عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-18, 09:15 PM   #1330

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


ارتفع رنين هاتفها المختبئ في جيب سروالها الصوفي .. رفعته لتبتسم عند رؤيتها لاسم بشرى .. وردت على المكالمة على الفور مستمعة إلى صوت بشرى وهو يقول :- هه .. ما دمت ما تزالين قادرة على الرد على هاتفك .. هذا يعني أن شمس لم تقتلك غضبا بعد اكتشافها لمشاركتك في التخطيط للحفل المفاجئ ...

ضحكت قمر وهي تقول :- شمس لم تقتلني لأنها لم تجد الفرصة للانفراد بي بعد .. ما يزال الوقت مبكرا على إرخاء أدرعتي ..
ثم رق صوتها وهي تقول :- كيف هي الأم الجديدة ... هل تشعرين بتحسن اليوم ؟؟؟
مرت أيام على إنجاب بشرى طفلة رائعة بصحة جيدة تبدو نسخة مصغرة طبق الأصل عن أمها ... قمر كانت موجودة معها في المستشفى منذ اتصلت بها والدة بشرى مذعورة لتبلغها عن اضطرارها للخضوع لعملية قيصرية بسبب تعسر ولادتها ... لقد كانت موجودة عندما خرجت بشرى – ما تزال تحت تأثير المخدر – من غرفة العمليات .. وكانت موجودة عندما جيء بالطفلة الملفوفة ببطانية وردية اللون كي تراها والدتها ...
قمر كانت سعيدة جدا لأجل صديقتها المقربة ... التي أعلنت حملها بعد ما يقل عن شهرين من زواجها العام الماضي .. سعيدة .. إنما محملة بعبء إقناع الجميع بأنها بخير ... بأن حمل صديقتها بهذه السرعة في حين عجزت هي عن إنجاب طفل للرجل الذي تحب حتى بعد مرور ست سنوات على زواجهما .. مما أدى إلى خسارتها إياه .. لا يؤلمها كثيرا ... لا يثير غيرتها .. أو إحساسها بالفشل ...
هذا العبء ... هو الذي أرغمها على ترك جانب صديقتها بعد ولادتها مباشرة ... عاجزة عن تحمل نظرات والدتها القلقة وهي تراقبها أثناء حملها للصغيرة تحت إصرار بشرى المرهقة ... وكأنها كانت توشك على ارتكاب ما ترتكبه كل النساء العواقر فجأة ... التهام أطفال الغير على مائدة العشاء ..
أتاها صوت بشرى تقول عاجزة عن إخفاء إرهاقها :- أنا بخير .... وسأكون في أفضل حال في الحفل الذي تقيمه عائلة عامر بعد أيام بمناسبة الولادة إن تمكنت من الحضور ...
توترت أصابع قمر المحيطة بالهاتف وهي تقول :- تعرفين بأنني لن أتأخر عن الحضور إن استطعت .. إلا أنني ...
:- لا .... أنا لن أقبل منك أي عذر ... أنت ستكونين موجودة في الحفل وقبل حضور الضيوف أيضا .. أنت لست مجرد صديقة لي يا قمر ... أنت أختي ... وأنا أريدك إلى جانبي ...
ثم أضافت بجفاف :- كما أنني أؤكد لك ... بأنه لن يكون موجودا هذه المرة ... لقد وعدني عامر بأنه لن يدعوه ..
أغمضت قمر عينيها وهي تتذكر حفل زفاف بشرى الحفل الذي شهد إضافة إلى فرحة بشرى ... طلاق قمر .. عامر – زوج بشرى .. وخطيبها آنذاك – دعا رئيسه في العمل .. دون أن يفكر إطلاقا بأي سبب كافي يمنعه من أن يفعل .. وقمر نفسها ما كانت لتمانع لقاء خالد مجددا .. حتى وعلاقتهما تسوء شيئا فشيئا مع إصراره على رفض منحها الطلاق .. إذ أنها ما كانت تعرف بأن الحفل سينتهي بشجارهما على الملأ ... ثم رميه إياها بالطلاق هناك ...
( أنت طالق يا قمر ... طالق )
ما الفائدة ... من تذكر كل شيء الآن ؟؟؟ من التحسر على ما كان ... من رثاء رجل بالإضافة لأنه قد توقف منذ فترة عن أن يكون زوجا لها .. هو زوج لامرأة أخرى الآن .. ووالد لطفلها ..
:- قمر .... هل تسمعينني ؟؟؟
:- أسمعك ... وأعدك ... سأكون موجودة في الحفل ...
أنهت المكالمة وظلت للحظات تحدق في الهاتف الصامت حتى أخرجها من شرودها صوت شمس يقول من ورائها :- ما يمنعني من قتلك الآن .... هو أنك تبدين حقا في حالة سيئة بالفعل دون أي تدخل مني ...
التفتت قمر نحو شمس التي خطت لتقف إلى جانبها وهي تفرك أعلى ذراعيها المغطيين بأكمام فستانها الطويلة قائلة :- إلا أن محاولتك قتل نفسك من البرد ... لن تبعد عنك سخطي لفترة طويلة ..
ابتسمت قمر وهي تقول :- لا تنكري بأن سخطك هذا تلاشى تماما مع مرور الأمسية ... أنت كنت بحاجة لهذه الحفلة ... إذ ترهقين نفسك كثيرا بالعمل مؤخرا .. كما أنك تبدين مهمومة كثيرة منذ أسابيع ...
رفعت شمس رأسها تنظر إلى السماء السوداء .... الخالية تماما من النجوم وقالت :- لقد كانت تحب لسعة برد الشتاء ...
تشنج جسد قمر ... وهي تدرك الشخص المقصود بكلمات شمس .. فتمتمت :- هذا صحيح ...
أدارت رأسها كي تنظر إلى شقيقتها التوأم وهي تقول :- تتذكرينها كثيرا في الآونة الأخيرة ... صحيح ؟؟
:- لست الوحيدة ... بل الجميع ... مع اقتراب عيد ميلادها ... أذكر أننا كنا نخطط للاحتفال به .. ومفاجأتها قبل أن يحدث ما حدث ..
صمتت قمر للحظات ثم قالت :- نورا لا تتحدث في الأمر ... إلا أن الأمر يؤرقها أيضا ...
ارتسم شيء كالألم على وجه شمس وهي تقول :- خالتي تتذمر لأن الخالة يسرى لا تجيب اتصالاتها منذ رحيل بحر ... تتذمر لأنها لا تعرف أي شيء عن ..... تبا .... لا أحد منا يعرف أي شيء عن بحر منذ رحيلها يا قمر ... هل هي بخير ؟؟؟ هل تعاملها والدتها بشكل حسن ... أي نوع من الرجال يكون زوج الخالة يسرى ؟؟؟ أتراه يحكم على بحر وعلى أفعالها ؟؟؟ ولم تراه لا يفعل إن كنا نحن ... أفراد عائلتها .. أول من تخلى عنها ..
:- نحن لم نفعل .. نحن ...
قاطعتها شمس :- لقد فعلنا يا قمر ... أنا أول من تخلى عن بحر حتى عندما كانت روحها تنزف بين يدي .. ربما أنا لم أقل شيئا آنذاك ... إلا أن بحر عرفت ... لطالما كانت تعرف ...
رمشت قمر بعينيها وهي تقول :- تعرف ماذا ؟؟؟
تنهدت شمس بحرقة وهي تقول :- الأمر ليس مهما ... أنا أتذكرها لأن عيد ميلادها دائما كان يتبع عيدنا بأسابيع قليلة ... أتذكرها لأننا ما كنا نستطيع دائما الاحتفال بعيد ميلادها عندما كان عمها يحبسها فيرفض السماح لها بزيارتنا .. أتذكرها لأننا دائما كنا نحتفل بعيد ميلادنا مظللين بحسرة غيابها .. والأسف لأنها لم تعرف قط معنى أن يعبر لها أحدهم عن فرحته بقدومها يوما إلى الحياة ...
فكرت قمر بكلماتها .. ثم تمتمت :- أهذا ما يزعجك فحسب ؟؟؟ ما يمنعك من الاستمتاع بحفلتك ... بأحبائك من حولك ... بالرجل الذي تحبينه إلى جانبك ؟؟؟
لا ..... جوابها الصامت والذي لم تنطق به كان مسموعا لقمر .. إلا أن جوابها اللفظي كان :- وما الذي يمكن له أن يزعجني ... آمال الطويل تمتلك دورا محدودا للغاية في حياتي الآن ... إذ لا أضطر لرؤيتها إلا في المناسبات المهمة وتحت إلحاح أكرم الذي رغم كل ما فعلته ببحر ... هو أكثر حنانا من أن يحرمها من وجوده في حياتها خاصة بعد انهيار علاقتها بلقمان ... كما أنني ما عدت أرى علياء الطويل إطلاقا .. أما عملي فهو أكثر من مرضي في الآونة الأخيرة ..
:- أليس هناك شيء آخر يؤرقك ؟؟
:- لا ... كم مرة علي أن أقولها ..
قالت قمر بهدوء :- أنت تعلمين بأن معرفتي بحملك لن تمنحني إلا السعادة يا شمس ..
شحب وجه شمس تماما وهي تحدق بوجه توأمها .. والتي تابعت بدون تعبير :- لن أحسدك .. أو أتمنى لك غير السعادة .. لن أتحسر على شيء لم يكتبه الله لي ... أنت لست مضطرة لإخفاء الأمر عني ...
استغرقت شمس لحظات حتى تمكنت من استعادة رباطة جأشها ... حتى ويدها تتجه تلقائيا نحو بطنها الذي كان ما يزال مسطحا .. ثم تمتمت :- كيف عرفت ؟؟
:- منذ أصبت بالغثيان فجأة الأسبوع الماضي في منزل نورا أثناء حضورك صباحا لتناول الإفطار معنا .. وفقدانك الواضح للشهية منذ ذلك الحين .. ناهيك عن القلق والتوتر الباديان جليا عليك في الآونة الأخيرة ..
حدقت فيها شمس وكأنها تدرك لأول مرة بأن أعراض حملها كانت بالفعل واضحة للعيان .. ثم قالت :- أنا لا أخفيه عنك أنت ... هذا الطفل الذي اكتشفت وجوده قبل أيام فقط ... سيكون ابنك أنت أيضا .. أنا أعرف بأنك ستحبينه بالضبط كما سأحبه .
:- أنت تخفينه عن أكرم إذن ... لماذا ؟
الارتباك الذي بدا على وجه شمس أظهر أنها نفسها لم تكن تمتلك أي تفسير حقيقي لإخفائها عن أكرم حملها .. قالت قمر برقة :- ما حدث في الماضي لن يتكرر مجددا يا شمس .. بإذن الله ... أنت ستنجبين طفلك هذا .. وستربينه أنت وأكرم معا ..
:- هذا .... هذا ليس ما يؤرقني ..
:- ما الذي يؤرقك إذن ؟؟
بدا الشرود على وجه شمس للحظة قبل أن تتمتم :- هناك شيء ... شيء يدور في عقل أكرم ... شيء صغير .. بالكاد مرئي .. إلا أنني أراه بوضوح في كل مرة كان لا يدرك فيا أنني أراقبه .. هناك شيء يخفيه عني .. وأنا ... أنا خائفة يا قمر ..
تأملتها قمر متفكرة ... ثم تمتمت بابتسامة باهتة :- أنت حمقاء يا شمس ..
رفعت شمس عينيها الواسعتين نحو قمر التي تابعت :- الرجل ... لا يحبك فحسب ... الرجل يعشق الأرض التي تمشين عليها ... أنا لا أشكك بغرائزك... ربما هناك حقا ما يشغل عقل أكرم في الآونة الأخيرة ... شيء ربما هو يخفيه عنك بالفعل .. إلا أن هذا لا يتعارض إطلاقا مع حبه لك .. وتفانيه التام لك ..
تنهدت شمس قائلة :- أنا لا أشك بمشاعره ..
:- متى ستخبرينه إذن بأنك حامل ؟؟
:- أنت ماذا ؟؟؟
التفتت الاثنتان مجفلتين نحو باب الشرفة حيث وقف أكرم ... يحدق بهما متسع العينين .. قبل أن يركز نظراته في وجه شمس الشاحب .. ثم في بطنها المغطى بكفها المرتجفة .. قبل أن يكرر بخفوت :- أنت ماذا ؟؟
ازدردت ريقها قبل أن تقول :- كنت أنتظر انتهاء الحفلة حتى أخبرك ... أنا ... أنا حامل يا أكرم ...
للحظة ... كسى الجمود وجهه .. وكأنه لا يصدق كلماتها .. قبل أن يتكسر الجمود مرة واحدة وهو يردد هامسا :- حامل ..
بهدوء .. وبصمت .. وهي ترى الدموع تحتشد في عينيه وهو يقترب من شمس التي قابلت دموعه بأخرى مثلها .. انسحبت قمر مغادرة الشرفة عائدة إلى الحفل .. تتساءل إن كان الإنسان يستطيع أن يقتات على سعادة غيره ... دون أن ينال شيئا منها لنفسه هو ...




يتبع ..



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-03-18 الساعة 12:27 AM
blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس