عرض مشاركة واحدة
قديم 27-02-18, 09:17 PM   #1528

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
افتراضي

بيت عبد السلام العبيدي


دخل رعد بيت عمه بهدوء ..

دون ان يصدر صوتاً او يشعل ضوءاً..

في ظلمة البيت انطفأت كل تعابير البهجة التي ملأته برفقة عبد الرحمن ..

فهذا البيت الذي يحمل بعض الترف له جدران تقبض على روح ساكنيه ...

تسلق درجات السلم الانيق كأناقة بيت راق في افضل احياء العاصمة واغلاها سعراً ...

يسير في الظلمة بوجه متجهم تضفي على ملامحه مزيدا من الحدة ...

مؤكد لن يطيق البقاء هنا طويلا..

منذ صباح الغد سيبحث عن شقة صغيرة يقطنها ...

كان يوشك ان يصل غرفته بسلام عندما .. اعترضت طريقه ..

دوماً كانت تجيد الظهور من العدم لتعترض طريقه برشاقتها الملفته ...

كز على اسنانه توترا تلقائيا وهو ينظر اليها في ظلمة الرواق ..

غيداء .. تصرخ انوثة .. تصرخ.. رغبة ...

تصرخ ولا تكف عن هذا الصراخ.. ربما منذ ولادتها وكُتبت في بطاقة الهوية انها (انثى) وهي تصرخ لتلفت الانظار لهويتها ..

انه لا يحتاج لضوء كي يرى عينيها بوضوح ويقرأ ما فيهما.. انه يعرف .. منذ سنوات طويلة لعينة ..يعرف .. مهما غاب ومهما طالت المدة سيظل يعرف .. ويتساءل بغل وكره ونفور ...

(هل يمكن ان ينسى ما يعرفه يوماً ؟!)

عيناه خطّتا خطوطها تلقائيا حول مفاتن لا تحتاج ملابس ضيقة لتبرزها ..

يكفي جلبابها الصيفي بلون الليمون الاصفر ليؤدي ابشع مهمة لاغواء (آدم) بتفاحة (حواء) ...

صوتها فاض باغراء وعاطفة اخرى تخصه بها منذ سنوات طويلة هامسة بخفوت " حمدا لله على سلامتك يا رعد .. اشتقنا لك..."

قدحت عيناه بمشاعره المتناقضة نحوها بينما يرد عليها بصوت حاد يحاول ان يخفض نبراته قدر الامكان " اعتقد انك سلمتِ علي سابقاً عندما وصلت لبيت عمي مساء اليوم وانتظارك لي الآن بعد منتصف الليل في الظلمة لا يعدو الا مشهداً سخيفاً من مسلسل عربي قديم مكرر ... وانا منذ سنوات لم أعد اهتم بالمتابعة على القنوات العربية..."

لم تقل شيئا بل تناظره بعينيها تلك وتنطبق شفتاها ويعم الصمت ...

لم يحتمل حتى صمتها ودون ارادته دفعها في ذراعها فلامست اصابعه بشرتها العارية فتصاعد توتره لاقصاه بينما يخطو مبتعدا عنها يسير حتى غرفته ...

او ما يفترض انها غرفته القديمة ...

اغلق الباب خلفه وهو يشتم بالانجليزية ويخلع ملابسه عنها وكأن انفاسه ضاقت حتى بجلده..

تتحرك غيداء وهي ترفع كفيها لتنفض شعرها المجعد بتسريحة خلابة تستمتع بالشعور بعودة قلبها للحياة من جديد ...



يتبع...


فاطمة كرم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس