الموضوع: أدب وأدباء
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-18, 12:16 PM   #123

chouchou23

نجم روايتي وأميرة خبايا جنون المطر


? العضوٌ??? » 410395
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » chouchou23 has a reputation beyond reputechouchou23 has a reputation beyond reputechouchou23 has a reputation beyond reputechouchou23 has a reputation beyond reputechouchou23 has a reputation beyond reputechouchou23 has a reputation beyond reputechouchou23 has a reputation beyond reputechouchou23 has a reputation beyond reputechouchou23 has a reputation beyond reputechouchou23 has a reputation beyond reputechouchou23 has a reputation beyond repute
افتراضي

[size="2"]الأسلوبية ” عند نقاد العرب القدماء وعندالأسلوبيين المحدثين./size]
• الأسلوبية العربية عند القدماء:
• لقد تحدث بلاغيونا ونقادنا العرب المتقدمون عن الأسلوب والأسلوبية:
• 1- عند السكاكي في مفتاح العلوم تحت باب الأسلوب الحكيم هو أن ” يلقى المخاطب بغير ما يترقب … أو السائل بغير ما يتطلب ” ، وهو عنده سحر البيان ومن أرقى الأساليب البلاغية، “فالأسلوب الحكيم لربما صادف المقام فحرك من نشاط السامع”، وأثر فيه فعمل بمقتضى الحال، فرغب فيه أو عنه.
• 2- وكان الجاحظ يرى في الصياغة مقوماً حقيقياً في الأدب، لتكون في صحة الطبع وجودة السبك، لأن الشعر في رأيه صياغة وضرب من النسج وجنس من التصوير.
• وتعد ظاهرة الاختيار من مكونات النظم عند الجاحظ لما تقدمه من تناسبٍ دلاليٍ بين اللفظ والموقف المناسب. فكل كلمة تحمل دلالة تناسب المقام الذي تقال فيه تحقيقاً لمبدأ الاختيار الذي يضع الكلمة في مكانها اللائق بها، وهذا يدخل في سياق مراعاة حال المنظوم بعضه ببعض.
• 3- وابن سنان الخفاجي في سر الفصاحة يوضح أهمية الاختيار عند تعريفه للبلاغة بأنها “اختيار الكلام وتصحيح الأقسام”.
• 4- ولحازم القرطاجني في منهاج البلغاء آراء قد تعد أساساً لنظرية التلقي في الأدب والنقد والبلاغة وفنون القول عامة؛ فثمة رسالة ومرسل ومرسل إليه. والرسالة إنما تكون في سياق، وهذا السياق إن أحسن سبكه وصياغته بما يلائم نفسية المتلقي كان له الأثر والتأثير المرجوان من قيمة الأدب الخاصة أو فنون القول عامة.
• *وفي قمة هرم هذه الفنون القرآن الكريم المعجز ثم الحديث الشريف ثم كلام البلغاء والفصحاء والأبيناء.
• *وإنما اختلاف الأساليب تكون في عملية الصياغة الأدبية، وتندرج ضمنها الفنون البلاغية المتنوعة، من تشبيه واستعارة وكناية ومجاز، … .
• *والمجاز هو كل لفظ نقل عن موضوعه، أي أنه حدث انزياح أو انحراف عن المعنى الحقيقي للفظة أو الجملة أو التركيب. وكان المبرد في كامله يقول عن العرب “التشبيه أكثر كلامهم”.
• 5- والعسكري في الصناعتين كان يقول “الاستعارة أبلغ من الحقيقة”، والسكاكي في مفتاح العلوم يذكر مثل هذا، فكلما كان الكلام خافياً في الدلالة كان أبلغ، فالمجاز أبلغ من الحقيقة، والاستعارة أقوى من التصريح بالتشبيه، والكناية أوقع من الإفصاح بالذكر.
• *فماذا تختلف أقوال هؤلاء المتقدمين عن قول رولان بارت – مثلاً – في الأسلوب بأنه ” ليس أبداً أي شيء سوى الاستعارة “. مع ملاحظة أن الاستعارة عنده قد تضم فنوناً بلاغية عديدة.
• *ولماذا نستشهد بكلام بارت في الاستعارة ولا نعتد بكلام علماء تراثنا العربي، فالكلام هو هو، بل الأجدر بنا أن نشير إلى أن بارت قد أخذ فلسفته النقدية في الأسلوبية من تراثنا، وطبقه على أدب قومه، أو لنقل على الأقل هي التقاء الآراء والفلسفات والتعريفات والخبرات وتوارد الخواطر.
• 6- ابن قتيبة الدينوري كلامه عن الجانب النفسي مشهور ومشهود له بالصحة والثبات في علاقة الأدب بالمجتمع والدراسات النفسية عندما علل النسيب في مقدمات القصائد.
• *فدراسة فنون القول والقيمة الجمالية والفنية والخلقية والنفسية لهذه الفنون، وملاحظة الانزياح أو الانحراف في النصوص، وفن الاختيار، والتأثر والتأثير، وحدود التلقي، ودراسة الأساليب الأدبية والنحوية والنقدية والبلاغية قد تصلح عناوين تكون مداخل نظرية للأسلوبية العربية بشكل تنظم فيه العلاقات بينها وتطبق على النص القرآني والحديثي والشعري والنثري.
• * ولسنا بحاجة إلى استيراد مصطلحات جديدة قد لا تكون إلا معاداً ومكرراً لما ألفناه ولم نألفه عند البلاغيين والنقاد عرباً وعجماً.
• 7- وأدرك عبد القاهر الجرجاني تعدد الأساليب في العربية في دلائل الإعجاز، فترك للمبدع الحرية في اختيار الأسلوب الذي يناسب موضوعه، فالأسلوب يجيء على وجوه شتى وأنحاءٍ مختلفة. فالنظم يقتضي الدقة في الاختيار الأسلوبي الذي يوازن بين عناصر العمل الفني في ضوء المعنى الذي يريد المبدع التعبير عنه.
• إن نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني في جوهرها صورة مبكرة لما قدمه المنهج الجمالي لاحقاً بتحدثه عن شبكة العلاقات بين العلامات على المحور الأفقي، وهو ما أسماه من قبل بعلاقات المجاورة.
• وعن شبكة العلاقات التي تربط بين العلامات على المستوى الاستبدالي، وهو علاقات الاختيار.
• ومدار الجمال يظهر في الكلام بالنظم على طريقة مخصوصة تتكئ على المبدع في اختيار كلامه وإجادة سبكه وحوكه، الذي به تظهر المزية ليست إلا الإبدال الذي تختص به الكلمات، أو التقديم والتأخير الذي يختص به الموقع أو الحركات التي تختص الإعراب.
• فالنظم انسجام وتلاحم في صورة جميلة تناسب الذوق في غاية إبداعها، ويتم النظم بأن تأخذ الكلمة مكانها المناسب مع السياق في إحكامٍ تتداعى له الظلال النفسية، مما يُحدثُ تناسباً بين مفردات الجملة يفضي إلى تسلسل المعنى، وتوظيف القيم التعبيرية المناسبة في تناسق دلالي يبنى على تتابع الألفاظ، ويألف هذا الانسجام تجاوباً عميقاً تبعاً لمضمون العبارة، فيضع اللفظ الموضع الذي يجب أن يكون فيه، ويأتي المعنى متدرجاً وفق الحالة النفسية.
• وإذا كانت اللغة مجموعة من العلاقات تقوم على صحة التركيب وقوة العلائق ومتانة الربط، فإن منهج الجرجاني هو المنهج المعتبر اليوم في العالم الغربي، وما أصّله الجرجاني للنقاد اللغويين يكاد يظهر في كتاب ” معنى المعنى” لـ “ريتشاردز”، كما يقرر ذلك محمد مندور.
• فالجمال في نظرية النظم عند الجرجاني يكون في تعالق الألفاظ والجمل وملاءمتها للمعاني. ولا فضل للفظ وحده من حيث هو لفظ إلا في السياق أو في التركيب اللغوي وصياغته، ومن ثم في النص كلاً متكاملاً.
• الأسلوبية عند الأسلوبيين العرب المحدثين:
• 1- لم ينتبه الباحثون والدارسون العرب المعاصرون إلى الأسلوبية إلا في حدود منتصف القرن السابق ، إذ أصدر أحمد الشايب كتاباً بعنوان (الأسلوب).
• 2- أعقبه كتاب آخر بالعنوان نفسه ( الأسلوب ) للباحث محمد كامل جمعة .
• 3- وتوالت كتب كثيرة في هذا المجال منها ( الأسلوبية والأسلوب, نحو بديل ألسني للنقد الأدبي) للدكتور عبد السلام المسدي .
• 4-وهناك ترجمات دقيقة لكتب أوربية في مجال الأسلوبية وما يزال هذا الحقل يعد بالجديد و المبتكر والمتطور من الدراسات الحية النابضة في مجال الأسلوبية.
• لقد طرحت النظريات اللسانية الحديثة فرضيات جديدة لدراسة النص الأدبي, فاستهوت هذه النظريات أفئدة كثير من الباحثين العرب فراحوا يقلدونها فأساءوا التقليد, وذهبوا يجرّبونها فأخطأوا التجريب, ودعوتهم في ذلك إن الغربيين قد فاقوا العرب في كل شيء, وهب ان ذلك صحيح في ميادين العم والتكنولوجيا, لكنّ تراثنا أصيل, وما وصل إلينا من ذلك التراث يجعلنا نطمئن إلى مناهجنا القويمة التي ترسم الطريق لدراسة النصوص الأدبية دراسة أسلوبية تذوقية وجمالية في آن معا, نعم لا بأس من الإفادة من هذه النظريات الحديثة لكنها يجب أن لا تكون أساس الدراسات الأدبية عامة والأسلوبية خاصة, ولنحاول أن نجعلها مكمّلة لموروثنا القديم بما لا يتعارض مع مصطلحات ذلك الموروث ومفاهيمه الأساسية


chouchou23 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس