عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-17, 08:06 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8- امرأة جديدة

عندما رأت كاتلين صورتها المنعكسة في المرآة صاحت:

- مدهش.

لامكان للاستخفاف بالذات هذا المساء..لن تجد فرصة افضل من هذا المساء لتزيل

كافة العقبات التي تمنعها من مواجهة لازارو ولتثبت لنفسها انها المرأة فاتنة ساحرة..

اقرت كاتلين في سرها ببراعة مصفف الشعر , وكانت قد عقدت العزم على ان

تعقصه الى الوراء على الطريقة الفرنسية , لكنها وجدت نفسها تذعن وللمرة الاولى

في حياتها لرأي مصفف الشعر..

بدلاً من الاكتفاء بتسريحة بسيطة , قرررت ان تستغل الجمال الطبيعي الذي انعم الله

عليها به وتجعد خصلات شعرها الأشقر الطويل..

نظرت كاتلين الى وجهها المحاط بخصلات شعرها المجعد التي انسدلت بخفة على كتفيها

, وكادت ألا تتعرف على عينيها اللتين حظيتا بعناية فائقة من أخصائي التجميل.

اختارت كاتلين للمناسبة فستاناً اسود مطرزاً بعدد لا يحصى من الحبيبات الزجاجية

السوداء المصنوعة يدوياً , ويتميز بباقة عريضة , منذ اللحظة الاولى التي ارتدت فيها

الثوب وهي تتحرق شوقاً كي تسأله ما إذا اشتراه خصيصاً لها او ماإذا كان عليها ان

تعيده في الصباح. المهم هو انه لها هذا المساء!.

---------------------------------

إنها تتحلى الليلة بما يكفي من الثقة بالنفس لتواجه لازارو, ثقة تجعل منها امرأة قادرة

على ان تتخلى عن رجل احلامها من دون أسف, لطالما كانت واثقة من انه سيعود الى

ماكان عليه !

كانت واثقة من ان الرجل الساخر الذي أضناه الحزن, سيعود الى ماكان عليه يوم

التقته للمرة الاولى, كانت تدرك في اعماق قلبها ان الرجل الذي وقعت في هواه

لايزال قابعاً في مكان ما داخله..لكنها لم تجده!

اغرورقت عيناها بالدموع وهي تقفل باب قلبها امام الرجل الذي عشقته طوال حياتها

..رجل يطعن صديقه في ظهره .. لم تتوقف كاتلين عن التفكير في ماحصل طوال فترة

انشغالها بالتبرج والتأنق لتصبح بالمستوى المطلوب لترافق لازارو رينالدي الى حفل

عيد ميلاد صديقه الحميم..ذلك الصديق الذي كانت زوجته على علاقة به..

- هل أنت جاهزة؟

القى عليها التحية ببرودة فائقة غير ان كاتلين لم تأبه للأمر لأنها ليست على استعداد

لتبادل الاحاديث المقتضبة, وشغلت نفسها بوضع احمر الشفاه وعلبة البودرة ومفتاح

غرفتها في حقيبتها الصغيرة ماساعدها لتستعيد هدوءها لأنها لم تكن مهيأة لرؤيته على

الرغم من الجهود التي بذلتها لتتقن دورها هذه الليلة إذ بدا وسيماً الى حد يقطع

الأنفاس بشعره الأسود وبذلته الرسمية التي تبرز كتفيه العريضتين.

قطب لازارو جبينه وسألها:

- أهذا كل ماستأخذينه معك؟ أظنك تعلمين اننا سنمضي الليلة هناك؟

- هناك؟

- في فندق مانسيني...

لم تكن كاتلين على علم بالأمر لكنها وجدت المسألة بديهية بعد ان اعادت التفكير

فيها , فرجل يملك ثروة طائلة مثل ألبيرتو مانسيني, سيحرص حتماً على ان يؤمن

لضيوفه كافة وسائل الراحة.

- لم استطع ان ارفض دعوته...

هز لازارو كتفيه بلامبالاة بينما سارعت كاتلين الى توضيب مايلزم لتلك الليلة.

- مع انني واثق من ان فندقي افضل بكثير..

سألته كاتلين عندما استقلا المصعد:

- كيف كانت فترة بعد الظهر؟.

اجابها باقتضاب من دون ان يلتفت نحوها:

- كانت طويلة جداً...

حبس لازارو انفاسه محاولاً ألا يشم رائحة عطرها المسكرة..لطالما ادرك انها امرأة

فاتنة, وكان يكفي ان يؤمن لها الملابس المناسبة, ووسائل التبرج لتنافس اكثر النساء

جمالاً في الحفل, إنما بعد ماعرفه عنها اليوم . لن ينجح جمالها الفائق في إذابة طبقة

الجليد التي احاط نفسه بها...

خرج من المصعد مسرعاً وعبر البهو الرئيسي متوجهاً نحو السيارة التي تنتظرهما في

الخارج فوجدت كاتلين نفسها مرغمة على اللحاق به على عجل حيث سلمت السائق

حقيبتها , ولزمت الصمت التام بينما السيارة تنهب شوراع روما نهباً.ريحانة

لم يدع سحرها يؤثر فيه هذا المساء..عليه ان يتمسك بالحقيقة التي باتت واضحة

وضوح الشمس , على الرغم من محاولاتها الحثيثة لتمويهها ..كم من مرة راودته

نفسه ان يثق بها ويتناسى كل ماعرفه عنها ليكتفي بصفاتها الحسنة.. كانت تسحره

تماماً كما سحرت روكسان لوكا.. ويكفي ان ترمقه بنظرة من عينيها لينسى الدنيا

وما فيها..

حسناً. لن يحصل ذلك ثانية !

عليه ان يواجهها هذا المساء مهما كلف الثمن!

- لازارو!

--------------------------------

كان البيرتو مانسيني ضيف الشرف في حفلته, إنما بدا واضحاً ان لازارو لايقل عنه

اهمية إذ سارع مضيفهما الى الاعتذار من الاشخاص الذين كانوا يحيطون به وشق

طريقه نحوهما مرحباً بصديقه بالايطالية, وسرعان ماانتقل الى الحديث باللغة الانكليزية

عندما قدم له لازارو كاتلين.

- حسناً, أنت مساعدة لازارو الشخصية الجديدة.. تهانينا! لاشك عندي في اننا

سنلتقي كثيراً.

اجابته كاتلين بنبرة مهذبة:

- تشرفت بمعرفتك.

- اسمحي لي ان اقول لك إنك تبدين في غاية الجمال. فنظرات الإعجاب تلاحقك

منذ دخولك القاعة.

ارادت كاتلين ان تختلس النظر الى لازارو غير انها اكتفت بتقديم الشكر بصوت

خفيض.

وعاد البيرتو يقول بنبرة مرحة:

- اقدم لك زوجتي بونيت..

ووضع ذراعه حول خصرها مضيفاً :

- وهي تبدو رائعة الجمال ايضاً.. لكن هذا بديهي ياعزيزتي.

وأردف محاولاً ان يغيظها:

- لاسيما وانك امضيت النهار كله في صالون التجميل...بونيتا, اقدم لك كاتلين ,

مساعدة لازارو الشخصية الجديدة...

لم تفتها النظرات الحادة القلقة في عيني بونيتا , واكد لها ردها المهذب والقبلة الباردة

التي طبعتها على خدها ان البيرتو يجهل تماماً ما كانت زوجته تفعله بعد ظهر اليوم.

وما ان استأذن البيرتو ليتمكن من الاهتمام بضيوفه الآخرين حتى سقطت كافة أقنعة

التهذيب فتأبطت بونيتا ذراع لازارو وقادته بعيداً تاركة كاتلين وحدها وسط هذا

الحشد من الناس, وراحت كاتلين ترتشف شرابها , وتشارك في بعض الاحاديث

المقتضبة, وقد احست بقلبها يتفطر حزناً بين ضلوعها .ريحانة

ففي تلك القاعة التي تعج بالناس , بدا لازارو الأكثر تألقاً إذ وقف مستقيماً فيما

حامت النساء الجميلات من حوله.. راحت تراقبه وهو يراقصهن , الواحدة تلو

الاخرى مستمتعاً برؤيتهن يتحرقن شوقاً ليحظين بابتسامة منه او رقصة , وانضم اليه

البيرتو مانسيني وراحا يتبادلان الاحاديث ويضحكان ماأثار اشمئزاز كاتلين.

- إنه رجل جذاب..

وقفت بونيتا قربها وقد شارفت تلك الامسية المزعجة على نهايتها :

- أقصد رب عملك...

- وزوجك ايضاً.ريحانة

احست كاتلين بتصلب في ظهرها, واحكمت قبضتها على الكأس التي تحملها..

- هذا صحيح...

اثارت نبرة الحنان في صوت بونيتا حيرة كاتلين .

- يظن الكثيرون بمن فيهم افراد عائلتي انني اسعى وراء ثروته لكن لا احد منهم يملك

ادنى فكرة عن المشاعر التي يثيرها في داخلي .

- ماهي المشاعر التي يثيرها في داخلك؟

- عندما اكون مع البيرتو, اشعر بأن عالمي في أمان.

ارادت كاتلين ان تصرخ في وجهها ( وماالذي تفعلينه إذن بحق السماء؟.) إلا انها لم

تفعل , وشعرت بمزيد من التوتر عندما التقت عيناها بعيني لازارو ..كانت اللهفة

والاشمئزاز يتنازعان جسدها حين رأيته يستأذن ويتوجه نحوها.

قالت له بونيتا مبتسمة:

- كنا نتحدث عنك لازارو.

اجابها متشدقاً:

- بالخير على ماأرجو.

لكن التجهم علا وجهه وهو يضيف :

- أظن ان البيرتو لم يعد قادراً على البقاء لوقت اطول.

- معك حق..هلا..

----------------------------------

أومأ لازارو برأسه قائلاً:

- لا تقلقي..إنه يودع ضيوفه , وسأرافقه الى غرفته.

بدا مستغرقاً في التفكير عندما التفت نحو كاتلين مردفاً:

- آسف لأنني تركتك وحدك..

- لست رفيقتك يالازارو..إننا هنا في مهمة خاصة بالعمل..

- لابأس إذن إن دعوت مساعدتي الشخصية للرقص عند عودتي..

عندما دعاها اخيراً للرقص انتفض ذلك القلب الذي كان يفترض به ألا يتأثر ابداً...

امسك لازارو بها وقادها الى حلبة الرقص , لكنه حرص على الحفاظ على مسافة

كبيرة بينهما كدليل على انه يراقصها بصفته رب عملها إلا انهما وجدا صعوبة فائقة

في غض النظر عن تلك الطاقة التي تسري بينهما.. كانت خصلات شعرها تلامس

خده بين الفينة والفينة فتعبق رائحة في شعرها , ويجذب جسدها اليه, لكنه استعاض

عن ذلك بالكلام فقال لها هامساً:

- اشكرك لأنك لم تتفوهي بكلمة امام البيرتو بشأن ماحصل بعد ظهر اليوم.

- لا تشكرني ...

كانت يداه تحيطان بخصرها وجسداهما متقاربين بما يكفي ليوحيا للآخرين بأنهما

يشعران بالارتياح التام على الرغم من انهما بالكاد يتلامسان , لكنها كانت تتوق

بشدة الى ان تلغي هذه المسافة التي تفضل بينهما , وتريح رأسها على صدره.ريحانة

- لا تجعليني شريكة في الأمر.

- شريكة في الأمر ؟ لم افهم.

كن يدّعي احياناً ان لغته ضعيفة ويطلب من كاتلين ان تترجم له ما تقصده لكنها

ادركت هذه المرة ان يسعى الى كسب الوقت فقط.

رفعت عينيها نحوه وقالت:

- إياك ان تزجني في مواقف مماثلة مرة اخرى, انا مستعدة للكذب على صديقاك إنما

ليس على ازواجهنّ.

- لم اطلب منك ان تكذبي ..

- أكان يفترض بي ان اخبره بأنني التقيت بونيتا من قبل؟

راحت كلماتها تصفر في أذنيه وهي تردف:

- أكان يفترض بي ان اقول له إن جمال زوجته وإشراق وجهها وبريق عينيها ليست

ثمرة الساعات التي امضتها في صالون التجميل بل ثمرة الساعات التي امضتها

برفقتك؟

وتوقفت فجأة عن الكلام بعد ان ان احست بقبضته تشتد على خصرها .

- كيف تجرؤين على الحكم علي إنظلاقاً من معاييرك الخاصة؟

- لدي على الاقل بعض المعايير .

لم يبذلا اي جهد للتظاهر بأنهما يرقصان بل وقفا وسط الحلبة يتبادلان الاتهامات

الصامتة...

وتوقفت الموسيقى وعلا التصفيق في القاعة فأحاطها لازارو بذراعه وقادها بعيداً نحو

طاولة معزولة.

لكن هل يمكن ان ينعم المرء بشيء من العزلة وهو برفقة لازارو رينالدي؟ فلم تكد

تمضي ثوان قليلة حتى ظهر احد الخدم حاملاً معه شراباً فطلب منه لازارو ان يتركهما

على انفراد.

سألها لازارو ساخراً وقد حرص على ان يتابع الحديث من النقطة التي توقف عندها:

- عن أي معايير تتحدثين؟ لا احد سواك منافق..

- أنا؟

- تأكدت من الأمر بنفسي..كذبت علي حين قلت إنك اجريت مقابلة في سلسلة

فنادق مانسيني..

راح يحدق فيها وقد غزت موجة الاحمرار وجهها , واحكمت قبضتها على كأسها ,

فلم يقو على كبح ابتسامة الانتصار التي ظهرت على ثغره , كانت كاتلين من يحاول

الآن كسب الوقت ..

- لقد اختلقت قصة المقابلة الاولى..

- نعم.

-----------------------------------

شعرت كاتلين بالارتياح لأنها وجدت ماتفعله باصابعها التي راحت تعبث بالكأس

بقلق.

- لااظنك فكرت يوماً في إرسال سيرتك الذاتية, أليس كذلك؟

- لم تتكبد عناء السؤال بعد ان قمت بكافة التحريات اللازمة؟

- طبعاً ..هل كنت تخالين انني لن افعل؟ هل توقعت مني ان اثق بك على الفور؟ هل

خيل اليك انني قد انسى اسم الفندق؟

- يفاجئني كثيراً ان تكون قد وجدت الوقت الكافي للتفكير في مساعدتك الشخصية

وانت برفقة بونيتا ..يفاجئني ان اكون قد شغلت تفكيرك لبعض الوقت..

- لن ابرر تصرفاتي امامك...

ورفع لازارو كتفه بطريقة غريبة ووقحة, ثم عاد وانزله..

- إنما يبدو جلياً انك نسيت كلياً انني رب عملك وانك تدنيين لي بتفسير ..حسناً ,

لمَ كذبت؟

وفجأة مال نحوها بغضب وكأنه نسي مؤقتاً السؤال الذي طرحه عليها وقال:

- البيرتو مانسيني صديقي ..كيف تجرؤين على اهانتي وإهانة بونيتا, وأنت لا تدركين

حقيقة مايجري؟

- اخبرني الحقيقة إذن..ماذا يفترض بي ان افكر يالازارو ؟ فهي تتصل بك كل خمس

دقائق تقريباً وجاءت لزيارتك في جناحك من دون علم زوجها.

- ولمَ يفترض بي ان اخبرك ؟ أنا لا اثق بك..هيا ..قولي لي لما كذبت علي..

- عندما كذبت عليك لم اكن ادرك انني اجري مقابلة من اجل وظيفة جديدة..بل

كنت اسعى لترك وظيفتي وليس التحايل عليك للحصول على وظيفة اخرى..

- قلت إنك قدمت طلباً للعمل في مكان آخر...

وضعت كاتلين كأسها على الطاولة وهبت واقفة إذ لم تعد قادرة على احتمال هذا

النوع من الاستجواب او الاسترجاع الأحداث المريعة التي وقعت في ذلك اليوم

المشؤوم.

- كنت ممتناً للغاية عندما كذبت عليك ..كنت ممتناً لأنك لم تشأ ان تخبر اختك

الحبيبة عن تصرفات الرجل الذي تزوجته..كنت ممتناً لأنك وجدت الطريقة الأنسب

لتضمد جرحاً بليغاً بدلاً من معالجتي.

- لم اطلب منك ان تكذبي! قلت لك انني اريد معرفة الحقيقة!

- ربما.

التفتت الرؤوس كلها نحوهما فالشعب الايطالي معروف بافتقاره الى التحفظ غير ان

كاتلين لم تكترث للأمر ابداً.

- لكن ارجو منك ألاتدعي انك لم تتنفس الصعداء وإن لبعض الوقت , لأنك لن

تضطر الى مواجهة الموضوع تماماً كما ترفض مواجهة مشكلة اخيك.

وماتت الكلمات فجأة على شفتيها كما لو ان احدهم نزع قابس الكهرباء على حين

غرة.ريحانة

- هيا..قولي مالديك..

- لا اريد ذلك..

تلعثمت كاتلين وقد استولى عليها الرعب بعد ماتفوهت به وما آل اليه هذا الجدال,

إنما بدا جلياً ان لازارو لا ينوي التوقف عند هذا الحد .

- ماالذي ارفض مواجته؟

- لا يا لازارو .

تجاهل لازارو كلامها وتابع بنبرة ساخرة :

- يبدو جليا انك تحتفظين برأيك عني لنفسك لكنني ارغب في سماعه.

لم يعد من الممكن الادعاء بأن تلك الأمسية ستنتهي بطريقة لبقة..

- علي أن أذهب..

------------------------

وقفت كاتلين وهي ترتجف ثم مدت يدها لتأخذ حقيبة يدها, فأمسك لازارو بوسطها

وسألها:

- لم تريدين الرحيل الآن بعد ان اصبح الحديث مثيراً للاهتمام؟

- أريد الخلود الى النوم.ريحانة

حررت يدها من قبضته فتركها تفعل, واستدارت على عقبيها , وحاولت جاهدة ان

تجر رجليها المرتجفتين لتغادر القاعة, وهي تدرك تماماً انه يلحق بها.

ضلت كاتلين طريقها لبرهة فبهو فندق مانسيني ليس مألوفاً لديها , لكن ما إن رأت

المصاعد امامها حتى اسرعت نحوها وهي تدرك ان ليلتها مازالت في بدايتها , اغمضت

كاتلين عينيها عندما لحق بها الى المصعد , كان جسدها ينبض بالغضب وعقلها يسير

وسط متاهة..

رافقها الى باب غرفتها واستند الى الحائط من دون ان يتفوه بكلمة, كانت كاتلين

واثقة كل الثقة من انه لم يدعها تخلد الى النوم بهذه البساطة.ريحانة

- ماذا؟

علت ابتسامة مخادعة على ثغره بينما هو يضع قدمه عند عتبة الباب ليمنعها من

إغلاقه وراءها.

- ألن تطلبي من الدخول لشرب فنجان من القهوة؟

أومأت كاتلين برأسها , لم تكن خائفة منه, ولكنها خشيت ان تكون قد اختارت

المكان غير المناسب لتعيد فتح جراح الماضي, تراجعت قليلاً الى الوراء ليتمكن من

الدخول..لم يحاول لازارو إسكاتها أو مقاطعتها ...بل لحق بها الى غرفتها لمواجهته...

وقفت كاتلين مكانها ترتجف من شدة القلق فيما سألها:

- كنت تقولين؟

- اخوك..

ادركت في نهاية المطاف عليها ان تقوله, فأخذت نفساً عميقاً وقررت ان تنظر اليه

وتتفوه بالاسم الذي يحظر على الجميع التلفظ به..

- لوكا...

حاول لازارو التهرب من الموضوع قائلاً:

- علي ان اتعامل مع موت لوكا في كل يوم من حياتي.

قاطعته كاتلين :

- في كل دقيقة وكل ساعة وكل يوم.. اعلم انك تشعر بالسوء...

- هل تعرفين هذا الاحساس؟؟

- فقدت جدي منذ ستة اشهر...

قاطعته كاتلين صارخة:

- كلا.. لكنني اعرف معنى ان تفقد احدهم .. واعرف معنى ان تحب احدهم وتحزن

لموته .. لكنني اعرف ايضاً معنى السلام الداخلي يالازارو ..ذلك السلام الذي تفتقده

منذ اكثر من سنتين...

وتوقفت قليلاً عن الكلام ثم اردفت بنبرة اكثر رقة:

- علمت انكما تشاجرتما قبل وفاته..قرأت الخبر في الصحف واخبرتني انتونيا ان ما

حصل كان بغيضاً, لكن الكل يدرك ان تصرفات لوكا تجاوزت حدود المعقول وكان

لابد لأحدهم ان يعيده الى رشده..لا افهم ..فكيف سمحت له بأن يضربك ؟كيف..؟

- كفى!

لم تغب عنها نبرة التحذير في صوته وإمارات الغضب التي ظهرت على وجهه..غير ان

غضبه لم يكن موجهاً ضدها, بل ضد ذاته , كانت الاسابيع القليلة الماضية اشبه

بكابوس بالنسبة اليه, إذ ادرك ان عائلته ستجتمع من جديد, وسيعود اسم لوكا

ليتردد على كل الشفاه, كان الأمر اشبه بالعيش في جحيم مهما حاول ان يتفادى

ذلك.. وهاهي الآن تقف امامه تتحدث اليه بنبرة تدل على مدى تعاطفها معه فيما

تكاد عيناها ان تبلغا عمق اعماقه..كان من السهل عليه ان يطرد الشك من رأسه ,

ويقنع نفسه بأنها مختلفة فيفضي اليها بمكنونات قلبه.

-----------------------------

وكم كان بحاجة الى من يفضي اليه بمكنونات قلبه! لكن تحذير مالفوليو بقي يتردد في

أذنيه كالناقوس فيما العينان الزرقاوان الشبيهتان يعيني روكسان تحدقان فيه, تماماً

كما كانتا تحدقان فيه في ذلك اليوم المشؤوم.

- لا ينبغي ان تبقى الامور على حالها يا لازارو..

- كيف يفترض بها ان تكون؟

- لست ادري..

- هذا صحيح ..لاتدرين .. لا تدرين ..لذا, لا تتهميني بالعجز عن التعامل مع

الامور وأنت لا تملكين ادنى فكرة عما حصل في ذلك النهار.

- اخبريني إذن.

- لماذا؟

- لأنني اريد ان اعرف.

- لماذا؟.

- لأن....

كانت كاتلين تشعر بالارتعاش والضغط في داخلها , ولم تشأ ان تعبر عما في داخلها

لكنها وجدت في الوقت عينه, صعوبة في الاحتفاظ به لنفسها , فأغمضت عينيها

وتركت البركان المتأجج فيداخلها ينفث حممه:

- لأنني اهتم لأمرك يا لازارو.. ويؤسفني ألا ترغب في سماع هذا الكلام أو ان يثير

كلامي ارتباكك..آسفة لأنه يفترض بي ألا اظهر أي مشاعر , ولأن غير مرحب به إلا

لتأدية الخدمات المطلوبة مني, لكنني اهتم لأمرك...

- ماذا ؟ أتريدين مني أن افتح قلبي لك؟

وضحك ضحكة ساخرة وأضاف :

- لتتمكني من ابتزازي لاحقاً؟.

- ولمَ تظن أني قد ابتزك لاحقاً؟.

- لأنك تناقضين نفسك..

وجد لازارو انه من الافضل ان يحافظ على مسافة بينهما لئلا ينقاذ وراء إغراءاتها..

- تارة تقولين إنني اكثر الرجال خساسة في العالم لأنني أعاشر زوجة صديقي ..وطوراً

تدعين انك تهتمين لأمري..كيف هذا؟ كيف يعقل ان تهتمي لأمر رجل تحتقرينه؟

اجابته كاتلين هامسة:

- لست ادري ..لكنني واثقة من شعوري.ريحانة

ساد صمت عميق بينهما فاستغل لازارو الأمر ليقومها بعينيه فيما عقله يتوسل اليه ان

يتحلى بالمنطق, إلا انه لم يشأ ذلك..

لم يشأ ذلك حقاً..ارادها ان تهتم لأمره لأنه يهتم لأمرها.

- اسمعي ياكاتلين ..انا لست على علاقة ببونيتا .. ولا يمكن ان افعل ذلك ابداً..

اريد منك ان تصدقي كلامي.

- بونيتا ليست المشكلة...

مسحت كاتلين الدموع السوداء الغزيرة التي سالت على خديها , وشكرته بصدق

عندما اخذ منديلاً زرقياً وناولها إياه.

- لم اعد قادرة على احتمال المزيد يالازارو..تعاملني مرة ببرودة ومرة بلهفة ..لا

ادري لماتختار ان تكرهني في بعض الاحيان...

- اسمعي ..هل يمكننا ان نبدأ من جديد؟ هل يمكننا ان ننسى كل ماحصل ونبدأ من

جديد؟

- هل هذا ممكن؟

لم تكن كاتلين واثقة من ذلك.

أومأ لازارو برأسه واجاب:

- لا ارى اي سبب يحول دون ذلك.

- ألن تكرهني في الصباح؟

---------------------------

اجابها لازارو ببطء:

- لم اكرهك يوماً..كيف يعقل ان اكرهك وكل شبر في جسدي يتوق اليك؟

لم يكن هذا كافياً ..كانت تدرك ان هذا ليس كافياً , لكنها لم تشأ ان تطرح عليه

المزيد من الاسئلة الآن بعد ان احاط كتفيها بذراعه واسند رأسها الى صدره,

واحست كاتلين بالأرض تهتز تحت قدميها عندما ضمها اليه بقوة .

مدت اصابعها بجرأة ولامست الندبة البارزة على خده فأغمض لازارو عينيه بشدة

وكأنه يحضر نفسه للألم الذي قد تسببه لمستها, وكأن الجرح لايزال ينزف..فأدركت

كاتلين على الفور انه ما زال ينزف فعلاً..

- ماذا حصل هنا؟

احكمت اصابعه قبضته على اصابعها واطبقت عليها ,كانت كاتلين واثقة من انه يريد

ان يبعد يدها, ولامت نفسها في سرها لأنها تسرعت في طرح هذا السؤال عليه , لكن

وبدلاً من ان يبعدها عنه فتح راحة يدها وراح يضغط بها على خده فأحست بأن

وجعه وجعها وراحته راحتها.

لكنه مالبث ان ابعدها عنه برقة , واشاح بنظره بعيداً عنها فيما هي تعيد طرح

السؤال نفسه عليه.

- ماالذي حصل في ذلك اليوم يالازارو؟

على الرغم من انها طرحت السؤال وظنت نفسها قادرة على مواجهة العواقب إلا ان

نبرة صوته انبأتها بأنها قد لا تتمكن من ذلك.

فالألم والحزن اللذان لسمتهما في صوته جعلاها تجفل,واغمضت عينيها بينما هو

يدفعها برقة وحنان قائلاً:

- أسألي ابنة خالتك.

لم تنبس كاتلين بأي كلمة بل اكتفت في التحديق فيه وهو يقف ويغادر الغرفة من

دون ان يشرح لها معنى كلماته هذه .

سألهما البيرتو مانسيني وهو يبتسم بابتهاج:

- كيف كانت ليلتكما؟

انضم صديقه الحميم اليهما على الفطور حيث ساد جو من الاسترخاء.

- هل كانت مريحة؟

اجابه لازارو ممازحاً:

- كان السرير قاسياً بعض الشيء..لكن لا بأس به بالنسبة الى فندق من الدرجة

الثانية.

- ارجوك ..اسمعا علي ان اتحدث الى الوزير وزوجته الجميلة, لكن هل تسمحين لي

بأن استعير رب عملك قبل ان القي خطابي.؟

- بكل سرور..

احست كاتلين بغصة في حلقها عندما رأت بونيتا تحتل مقعد لازارو الفارغ.

قالت لها :

- اشكرك على تحفظك ليلة امس.. من حسن الحظ ان الحفل انتهى على خير..

والفضل يعود للازارو وحده.. اعلم انه معتاد على إخبار مساعدته الشخصية بكل

شيء..

- ليس هذه المرة ...

ولم تكد كاتلين تبدأ الكلام حتى علا صوت البيرتو عبر المذياع مرحباً بضيوفه وشاكراً

حضورهم , لكنه مالبث ان سلم المذياع للازارو ليتكلم بالنيابة عنه ماترك كاتلين في

حيرة من امرها ..اثار كلامه ضحك الجميع باستثناء بونيتا التي مدت يدها الباردة

تبحث عن يد كاتلين قائلة بصوت مختنق:

- من حسن الحظ ان لازارو موجود معنا اليوم فألبيرتو ينسى الاسماء وينسى بعض

العبارات..لم أشأ ان يخاله الناس احمق او ثملاً..لهذا السبب طلبت من لازارو ان يبقى

بجانبه, ويسد الثغرات في ذاكراته...

ومسحت الدموع المنهمرة على خدها ثم لاحظت تعابير الذهول على وجه كاتلين :

- ألست على علم بالأمر؟ ألم يخبرك لازارو؟

- ظننت...

--------------------------------

غمرتها موجة من الحزن الساحق جعلتها تجفل لكن بونيتا انفجرت ضاحكة وقالت لها

:

- ماالذي خيل اليك ؟ لم يمض وقت طويل على استلامك منصبك الجديد ولا اظنك

تعرفين هذا الرجل جيداً بعد.

لكنها بدأت تتعرف عليه.

- البيرتو مريض...

مدت يدها من جديد لتمسك بيد كاتلين وتابعت:

- عليه ان يخضع للعلاج في اقرب فرصة ممكنة ..لكننا فضلنا ان نتريث ريثما ينتهي

حفل زواج ابنته بعد اسبوعين ..جلّ مانرجوه من الله هو ان يمهلنا اسبوعين بعد.

بدا صوتها اكثر خشونة وهي تضيف:

- إذ تمكنا من الثبات مدة اسبوعين بعد فيمكننا بعدها ان نخبر الجميع.منتديات

التقت نظراتها بنظرات لازارو وقد احست بالندم وتأنيب الضمير لأنها تسرعت في

الحكم عليه وأساءت الظن به, لكنها فخورة به أيضاً , لأنه ابى ليلة البارحة ان يخون

ثقة صديقه , مع انها وضعته في موقف حرج...

---------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس