عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-17, 07:29 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


3 ـ

كيف يعامل الرجل المرأة ؟



ســألت روزي غارد , وهي تنهض وتسير لتقف عند نافذة المكتبة .

ـ هل من المفروض أن يكون احتفالاً كنسياً ؟

كانت قد فوجئت بحضوره منذ نصف ساعة . ذلك أن الساعة

التاسعة من صباح يوم السبت ليست وقتاً معتاداً لاستقبال الزائرين .

ـ زائرين ؟

قال غارد ذلك بلهجة مطاطة عندما أخبرته بذلك . وبسرعة ,

تخللت شعرها الجعد بأصابع إحدى يديها , بينما حاولت خلسة أن

تلعق ما سال على أصابع اليد الثانية من المربى .

في حياة جدها , كانت وجبة الفطور , خصوصاً أثناء عطلة نهاية

الأسبوع , أمراً شبه رسمي , يقدم في غرفة الطعام . ولكن , منذ أن

أصبحت وحدها , تعودت أن تأكل في المطبخ الواسع . كما أصبحت

السيدة (( فرينتنون )) تأتي مرة واحدة في الأسبوع بدلاً من الحضور

يومياً للتنظيف و المطبخ . ذلك أن روزي أخذت تشعر بالذنب

لاستخدامها امرأة في أعمال الطبخ والتنظيف بينما تستطيع أن تفعل

ذلك بنفسهـــا .

ـ عزيزتي روزي , نحن على وشك الزواج , والمفترض في نظر

الناس أننا غارقان في الحب . ليس الغريب زيارتي الباكرة , بل عدم

قضائي الليل بطوله هنـــا .

تملك روزي الضيق عندما شعرت بحمرة الخجل تصبغ وجهها .

قــال :

ـ برنامجي مليء بالعمل , وهناك أمور معينة علينا أن نناقشها قبل

أن يعلم سائر الناس خبرنا .

سألته غاضبة وهو يتبعها إلى غرفة المكتبة :

ـ ولماذا على الآخرين أن يهتموا بما نفعل ؟ أم أنك تعني بسائر

الناس صديقاتك العزيزات ؟

لكن النظرة التي رمقها بها سرعان ما أسكتتها .

كان غارد , مثلها يرتدي ثياباً عادية . لكن مشيته كان لها تأثير

مغناطيسي غريب . شعرت بالارتياح عندما جلس أخيراً على إحدى

كراسي المكتبة .

أجابها الآن عن سؤالها الأســاسي :

ـ نعم , هذا يهمُّهنَّ ! ما هو اعتراضك ؟ .

ـ حسناً ذلك فقط . . .

وهزت كتفيها بضيق , لا تريد أن تعرض نفسها للمزيد من

سخريته . فهي تشعر على نحو ما بأن من الخطـــأ , إجراء الزواج في

الكنسية , بينما يعلمان تماماً أن زواجهما هو مجرد مصلحة . قال يلح

عليها :

ـ ذلك فقط مــاذا ؟

ـ إنه فقط . . . أن العرس في الكنسيــة مربك , بــالغ الضوضـــاء

والتعقيد و . . .

احمر وجههــا أمام نظرته الباردة . في وضوح هذا النهار الصــافي

المــشــمــس , بدا مستحيلاً أن تكون هاتان العينان الباردتان هما نفس

العينين اللتين رأتهما الليلة الماضية تتحرقان رغبة وشوقاً . حولت

عينيها عنه بسرعة . كانت حدثت نفسها الليلة الماضية , بعد ذهابه ,

بأن مـا حدث بينهما من عناق لن يتكرر , غارد فعل ذلك بسبب

إدوارد , وبإمكانها أن تشكره على عمله . . . لكنه أمر لا ينبغي أن

يتكرر على الإطلاق .

ـ كفى مراوغة يا روزي . إنك لا تريدين الزواج في الكنسية لأنه

زواج غير حقيقي . هذه هي شخصيتك ومفاهيمك المشوشة عن

الحياة . حاولي أن تفكري في الأمور بمنطق , أنا وأنت , على اختلاف

طبعينا , لدينا مكانة معينة في المجتمع , سواء أحببت ذلك أم لا .

إدوارد لن يكون مسروراً لما ستقوم به , ونحن نعلم ذلك , ولا فائدة

من زيادة شكوكه . تفضلين احتفالاً صغيراً بسيطاً , ولا ضـــرورة لأن

يكون كنسياً , أليس كذلك ؟ أما بالنسبة للضوضاء والتعقيدات , دعي

ذلك لي . من الأفضل أن تطلبي من السيدة فرينتون أن تأتي إلى هنا

للعمل في البيت طوال النهار .

ـ لماذا ؟ إنني لا أستعمل سوى بضع غرف و . . .

ـ هذا صحيح . ولكن بعد الزواج علينا القيام بواجبات الضيافة .

لدي شركاء في العمل يريدون أن يتعرفوا إلى عروسي . فإذا لم تكوني

مستعدة لترك عملك في الملجأ لتبقي في المنزل طوال النهار . . .

تترك عملها في الملجأ ؟ وقالت بعنف :

ـ لا ! بكــل تأكيد ! .

ـ اتصلي إذن بالسيدة فرينتون أخبريها بأننا سنتزوج وبأنني

ســأنتقل إلى هنا واطلبي منها أن . . .

ـ تنتقل إلى هنا ؟

فقال ســاخراً :

ـ من الطبيعي بالنسبة إلى زوجين أن يعيشا تحت سقف واحد .

إلا إذا كنت تريدين الانتقال إلى شقتي . بالرغم من . . .

شقته ؟ أخذت روزي تحدق فيه . عندما عرض عليها بيتر في

البداية فكرة الزواج من غارد لم يخطر ببالها سوى ذاك الحرج من

مفاتحته في الأمـــر .

قالت بذعر :

ـ لكننا لا يمكن أن نعيش معاً !.

ـ لا يمكننا ماذا ؟ آه , هيا , يا روزي , كم تبلغين من العمر ؟ لا

يمكنك أن تكوني بهذه السذاجة ! لا يمكنك أن تقنعي الناس بأن هذا

زواج حقيقي إذا كنا نعيش في منزلين منفصلين . كوني عاقلة !

قالت بضعف وهي تسمع نبرة السخط في صوته :

ـ لم يذهب تفكيري , في الواقع , إلى ذلك الحد . أردت فقط

أن . . .

قاطعها بلهجة لاذعة :

ـ أرادت فقط إنقاذ البيت من إدوارد . أعلم هذا . إنك في الثانية

والعشرين من عمرك تقريباً , يا روزي . ألم يحن الوقت بعد لكي

تكبــــري ؟

أجابت ساخطة :

ـ إنني كبيرة . وأنا راشدة الآن , يا غارد و . . .

ســألها بنعومة :

ـ و . . . ماذا ؟ امرأة ؟ .

ـ نعم !

قالت ذلك بعنف وهي تنظر إليه يروح ويجيء في الغرفة , ثم

يرمقها بنظرة آمــرة :

ـ استديري وانظري إلى نفسك في تلك المرآة , ثم أخبريني بما

ترين .

فكرت في أن ترفض , لكنها عندما تذكرت مبلغ السرعة

والسهولة التي قهرها بها الليلة الماضية , امتنعت عن ذلك . وهكذا

اضطرت للقيام بما طلبه منا , وأخذت تحدق , ليس في صورتها في

تلك المرآة الضخمة , بل فيه هو .

كم هو طويل بالنسبة إلى قصر قامتها ! ومــا أقوى عضلاته

الواضحة من تحت قميصه الصوفي الرقيق ! أما هي فكان قميصها

فضفاضاً وفتحة عنقه واسعة , ما كشف بوضوح عن رقة عظامها

الهشة . أبرز القماش الصوفي الأسود الناعم , بشكل ما , بياض

بشرتها الشفاف , واستدارة صدرها .

قال ســاخراً :

ـ امرأة ! إنك تبدين فتاة صغيرة ! قد تصبحين امرأة بعد سنوات ,

يا روزي , لكنك ما زلت مختبئة خلف طفلة بمظهرها وسلوكها .

( ومد يده محاولاً ملامسة فمها , لكنها أمسكت بمعصمه تبعد يده

عنها , وقد أظلمت عيناها غضباً وذهولاً ) . لا أحمر شفاه , ولا أي

نوع من مواد التجميل .

أجابت باحتجاج :

ـ إنه صباح السبت .

أما ما لم تخبره به , أو ما لم تستطع أن تخبره به , فهو أنها

غادرت سريرها للتو , وأنها لم تستطع النوم في الليلة الماضية . . .

لأنها . . وأحست بأثر لمسته تحرق شفتها , فعضتها بحركة غريزية .

تابع غارد يقول بقســوة :

ـ لا زينة على الوجه ! وتتعمدين بملابسك هذه إخفاء معالم

الأنوثة . هل سبق لرجل أن لمســك ؟

ـ ليس علي أن أعتذر لك أو لأي شخص آخر لعدم رغبتي في

إطلاق العنان لنفسي في علاقات عابرة . وهذا لا يعني أنني غير

ناضجة , أو أنني أقل من امرأة .

ـ هذا صحيح . لكن احمرار وجهك , وهربك مني , وجهلك

الواضح بالجنس الآخر . . . كل هذا يقول إنك لست امرأة , يا

روزي . وسيقولون بالتأكيد إنك غير متزوجة .

قالت بحدة وهي تشيح بوجهها لئلا يرى احمرار وجهها أو الألم

الذي خلفته كلماته :

ـ حسناً , لا يمكنني فعل شيء بالنسبة لهذا الأمر . أليس كذلك ؟

إلا إذا اقترحت علي أن أخرج وأفتش عن مغادرة طائشة كي لا

أحرجك بنقص . . أنوثتي وخبرتي ! .

ـ يا إلهي ! لو رأيتك . . .

شهقت وهي تراه يمسك بها يهزها بعنف , ثم يتركها فجأة . لم

تجد وقتاً لتفتح فمها احتجاجاً على خشونته هذه , وهو يقول غاضباً :

ـ إننا لا نقوم بلعبة , يا روزي ! بل هي حقيقة . . . وحقيقة خطرة

للغاية ! هل فكرت في ما قد يحدث لي ولك إذا ما أقام علينا إدوارد

دعوى احتيال ؟

ـ إنه لن يفعل . . . لا يستطيع أن يفعل هذا .

ـ لقد رأيت مظهر وجهه , كما رأيته أنا عندما علم بأنه لن يرث

المنزل . أي تلميح إلى أن هذا الزواج زائف , يجعله يسرع إلى إرسال

محاميه إلينا . . .

قالت وهي ترتجف :

ـ لكنه لن يستطع أن يعلم . لا يمكنه إثبات شــيء .

ـ نعم , هذا صحيح إذا تمسكنا بالحذر , وطالما تتذكرين أننا

أصبحنا تقريباً زوجين , وغارقين في حب بعضنا البعض .

ابتلعت روزي ريقها متوترة . إن لديها مخيلة جيدة . . . مخيلة

جيدة جداً . . . لكن أن تحاول تخيل نفسها غارقة في حب غارد . . .

ثم تحاول أن تتصوره يبادلها نفس ذلك الحب !

ـ هل ثمة انتقادات أخرى ؟

قالت روزي ذلك بتحدٍ , مقاومة اليأس الذي أخذ يتملكها . ألقى

عليها غارد نظرة هبط لها قلبها , وهو يقول محذراً :

ـ لست في موقف أحسد عليه .

وفجأة , شعرت روزي بأنها نالت ما يكفي . فقالت :

ـ لا يتوجب عليك القيــام بــذلك , كمــــا تعـــلم . ليس هناك من

يرغمك على الزواج بي , كما أنني أنا أيضاً لا أريد الزواج بك .

إسمع , لماذا لا تنسى كل شيء , يا غارد ؟ لم لا . . . ؟

فقاطعها بعنف :

ـ لماذا لا تحاولين التفكير قبل أن تفتحي فمك الصغير الحلو

هذا ؟

ولسبب ما , بدا أكثر غضباً من ذي قبل , كما لاحظت روزي ,

بينما تابع يقول :

ـ هل نسيت شيئاً ؟ إدوارد يعلم جيداً أننا سنتزوج .

ـ ماذا في ذلك ؟ يمكننا الادعاء بأنه شجار بين عاشقين . وهذا

يحدث كثيراً . وكان عليك أن تعلم ذلك .

من الغريب أن تأثير تهكمها هذا عليه كان أقل من كلامهــا السابق

عن عدم الزواج . قال بجفاء :

ـ العاشقون يعودون فيتصالحون , على الأقل حتى ينفصلوا نهائياً

عن بعضهم البعض . كلا يا روزي , إننا ملتزمان الآن . فات وقت

تغيير الرأي .

ـ كان بيتر على صواب في شيء واحد على الأقل . وهو أنك

تريد هذا المنزل بأي ثمن , وهذا ما يجعلك تقدم على هذا الأمر في

سبيله .

وهزت كتفيها مقهورة وهي تدير له ظهرها , محاولة تجاهل

خيبتها عندما لم تفكر في مستقبلها المباشر . سمعته يقول برزانة :

ـ نعم , هذا صحيح ! وبالمناسبة , تحدثت مع الكاهن , واتفقنا

على أن احتفالاً بسيطاً وسط الأسبـــوع هو الأفضل .

ـ لماذا فعلت ! ولكن . . .

ـ أنت التي عرضت علي الزواج .

كــبحت روزي صرخة أوشكت أن تفلت منها . مهما قالت أو

فعلت , بإمكان غارد أن يتغلب عليها حيلة وخداعاً . حسناً , يوماً

ما . . . يوماً ما ستكون هي التي تتغلب عليه . تعهدت لنفسها بذلك .

ســألته بتهكم لاذع :

ـ هل عينتما يوماً , أنت والكاهن ؟ أم أنه مســموح لــي برأي في

ذلك ؟

قال متجاهلاً تهكمهــا :

ـ نعم , يوم الأربعاء الذي يتلو الأربعاء القادم .

ـ بهذه السرعة ؟ ولكن . . .

ابتلعت روزي احتجاجها وكبحت إحساساَ ثوياً بالخشية

والارتياب .

ـ لا فائدة من تأخير الأمور . ليس أمامنا سوى شهرين نحقق

فيهما شروط وصية جدك , وأمامي عدة رحلات عمل . وفي الواقع ,

علي أن أعود إلى بروكسل في اليوم التالي للزفاف , ما يعني أننا ,

لسوء الحظ , لن نتمكن من القيام برحلة شهر العسل التقليدية .

وعندما رأى ما ارتسم على وجه روزي , ضحك ساخراً وقال :

ـ نعم , فكرت في أن هذا قد يعجبك . كوننا سنتزوج بسرعة ,

يعني أننا لسنا بحاجة إلى دعوة أناس كثيرين , وليس منا من له أسرة

كبيرة . أما حفلة الاستقبال فسنقيمها في ما بعد . وكما قلت لك ,

يمكنك ترك كل الترتيبات لي , عدا شيئاً واحداً . . ثوب زفافك . .

نظرت إليه بارتياب , متكهنة بما هو آت :

ـ ثوبي ؟ إنني لن أضيع نقودي على ثوب زفاف .

ـ ماذا ستلبسين إذن ؟ لا أظنك سترتدين هذا الذي عليك الآن ؟

حملقت فيه تقول :

ـ لا تكن سخيفاً . سوف . . .

ـ اسمعي يا روزي . لن أضيع وقتي في الجدل معك . كــــان

لأسرتك , ولا يزال , مكانة جيدة في المجتمع , هي تعني الكثير جداً

بالنسبة لجدك . يعجبني فيك أنك فتاة عصرية تنفقين ثروتك الموروثة

في سبيل مبادئك . ولكن علينا أحياناً أن نصل إلى حل وسط بين

مبادئنا ومتطلبات الآخرين .

ـ أتعني أنك تريدني أن أرتدي ثوب الزفاف التقليدي كيلا أسبب

لك الخجــل ؟

ـ لا . ليس هذا ما أعنيه .

جعلها غضب صوته تنظر إليه مباشرة . رأت أنها أغاظته حقاً .

كان وجهه مكفهراً وشفتاه متوترتين تنذران بالشر . وحتى اقترابه منها

كشف عن نفـــاذ صبره .

ـ لا أهتم مثقال ذرة إذ أنت وقفت في الكنيسة مرتدية كيس

خيش , إذ يبدو واضحاً تماماً أن هذا ما تريدين . ما بك يا روزي ؟ هـــل

تخشين أن بعض الناس , شخصاً ما , لن يفهم تماماً الدافع وراء هذا

الزواج ؟ وأن ذلك الشخص قد لا يدرك التضحية الكبرى التي تقومين

بها ؟ حسناً , دعيني أحذرك الآن , يا روزي , حتى إذا أنت فكرت فــي

أن تخبري رالف ساوثرن بالسبب الحقيقي لهذا الزواج . . .

رالف ؟ ما هذا الذي يتحدث عنه غارد ؟ ولماذا تخبر هــــي رالف

بشــيء من هذا القبيل ؟ إنها تعرف مسبقاً ردة فعله إذا هي فعلت .

والازدراء الذي سيشعر به نحو رغبتها في حماية وحفظ المنزل . . .

تابع غارد يقول متجهماً :

ـ إذا ظننت أنــني . . .

هزت روزي رأسها وقد تبددت من نفسها كل رغبة في القتال :

ـ لا بأس , يا غارد . ســـأرتدي ثوب زفاف حقيقي .

قالت ذلك بجفاء . كانت تعلم أن عينيها امتلآتا بالدموع , ورغـــم

محاولتها لإشاحة وجهها , إلا أن غارد لاحظ دموعها . سمعته يشتم

بصوت خــافت ثم يقول بخشونة :

ـ لا بأس ! آســف إذا كنت سببت لك ألمــاً بــشيء قلته . إنما عليك

أن تدركــي أن . . .

قالت بغضب وهي تغالب دموعها :

ـ لا , إنه ليس . . . ليس بسبب شيء قلته . أنا أعلم مسبقاً رأيك

بي يا غارد . المسألة هي أنني كنت دائماً أتصور .

ورفعت رأسها غير مدركة مبلغ الضعف البادي عليها والتردد فــي

صوتهــا .

ـ أتصور أنني عندما أتزوج . . . عندمـــا أختار ثوب زفافي . . .

سيكون ذلك . . . ( وغصت بالدمع ) سيكون لرجل يحبني . . . لرجل

أحبــه .

رأت وجه غادر يتوتر . لعله ليس كما كانت تظن وتتصور . . .

ربما هو أيضاً , في أعماقه , تصور ذات يوم أنه سيتزوج لأجل الحب .

وعادت تقول , محاولة التظاهر بعدم الانفعال :

ـ ومع ذلك , أظن بإمكاني أن أفعل فــي . . .

أكمل غارد كلامها بخشونة :

ـ في المرة القادمة .

لم تعرف روزي ما الذي قالته فأغضبه بهذا الشكل الواضح .

انفجرت فيه تقول متحدية , متجاهلة الغريزة التي أوحت إليها بأن ما

تفعله هو شيء خطير :

ـ ربما تظنني غبية مثالية للغاية وشاعرية ساذجة . نعم أنا كذلك

حقاً , يا غارد ! ربما عندما أصبح في مثل سنك , سأشاركك الرأي بأن

الحب المتبادل ليس مهماً , وأنه شيء يثير السخرية . . . لكنني لا

أستطيع الآن منع نفسي من هذه المشاعر . ولأنك لا تشعر بالشــيء

نفـســه . . .

قاطعها بلهجــة لاذعة :

ـ أنت لا تعلمين شيئاً عـــن مشاعري الحالية , وعما سبق أن

شعرت به واختبرته . . .

أحست بحرارة تحرق جلدها وهي تلمس الحقيقة في ما يقول

وما لم يقل . كان غارد رجلاً بالغ الخبرة والجاذبية ومحترم المشاعر ,

ولا بد أن هناك نساء . . أو امرأة . . . في حياته , جذبته روحاً

وجســـداً . وبشــكل مــــا , نبههـــــا تجاوبه هذا , إلى هذه الحقيقة .

طوال مدة معرفتها به , كانت تشعر بأنهــــا مرغمة على محــــاربته

ومقاومة رغبته في السيطرة , لكنها الآن تراه مختلفاً . وبدلاً من أن

تسأله لماذا , بعد خبرته بتلك المشاعر , لا يزال عازباً , كبحت تلك

الرغبة في التحدي . سمعته يقول بعد أن أشاحت بوجهها عنه :

ـ دعيني أحذرك , يا روزي ! لا أريدك أن تبحثي عن الحب

الشاعري المثالي أثناء زواجك بي ! عليك أن تؤجلي هذا , مع

الأســف .

نظرت إليه غير واثقة . هذا النوع من الكلام كان يقوله عــادة

بسخرية لاذعة . إنما الآن لم يكن ثمة أثر للهزل أو السخرية في

عينيه . نادراً ما كانت تراه رزيناً إلى حد التجهم , كما هو الآن , ما

جعلها تتمسك بالحذر

ـ لاستمرار هذا الزواج , أمام الآخرين , أنا عاشقك وحبيبك بكل

ما في هاتين الكلمتين من معنى .

إن فتور صوته وبرودته سلبا كلماته كل إحساس . ومـــع ذلك ,

شعرت روزي بجلدها يلتهب , وتحركت مخيلتها , عدوتها اللدودة

عندما تصل إلى غارد , تستعيد الكلمات التي استعملها . . . العاشق ,

الحبيب . ارتجفت فجأة , محاولة أن تنبذ تلك الصور التي خلقتها

مخيلتها البالغة النشاط , صور شخصين , عاشقين , متعانقين بلهفة

بالغــة .

نبذت روزي تلك الصور من ذهنها بسرعة , وقالت غاضبة :

ـ لا حاجة بك للقلق . لن أعمل شيئاً يشوه صورتك المعروفة في

مجتمعك . أليس كذلك , يا غارد ؟ العاشق الأسطوري الشهير يتزوج

امرأة لا تريده . . .

رد عليها متجهمــاً :

ـ ليس صورتي , كمــا تسمينها , هي ما يهمني , وإنما سمعتي

المهنية وكذلك سمعتك . أنت تدركين أن ما نقوم به , أنا وأنت , جل

عملية غش واحتيال , أليس كذلك ؟ أما بالنسبة إلى زواجي من امرأة

لا تريدني كما تقولين . . . فأنت لست امرأة , يا روزي , بل طفلة ,

وأشك في أنني سأجد صعوبة في العثور على سلوى في مكان آخر ,

أليس كذلك ؟

لم يكن يضاهيه أحد في الغطرسة , كما أدركت ثائرة وهي تبتعد

عنها ويمـد يده إلى جيب سرته الداخلــي . قال بلهجة واقعية وهو

يناولها علبة مجوهرات صغيرة .

ـ ستكونين بحاجة إلى هذا .

فتحتها روزي بأصابع مرتجفة , وإذا بشهقة صغيرة تفلت من بين

شفتيها وهي ترى الخاتمين داخلها . خاتم الزواج كان عادياً بسيطاً من

الذهب . أما خاتم الخطوبة الذي يتلاءم معه . . وأخذت تحدق فــــي

حجر الياقوت الأزرق المحاط بأحجــار مربعة متألقة من الماس ! قالت

بدهشـــة :

ـ إنها . . . رائعــة .

كان حجر الياقوت كثيفاً داكن الزرقة , بنفس لن عينيها مـــا

أدهشها وهي تتأمله , قالت بتردد :

ـ لا أستطيع لبسه , يا غارد . . . إنه . . . إنه باهظ الثمـــن .

أجــاب بحـــزم :

ـ بل يجب عليك ذلك . إن هــذا ما يتوقعه الناس . . . ويتطلعون

إليه .

أخــذت تتساءل عمــا إذا كان اختيار لون الياقوت متعمداً , أم أنه

قرار عشوائي توصل إليه بسرعة وضيق دون أن ينتبه إلى الشبه بين لونه

ولون عينيها .

ـ أعطيــني يدك .

فعلت ذلك كــارهة , وهو يدخل الخاتم في إصبعها بحزم , ثم

قالت بأدب :

ـ إنه . . . إنه رائع جــداً . شكــراً لك .

ـ هل هذا أحسن ما بإمكانك صنعه ؟ صوتك أشبه بصوت صبي

يشكــر رجلاً يمنحه مزيداً من مصروف الجيب . من المتعارف عليه أن

تشكـر الخطيبة خطيبها على مثل هذه الهدية بطريقة أكثر حرارة .

كان ينظر إلى شفتيها وهو يتكلم . شعرت بالضيق للخجل الذي

تملكها . كان يتعمد ذلك , طبعاً . حسناً , إنها ستريه . رفعت رأسها

إليه مذعنة وهي تشد على أسنانها مغمضة العينين , ثم انتظرت . .

وانتظـــرت .

عندما لم يحدث شيء , فتحت عينيها وحملــقت فيه بغــــضب .

فقال ســاخراً :

ـ إذا كان هذا غاية ما يمكنك عمله , فالأفضــل إخفاء زواجنا عن

الأنظار . لمعلوماتك الخاصة يا عزيزتي روزي , المرأة المخطوبة

حديثاً , والمفروض أنها غارقة في نشوة الحب , لا ترفع وجهها

وتنتظر قبلة خطيبها وكأنها مرغمة على تناول ملعقة دواء .

قالت غاضبة :

ـ لكننا لسنا غارقين في الحب .

ـ ولكل الأسباب التي تحدثنا عنها , كم من المهم جــداً ألا يعلم

أحد بهذا الوضع . إدوارد ليس أحمق , يا روزي ! إذا اكتشف أن لديه

فرصــة , مهمــــا كانت ضئيلة , لمنازعتك حقك في هذا المكان , لن

يتردد في انتهازهـــــا .

فقالت بحدة :

ـ ماذا علي أن أفعــل إذن ؟ آخــذ دروساً فــي كيفية عناق رجـــل

وكأنني أحبه بينما لست كذلك ؟ كلا , شكراً , لست بحاجة ذك .

ـ لا , ليس هذه ما أريد ! عناق بين عاشقين ملتزمين لا يشبه

بشيء تصرفك العشوائي المرتبك !.

حملقت روزي فيه بمزيج من الغضب والارتباك . أرادت أن

تخبره بأنها تعرف تماماً ما هو الشعور الذي يرافق عناقاً مع رجل

تريده , لكنها كانت تعلم أن هذا غير صحيح . ذك أن الرجال الذين

عرفتهم حتى الآن , لم يحركوا فيها أي عاطفة . قالت له بدلاً من

ذلك :

ـ أنا لست ممثلة , يا غارد! لا أستطيع إظهــار عواطف محمومة

عند الطلب . . .

قال بنعومة :

ـ ربما حان وقت تعلمك هذا .

كان ما يزال ممسكاً بيدها . . . وقريباً منها بحيث أن كل ما عليه ,

لكي يملأ الفراغ الذي بينهما , هو التقدم خطوة واحدة . أجفلت روزي

متوقعة أن يأخذها بين ذراعيه , عالمة بأنه من القوة بحيث لا يمكنها

تحرير نفسها منه . لكنه لم يفعل سوى أن رفع يده ببطء وأخذ يزيح

شعرها عن وجهها برقة وهو يقول بهدوء :

ـ هكذا يعامل الرجل العاشق المرأة التي يريد الزواج بها , يا

روزي, إنها تبدو له من الضعف والهشاشة والرقة بحيث يخاف تقريباً

من لمسها . يخاف تقريباً من أن مجرد لمسها سيشعل فيه من العاطفة

ما لا يستطيع السيطرة عليه . إنه يريدها من كـــل قلبه وبشكــل طاغٍ ,

لكنه في نفس الوقت يريد أن يسير معها ببطء بالغ . . إنه مــوزع بين

هاتين الرغبتين , لهفته إلى امتلاكهـا , و رغبته في . . أن يمنحها كل مـا

يمكنه من بهجـة . . . وهكذا يلمس بشرتها برقة وربما بيـد غير ثابتة .

وأثناء ذك , ينظر في عينيها , يريد أن يرى فيهما أن عواطفه , رغبته ,

حبه , كل ذلك متبادل بينهما . يريدها أن تعلم وتفهم مبلغ الجهــد

الذي يبذله للسيطرة على نفسه .

بدت كالمنومة مغناطيسياً حتى إنها لم تطرف بعينيها عندما رفع

غارد يدها اليسرى إلى ذقنه . تحررت لحظة من مغناطيسية عينيه حين

لامست أناملها خشونة ذقنه الــخفيفة .

شعرت بحرارة أنفاسه تلفح وجهها . وانفتحت شفتاها قليلاً

لحاجتها إلى المزيد من الهواء . أذهلها ما شعرت به من فارق بين

خبرته وخبرتها .

كان عناقه من الخفة , كأنه غير موجود , وكان ينبغي له مثل

هذا التأثير عليها . . . ثم فجأة ازداد ضغط ذراعيه بقوة كادت تشلها .

هكذا يعانق الرجل إذن ؟ أخذت روزي تفكر في ذلك ورأسها

يدور . . .

كانت صدمتها أشبه بألم جســدي سرى في كيانها جاعلاً عينيها

تغرورقان بالدمع .

. . . ابتدأت ترتجف عندما غمرت كيانها المشاعر . . . تملكها

الحرج وهي تحاول أن تفهم السبب في أن عناق غارد له القدرة على

خداع حواسها . . . فاندفعت إلى الخلف مبتعدة عنه بذعر . لم ترَ من

قبل عيني غارد بهذا الشكــل . . . ثم بصوت ممزق :

ـ لا .

وما لبثت أن تنفست بارتياح عندما حررها ووقف بعيداً عنها . بيد

أنها ما زالت تشعر بالاحمرار يصبغ وجهها رغم جهودها في كبح

ذلك . حــاولت أن تقول شيئاً . . أية ملاحظة عابرة . . . لكن عقلها

رفض أن يفكــر .

حين ابتعد متجهاً نحو الباب , وجت نفسها تتساءل بصمت كم

من النساء مررن في حياته ليبعثن فيه حقيقة هذه المشاعر العنيفة التي

لمستها لديه . ولما وصل إلى الباب , استدار نحوها محذراً :

ـ لقد فات أوان تغيير الرأي الآن , يا روزي !

* * * * * *

: : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : :


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس