتدي ملابسه كلها؟
بدا لازارو مرتبكاً وقد خرج للتو من الحمام مرتدياً سرواله وحاملاً منشفة في يده ,
كما بدا وسيماً الى حد لا يقاوم.
- تأخرت...
تدلت خصلات شعره المبلل على جبينه , وكادت رائحة عطر مابعد الحلاقة الممزوجة
برائحة بشرته الرطبة ان تخنقها وهو يمر بقربها..
- قهوة؟
سؤال بسيط , ولا ضرورة له, مع ان الكافيين هو صديقها الوحيد الذي ساعدها
على تحمل مشقات الاسبوع الماضي.ريحانة
- قهوة؟
قطب لازارو امام صمتها المطبق وإيماءة رأسها الخجولة المترددة.. ثم ادار لها ظهره ,
مازاد من حدة توترها .. غرست اظافرها في راحة يدها وهي تنظر بطرف عينها الى
عضلات جسمه فيماهو يمد يده ليفتح خزانة المطبخ.. ليته يرتدي ملابسه ..ليته
يستأنفان عملهما الروتيني.... فوجود لازارو في المطبخ وبهذا الشكل اطلق العنان
لمخيلتها..
وعصفت رياح عاتية في داخلها وحملت اوراق افكارها المبعثرة وطارت بها عالياً ..
فراحت تتخيل صاحب هذا الوجه الغامض عادة وهو يبتسم لها بحنان عند الصباح,
ويعانقها بتكاسل..
---------------------
- تفضلي ..
لم تكن يداه ترتعشان مثل يديها وهو يقدم لها فنجان القهوة... كانت كاتلين تجلس
على احد المقاعد في المطبخ عندما مال نحوها قليلاً ليضع فنجان القهوة على الطاولة
خلفها.
***
كم هي فاتنة! صحيح انها كتلة من الاعصاب لكنها فاتنة بكل ما للكلمة من معنى..
كان الاسبوع الفائت مرهقاً جداً, وقد توقع منها ان ترتكب خطأ او هفوة تفضح
حقيقة امرها لكنها بدت اشبه بنسمة هواء عليلة, تدخل المكتب وتخرج منه وعلى
وجهها ابتسامة عريضة, آسرة قلوب زملائها ورب عملها على حد سواء, لم يتوقع
لازارو منها ان تكون على مستوى الدور الذي عهده اليها, لكن ما ان اتقنت قواعد
اللعبة الاساسية حتى برعت فيها.. وكاد ينسى في بعض الاحيان حقيقتها..
ففي مثل هذه اللحظات , يبذل لازارو مافي وسعة لينسى انها قريبة روكسان..
ويطلق العنان لنفسه فيتأمل يديها المضموتين فيحضنها, وساقيها اللتين لا تعرفان
الثبات ابداً..لمَ لم تخالجه هذه الاحاسيس ليلة البارحة وهو يصغي الى ثرثرة ماندي...او
ميندي ..لم يعد يذكر اسمها...
فعلى الرغم من جمالها الفائق, لم يشعر بذرة من اللهفة اليها مااثار قلقه.. إنها المرة
الاولى التي يواجه فيها مشكلة من هذا النوع, لذا طلب من سائقه ان يعيد ماندي الى
منزلها متذرعاً بالتعب..
تعب زالت آثاره في الصباح بسحر ساحر..احس لازارو بالجو مفعماً بالإثارة,
وتدافعت في رأسه , وتدافعت في رأسه صور محمومة, ورأى نفسه يجذبها اليه ويعانقها
بلهفة قابلتها بلهفة اكبر...
لم ينبس اي منهما ببنت شفة بل لزما الصمت الكلي وكأنهما يشعران بمايسري بينهما
..شعور لا يمكن انكاره.. لكن ثمة قطعة جليد تقف كحاجز بينهما.. ولابد من
تحطيمها..
- مارأيك لو نصعد الى الطابق العولي وننهي المسألة..؟
كان صوته اجش وعيناه تبتسمان لها بمكر..
لو سمعت كاتلين هذا الكلام من شخص آخر وفي ظروف مختلفة , لتمنت ان تموت..
إلا انها انفجرت ضاحكة وقد احست بالارتياح لأنه اقر بالأمر وعالجه بالمزاح ليتسنى
لها ان تحذو حذوه..
- المشكلة هي انني لا استطيع البقاء في هذه الحالة طوال النهار.. فهذا مزعج
للغاية..
- عليك ان تعتاد الأمر لأنني راجعت جدول الأعمال وتبين لي ان لاوقت لدينا لهذه
التفاهات.. على أي حال انتهيت للتو من اصلاح زينة وجهي.ريحانة
انفجر لازارو ضاحكاً ولحسن حظها ان حمرة خديها تلاشت..وادركت كاتلين في
تلك اللحظة انها تغازله..كيف يعقل ان تغازل كاتلين بيل, هذه الفتاة العذارء, الرجل
الكثر إثارة في العالم؟؟
ويبدو انها برعت في ذلك إذ لاحظت نبرة الندم التي انطوى عليها صوته وهو يبتسم
لها قائلاً:
- هذا مؤسف حقاً...
حملت كاتلين كوب القهوة وارتشفت القليل منه...
- هذا مؤسف حقاً..انا واثق من اننا كنا سنلهو كثيراً..
وعلى الرغم من انه راح يتصفح الجريدة عند مغادرتهما المدينة, إلا ان هذا لم يثنه عن
إصدار الأوامر..فقال لها بينما كانت تهم بإخراج هاتفها من حقيبة يدها:
- احجزي لنفسك في قسم التدليك مع افضل وسائل العناية .. واحجزي لي ملعب
الغولف..قولي لهم انني ارغب في استئجار كافة المعدات..
-------------------------------------
اجابته بفظاظة بينما هي تطلب الرقم:
- النساء يلعبن الغولف ايضاً.. وبعضهن بارعات فيه..
- لابأس , يمكنك ان تلعبي الغولف إن شئت, ولا مانع عندي من ان اخضع
لتدليك..
مع انها لم تكن تعرف شيئاً عن لعبة الغولف باستثناء انها مملة, اجرت الحجوزات
اللازمة للسيد هولند ومساعدته الآنسة بيل, واحست بموجة احمرار تجتاح وجهها
وهي تفعل ذلك.. وإذ وجدت عرضه مغرياً جداً , طلبت منهم ان يؤمنوا لها بعض
العلاجات المترفة...
قال لها بعد ان اقفلت الخط:
- لم يعجبني الاسم المستعار الذي اخترته.
اجابته كاتلين مازحة:
- لست انا من يرغب في التخفي.ريحانة
لكن يبدو ان لم يفهم الدعاية او اساء ترجمة كلامها , لأن قسمات وجهه تصلبت
فجأة وضاقت عيناه لبرهة من الزمن وراح يحدق فيها كما كان يفعل طوال الأسبوع
الماضي..
كان يحدق فيها وكأنه يكرهها ...
علا رنين هاتفه الخلوي من داخل جيبه لكنه لم يبد اي استعداد للرد , اشاح بنظره
بعيداً متأملاً المناظر الطبيعية من النافذة, وإمارات الكآبة بادية على وجهه..
احست كاتلين بالملل وقد ادركت ان اللحظات الجميلة التي امضياها معاً في الصباح
باتت ذكرى بعيدة.. بدا واضحاً ان نهارها سيكون طويلاً جداً...
- كاتلين بيل!.
عندما رن هاتفها الخلوي, اجابت كاتلين من دون ان تحقق من هوية المتصل آملة ان
يخفف ذل, وإن قليلاً, من المزاج الكئيب الذي اغرق لازارو نفسه.
- انتونيا!
رماها لازارو بنظرة حادة...
- كيف حالك ؟
- انه اليوم المنتظر؟؟
شعرت كاتلين بافثارة الممزوجة بالخوف في نبرة صوت اخته...
- اننا في طريقنا الى المستشفى .. حاولت الاتصال بالازارو في المنزل وعلى هاتفه
الخلوي لكنه لم يجب .. لا اظنه برفقته . أليس كذلك؟
لم يتسن لها ان تجيب عن سؤالها إذ تأفف لازارو وأومأ لها بيده لتناوله الهاتف.. وبدا
صوته ناعماً رقيقاً وهو يتحدث الى اخته.
- كيف حالك؟ إنها اخبار رائعة..
وتوقف قليلاً عن الكلام ثم اضاف ضاحكاً :
- لا داعي لذلك.. تعلمين جيداً ان الولادة الثانية تكون اكثر سهولة...
ارادت كاتلين ان تسأله منذ متى اصبح خبيراً في الولادة , لكنها فضلت ان تحتفظ
بذلك لنفسها..
- ألم تدركي بعد انني خبير في كافة الأمور ؟؟ ظننت انك لن تلدي قبل اسبوع..
كان ينقر بأصابعه على فخده وهو يصغي الى رد انتونيا..
- أساءت اختيار التوقيت .. لا يمكنني إلغاء رحلة نهاية الأسبوع .. كنت استعد لها
منذ فترة طويلة..
كانت كاتلين تحدق فيه وهو يختلق الأكاذيب بسهولة فائقة..
- ليتني استطيع ذلك..لكن ماباليد حيلة .. اتصلي بي فور ولادة الطفل.. حظاً
سعيداً.
واقفل الخط واعاد الهاتف الى كاتلين من دون ان يتفوه بكلمة ثم عاد لينظر من النافذة
تاركاً كاتلين تتخبط في افكارها .
--------------------------------
لم تكن المرة الاولى التي يكذب فيها لازارو على امرأة لكنها وجدت صعوبة كبرى في
فهم السبب الذي دفعه للكذب على اخته التي توشك على ان تضع مولودها الثاني..
لم يكن من الصعب عليه ان يلغي هذه الرحلة لأن لا احد يتوقع وصوله في المنتجع...
لم يغفل عنه استياء كاتلين مماحصل وشعر للمرة الاولى في حياته بالتوتر, فعلى الرغم
من انه لم يمر يوماً اهتماماً لرأي مساعدته بالتوتر , فعلى الرغم من انه لم يمر يوماً
اهتماماً لرأي مساعدته الشخصية, إلا انه شعر برغبة قوية في ان يطلب من جيريمي ان
يركن السيارة جانباً ويترجل منها ليتمكن من البقاء وحيداً معها..
طقطق لازارو اصابعه بنفاذ صبر محاولاً طرد تلك النزوة الغريبة.. لم يكن يرغب على
الاطلاق في الانغماس في تأملاته في هذا اليوم بالذات... وهو لم يكن يشعر بالانزعاج
من استياء كاتلين بل من خوفه وحقده..
كان يحاول جاهداً ان يجد موقعاً له مع هذه الحياة الجديدة التي سترى النور قريباً
جداً.. حياة جديدة ستعيد لمّ شمل العائلة المشتت فيتسنى لها ان تجتمع وتتكلم...
حياة جديدة سترغمه على مواجهة الاموات...
---------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس