عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-18, 09:09 PM   #2257

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت محسن الصائغ المجاور لبيت الصائغ الكبير .. غرفة عقيل ..




كان عقيل يغلي وهو يحطم اغراضه في غرفته لتدخل عليه امه هلعة من الاصوات العنيفة التي وصلتها حتى الطابق الارضي فتصدم وهي ترى ثورة ولدها البكر وقد حطم بعض اغراضه ويواصل تحطيم المزيد ..

هتفت به بتلك الصدمة

" ماذا هناك ؟ ماذا يجري ؟!!"

نظر اليها ولدها المراهق الذي قارب السابعة عشرة بنظرات تفيض بثورة غضبه المستعر التي افلتت منه ليهدر في امه دون شعوره

" اتركيني وحدي امي .. اتركيني .."

اوشكت رحاب ان تفقد اعصابها معه لكنها تمالكت نفسها وتذكرت نصائح محسن لها كيف تتعامل مع ثورات ابنهما لتقول بحزم امومي " اخفض صوتك وانت تكلمني .. واحمد الله ان والدك خرج في احدى شؤونه فلو كان هنا لكان غضب منك اشد الغضب لصراخك وعنفك الغريب هذا ..."

ضرب عقيل بقبضته على سطح منضدة الدراسة خاصته وانفاسه تهدر في غضب متفجر بينما رحاب تحاول ان تحافظ على برود اعصابها لتتفاهم معه ..

في تلك اللحظة دخل ولدها الاخر سامي ومن تعابير وجهه علمت الام انه يعرف ما حصل مع اخيه الاكبر فسألته بنفس النبرة الحازمة

" اخبرني انت يا سامي ..ماذا جرى مع اخيك؟"

رد سامي بحذر وهو يتطلع لاخيه

" لقد تشاجر مع فتى في الشارع .."

ما زال عقيل بوقفته جوار منضدة الدراسة وقبضته متقلصة فوقها وانفاسه تزأر في صدره..

سألت الام ابنها الاصغر

" لماذا تشاجر ومع من؟"

فرد سامي بنفس الحذر " تشاجر مع..."

عندها التفت عقيل برأسه ناحيتهما ليصرخ في سامي مقاطعا اياه " اخرس.. لا تتدخل .."

عندها انفعل سامي هو الاخر ليرد بصراخ موبخ لاخيه الاكبر " لماذا انت غاضب ؟! لقد اشبعته ضربا ولن يعيد الكرة مع سوسو .."

هنا ارتفع حاجبا رحاب للاعلى وتساءلت بدهشة " مع سوسو ؟! هل لسوسو علاقة بما يحدث الآن ؟"

تنهد سامي بينما عقيل يضرب بقبضته مرة اخرى ليقول سامي ببعض الملل

" كانت في السوق القريب تشتري بعض الحاجيات وفي طريق عودتها اعترضها حسام .. تعرفينه .. ذاك الابله الذي يظن نفسه معشوق فتيات الحي .. بيتهم على بعد شارعين من بيتنا "

للحظة شعرت رحاب بالاستمتاع مما تسمعه بل تكاد تنفجر ضاحكة وهي تدرك ابعاد الموضوع .. لاتصدق ان الاطفال كبروا هكذا !

حاولت ان تتشبث بقناع الام الحازمة وهي تسأل باهتمام

" ماذا تقصد اعترضها ؟! تحرش بها ؟!"

فيرد سامي بتعجل وهو عابس الوجه

" اظنه كان يحاول ان يكون ظريفا بسخافته الممجوجة .. لقد استحق ضرب عقيل له .."

عندها هدر عقيل وهو يخطو بعنف من امه

" هذه الطفلة الغبية يجب ان تدرك انها كبرت ولم يعد ينفع ان تخرج بمفردها بـ .. بـ .. تلك الملابس التي .. لا تليق بها .."

تنظر الام لولدها الكبير باحساس مفعم بالامومة الفخورة .. لا تستطيع ان تكتم احساسها برجولته التي تنضج لتأخذ قالب ابيه واعمامه..

غضبه هذا وحمائيته وغيرته على اهل بيته عندما تنصقل بشكل صحيح سيغدو رجلا رائعا خلال سنوات..

تدخل سامي ليبدو الطرف الانضج في هذا الحوار العجيب " لاتكن ظالما يا عقيل .. انها تلبس كبنات سنها .."

حدجه عقيل بنظرة غضب فائر ليصرخ به

" اخرس انت ...وغادر غرفتي .."

تدخلت رحاب لتوقف بوادر الشجار بين ولديها قائلة بتوبيخ " تأدب مع اخيك .. لم يخطئ معك في شيء ..."

شوح سامي بيده وهو يقول " انا مغادر ..."

اخفت رحاب بسمة حانية وهو تراقب خروج سامي ذي الاربعة عشر عاما بقامته التي ينتظرها ان تطول في اقرب وقت ..

دوما كان المفضل عندها بقلبه الكبير وعفويته بالتعبير وتصرفاته الناضجة التي تتسم بالبساطة وحرارة التعبير لمن يحبهم ..

قطع عليها افكارها الحانية هذه صوت بكرها الذي ما زال يموج بالغضب هادرا بغيظ شديد " امي هذه الطفلة تحتاج لمن يعلمها ماذا .. يجب ان تلبس ..."

التفتت لعقيل تراقب وجهه الذي يظهر خشونة الشباب المقبل .. لاول مرة تراه يشبه عبد الرحمن اكثر من شبهه بابيه ..

رأت في عينيه احساسا ما صدمها بعض الشيء.. هل حقا ما تستشعره ؟ ام انها هبات مشاعر طبيعية في سنه ستزول وتتطاير مع رياح الشباب والنضوج ..

قالت رحاب اخيرا وهي ترفع يدها لتمسد على لحيته الخفيفة " امممم فهمتك .."

حرك رأسه بعنف ليبعد يدها المربته بنوع من الخجل لتصرفها الامومي بينما يضيف بغضب اقل وارتباك مفاجئ وحنق مضحك

" ويجب ان تفهم ايضا انها كبرت حتى وان كان عقلها بحجم عقل نملة ! ولم يعد مناسبا ان تخرج بمفردها .."

للمرة لا تعرف كم اخفت رحاب ضحكتها بشق الانفس وهي تداعبه بالقول

" كما تشاء .. هل هناك اوامر اخرى ؟"

عبس بشدة وعقد حاجبيه بتمرد بينما يقول بغيظ وبرود هذه المرة

" ارجوك امي اتركيني بمفردي .."

هزت رحاب كتفيها وهي تستدير لتغادر بينما تقول له " اعد ترتيب غرفتك واصلح ما يمكن اصلاحه مما كسرته بثورتك هذه.."

يكز عقيل على اسنانه وتعاوده ذكرى رؤيته لتلك الطفلة الحمقاء وهي تقف وسط الشارع مرتبكة خائفة وذاك الابله يتحرش بها وهي بكل غباء لا تعرف كيف توقفه عند حده بل تتسمر مكانها كالحجر ..
لم يشعر الا وقبضته تضرب الحائط هذه المرة!


يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس