عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-18, 02:47 PM   #191

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث عشر والرابع عشر


ببساطه التعقيد.....(((13))))))

رحل الجميع من ذلك البيت الكبير السيد عمار والسيد عامر والسيد اسعد والسيد رؤوف المحامي ونواره التي كان عقلها مشوش من تصرف شهاب ..لمَ فعل ذلك ؟ما السبب من وراء عملته تلك ؟أسئلة تدور بذهنها ..

وبخروجهم اغلقت ابواب القصر على ذلك السر واسدلت الستائر مخفيه خلفها اوجاع سمر ووحدتها ..

نهضت سمر مغادرة فقد استنزفتها تلك المحكمة جدا وتوجهت بخطواتها المتثاقلة بهمومها لتصعد لغرفتها وتغلق عليها بابها ..لتعود لحاله الغرق التي تعيشها ..جلست على سريرها وتكورت محتضنه ساقيها وكأنها جنين ببطن امه ورفعت الغطاء ووضعته حولها لعلها تختفي من ذلك العالم ..وتكون غير مرئيه ..وبدأت مراسيم عذابها دموعها متساقطه اهاتها خارجه ..شعرت بان قلبها سيقتلع من مكانه ويسقط الى البئر المظلم الذي هي فيه الان ...

وفي الصالة الكبيرة تقربت رحمه من شهاب الذي مازال جالسا على نفس الأريكة وانخفضت نازله امامه على ركبتيها وامسكت يده وقبلتها وهي تبكي بحرقه أليمه فسحب شهاب يده بسرعه وهو مذهول من فعلتها :
-خاله رحمه .ماذا تفعلين ؟؟؟؟؟
لترد عليه بصوت مختنق ..
-اقبل يديك يأبني لأنك انقذت صغيرتي ...لا اعرف كيف اشكرك ..على ما فعلت اليوم ...انت حميتها منهم ولم تتركها لهم لكي يتخلصوا منها... الله وحده يعلم ما كانوا سيصنعون بها ..

-لا ..لا تقولي ذلك ...لا تشكريني ..انا ...
وقاطعته قائله بنفس حرقه قلبها وبكائها..

-يابني ..اقسم لك ..بان ابنتي طاهرة بريئة ..كانت مثل الفراشة النقية ..لم يلوثها شيء. هي ...واجهشت ببكاء قوي تحاول ان تجد عبارات تقولها .. فبدأت تخرج انفاسها بصعوبة وهي جالسه امامه مترجية ...مد شهاب يده ليدها ورفعها لتجلس بجانبه وراح يقول

-اعلم بانها نقيه ...ليس هناك من داعي لكي تخبريني ..انا لم اتزوجها فقط لأجل ما حدث معها انا تزوجتها لأنها مهمه عندي ...

رفعت رحمه راسها تتفرس بوجهه تبحث عن صدق كلامه لتشرق بسمه صغيرة على وجهها المتلبد بالأحزان وقالت

-اذا انت تصدقني ..بان فتاتي لم تكن سوآ ضحيه ..هي كانت نقيه ...صح ..

ليهز شهاب راسه بالإيجاب لها مؤكدا ..ارتفعت ابتسامتها اكثر فقد صدق احساسها وملاحظتها له اخر مرة كانت بمحلها هو يكن لأبنتها مشاعر اعجاب ...فأكملت وهي تمسح دموعها المتساقطة بنبره غلفها الحنان ..

-اتعلم ..انا لم ارزق بالأطفال .كانت مشيئة الله ان اكون عاقرا ..لكن مع ذلك رحيم لم يتخلى عني .. وبقى معي ...ليعوضني الله ويرزقني بسمر ابنه لقلبي ..فمنذ ولادتها وانا معها حملتها بين ذراعي شاهدتها تكبر امامي يوم بعد يوم وعندما توفت امها كانت صغيرة واوصتني بها ومن وقتها وانا اسميها ابنتي ..لتكون هي غاليتي ..هي طفلتي المدللة وعصفورتي الصغيرة .. انا تابعتها بكل مراحلها بحزنها بفرحها اعلم بكل ما يضنيها ..انا امها فهمتني ..الأمومة ليست فقط انحاب الاطفال ..الأمومة احساس ..رعاية ..حب ..اهتمام .. والاهم هي قلوب حانيه ...وهذه علاقتي معها ..انا امها ..هي كانت لي فرحه وبسمه واملا لحياتي ..انا لأجل رؤيه عينيها احيا ...هي محور عالمي كله ...لثلاثين سنه وانا معها ..
اتعلم بانها برغم انطواءها الا انها شقيه ومرحه وذكيه ...
اتسعت بسمتها عند تلك العبارة كمن تذكر مواقف تبهجه ..
فاستدارت له تمسك يديه بين يديها وتقول بصدق

-اقسم لك بانها لم تكن لها اي تجارب او علاقات مع الغرباء .

فأغمض عينيه يهز راسه لها بالتأكيد ..

فأرخت يديها عنه وعادت لبؤسها تنوح ..
..لم حدث معك ذلك ؟اه ياابنتي ..لماذا القدر ظلمك هكذا ... بحياتك كلها لم تصافحي رجلا غريبا ..والان تم الغدر بك بخسه ونذاله ...

ليصدر شهاب الجالس بجنبها تأوها ... فالتفتت نحوه بسرعه وهي تكفكف دموعها ...وقالت..

-انت متعب ..تعال سأدلك على غرفه لتستريح بها ..
فوقف شهاب وتبع رحمه السائرة امامه لتدله على غرفه من غرف القصر الكبيرة ليدخل اليها...

**********

تعالت صوت ضجه مصدرها امام داره فنهض بسرعه يستكشف ماذا يحدث .
ليجد سلام ذلك الفتى ابن حفيد جارته يتشاجر مجددا مع احد ما .. فمذ وصوله مع والدته واخواته الاثنتين .. وهو يفتعل المشاكل ويتعارك مع الكبير والصغير ..

وكل هذا بيومان فقط ..
تدخل قاسم كما المرة السابقة وقام بفض الاشتباك مراضي الصبي الاخر بكلمات لطيفه ليغادرهم مبتعدا
وبعد مغادرة الفتى استمر سلام بسيل من سباب لاذع يسبب تلوث سمعي لكل من يسمعه ..
فمسكه قاسم ليجره خلفه ساحبا اياه لمنزله .
وما ان ادخله حتى جرب سلام الانقضاض على قاسم ليتشاجر معه . فتدارك قاسم نفسه بسرعه مبتعدا عن هجوم الفتى الطائش ..
ليصطدم سلام بالحائط مؤذيا ساقه .
فوجدها قاسم فرصه لكي يهدئه ..
وبالفعل تمكن من ذلك واجلسه على كرسي بمدخل بيته وجلب له كيس من الثلج ليضعه على ساقه حتى لا تتورم ...

جلس امامه يحدثه بحرص ..
فالفتى كما رأى منه طائش اهوج .. غير مهذب ..
- هل تسمح لي بان نكون اصدقاء ؟ ونتحدث بصراحه ..
تأفف سلام بنزق فقد سمع تلك الأسطوانة ..
والظاهر ان الذي امامه مصلح اجتماعي ..
فأجابه بنبره ساخطه
-لا لن اسمح .. والان سأغادر ..
وبالفعل نهض من كرسيه متوجهها للباب
ليوقفه صوت قاسم الهادئ

-عندي لك عمل .. ظننتك رجلا يعتمد عليه ..

وكما توقع فكلماته اصابت هدفا . .. فقد عاد الفتى وهو مستنفر .. ليصيح
-انا رجل غصبا عنك ..
مطت قاسم شفتيه بعدم اقتناع يحدثه بنبره بارده
-لو كنت رجلا كما تزعم .. لكنت الان تحاورني وتسألني عن العمل لا تقف مستفزا صارخا .. فتلك ليست من شيم الرجال ..

راقب تدرج الانفعالات على وجه الشاب من عدم اقتناع الى تمرد الى امتعاض ليجد مستقرا اخيرا امامه على الكرسي

يقول
-هيا تكلم انا اسمعك ..

ليبتسم قاسم .. فأمامه مشوار طويل ليحول هذا الشاب لرجل يعتمد عليه ..

قاطع حديثهم دقات الباب المتسارعة ليفتحه قاسم فيجد امامه إمراه تلتف بعباءة سوداء وطرحه ملفوفه كيفما اتفق لكن بأحكام وجهها مستدير ببشره سمراء وعيون سوداء كبيره مفتوحه بأتساع ..
تتنفس بحده .. تصرخ
-اين ولدي ؟
ليأتي من خلفه صوت سلام ممتعضا
-لم خرجت من البيت .. انا هنا .. أفي كل مرة اجدك تخرجين خلفي .. ارجعي انا اتفق على عمل ..
شهقت وهي تضرب على صدرها
-عمل !.. ودراستك !.. اتريد ان تكسرني .. وتجعل الكل يشمتون بي ..ويقولون اني لم اعرف ان أربي ابنائي ..ليفشلوا .. والله والله لو ما خرجت الان وعدت للبيت لأذهبن لأعمامك ليتصرفوا معك ..

كان صوت المرأة يعلو وهي تتوعد سلام ..
فتنحنح قاسم متداخلا بينهما .. عندما لمح نظرات سلام المستهجنة لما تقول ..

-يا اختي يا ام سلام ... لا تقلقي على سلام فهو قبل قليل وعدني بالعودة للدراسة ..

هم سلام يقاطعه ناكرا حديثه ..
لكن صوت امه اوقفه وعي تقول بلهجه متفاجأه
-حقا .. سيرجع للمدرسة .. الحمد لله الحمد لله ..

فلانت ملامحها لتبدو لعيني قاسم قسمات وجهها .. فيجد نفسه متمعنا بمحياها .. امرأة من زمن الأصالة ..
هكذا تصورها .. امرأة تجعل البيت سكنا وسكينه ..
حرك رأسه يبعد ذلك التخيل الغريب الذي هجم عليه فجاءة
ليكمل بنبره صوت حازمه
-اذهبي ياام سلام لا يصح وقوفك على الباب هكذا ..
ولا تخافي على سلام ..فقد ربيت رجلا ..
سيدرس ويعمل معي وستجدينه قد نجح بأعلى المعدلات
ليدخل احسن الجامعات لتفخري به ..

بسمه فخر زينت مبسمها وكأنها ترى فتاها قد اصبح ذي شأن عالي ..
لتستأذن منصرفة مرتاحة البال .. فجارهم هذا كما سمعت من جدتها رجل طيب .. ترجو من الله ان يقدر على انتشال ابنها قبل ضياعه ..

بينما قاسم عاد ليكلم الفتى وهو يوضح له كيف سيساعده بالعمل وبعقله صورة لامرأة طبعت فيه بلا ادراك منه..

******&




وبعد مضي يومان اصبح فيهما شهاب شبه معافى يستطيع الحركة بحريه اكبر ساعده على ذلك بنيته القوية وجسمه الرياضي الصلب ..

وتجهز عند الصباح حسب اوامر السيد عامر الذي طلب منه المجيء للمصنع ..
ليذهب اليه ..وهناك قدمه السيد عامر على انه المدير الجديد للمصنع بصفته شريك للعائلة ..معظم عمال المصنع كانوا مندهشين من ذلك الخبر وراحوا يتسألون كيف اصبح ذلك العامل شريكا لتلك العائلة العريقة المتأصلة الثرية الكبيرة ..لكن سرعان ما تكلم السيد عامر موضحا ان شهاب هو شخص ابدى مجهودا كبيرا بالعمل وعلى ذلك تمت الشراكة ....

دخل عامر مع شهاب المكتب .. ليحدثه بجديه ..
- الان انتهت الخطوة الاولى .. الكل عرفوا انك شريك معنا بمجهودك وعملك وهذا سيجعل امر ارتباطك بنا بنسب مقبولا نوعا ما .. ولن احذرك مرة اخرى واكرر كلامي فيمنع منعا باتً ان تخبر اي مخلوق بما حصل فانت تعرف بأنك امضيت على صكوك كثيره تدخلك السجن لفتره طويله .. ولاتظن بأنك تسطيع ان تلوي ذراعنا بأوراق الزواج .. فالعقود معنا وسنحولها للرسمية ما ان تستقر الامور بالتوكيل الذي وهبته للمحامي .. وانا اكتشفنا انك افشيت السر وفضحتنا ستكون كلمتك امام كلمتنا ..فمن سيصدقك ويكذبنا ..

اي بكل الاحوال انت الخاسر .. لذا التزم بالخطة .. كن مديرا جيدا واعتني بالمصنع وبذلك تنتقل من واقع حال معتم الى حال اخر .. قصر ومصنع ونسب لم تكن يوما تحلم به ..

رغم كلام السيد عامر معه الا ان شهاب لم يكن يستمع اليه من الاساس .. فشروطهم الباليه لا تعنيه اصلا ..
اومأ له بالنعم ..

ليغادر السيد عامر مسرعا متوجها لإدارة شركته ..تاركا شهاب سيدا ورئيسا لذلك المصنع ...

وقف شهاب في المكتب الكبير وتوجه لتلك الشرفة وراح ينظر من فوق الى العمال المنشغلين بعملهم ..فعلت على شفتيه ابتسامه انتصار ..وعاد ليجلس على كرسي المكتب وهو يضع قدما فوق اخرى ...لتقع عينيه على صوره السيد حسام ليقوم ويقف امامها ويقول ..

-انظر الي ..انا الان بمكانك ..بنفس مكتبك ..انا الان بعلوك ...ما زلت اتذكر رؤيتك وانا صغير وانت تختطب وتزمجر من تلك الشرفة وتلقي الاوامر بشدة وحزم وعصبيه ..وارى العمال امامك منحنين .. اه كم اعجبني ذلك الموقف واردت ان اجربه والان انا سأكون مثلك ..انتظر وسترى ..

لتفتح الباب فجاءة فتكون نوارة امامه بمظهرها المغوي الساحر لتدخل مغلقه الباب خلفها ..
فتسير نحوه بتمايل ..

-يجب ان اصفق لك ...وراحت تصفق بيديها له ...واكملت..ما هذه الخطة الخبيثة ..لقد غلبتني . لا بل تفوقت علي بمراحل ..لقد سألت الرجال الذين بعثتهم واخبروني بما صنعت ..انت محتال كبير ..

ليرد عليها بابتسامه عريضة وهو يعود ليجلس على ذلك المكتب بثقه كبيره ..

-لكن ذلك الاحمق طعنني بقوة ..قلت له اربطني فقط

هزت راسها وهي تلوي فهمها بتهكم

-صحيح احمق فعلا ...لتكمل ..لقد خاف كثيرا عندما طلبت منه ربطك وظن فعلا ان الشرطة قادمه ..ظن بانك ستوقع به لأنك طلبت منه البقاء هناك .. لا اعلم كيف دبرت صفارة الشرطة ولكنه امر مذهل

تحرك يدور بكرسيه بعلو ..
-الامر بسيط عندما ذهبت لمعاينه المكان اتفقت مع شاب هناك ان يحمل مكبرا للصوت به تسجيل لصوت الصفارة ..
وحددت له الوقت والمكان الذي سيفتح به الصفارة ويغلقها اثر مبلغ جيد .. فوافق ..

-خطة جيده .. ولكن ماذا كان سيحصل وأخفقت خطتك ..
حرك كتفه بلا مبالاة

- لم اكن لأخفق ..والان رغم ذلك حصلت على مبتغاي ...وانا الان في مكاني الصحيح ..

-ولكن لمَ لم تخبرني بانك تريد هذا المركز لكنت ساعدتك ..وانا التي ظننت انك تساعدني فقط لأجل صداقتنا ..لتضحك بصخب ..ايها الماكر اللعين .. ليبادلها ضحكها ..لكن نوارة التفت اليه ونظرت له بنظرات غريبه ..وقالت ..

-هناك شيء لم افهمه ..انت كنت تقول لي دوما انك لا تحب اللهو بالنساء بتلك الطريقة..! وانا اعرفك من سنتين واعلم بانك لست على علاقه مع احد
..فلماذا وافقت على خطتي ونفذتها
..اه صحيح ..تذكرت لقد اخبروني انك بقيت طويلا بتلك الغرفة وانك حرمتهم من اتفاقي معهم ..

وبسبب ذلك اضطررت لدفع مبالغ اكبر. ماذا كنت تفعل تلك المدة معها... ..
قالتها بخبث كبير ..ثم فتحت عيناها بلمعه اخبث وقالت

-انها مرتك الاولى صح ..اول مرة تكون مع واحده ..اول مرة تقيم علاقه ...
ليرفع شهاب راسه ويرميها بنظرة حاده وكانه يقول لها كفى ..لترجع نوارة تضحك بغرابه وخباثه وهي تقترب منه لتجلس على طاوله المكتب وتواجهه وتضع يدها على كتفه وتدنو منه لتقول ..
-ما الذي اعجبك فيها ..لتكون هي امراتك الاولى ..لتحظى هي بك ..محظوظة هي سأحسدها عليك ..ليمسك شهاب يدها ويرفعها عنه ويبعدها كارها لموقفها البشع ليقول
- هل اكملتي كلامك ..هيا اذهبي من هنا ..
لا اعرف كيف تخرجين من بيتك طوال الوقت ولا كيف تحتكين بتلك النماذج ...

استعدلت بجلستها تتغاضى عن نظره عينه الممتعضة منها ..
-الامر ابسط من ما تتخيل ..
كل ما هنالك اني اخبرهم بصدق اني اخرج مع صديقاتي ..
وعندما اخرج اخلع عباءتي وازيد زينتي واتنفس .. واما من اتفقت معهم .. فهم منتشرين هنا وهناك يكفي ان تلوح امام احدهم بالمال لينفذ كل ما تريده ..

حرك رأسه متفهما كلامها ..
ليخبرها بحزم لا يلين
-الان غادري حتى لا يراك احد لا نريد للاتفاق ان يفشل
ولاتنسي باني اصبحت زوج قريبتك ... وانا احترم علاقاتي
توجهت نوارة اليه لتكون بمقابلته ..
-اوه ،اوه ..لقد صدقت تمثيلك ..حسنا اذا يا ايها المخلص الحنون ..سأذهب الان .. لكن كن رفيقا بأبنه خالي لترافق خروجها بغمزة عين ماكرة ..

رجع شهاب لعمله واول ما فعله انه طلب العمال ان يجتمعوا ليطل عليهم من الشرفة خاطبا فيهم وكانه نسخه من السيد حسام....وقتها شعر بشعور العلو الرفعة اللذان كان يطلبهما...

ليرجع في وقت المساء للقصر وهو متلذذ بلذة انتصاره متوجهها لغرفته الي كانت بالطابق العلوي ..الذي فيه غرفه سمر ..فلمح بمروره من امام غرفه سمر ان الباب مفتوح قليلا فمد راسه ليراي ..فوجد الغرفة مظلمه يسودها الهدوء وكأنها مهجورة فأدار راسه ليرحل لكنه لمح شيء يتحرك اقرب ما يكون لشبح فامعن النظر ..فوجدها سمر بجسمها النحيف تتحرك لتقف امام المرآه وهي ترتدي ملابسها الداخلية فقط ..عاود ليتحرك راحلا لكن عينه لمحت لمعه من وسط ظلام تلك الغرفة ليرجع براسه ناظرا فوجد سمر واقفه امام المرآة حامله ببدها سكينا صغيره كسكاكين تقطيع الفاكهة ..

رفعت يديها الماسكة للسكين ووضعتها على كتفها وسحبتها بقوة لتجرح نفسها وهي تكتم تأوهها وعادت لتكرر الامر فت ضع السكين بموضع اخر لتجرح نفسها وهو يسمعها تردد وتقول ..

• (يا جسدي ..يا معبدي ..يا وطني المسلوب ..كيف استعمرك الاستعمار واستحلك المستوطن القذر ..ياوطني المكسور كيف اغتصبوك ..كيف دنسو معابدك الطاهرة ..كيف حطموا معالمك الأثرية ..ياوطني ما فعل بك الاحتلال كيف اهانوك وداسوا بأحذيتهم الكريهة على ترابك ..ياجسدي الميت اخبرني باي جهة وضعوك ..اين كانت شفاههم تعصف واين كانت اياديهم تقصف ..وكيف رموا نفاياتهم السامه عليك ..ماذا فعلو فيك ..؟؟؟؟)،وعادت تمسك سكينها لتجرح جسدها اكثر ..اصبحت لهجتها اقوى وهي تمسك سكينها بشكل اقوى لتزداد جروحها اكثر وتصبح ضرباتها اعمق لتسيل دماءها من جميع انحاء جسدها ..

عصر على يديه بقوة وهو يقف خلف الباب ليراقبها ظل يفكر كيف سيوقفها عن اذيه نفسها ..
فتراجع بعض خطوات وامسك بإحدى الاواني المعدنية الموضوعة للزينه ورماها على الارض ليصدر ضجه عالية

منبها اهل البيت للاستيقاظ
لتاتي رحمه ورحيم على اثرهم يستفهمون ..فراح يتكلم بصوت عالي حتى يسمع سمر بان الكل مستيقظين ..
-لا شيء لقد ارتطمت بها ووقعت لم اراها ..

فسمعت سمر كلامهم فتركت سكينها ولبست ملابسها ..ورجعت لفراشها الذي صار بمثابه قبر لها ..
ولما وضعت راسها على المخدة قالت وهي تفتح عينيها بشدة..
-شهاب كان هناك ...هو يعرف ما حدث معي ..ونهضت من سريرها
دخلت حمامها غسلت الدماء عن جروحها وجففت جسدها مع ان بعض الجروح عادت لتنزف الا انها تجاهلتها ولبست ملابس نظيفة وعقصت شعرها المبلول بقوة ..وخرجت تبحث عنه وكأنها باحثه عن كنز ..

فوجدته جالسا بالصالة مرخيا يريده على مقابض الكرسي مسندا راسه للوراء ..تقدمت نحوه ..وصارت امامه جالسه على ركبتها راكعه ..

-اخبرني ..ماذا حدث معي ؟ احلفك بالله المعبود ان تخبرني ...
وهي بصورة فتاه يائسة بائسه ..كشخص فاقد للذاكرة يبحث عن هويته ..عيونها منكسرة خاليه من الالوان ..

فتح عينيه بشدة وهو منذهل من مظهرها وهي تركع امامه متوسله .
-ماذا... رد باندهاش

لتتوسل بالكلام ..

-انت كنت هناك ..وقتها ..بتلك الغرفة المخيفة ...فقط اخبرني كيف حملوني ووضعوني هناك ..فاغمض شهاب عينيه ليتذكر نفسه وهو يحملها ليرميها هناك ..لتكمل كلامها ..اخبرني من قام بلمسي بفك ملابسي ..ليرجع يتذكر نفسه وهو يفك ازرار قميصها ...اخبرني ..ارحم هذا العذاب القاسي الذي اعيشه انا اموت بكل ثانيه وانا اتخايل مظهرهم وهم يخلعون ملابسهم ..ليتذكر نفسه وهو يخلع ملابسه ...اشفق علي وعلى عقلي المريض الذي مل من التخايل تعب من التفكير بهم بأشكالهم ..صرت اكره جسدي اكره نفسي اود الموت ..انقذني من عذابي واخبرني ..

رفعت سمر راسها لتشبك يديها امامه وهي جاثيه امامه كمعدوم يترجى العفو عنه ..لترى عيونه تراقبها بصدمات لمظهرها عيونه كانت تحمل نحوها شفقه فظيعة هكذا خيل لها ..لكنه تركها وهي بتلك الحالة ..وغادر الغرفة بسرعه

يلهث انفاسه بقهر .

يقف خلف الحائط وهو يتجرع الغصات التي تكونت ببلعومه

(ماذا يخبرها ؟؟ بأنه الجلاد هنا ..بانه الذي اصدر عليها حكم الاعدام ونفذه )

لا ياقاسيه لا تبكي امامي لا تذرفي الدموع ياضحيتي ولاتشبكي يديك متوسله وتركعي مترجية ..
قفي واجهيني كما عرفتك شامخه متحكمة متجبرة وظالمه
لا تكوني طائرا مكسور . ولا شمعة مطفئه .. حاربي وانتفضي
لا تتحطمي كمرآة ساقطه .. ارجعي لعنفوانك المكهرب يا لوحه باتت خاليه من الالوان .. ارجعي لتزهري يابستاني الاصم ..

فما زال للحساب بقية يا امراتي ..

وخرج للحديقة يحاول ان يتنفس بصعوبة محاولا طرد مظهر التسول الذي شاهده قبل قليل ..ليلمح سمر واقفه على حافه سطح قصرها العالي ...

ببساطه التعقيد....(((((((14))))))))

خرج شهاب للحديقة وهو يسير بخطوات متضاربة يود ان يذهب اليها يخفف عنها ولكن لا يقدر فهل رأيتم قاتل يحتضن قتلاه ..اخذ شهيقا قويا ليطرح زفيرا اقوى وهو يتذكر كلام سمر وشكلها راكعه امامه ليغمض عينيه ويعصر على يديه بقوة ..فمازالت تلك الصورة بعقله راسخه تأبى ان تذهب ..ليرفع راسه للسماء مطلقا اه طويله فيلمحها وهي واقفه على السطح اعتدل بوقفته ظل ينظر اليها ليراها تحاول الاقتراب من الحافه ..فتح عينيه وركض ليصل الى بناء المنزل فتذكر وجود سلم بالجهة الخلفية يؤدي الى السطح فذهب مسرعا متسلقا درجات ذلك السلم ليصل لهناك فوجدها قد وضعت صندوق تقف عليه لكنها لم تتصل للحافه بعد تقرب ببطء اليها من الخلف وقال:
-ماذا تفعلين هنا ؟
استدارت سمر للخلف لتراه واقفا خلفها لتعود لوقفتها السابقة. كانت واقفه ببنطالها وقميصها الاسودين بشعرها المرفوع مثل كل مره وجهها خالي من معالم الوجود وكان كل ملامحها اختفت شاحبه كالوان صحراء رماديه ..فهبت نسمات هواء خفيفة لتغمض سمر عينيها وتمد ذراعيها كطائر يستعد للتحليق ..

-ماذا لو استطعت الطيران ؟كنت لأذهب لمكان بلا عنوان !

لم لا احد يفهم اوجاعي الامي الكل يريدونني ان انسى انا اصلا لا اذكر لكي انسى ..انا مقيده بسلاسل لا اراها .. اراني مثل النار وهي تحترق ..اتسالت يوما عن شعور النار وهي تحترق ؟مسكينه لا احد يعرف ماتعاني ..لكني مثلها. شعور مروع شعور خطير ..انا في حرب ضد نفسي ..والضحايا هم جسدي وروحي ..اريد ان اختفي ..اريد ان انتهي ..موجات الوجع تجتاحني بكل دقيقه لتضرب كتسونامي غاضب شواطئ المهجورة ..حتى البكاء تعب مني وهجرني وماعدت اجد دمعه لا نزلها لقد جفت بحار الدمع عندي ..لقد سمعت ان من كانوا مثلي من عاشوا هذه الحالة يصابون بصدمات تفقدهم النطق او تصيبهم بالجنون لكن لم لم يحدث اي شى من ذلك معي أانا اختلف حتى بالألم بالعذاب ...

وعادت سمر لتضم يديها وهي تحاول ان ترفع قدمها لتقف على الحافه عندها شهاب تحرك نحوها .
-لا...لا تفعلي ذلك ..انتظري ..
-ماذا سأنتظر ...انا سأطير ..سأهرب من سجني ..سأتحرر من المي الدفين ..
-توقفي ..انا سأخبرك بما حدث ..توقفي ..
وضعت سمر قدمها على الحافة وهي غير آبهَ لكلامه ولا لنبره القلق بصوته وعادت لترفع قدمها الثانية لتصبح واقفه تماما على ذلك السور ..وقتها شهاب اندفع نحوها وهو يصرخ بصوت عالي ..
-في ذلك اليوم لم يحدث لك شى ..لم يلمسك احد ..
استدارت سمر اليه وهي تبتسم ابتسامه الشقاء .
-انت تكذب ..انت فقط تقول ذلك ...
ورفعت قدمها تستعد للهروب وعادت لتفتح ذراعيها من جديد ..فتقدم شهاب كثيرا واصبح يقف تحتها
-اسمعي انا اقول الحقيقة ..لم يلمسك احد ..صديقني كانت هذه الحادثة مجرد لعبه ..مجرد خطه لكي اوقع بك. لم يحدث لك شى .اقسم لك ..يمكنك التأكد من ذلك .الطبيب سيؤكد لك ذلك ..
انزلت سمر يديها ونظرت اليه وهو اسفلها يترجاها ويمد يديه نحوها وهو يكرر نفس الكلام .ظلت عيون سمر تحدق فيه تبحث عن صدق كلامه وبدون دراية منها مسك يديها وسحبها لتسقط على الارض على ركبتها تتنفس بصعوبة مصدومة وما ان راها ساكنه على الارض حتى
..تركها ورحل مغادرا السطح وكانه يهرب..

ظل كلام شهاب يدور في راسها يتردد صداه في زوايا عقلها يرتطم بالجدران ليعود ليدور من جديد ..ماذا ستفعل كيف ستتأكد
وقفت وسارت بدون وعي لغرفتها وهي في ضياع تام .. وما ان حل الصباح حتى اتصلت بالطبيبة النسائية التي تذهب اليها نساء عائلتنا استعجلها لأمر ضروري وذهبت اليها ..
وهناك جلست بارتباك فكيف تفتح معها الامر وتخبرها ما تريد
..وبعد تردد .اخبرتها ان تخضعها لفحص عذريه وحذرتها من ان تنطق بحرف لأحد ..مرت عليها تلك الدقائق وكأنها ساعات بعمر الدهر كله وبرغم صعوبة الموقف وامتهانه لكرامتها الا انها استحملت وهي تنتظر ان تسمع منها النتيجة ..النطق بتلك الكلمة التي حررها من حكم الاعدام ..لتنطقها اخيرا معلنةً براءتها ..هي بريئة من تهمهم ..عادت كما كانت نقيه ..

خرجت سمر من عندها وهي تبكي من الراحة ..(يجب ان تخبر الكل بانهم كانوا مخطئين بحقها ) هكذا فكرت لتتجمد بسمتها وهي تتذكر فجاءة كلام شهاب (انها كانت لعبه ..مجرد خطه )فما كان مقصده بذلك أهذه امور يلعب بها ..

ازداد تفكيرها بما سمعت تحاول ان تكتشف ما الذي يعنيه ارادت ان تعرف حقيقه تلك القصة ..

وصلت لبيتها ودخلت مسرعة متجهه لغرفه شهاب التي سمعت من رحمه انه اصبح يسكن بنفس طابقها مجاورا لها ففتحت الباب لتجده نائما بنفس وضعيته التي اثارت حنانها سابقا لتمقت نفسها لأنها لانت بيوم ما ... سحبت الغطاء من فوقه ومسكت ابريق الماء الموجود على الطاولة وسكبته عليه ليستيقظ مفزوعا مبلولا فقز من السرير وهو ينظر اليها باستغراب
-اجننتي ماذا تفعلين؟

-قلت مجرد خطه ..لعبه ؟ماذا تقصد ؟اي لعبه حقيرة لعبت علي ..
ادار شهاب ظهره لها وهي مازالت تتكلم ليتناول قميصه ويرتديه ليعود ليصبح امامها..
-اذا تأكدت من كلامي ..قالها ببرود واكمل ..نعم هذه كانت خطتي لأصل لهذا المركز ..وابتعد عنها ماشيا ليخرج من الغرفة ويصل للممر ..فتبعته سمر وهي تمسك به من قميصه
-انتظر هنا ،ماذا تقول ؟
لتديره للخلف ..لتقول ..خطتك انت..؟
استجاب لسحبها له بتلك الطريقة ليواجها وهو يرد ببرود مغيظ
-خطتي كانت بسيطة هي تخديرك وان اوهمك بماحدث حتى اجبر الكل على قبول عرضي بالزواج بك ..بسيطة
وقفت سمر مجحظه العينان من دهشتها من كلامه ..

-ملابسي كانت مفتوحه ..
ليهز شهاب راسه بطريقه الايجاب
-نعم ..انا من قمت بذلك انا فتحتها ..
سمر ازدادت عليها الصدمة اكثر ..ارخت يدها التي كانت تمسك بها قميصه ..
-والدم ؟
فتركها شهاب وعاد ليسير لتتبعه من جديد واوقفته وهو يحاول النزول من السلم لتمسكه من قميصه بحده اكبر ووجع طاف بروحها فتديره للخلف ايضا ..لتصرخ بوجهه بصوتها العالي المدمر ..
-اخبرني ...
اخفض شهاب راسه قليلا وهو يحك شعيرات لحيته يصدر همهمة غير مفهومه ليرفع لها رأسه وهو يقول ببساطه
..(انه دمك ..لقد كنت بموعدك من الشهر .. كنت سألجأ للخطة التقليدية بجرحك قليلا لكن كانت تلك صدفه خدمتني
والظاهر ان الصدمة جعلتك لا تدركين ذلك ..

أيمكنها ان تقتله الان ..هل سيلومها احد .. لو فعلت .. هذا الذي استباح حرمه جسدها لخطة دنيئة هل يستحق العيش بعدها ..
وقفت مصعوقة من كلامه صارت ترتجف من صدمتها ..لترفع يدها بأقصى ما تستطيع ..فتصفعه بشده بقوه لترمي كل
لآلامها كل اوجاعها كل غضبها بتلك الضربة ..ارادت الانتقام لنفسها منه ..صفعه مدويه كانفجار قنبلة نووية ..ادارت بها وجهه للجهة الثانية ..ليرجع راسه ناظرا اليها وهو يمسح بإبهامه على شفتيه من شيء وهمي

-حقير ..تافه. مختل ..هكذا صرت تردد .وفتحت قاموس الشتائم لتنهال عليه بها ..رفعت يدها من جديد لتضربه ثانيه لتبرد قليلا من نيرانها المشتعلة في صدرها كبركان مدمر

فمسكها وهو يشير براسه بلا..
-الاولى سمحت بها لأني كنت استحقها ..لكن لن اسمح لك بالتمادي هنا..

توترت اعصابها من مسكه ليدها لترفع يدها الثانية لتضربه فمسكها ايضا ولواهما لتصبحا خلف ظهرها مقربا اياها منه .. لدرجه خيلت لها بأنها بين احضانه وعند خاطر هذه الفكرة الاخير صارت تتحرك بجنون بين يديه تحاول ركله بقدمها . ارادت ان تؤلمه باي طريقه
لكي يفلتها فازدادت حركاتها قوه و لسانها مازال يتلفظ باللعن كلمات السب اليه
فاستطاعت ان تحرر احدى يديها ومسكته من قميصه وجذبته بقوه ارادت ان تسحبه لترميه بالخارج ..
وصوتها يعلو
-اخرج من بيتي الان ..ايها القذر البائس سأخبر الكل بما فعلت
ليبتسم بخباثه

-لا يمكنك طردي ..حتى لو اردتي ذلك .. أنسيتي شروط زواجنا .. فعمك الغالي اشترط بعقد زواجنا ان ابقى هنا بهذا القصر لمده عام حتى نعلن للجميع ارتباطنا ..وان لا اغادر بهذه السنه هذا البيت مطلقا . والا فالفضائح ستنتشر وانا مرحب بذلك .

اه من عائلتها المتخلفة ..وما تصنعه بها ..

زاد جنونها وهي تسمعه يقول ذلك متبجحا عليها ..
لتعود لحاله الصراع الذي كانت به معه وكأنها في حلبه الملاكمة لتتقدم خطوات وليرجع هو خطوات لتجد نفسها تنزلق على السلم متدحرجة وقبل سقوطها مدت يدها لتسحبه معها واقعا على السلم ايضا .

ليهوا كلاهما متساقطين على تلك الدرجات ..

كانت تلك الدرجات وكأنها تضربها وهي تدور عليها ككره القدم ..

اه يا سلمنا الطويل متى سينتهي ..فكلما اقع من درجه كنت اتوجع اكثر وكانه يفهمني باني نزلت من مكاني العالي ..كملك مخلوع مهزوم. مكانه هو الاسفل ..لتجد نفسها قد وصلت الى اخر السلالم

فتحت عينها ببطء وهي تتوجع بشده من ضربات الدرج ليها وتكاد تشعر بالكدمات منتشرة على جسدها ..

لتجد شهاب هو الاخر ملقى على الارض متوجعا مثلها ..حاولت رفع جسدها المتألم لتراي ان شهاب يمسك يدها ..تضايقت بشدة وسحبتها منه لتسند نفسها ..
فرأيت ان يده الثانية كانت تحت راسها تحجب عنها السياج وتبعدها عنه ..

فسياج سلمهم مصنوع من الحديد يحتوي على زخرفات كثيره على اشكال متعددة معضهما ذات رؤوس مدببة حادة جارحه ..نظرت اليه ..كان معظم جسده مجروح بسبب تلك الزخرفات المدببة ..

جاءت رحمه ورحيم راكضين نحوهم
لتساعدها رحمه على الوقوف وهي تتألم
ورحيم اسند شهاب المشبع بالجروح ليطلب له الطبيب ..

ذلك الطبيب الذي عالجه من قبل .. ومع انه اصبح يشك بأمرنا الا ان رحيم اخذه بعيدا يفهمه انها امور عائليه .. لا تستحق ان يشغل نفسه بها ..
ليغادر بعد ان اعطاه مهدئا وعالج جروحه

..كان شهاب نائما على السرير بفعل المهدئ وسمر جالسه امامه تتأمله فما عادت تفهم تصرفاته وهي تفكر لماذا فعل ذلك ..فخلال سقوطهم من السلم كان يدفعها عن السياج ليحميها منه فينجرح هو بدلا عنها ... لماذا فعل ذلك ...

شخص بحقارته ..بقذارة افكاره لما تصرف هكذا ....ظللت طوال الليل ساهرة بجانبه رغم انها هي الاخرى متوجعه الا انها ارادت ان تفهم ..

فاتصلت بالطبيبة تسألها.. فسألتها عن دورتها الشهرية التي انقطعت بسبب صدمه تلقتها ..
فأجابتها بمهنيه
( ان جسم الانسان يختلف بردود افعاله من شخص لأخر وخصوصا بالأمور النفسية ممكن ان تتأثر الاعضاء او لا فهو لا يخضع للقوانين ..
ومثلما اخبرتني ان دورتك توقفت فجاءة بسبب خبر تلقتيه ... وهذا وارد الحصول .. فالأمر أشبه بمضخة ماء كانت تعمل وفجاءة ضربها احد بمطرقه ضخمه فأما ان تتوقف عن العمل او تنفجر لتعمل فيضانا و الخيار الاول هو ما حدث بحالتك .. فأومأت متفهمه شرحها وشكرتها لتفهمها موقفها ..

..ليحل الصباح ..فتح شهاب عينيه واول ما لمحه هو سمر الجالسة على اريكه امامه مغمضة العينين رغم وجود كدمه على حافه فكها الا انها بدت لعينيه (رائعة) .. نطقها بصوت ابح

رائعة ما هذا الهراء الذي تفوه به .. هل سيحيد عن ما رسمه وخطط له منذ سنوات .. لا لا يجب ان يكمل ما بدأه ..

افاق من شروده على سمر التي صارت امامه تتأمله
ليحمل على نفسه ويقف بسرعه ..
طاردا لحظات الضعف الذي اعترته الان ..

لتقف ما ان سمعها تقول ..

-هل تتألم ؟
تيبست خطواته ورفع نظره لها ..فرأى عيونها قلقه ..
لا يريد ذلك .. قلقها عليه الان ضرب قلبه بمقتل
ليرد بنبره جليديه قاتله

-ما همك انت ؟
ومشى وهو يحاول ان يخرج من الغرفة ..

هزت رأسها بحنق على نفسها لم تقلق عليه وتسأله عن حاله وهل يتألم ام لا .. هل نسيت بسرعه ما فعله بها ..

لتذهب للنافذة وهي تتحلطم بكلام مؤنب لنفسها تفتح الستارة بحده تخرج بها غضبها من نفسها وهي تقول

- فعلا ولماذا اهتم من الاساس ..فانت بالأخير حيوان ..

كان قد وصل الباب ليخرج ليسمها تقول تلك الجملة ...
فأغلق الباب بالمفتاح واستدار عائدا اليها
جذبتها صوت قفل المفتاح لتلتفت لتراه خلفها مباشره عيونه تكاد تشتعل من الغضب
ليقول
-اذا انا حيوان ...ساريك ما تفعل الحيوانات ..وتقرب اليها كثيرا حاولت ان تبتعد من امامه لكنه مسك يديها الاثنين وقام برفعهما ومسك طرف الستارة ولفها حول ذراعيها المرفوعتين لكي يقيدها ..وهو يردد
-هذا ما تفعله الحيوانات .. تنهش من امامها بدون تفكير

ارتعدت اطرافها كانت واقفه كالسجينة امامه مقيده..
يديها ترتجف من الخوف من الرعب احاط بها ..جميع اطرافها عادت لتبرد وعقلها تشوش وكانه يطفى جميع استشعارته ..حاله الدمار رجعت تتكون على ملامحها ..رفع شهاب يديه وقام بمسك قميصها ليرفعه ..معلنا انها تحت رحمته مقيده محصورة محشورة بين الحائط وجسمه وان يديه كسلاح دمار شامل يسعى لتكسيرها ...تسارعت انفاس سمر لدرجه هيأ لها ان رئتيها ستنفجران من بشاعة افكارها الان ..

لتعلو صوت دقات على الباب وصوت رحمه ..يخبرهم ان الفطور جاهز ...

ابتعد شهاب عن سمر المفجوعة المصدومة بحيوانية افعاله.. هل فعلا كان سيفعلها .. وينهشها كما قال ..

خرج من الغرفة يستند على الحائط بعاده اصبحت ملازمه له بعد كل مره يتواجه معها .. ..يغمض عينيه بيأس من حاله .... يردد

-لا اريد ان ارى في عينيك شفقه او رحمه لي ..اريدك قويه قاسيه ..حتى احقق انتقامي... من والدك كاملا


Malak assl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس