عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-18, 04:26 PM   #82

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الرابع والخامس والسادس

ببساطه التعقيد....((((4)))))

ذهبت سمر لغرفتها وهي تفكر بتلك الاقراص الموسيقية وهي تفكر (يستمع للموسيقى ...انا لم استمع للموسيقى من قبل كل ماكنت اسمعه هو نشرات الاخبار التي تذاع من المذياع ..عالم مُتخلف كنت اعيشه فيه هذا القصر الكبير كل ما فيه قديم .. الاثاث والجدران وحتى الافكار ..ابي لم يقبل يوما بان نبتاع التلفاز وبرغم ثراءنا العظيم كنا نمتلك المذياع البسيط ..لم يصدح صوت عالي هنا غير صوت مقدم النشرات الإخبارية وهو يقول اخبار التاسعة . اخبار العاشرة ..كل معرفتي عن الفن كانت عن طريق الطالبات بالكلية التي كنت ادرس بها وانا استمع لحديثهن عن الاغاني والافلام ومن مشاهدتي لبوسترات الاعلانات التي توضع بالشارع ..)ارجعت رأسها للوراء وهي تتسطح على فراشها الناعم ظلت مخيلتها تتذكر والدها وتصرفاته وافكاره وقساوة افعاله ... عدم سماحه لها باي شيء مهما كان بسيط يعترض مع رغباته ... لكن الان ستفعل كل ما تريد .. هكذا اخذت قرارها

في الصباح كالعادة دخلت رحمه لتوقظ سمر ..لكي تستعد للذهاب الى عملها
-صباح الخير بنيتي. قالتها رحمه وهي تفتح الستارة لنافذه غرفه سمر
-صباح الخير عمتي ..قالتها سمر وهي تمد يديها متثائبة ويد تفرك بها عينيها..واكملت :
-عمتي ..اليوم انا سأحظر الفطور ..اتفقنا

ردت رحمه عليها ببسمه شفافة وهي تهز راسها بالموافقة..

نزلتا الاثنتين الى المطبخ فوجدّتا رحيم هناك يجلس على الطاولة ..

-اهلا ..بسيدتي البيت ..قالها رحيم ممازحا وضاحكا
فردت له رحمه ببسمه طيبه ..
-اتعرف ان سمر ستحضر الفطور لنا اليوم؟
استدار نحوها رحيم قائلا بتعجب
-ماذا ؟ ومن ثم عدل جلسته وهو يغمز لرحمه ..واكمل ..اذا سأجلس وانتظر الطعام ..ضحك الجميع لانهم يعرفون انها لا تعلم من فنون الطبخ اي شئ ..

بدات سمر تتحرك بالمطبخ وهي تتخبط لأتعرف ما تصنع وهي تضحك ورحمه ورحيم يضحكان عليها كانت بكل دقيقه تسال رحمه اين القدر اين الابريق اين الشاي اين السكر وهي تردد منزلي ولا اعرف اين اغراضي..بتلك اللحظات الممتعة التي حظت بها سمر تذكرت والدها وهو ينهاها عن دخول المطبخ وهو يقول المطبخ للخدم وانتي لستي خادمه ..لكنها هزت راسها وكأنها تتطرد تلك الذكريات الصاخبة التي يضج بها راسها لترجع لواقع ابتسامه رحمه ورحيم الذين كانا بمثابه عائلتها الحقيقية...وقتها دخل شهاب للمطبخ..

-تعال بني اجلس بجانبي ..قالها رحيم وهو يشير الى الكرسي الذي يجاوره. واكمل
اليوم الأنسة الصغيرة بنيتي المدللة ستطهو للمرة الاولى ..قالها بفخر الاب الحنون ..

اخفضت هي راسها بحرج من دخوله عليهم ..

جلس شهاب وعيونه كانت على سمر التي امتلئ ثيابها ووجهها بمكونات الطهو ..كان مظهرها مثيرا للضحك ..وهي بتلك الحالة ..وبعد وقت قامت بوضع الطعام ..الكل كان يأكل ويضحك ..

بساطه السعادة التي كان تلفهم وهم يجتمعون على طاوله الطعام الصغيرة التي في المطبخ كانت كفيله بجعل سمر تبتسم براحه قويه ...
وما ان انهت طعامها معهم ..ذهبت سمر واستعدت للذهاب وكالعادة ركبت السيارة وانطلقوا ..وفي الطريق توقفوا عند اشارة للمرور فقال شهاب .. وهو مازال ناظرا للأمام
- شكرا انسه سمر الفطور اليوم كان ممتازا..

تفاجأت سمر فقد باغتها بكلامه هذه اول مرة يتوجه لها بالكلام فطوال تلك الفترة كان فقط يوصلها ويذهب لعمله بالمصنع ومن ثم يرجعها ولا تراه بعدها ومعظم احاديثهم كانت عابره للسلام او الاستفسار ..لكنه اليوم خصها هي بحديثه..

-لا داعي للشكر ..انه مجرد بيض مقلي وشاي ..ردت وهي تحاول التملص من الحديث..
لكنه استدار اليها ..لتكون عينيه البنيه في عينيها ولتعلو ابتسامه خفيفة على شفتيه لتظهر جزءا من اسنانه البيضاء المتراصة لقول بنبره صوته الخشن :
-كان الذّ بيض مقلي آكله ..سلمت يداكِ . انستي ..ورجع لمقعده وبدا السير بالمرور فمشت السيارة ..

سمر وقتها ولأول مره تحس بتلك الرعشة التي تجعل الدم بدرجه حرارة غليان الماء احست ان وجنتاها قد احمرا ..انه الخجل ..لأول مرة تشعر بالخجل ..شعور رائع مزيج من لذه وقوه ، لأول مره هناك من يمتدحها ويثني على عمل قامت به ...وضعت يدها على خدها احست بالحرارة تصعد اليه ليكون ملتهبا ابتسمت في مابينها واستدارت نحو زجاج السيارة لتنظر الى الطريق ..لتسرح بفكرها لبقايا ذكرياتها المدمرة ...والدها وطغيانه الغير منتهي ..تذكرت كيف كان يعاملها .طوال سنين حياتها التي تقترب من الثلاثين عاما لم يسمعها مدحا ولا ثناءا لم يسمعها الا الاوامر العرفية والاحكام الطاغية ..كل تصرفاته وافعاله كانت تشير الى انه لم يكن يريد ان يحظى ببنت انما بولد ذكر يرتكز عليه يواجه فيه العالم لكن شاءت الاقدار ان اكون هي ابنته ..ليمارس عليها قساوته ..لم يكن يسمح لها باللعب مثل البنات بالدمى كان يكره ان يراها تحتضن دميه .. تذكرت يوم كسر لعبتها كان غاضب وبشده من شيء ما ففرغ ما بداخله بتحطيم الالعاب ومنعها من اللعب ..وحتى شعرها لم يكن يريد ان تطيله دوما كان يقول لها قصي شعرك قصيه حتى لاتتاخري وانت تصففيه مع انها تذكر تصفيفه لشعرها بصغرها لكن كلما كبرت كلما تباعد وقسى ، هل ارادها ان تكون كالصبية .. تذكرت ملابسها ايضا لم تفر من تحكماته فقد كانت كلها بناطيل فلم يسمح لها بارتداء الفساتين ...

كانت الوحيدة في العائلة تلبس بنطال وشعرها قصير ..
ولم يستطع احد ان يقف بوجه اوامره فالكل يعرفه بانه الامر الناهي .

وعندما شبت وبدأت انحناءات جسدها تظهر كان يتضايق بشده ويأمرها بلبس ملابس رجولية اكثر لتغطي تلك المعالم البارزة من جسدها النحيف ...

والدها وما تقول بحق التعقيدات التي منحها اياها
كان يصر على ذهابها للمصنع ..كان يريد ان يرى العالم بانه قادر حتى على تحدي الاقدار التي جعلته يرزق بها . .

ظلت الافكار تدور بعقلها كالناعور ..ماذا تفعل لجحيم الافكار التي تملكها ..فلو قيست الافكار لدخلت موسوعة غينز للأفكار السوداوية التي تحملها. وصلت للمصنع ودخلت كعادتها اليه ..صارت تعرف كيف تتعامل مع العمال ..صوتها العالي وحدته ساعدوها لتملك المكان كله . فكلما دخلت كانت تصيح بصوت عالي يسمع حتى ولو كانت المكائن دائرة ..الكل صاروا يخافون منها ، من القوة التي تمثلها امامهم ..كانت تثير الرعب بقساوتها لم ترحم من يخطأ دائما صارمه وحياديه ولا تعرف الرحمة وكأنها تعاقبهم على سنين حياتها التي ضاعت مع ابيها ..تجعلهم يدفعون ثمن اخطاء والدها ..كانوا يذكرونها به بصرامته ...لذلك كانت كإعصار المدمر معهم .. لذلك سمعت بانهم يسموها الاعصار الاسود..او الغراب الاسود ..تسميات كلها تتدل على السواد التي كانت تلف بها نفسها امامهم ..

وفي احد الايام ..كان هناك عطل بأحد المكائن والكل من العاملين مشغولين بإصلاحه فلذلك تعطل العمل فتأخرت الطلبية ..
ووقتها وصلت سيارة من عمال المحلات الذين يريدون طلبياتهم فوجدوها متأخرة ..فعم الغضب وتعالت الاصوات بالصراخ والشتائم ودخلوا للمصنع هائجين يريدون طلبيتهم المتأخرة ..وجدت سمر نفسها بين مجموعه من الرجال الذين يوجهون اليها التساؤلات بعصبيه .
-اين طلبيتي؟ قال احد الرجال
-وطلبتي ؟صرخ اخر ..
-هذا اخر تعاملنا مع إمراه..
وتكاثروا مجتمعين بتجاهها والكل يطالب بما يريده والكل يسمعها الشتائم ..فواحد يقول غراب والاخر يقول امرأة عديمة النفع ..و...و....و.

*******

عاد قاسم من عمله وهو متعب يرجو ان يخلد للنوم ويزيل عنه عناء العمل .. فأوقفته جارته العجوز ( ام احمد) تمسك بيديها مذياعها الاثير لتعطيه اليه وهي تقول بنبره ساخطه
-خذ هذا واصلحه جيدا .. لقد تعطل من جديد
ابتسم لها قاسم وهو يأخذ منها الجهاز ..
-حسنا يخاله ما به الان ...

لترد وهي تلوي شفتيها بتهكم
-لأنك من عطله .. كان يعمل بشكل جيد وما ان لمسته حتى خرب .. ماذا فعلت به انطق ..
قالتها وهي ترفع عصاها ناويه ضربه ..
ليضحك هو ضحكه عالية على فعلتها ..

فجارته العجوز تعتز بأشيائها القديمة وهو دوما يشاغبها ويرضى بان تتكلم عليه بصوت عال وتعنفه وكأنه طفل صغير ..
تعرف عليها يوم استأجر البيت الذي يسكن فيه ليعرف بأنها وحيده كل ابناءها وبناتها تزوجوا وغادروها وبقيت هي مصره ان تعيش ببيتها ولا تذهب مع اي منهم رغم توسلاتهم بها ..
وهم يستمرون بزيارتها دوما ..
فأوصوه بها ..ان يلبي طلباتها ان احتاجت شيء ما ..

ومن يومها وجلوسه وكلامه معها لا يفوته ابدا .. تقص عليه قصصها القديمة مع زوجها الراحل .. وكأنها قصص الف ليله وليله ..

اوقف ضحكه وهو يهرب من عصاها قبل ان تصيبه ..
ليقول وهو يحاول كتم ضحكه
-حاضر يا خاله .. سأجلب لك واحد جديد ..
لترفض ذلك وتصر على ان مذياعها من احسن النوعيات ..
ويجاريها هو بذلك..
اصطحبها الى منزلها وجلس هناك يخرج ادواته ليصلح المذياع ..
جلست جواره تراقبه وهو يعمل لتسأله
- هل ما زلت متردد بموضوع زواجك ..
زفر بتعب فهو لم يجد من يخبره بضيقة سواها ..جارته .. التي استمعت اليه وناقشته بمنتهى الحكمة ..
ليرد
- نعم ..يا خاله ..قلبي مازال منقبض كلما تذكرت ذلك ..

اغمضت جفونها المليئة بالتجاعيد وهي تهز رأسها بتفهم
لترد بحكمه اخذتها من سنين حياتها السبعين ..

-اسمع يا ولدي انت لديك قلب بصير ..قلب طاهر .. يقودك دوما الى الخير .. ونفوره الان لامعنى له غير...
وسكتت ..
ليحثها على الاكمال ..وهو متلهف لما ستخبره به ..
لتكمل
-ان زيجتك تلك غير جيده ولا تصلح لك ..
صلي يا ولدي وادعوا ان يتبين لك الصلاح بطريقك ..

رفع عينيه وهو يناجي ربه ..
بأن يكشف عنه هم هذا القهر ..

ببساطه التعقيد....(((5))))

تعلو الاصوات بخشونتها المعتادة لتصرخ سمر بوجه الكل بصوت اقوى وأحد من اصواتهم صوت كله كبرياء صوت كزئير ابيها المعتاد صوت اسكتهم اخرسهم كلهم لتقول
-كفى ...كلمه واحده اطرشت الجميع وكأنها تختتم بيها عرض مسرحي ...لتكمل بنفس الحده والقوة
-ليسكت الجميع ...كفى ...في هذا المكان لا يعلو صوت فوق صوتي ...توقفوا عن صراخكم لأنه لن يجدي والكل سيأخذ حصته وكما هو مقرر ..لقد تعطلت احدى الآلات وسنعوضكم عن التأخير...
كلامها كان واثقا وقويا ومليي بالحزم ...
توقف كلامهم الهمجي البشع ..لكنهم لم يقتنعون استمر البعض بالكلام والبعض صار يتمم بينه وبين نفسه ...لكنها استطاعت ان تنهي الموضوع بعد نقاشات طويله معهم ...

رحلت تلك المجموعة من المصنع لتتوجه سمر لعمالها لتصب عليهم جام غضبها وتنتقد عملهم المهمل ...
ثم اشارت لشهاب لكي يجهز السيارة لترحل ...ومثل العادة كان شهاب تحت رهن اشارتها ..فجلب السيارة وانطلق بيها ...وفي الطريق قالت له :
-لا تأخذني للبيت ...لا اريد رؤيه احد...قالتها وكأنها تنازع الصراع المتأجج بداخلها
اغلقت عينياه لتفكر وتفكر بما صار وحدث اليوم وعن صراخها كيف تحولت الى نفس الوحش الذي كانه والدها ..من اين جاءتها تلك القوة الرهيبه ...كاد راسها ينفجر ...لتتوقف السيارة فجاءة ..ويفتح الباب ليكون شهاب امامها..وهو يقول
-تعالي يا انسه .. من هنا ..

لم تعرف بما ترد عليه لكنها وجدت نفسها تنزل من السيارة
مطيعه لمطلبه ..
كانت السيارة متوقفة في احد الفروع الجانبية لم يكن هناك احد بالطريق كان خالي تماما الا من صوت الرياح التي تسير هناك. شارع طويل ومخفي عن الجميع يختبئ بين اشجار طويله ..اخذت سمر تتلفت من حولها ..قالت
-اين نحن ؟
ليجيبها بصوت هادئ..
-تعالي من فضلك ..ساريكِ شيئا اتبعيني ..

وسار امامها وهي تتبعه تستغرب نفسها وافعالها ..الا ان وصلا الى مكان ..استدار نحوها وقال
-انظري وصلنا ...

كانا يقفان على تله عالية وتحتهم كانت الاشجار والأبنية والشوارع ..منظر المدينة وهي امامهم صغيره يوحي بالروعة يوحي بانهم في علو السماء ..نظرت اليه وهي تقول
-كيف وجدته ..مكان رائع .
ليرد وهو يشرد بنبره كلها آسى
-عندما كنت اتضايق أجيئ الى هنا ..اخذ نفس طويل واصرخ ...لارتاح ...جربي ذلك سترتاحين ..
نظرت اليه بتعجب
-ما ادراك باني متضايقة ...وهي تبحث في عينيه البنيتين عن اجابه مرضيه لنفسها.

-احسست بك ..قالها وهو يبعد عينيه عنها لينظر الى المنظر الذي امامهم .. ويسير خطوات مبتعدة عنها ..

تجاهلت كلمته تلك .. واستدارت لتواجه المنظر
وقتها صعدت اهاتها كلها ...لتنزل كدموع منهمرة من عينيها وكأنها في سباق للجري فأي دموع ستكون اول الواصلين ...بكت جراحها بكت المها بكت قسوة نفسها ...واخذت الغصة تحتل بلعومها لتجبرها على فتح فمها لتطلق اه خفيفة حتى لا يسمعها احد ...صارت تردد بنفسها..

-تعبت ..تعبت ..تعبت ..تعبت لتعلو بها الأخيرة من حنجرتها فيسمعها شهاب ويستدير الى ناحيتها ووجد نفسه يقترب منها

اخرج من جيبه منديلا ومده بيديه اليها ..

رفعت سمر عينياه المتغرغة بالدموع لتنظر اليه وهي تأخذ المنديل لتمسح دموعها ..تقدمت بعض خطوات للأمام حتى وصلت حافه التل ..لتهب نسمات من الهواء العالي تضرب بها وجهها وكان الهواء يواسيها ويمد يده ليمسح دموعها ...حرك الهواء شعرات تبعثرت من خصلاتها المربوطة بأحكام ...واخذت تقول بهدوء وبنبره منخفضه

-تعبت من التظاهر بالقوة والسلطة تعبت من رفع صوتي تعبت من تمثيلي ..انا لست متسلطة انا لست قويه ..انا امرأه ضعيفة امرأة لا تملك من الراحة ولا حرف ولا نقطه ..انا امثل فقط لكني مللت من اداء هذه الادوار التي لا تعطي لصاحبها غير الالم ..اخرجت سمر كلماتها المتثاقلة بهموم حياتها وهي تنظر للمدينة الصغيرة امامها لتكمل ...حتى من هنا استطيع ان ارى المصنع وكانه مصر بان يلاحقني بمشاكله ...مصر ان يريني باني فاشله امامه ...كان صوت سمر يختنق بالدموع المتساقطة يشتبك بغصاتها المتتالية ...وهي منشغله بكلامها فجاءه وجددت يد تحط على كتفها ..كان شهاب يقف خلفها ينظر اليها وهو متمعن بعيونها بحالتها المتحطمة ..راحت سمر تنظر ليده تارة وتنظر لعينه تارة اخرى ..تلبكت لقد تناست انه كان بنفس المكان كان يسمع شكواها كيف تنسى ذلك ..لماذا سمحت لنفسها بالانجراف مع حزنها هل هو المكان ؟ام تلك الراحة التي اعطاها لها عندما قال انه يشعر بها ..سحبت كتفها بسرعه من تحت يده واعدلت تلك الخصلات المتحررة من قبضه تسريحتها العسكرية ..
وهي تقول
-لقد تأخرنا ..هيا لنرجع ..
كان شهاب يحدق بها بنظرات لم تفهمها ...راحت تسير نحو السيارة بخطوات مسرعة وركبت واغلقت الباب بقوة نظرت من الزجاج كان شهاب يتبعها فأدارت وجهها للناحية الثانية لم ترد ان تنظر لعيونه ...ركب هو الاخر وانطلقا نحو البيت الكبير وعندما وصلا نزلت سمر بسرعه فلم تنتظره لكي يفتح الباب لها ...دخلت غرفتها ..وهي تفكر ..كيف سمحت لنفسها بعمل ذلك ..لماذا اظهرت حقيقتها الضعيفة امامه ...وتلك النظرات التي رأتها بعيونه ايعقل بان تكون نظرات شفقه ..الهده الدرجة وصلت بان يشفق عليها الناس ...خلعت سترتها ورمتها على السرير ..تذكرت يده وهو يضعها على كتفها ..فمدت يدها لتلمس نفس المكان ...نظرت الى نفسها وهي بتلك الحالة ..فتناهزت ابتسامه بسيطة على شفتيها الذابلتين...
*************

جلست نواره مع والدتها تساعدها في اعداد طعام الغداء ..
فتململت بجلستها تلك ..
لتسمع امها تقول
- ما بك .. ما تريدين .. شكلك تريدين ان تطلبي شيء ما ..
لترمي نواره السكين بحده وهي تقول بتهكم
- اطلب مااريد ..!!
الان تخبريني ان اطلب ومنذ متى اهتميتم بمطالبي ..

زفرت والدتها بتعب فدوما ابنتها لا تقدر النعم التي بها دوما هناك لمحات من التمرد تطفو على شخصيتها ..وهذا ما جعلها تتأخر بالزواج فكل العائلة تعرف طباعها العاصفة عندما تغضب وافكارها المتمردة التي لا تلائم طبيعتهم ...

لتقول
-ومتى منعنا عنك شيء يانواره قلبي ..
فوالدك واخوتك يجلبون لك كل ما ترغبين ..

لترد على والدتها بحده ..
-اريد ان اخرج بمفردي ..مع صديقاتي ..

هزت والدتها راسها برفض ..
-تعلمين ان والدك سيرفض .. لا تكرري ذلك الامر ..
ولا اظن ان خطيبك سيقبل بذلك ..

على صراخ نواره عندما سمعت كلمه خطيبك ..
-عن اي خطيب تتكلمين .. عن شخص لم اراه بعد ..ولم يكلف نفسه عناء الاتصال بي من الاساس .. رجل توسله ابي ليخلص مني بعد ان يأس من تقدم العرسان اليّ..

وجلست على المقعد الذي كانت تجلس عليه سابقا تبكي بحرقه ..
لما لا يفهمها احد ..لم لا يدركون حجم معاناتها ..وهي ترى وتسمع ما يقال عنها خلف ظهرها بتجمعات العائلة .. نعم هي ذات طبع صعب لكن اهلها هم السبب بذلك ..
نعم اهلها السبب فهم من صنعوا منها شخصيه نامقه على الكل واولهم هم ..

تركتها والدتها وخرجت تعرف ان الجدال مع ابنتها عقيم
يسؤها حالها وما آلت اليه الان ..

ببساطه التعقيد....(((((6)))))

ظلت سمر تراوح في مكانها تفكر بمشاكلها بالمصنع وهي تفرك جبينها وكأنها تحاول ان تصل لفكرة ..تقول لنفسها (يجب ان تتصلح تلك الاله اللعينة ..والا سيرجعون اولائك العمال الحمقى من جديد ..يجب ان اتصل بعمال الصيانة او اشتري واحده جديدة ..لا الشراء سيكلفنا وستقل الايرادات ويبدؤن عائلتي باتهامي بالتقصير بمصروفهم ...افكار عديدة وهموم مريرة ومصاعب تدور في عقلها ..الليلة بدات للتو والمشاكل تنتظرها بالصباح)) يجب ان انام هكذا قررت ...توسدت فراشها اغلقت عيناها تراءى لها وجه شهاب ففتحت عيناه واخذت نفسا تتساءل لماذا تراءى لها وخطر على بالها المليء بالصداع الان ..تذكرت نظرته وهو يعطيها المنديل ويده التي وضعها على كتفها ..لا تعلم لم تذكرت ذلك الان ...رجعت لوسادتها واغمضت عيناها ونامت ...

وفي الصباح وكمثل اي يوم أيقظتها رحمه بصوتها الدافئ وجهزت لها الفطور

هذه المرة تناولت فطورها على المائدة الكبيرة بالصالة الضخمة جلست وحدها ترتشف كوب الشاي بتمهل وهي تحدق بالفراغ الذي يحيط الغرفة ...كانت تسميها غرفه الولائم لقدرتها على الاتساع لعائلتها الكبيرة كلها..اكملت الطعام ووقفت امام باب المنزل تنتظر السيارة مر الوقت ولم تأتي فنادت على رحيم لكي يعرف لما تأخر شهاب .. وهي مستاءه لان العمل اليوم كثير وهو تأخر ...

-بنيتي البارحة لم يرجع شهاب للبيت فبعد ما اوصلك هو غادر ...هكذا اجابها رحيم

-ماذا ..واين ذهب ولما لم يرجع ...ردت سمر
فأشار رحيم براسه انه لا يعلم ...تململت سمر من هذا الخبر ..كيف ستذهب للمصنع الان هي لا تعرف قيادة السيارات ..اخبرت رحيم ان يستوقف لها سيارة اجرة ...فجلبها لها وغادرت للمصنع ...
وصلت سمر ودخلت المصنع لتجد ان العمال كلهم مشغولون والعمل على قدم وساق تفاجأت فأشارت لاحد العمال ..وسالته
-ماذا يحصل ؟
فرد العامل علبها:
-انسه سمر ،الاله لقد تصلحت والكل هنا من الفجر لنعوض الوقت الذي خسرناه ..
ردت بصدمه
-الاله تصلحت وكيف ؟
اشار العامل الى شهاب الذي كان منهكا والتعب بادي عليه وهو يحمل بيه مفك كبير ويضع حول خصره حزام للأدوات وهو يشير بيديه للعمال بان يتحركوا اكثر. فقال :
-انسه هذا الرجل ..اقصد شهاب المسؤول عن المكائن ..ظل البارحة طوال الليل يعمل على الاله واتصل بأكثر من شركه صيانه لكي يصلحها ..واول ما بدات الماكنة بالعمل اتصل بكل عمال المصنع لكي يحظرون وهانحن هنا ...ومن ثم استأذن منها العامل وانصرف ...

ظلت عيون سمر تلاحق شهاب الذي كان مثل مدرب فريق كره القدم يؤشر لهذا ويصيح بذاك ويتحرك هنا وهناك ..وصلت لمكتبها وهي متفاجأه جدا منه ..خطرت ببالها افكار كثيره لم تعرف كيف تصوغ افكارها المتشتتة ..تتساءل في ما بينها ..لماذا فعل ذلك ؟لماذا يقضي الليل كله وهو يحاول ان يحل هذه الازمه .ايعقل بانه قد اشفق علي عندما شكوت امامه ؟لا لا يعقل ذلك ..اذا لماذا ؟لماذا؟ تساؤلات متكررة تنطرح في فكرها ..الان العمل على ما يرام وبفضله يجب ان اشكره ...ولماذا اشكره انه واجبه هو مسؤول عن الصيانة ..يجب ان اكافئه ..ان ازيد مرتبه ..نعم سأفعل ذلك عندما اراه ...هكذا ظلت تفكر ..

في وقت المغادرة وجدته يقف منتظرا لها امام السيارة فتح لها الباب لتركب وصلت لتصعد رفعت رأسها لتنظر اليه ارادت ان يرفع نظره لعينيها فقالت له
-شكرا ،
حرك راسه للأعلى والاسفل بالإيجاب ..لكنه لم يرفع عينيه ..ركبت سمر فاغلق الباب خلفها ..وجلس خلف المقعد وبدا بالسير ...ارادت سمر ان تبدا باي حديث معه لكي تشكره لكن الكلمات لم تساعدها لم تستطع ان تكون عبارات صحيحه فكلما كونت بعقلها جمله قبل ان تنطقها تتراجع ..وصلت للبيت وعاد شهاب يفتح لها الباب ..وهو لا يرفع راسه ...نزلت من السيارة وصلت لباب القصر ..لتستدير لتراه يمشي نحو الملحق خطواته كانت متثاقله وبطيئة ... دخلت لمنزلها واجمه ...ظل التفكير فيه يحيرها ..جاءتها رحمه وقالت

-بنيتي اجهز الطعام لكِ اكيد لم تأكلي او ترتاحي منذ الصباح .

فردت بتعب
-لا شكرا عمتي لا اريد...

فتحت عيناها بسرعه كمن وجد حلا لمعضله عظيمه وقالت انه متعب فأكيد لم يأكل شيء ..وهو سهران من البارحة يعمل اكيد انه تعبان ..لذلك لم يرفع راسه ...اه كان يمشي بخطوات متثاقله انه تعب وجائع ...ماذا افعل .. يجب ان اكافئه

فنادت على رحمه
-عمتي بسرعه جهزلي لي صينيه من الطعام ولتكن كميه كبيره ..
-بنيتي الم تقولي انك لا تريدين الطعام ..
لترد بتلعثم
-ليس لي انما لشهاب .. فهو مسكين لم ياكل من البارحة وهو متعب كان طوال الليل بالمصنع ..هيا عمتي بسرعه ..
ونزلت سمر ورحمه للمطبخ لتعد رحمه الطعام وتجهز الصينية وعندما اكملتها قالت
-سأنادي على رحيم ليأخذها اليه ..
-لا قالتها سمر وهي مرتبكه ..انا سآخذها فأكيد عمي رحيم مشغول وانتي لديكِ كثير من العمل ..انا ليس لدي
شيء..
حملت سمر صينيه الطعام وخرجت من الباب الخلفي للمطبخ لأنه اقرب الى الملحق الذي صار يسكنه هو ترافقها دقات قلبها المتوثبة ...وصلت للملحق وبدأت بالدق على الباب بضربها بخفه من ظهر يدها ..مرة ومرتين ...فلم يجب احد ..نادت عليه بخفوت فلم يرد ..فكررت ندائها بصوت اعلى مع دقها المرافق للباب وكذلك كان الصمت هو جوابها .. فتوجس قلبها خيفه عليه .. ..فمسكت الصينية بيد واحده وادرت مقبض الباب لتفتحه قليلا ..
فنادته.. بصوت متردد
-شهاب !شهاب! ين انت؟ لقد احضرت الطعام ...انا سمر ..
ضربت راسها براحه كفها وهي تحدث نفسها (غبيه ..الا يعلم انك سمر من صوتك ) ..
لكنه لم يجيب عليها
فحزمت امرها وقررت الدخول اليه .. ..فتحت الباب بهدوء ودخلت للغرفة واضعه الصينية على طاوله وجدتها مجاورة للباب ..
وبدأت تتفحص الغرفة التي كانت مبعثره جدا فالملابس ملقاه على الارض بأهمال والصحون الفاضية لطعام قديم مجموعه بأحد الاركان واكداس من اغراض لم تعرف كنهها موزعه هنا وهناك .. غرفه مثيره للشفقة من كثر فوضاها ..

لتقع عيناها اثناء تفحصها على شهاب الذي كان نائما على السرير على بطنه وهو يرتدي جميع ملابسه حتى الحذاء مازال يرتديه ..
ياالهي فهو من شده تعبه رمى بحاله على السرير ونام بتلك الوضعية يداه مفتوحتان واحدى قدميه مازالت تلامس الارض ..نائم كاسد متعب ومجهد بعد معركه خاضها ...

و من صوت شخيره المتعالي تعرف انه بسبات عميق

...تَقدمت منه بخطوات قليله لكي تنظر اليه ..اه ما اجمله وهو نائم ..هذا اول ما خطر ببالها .. وهي تتأمله باستكانه ملامحه الوسيمة ...عرض كتفيه وذراعيه القويتين وشعره المشعث ...لقد استحل السرير كله من ضخامته.. فلانت نظراتها بحنان اصبح يرافقها كلما رايته فرسمت ابتسامه خجولة على شفتيها على مظهره ذاك ..

فقلت بسرها ..ماذا افعل أوقظه ليأكل !!؟؟او حتى لكي يخلع ملابسه على الاقل !! .لكننها تراجعت عن ذلك واستدارت لتخرج سريعا من الغرفة بعدما لاحظت تململه بالنوم ..

واثناء خروجها اصطدمت بأحد الاكوام المتراكمة على الارض لتصدر ضجه ليفتح شهاب عيونه ليراها امامه فنهض من مكانه بسرعه ..متسائلا

-انسه سمر ماذا تفعلين هنا؟

-انا .. انا...تلبكت وتلعثمت كثيرا ..لقد نست ماذا كانت تفعل ..فقد انشغلت بالنظر اليه وهو نائم انسجمت بتأمله ) لتقول بعد برهه
-جلبت لك الطعام ..رحمه متعبه وطلبت مني ذلك ..

ابتسم لها ابتسامته المهلكة وهو يقف بمقابلتها لتظهر اسنانه اللؤلؤية من جديد ...

-لم يكن هناك من داعي ..انستي ..كنت انا سأذهب لأكل ..لماذا أتعبت نفسك ..

فردت بعد ان تمالكت نفسها قليلا ..

-لا انت تعبت جدا وبسببي ..لأنك عملت طوال الليل لتصلح الاله ..

-انستي هذا عملي ...وكما قلتي انا المسؤول عن تصليح المكائن ويجب على كل شخص ان يعمل عمله ..

هزت رأسها موافقه لكلامه .. لتكمل بثقتها المعهودة .

-انا جئت لكي اشكرك .. فلقد انقذت الموقف بتصرفك الجيد ..

رد عليها بهمهمة بسيطة ..

وصل شهاب امام الصينية واخذ الملعقة وتناول شيء من الصحن ووضعه بفمه ..
ليقول بتلذذ
-الطعام رائع ..ا انت طبختيه ..قالها وهو ينظر اليها ..

تنحنحت بحرج لتقول ..
-لا ..لست انا ..انا لا اعرف الطهو ...

-للأسف ..انا متأكد انك ستكونين طاهيه محترفه .

لم تعرف بماذا تجيبه ..هي بحياتها لم تتحدث مع شاب بغير امور العمل ..انما عن حياتها الشخصية فهو دوما منغلقة ...

خرجت بسرعه من غرفته لتتركه وهو يتناول طعامه ... يشيعها بنظرات ثاقبه من عينيه ..

وسارت متجهه لقصرها وهي مرتبكه خجولة ضاحكه...



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 06-01-18 الساعة 08:00 PM
Malak assl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس