عرض مشاركة واحدة
قديم 27-02-18, 09:20 PM   #1530

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح اليوم التالي .. مكتب المحامية سناء


خلعت المحامية نظارتها الطبية ثم تطرق رأسها بتفكير قبل ان تصارح (موكلتها) برأيها القانوني الواضح " قضيتك ضعيفة يا جوري .. لن يقتنع اي قاض بجدية اسبابك لطلب الطلاق.. يؤسفني ان اقول لك ان كلام زوجك الذي اخبرتني به صحيح تماما .. ليس لديك حجج مقنعة في محاكم الاسرة عندنا خاصة بوجود طفلة صغيرة بينكما ... القانون المدني لا يحقق طلب الطلاق لامرأة الا اذا أثبتت انها تتعرض للاذى الشديد الذي قد يهدد حياتها ، وهذا يتم بعد التحري والتأكد.."

بدت جوري صلبة التعابير وهي تتساءل بنوع من التهكم " يهدد حياتها ؟! "

فترد سناء مؤكدة " نعم .. تهديد الحياة هو الشيء الوحيد الذي يحرك القضايا من هذا النوع ، وحتى لهذه الاسباب احيانا لا يتحقق غرض الطلاق ، فالقضاة يميلون للصلح والتصالح بين الطرفين لاجل الاطفال .."

حادت جوري بعينيها بعيدا وهي تستغرق بالتفكير بينما تضيف سناء بصراحة اكبر لتمنحها الصورة كاملة " القاضي لن ينظر لقضيتك مرتين قبل ان يرفضها يا جوري ، سيعتبرها مجرد دلال زوجة تريد هدم بيتها بدون تعقل ، قضايا النساء المُعنّفات او اللواتي يهجرهُن ازواجهن دون توفير اعالة لهن ولاولادهن هي القضايا الجدية المأخوذة بنظر الاعتبار لدى المحكام .. "

تمتمت جوري بتصلب " متى سنتعلم ثقافة مجتمعية ان وجود اذى اعظم لا يمنع من وجود اذى ادنى يستحيل معها استمرار الحياة الزوجية ؟! "

ثم وجهت نظراتها للمحامية وهي تضيف بانفعال وثورة " وجود نساء يتعرضن للاذى الجسدي من ازواجهن لا يسلبني حقي في اني اريد الانفصال عن زوجي لانه .. آذاني كثيرا في انوثتي وكينونتي وكرامتي .. الا يكفي اني صبرت لثلاث سنوات حتى استنزفني صبري وأذلتني محاولاتي لاصلاح الحال بيننا دون فائدة ؟! "

سألت المحامية بلطف وتعاطف " هل تظنينه ما زال يرفض الطلاق بعد هذه المدة على إصرارك عليه ؟ "

هدأت ثورة جوري في لحظة وهي ترد بغموض

" لا اعلم .. لم أكلمه او ألتقِ به منذ.. اسبوعين .."

هل فعلا مر اسبوعان ؟!

تفاصيل .. تفاصيل حميمية جدا تتقافز امام ذاكرتها .. يجب ان تعترف انهما إنهارا معا ذاك العصر في الشقة .. لقد كانا كغريقين.. مجرد غريقين في بحر الشوق والهوى ينهلان منه حتى ثملا ...

انها المرة الاولى التي شعرت فيها انها تعاشر زوجها.. تعاشر حبيبها ..

انها المرة الاولى التي يبادلها الغرام !

اجل .. هذا هو الغرام الذي ارادته وسعت اليه..

وتلك الكلمات بالعشق التي اشبع انوثتها بها بعد طول صيام ... منذ ثلاث سنوات وهي تحلم بقرب حقيقي كهذا ..

صوت سناء قطع عليها ذكرياتها الجامحة مع زوجها وهي تقول لها بمودة بعيدة عن المهنية

" جوري انت صديقتي منذ سنوات طويلة قبل ان تكوني موكلتي ... لذلك سأنصحك ان تحلي الامور ودياً .. اجعليه يفهم ان بقاءكما معاً لن يحل المشاكل ولن يُنجح العلاقة الزوجية .. "

توقفت قليلا قبل ان تقترح عليها

" ربما اذا جعلتِ شيخاً جليلا يتوسط لك ويحاول اقناعه بكراهتك لعشرته .. ربما سينفع .. في بعض الحالات التي شهدتها كان لها تأثير ايجابي وحصل الطلاق دون مشاكل... طبعا هو مجرد اقتراح مني والرأي لك .."

نظرت اليها جوري بتفكير بينما تضيف سناء

" لا اعلم كيف ستجدين الاسلوب المناسب لكنك امرأة ذكية كما عهدتك دوماً وان كنتِ حقا واثقة من رغبتكِ بالطلاق منه فستجدين وسيلة لإقناعه .. اجعليه يفهم .. "

أسبلت جوري اهدابها وهي تتمتم بنوع من الشرود " نعم .. يجب أن يفهم .."

وبينما سناء تنظر اليها بتمعن كانت جوري تتمتم في سرها " يجب ان يفهم اني .. لم أعد قادرة على الاستمرار حتى لو أراده قلبي واشتاقت لوصاله انوثتي ... لقد انتهى الامر ... انتهى.. يا خسارة يا مهند ... ! "




في نفس الوقت..


امام بوابة المدرسة الابتدائية ..



ترجل خليل من سيارة الاجرة بينما ينقّد السائق اجرته ...

يغلق باب السيارة خلفه لينطلق سائقها في طلب رزقه من زبون جديد بينما يتحرك خليل بخطوات ... مرتبكة ..

لا .. ليست مرتبكة ... وانما .. مرتعشة .. !

وهكذا تكون دوماً حالهُ العصية على الاحتمال كلما اقترب من دائرتها ... من محيطها .. من مكان تطأ فوقه بقدميها وتترك الأثر ...

تطلع لبوابة المدرسة البيضاء المفتوحة على مصراعيها ليمتد امامه ممر اسفلتي طويل حتى المبنى الداخلي وبعض الاهالي يقفون في ظلال الاشجار على جانبي الممر بانتظار خروج ابنائهم من الامتحانات النهائية ..

وقد جلس على كرسي خشبي عند البوابة الحارس ابو ضياء بوجهه الحالك السمرة وشعره المجعد الذي نثر الشيب عليه غباره الرمادي ليَشيَ بمرور العمر ..

خطا خليل ناحية البوابة وهو يلقي سلامه على ابو ضياء الذي يعرف هويته كأخ أصغر (للمعلمة خلود) وقد حضر سابقا بضع مرات قليلة..

يسير بخطواته في الممر الذي بدا طويلا بشكل مزعج ومثير للحنق بينما يسبل اهدابه ويستعيد حواره مع حذيفة عبر الهاتف هذا الصباح ..

كان خليل قد بدأ صباح اليوم بفتح اقفال المحل في السوق الكبير كالعادة مع مساعده الجديد الذي يُعينه بإدارة المحل والبيع فيه عندما اتصل به حذيفة لـ...ـيفاجئه..!

بدا حذيفة متعجلا لينهي المكالمة بحجة انشغاله والحق انه كان متعجلاً على نحو مبالغ فيه اثارت شكوك خليل ، لكن خط الهاتف كان يتقطع فلم يستطع خليل مناقشته كثيرا فيما يطلبه منه ليفعله ..

لقد طلب منه الذهاب بنفسه لزيارة المدرسة التي تعمل فيها خلود والتكلم مع المديرة حول طلبية أسلاك كهربائية يحتاجونها لإكمال تأسيس نقاط الاضاءة الناقصة في غرف صفوفٍ بُنيت حديثاً في احدى الفضاءات الخالية من المدرسة لتخفيف ضغط زحام الطلبة في الصفوف الحالية ...

وأخبره ايضا ان المديرة تحتاج لمن يؤسس فيفاجئه حذيفة (للمرة الثانية خلال ثوان) انه رشحه لهذا العمل دون حتى ان يأخذ برأيه!

صحيح ان خليل يستطيع تدبر امر التأسيس خاصة ان هذا تخصص دراسته وخبرته وقد تخرج من المعهد الذي درس فيه لسنتين في قسم الكهرباء بعد انهائه للثانوية العامة...

لكن .. ان يتواجد بمكان واحد مع شذرة اشبه بمن يدفعه لفوهة قاذفة مدفع مجنون !

شتم خليل في سره وهو يوبخ نفسه بالقول

" كف عن تكبير الامور .. ثم ان امتحانات طلبة الابتدائية ستنتهي اليوم او غدا .. وانت الغبي الاحمق ... ربما لن ... تراها .. "

" خليل ؟!... ماذا تفعل هنا ؟! هل تبحث عن خلود ؟ "

هل قال للتو في سره (ربما) اتبعها بـ(لن) ؟!

من الاحمق الذي اضاف حرفي اللام والنون لتسبقا الكلمة ؟!

فـ..(ربما) ... يراها ..

و..(ربما) يسمع صوتها ..

و.. (ربما) حينها يرفع عينيه اليها كما الآن فيتقطع قلبه قطعا قطعا وهو يناظر عينيها وكل قطعة من ذاك القلب تصرخ انها تهواها

اخذ خليل يشتم حذيفة في سره لانه رماه هكذا في هذا قلب موقف يهرب من مثيلاته منذ سنوات ..

كيف يمنع نفسه الآن من ان يغرق في زرقة حجر الشذر المشعة من عينيها .. كيف يستطيع ان يمحو ذكرى كلمات الألم التي أطلت يوماً من تلك الزرقة في ظلمة الليل وهي تنفلت بشكوى همها له وحده ...

له .. هو ... وحده...

يسحق اسنانه وهو يعاود توبيخ نفسه

" تبا يا خليل .. لست مميزا لها لتشكوك همها على نحو خاص .. ثم من قال انها كانت تشكو همّاً ؟! ربما فقط كانت متضايقة من شجار عادي مع احدى بنات عمها يا غبي .. فتوقف عن فعل هذا بنفسك .. اجل مؤكد كانت متضايقة لا اكثر .. ربما .. تحن لبلدتها .. آآآه .. قلبي فداء لحنينها ذاك "

بدت ملامحها في حالة عجب ودهشة وحرج من صمته الاحمق ! اخذ يتنحنح ويتعثر بالكلام وهو يرد بغباء على تساؤلاتها " اجل .. لا ... اقصد.. جئت لأرى مديرة المدرسة في عمل .. حذيفة طلب مني .. هذا "

نظراته تخونه وهي تتعلق بملامح وجهها اكثر بينما يضيف بصوت خشن أجش

" نسيت ان اقول .. صباح الخير .."

رمشت وهي تتورد لتقول بمزيد من الحرج

" اسفة وانا ايضا نسيت .. صباح الخير .."

تطرق بنظراتها وهو يحدق فيها ...

انها المرة الاولى التي ينظر اليها مباشرة هكذا وعن هذا القرب المعذب وفي وضح النهار الحارق ...

يشتم نفسه في سره ( أزح نظراتك عنها يا غبي .. توقف عن التورط أكثر في هواها )

لكنه كان غبياً كفاية كي لا ينصت لصوت التأنيب ... فؤاده يحترق لكن لا نار تستطيع ردعه عن النظر اليها الان ...

فيتشرب تفاصيلها ويغرق كأبله أكثر وأكثر...

كانت نحيلة القد لكنها طويلة القائمة تكاد توازي طول قامته .. وجهها قبالة وجهه ينظر اليه كما كان ينظر اليها في عرس عبد الرحمن ورباب ...

بشرتها تميل للسمرة ..! ليست حنطية كما ظنها دوماً .. بل تميل لسمرة خفيفة محببة تجعل لون عينيها أشد بروزاً وابهاراً ...

يا رب الرحمة .. يجب ان يقول شيئا لينشغل بعيدا عن التحديق بها هكذا والا سيرعبها اذا لمحت نظراته والتقطت مشاعره فيها ...

تنحنح مرة اخرى ليقول بابتسامة " هلا وصفتِ لي اين اجد مكتب المديرة لو سمحتِ ؟"

رآها كيف تمسد بارتباك على جانب تنورتها الطويلة الفضفاضة وتحركت شفتاها وكأنها تنوي ان تقول أمرا ما لكنها تراجعت وهي تطرق بوجهها للارض قائلة بخفوت

" تفضل من هنا .. سآخذك اليها بنفسي.."

استدارت وشعرها المرفوع كذيل حصان طويل يتمايل مع حركة جسدها فتتعلق نظراته بتلك الخصل القمحية وهو يعود بمخيلته الى ماضٍ يعود لبضع سنوات مضت..

الى المرة الاولى التي رأتها فيها عيناه.. تترجل من سيارة اجرة بصحبة الخالة ابتهال التي احضرتها بنفسها من بلدتها ..

وقد كان هو موجوداً بصدفة قدرية يقف على باب بيت الصائغ يرن الجرس في احدى زياراته غير المنتظمة لاخته خلود ...

فرآها .. شذرة .. من حجر كريم بلون عينيها اخذت اسمها .. يلفها ثوب حداد اسود .. تائهة النظرات .. وجلة ... تتشبث بذراع الخالة ابتهال وتبدو وكأنها توشك على البكاء ...

ومنذ تلك اللحظة التي رآها فيها ضائعة ... ضاع هو معها..

ذاك الحزن الذي لفها ونظرة الضياع لا يزال يذكرها في عينيها في اول حضور لها الى بيت العطار .. حزنها وضياعها قد وجدا طريقهما ليتحدا بشعور دفين قديم في قلبه هو ..

انه شعور اليتم ...

لهف قلبه عليها ماذا فعلت به ذاك اليوم !

في ذاك الوقت كانت امه قد تزوجت منذ بضعة أشهر وسافرت مع زوجها تاركة العاصمة لبلدة صغيرة ، فكان شعوره باليتم في أوجه ليجد صدى له في شعور شذرة منذ اللقاء الاول...

ومرت الايام .. وبدت شذرة له ايقونة مختلفة بشكل واضح عن بنات العاصمة .. بحياء من نوع آخر وتحفظ واضح تلقائي وملامح دهشة تتقافز عفويا على وجهها عندما ترى فتيات بسنها اكثر انفتاحا ... بينما تنكمش هي غريزيا بحكم تربيتها وبيئتها من البلدة ...

يناظر خليل الآن مشيتها الثابتة الواثقة وهي تقوده لغرفة المديرة و... فكر ..

مؤكد تغيرت شذرة عما كانت عليه اول حضورها وقد كبرت ونضجت وخالطت مجتمع العاصمة خلال السنوات القليلة الماضية واندمجت معه وان حافظت على حشمتها وذاك التحفظ الرزين المتأصل فيها ...

عندما أتت العاصمة كانت صغيرة .. للتو قد فقدت اهلها .. صغيرة و .. بعيدة ...

آآآه .. انها بعيدة كبعد حجر ثمين مستكين في قاع بحر عميق لا يجرؤ هو على الخوض في شاطئه حتى ...

فالبحر ليس بحره ولن يكون يوماً ..

ولم يطل الامر ليدرك هذه الحقيقة .. اذ سرعان ما استفاق مما ربطه بها ليذكر نفسه بالواقع..

ليتذكر من هي ومن هو ....

اصلها واصله ... انتماؤها وانتماؤه ...

وكلما تذكر المزيد من الحقائق كلما ابتعد خطوة عن ذاك الشاطئ المغري ..

خطوة ... تتلوها خطوة ..حتى بات الشاطئ بعيدا جدا....

اذن ... ماذا يفعل الآن بالضبط ؟! انه يتبع خطواتها بدلا من ان يهرول مبتعدا للطرف المعاكس !

ابتعاد عاهد نفسه وكرامته ورجولته عليه ..

التفتت اليه فجأة حتى كادت ترتطم بصدره فتستعر النار فيه لمجرد الفكرة المجنونة..

ينتابه دوار وضربات قلبه تصدح وتلمع عيناه بينما هي غافلة عن كل هذا وقد أبت النظر اليه كعادتها الخجول لتقول في خفر وهي تشير لاحد الابواب القريبة

" هذه غرفة الادارة ... بالاذن منك .."

ثم تركته ومضت ...

اخذ خليل يشتم حذيفة مرة جديدة وهو يشعر برغبة حارقة كي يترك كل شيء ..

يترك كل شيء ويهرب ... اليها ...!

يغوص في بحرها ويغرق حتى يصل العمق ...

تصلبت ملامحه ومشاعر قديمة بغضب العجز تتوقد ...يحيد بوجهه بحركة حادة ليواجه بنظراته باب مكتب المديرة ثم يرفع قبضته ليطرقه .. لكن قبل ان يفعل رن صوت رجل في اذنيه " مرحبا انسة شذرة .. "

في لحظة التفت رأس خليل بعنف تلقائي عاقدا حاجبيه وتضج شراسة من نظراته وهو يرى رجل شاب طويل ونحيف بملابس رياضية يبتسم لشذرة التي اوقف مسيرها في الممر بينما يسمع رد شذرة بنبرة خافته ناعمة بعفوية احرقت اعصابه " مرحبا استاذ مصعب.. ظننتك اعتذرت عن مراقبة الطلاب في وقت الامتحانات النهائية.."

تجلجل ضحكة مبالغ فيها من المدعو مصعب وهو يبرر " المديرة رفضت طلبي للاسف و وبختني باسلوبها العابس وكأني احد التلاميذ المشاغبين قائلة (كونك مدرس الالعاب الرياضية لا يمنحك الاذن لتغيب عن المراقبة ) وبعد التماسات وشروحات لاسبابي وافقت ان تقلل لي ايام المراقبة .."

هزت شذرة رأسها وهي توشك على التحرك لاكمال طريقها عندما اعترضها مصعب مضيفاً باسلوب يبدو ظاهريا انه طبيعي

" عفواً هلا اخبرتني بموعد بدأ امتحانات الصف السادس ؟ اظنهم سيبدأون مباشرة بعد انتهاء امتحانات الصفوف الدُنيا ... لكني .. لا اعرف التواريخ ولا اجيد البحث والسؤال .."

تقبضت يدا خليل ونبض كل عرق حيّ في جسده وهو يستمع لذاك الحوار الذي يبدو عاديا بين أي زميليّ عمل لكنه يلتقط من الشاب اشارات اهتمام واضح ...

جسده كله بات يرتعد بالغضب والغيرة وقدماه تأخذانه بخطوات تهز الارض تحتهما بينما تسمع اذناه ردها البارد المقتضب "الجدول عُلق اليوم صباحاً على اللوح في اخر الممر .. عن اذنك يجب ان أعود لمراقبة الطلاب فلم استأذن الا خمس دقائق ... "

ثم سارت في طريقها دون ان تنتظر رداً من مصعب ذاك ...

تسمرت خطوات خليل مكانها لبضع لحظات قبل ان يجبر نفسه على أن يعود أدراجه الى مكتب المديرة .. تقاطرت بضع حبات عرق على جبينه بينما يطبق فكيه بقوة ...

طرق الباب فيسمع صوتاً نسائيا هادئا (تفضل) وقبل ان يدير مقبض الباب ليدخل ألقى نظرة خاطفة ناحية الشاب فوجده ما زال مكانه يناظر خطوات شذرة المبتعدة بتفكير غامض...

ابتلع خليل ريقه بصعوبة وكأنه يبتلع حجراً مسنناً.. وها هي (ربما) جديدة تتقافز في رأسه وتعذبه ... فـ.. (ربما) هذا الشاب يفكر جدياً ان يرتبط بشذرة ....و.. (ربما) تراه مناسبا لها لـ..ـترضى به ... وتتزوجه !

يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t363302-154.html


فاطمة كرم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس