عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-17, 06:40 AM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2 - الطاعون الأسود
لم يغمض لراوينا تلك الليلة جفن لأن تبدل تصرفات هوارد نكأ جرحاً مؤلماً عليها أن تعاين خطورته . فالنجاح كما اكتشفت في بداية حياتها المهنية ليس السبيل الأفضل للصداقة ، بل الكراهية و الضغينة ، و الخبث و تعمد الأذى هي الثمن الذي يجب أن يدفع المرء لمجرد الجرأة على الحلم ، فما بالك بتسلق القمة ، إن الصداقة عند راوينا تعني الالتزام التام و الأخلاص الصرف و المشاركة بالفرح في السراء و الأحساس بالشفقة العميقة في الضراء و لكنها وجدت الصداقة في مفهوم الآخرين مختلفة.
كانت سهام الغيرة قد تركت آثارها في مشاعر الرقيقة حتي تراجعت في النهاية إلى قوقعة من عدم الاهتمام المنعزل ... إنها تضع ثقتها في شخص واحد تعلم حقاً إنه يهتم بها : هوارد . ولكنه هو أيضاً خان ثقتها به ... إن غريزتها دفعتها للتخفي وراء واجهة باردة من اللا مبالاة أثناء حوارهما ،أما الآن وهي في عزلة غرفتها فقد اطلقت العنان لدموعها الحارقة و كان أن هزت التشنجات جسدها النحيل المتمدد فوق الفراش و راحت تغرق في موجات متلاحقة من الذهول و الأرتباك ، تحس إنها خائفة ، مهجورة و إنها قطعة من حطام بشري يتلاطم علي الصخور بلا مرساة .
حين انضمت في الصباح إلي هوارد لتناول الفطور ، كانت قد استعادت هدوءها ظاهرياً و كان الذنب الذي يشعر به يجعله متوتراً . و لكن البسمة اضاءت عبوس وجهه حالما قالت له بصوت متزن خفيض :
-قررت أن افعل ما طلبته مني .. سأتصل بالسير دوغلاس لأسأله إن كان قادراً على إعطائي بضع دقائق من سفره إلى منزله الريفي .
-هذه انباء رائعة يا أختي !
تحرك نحوها ، لكنها تجنبت عناقه و ذكرته في الوقت ذاته ببرود :
-لكنني سأقوم بذلك بدون قناعة لذا أريد وعداً منك ، وعد شرف ، أن تبذل جهدك للنجاح في العمل الذي قد أنجح في تأمينه لك بمساعدة السير دوغلاس .. فليس مستقبلك وحده في خطر ، بل مستقبلي أنا ،فإن فشلت بعد توصيتي بك فلن استطيع الاستمرار في العمل لأنه عندما يراني أهلاً للأحكام الصائبة .
-أعدك أختاه .. لا داعي للخوف من هذا . فلا احتاج إلا لبداية حقيقية تخولني الانطلاق ، و سأثبت لك أنك لست الوحيدة في العائلة من يستطيع الوصول الى القمة !
رد السير دوغلاس بنفسه حين اتصلت بمنزله :
-راوينا عزيزتي .. بالطبع سأقابلك .. فوراً إذا أستطعت . وينفرد تقول إن عليها توضيب الحقائب و هذا يعني أن أمامي ساعتين قبل السفر .
تعلثمت راوينا و هي تشكره و لكن بعدما أقفلت السماعة أسرعت تطلب سيارة أجرة . و ما هي إلا ربع ساعة حتي كانت أمام منزل السير دوغلاس اللندني الأنيق ، و ما هي إلا لحظات أخري حتي كانت تدخل مكتبه حيث كان ينتظرها .. ألقى عليها نظرة حادة حاذقة تشير إلى أنه فهم أن سكرتيرته الهادئة عادة ، في حالة عصبية مجهدة .. و لكنه لم يشير إلى هذا بل تريث حتى جلست و قال لخادمه :
-أحضر لنا القهوة و البسكويت ، أرجوك روبرت .
-------------------------------------
لوح بيده رافضاً احتجاجها ، وترك الحديث يدور بينهما حتى عاد الخادم و بعد ذلك استقر في مقعده و قال يحثها :
-ما الأمر يا أبنتي .. أهنالك ما يقلقك ...؟
ارتشفت جرعة من القهوة ، ثم وضعت فنجانها على الطاولة قريبة فعاودت تغطية عصبتها بصوت مبالغ في مرحه ، رن مزيفاً في أذنيه ، فبدأت بلاعتذار :
-أحس أن وجودي هنا عبء ثقيل سير دوغلاس . لقد كنت لطيفاً معي دائماً في الماضي و كريماً و متفهما أيضاً و أحس بالخجل لأنني سأقدم على طلب معروف منك .
مال إلى الأمام يشجعها :
-لم تتلقي مني شيئاً لا تستحقينه ، أنت تسيئين تقدير قيمتك لديّ .. الغبي وحده لا يكافئ موظفة قديرة كفؤة مساعدة مثلك ..فلولا أخلاقك الجميلة ..و استعدادك لتحمل المسؤوليات إلى ابعد مما هو متوقع من سكرتيرة ، لوجدت الأشهر الستة الماضيه عبثاً لا يطاق يا عزيزتي ، أنا مدين لك بالكثير ، لذا سيكون مطلق طلب تطلبينه سبيلاً لأقدم لك مساهمة صغيرة تخفف من عبء ما أكن لك من أمتنان .
طفرت الدموع في عينيها و لكنها كبحتها بسرعة ووجدت نفسها غير قادرة على الكلام أما السير دوغلاس فشغل نفسه بملء فنجانه ثانية و لكن فضوله أثاره قلق الفتاة التي شاركته علاقة الرئيس بالمرؤوس و مع ذلك بقيت بالنسبة له لغزاً مغلقاً .
في البداية تردد في قبول اقتراح زوجته القاضي بأن يطلب راوينا بمهام المضيفة اثناء غيابها فقد تعلم خلال سنوات عمله الطويلة ان من الحكمة إبقاء كل الموظفين علي مسافة من الصداقة .
ففي الماضي أساء الكثيرون ممن منحهم بعض الصداقة اليه ولكنه اكتشف ان الامر مع راوينا هو العكس فهي التي تركت حواجز التحفظ بينهما ، و ملأت فراغ الذي خلفته زوجته ، واكتسبت التقدير من ضيوفه الاثرياء بسبب الطريقة التي لبت فيها حاجاتهم . ومع ذلك ، و على الرغم من اعتماده هذا عليها ، لم تتخط الحد بالتطفل على علاقتهم و اعمالهم .
عندما بدأت تجبر نفسها تدريجياً على الكلام ، كان اهتمامه قد زاد ..قالت مترددة :
- لا ادري اذا كنت تذكر ان لي اخاً نصف شقيق هو اصغر مني .
هز رأسه نافذ الصبر لتتم كلامها وقال معلقاً :
- كان في الخامسة عشر حين مات ابواكما . اليس كذلك ؟ و منذ ذلك الحين وضعت على عاتقك مسؤوليته .
ابتلعت ريقها بصعوبة :
-أجل .. و لكن لسوء الحظ ، لم انجح في حمل مسؤولياتي . فمع انه يملك عقلاً راجحاً كات تعليمه قليلاً . ظل اخي حتى مات والده في مدرسة خاصة و لكن بعد وفاة والده لم اجد الا راتبي و بما انه لم يكن يستطيع تغطيه نفقات المدرسة الخاصة ، اضطررت للاعتماد على التعليم الرسمي . و بالطبع هزه هذا الانتقال وهو حتى الآن على الرغم من بلوغه العشرين عاماً ما زال يشعر بالاحباط و السخط غير انه مقتنع بأن له القدرة على النجاح لو حصل على فرصته لاثبات نفسه للآخرين .
بدأ السير دوغلاس يرى الصورة فتنهد بارتياح :
-يا فتاتي العزيزة .. هل المعروف الذي تطلبينه هو حقاً هذا الأمر الصغير ، في ان اجد عملاً لأخيك ؟
-----------------------------
اتسعت عيناها العنبرتيان ولول مرة منذ ان بدات تتكلم ، رفعت رأسها تسأله باضطراب :
- امر صغير؟ سير دوغلاس .. ليس لديك فكرة عما يعنيه له هذا الامر بل عما يعنيه لكلينا !
- اذن ن يجب ان نري ما نستطيع عمله . قلت انه في العشرين ؟ فيم برع ؟
- برع دائماً بالارقام .
-واين عمل آخر مرة و في اي مجال ؟
بدات الحيرة عندما راي الاحمرار الذي اجتاح وجنتيها .
- عمل آخر مرة عند الماركيز كالدونيان .. كان مساعد مدير الأملاك .
ارتفع رأس السير دوغلاس بحدة :
-ماركيز اوف كالدونيان ؟ هذا بحد ذاته توصية كافيه . سكوت صديق قديم .
-سكوت ؟ لا .. اظن ان اسمه سايتون .
- صحيح ياعزيزتي إنه سكوت سايتون .. و عائلة سايتون من اقدم العائلات بين قبائل اسكتلندة . عندما ورث القصر و الاملاك كان كل شئ على وشك الإفلاس . نعم لا انكر انه كان هنالك ارث عيني كبير ، الا ان سكوت اصرّ علي الاحتفاظ به .. وهذا ما كان . قصر كالدونيان ليس فقط اكثر القلاع التاريخيه جاذبية ، بل هو الآن جزء من املاك تعتبر عالمياً مثالاً على الديناميكية في الادراة . وقد تبين لحسن الحظ ان سكوت زراعي قديم يميل الى تطوير العمل . ولقد قام بمشروع طموح يقتضي اعادة تشجير منطقة الغابات ، و تحديث المزارع ، و مشكور على ما قام فبفضله اضحت املاك كالدونيان املاك زراعية مزدهرة ،لاشك في ان اخاك اخبرك بذلك ، فما من احد عمل مع سكوت الا و اضطر الى الاعجاب بشجاعة هذا الرجل و تصميمه .
كان في كلام السير دوغلاس علامة استفهام ، و لكنها قررت تجاهلها . فلن تتمكن من الاعتراف بان هوارد قد اساء وصف رب عمله السابق .. و الامر محير .. وظلت على حيرتها حتى تذكرت ان السير دوغلاس ينظر الى الماركيز من زاوية رب عمل لا من زاوية الموظف و هذا يعني انه لا يعرف شيئاً عن تصرفات هذا الماركيز مع من يعملون عنده من سيئي الحظ !
جلس السير دوغلاس وراء مكتبه :
-و الآن الى العمل ! قولي لاخيك ان يحمل هذه الرسالة الى مؤسسة محاسبة سأدون اسمها و عنوانها على الغلاف . آسف لانني لن اتمكن من الحضور و لكن لا تخافي ساكتب في الرسالة توصية لرئيس المحاسبين و هي ستكون سبيلاً ليتلقى افضل معاملة . لقد اعلن عن الوظيفة ، لذلك سيواجه منافسة ، طبعاً .. انما قرار رئيس المحاسبة سيكون النهائي . ان قدم اخوك الانطباع الحسن ساعده هذا الكتاب و اعطاه خطوة لنيل الوظيفة .
ردت بصوت مرتجف ، و قد بدأ السير دوغلاس بالكتابة :
-شكراً سير دوغلاس .. إنه .. بل اننا مدينان لك .
-هراء ما تقولينه يا عزيزتي ، فإن كان يملك نصف ما تملكين من مزايا فسيكون كسباً لاية مؤسسة .
اعطاها الرسالة، فالتقطت حقيبتها بسرعة لئلا تؤخره اكثر من هذا ولكنه عندما كان يرافقها نحو الباب سألها و كانه يفكر :
-بالمناسبة هل ستمكثين في لندن طوال اجازتك ؟
-اجل . اتصور هذا .. فليس لدي خطط محددة.
قطب قليلاً :
-المسألة كل المسألة انني اريد معرفة مكانك فيما اذا جد شيء عاجل . لدي عنوانك ولكن ان قررت الابتعاد فاتركي عنوانك مع روبرت احتياطاً .
--------------------------------------
ابتسمت :
- سافعل طبعاً .
استدارت قبل ان تخرج من منزله قائلة :
- لكن ارجو الا يحصل هذا .. فانت و اللايدي ليستر بحاجة الى اجازة بعيداً عن اية مقاطعة.
-و انت كذلك يا عزيزتي .. و انت كذلك .
لم تكد تستطيع الانتظار حتى العودة الى هوارد .. كانت تمسك بالغلاف في يدها و كانها تخشى ان تفقده ان وضعته في حقبية يدها و عندما وصلت امام منزلها ركضت ترتقي الادراج ثم دخلت الى الشقة كالعاصفة . كان هوارد يجلس ساهماً يحدق الى الخارج النافذة و لكن حين ظهرت تلوح بالرسالة تحت انفه و كانها علم الانتصار ، هب على قدميه واقفاً على وجهه مزيج من التوقع و عدم التصديق . حين قرأ العنوان على المغلف ، عاد ليغرق في مقعده مصدوماً لا يستطيع الكلام فقالت تحثه :
-حسناً .. هل لاقت المؤسسة اعجابك؟
-لاقت اعجابي ؟ السؤال يجب ان يكون اذا كنت انا سلاقي اعجابهم ! انها اكبر مؤسسة محترمة في المدينة .
ضحكت على تعبيره الوجل ، و قالت مازحة :
- اليس هذا ما كنت تطلبه ؟
-طبعا .. ولكن هذه المؤسسة تطلب مواصفات عالية في موظفيها يا اختي ! ماذا نا فشلت ؟
جلست تواجهه و قد تهجم وجهها فجأة :
-سيكون لك المساعدة و التشجيع فهذا ما اكده السير دوغلاس لي وستبدأ من الاسفل ، طبعاً . لكن ان كان عملك مرضياً فلن يكون هناك حدود لما ستصل اليه من مركز . عدني ارجوك بالمحافظة على الوظيفة و ابذل جهدك من اجلي و اجلك . هه ؟
لم تشك في صدقه حين وعد ، بصدق الاطفال :
-لاتخشي شيئاً يا اختاه .. هذه فرصتي الكبرى ، اعدك انني لن افسدها .
امضيا نهاية الاسبوع سعيدة و لكنهما كانا قلقين يحاولان بشتي الطرق ملء الفراغ القائم بين الجمعة و الاثنين . في هذه الاثناء اصرت راوينا على قضاء الوقت بسعادة بعيداً عما قد يعكر صفو هذه السعادة فكان ان قبلت اقتراح هوارد بالاحتفال بتلك الامسية و القيام بجولة على اماكن لم يرياها منذ الطفولة ،اما يوم الاحد فقاما برحلة الى بريتون لزيارة اصدقاء ظلا عندهم حتى منتصف الليل .
عندما عادا الى الشقة قبلها هوارد على جفنيها المثقلين بالنعاس :
-تصبحين علي خير ...اختي! مازال امامي تسع ساعات لاكتشف مصيري ! اذهبي الي النوم .. ولكن اضطرابي سيمنعني من النوم لذا سأقرا قليلاً .
كانت متعبة و لكن سعيدة ، فتوجهت الى غرفة نومها غير انها التفت اليه تحتج :
-هوارد ! يجب ان تستريح . سيكون المسؤولون في المؤسسة انطباعهم الاولي عنك غداً و لا اريد ان تقوم بالمقابلة و الدوائر السوداء حول عينيك ..
-بل سأكون متفجراً حماسة . صدقاً ، انا منفعل انفعالاً كبيراً سيمنعني من النوم .. اريد فقط ان اجلس بهدوء لاتذوق طعم الفرصة المثيرة .. فالنجاح لا يبعد عني سوى ساعات ! و من اليوم فصاعداً ستتخد حياتي منحني جديداً يدفعني الى القمة .
احست راوينا بشئ من الفخر ، حين انطلق في الصباح التالي الى موعده . و على الرغم من قلة الساعات التي نام فيها بدا مشرقاً يقظاً لامع العينين . كانت بذلته المكوية تستقر على جسده النحيل الذي يجعل من ارخص الثياب انيقة . اذا كان المظهر وحده هو المقياس فسيحصل على الوظيفة دون عون السير دوغلاس ..
------------------------------------------
وقفت تراقبه من النافذة و هو يستقل التاكسي الذي سرعان ما ابتعد عند المنعطف . و كانت اناملها بطريقة لا شعوريه تتقاطع برجاء و قد ظلت على هذه الحال حتى عاد بعد ساعة . لم تدرك انها ما تزال واقفة حيث هي متوترة منتظرة حتى سمعت مفتاحه يدور في قفل الباب .
صاحت بصوت حاد :
- حسناً؟ كيف تم الأمر ؟
تقدم منها فلاحظت ان الكثير من الحيوية هجرت خطواته .
-جيدة .. الى حد ما .
-لكن .. ؟
جلس في مقعد قبل ان يرد :
-انهم يطلبون كتاب توصية من رب عملي السابق .
تنفست الصعداء وتقدمت منه تشجعه :
- هذه ليست مشكلة بالتأكيد. فان كنت قد اديت عملك بشكل مرضي . فلا شك ان المركيز سيذكر ذلك في توصيته . ما من رجل يترك الامور الخاصة تسئ الى مستقبل رجل اخر . و من المستحيل ان يكتب توصيه تحط من قدرك لمجرد عدم اتفاقكما .
رد ساخراً و عيناه تعكسان الخوف الصرف :
- الن يفعل ..؟ سنعرف قريباً ، فسيراسله رئيس المحاسبين الليلة .
بعد مرور اسبوع بدا انه لن ينتهي ، وصلت الرسالة ، رسالة قصيرة رسمية تشكر لهوارد تقدمه للعمل ، مرفقة باسف لان المركز لم يعد شاغراً .
كانت راوينا في الخارج تتسوقحين وصل البريد وعندما عادت وجدت الشقة خاويه ، و الرسالة مرمية على السجادة بازدراء ، التقطتها و قرات الجمل المهذبة ثلاث مرات قبل ان تستوعبها تماماً . كان شعورها الاولى الشفقة الخالصة على هوارد .. ثم الخوف .. فهو في الوقت الحالي يتارجح علي الخط الرفيع الذي يفصل بين الاستقرار و عدم النضوج .. و هذا الاحباط يدفعه الى سلوك السبيل الخطأ و قد يرسل طبيعته السريعة الثأر للتارجح فوق سلك مرتفع .
بدات داخليا
يدأت داخلياً تميز غيظاً، حدقت الى الورقة المطبوعة على الآلة الكاتبة ، فتراءت لها الفسحات البيضاء بين الاسطر ، يد سايتون الاسود او من يطلق عليه القريون " الطاعون الاسود " ..ان نفوذه وحده قادر على التغلب على نفوذ السير دوغلاس .. وهو بكل تأكيد كتب اتهاماً مشيناً بحق موظفه السابق .. انه كما قال هوارد ، طاغية دون رحمة ، مجنون سلطة ، لا يتردد في تمزيق نسيج حياة رجل شاب لمجرد اشباع ضغينته الحقيرة .
بعد نصف ساعة ، وصل هاورد الى البيت و لكنها سمعت صوت العاصف يدعو شخصاً للدخول :
-ادخل توبي .. لن أتاخر في توضيب ثيابي اكثر من دقيقة .
غاص قلبها .. توبي كوينز هو القلائل الذين عاد هوارد الى مصاحبتهم بعد فراقه عنهم في المدرسة الخاصة ، و هو شخص لا شخصية له ، مدلل غني لكن لا اصدقاء له يعرفه معهم . و كانت قد اعتقدت ان هوارد تخلى عن صداقته منذ امد طويل .
تحققت اسوأ مخاوفها حين دخلا معاً الى غرفة الجلوس ووقفا امامها تجتاح وجهيهما ابتسامة بلهاء فبادرت اخيها بازدراء :
- اكنت تتسكع معه !
- صحيح تماماً .. اختي الكبيرة و السبب وجيه جداً . اطمئني لا حاجة بك بعد الآن الى دس انفك الانيق في شؤوني فانا راحل ..!
-------------------------------------
شهقت :
-راحل ؟ لكن الى اين ؟
رمي ذراعاً على كتفي توبي :
- في عطلة مع صديق قديم طيب .. هذا .. في جولة طويلة متطفلة الى اوروبا .. لذلك لن استطيع ان اقول لك الي اين .. او متي سأعود .
- لا هوارد .. يجب الا تفعل هذا ! سأدير عملاً اخر .. فرصاً اخرى .
نحاها جانباً ، و تقدم الى غرفته و بدأ يرمي اغراضه كيفما كان في حقيبته فقال له توبي و هوي يتكئ الى جانب الباب :
- لن تحتاج الى الكثير يا بني بنطلون جينز و بضع قمصان تكفي .
راحت راوينا مذعورة تتوسل هوارد حتي يبقى و لكنه ادار اذناً صماء الى كلامها و نصائحها بالابتعاد عن الذهاب لئلا يقع في ورطة كبيرة فيجد نفسه دون مال يحمله الى بلاده و لكنه قال لها قبل ان يخرج :
- لدى توبي من المال القذر ما يكفينا .
ثم اردف بصوت قاسٍ :
- ابتعدي عن طريقي يا اختي .. فانا ذاهب .. من يعلم ربما الى الابد . لقد سئمت حتى الموت من هذه البلاد اللعينة وروابط الوراثة الضيقة ، و المجتمع المعادي الذي ما ان تزعج احدهم فيه حتى ينزعج الاخرون .. و لقد انتقم مني ذلك الطاعون الاسود ولن اتمكن من الحصول على وظيفة لائقة في نطاق نفوذه لذلك يستحسن ان اسافر .. وداعاً اختاه .. سأراسلك .
بعد ساعات من البكاء راحت تعيد ترتيب ادراج خزانته فوجدت الصحيفة لابد انه دسها بين اغراضه حين غادر اسكتلندة . كان عمرها لا يقل عن اسبوعين ، مليئة بالاخبار المحلية و بمقلات زراعية ، و اعلانات مبوبة كان احداها مميزاً لانه كان مربعاً بارزاً يضع كلمات جافة متسلطة كالرجل الذي طلب نشرها :
" مطلوب سكرتيرة للعمل في املاك ريفية نائية ليس فيها اضواء او تسلية ابداً . مطلوب من الكفؤات التقدم للعمل علي ان تتم المراسلة على العنوان التالي : قصر كالدونيان دمفري شاير "
اعادت قراءة مرات ومرات حتى استوعبت الرسالة . و عندها هدأت مشاعرها المنفعلة المتقدة و راحت تلح عليها شوقاً للانتقام....
******* ******
نهاية الفصل الثاني


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس