عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-17, 07:32 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7 ـ

بين عدوهـا وزوجهــــا


ـ ماذا حدث يا روزي ؟ لا أظنك ما زلت مستاءة لأنني أفسدت

عليك الغزل مع رينولد , أليس كذلك ؟

سألها غارد هذا بجفاء . التفتت روزي إليه بحذر , وهي تمد يدها

إلى حزام الأمان عندما أعلن المضيف في الطائرة أنهم على وشك

الهبوط .

هــــــل نسي غارد , حـقـــــاً , مــــــا حـــــدث تلك الليلة ؟ مـــا قـاله لها ,

والطريقة التي نظر بها إليها ؟ كان مقطباً جبينه قليلاً وهو يربط حزامه ,

وشيء من نفاذ الصبر يوتر فمه .

هذا الصباح , بدا غارد مختلفاً تماماً . من المستحيل أن يكون هو

نفسه ذاك الرجل الذي نبهها إلى ذاته , وإلى نفسها بشكل مثير .

أتراها بالغت فــــي ردة فعــلـها إزاء ما حدث ؟ هل ضخمت الأمور

أكثر مما هي عليه ؟ وهل كان ضرورياً بقاؤها مستيقظة معظم الليل ,

خائفة من مواجهة غارد في الصباح , ومما قد يقوله ؟

وعندمــــا لم يـشـــــر في الصــــباح إلى مــا حدث , شعرت بما يشبه

الخيبة . ليس هذا فقط , وإنما عاد يعاملها وكأنها طفلة مزعجة أكثر

منها . . .

أكثر منها ماذا ؟ امرأة ؟ تملكها انقباض مؤلم في صدرها , وسرت

في وجهها وجسمها حرارة أشعرتها بالضيف .

عندما استقرت الطائرة على المروج , قال غارد لها :

ـ هيا , يا روزي ! ليس علينا أن نرجع بمظهر يدل على أننا

متخاصمين .

أجابته بتكلف :

ـ أنا لست مستاءة , أنا . . . متعبة فقط هذا كل شيء .

ـ متعبة . . . بعد رحلة عمل دامت يومين ؟ هذا غريب !

قال غارد ذلك ساخراً , متجاهلاً احمرار وجهها خجلاً , ثم تابع ,

ـ سأوصلك إلى (( مرج الملكة )) وبعد ذلك علي أن أذهب إلى

مكتبي لمراجعة بعض الأمور , ثم إلى شقتي . هل طلبت من السيدة

فرينتون أن تهيئ لنا غرفة .

هـــــــزت روزي رأسها . هي تعلم أنها تتصرف كالنعامة . لكنه حتى

الآن لم تستطع أن تحمل نفسها على مواجهة النواحي العملية التي

يفرضها الزواج .

ليلة زفافهما , كانت رقدت في الغرفة التي تحتلها منذ طفولتها ,

بينما رقد غارد في واحدة من غرف الضيوف . لكنها تعلم الآن أن لا

سبيل للحفاظ على مظهر زواجهما إذا استمرا في النوم في غرفتين

يفصل بينهما ممر طوله نصف ميل تقريباً .

ـ أنا . . . فكرت في أن هناك غرفتين للضيوف يصل بينهما باب

داخلي ؛ فإذا نظمت الفراش بنفسي , عند ذلك لا يمكن للسيدة

فرينتون أن . . .

فقاطعها :

ـ لا يمكن للسيدة فرينتون ماذا ؟ لا يمكنها أن تعلم أننا نرقد في

غرفتين منفصلتين ؟ هذا رائع يا روزي ما دامت لا تعلم . أما إذا انتشر

الخبر بأننا نرقد في غرفتين منفصلتين , فيمكنك أن تثقي بأن محامي

إدوارد سرعان ما يطرق بابنا . . .

ارتبكت روزي , فسألها :

ـ ألا توجد غرفة نوم بسريرين ؟

ـ هناك غرفة المخزن , وسيبدو الأمر غريباً شاذاً إذا رقدنا

فيها .

قال بلهجة مطاطة :

ـ هذا صحيح .

وفي طريقهما إلى البيت , قال ساخراً :

ـ ابتهجي ! . إنها سنة واحدة فقط . ثم , من يدري ؟ ربما

سيعجبك ذلك في النهاية .

قالت باستنكار وتحد :

ـ أبداً .!

لكنها , على الفور , تذكرت ما شعرت به الليلة الماضية , فاحمر

وجهها .

ألقى عليها نظرة جانبية وهو يقول محذراً :

ـ حذار , يا روزي ! فقد يعتبر الرجل هذا الكلام تحدياً ويحاول

أن يثبت لك أن . . .

وفيما كانت روزي تشعر بالتشنج , رافضة كلام غارد , انعطف

بالسيارة صاعداً في طريق البيت , وإذا به يقطع كلامه فجأة ليسألها :

ـ أليست تلك سيارة إدوارد ؟

أجابت بفتور : (( بلى ! )) .

ـ . . . أتساءل ما الذي يفعله هنا . أتظنينه يقيم لنا حفلة ترحيب

بالعودة إلى البيت ؟ يا له من إنسان حساس يهتم بالآخرين !

قالت متجهمة الوجه :

ـ ما كان إدوارد يوماً حساساً . كانت له دوماً دوافعه الخفية .

ـ . . . وليس هناك مكافآت لمن يتكهن بها هذه المرة , أليس

كذلك ؟

عندما نظرت روزي إليه مستفهمة , قال مفسراً :

ـ المنزل , يا روزي , المنزل ! .

ـ لكن فات أوان ذلك , هو يعلم الآن أننا متزوجان .

أخذت تتساءل بقلق عما يفعله إدوارد في البيت . إنه يعلم مقدار

كراهيتها له وعدم رغبتها في وجوده .

نبهها غارد وهو يفتح الباب الثقيل :

ـ ابتسمي يا روزي , ابتسمي !

عندما أمسك لها الباب لتمر , كان عليها أن تحتك به في

مرورها , فبدا وكأنه يلفها بذراعيه وعندما التفتت إليه لتقول إن آخر

شيء تفكر فيه هو الابتسام , نظر إليها متمتماً :

ـ وضعك هذا جيد جداً , وإذا ازددت اقتراباً مني وفتحت فمك

قليلاً ربما يظن الناظر أنك تريدينني أن أقبلك . . .

أن يقبلها ! بدا السخط في عيني روزي . وقبل أن تقول شيئاً ,

أسرعت السيدة فرينتون إلى الردهة , تستقبلها بقلق بادٍ على وجهها :

ـ آه , يا روزي ! . . أعني يا سيدتي . . .

ـ يمكنك مخاطبتي باسمي , يا سيدة فرينتون , يبدو عليك

الاستياء ! مـاذا حدث ؟

قبل أن تجيب المرأة , سمعت روزي شخصاً يهبط السلم ,

وعندما رفعت بصرها رأت أنه إدوارد يبتسم لها ابتسامة التسامح

الزائفة .

ـ آه , روزي . . . وغارد !

هتف بذلك , ثم تبددت ابتسامته وهو يهز رأسه باكتئاب :

ـ آسف للخبر السيئ ! اكتشفنا الأسبوع الماضي أن العيب الذي

كان ظهر في بناء بيتنا وكنا نظنه بسيطاً , وهو في الواقع خطر جداً .

لذلك لم نجد أمامنا سوى الانتقال إلى هنا أثناء قيام العمال

والمهندسين بعملهم . وقد تملك مرغريت القلق بشأن انتقالنا إلى هنا

من دون إعلامكم بذلك . لكنني وبختها على هذا العناء , وإلا ما فائدة

القرابة إذا لم يساعد الأقرباء بعضهم بعضاً عند الحاجة ؟ وإلى أين

نذهب ؟ كان من المستحيل علينا الانتقال إلى فندق بكل أوراقي

السرية , كما أن الضجيج سيصيب مرغريت بالصداع الرهيب الذي

يعادوها في مثل هذا الحال . ثم عندما تبدأ العطلة الدراسية ويعود

الولدان . . . قلت على الفور إن علينا الانتقال إلى هنا . ما زالت

مرغريت في البيت تشرف عل نقل آخر الأمتعة . لكنها سرعان ما

تصل . لقد سمحت لنفسي بإعطاء السيدة فرينتون الأمر بتجهيز جناح

الجد لنا . علينا طبعاً أن نحضر سريرين من غرفة المخزن . إننا نفضل

هذا النوع من الأسرة هذه الأيام , لأن مرغريت لا تستطيع النوم

جيداً . . .

ساد صمت مطبق أخذت روزي أثناءه تحدق في إدوارد , غير

مصدقة ما سمعت .

ـ أنا مدرك طبعاً أنكما عريسان , لكنني أتعهد لكما بأنكما لن

تشعرا بوجودنا هنا , كما ستجدين في مرغريت عوناً لك في شؤون

البيت , يا عزيزتي روزي . إنها معتادة على إدارة البيوت الواسعة ,

وتنظيم الحفلات , وسائر الأمور المشابهة .

جذبت روزي نفساً متقطعاً , وفتحت فمها ثم عادت فأقفلته , غير

واثقة مما عليها أن تقول . بدلاً من الكلام نظرت إلى غارد متوسلة .

الحمد الله أنه معها ههنا . إنه يعرف كيف يتعامل مع إدوارد وكيف

يحمله على مغادرة المنزل . لكنها ذهلت وهي تراه , بدلاً من أن يأمر

إدوارد بالمغادرة على الفور , يقول له بلهجة عادية :

ـ جناح جد روزي ! أظن أنه الجناح الرئيسي في المنزل !

فقال إدوارد بلطف :

ـ نعم , هذا صحيح !

ثم أضاف بهجة اهتمام بدت لها زائفة :

ـ آه , عرفت من السيدة فرينتون أنكما , أنت و روزي , لا

تستعملانه . يبدو أنها , في الواقع لا تعلم أين ستنامان . . .

أخذ ينقل نظرات الثعلب بينها وبين غارد , ثم عاد يقول :

ـ وطبعاً , الحمام الملحق بالجناح الرئيسي . . .

ـ ولهذا السبب , مع الأسف , عليك أن تختار غرفة أخرى .

هكذا قاطعه غارد بهدوء بينما اتسعت عينا روزي ذاهلة غير

مصدقة . ما الذي يقوله غارد ؟ لماذا لم يخبر إدوارد بأن عليه المغادرة

فوراً ؟

أجفلت حين مد غارد ذراعه حولها , وجذبها إليه . تصلب جسدها

رافضاً بغضب وهي تحملق فيه , بينما يتابع :

ـ كنا , أنا و روزي , نتحدث لتونا أثناء رحلة العودة عن تجديد

ذلك القسم من المنزل . إنني , في الواقع , أنوي الاتصال بالمهندس

غداً . لأكون صادقاً معك , يا إدوارد , أعتقد أنك ستجد غرف الطابق

العلوي أكثر ملاءمة . . . خصوصاً , مع قدوم العطلة المدرسية

وحضور الأولاد . وطبعاً , لأننا عريسان جديدان نرغب في العزلة ,

كما قلت بنفسك .

ثم التفت إلى روزي قائلاً برقة :

ـ أليس كذلك , يا حبيبتي ؟

لم ينتظر جواباً منها , لحسن الحظ , وكذلك إدوارد . قال إدوارد

بحذر :

ـ أفهم من كلامك عن الطابق العلوي أنك تعني غرفتي النوم في

طابق الأمتعة القديمة , طابق الخدم . . .

ـ هذا صحيح ! والآن , نرجو المعذرة , يا إدوارد , لأن علينا القيام

ببعض الأمور . وبما أنك لست ضيفاً ههنا , فإنك لا تتوقع منا البقاء

معك احتفاءً بك , آه , كما أظنك لن تستطيع استدعاء السيدة فرينتون

لمساعدتكم . آسف لأنني أتصرف بشكل تدعوه روزي تزمتً تقليدياً !

يا إدوارد . . . أنا أعلم أنك لن تتأثر بما سأقول ؛ و حيث أننا سنعيش

تحت سقف وأحد , أعرف أنك ستتفهم رغبتي في عدم دخولك أنت

أو أسرتك إلى المكتبة و المكتب بما أنني عريس , أحب أن أمضي

كل ما أستطيعه من وقت مع عروسي , وهذا يعني أنني سأعمل , قدر

الإمكان , في المنزل .

ثم أضاف مبتسماً في وجه روزي الساخط :

ـ ليس عليك أن تقلقي من هذه الناحية , يا حبيبتي , سأقوم بكل

الترتيبات مع الفنيين بخصوص الفاكس والكومبيوتر وغير ذلك .

آه . . . هذه أنت سيدة فرينتون ؟ أنا و روزي قادمان من رحلة متعبة .

هلا أحضرتِ لنا غداء خفيفاً إلى غرفة الجلوس الشتوية ! لن أدعوك

للغداء معنا , يا إدوارد , لأنني أعلم كم أنت مشغول . . . آسف

لحظك السيء ! أعني بالنسبة إل تصدع بيتك .

أضف غارد ذلك بينما أخذ إدوارد ينظر إليه بحذر .

كان ضغط أصابع غارد المؤلم تقريباً على ذراع روزي هو الذي

منعها من أن تنفجر غاضبة قبل أن يصلا إلى الصالة الشتوية الصغيرة

المبطنة جدرانها بالخشب . ولكن عندما أصبحا هناك , انغلق الباب

خلفهما بأمان , نفضت نفسها بعيداً وسألته بغضب والدموع تنفر

من عينيها :

ـ لماذا لم تطلب من إدوارد مغادرة البيت ؟ لماذا تركته يظن أن

لا بأس في بقائه هنا ؟ إنك تعلم أنه لن يستطيع البقاء . لا أريده هنا! لا

أصدق أنه لا يملك مكاناً آخر يذهب إليه . إنه يفعل هذا فقط

لأجل . . . لأجل . . .

قال غارد متجهماً :

ـ استمري . لأجل ماذا ؟

اندفعت تقول غاضبة :

ـ لأنه يريد أن يتجسس علينا , لأنه . . .

قال غارد عابساً :

ـ لأنه يرتاب فينا !

حولت عينيها إلى ناحية أخرى . لقد بدأت تدرك معنى وجود

إدوارد في هذا البيت والغرض منه . ظنت في البداية أنه انتقل إلى هنا

ليغيظهما فقط . لكن غارد جعلها تعلم أن إدوار ذو غرض أشـــــد لؤماً

وخطورة . وهذه الخطورة جعلت الدم يهرب من وجهها مخلفاً شحـوباً

بالغاً وتوتراً .

ـ تقول إنه يرتاب في أننا لسنا . . . أن زواجنا . . . ولكنها مجرد

تكهنات منه .

قالت ذلك وهي تذرع أرض الغرفة متوترة الأعصاب , ثم اقتربت

من غارد تنظر إليه متوسلة كأنها تطلب الموافقة على كلامها .

أجاب مسلماً بقولها :

ـ في هذه المرحلة , نعم . إنما لا تقللي من شأنه يا روزي . إنه

رجل خطر للغاية .

ـ إذا كنت تظن ذلك حقاً , لماذا إذن تركته يبقى هنا ؟ كان عليك

أن تطلب منه المغادرة .

ـ وأجازف بتقوية شكوكه ؟ لا . . . لا أستطيع القيام بذلك . كنت

أنذرتك أن شيئاً كهذا ربما يحدث , وذلك منذ البداية .

ـ لا , أنت لم تخبرني . إنك لم تقل شيئاً عن انتقال إدوارد

للسكن معنا , أو . . .

ـ ليس بالضبط . لكنني أشرت لك إلى المجازفة التي نحن

مقدمان عليها . وكذلك حذرتك من أنني لن اسمح أبداً بتعريض

سمعتي , الشخصية والعملية , للخطر بهذا الزواج . لا تخدعي

نفسك , يا روزي , لن يكون المنزل وحده ما سنواجه خسارته لو أن

إدوارد استطاع رفع دعوى ضدنا . . . الناس يواجهون أحكاماً بالسجن

لأمور أقل من هذه .

وسكت وهو يهز رأسه . شحب وجه روزي ذهولاً , وهمست :

ـ السجن ! . . لا ! . . لا! . . إنك تحاول إخافتي فقط .

توترت روزي وقطب غارد جبينه عندما سمعا طرقاً على الباب .

دخلت السيدة فرينتون حاملة صينية واسعة , فهدأت روزي

قليلاً . . لكن توترها سرعان ما عاد إليها نظرت مديرة المنزل

إليهما بقلق , ثم انفجرت تقول :

ـ لا أريد أن أقول شيئاً ليس من شأني , لكنني اشتغلت عند جدك

مدة طويلة . . . وقد بدأ السيد إدوارد يلقي علي كثيراً من الأسئلة .

سألها غارد بهدوء :

ـ أي نوع من الأسئلة , يا سيدة فرينتون ؟

أخذت روزي تتسائل : كيف يستطيع الاحتفاظ بهدوئه في مثل

هذه الحال ؟ ألم يخبرها لتوه أن الوضع دقيق وخطر ؟ ! . . . السجن ! . .

هذا مستحيل ! . . .

ـ حسناً , أراد أن يعلم أي غرفة ستستعملانها أنت و روزي .

مثلاً , قال إنه لا يريد أن يزعج أي شخص بأخذ الغرفة التي يريد .

وقال إنه لاحظ أن أشياء روزي ما زالت في غرفتها . . .

شهقت روزي ثائرة . كيف تجرأ إدوارد على دخول غرفتها ؟ لو

كان جدها ما زال حياً , لما سمح مطلقاً . . .

لو كان جدها ما زال حياً لما حدث أي من هذه الأمور , ولما

كانت احتاجت إلى الزواج من غارد . لما شعرت بحاجة إلى الكذب

والخداع . شعرت بالدموع الحارة تتجمع في مآقيها .

ـ قلت له إنني لا أعرف أية غرفة ستستعملان , لكنه ظل يلح علي

بالأسئلة . سألني عن الغرفة التي بتما فيها بعد الزفاف . . .

واحمر وجه السيدة فرينتون خجلاً و هي تنظر إليهما .

قال غارد يطمئنها بسرعة :

ـ لا بأس , يا سيدة فرينتون . كنا , في الحقيقة , سنتباحث معك

في أمر غرفة النوم , لأنني واثق من حسن تفهمك . هناك غرفة معينة

لا تريد روزي استعمالها , وذلك لأسباب عاطفية . غرفة أبيها , مثلاً ,

وكذلك غرفة جدها . وقد سبق وأخبرتها بأنني لا أستطيع مشاركتها

غرفتها الحالية .

قال غارد ذلك بلطف , جاعلاً روزي تنظر إليه ساخطة . ذلك

أنهما لم يتحدثا في مثل هذه الأشياء . وإذا كان يظن أنه يتظارف . .

فمن الواضح أن مديرة المنزل تعلم أن ليس بإمكانهما استعمال تلك

الغرفة , خصوصاً أن ليس فيها سوى سرير فردي .

ـ كنا فكرنا في القيام بجولة في أنحاء البيت لنختار غرفتنا رغم

أنني أعتقد أن أية غرفة نختارها ستكون مؤقتة , إذ أن أغلب الغرف

ينبغي تحديثها . أنا شخصياً أفضل الحمامات الواسعة , وذلك لأسباب

مختلفة .

أضاف غار ذلك بمكر ناظراً إلى روزي , ما جعلهما , هي

ومديرة المنزل , تحمران خجلاً . وتابع يقول :

ـ لكن روزي تصر على شراء أحدث طرازاً , وأعترف أنني

سأفتقد الدوش القوي الذي في شقتي . . .

انتظرت روزي حتى خرجت مديرة المنزل , ثم هزت رأسها

غاضبة عندما سألها غارد عما إذا كانت تريد أن تأكل شيئاً , متسائلة

كيف يمكنه أن يأكل الفطائر بمثل هذا الهدوء وكأن شيئاً لم يحدث .

انفجرت تقول :

ـ إنك تعلم أننا سبق وقررنا أي غرفة سنستعمل . . .

قاطعها قائلاً وهو يضع صحنه جانباً ثم ينتصب واقفاً :

ـ هذا في الماضي . أما الآن , فقد تغيرت الأمور يا روزي , ولهذا

عليك أن تنامي في غرفتي طوال مدة وجود إدوارد وأسرته ههنا .

ـ في غرفتك ؟ وأين ستنام أنت ؟

كانت قد تكهنت بالجواب مسبقاً , والنظرة التي رمقها بها أكدت

أسوأ شكوكها . قالت بسرعة :

ـ آه , كلا . لا , لا . . ليس ذلك ! لن أشاركك غرفتك . . يا غارد ,

وأنام في نفس . . . لا , لا أستطيع !

قال متجهماً :

ـ ليس دينا خيار آخر . إما أن تشاركيني الغرفة و الفراش , يا

روزي , وإما تشاركي شخصاً آخر في أحد سجون المملكة المتحدة .

قالت مستنكرة :

ـ لا , لا ! إنك تحاول إخافتي فقط .

ـ ماذا ؟ أتظنينني حقاً متلهفاً إلى أي امرأة فألجأ إلى إخافتك كي

تنامي معي ! اكبري , يا روزي ! ليس هذا الأمر ما يقلقني حالياً , وإنما

جريمة الإحتيال .

قال غارد ذلك ساخراً , بينما أخذت تعض شفتها قلقة . ثم سألته

بهدوء :

ـ هل تعني هذا حقاً ؟ هل تظن حقاً أن إدوارد يرتاب في أمرنا .

صدرت عنها رجفة خفيفة وبدا الخوف في عينيها , وهي تتابع :

ـ إننا لن نذهب حقاً إلى السجن , يا غارد , أليس كذلك ؟ أعني ,

ليس الأمر وكأننا . . .

ـ وكأننا ماذا ؟ وكأننا ارتكبنا ذنباً في تآمرنا معاً لحرمان إدوارد

من إرثه ؟ أشك في أن المحكمة ستتساهل في أمر كهذا . هذا طبعاً إذا

اخترت أن تتجاهلي نصيحتي و تجازفي . . .

ـ لا !

سارعت روزي تنفي ذلك . كانت قد بدأت حقاً تشعر بالخوف .

قال :

ـ إنني لست أسعد منك بهذا الوضع . وافقت أن أتزوجك , يا

روزي , لا لأنام معك . وصدقيني إذا كان هناك طريقة أحمل بها

إدوارد على مغادرة البيت دون أن أزيد من شكوكه , لما تأخرت

باستعمالها .

لم يكن غارد يريد أن ينام معها , أن يشاركها سريره ! قطبت

روزي حاجبيها مشككة في كلامه .

وهذه المشاعر الضبابية الغريبة التي تملكتها , هل هي خيبة أمل

وجرح في الكرامة لهذا الرفض ؟ لا , بكل تأكيد !

* * *

ـ وهكذا . . يبدو أن هذه الغرفة هي الأكثر ملاءمة . إلا إذا كنت

تفضلين واحدة من الأخريات !

هزت روزي رأسها بصمت . لقد أمضيا لتوهما ساعة كاملة

يتفحصان الغرف !

كانت روزي توقفت لحظة قصيرة أمام الغرفتين المتصلتين اللتين

سبق وتحدثت عنهما , لكن غارد أمسك بذراعها يجرها بعيداً , وهو

يتمتم متجهماً :

ـ اعتبري نفسك محظوظة لتمكني من دفع إدوارد بعيداً عن

طابقنا , وإلا كنا رأيناه في الغرفة التالية متلصصاُ علينا , مسجلاً بلهفة

كل صوت . . .

عندما رأى تغير ملامحها , عبس ساخراً :

ـ أتجدين هذا كلاماً منفراً ؟ حسناً , صدقيني أنه لا شيء يذكر

بالنسبة لما قد تسمعينه في المحكمة . . .

كانا الآن يقفان في غرفة واسعة في الطرف المقابل من البيت ,

من الغرف التي كانوا , هي وأبوها و جدها , يحتلونها . وقفت روزي

صامتة تتأمل السرير الضخم ذا الأربعة أعمدة .

هذه الغرفة , بسريرها الواسع المريح , وخشبها الدافئ الذي

يبطن الجدران , و مدفأتها , حتى الأريكة العميقة تحت النافذة . . .

هذه الغرفة ربما كانت في وقت ما ملجأ لامرأة أخرى تشعر فيه

بالراحة والسلام , وربما بمتعة الحب . . . لكنها , هي روزي , لا

يمكنها أن تراها بهذا الشكل . عضت شفتها بعنف , محاولة صد ما

تشعر به من كرب .

أدركت , لأول مرة في حياتها تقريباً , أنها تشعر بالخوف ! ليس

من غارد , مهما بلغ تهربها من مشاركته الغرفة . . والسرير . .

لا , ما كانت تخافه هو الخطر الذي كشف لها عنه . سألته بصوت

خافت وقد جفت شفتاها :

ـ نحن لا يمكن . . . إننا لن نذهب حقاً إلى السجن , أليس

كذلك ؟

ـ ماذا تريدينني أن أقول لك , يا روزي ؟ أن أكذب عليك بكلمات

حلوة لأخفف عنك ؟ إنك أنت التي تصرين على أنك امرأة ولست

طفلة !

ـ ولكن إذا اعتقد إدوارد أننا ننام مع بعضنا البعض , أننا متزوجان

حقاً , أتظنه سيتوقف إذ ذاك عن الارتياب فينا ؟

ـ من المؤكد , عندئذ تصبح شكوكه واهية الأساس إنما لا

تقللي من شأن إدوارد , يا روزي . إنه كاذب خداع . ومثل كل

الكذابين الخداعين , يعرف تماماً كيف يميز هذه الخصال في

الآخرين .

ـ لا أظن أحداً نام في هذه الغرفة منذ حفلة عيد ميلاد جدي

السبعين .

قالت روزي ذلك بصوت متوتر , متجاهلة كلام غارد , ثم تقدمت

نحو أوسع نافذتي الغرفة .

كان المخمل الذي يغطي الأريكة قديماً باهت اللون كالستائر

وغطاء السرير , لكنه ما زال سميكاً ناعماً ينطق بالترف ولا يماثله أي

نسيج عصري , في شهر العسل . . .

أجاب غارد بهدوء :

ـ نعم . أعلم هذا !

كان في صوت نبرة لم تسمعها منه من قبل . بدا وكأنه يشعر

نحوها بالعطف . . . بالشفقة . . .

ـ روزي , أنا أعلم أن هذا ليس أمراً سهلاً بالنسبة إليك . . .

تصلب جسم روزي وهي تلاحظ تقدمه نحوها من الخلف .

تحولت عن النافذة مندفعة في الحديث :

ـ إننا بحاجة إلى ملاءات نظيفة و . . . مناشف . هنالك بعض

الملاءات , كما أظن , كبيرة الحجم . . . إنها إرلندية وكانت جزءاً من

جهاز جدتي إنه سرير كبير الحجم جداً . . .

ـ نعم , سرير كبير الحجم جداً , أكثر اتساعاً مما نحتاجه وكذلك

عليه وسادتان مستطيلتان .

ـ وسادتان مستطيلتان ؟

ـ نعم , وسادتان مستطيلتان إنك تضعينهما على طول السرير

فتقسمانه إلى قسمين . في وقت ما , لم تكن أي رواية عاطفية تخلو

من (( وسادة خالية )) . . . أو هذا ما سمعت عنه !

قال ذلك هازلاً .

قالت بابتسامة باهتة :

ـ لا يمكننا استعمالهما رغم وجودهما . ربما يراهما إدوارد !

تهدج صوتها فجأة والدمع يفيض من عينيها ثم صرخت بتعاسة :

ـ لم أتصور قط أن الأمر سيكون بهذا الشكل . كل ما فكرت فيه

هو حماية المنزل , هذا كل شيء !

ـ نعم , أعرف هذا . هيا ابكي ما شئت , هذا يخفف عنك .

قال غارد ذلك وهو يجتاز الغرفة ويأخذها بين ذراعيه بحنان

غريب .

لم يكن لديها وقت للاحتجاج أو الرفض . كان رجلاً مختلفاً .

أدركت ذلك وهي تستكين إلى صدره وذراعيه الدافئتين . أشعرها

بمبلغ ما كانت تحس به من وحدة . . . لقد رحل أبوها وجدها ولم

يعد لها أحباب تلجأ إليهم لتشكو أحزانها ومشاكلها .

هذه الأفكار جعلت دموعها تفيض بغزارة مبللة قميص غارد

القطني الأبيض . قالت محتجة وهي تشهق مع الكلمات :

ـ لم أكن أقصد هذا .

ـ أعرف .

بدا صوت غارد حنوناً مغرياً في أذنيها , بنفس الحنان الذي تشعر

به بين ذراعيه .

ـ أنا خائفة يا غارد . ماذا سنفعل ؟

اعترافها الهامس هذا جعل ذراعيه تشتدان حولها قليلاً . لا بد أن

غارد خائف هو أيضاً , كما أخذت روزي تفكر , وإلا لما ضخم من

خطورة موقفهما بهذا الشكل .

ـ حسناً , هناك طريقة واحدة يمكننا بها التخلص من إدوارد !

انتفضت روزي ورفعت رأسها عن كتفه تحدق فيه غير مصدقة :

ـ أتعني أن نخبره بالحقيقة ؟ نعترف بأننا تعمدنا خداعه ؟ لا . . .

لا يمكننا القيام بذلك !

أحبطت عندما تركها غارد فجأة مبتعداً عنها بجفاء وفتور , ثم

وقف مديراً لها ظهره وهو يقول بصوت خشن :

ـ الحق معك ! لا يمكننا القيام بذلك ! اسمعي , علي أن أذهب

إلى المكتب الآن وسأحاول العودة بأسرع وقت ممكن . أما إدوارد ,

فسيكون مشغولاً بنقل أوراقه السرية , وسيكف عن مطاردتك أثناء

غيابي .

ماذا حدث للتناغم الذي كان بينهما منذ لحظات فقط ؟ أين ذهب

كل ذلك ؟ ولكن , كان عليها أولاً أن تسأل نفسها من أين جاء ذلك ,

كما حدثت نفسها والتعب يتملكها , وعما إذا حدث ذلك فعلاً أم أنها

كانت مجرد تخيلات . . . هكذا أخذت روزي تتساءل بقلق بعد

خروج غارد .

لم يحدث بينهما تقارب عاطفي قط , من قبل . . . ومع ذلك ,

يمكنها أن تقسم أنها شعرت , حين أخذها غارد بين ذراعيه , بأنه يريد

أن يواسيها من كل قلبه , أن يطمئنها , أن يتقرب منها . .

غارد يريد أن يتقرب منها ؟! ها هي ذي الآن تسمح لمخيلتها بأن

تذهب بها بعيداً .

لا شك أنه , في الواقع , يلعن اليوم الذي وصلت به الحماقة إلى

القبول بالزواج منها .

ـ كل ما أجروه هو أن تقدر ما نفعله لأجلك .

همست بذلك للمنزل وهي تلمس الجدار, عندما فتحت باب

غرفة النوم .





ـ ما أجمل فرش السرير اللائق بالملاءات !

هتفت السيدة فرينتون بذلك راضية وهي تتراجع إلى الخلف

لتبدي إعجابها بما أنجزته مع روزي .

السرير ذو الأعمدة الأربعة , وكذلك كل قطعة من الأثاث في

الغرفة , بما في ذلك خشب الجدران . كل ذلك صُقل ولمع , وغسلت

النوافذ . صنابير المياه النحاسية في الحمام دُعكت حتى أصبحت

كالذهب , وأخيراً , فُرش السرير بالملاءات والبطانيات والغطاء

التقليدي المطرز باليد .

نظراً لاتساع السرير , احتاج فرشه إليهما معاً . واستاءت روزي

داخلياً عندما قالت مديرة المنزل إن الأسرة العصرية تجعل الحياة

أسهل :

ـ إنك تتعبين كثيراً في العثور على غطــاء لسرير بهذا الحجم

يكفي اتساعه لنوم الأسرة كلها , أليس كذلك يا روزي ؟

أُسرة ! . . ومرت أمام عيني روزي سحابة صغيرة وهي تنظر

السرير .

تملكها شعور بالفـــراغ . . إحســـاس مؤلم بالوحــدة البالغة , بعدم

وجود شخص حميم يشاركهما حياتها , إنه شعور لم تعرفه من قبل .

شعور تملكها , لأول مرة , عصر هذا اليوم , بعد أن أبعد غارد من

حولها ذراعيه . وتملكتها قشعريرة أقلقتها .

عندما كتب جدها وصيته , كان يريد أن يبقى البيت ضمن

الأسرة . أن يعيش أحد فيه . أن يحبه أحفاده . ثم أخذت روزي تحدث

نفسها بثقة : غارد سيحبه ويعيش فيه ! سيحمي المنزل ! وفي النهاية ,

سيعيش فيه أولاده .

تملكها الذعر لعنف الشعور بالوحشة الذي اكتسحها , خصوصاً

وهي لا تعلم نماماً سبب شعورها هذا . . هل هو التفكير في أن أولاد

غار لن ينشأوا في (( مرج الملكة )) , كما نشأت هي , أم التفكير في أن

أولاد غارد هم الذين سينشأون فيه ؟

ومع ذلك , لم يحدث قط أن شعرت نحو المنزل بنزعة التملك .

لا نحو المنزل ولا نحو غارد , وإنما العكس .

القشعريرة البسيطة أصبحت رجفة عنيفة عندما أخذت الأفكار

والتصورات تُلهب مخيلتها , فحاولت إخمادها بالحديث إلى مدبرة

المنزل , محدثة نفسها بأن وجود إدوارد في البيت هو وحده مصدر

قلقها وتعاستها .


* * * * * *

: : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : :


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس