عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-18, 08:59 PM   #1907

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي 2

بيت عائلة جوري ... ظهراً

غرفة الضيوف ..



دخلت جوري عاقدة الحاجبين تتساءل

" ماذا يحصل هنا ؟"

عيناها مرتا على اخويها اولا.. عمر الاكبر الذي يكاد يبلغ الاربعين وعلى يساره وبشرارات انفعالية تقدح منه يقف اخوها الثاني بشار الذي أتم السادسة والثلاثين الاسبوع الماضي...

واخيرا ... كان .. زوجها .. يجلس بمفرده على احدى الارائك ... بارد متباعد لا ذرة انفعال او عاطفة تطفو على ملامحه ..

عيناها في عينيه .. ونبض متصل بينها وبينه..

امها تتململ جوارها في قلق وهي توصيهم

" رجاء لا اريد صوتاً مرتفعا يصل اسماع والدكم .. انه ليس بخير اليوم .."

قالت جوري وهي تشير ناحية مهند بهدوء

" من دعاه للحضور ؟"

كان عمر اول من تكلم وهو يعبر باختصار (كعادته) عن لبّ الموضوع الذي أجتمعوا لاجله " امي اخبرتنا عن رغبتك بالانتقال لشقة منفصلة .. وحدك ..انت و حبيبة .."

صحّحت جوري ببرود شرس

" اسمها.. قطر الندى.."

ما زال مهند على نفس الواجهة الباردة بينما هدر اخوها بشار بانفعال متفجر

" هذا لن يحصل جوري.."

سارعت الام لتنهره بصوت صارم خافت النبرات " أخفض صوتك يا بشار .. "

بينما شمخت جوري بذقنها قائلة في اعتداد

" انا امرأة ناضجة وراشدة تخطيت الثلاثين .. املك حق تقرير مصيري .."

تقبضت يد بشار وهو يقترب منها قائلا بمزيد من الانفعال وهو يحاول ان يخفض صوته

" لا .. انت ليس لديك حق اذا كان يؤثر علينا نحن معك .. على اسرتك ونظرة المجتمع لك ولنا .. انت الآن بحكم المطلقة وستكون عليك قيود .. ولن تغادري بيت عائلتك لتعيشي بمفردك مع ابنتك .."

تصلبت ملامح جوري وهي ترد عليه

" لا احد سيلوي ذراعي يا بشار .."

لم يحتمل اخوها اكثر فامسك بساعدها بقسوة هادرا بها وهو يهز جسدها

" تبا جوري .. لقد دللناك كثيرا ومنحناك الكثير مما جعل ثقتك بنفسك تصل للغرور والتعنت ! لكن كفى .. كفى .. ستنفذين ما نقول رغما عنك .. ولا تحلمي بترك بيت والدك لتعيشي بمفردك .."

كانت جوري مشدوهة وهي تحدق بعيني اخيها وترى فيهما نظرات قاسية فيها انتقاص لاعتزازها بنفسها ...

نظرات هي الاولى من نوعها التي تراها منه نحوها ...

حاولت ان تتملص من قساوة اصابعه ودمعة قهر وغضب تكاد تفر من عينيها فتقاومها بشراسة اكبر وهي تقول له " اترك ذراعي .. لن تجبرني على شيء بتجبرك هذا .. "

خيال خيم قربهما وصوت مهند بدا حادا جليديا وهو يقول " ارفع يدك عنها يا بشار .."

ألتفت اليه بشار دون ان يفلت ذراع اخته هادرا بلهاث الغضب الذي تمكن منه " لا تتدخل انت يا مهند .. انها لم تعد تخصك بعد الان ولا اعرف لماذا اتصلت بك امي من الاساس!.."

بدت الام صلبة وصامتة بينما عيناها تطرفان ناحية ابنها البكر الذي ألتزم الصمت هو الآخر يراقب مجريات ما يحصل وما سيؤدي اليه..

قال مهند اخيرا بهدوء عجيب ردا على كلام بشار " لانها ما زالت زوجتي .. وستظل دائما ام ابنتي .. لذلك هي تخصني بشكل مؤكد .."

عفريت الغضب تلبس جوري فتهدر برفض قاطع " لا... لست اخصك بأي معنى من المعاني ... حتى قطر الندى لا تربطنا.."

ردها جعل بشار ينتفض بغضب مضاعف فجاءت حركة مهند وهو يسحبها من ذراعها الاخرى آمرا اياها بنبرة عنيفة لم يستخدمها معها يوماً

" اخرسي جوري .."

كانت صدمة لجوري وعيناها تتسعان وهما تحدقان بوجه مهند الذي حول نظراته ناحية الاخ الاكبر عمر متجاهلا بشار ليقول بصوت حازم " اريد الكلام معها بمفردنا يا عمر .."

بدا عمر مترددا وهو ينقل نظراته لامه فيحول مهند نظراته اليها ايضا قائلا باحترام خاص

" لو سمحت خالتي .. اريد ان اكلمها على انفراد.. انت لم تطلبي مني الحضور لو لم تكوني تريدين مني التدخل .."

بعنف شديد استعادت جوري قوتها لتنفض ذراعيها الاثنتين في ذات الوقت من تشبث اخيها بشار بواحدة وزوجها مهند بالاخرى ..

ثم هدرت بصوت مكتوم " لا احد على الاطلاق سيتحكم بحياتي .. انها حياتي أنا .."

وقف عمر على قدميه قائلا " لنتركهما معاً .. هو ما زال زوجها والاحق بالتفاهم معها .. على الاقل حاليا .."

ثم ركز نظراته على اخته .. ليمعن النظر في عينيها قبل ان يضيف " خاصة وان (ابنتنا) من تتشبث بالطلاق بينما زوجها يرفضه .."

كانت جوري تكز على اسنانها بينما تراقب عمر يسيطر بسلاسة على الموقف باسلوب دهائه المعهود فيسحب أمه واخاهما بشار المنفعل ويغلق باب غرفة الضيوف بعد مغادرتهم تاركين اياها بمفردها مع مهند ...

وضع مهند يديه في جيبيه بينما يتطلع لزوجته بقناع البرود الذي بدأ يزعجها فيسأل اخيرا " لماذا يهمك لهذه الدرجة السكن بمفردك؟ ما الذي سيعطيك اياه ؟"

تكتفت جوري لترد عليه بنفس اسلوبه وقد غلبت على نبرتها الاصرار والعزم

" رغم انه ليس من شأنك لكني سأجيبك .. اريد استقلاليتي .. لن يحجر علي ايا كان بين اربعة جدران بحجة اني بت .. مطلقة .."

مطلقة ؟! يكاد يفقد سيطرته ..

يكاد يأخذها بين ذراعيه هنا تحت سقف بيت عائلتها لينال حبها مرة جديدة .. لكنه يعرف ان اللعبة انتهت بالنسبة لها .. اجل.. لم تكن الا لعبة ونفذتها دون تراجع حتى اخرها...!

بكل قسوة وجبروت انثى جرحها هو حتى الصميم .. وهو خبير بتجريح قلوب النساء !

قال بهدوء ومنطقية " انت تعرفين اعرافنا وتقاليدنا يا جوري .. النساء لا يسكُنَّ بمفردهن وبيوت ابائهن مفتوحة .."

لتواجهه بالقول وعيناها الجبارتان تتسعان وسط وجهها الدائري الساحر

" ألم تعطني انت بنفسك المفتاح وقلت لي هذه الشقة لكِ .. ملككِ.. تستطيعين العيش فيها اذا اردت او استخدامها كيفما شئتِ؟! هل نسيت كلامك هذا يا مهند ؟"

فيرد مهند بنفس البرود الذي انتهجه معها

" لا لم انس .. لكنها كانت لعبة و اللعبة انتهت ..."

عقدت حاجبيها وغضبت عيناها وهي تتساءل باستهجان " لعبة ؟! هل كان كلامك لي ساعتها مجرد ... لعبة ؟!"

لا يعلم لم تذكر اللحظة قبلاتها له في اخر لقاء بينهما في تلك الشقة .. يا لها من قبلات حميمية حارة تشع عشقاً وغراماً تحاول نكرانه حتى امام نفسها ...

يرد عليها ببحة خاصة " اجل لعبة جوري .. وانت تعرفين جيدا اني لم اعطك نسخة المفاتيح لتعيشي في الشقة بمفردك مع ابنتنا .."

زمّت شفتيها وهي تقول بما يشبه خيبة الامل

" كنت تخدعني اذن ؟!"

يقترب منها كثيراً وينظر وسط بحر عينيها الداكن الاسود الغامض ليرد على اتهامها باتهام " لم تعودي في موقع يخولك وصم الاخرين بالخداع .. ام تراكِ انت من نسيتِ خداعك لي وتحايلك علي ؟"

للحظة بدت وكأنها تشعر بالذنب .. فنبض قلبه نبضة مسروقة لاجلها بينما ترد عليه وهي تحاول الثبات امامه

" انا لم اخدعك .. قلتها لك منذ البداية ان لا ضمانة اعطيك اياها .. قد اغفر وقد لا افعل .."

يضحك بخفوت فيستفزها رغما عنها لتهدر فيه " انا لم اخدعك مهند.. انت من خدع نفسه وتوهم ان غفراني تحصيل حاصل .."

رفع كفه امام وجهها وهو يخفض جفنيه مخفياً نظراته قائلا " كفى جوري .. الاوراق كلها الآن باتت مكشوفة.. من البداية انت كنت تخططين لتصلي للنقطة التي وصلنا اليها اليوم .. من البداية ونيتك ان نقف ها هنا متواجهين هكذا في مكان لا يجمعنا .. من البداية قررت ان ( لا غفران ) ...."

ثم يرخي يده ليعيدها الى جانب جسده ويرفع نظراته الدافئة اليها بتعابير حميمية

" وانا كنت مدركاً لهذا ومع هذا جازفت لاجل استعادتك.. كنت جادا تماما لأفعلها .. كنت صادقاً بكل ذرة مني عندما قلت اني .. اريدك انت وحدك .. اني احبك انت دون سواك .. اني اخطأت واريد غفرانك وأني سأفعل كل ما يستوجب كي ترضي وتسامحيني .. "

كانت عاقدة الحاجبين .. صدرها يعلو ويهبط وهي تنظر لعينيه بمقاومة قتالية .. ترفض كلمة (احبك) وهو يقولها بهذه البساطة الصادقة ..

يحمر خداها الابيضان انفعالا بينما يضيف مهند بصوت أجش " اعلم ان حياتنا مع بعض منذ ثلاث سنوات كانت مجرد عبث .. كلانا عبث بالاخر .. الفارق اني عبثت بك بغباء مني .. بينما انت .. جندتِ كل ذكائك ضدي .. ومع هذا .. انا اقولها واعيدها لك .. ما زلت احبك .."

شيء واحد فرض نفسه بينهما ليفرقهما .. عيناها تتحجران بمشاعر طالما كبتتها .. مشاعر اهانة انوثتها .. اهانة قلبها ..

قالت بشموخ واقتناع كامل " فات الاوان .. لم يعد ينفع.. لا استطيع ... لم يعد داخلي كأنثى يتقبلك كرجل ..."

ابتلع ريقه وهو يشعر بضربة موجعة منها ..

ابتعد للخلف وهو يتنحنح ويقول " دعك من هذا الكلام فلا أراه مجدياً.. فلنتكلم بخصوص موضوع اليوم وسبب حضوري .."

أخذ نفساً قبل ان يضيف بتأنٍ وهو يراقب ردود افعالها " سكنك بمفردك مع ابنتنا لن ينفع من كل الاوجه يا جوري .. خاصة واني انوي ان انتقل فيها قريباً للسكن بشكل دائم.."

قدحت عيناها بغضب ساطع وهي تقول بسخرية نارية " تسكن فيها ؟! بمفردك ام مع فتاة عشرينية اخرى وجدت فيها شقاوة الماضي الذي تحن اليه دوماً ولم اقدمه لك كما كنت تشتهي!"

فمه تحرك بطريقة مثيرة لحواسها كانثى وهو يتساءل بصوت أجش

" هل تغارين علي حتى الآن ؟ ..."

كانت اقوى منه في السيطرة على تأثيره عليها فتقول ببرود " رد متوقع من رجل مثلك يفكر ان العالم يدور حوله والنساء لا يفكرن الا به ... هائمات بغرامه كأنه شهريار زمانه ..."

أطرق بنظراته وهو يهز كتفيه بلا مبالاة ويرد عليها قائلا " حسن بما اني رجل نرجسي هكذا فأظنك تريدين الاستقلال بالشقة فقط كي تؤكدي لي انك جادة بالطلاق وبدأ حياة جديدة.. لكن.. "

رفع نظراته لعينيها السوداوين مضيفاً بجدية من نوع مختلف " فكري مرة اخرى جوري.. لا تدعي ابنتنا تدفع ثمن اخطائنا .. اخطائي انا على الاقل لاني معترف بها .. قطر الندى لا تستحق منك هذا "

مس الوتر الحساس فيها فتقول بنبرة منفعلة

" تتهمني اني اؤذي ابنتي ؟!"

فيرد محاولا اقناعها بما يعلم جيدا انه يؤثر فيها " بل تأخذك عزة النفس لتثبتي امرا .. لكن ابنتك ستتأذى من هذا الوضع .. مجتمعنا صغير نسبيا ولا يتقبل فعلتك هذه ان اقدمت عليها .."

تقبضت يداها وهي تطرق بنظراتها للارض ..

اشفق قلبه عليها وما تعانيه لتستعيد كرامتها وعنفوانها ...

هو السبب .. هو من فعل بها هذا دون ان تستحقه منه .. هو من اضاعها .. هو من آذاها وآذى ابنتهما ..

شعر بالاختناق وغصة مرارة يمقتها...

قال اخيراً وهو يبتلع مرارته " فكري ملياً بكلامي يا جوري .. وانت ستدركين انه كلام العقل .. قد نكون .. خسرنا علاقة تربطنا .. لكن قطر الندى هي الاهم الآن .. ولن انكر انك تهميني ايضا وسأكون مطمئنا عليك وانت في حمى بيت عائلتك .."

أبعد نظراته عنها وقرر المغادرة فالامر مؤلم له بما فيه الكفاية ليرى نتائج افعاله وخياراته الى اين اودت به ...

تمتم بسلام عابر وهو يخطو ناحية باب غرفة استقبال الضيوف عندما جاءه صوتها بسؤال عجيب " لماذا تريد الانتقال للسكن بمفردك في الشقة ؟"

توقفت خطواته ودون ان يستدير اليها رد

" احتاج ان أكون بمفردي .. احتاج ان اعيد حساباتي .. وأن اسجل الخسارات .. من جديد.."

ضحك بخفوت ساخر قبل ان يضيف

" انا بارع في حساب الخسارات يا جوري .."

ثم أكمل خطواته مغادرا وجوري ترقبه...



يتبع ..........


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس