الفصل الأول
حاولت داميتا أن تكتم عطستها . لقد كان حجابها يدغدغ أنفها .تساءلت كيف تحتمل النساء العربية ذلك الحجاب ؟ لقد كان جامعا حقيقا للغبار . www.rewity.com
ومع ذلك كفت داميتا عن الشطوى فقد خدمها الحجاب فى تلك اللحظة خدمات لا تقدر عندما اعتبروها واحدة من الوصيفات الكثيرات اللاتى يرتدينه . www.rewity.com
ولكن أى نوع من الطغاة يكون هذا الـ كلايتون بانور ؟ أنه يجبر النساء العاملات فى فندقه على ارتداء الحجاب المحرج من أجل إرضاء عملائه . ضبطت داميتا قدر استطاعتها قطعة القماش الزرقاء الداكنة لتخفى وجهها وعبرت البهو – الذى كان يشبه مدخل قصر السلطان – وهى متخفية . www.rewity.com
عندما وجدت نفسها أمام مكتب الاستقبال حدجتها موظفة الاستقبال بنظرة وهى تكتم تثاؤبها . تسللت الشابة إلى الداخل وتوجهت إلى لوحة المفاتيح حيث تناولت المفتاح المعلق فى حلقة بها تيكيت كتب عليه حرفا سى بى وقالت شارحة :
- إن السيدة كاليم فى حاجة إلى المفتاح الخاص بشقق السيد بانور . لقد ضلت إحدى الوصيفات الجديدات الطريق وطلب السيد بانور من المشرفة أن ترسل إليه مناشف نظيفة . www.rewity.com
تثاءبت الموظفة مرة ثانية وقالت :
- أعيديه دون خطأ قبل نهاية نوبة خدمتى .
أجابت الشابة المحجبة بلهجة مدروسة بعناية :
عادت وسط ردائها كثير الطيات إلى المصعد المخصص للعاملين . ضغطت على الزر الخاص بالدور الأخير وأطلقت زفرة ارتياح .إنها موجودة الآن فى أمان مؤقت . لم تكن المهمة صعبة كما كانت تتوقع – بعد أن عرفت اسم المشرفة .
لقد اختارت أن تتسلل إلى السيد بانور فى الساعة الرابعة صباحا لأن تلك الفترة تبدو أقل خطرا . www.rewity.com
انفتح باب المصعد وتقدمت الشابة وهى قابضة بإحكام على المفتاح فوق الأرضية المغطاة بالسجاد الكثيف تستجمع شجاعتها . وقفت أمام ضلفتى الباب الخشبى المحفور الخاص بالجناح الذى يشغله الرجل فى فندق بانور ، ودست المفتاح فى القفل حيث وجدت نفسها فى الردهة المظلمة . www.rewity.com
تساءلت لماذا ارتبطت لولا بشخص مثله ؟
عادة كانت تختار أشحاصا فى منتهى الرقى .
وبالحكم على كلايتون بانور من مظهر فندقه ، لابد أنه شخص له ذوق مشكوك فيه .... ومع ذلك فإن داميتا لم تنظم هذه البعثة من أجل نقد ذوق لولا ، وإنما من أجل إختلاس معلومات . لذلك لا بد أن تنتقل إلى الفعل وفى الحال . www.rewity.com
أعلنت بصوت رنان وهى تتوغل داخل الحجرة وتضئ مصباح السقف :
- لابد أن أتحدث معك يا سيد بانور ! وأسفة لإزعاجك فى هذه الساعة ولكن الغلطة غلطتك . ليس عليك إلا أن .... إيه .... لم أكن أعرف أنك ... لنقل مشغول ! www.rewity.com
اعتدلت الشقراء التى كانت ممددة بجواره ، وأسندت رأسها إلى كوعها ، وأخذت تحدج داميتا وقد بدا عليها مزيج من تعبيرات النعاس والخجل . وسألته :
- من هذه يا كلايتون ؟
اعتدل كلايتون بانور وانزلق الغطاء عن صدره العريض ، أخذ يتأمل بعين يقظة الجسم المغطى أمامه ، وتوقف نظره على صدرها البارز داخل الجزء المطرز بالذهب من ثوبها . قال :
- أفترض أنك واحدة من موظفاتى .... على أية حال إذا كنت قد اخترت الجزء المتأخر من الليل لتأتى تطلبين علاوة ، فأنت لست ذكية أيتها الغزال . www.rewity.com
كان يتحدث بصوته الممطوط المشوب باللهجة الاسترالية . ولم يبد غاضبا ولا مذهولا .كانت هيناه الزرقاوان تتأملان الشابة ويبدو الضول فيهما :
قالت داميتا التى صفقت الباب وتقدمت نحو السرير :
- لست من العاملات عندك . لقد حاولت الاتصال بك منذ ثلاثة أيام ولكن كلاب حراستك فى الدور الأرضى رفضوا أن أحدثك تليفونيا عن طريق التليفون الداخلى . يبدو أنهم ظنونى إحدى القاتلات المحترفات . www.rewity.com
قال بطريقة غامضة :
- لقد كنت فى اجتماع مع المهندسين المعماريين , إن لك عينين رائعتين , هل يضايقك ان تنزعى حجابك ؟
أطاعته " داميتا " بسرعة :
- إن هذا الحجاب مزعج للغاية عند ارتدائه . ما الفكرة من وراء فرضه على وصيفات الفندق ؟ إننى أتساءل : ما الذى يدعوهن لقبوله ؟ www.rewity.com
- بسبب المال – إننى أدفع لهن اجورا ضخمة , حتى يقبلن التضحية من أجل إرضاء خيال الزبائن , الذين يجدون هنا جو ألف ليلة وليلة . وانا اسف جدا لأن هذا التخفى قد ضايقك .
تململت الشقراء فى سريرها وقالت :
ولكن عينى الرجل لم تغادرا " داميتا " :
- لا داعى لأن نكون جافين يا " مايرا " – فالحياة تصبح كئيبة دون بعض التغييرات الممتعة من هذا النوع .
جلست " داميتا " على المقعد زى المساند بالقرب من السرير . قالت له :
- كان من الممكن ان نسرع لولا وجودها هنا . ولما لم أزعج نومك فلابد ان اتحدث معك . www.rewity.com
قال لها " باتور " وهو يضيق من عينيه :
- ألم يقل لك قط . إنه ليس من الأدب طرد الناس ؟
قالت " داميتا " بصبر ناقد :
- الموضوع ليس سوى انجذاب جسدى وليس عليها سوى ان تعود بعد قليل . www.rewity.com
تأمل " بانور " زائرته بضع لحظات ثم التفت نحو رفيقته وقال لها :
- انهضى يا " مايرا " وسأتصل بك بعد الظهر .
ولكن الشقراء صمتت عندما فهمت تعبير وجه " بانور " . ارتدت ملابسها وهى متأففة , بعد أن نهضت من الفراش واتجهت نحو الحمام . حيث أغلقت عليها الباب .
- حسنا ايتها الغزالة الجميلة ... هل تريدين الحديث ام تريدين أن تحلى محلها ؟ www.rewity.com
- أرجو المعذرة ؟
- إذن لديك حقا نية الحديث .. يا للخسارة , لقد كنت أفضل أن تكونى قد وقعت فى حبي . www.rewity.com
نهض من الفراش وسار نحو الدولاب وهو يقول :
- من الواضح الجلى انك تعرفين من انا , أما من ناحيتى انا فإننى أجهل هويتك ... هل تشرفيننى بان تقدمى لى نفسك ؟
لم تتوقع " داميتا " هذا الاستقبال . بدا أن " بانور" تقبل تطفلها بفضول مشوب بالمرح . شئ غريب ! www.rewity.com
سألها وهو يرتدى روبا منزليا من القطيفة الارجوانية .
- ما اسمك ؟
- " داميتا " ... " داميتا شاهتسى "
إنه رجل حسن فعلا . لقد أحست الشابة بتقلص فى معدتها لقد بدأت تفهم لماذا ارتبطت " لولا بـ " بانور " وهى المعروف عنها عدم انجذابها الى جنس الرجال . www.rewity.com
لولا أن شعره الأسود شابه بعض شعيرات بيضاء عند فوديه , لما أعطيته " داميتا " اكثر من خمسة وثلاثين عاما . كانت ملامح وجهه متناسقة وشفتاه جميلتين وعيناه بلون أزرق داكن . حيث تلاعب فيهما المكر والجاذبية . كانت عضلاته تبرز تحت بشرته مثل الجواد الأصيل وكان منظره فاتنا , حتى إن " داميتا " اضطرت الى تحويل بصرها عنه , أحست بأنفاسها لاهثة وبخديها يشتعلان يا للحماقة ! www.rewity.com
إنها لا تتأثر بأى جمال رجالى . لماذا هذا الاضطراب ؟
قال بعد أن ذهب ليجلس على حافة السرير . وأخذ يتأملها بإمعان :
- " داميتا شاهتسى " .. إن اسمك إسبانى وايرلندى فى أن واحد لماذا ؟ لايبدو عليك انك ايرلندية , وعيناك الواسعتان السوداوان تدلان على أنك من أصل البحر الأبيض المتوسط . www.rewity.com
رفع الحجاب الذى يغطى رأسها مما كشف عن شعرها الاحمر , عندما رأه ابتسم :
- ها هى فتاتنا ذات الأصل الايرلندى ! إننى دائما مجنون بحمراوات الشعر. www.rewity.com
- حسب ما ورد فى الجرائد . انت تحب النساء بصفة عامة .
- نعم . انا مغرم بالنساء . إنهن يفتتننى دائما .
- فى اى مكان . ولكنى لا اعتبر النساء مجرد لعبة للتسلية وانما رفيقات وصديقات ممتعات .
- وتلك الموجودة فى الحمام ؟ رفيقة ام لعبة ؟