عرض مشاركة واحدة
قديم 16-01-18, 01:14 PM   #323

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل ٢١ ٢٢ ٢٣

اعتذر عن التأخير لان الكهرباء تعطلت بمنطقتنا .. وعوضتكم ب٣ فصول انتظروني غدا والفصل الاخير


ببساطه التعقيد .....((( 21، ٢٢، ٢٣)))

غادر بيت المزرعة مسرعا ..خطواته تهفو لسكن قلبه .. رغم انه يعرف ان السيد اسعد اصر عليه بحضور حفل خطبة اقربائه الى انه لم يبقى ..وخرج على اثر مواجهته مع تلك السامة يستغرب فعلا كيف اهلها غافلين عنها وعن سوء تصرفاتها ..يحمد الله الف مرة انه كشفها على حقيقتها .. وعرف لم َ قلبه نفر من سيرتها اول ما سمع عن اسمها .. نوارة سخر من اسمها بينه وبين نفسه فيفترض ان تسمى سامة او ظلامه دليل على سواد وخباثه روحها ..

وصل لبلدته قرابه الفجر كان الحيّ نائم والسكون يلف المكان ..لكن ضربات قلبه كانت تطير .. وصل لدار جارته العجوز وطرق الباب .. يمني نفسه برؤيتها الان فهو مشتاق جدا .. وبعد برهه فتح الباب ليطل منه سلام يفرك بعينه متثائب من اثر النوم .. وما ان رأى قاسم امامه حتى تهللت اساريره وعانقه بود مرحبا وحامدا لله على سلامته .. فيتعتذر منه قاسم لأنه ازعجهم الان ولكنه يرغب بمفاتيح بيته .. فدعاه سلام للدخول الا انه رفض ..
دخل سلام ليجلب المفتاح فلاقته امه تستفسر عن الطارق .. ليخبرها انه قاسم وبانه قد عاد من سفره .. فخرجت معه تسلم عليه وتسلمه المفاتيح ..

فتح الباب لتهل عليه كبدر البدور بأسدال ابيض يستعمل للصلاة يغطيها كلها فلا يظهر منها سوى وجهها الاسمر .. فيتناقض سمارها مع بياض ما تلبسه فتبرز ملامحها التي اشتاقها لعينيه اكثر .. فيحتار هل ينظم دقات قلبه ام يهدئ سرعه انفاسه ..
تبسمت له وهي تسلم عليه وتسأل عن احواله .. فرفرفت روحه بسعادة لملقاها ..
الان فقط يستطيع ان يرتاح .. وهي امامه مبتسمة .يقاوم نفسه ان لا يفضح حاله ويتلقفها بأحضانه .
رد عليها وبسمته تكاد تحتل كل وجهه من سعتها ..
اخذ المفاتيح من سلام الذي اصر على مرافقته لباب بيته ..سلام الذي لا يكتمل يومه بدون ان يحدثه والفتى يراقبه بعين الانبهار كأنه بطل الابطال يستمع منه ويستفسر عن كل ما يصادفه وهو لا يبخل بمعلوماته عليه .. سلام عوضه كثيرا .. فهو كأخ اصغر وكصديق حقيقي والاهم انه غذى لديه غريزة الابوة ..
وصل لبيته ليودعه سلام ويخبره انه سيجلب له الطعام بعد ان يرتاح من عناء التعب ..

فدخل قاسم بيته سعيدا وكل عناء التعب قد ولى فقد رجع لمن يطري القلب لهم والاهم انه راها وتحدث معها .. ..
والان ستبدأ خطواته لكي يحظى بزهرته السمراء واولادها ..
والحل يكمن بأولادها .. سيكون لهم والدا واخ وصديق وسند حتى يقترب منها
فيحصل على سكينتها التي تنشرها اينما حلت ..
.يعرف ان الطريق طويل لكن هو رجل يؤمن بأن القلب اكبر دليل
وقلبه يخبره انها ستكون له سكناً..



جاء الصباح فاستيقظت سمر تفتح عيناها لتجدها مازالت بحضن شهاب محاطه بذراعه متمسكا بها بقوة .. وهو كان نائما مسندا ظهره وراسه للشجرة بينما تكاد هي ان تكون جالسة على ساقه ..فتحركت قليلا تحاول الابتعاد ليصحو هو الاخر فيسالها بلهفة
-انت بخير.؟ لترد بنعم ..وهي تشعر بالأحراج منه ومن قربه الكبير ... نهض من جلسته تلك ووقف امامها وهو بصدريته الداخلية البيضاء .فأرادت ان تنزع القميص عنها لتعطيه له لكنه رفض وطلب منها ان تظل مرتديته.. رفع سترته من الارض ونفضها من التراب وارتداها ..

ومد لها يده لتمسك بها فيرفعها عن الارض ويبتعدا مشيا سائرين .. الا ان صادفتهم سيارة وركبوها ..
وما ان وصلوا للبيت ..دخلت سمر مسرعة واتجهت لغرفتها .. ترمي بنفسها المتعبة على سريرها فغفو ...



فتحت باب غرفتها بهدوء تسمع صوت خطوات ناعمه تزين ارضيتها بدعساتها ...فتشعر بطرف الغطاء يرتفع عن قدمها.. وبشيء يثير الدغدغة يسير على قدمها فتحركها مبتعدة عنه .ليرتفع الغطاء اكثر ولتسير تلك الدغدغة اعلى متسلقةً رجلها كلها صاعدة على بطنها وكأنها اصابع تعزف سمفونية على البيانو ..لتصل الى وجهها تداعب تلك الشعيرات النازلة من شعرها على وجهها وتبعدها .. فتحت عيناها بتوسع وهي ترا شهاب يستلقي بجانبها على السرير وهو يمرر اصابعه على جسدها كله ليمد يديه تحت رأسها ويجذبها اليه لتلتصق بصدره العاري ويمسك وجهها بيده الثانية وهو مازال يداعبها توترت انفاسها كثيرا وهي بين يديه مطوقه بذراعيه انفاسه تصلها لتحرقها بحرارتها وهي تضع يدها على صدره تنظر لعينيه بجنون فتتنفس بصعوبة اكثر ..
بدات تشعر بالحرارة ترتفع بجميع خلايا جسدها من الاثارة .. ليقترب هو و يضع قبله على رقبتها ليصعد بشفاهه الملتهبة الى خدها الى عينها.. وهذا كله واصابعه ومازالت تبحث بين طيات الغطاء عن جسدها الملتصق به لتراه قد تحرك ووضع راسه فوق راسها .. فأغمضت عينها تستقبل عاطفته بجوع فاقترب منها مطبقا شفتيه على شفتيها ...
... شهقت تفتح عيناها وهي تتنفس بصعوبة اصابعها ترتجف ما كان ذلك الذي كانت فيه ..انه حلم ..لقد كانت تحلم..

انفاسها بدأت تتسرع اكثر اصابعها تنملت صارت تبلع ريقيها بتوتر ..ما ذلك الحلم الغريب ..كيف يسمح لها تفكيرها بان ترى مثل ذلك بأحلامها ..اغمضت عينها لتستجمع نفسها فتكونت صورة شهاب بصدره العاري امامها لتنتفض من مكانها كمن لسع من الكهرباء ..وهي تردد
(لا لن اغمض عيني من جديد ..لن انام مره اخرى فما سيضمن لي بان عقلي المنحرف لن يكرر مثل هذا الحلم لي) وعلى اثر ذلك التفكير .. ..فتحت باب غرفتها وخرجت مسرعة وكأنها تهرب منها .. وهي بالفعل تهرب من سريرها من حلمها.. لتصل للمطبخ .وشهاب كان هناك..

ترددت تفكر
كيف ستواجه وتنظر لعينه بعد ذلك الحلم، هي تكاد تغرق بخجلها منه ..
كان هو جالسا على الطاولة وهو يمسك الملعقة يتناول الطعام ..راحت تراقب صعود يده بالملعقة ودخولها لفمه .. فتأوهت بداخلها فحتى طريقه اكله تذكرها بالحلم ..لترتفع حرارتها اعلى بسبب مخيلتها ..لينتبه لها واقفه وعيونها تنظر اليه بلمعه غريبة .. ومنتبها على ما ترديه ليسال
-مازلت بنفس الملابس ؟
لتنزل رأسها تطالع لبسها فتود قتل نفسها على غباءها فهي لم تنزع الثوب بعد ولألعن من ذلك انها مازلت تلبس قميصه عليه .. لترد بارتباك..
-كنت نائمه. .وبخت نفسها فلماذا ذكرت النوم الان . ..فها هي مخيلتها تعود لترسم لها صورتها مع شهاب وهو يقبلها ..فارتجفت ..وجلست على الطاولة بسرعة تحاول اخفاء تعثرها .. لتنتبه ان يده ملفوفه وكأنها مجروحة ..فتذكرت تللك الحادثة الأولى التي كانت مكيده وجرح هو بها ... لتعقد مقارنه بين الحادثتين .. فالأمور متشابهة لحد ما .فسرى الشك بعقلها مثل الدبيب فسألته تحاول فك رموز ما سيقوله
-أجرحت ؟.. لكنه رده فعله بعدها جعلتها ترفع حاجبها من الدهشة .فقد انزل يده تحت الطاولة يخبأها وقال
-شيء بسيط لا تهتمي . فردت بأصرار
-دعني اراه .. فهي كانت تريد رؤيه ذلك الجرح بنفسها ..فنهضت من مكانها ومسكت يده لترفعها .. وما ان مست يده حتى قالت
-انت محموم. يا اللهي حرارتك عالية ..لقد كانت ليله باردة وبقيت بلا ملابس بسببي ..اذهب لترتاح .. وانا سأجلب لك خافضا للحرارة لتتناوله

فنهض مطيعا وذهب لغرفته بدون نقاش..


فعاد عقلها للتفكير اول حادثه كانت ليصل لما يريد فلماذا فعل ذلك مره اخرى .. .ما مقصده
..فعقلها اصاب بمرض الشك واصبح لا يأتمن لأحد ..لكن قلبها ...قلبها الذي يميل له يصارعه يخبره انه مخطئ وان شهاب لم يفعلها ..

اغلقت عيناها فتراي لها شهاب مرة اخرى بوضعيه الحلم ..هزت رأسها فهي حاله ميؤوس منها ...نهضت تفتش عن خزانة الادوية عن مضادات حيوية لخفض الحرارة .. وأخذت حبوبا معينه وذهبت اليه .. وجدته نائما مثل عادته على بطنه يفترش السرير كله .. تقدمت منه لتضع الحبوب بجانب ابريق الماء وخرجت
تتقاتل بداخلها الافكار .. .. .اين تجد بحيرتها لتقفز فيها وتغطس حتى تزيل تلك الافكار والاوهام والاحلام عنها ..رجعت لغرفتها وملات مغطسها ونزلت بملابسها فيه فعسى ببروده مياهه تطفئ ذلك الاشتعال الذي بداخلها

..لا تعرف كيف مر عليها ذلك اليوم وهي تائهة في غابه عقلها وفي صباح اليوم الثاني الذي لم تنم ليلته من حرب التفكير بين ان يكون شهاب مذنب او منقذ ..تجهزت بسرعه ونزلت لتلقى شهاب بالمطبخ ..


فسألته بسرعه عن حاله وحال يده وصحته ليجيبها انه تحسن ..وبانه سيذهب للمصنع لتخبره انها ايضا ستذهب كذلك فمهما يكن فهي اعرف منه بالمصنع وبالعملاء ...
وللمرة الثانية يسمع كلامها وينفذه بدون مجادلة فذهبا سوية وعيونها لا تكف عن النظر له تتفرس فيه لما هذه الخنوع الغريب عنه اين الذي يستفزها ويخرج سمر القوية ما الذي حصل له .. عادت تنظر ليده المجروحة لتعود معركه عقلها وقلبيها بالاشتعال ..

جلست بمكتبها .. تشعر بالحنين اليه .. رغم كل شيء هي احبت تلك الفترة من حياتها ..حينما كانت تسيطر على كل شيء وتدير المصنع ببراعة .. بينما شهاب كان مع العمال يتابع العمل معهم .. كانت تراقبه من شرفتها وهو يتحرك مصدرا للأوامر فتبتسم ولكن ذلك الصراع بداخلها مستمر .. كيف تثق به من جديد او بأي احد .. سؤال يربكها .. هل حقا يستحق الثقة ام انه مجرد انتهازي استغل فرصة جاءته على طبق من ذهب ليبرد نار انتقامه .. فاذا كان عقلها مقتنع بتلك الفكرة عنه فلم يعاندها قلبها الضرير لما سواه .. ويخبرها انه من حماها ..من دافع عنها باستماته من تصدى للكل حتى عائلتها ورفض اتهاماتهم ساعتها .. تناقض غريب جدا والان خنوعه وخضوعه لها ولكل ما تقوله أليس كل ذلك مثار للتشويش .. وبخضم انشغالها بالتفكير فيه .. جاءها للمكتب يخبرها بوصول عميل وجلس معها ينتظره بصفته شريك للمصنع ..


فجاء العميل ترافقه سكرتيرته كانت فتاه ببداية العشرينات سمراء ذات عيون سوداء كبيره شعرها اسود طويل مفتوح تلبس تنوره قصيره ضيقه بلون بني داكن وقميص اصفر فوقه ستره بنفس لون التنورة تضع مواد تجميل ببراعة .وصوتها كان منخفض وناعم ..كانت عبارة عن فتنه سائرة ...

مد شهاب يده ليسلم على العميل فساله الاخير عن يده المربوطة ..ليجبه ..وهو محرج .. انها حرقت من الماء الساخن ولم ينته لها فعقله كان منشغل ....وقتها تمنيت سمر ان تمسك نفسها وتضربها لأنها شكت فيه .. وتذكرت فعلا انه كان هناك ماء مسكوب على المغسلة ..
جلس العميل على الكرسي المجاور لمكتبها
.وجلست السكرتيرة مع شهاب على الكنبة وبدا الاجتماع

كانت سمر مشغولة بالتكلم مع العميل ..لكن بنفس الوقت تختلس النظرات لتلك الفتاه الجميلة ..
وتقارن نفسها بها .. بين شعرهما بين لبسهما بين اصواتهما بكل شيء.. وبكل شيء كانت تتفوق هي ..فهي احلى منها بمراحل واصغر بالعمر ..


لتلمح شهاب يهمس بأذن السكرتيرة وهي تضع يدها على فمها لتبسم ثم لترجع تكلمه هامسة ليبتسم فتظهر اسنانه وقد بدا انه مستمتع بحديثهما .. نيران حارقة شبت بداخلها تلتهم كل ذرات تعقلها ....اه لو تعرف ماذا يقول لها لتبتسم هكذا .. كانت تود لو قفزت من مكتبها لتنتزع ابتسامته من وجهه ولتجر شعر الاخرى ..(لقد غلبتك الفتاة فاستسلمي) هكذا عقلها يسخر منها ..
..توترت اعصابها اكثر ..وهي تشاهده يمد يده لها ليسلم عليها عندما غادروا ..
...ضيق يكتنفها ومرارة كبيرة تشعر بها .. توتر ونرفزة اصابها جعلها تكون نزقة التصرفات لما تبقى من الوقت .. ..(فلماذا يسلم عليها ويمسك يدها ليس من حقه فعل ذلك) ..اه من عقلها سينفجر بالتأكيد لقد جنت هذا لا جدال فيه
..وانتهى العمل وهي لا تطيق عقلها الساخر منها الذي يهيأ لها مئات السيناريوهات حول حديث شهاب والسكرتيرة .. فلم تحتمل فسالته بالطريق ..
- بماذا كنت تتكلم مع تلك السكرتيرة ؟..قالتها بنوع من العصبية
-لاشي مجرد اعمال..كان بارد جدا وهي دمها يغلي ..
ليرجع ويقول باستفسار
-ما بك تبدين غاضبه ؟..
غاضبه ! هي ستتحول لهالك وتقطع رقبته عن جسده ..
لتسأل بنبرة تبدو غير مبالية ولكن هي ستموت وتعرف بما سيرد ..
-انا رايتك وانت تهمس لتلك وهي تبسم وكأنكم تلاميذ مدارس ..
صار يضحك بشده ضحكة مجلجلة ..ليزداد عندها الغيض منه ..كان ضحكه مستفزا لها
..استدار براسه نحوها ينظر لعينها بلمعه غريبه ليقول
-كانت تكتب كلامكم وأخطأت بجمل كثيره وكنت انا اصححها لها فضحكنا ..لكن انت ياسيده سمر لماذا هكذا تتصرفين تغارين؟؟ ...
ألجم لسانها عن الرد .. وأدارت بوجهها للنافذة
تغار !! هل حقا تغار ؟؟

..هي تغار ..كيف ذلك ..

هو معه حق فغضبها وتوترها لا يدلان الا على شيء واحد وهو انها تغار عليه فعلا.. (ياالهي.. ساعدني ) رجاء خافت ناجت به خالقها تطلب منه العون ليرحمها من تشوشها وتخبطها .. ..فهي قد بدات تشفق على عقلها من التفكير المتعب ..



مضت ايام وهما معا بالمنزل وبالمصنع .. يعملان ويتشاركان الحياة ..
كانت عينها تراقبه بكل وقت فتجده يراقبها هو ايضا ..يبادلها النظرات ويهديها البسمات ..فتزداد تشوشا .. قربه اباح لها التعرف عليه اكثر .. وجدته محباً ومعطاءً .. مقربا للعمال يشاركهم مناسباتهم كلها .. ومع ذوي المناصب يتغير فيتلبس شخصية حازمة قوية .. تجعله يعقد الصفقات الرابحة دوما .. مزيح من اللين والقوة يرافقهم ضمير متيقظ .. فيكون الناتج رجل اسطوري ..

كانت الصراعات بداخلها مشتده على اخرها .. قلبها يحارب الجميع .. يحارب عقلها .. افكارها ..تربيتها .. ..يعاندهم يخبرهم انه قد رفع رايه الاستسلام له ..لكن بقايا ترسبات تعيقها .. ترسبات لفعلته الماضية .. مع انه اخبرها يوم كشف لها كل شيء انه لم يستبيح حرمتها لم يمس جسدها حتى ولو بطرف اصبعه .. ابقاها محصنة بغرفة مغلقة هو اختارها حتى يخفيها من اولائك الاشرار .. لكن رغم شرحه لما حدث واعترافه انه لم يقرب منها هناك خلايا بعقلها ترفض مع ذلك جملة وتفصيلا ..
فتستمر حرب التناقض .. عقلها يرفض وقلبها يبرر ..وتمشي الايام ..مخمدهً صرخات عقلها شيئا فشيئا ..فتهتف مشاعرها بإعلان الفوز اخيرا ..
بأن قلبها قد ربح المعركة ليوضح لها اخيرا بان شهاب يهمها وبانه صار جزءا من حياتها ..

..لقد تَسحب بهدوء واستحل فكرها وعقلها وقلبها ومشاعرها لا بل حتى احلامها ..وكأن كل خلاياها اجتمعت ليكون شهاب احد مكوناتها ..حتى انفاسها صارت تخبرنها بانها تحبه ..

هكذا هتف بها عقلها صارخا ورقص بها قلبها .. واخيرا اعترفت بانها تحبه ..فطوال الفترة الماضية وهي ا تراقبه عيونها تلمع عندما تراه كأنها في احتفال لراس السنه . لكن عقلها هو من كان يمانع مباهج الاحتفال و يخدعها ..لكنه اقتنع واذعن واخيرا... .علت الافراح داخلها وارتسمت الضحكة على شفتها..
وضعت يدها على فمها تكتم صيحات الابتهاج من دهشتها من فرحتها من سعادتها ..

يارب الاكوان ما تلك الحالة التي هي بها الان ..الكون كله تحول لأغاني وموسيقى.. صارت الوان قوس قزح بكل مكان ..هكذا تحول العالم لبهجه ولسرور ..اه ما ذلك الشعور ..وكأنها تطير.. نعم تطير .. فقدماها ترتفعان عن الارض وتعلو ..

بعد اعترافها لنفسها اصبحت له كظله ..
تحدق به اينما يكون بعيون عاشقه متيمه مجنونه
تمني نفسها بحب لطالما تمنت ان تعيشه ..

..لتجده في احد الايام واقفا امام صوره والدها بتلك الصالة الكبيرة متألما .. تعلو عيناه كسرة بشعة تقلب فيها الاحوال .. ..ليخبو الفرح في داخلها ..فمن تحبه متألم موجوع بسبب من ... بسبب والدها ..

وكعادتها شطح عقلها للتفكير المسمم ..
لا يمكن ان يحبها شهاب وهو يراها كاداه لتنفيذ انتقامه ..وبانها تذكره بضعفه وقله حيلته ..
(اه يا ابي حتى بعد مماتك مازلت تؤثر علي)

..فبينها وببن شهاب سنوات من الالم كيف سيتخطونها .. .

(ومن قال بان شهاب اصلا مهتم بها ويحبها) ..تساؤلات وحالات لا تنتهي صاغها لها عقلها
..رجعت لغرفتها تبكي ..
أ هكذا هو الم الحب اذا؟ تسألت ..
لقد شعرت بان قلبها يقتلع من مكانه لأنه يؤلمها ..كيف تحب رجلا يفصلها عنه حواجز وسدود كثيره ...
وهي بضياعها وجدت يدا حنونه ترتب على ظهرها يدا استفقدتها كثيرا ..رفعت عينها لها كانت رحمه امامها ...لترمي براسها بحضنها وتبكي
-اه ياعمتي كم احتاجك الان .. قالتها بألم ..
رفعت رحمه راس سمر ومسحت دموعها وقالت
- اخبريني. يا بنيتي ..تكلمي ..
.فقصصت عليها سمر كل القصة من خدعه نوارة بالحادث الاول وبانها مازالت كما هي لم يمسها سوء .. وعن شهاب وكيف انقذها بالحادث الثاني..
لتصل لخبر انها عاشقه له لكن انتقامه ووالدها وامه يقفون امامها ..

رحمه المسكينة تلقت كل تلك الاخبار والمشاعر دفعه واحده
..فرحت لسمر وحزنت على شهاب ..لكنها طمأنت سمر بان كل شيء سيكون على ما يرام ..وبانها قدمت لتطمئن عليها وترجع للعم رحيم
لتسال سمر عنه بلهفة وعن صحته واحواله ...لترد رحمه انه يتحسن ...

نزلت كل من رحمه وسمر للطابق الاول
وسلمت رحمه على شهاب واعدت لهم الطعام .. وتركتهم يتناولون طعامهم .. لتنهض معتذرة
وغابت لفتره ثم عادت لتطلبهم ان يلحقون بها لغرفه المكتب فذهبا اليها..
وبعد جلوسهم ..
تقدمت من شهاب لتقول ..
-بني لقد اخبرتني سمر بكل شيء عن ما فعلته ..انا لن احاسبك على كذبك علينا وعلى وجعنا .. فقد علمتني الحياة ان اغفر واسامح لأعيش ..وانت لم تؤذينا بقدر ما سببت لنا كسرة نفس قوية ..لكن مع ذلك اسأل الله ان يغفر لك سوء عملك ...
وما ان هم بمقاطعتها اسكتته بأشارة من يدها لتكمل ..
-كما انها اخبرتني عن قصه امك ..وانت تعرف كما اخبرتك من قبل اني هنا من قبل ولاده سمر ..لذلك انا اعرف كل القصص التي حدثت هنا ..لقد تذكرت امك ..كان اسمها رجاء صح ..
..انصدم شهاب من كلامها واجاب نعم بلهفة ..لتكمل ..اذا اريدك ان تنصت جيدا ما سأقوله وتفهم ..
بعد وفاه والده سمر بقى والدها وجدها هنا يعيشون وضل جدها يلح عليه بالزواج وهو يرفض ..وبخلال تلك الفترة جميع بنات السيد الكبير كن بحضرن لهنا لرعاية والدهم ..لتحضير الطعام او غيره وانا كنت اساعدهم ..لكن بعد وفاه جدك ياسمر رفض والدك ان يساعده احد وخاصه بتربيتك ..
واضررت انا بعدها للسفر لمده كنت ابحث عن علاج لعقمي ....ووالدك وقتها سمح لنا بالذهاب واخبرني بان هناك عامل يثق به ستقوم زوجته بطهي الطعام لهم ..فغادرت مطمئنه لكني رجعت مره كنت محتاجة لبعض الاوراق الخاصة بي ..لأجدها في البيت كانت تبكي بحرقه ..فسالتها عن السبب فأخبرتني ان زوجها يشك بها لأنها حامل ...

علت الدهشة على وجه شهاب ووجه سمر وهم يستمعون لرحمه ..
..لتكمل رحمه ..
-نعم يا ولدي فزوجها اي والدك كان يشك بها فلماذا هي بعد 9سنوات من ولادتك حملت مع انهم كانوا يحاولون لسنين وبانه بأجرائه لإحدى التحليلات اكتشف ضعفا له ..كان ظنه انها كانت على علاقه مع السيد حسام فحملت والا ما تفسير حملها بعد هذه السنين ..
كانت مسكينه خائفة منه اخبر تني حتى انه طلب منها ان تسقط الطفل ..وبعدها بفترة سمعت انها ماتت بحادث وحتى ان السبد شهاب ذهب ليعزي بها وليوضح لأبيك انه كان مخطئ ..وقف شهاب غاضبا ..
-هذا ليس صحيح ...فهذا الرجل اغتصب امي واكيد انها حملت منه ..
لتشير رحمه بلا .. متفهمه غضبه ..
-لا يمكن ذلك ولدي دليل ..فالسيد حسام لم يكن يستطيع الانجاب بسهوله فحتى سمر ولدت نتيجة تلقيح اصطناعي ..هذا سر لا يعرفه احد حتى والده ..
لقد كان والدك يتعالج لسنين واجرى هو ووالدتك تلقيحات كثيره الا ان نجحت احدها وحملت امك بك ..وسعادة والدك بهذا لم يكن لها مثيل ...واستدارت نحو شهاب واخرجت اوراق قالت له...انظر هذه هي التحاليل والفحوصات التي تثبت انك امك من المستحيل ان تحمل منه ..وانا متأكدة انك مخطئ بما تضنه فالسيد حسام لم يرى امك اصلا لأنها كانت تجئ للبيت وتضع الطعام بالثلاجة وتذهب والسيد حسام يكون بذلك الوقت بالمقبرة وتستطيع ان تتأكد بان تسال المسؤولين هناك وهم سيخبرونك بانه بكل يوم يذهب هناك. بني امك لم تتعرض للاعتداء من اي احد ..لكن زوجها لم يصدقها ...
خرج شهاب غاضبا من الغرفة ..عادت اشباح الماضي تتراقص امامه ..عقله مشوش ...
هل يعقل انه عاش بأكذوبة عمره كله ..
مستحيل ان يكون ذلك ما حصل ..لكن رحمه كانت تتحدث بثقة وهي تظهر له الاوراق الطبية ..
اذا حسام بريء .. بريء ..
وانتقامه ..وحقده .. وسنوات عمره التي انقضت بهدف اتضح له انه سراب ..
اي كارثه حلت عليه الان ...


سمر احتضنت رحمه وكأن مجيئها كان منقذا لها


مرت ساعات وشهاب لم يرجع. ازداد قلق سمر عليه وراحت تتسأل عن وضعه وحالته .. فما عرفه الان ليس بهين ..
كانت تريد ان تكون معه لكي تخفف عنه ..فتذكرت بانه يذهب للتل كلما تضايق ..فذهبت مسرعة لهناك .فوجدته واقفا متأملا منظر المدينة الرائع تقربت منه لتسمعه يقول
- سبعة عشر عاما وانا افكر بشيء لم يحدث

..لقد تذكرت يوم الحادث لقد سمعته يقول باننا سنذهب للدكتورة وامي تترجاه وتقول بريئة ..انا مشوش كثيرا ..لا يمكن ان اعرف الحقيقة لان كل الاطراف تحت التراب مدفونون ..من اصدق قلبي المدمر ام عقلي المضطرب ..

تقدمت سمر اكثر منه ارادت اسكات ذلك المتألم واخذه بأحضانها .وقفت بجانبه ..
-اهدء ..اترك الماضي ..فهو لن يجلب لنا سوى الالم .
نزلت دموعه .. دموع حائرة حارقه ..
اه انها تخترق قلبها ..دموعه تؤلمها

. ..صار يردد( ماذا افعل الان .؟)
استدرت نحوه ..وقالت
-ليبقى الوضع على ما هو عليه ..فانت لا تقدر ان تغادر القصر بسبب الشرط ..

كان عقلها يرقص لأنها تذكرت ذلك فلأول مرة عائلتها تفعل شيء يفيدها .. فقد فرحت بوجود ذلك الشرط ..فشهاب سيبقى معها ..

ليدير راسه نحوها ضائعا ينشد الراحة لتمد له يدها ليرافقها ..لكنه نظر ليدها وحرك رأسه بلا


ببساطه التعقيد...
لا لن يرافقها .. لن يعود
. . هو لا يقدر ان يرفع رأسه امامها .. عيناه تقص لها اوجاعه ..
فقد ظلمها ..لا بل انه اخذها بجرم لم يكن لها يد به ..
اي جرم سخر من نفسه ..
فقد اتضح انه اكبر مغفل على سطح الجريرة كلها
لقد عاش وهما ..لقد ظن بان حياته ستستقيم اذا ما انتقم لأبيه وأرجع حق امه الضائع ..
ليكتشف ان كل ذلك سرابا
اشاح بوجه عنها ..عن عيونها المترجية وكف يدها الممدود
ليجيبها
-ارجعي للبيت .. انا لن اعود ..
وداس على قلبه ليكمل ..
- كل شيء انتهى .. فلم يعد لي داعيا لأن ابقى ..
غادري اذهبي لأعمامك واشكي لهم افعالي
اخبريهم بما جرى مني .. بأني مجرد شخص خان الامانة ..وخدع الكل ..
قولي لهم ذلك الرجل ما هو سوى _خسيس _
ارهبني وهددني ..
وهم سيقومون باللازم ..
وانا سأرحب بأي عقاب يقدموه فعسى ان ارتاح
وسار مبتعد عنها لا يريد رؤية خيبة الامل التي ارتسمت الان بمحياها ..
يعلم بأنه جرحها كثيرا ..وبأنه أذاها .. لكنه الان نادم ولو رجع به الزمن يوما لعاملها كما تستحق ان تكون ..ملكة ..
لكنه توقف بمناداتها له ..
-شهاب ..
يغمض عينيه يتلذذ بنغمة صوتها .. صوتها الذي رغم علو نبرته يطربه ..وكأنه كروان مغرد ..
وقف وهو مازال يعيطها ظهره
لتقترب منه فتصبح خلفه .. فتكون بتردد
-وانا ؟؟ هل فكرت بي ؟ تريد العقاب لنفسك .. أتظن بذلك تسعدني ؟ انت مخطأ ان فكرت بأن عقابك يرضيني ..
نزلت دموعها وهي تكاد تتوسله ان يبقى معها ..
ان يسمح لها بمشاركته احزانه ..مظهر انكساره الان يدمي قلبها ..
ليلتف اليها .عيناه محمرة من بكاءه وغضبه ..ليقول بنبرة اسقطت قلبها
-انا الان لا أملك شيء لأقدمه لأحد .. سأختفي من حياتك و... بلع ريقيه بصعوبة كمن يبلع قطع من الزجاج .. سأطلقك ..
انفجار قوي دوى في قلبها ليبيد كل ربيعها المخضر كانفجار هيروشيما المدمر ..
يطلقها ويبتعد عنها ويختفي .. أ تستطيع تحمل ذلك . ان تفارقه ..ان تدفن دقات قلبها من جديد ..
كلامهم الان خط حروف النهاية .. لكن ليست هي من ترضى بذلك ..
ان كان هو قد استسلم فهي لا .. فقد علمتها الحياة ان كل كسراتها مجبرة .. كل مصاعبها ومصائبها لصالحنا .. نحن البشر ..

فرفعت ذقنها بآباء وتجاوزته قائله بنبرة لا مبالية
-جيد اذا .. سنتفق فيما بعد على التفاصيل ..
واختفت من امامه تستقل سيارة اجرة مغادرة بينما هو يطالع اثرها بابتسامه .. تخصها وحدها فقط


يحمل اكياس السمك بحرص واقدامه تكاد تركض ليصل لبيت جارته .. بعادة جديدة ابتكرها .. وهي تخصيص يوم الجمعة للشواء ..وبعد ان عرف انها تحب السمك المشوي حتى قرر انه كل يوم جمعه يجتمعون على غداء يجلبه هو .. والذي يكون دوما سمكا مشويا ..

دلف للحديقة بعد ان ادخله سلام للبيت فأنحى يقبل يد العجوز بتحية أكبار وسلم على الباقين وخص زهرة بسلام اطول ترافقه فيه لمعه عينه ودقه قلبه ..
ليسلمها اكياس السمك كي تحضرهم وتتبلهم بينما يجهز هو المنقلة للشواء ..
وبعد فترة اجتمعوا على السفرة التي يصر دوما ان تكون في حديقة منزل الجدة ..فيفرش مفرشا على العشب يجلس الكل عليه ..
تعالت الاصوات بالاحاديث المختلفة كل منهم يقص اخباره عنما راه او سمعه خلال اليوم ..
وقاسم يشاركهم كل صغيرة وكبيرة ..
صار يعرف اسماء صديقات الفتيات واسماء مدرساتهن .. ودرجاتهن في مختلف المواد ..
وتقرب من سلام كثيرا ..فماعاد يفصل بينما شيء ..فسلام يخبره كل ما يحدث بالبيت او المدرسة او العمل وبالتفصيل لا وبل يأخذ رأيه في مختلف الامور التي تجري معه ..

وعلى ذلك المنوال ..وجد قاسم نفسه متحدا بتلك العائلة .. وكأنه احد افرادها .. يشاركهم وجبات الطعام ..والاعمال ..وكل شيء يخصهم ..
وهذه الجمعة التي تحيطه الان ..لديه بكنوز الارض كلها ..
وكالعادة بعد الغداء ينفرد بزهرة بجلسة تتوسطها عجوزه النائمة .. وكأس الشاي ..
-سلمت يمناك ياام سلام ..الشاي رائع ..ورائع تلك بقلبه لها الف معنى ومعنى ..
فتجيبه ببسمة لا تغادر شفتيها
-الف عافية .. فيعود ليرتشف شايه وهو يستطعم كل نكهاته ..واهمها نكهه صاحبته ..
لتقول ..
-اريد ان اسألك عن شيء ولكن اخجل !!
ليرد بفرحة
-اسألي ..عن اي شيء تريدينه ..
تنحنحت بخجل لتقول
-لمَ لم تتزوج ؟ فعلى ما أرى لا ينقصك شيء ..
شهادة ووظيفه وبيت ..
تبسم بوجهها قائلا
-النصيب يا ام سلام .. مثل ما هنالك فتيات لم يأتهن نصيبهن فتأخرن ..هناك رجال لم يأتي لهم النصيب بعد ..
انا انهيت دراستي ومن ثم بدأت بالبحث عن عمل لأعيل نفسي وأهلي فهداني الله لرجل علمني صنعه تصليح الكهربائيات وبعدها توسط لي بدائرة حكومية للعمل .. وهذا ما حدث وبدأت اعمل هناك ويوم بعد يوم استطعت ان اثبت نفسي بوظيفتي واعيل واساعد عائلتي .. ومرت السنوات بسرعه ..توفت والدتي واختي تزوجت وانشغلت ببيتها .. وقبل اكثر من اربعة سنوات نقلت لفرع الدائرة هنا ..واستأجرت البيت الذي اعيش فيه الان ..وتعرفت على ام احمد التي ارسلها الله لي لتؤنس وحدتي وتعوضني على وفاة والدتي ..
هذا كل ما في الامر ..
هزت رأسها متفهمة لما يقول .. فعاود هو سؤالها هذه المرة ..
-وانت يا ام سلام .. كيف كان النصيب معك ..
شردت عيونها بماضي حبيب تتذكر ايامها السابقة لتقول
-نصيبي انا كان هدية من الله .. كنت في الخامسة عشر عندما خطبني ابو سلام .. وقتها كانت سعادتي لا توصف فحسن كان زينة شباب منطقتنا ولكن ابي اصر ان اكمل تعليمي المتوسط ..وبالفعل انهيت الدراسة المتوسطة (الاعدادية) وتزوجته وانا ابنه السادسة عشر ..كان رجلا طيب عاملني برحمه ومودة ..لم يسمعني يوما كلمة تجرحني .. ويوم رزقت بسلام كنت بالسابعة عشر .. ما زلت اتذكر فرحته بولادي لذكر يكون سنده .. وبعدها انجبت الفتاتين رنا ورشا عام بعد عام .. اي اني بعمر العشرين انجبتهم ثلاثتهم ..
وعشنا بعد ذلك كحال كل من حولنا .. ليصاب ابو سلام بالسكري بعمر مبكر ورغم كل نصائحنا وتعاليم الاطباء الا انه لم يلتزم بالعلاج .. فهو كان يحب الاكل كثيرا ..وخصوصا الحلويات .. ويخبرني دوما ان الحياة قصيرة لنحرم نفسنا من الملذات ..وان لا احد يموت قبل يومه .. وعام بعد عام والسكري ينخر به من الداخل الى ان سقط بغيبوبة لم يفق بعدها ..
وغادرنا ..لأصحو على حمل كبير .. سلام وتمرده فهو كان قريب من والده جدا .. وموته اثر به بعمق فأنحاز لعمل المشاكل .. وبعد ان عجزت وعجز اعمامه معه ..جئت به هنا ..
والحمد لله .. الان حياتي مستقرة ..

كان يراقبها وهي تتكلم عن زوجها الراحل وهي تترحم له كلما ذكرت اسمه .. فيشفق عليها ..ويتمنى يوما يجمعه واياها ببت واحد ..


تجلس في المقهى تضع قدما فوق الاخرى ..تضغط على عدة ارقام بهاتفها ومن ثم تتأفف منتظرة فترة لتغلقه بحده وترميه على الطاولة التي امامها بضيق .. فهي تحاول الاتصال بشهاب منذ ايام وهو لا يرد عليها ..
لتكز على اسنانها من الغيض

حملت هاتفها وهذه المرة طلبت صديقتها تخبرها ان توافيها للمقهى فهي عندها ساعة فقط وتعود للمنزل ..
المنزل سخرت منه ومن سكانه ..تذكرت يوم عادوا من عطلتهم كيف استفرد بها والدها يشرح لها ان خطوبتها فسخت لان الرجل سيسافر وغيره وغيره من مبررات صاغها والدها لها ليجمل لها الانفصال وانها تستحق الاحسن ..
الاحسن وعائلتها كلمتان متناقضتان لا تجتمعا بجملة واحدة اطلاقا ..
فلولا تحكماتهم بها وبمستقبلها كانت هي الان زوجة وام كل همها ماذا تطبخ ..
كان حلمها الاوحد الحصول على عائله خاصة بها ..وتخلص من تزمتهم ..
ولكن كل شيء اصبح مباح فور بزوغ شمس سمر خانم وتحطيمها لعاداتهم .. بحصولها على الشهادة والعمل ..
وقتها سمحوا لها بأكمال دراستها ..طبعا بعد حملة اقناع قادتها العظيمة سمر من أجلها ..
وبمعدل بسيط دخلت المعهد ..لتتغير حياتها ..
تذكرت حالها ايامها ..كانت كمن خرج من الكهف توه لعالم الفنتازيا .. انبهرت بما رأت ..شباب وفتيات معا .. فتيات بملابس مختلفة ..
وهناك تعرف على صديقتيها ..
فبمرة دخلت للحمام تغسل يدها لتجدهما هناك
يقفان بجانب بعض ..يرتدن سراويل جينز ملتصقة بشدة بأرجلهن ..وقمصان تكاد تكون شفافة .. ويدخن ..
صدمها المظهر ولكن جذبها ايضا .. فتقربت منهن .. وتكررت اللقاءات ومرة بعد مرة صارت مثلهن .. كانت تخرج من بيتها بزي لتغيره بأخر .. تعلمت كيف تتبرج فتبرز جمالها .. حتى شالها تعلمت ان تخلعه عنها وتغير بقصات شعرها .. فتراقب نظرات العالم لها ما بين اعجاب واستغراب .. لتغذي بداخلها امورا ما كانت تعرفها ..
وبالمعهد ايضا تعرفت بشهاب كانت صدفة عندما ساعدها مرة ..لتتعارف عليه وتستمر صداقتهم ..
وعند تذكره رجعت للوجوم مرة اخرى ..
ذلك الحقير استغفلها ..وتسلق عليها ليصل لمأربه ..لقد حصل على كل ما يريد المصنع والقصر ..وكذلك تزوج بتلك النحيفة المزعجة .. تذكرت البسمات والنظرات في ما بينهما في المزرعة
مهلا يا شهاب ليست نوارة من يستغلها احد
ويحقق احلامه على حسابها .. سيدفع ثمن استغلالها من قبله غالية ..
حسنا فلتهنأ بما وصلت له يومان وبعدها اخبرني كيف ستتصرف عندما اخبر سمر ان زوجها الغالي هو من اغتصبها ..
وان من تظنه انقذها ما هو الا قاتلها ..

وان لم تكسرها الحادثة الاولى ستكسرها الثانية وان تمت الاولى وهي فاقدة للوعي ستتم الثانية وهي بكامل وعيها حتى تشعر بكل لحظة .. والرجال ينتظرون .. فعندما يتوفر المال يهون كل شيء وصديقاتها سيعاونّها بالحصول على محترفين هذه المرة ..
وانت ياشهاب حسابك عسير .. فلنرى كيف ستنقذها هذه المرة وهم يعتدون عليها امامك ..
هذه نتيجة من يتلاعب مع نوارة ..

ادارت برأسها بسأم في المكان ..لتلمح رجلا ينظر اليها بشهوة .. عجوز متصابي قدرت عمره بالخمسين لكنه يرتدي قميصا ملونا ازراره مفتوحة لتدلى سلسلة فضيه بعنقه وشعر مصبوغ حديثا بالأسود ليكون المظهر العام كارثة ..
فهذا ما ينقصها كلب يلهث خلفها ولعابه يسيل ..
اشاحت برأسها عنه متأففة ..
والظاهر ان صديقاتها سيتأخرن ..فنهضت لتغادر
وما ان مرت من جانبه حتى اوقفها بمسكها من يدها
لتنفض يده عنها بسرعة.
فتعلو ابتسامته اللزجة اكثر ..
-تفضلي بالجلوس يا جميلة ..والعزومة على حسابي ..
نظرت اليه بقرف واضح ..وامتعاضها منه بلغ اعلى مستوياته ..
وابتعدت بعد ان حملت كأس الماء الموضوع امامه وسكبته على رأسه ..
هز رأسه لينفض الماء عنه مشيرا لاحد اتباعه ..
-اتبعها اريد كل المعلومات عنها ..
واردف بداخله .. ستدفعين ثمن تحقرك لي غاليا .. سأكسر انفك المتعالي .. انتظري وسترين ..
تمشي بتبختر متناسيه ..
بأن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها

دخل منزله المظلم ليضيء الانوار توقف لبرهه يتأمله .. لقد كان المكان مليء بالتراب فقد مر زمن لم يأتي لهنا .. تقدم بتمهل ليرفع عيناه مطالعا لصورة جمعت والديه وهما يحتضناه بحب عندما كان بالرابعة ..
صورة كلها دفء وحب .. فاذا ماذا حصل ؟
لكي يقلب عالمهم وتسود ذكرياتهم ..
كيف تحولت ملامحهم من الاشراق الى التجهم هز رأسه بتعب من تشوشه ..
خطى للداخل حيث غرفته يرمي نفسه على السرير فتعلو ذرات الغبار المتكومة عليه فتحيطه بغيمة خانقة حبست انفاسه ..ومع ذلك لم يعدل بوضعيته ... فيا مرحبا بالاختناق ان كان سيخلصه من انهياره ..
مر عليه اليوم وهو متسطح لا يتحرك يبدو لمن يراه هادئا ولكن تفكيره كان يخوض معارك لا تنتهي
..
رن هاتفه مرة بعد مرة فطالعه ليرى رقم نوارة يطلبه .. فزفر بيأس فهي لم تتركه بلحظه وتطلبه دوما ..
نوارة التي من يوم ما عرفها لم تبخل عليه بمعلومات يحتاجها ..لا بل غذت نواة الانتقام بداخله وهي تحكي له عن سمر ووالدها وكم هم متعجرفون وقاسون ومحبين للسيطرة ..
ولكنه مع موت حسام تراجع عن الفكرة وعاش الواقع ان كل شيء انتهى ولكنها عادت تطلب منه ان يوقع بسمر ..فوافق ..اراد الاقتراب من الأُناس الذين اذوه .ان يدخل عالمهم ..يرى بعينيه مساوئهم . فوجدها مختلفة جدا .. باختلاف جذاب .. قوية ومسيطرة لديها لمحات طفولية تظهرها فقط مع رحمه ورحيم .. فأهتم ..
وبدل الانتقام صار مساعدا لها لا بل حاول كسب ودها بهدايا وغيره ..
وعندما عرضت عليه نوارة فكرتها الشريرة .. ارتعد قلبه بخوف عندما شاهد اولائك الرجال ..
وتخيلها تسقط فريسة لهم لينهشوا بلحمها ..
فهادنها واقنعها انه معهم ..
اختار المنطقة والبيت المهدم باهتمام ..لدرجه انه ركب للكوخ باب من حديد جديد وجعل له قفل قوي ..واتفق مع صبي ان يقف قريبا من المكان يحمل بيده مسجلا للصوت فيه صوت سيارات شرطة تقترب ..وساعده بذلك خلو المكان فزاد من انتشار الصوت ليشتت من انتباه المجرمين عنها ..

اغلق عينه بتعب وهو يتذكر الحادث بتفاصيله المملة .. الحادث الذي اسقط روحه بالجحيم ..
تذكر كيف حملها من السيارة ووضعها بحرص على الارضية ..كيف اخرج اللصوص ودخل ليحكم اغلاق الباب عليهما ..
فيتأكد من عدم دخولهم ابدا ..
كيف تقرب منها بوجل وخوف ..وهو يتفحص تنفسها وانها مازالت بخير.. ووقتها كان امامه خياريين
يا اما ينتظر حتى تفيق من اغماءها ويخبرها ان نوارة من خططت لذلك ..ولكن هل كانت لتصدقه ؟ لا ابدا لم تكن لتصدقه ابدا ..وكيف تصدقه وتكذب صديقه عمرها الوحيدة وهو لا يمتلك ادلة ليدينها ..ولكانت نوارة تبلت عليه والقت عليه التهمة ..لتبعده حتى تخطط لها كوارث اخرى وأنذاك هو لن يكون معها لينقذها ..
او ان يوهم نوارة ان خطتها نجحت فتتركها وتبعد اذاها عنها .. وهو كان سيخبرها بالحقيقة بعدها
لكن ليس كل ما يدركه المرء يصيبه ..
فهو بفعلته تلك اذاها واذلها وكسر عزة نفسها ..

موقفه وهو يراها تحت رحمته هناك اثار غثيانه
فتذكر افكاره .. هو بالفعل فكر بفعلها.
تنهد بعمق ..
يا رب السموات كيف فكر بذلك ..
لقد وسوس له الشيطان ان يحقق انتقامه بها .. وزين له فعل السوء يخبره الشرف بالشرف والبادي اظلم ..
لحظات جعلته ينظر لما كشف من جسدها بتشفي
فكما اهينت امه اهينت هي
لحظات فقط لم تتجاوز الدقيقة اسقطت روحه بهوة سحيقة يغرق بها منذ ذلك اليوم ...
جحيم تأنيب النفس وجلد الذات

لكنه سرعان ما طرد هواجس الشر التي هجمت عليه ليشيح برأسه مبتعدا عنها .. يستغفر ربه يذكر نفسه بان
لاتزر وازرة وز اخرى ..
وليس ذنبها ما فعله والدها ..
وتطورت بعدها الاحداث ..
تذكر عودتهما ليجد نوارة هناك تتسأل عن الذي جرى لهما .. فأجبر على تلفيق قصة يكذب بها على الكل حتى تسمعه نوارة .. ولمحها وقتها لمحة الظفر والشماتة ..في عيناها .. لمصاب سمر
ولكن مواجهه عائلتها لها صدمته فكيف يلومنها هي على ما حصل .. وقفتها تلك امامهم ذكرته بوالدته وبئسها فأسرع ليقف امامها يحميها منهم ..
وقبل بشروطهم وقع على نفسه بشيكات بمبالغ كبيرة واعطاهم توكيل عام منه ..
كل شيء حتى يتركونها وشأنها ..
تذكر يوم راها تجرح نفسها كيف شعر بأن السكين تخدش جسمه معها ..
تذكر محاولة انتحارها ..كان قلبه سيتوقف من فرط جنون دقاته
تذكر صفعتها له .. كان يستحق الذبح ايضا وليس الصفع فقط ..
تذكر سقوطهم على الدرج .. كيف ابعدها عن السياج المزخرف ..
وما تلا ذلك ..
كيف صار يستفزها .. يخبرها ان مكانها المطبخ يجبرها ان تحاربه ان تسترد قوتها ..
لم يخبرها عن نوارة الا ان كشفت تلك الحقودة عن نفسها لها .. كان يخاف من ردات الفعل التي ستفعلها ..
فتح عينه .. الالاف الذكريات معها تتداخل بعقله ..
ماذا كان سيحدث لو اطاع شيطانه وتقرب منها ليعتدي عليها ..
وعند هذا التفكير ارتجف جسده .. رجفة شخص مذنب .. يقر بجرمه وجريرته ..
فنهض يفتح شبابيك البيت ..
يطالع السماء ويبكي ...يبكي لحظات ضعف . دموعه تمثل حياةً كلها سراب ..
كان سيؤذي بيديه انسانه بريئة .. كان سينتهك عرض محصنة ..
مبررا بذلك انه ينتقم .. اي انتقام ذلك
حين يقهر رجلا به امرأة ويستقوى عليها
كيف ينتقم الرجل من شرف إمراه
ويسمي نفسه بعد ذلك برجل ..
كيف تستباح اعراض النساء وتنتهك تحت مسمى انتقام ..
اي دين ؟ اي ملة ؟ اي قانون ؟
يعطي الحق لرجل ان يغتصب انثى وبعدها يقول انه ينتقم ...
بئس الرجال وخسئوا ان فعلوا هذا ..

نزل بجسده يستند على الجدار ليعانق الارض بجلسته ..يرجع رأسه ليضرب الحائط خلفه ..مرة بعد مرة ..وبرتابة تصاعدت لتكون الضربات اشد ..وبكل ضربه تنسلخ لها ذكرى ..
يراها بكل حالاتها .. ضعفها قوتها هشاشتها تمردها فرحها وحزنها .. وكسرتها التي كسرت هامته ايضا ..
نهض بسرعة للحمام يلقي ما بجوفه من آثام ..يجب ان يعاقب ..وبشدة ..
لكن كيف . ؟؟
وقف يجر قدميه عائدا للسرير يجلس من جديد عليه ليمد يده فيخرج من تحت وسادته صورتها ..
صورة اخذها من منزلها ..عيناها بها تتألق كشمس مشرقة ..فتخطف بسنا برقها القلوب ..
ليقربها منه يقبلها بلهفة قلب عرف العشق وذاب فيه ..
يقبل صورتها بوجع روح يخبره انه خسرها ..
قبلة بعد قبلة ليضمها لصدره قرب دقات قلبه ..
مثلما ضم صاحبتها يوما ..
يوم تهجم عليهما قطاع الطرق .. يوم فداها بنفسه .. كانت وقتها هشة ضعيفة جعلته يهرع ليحتويها ..ضمها بقوة واحتضنها بشدة وهي لم تمانع ..
يدها التي على صدره اشعلت نيران عاطفته وتنفسها البطيء اوقد مشاعره ..
ليكتشف بأنه بهواها غارق .. انه يعشقها .. يحبها .. كانت بين احضانه يتأملها يتيه بملامحها ..فتزداد دقات قلبة بنبضات مجنونة فيضمها لصدره اكثر يريدها ان تشعر بما صنعته فيه ..

فتبسم لتلك الذكرى ..فهو مازال يستشعر ملمسها بين يديه ولو انه لم يمس فيها شيء لكن احتواءها بحضنه وتقربهم ذلك اوصله لحدود الهذيان ..
حتى انه حلم بها بعد رجوعهم تضحك له وتناغشه وتقبله ..
وقتها فز من حلمه لاهثا وذهب للمطبخ ومن كثرة انشغاله حرق يده دون ان ينتبه .. وعندما سألته هي اخفاها بسرعة فماذا يخبرها انه حلم بها تقبله ..
تمدد على سريره محتضنا الصورة . ونام يتمنى ان تزوره بالأحلام ..

-لقد نجحت،، لقد نجحت ..
قالها سلام ضاحكا فرحا لأسرته فاليوم استلم نتيجة الثانوية وقد حقق مجموع عالي للدرجات ..
تلقفته والدته زهرة بأحضانها تبكي وهي تقبله وتبارك له .. فأستسلم لمحبتها وعاود كرته مع اختيه وهن يهنأنه ويباركن له بفخر كبير .. ابتعد عنهن ينحني يقبل يد ورأسه حبوبته جدته الغالية ..ويستقبل دعائها له بالنجاح والصلاح ..
وتركهم بسرعة قاصدا منزل قاسم قبل ان يطرق الباب وجده يفتحه له .. ويأخذه بأحضان رجولية غلبت عليها العاطفة ..
فغافلته دمعة نزلت رغما عنه .. فمسحها سلام بسرعة يخبره بصوت تظهر عليه عواصف المشاعر
-انا نجحت ..وبمجموع عالي ..
فيعاود قاسم احتضانه بمحبة القاها الله على قلبيهما ليتآلفا ..
-مبارك لك ..يابطل ..عرفت بأنك رجل من ظهر رجل ..سيحقق النجاح ..وستتوفق بحياتك ..

نظر له سلام بحب فقاسم له مكانه خاصه بقلبه .. هو صديق بنكهة اخ ..وسند بنكهة اب .. هو له مثال عالي .
ليقول ..
-سأدخل الهندسة وسأختار قسم الكهرباء ..لأكون مثلك .. وسأجتهد لتفخر بي دوما يا عمي ..
ليغلق قاسم عيناه تأثرا بفيض مشاعره اتجاه هذا الصبي امامه ..
لا بل الرجل الواقف امامه ..
لقد كسب سلام وسيكسب الكل ايضا .. ليصل اليها .. زهرته ..
احتضنه يلف ذراعه حول كتفه ..يعود به لداره .. يبارك لجارته ..ويخص امه بمباركة طويلة يخبرها فيها انها قد ربت وتعبت وحان الان وقت الحصاد ..
فتحمر خجلا من كلمات الفخر التي ينطق بها ..
فها قد اوصلت ابنها الاول للجامعة ..
وستحلقه ابنتاها ..
فأي شأن اعظم من ام ربت واوصلت اولادها لأعلى المراكز..
لتطلق الزغاريد مرة بعد مرة ولسانها يلهج بالدعاء ان يحفظ لها اولادها ..ويجعلهم لها قرة للعين ..
ولم تنسى ان تذكر قاسم بدعائها ..فهو واحد منهم الان ..


ببساطة التعقيد ....

توالت الايام .. وسمر تتعذب بنار الفراق .. هو ابتعد عن حياتها واختفى كما قال .. فلما لا ترتاح
لم لا تنسى ..وتذهب لأعمامها تقص عليهم كل شيء .. لم لا تواجه نوارة بحقارتها ..
لمَ لم تعد تشعر بأي شيء..
كل ما تريده هو ان يعود اليها .. ان يعود لاستفزازه ..يعود ليبادلها النظرات ..نظراته التي تجعلها كامرأة كاملة ..
تنهدت بيأس . ..
فرحمة لم تتركها منذ مغادرته .. ولم ترجع لزوجها رغم احتياجه لها .. وهذا يزيد الحمل عليها اكثر ..
فذهبت لها تريح رأسها بأحضانها ..قائلة
-اشتقت اليه .. يا عمتي كيف سأعيش وهو ليس معي ...وجوده انار ظلمة حياتي .. هل سأفقده ..واعود لحياتي الماضية ببساطة ..
انا احبه يا عمة .. احبه ..وقلبي يؤلمني بسبب ذلك ..
مررت رحمه راحه كفها على رأس سمر بحضنها لتقول لها
-وما يوقفك يا ابنتي .. اذهبي له .. لا كبرياء في الحب .. اخبريه بأني سافرت وبأنك تحتاجينه ..
تلك الكلمة لها مفعول السحر على الرجال .. فما ان يسمعونها حتى ينتفضون ليلبوا النداء ..

فرفعت سمر رأسها تسألها
-سترحلين ..
لتجيبها رحمه
-نعم عزيزتي ..سأغادر لأعود لرحيم .. تركته ببيت اخاه ..لكنك تعرفينه لا يستطيع ان يكون بمفرده بدوني ..
وانا سأطمئن عليك دوما ولن اقلق ..
فأنا متأكدة ان شهاب سيعود ..
..
حزمت امرها وذهبت اليه ..بعد ان اخذت عنوان منزله من ملفه بالمصنع ..
وقفت تطرق بابه ..مرة بعد مرة ..
الى ان انتشر اليأس بخبايا روحها من انه غير موجود ..
فألتفت لتعود ادراجها ..ليوقفها صوت فتح الباب ..فعادت اليه ..تتطلع له بجوع .. بشوق لملامحه ..
فتح الباب وهو مازال غارقا بالرثاء على ذاته التي نحرها بيده ..
ليتفاجأ بها واقفه امامه ..تنظر لها بلهفة تتفرس ملامحه بمحبة اظهرتها لمعة عينها المشرقة ..
ليتشرب هو تفاصيلها كلها بعشق نضحت به مقلتيه ..عشق ما ظن يوما انه سيعيش بقلبه ..
ولمن ..لها هي .. من ظل سنوات يراقبها لينتقم منها ..
فأنزل رأسه منكسا اياها ..يخجل من ان يرفعه بحضرتها ..
فتقدمت منه ليتراجع للخلف سامحا لها بالدخول ..
لم تهتم للمكان لم تنظر اليه ..
كل ما استحوذ على نظرها هو ..
كان هزلا ...غير حليق ..لحيته طويله ..وشعره مشعث ..تحيط عينه هالات سوداء ..
مظهره كان مزريا .. كمن يأس من الحياة ..
والان ستحارب ..ستحاربه هو شخصيا لتسحبه من ضياعه ..
فقالت له بنبرة فضحت شوقها
-كيف حالك ؟
لم يرد بل استدار يبتعد عنها ..وعن تأثيرها ..
لكنها لم تمهله ونادته
-شهاب .. انا احتاجك ..
توقف .. فقد تزلزل عالمه .. تحتاجه .. سمر تحتاجه وملعون هو ان لم يكن لها عونا ..
ليسمعها تكمل ..
-رحمه سافرت .. وانا بالقصر لوحدي ..
هل ستتركني وحدي هناك ..
فهز رأسه بلا ..
فرحت باستجابته تلك ولم تشأ ان تضغط عليه ..
فقالت ..
-حسنا .. هيا بنا ..
ومدت كفها بدعوة له .. فلم يخيب ظنها وغادر معها



********
رجعا للبيت وشهاب ساكت عيونه تعكس المه ..وعذابه ..لقد خاب ظنه بنفسه ..فلقد قضى سنينة وهو موهوم بحدث لم يحصل ..عيونه تتهرب منها و تخجل من ان تنظر اليها ..دخل غرفته واغلق عليه الباب ...كانت تراه وهو بصراعه يذوب فقد كان يتأكل بالندم من الداخل ..شعوره بالذنب اتجاهها يتضاعف بانه ظلمها وظلم نفسه فيجعله محطما ..
ومرت عليهم الايام .. وهو كان معظم الوقت في غرفته او ساكت ..
حتى المصنع لم يعد يذهب اليه..
وفي يوم من الايام تعطلت احدى المكائن فوجدتها سمر فرصه لأخراج شهاب من حاله الياس والضياع والندم التي يعيشها فذهبت اليه تطلب مساعدته
وزادت من عندها بأحداث عن المصنع بان الطلبيات تأخرت والعمل غير جيد .
.لتقدر واخيرا اقناعه بالذهاب معها ..

وبالفعل رجع شهاب للعمل وانشغل فيه كثيرا وكانه يتناسى فيه اوجاعه .. كان يريد تعويضها بأي شكل ..ولم يجد امامه سوى العمل ..
وهي كلما كان ينهي عمل كانت تخبره بان هناك شى اخر تعطل ..وهكذا استمرت لمدة ..
الا ان وجدته في يوم من الايام يضحك وهو بين العمال .لتتنفس براحة .فأخيرا اشرق وجهه بعد عناء طويل و تمكنت من اخراجه من ذلك البئر المظلم الذي حبس نفسه فيه ..قلبها برؤيته يضحك ..صار يخفق بشده كبيره لتضحك هي ايضا ..


وفي احدى الامسيات وهي تجلس صالة البيت تراجع احد ملفات العمل ..وجدته يدخل ..
ليقرفص امامها بعيون مليئة بالذنب قائلا ..
-سامحيني ..
مظهره ذاك ذكرها بنفس الموقف ولكن الادوار معكوسة يوم جلست نفس جلسته تتوسله ان يخبرها بما حدث وها هو الزمن يعيد نفسه ..وشهاب هو من يتوسلها الان ..
ليردد ..
-سامحيني ..سامحيني ..على فعلتي .. انا ما عدت قادر على النظر لعينيك دون ان اشعر بالخزي .. انا نادم .. ولتبدأ عيناه بتشكيل الدمع ..
ياوليتها ..ما اصعب ذلك الموقف عليها وهو يترجاها السماح ..لا يعلم بأنها سامحته ونست كل شيء من يوم احبته ..
لتجيبه ..
-انت لم تؤذيني ..ولم تفعل شيئا يسيء لي لأسامحك عليه ..انا نسيت الماضي ..وانت انسى كذلك .. دعنا نعيش الحاضر والاتي ..فانا لا اندم على معرفتك
وابتسمت له لتنهي ذلك الصراع فيبتسم لها ايضا ..
لينهض وهو يقول ..
-شكرا..
رفعت راسها نحوه متعجبة..
-على ماذا..
-لأنك طيبة ..لأنك سامحتني و سمحتي لي بالبقاء ..رغم كل ما فعلته ..
بماذا تجيبه وهي اصبحت متيمة به ..
-لا داعي للشكر .. ياشريكي

..
ومضت ايام عاد شهاب للعمل معها ورجع لنشاطه وحماسه من جديد ورجعا يتبادلان النظرات والابتسامات كل منهماا كان يحمل بداخله مشاعر للأخر ..صارت احاديثهم كثيره ان كانا بالبيت او المصنع لم يكونا يسكتان .. راح يقص عليها احداث حياته وهي تستمع اليه ذائبه فيه صارت تعرف عنه كل شيء عن حياته احلامه طموحاته افكاره ..اصبح صديقها المقرب الذي لا تستغنى عنه .كان كل منهما ينتظر ان يخبر الاخر بمشاعره نحوه ..فالحب يظهر بكل تصرفاتهم ..لكنهم لم ينطقوها ..ارادته هو ان يقولها لها اولا وهو ارادها هي من تتخذ خطوة نحوه..
اه من كبرياءنا ومخاوفنا في الحب كم تقتلنا

...بدأت تجاريه بالمطبخ تساعده بغسل الصحون ترتب معه المنزل وكليهما بالعشق ذائبون ..


وفي مساء صيفي وهي تغسل الصحون لتعطيها له لينشفها ...
كان ينظر اليها وهو يبتسم تعصف بداخله مشاعر كثيرة فلم يعد يستطيع البعد عنها ..وهي تراقبه بقميصه المفتوح فتشعر بالحرارة تغزوها لتبادله الابتسامة ..

فمسك يدها يغريه احمرار خدودها ليقترب منها هامسا بأذنها
-الان ...
لتغمض عيناها متأوهه..( اه ياالهي ساعدني) ..استدارت نحوه
-الان ماذا ...
رفع اصبعه ليمرره على طول ذراعها وكأنها ريشه لرسام يلون بها لوحته ..فبلعت ريقها ..
-انتِ ..فكررتها ورائه ..(انا.).واصابعه مازالت ترسم لوحات على ذراعها .(.انا) ...لتكرر وراه (انت)..
تركت الصحن من يدها ووقفت مقابلته لترفع عيناها بعينه .. وبنظره منها اذابتها ..رفع يده الثانية ليمررها على ذراعها الاخر ..وعيونهما مازالت مندمجة بالنظر ..ليمد ذراعه الى خاصرتها يمررها هناك ...اغمضت عينها تستشعر قربه المهلك ..فتتنفس بقوة ...ليقول نحن ...لم تستطع تكرارها فكل الحروف اختفت
..فعادت لتحدق بعينه كانت عيون عاشق فهو مثلها الان .فهما الاثنين عاشقان ..
(اه يا مطبخنا دائما انت تكون الشاهد علينا)
..تراجع للخلف ليسحبها نحوه ..انفاسه تعالت صارت تشعر بها... اصابعه مازالت تخط عل ذراعها بخطوطها رفعت يدها ووضعتها على صدره واخذت نفسا قويا ..كان قلبه يخفق بقوة قلبها يخفق بشده اكبر.. وصلت اصابعه لرقبتها ..ليلمسها فارتعش كل جسدها للمسته اغمضت عينها تستلم لعاطفته ..رفع يده ليفتح شعرها وليداعب خصلاته المفتوحة ..لم تعد تقوى على الوقوف فلمساته تذيبها .استشعر ضعفها ليطوقها بذراعه يحضنها..
فالتصقت به لتشمه لتشبع انفها المحروم من عطره ولتطوقه هي ايضا..
لتحضنه فماعدت تقدر ان تكابر اكثر ..على من تكذب فكل خليه بجسدها تعشقه تطلبه تريد الاندماج معه ..شعرت بأنفاسه الملتهبة قريبه من رقبتها كان يتنفسها وكانه وجد الاوكسجين اخيرا ..ليرسم قبله صغيره على رقبتها بشفتيه العاشقه .. ..خارت قواها كلها وفقدت توازنها ليحملها هو وهي تطوق رقبته بذراعها وهي تنظر اليه ..وضعها على الارض بالمطبخ فمشاعرهم المحتدة لم تسمح لهم بالابتعاد وكسر تلك الهالة ..
بدات حرارتها ترتفع وهي تراه يقترب منها ليبعد خصلات الشعر عن وجهها استلقى بجانبها يهمس بعشق صاف
-انا احبك ....
فتحت عينها فتاهت بنظرات عيونه ..لقد قالها انه يحبها .رفعت يدها تلامس وجهه بوله لتعترف هي ايضا
-وانا احبك .
.اه ما احلى هذه الكلمة ..كم عشقت حروفنا لأنها صاغتها ..
رجعت يديه تلامسها بنشوه العشاق فتح ازرار قميصها ..ليطبع قبله رقيقه على بطنها وهو يكرر على مسمعها كلمات الحب .. . بلعت ريقها بصعوبة ليرفع شفتيه العاشقة ليطبع قبله اخرى ..لتشهق بقوة ...صار يرتفع بقبلاته اعلى واعلى وهي بكل قبله ترتجف تحته ..وصل لوجهها ..ليوزع قبلاته بكل مكان وكانه يغرس بذور الحب ويرشها برحيقه العطر ..لتمتزج شفاههم معلنة انتصار الحب ..
يتلذذ بطعمها الشهي كقطعة حلوى يتعلم منها الحب ويعلمها العشق .. يقبلها بجنون عاصف ..وهو غارق ببحر من النشوى
اختفت الحواجز فيما بينهم ..وامتزجت الاجساد تتصارع بجنون رغبات العشق على ارضيه المطبخ....


فتحت سمر عيناها لتجد شهاب نائم بجانبها ذراعه تلفها ورجله فوق رجله ..استدارت نحوه تتأمل ذلك النائم العذب ..راحت تمرر يدي على ذراعه المشعرة ..( ما هذا الرجل الخطير الذي هي بين ذراعيه وبحضنه غافيه ..يجب ان يوضع عليه تحذير مثل الذي يوضع على علب السجائر ((هذا المنتج يسبب الادمان)) فهي ادمنته بجنون )
رفعت جسدها جالسه تبحث عن ثيابها ..لتجده يمرر اصابعه على ظهرها العاري ..لتنتفض من جديد ..
-صباح الخير ..قالها وهو مازال يداعب ظهرها ..
-صباح الخير ..ردت بخجل وهي تحاول ان تمسك ملابسها لتلبسها ..لتجد شفاهه تقبل ظهرها بحماس الثوار بشغف كبير ..عادت حرارتها ترتفع ورجعت لتشهق بكل لمسه منه ..ليسحبني للخلف لتعود بين ذراعيه ..
-اين تذهبين ياحلوتي ..انا لم ابدأ بعد..
وعاد ليوزع قبلاته بكل انحاء جسدها ..ورجعت هي لعالم الحب والنشوى لتغرق فيه من جديد ..ليكرر مافعلاه ..وبجنون..
.لم يكن يشبع ابدا ومن قال بانها تريده ان يشبع فهي مثله متعطشة للعاطفة ..ومر عليهما اليوم كله وهما معا ..ملتصقين ببعض .. وبعد كل عاصفه .. تمرر يدها على صدره على تلك الشعيرات المنتشرة عليه على عشبها المخضر الدائم على مرعاها الذي ازهر روحها فأصابعها كانت تعشق ذلك العشب ..عشقته بكل تفاصيله بكل طيات جسمه ..

لقد فعلنها بكل مكان بغرفتها بغرفته بالصالة الكبيرة ..ففي كل لحظه كان يهمس بأذنها ..الان ..فصارت تلك كلمه السر بينهما ..حتى في المصنع كانا يسرقان اللحظات لكي يقبلا بعض هناك .

.وبالبيت يطلقان الحرية لجنونهما ببعض ...فلم تكن تسمح له بارتداء الملابس بالبيت ..كانت تريد ان تتأمله بكل لحظه ..

كان يضمها لصدره العاري ليهمس لي بقصائد مغناة ((علمني حبك ..ان احزن وانا محتاج منذ عصور .يأمراه تجعلني احزن ياامراءه ابكي بين ذراعيها كالعصفور .ياامراءه تجمع اجزائي كشظايا البلور المكسور )) لتوقفه وتقول
-لا تكمل ..فانا لا اعرف كيف ارد عليك ..انا جاهله بالحب ..
-وانا اريدك جاهله حتى اعلمك انا لتكوني تلميذتي واكون انا معلمك الاول ..
-والاخير ..وانا راضيه بذلك ..

ليستمر يقرا لها جميع قصائد الحب ..وانا تستمع له .فيتضخم قلبها بعشقه


.رجعت رحمه ورحيم للمنزل وسمر بقمه سعادتها لان رحيم تحسن ..

لتخبر رحمه بان علاقتهما صارت رسميه ..لتفرح وتضمني اليها..بعد... مجيء رحمه ورحيم ..صارا يختبأن بالغرف ليقبلا بعض ليمسكا في بعض المرات من رحمه او رحيم ..متلبسين ..كانوا يضحكون عليهما ..لجنونهما لجراتهما ولشقاوتهما ...


وفي ليله كان شهاب مستلقي على السرير مشت سمر نحوه والقيت براسها على صدره .. تخبره بهيام
-من كان يظن باني سأكون عاشقه هكذا وسعيدة هكذا .تخيل . في اول مرة رايتك فيها دق قلبي اليك .. ابهرتني بجسمك وعضلاتك ..وراحت تمرر يدها عليها .. لتكمل ...ظننتك احد ابطال السينما ..ليرفع يديه وهو يمررها بين خصلات شعرها .. يخبرها ..
-بالرغم من اني كنت اراقب القصر ووالدك لغرض مضى ..لكن مره لمحتك وانتي تجلسين بالحديقة كنتي تحملين كتاب فهبت نسمه هواء حركت الكتاب لتنعكس اشعه الشمس على غلافه فتصل لعينيك ..لتديري راسك ..وقتها ازدادت دقات قلبي ..وانا ارى بريق عيناك الذهبي ..اتعلمين بوقت الحادث عندما راقبتك كنت وكأنك تحفه موضوعه بمتحف فني . تنافسين الكمال نفسه .. وددت لو اخطفك ساعتها وارحل بك بعيدا ..
لتضحك وهي تقول ..
-انت مجنون ..ليشد على شعرها برقة ..
-مجنون بك ..
... تنهدت بعشق تسأله
_استبقى هكذا عاشق مجنون ..حتى بعد ان اكبر ..فانا ساكبر قبلك .. سأدخل الواحدة والثلاثين قربيا وانت مازلت في ..
قاطعة كلامها بقبلة ..اطاحت بأفكارها كلها .. ليبتعد عنها يريح رأسه فوق جبهتها يخبرها بحب ..
-سأبقى هكذا .. عاشقا لكل ما فيك ....وبكل خط وبكل تجعيده ستظهر سأكون مثل المكتشف او عالم الاثار الذي يبحث عن كنز جديد .. فأخط اسمي عليه ..العمر لا يهمني ..فمن يرغب بالأميرات وهو معه ملكه الملكات ..لا تثيرني اي امراءه بالكون ...انتي فقط حبيبتي انتي فقط من تثير رجولتي ..تشعرني بالشغف بالجنون..

فجذبته لعندها وحوطته بذراعها .. تعتصره بأحضانها .. قائله ..

- اخبرتك لن اجاري كلامك ..لكني اعشقك بجنون ..واغمرته بسيل من قبلاتها ...
تغرقه ويغرقها بعالم من فيضان المشاعر ..


وفي الصباح ....قال لها ( تأخرت؟؟) ...فأجبته .. ما الذي تأخر. فأجابها بانه موعدها الشهري...
زوجها الحبيب الذي يتابع ادق تفاصيلها ..يعتني بها وبجنون وفي نفس الموعد كل شهر يغرقها بالدلال

..تذكرت ذلك بالفعل هي تأخرت. لقد نسيت ذلك ..لكن ايعقل بان ما تظنه صحيح ..
ولم تتنظر كثيرا لتذهب للدكتورة ..وهناك اكدت لها بانها حامل .. يال سعادتها وقتها ..رجعت وهي ترقص من الفرح ..لتزف الخبر لشهاب ..شهاب الذي استقبلها يضمها الى صدره وهو يبكي .. يحمد الله على عطاياه الكثيرة له ..
وهي احتضنته بدفء امومة اثارها فيها ليكون هو ابن قلبها الاول ..تعجبت فهي . .لم ترى بحياتها رجلا يبكي من فرحه ..
ورحمه ورحيم صاروا يرقصون امامها وهي تضحك ضحك تنظر لشهاب عاشقي المجنون ..وتلمس بطنها ..تردد. سنكون عائله ... ...وسمر بسعادتها تحلق بالسماء لا يوجد هناك من هو اسعد منها .

.وفي احد الصباحات بينما هم يتناولون الطعام . ..كانت اقدامهم تداعب بعض من تحت الطاولة وهم يبتسمون ..

..ارتفع صوت الباب تطرق بشده فقام رحيم ليرا من الطارق وتبعه شهاب ...لتسمع سمر صوتا يصيح بغضب
-سأقتلك ايها اللعين القذر؟؟؟،
ركضت من المطبخ لتجد شهاب واقفا والمسدس موجها اليه....


Malak assl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس