عرض مشاركة واحدة
قديم 20-03-18, 09:05 PM   #2617

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي 2

فجراً....
بيت الصائغ .. غرفة الحاجة سعاد ..

ساعدت حماتها لترقد في سريرها وهي تسمع تمتماتها بالشكر ودعواتها المعتادة بأن يكرمها الله بالذرية ...
استسلمت الحاجة سعاد للنوم مباشرة كطفلة بينما تقف خلود جوارها تخنقها عبرة البكاء المكتوم ...
لقد بكت البارحة كثيراً وهي في الحمام والماء يهطل فوق رأسها مخفيا بضجيجه صوت بكائها فلم يشعر بها احد ...
فقط حذيفة ظل يحمحم قرب الباب ويضرب بقبضته بين الفينة والاخرى منادياً لها بخشونة صوته " ماذا تفعلين تحت الماء كل هذا الوقت يا هبلاء ؟! سيتكرمش جلدك ويتجعد ولن نجد مكواة تفرده ..."
فيزداد بكاؤها وقلبها يتوجع وجع السنين.. تكتم شهقاتها بيدها وهي عاجزة عن الرد ومخيلتها ترسم لها صورا لحذيفة وهو يحتضن رقية ببطنها الكبيرة التي تحمل طفله ...!
آآآه من هذا الوجع الذي ينهشها ويحرقها في الآن ذاته .. بينما زوجها لاه عن اوجاعها لا يراها ولا يسمعها فيشاكسها ويناغشها بالقول الضاحك
" هل قررتِ المبيت في الحمام الليلة يا هبلاء؟! استطيع المبيت جوارك لا امانع .... لكني احذرك المكان ضيق وسأفعصك فعصا .."
وبشق الانفس اخرجت صوتاً لترد عليه
" سأخرج بعد .. قليل .."
يضحك وهو يرد متهكماً بنبرة فيها عاطفة عفوية " نساء لا يفقهن الا لغة التهديد .. انا انتظرك في سريرنا الواسع يا مسحورة حتى تحكي لي حكايتك هذا اليوم ..."
اخذت تهز رأسها وكأنه يراها بينما تسمع صوت ضحكاته يبتعد من خلف الباب ..
وظلت بعدها لدقائق طويلة بحالة تبلد حتى استعادت تركيزها لتستحم بجدية هذه المرة وتطيل الاستحمام عن عمد ...
وعندما خرجت اليه تنفست الصعداء وهي تراه ممددا على ظهره فاردا ذراعيه للجانبين غلبه النوم مرة اخرى وصوت شخيره العالي يهز اركان الغرفة ...
تقدمت نحوه وألقت نظرة لساعة الحائط لتجدها قرابة التاسعة !
تنظر لوجهه المرهق وقد فتح فمه قليلا .. عضت شفتيها وهي تفكر انه يجهد نفسه بالعمل .. هو اكثر من باقي اخوته يحتاج لسند (الولد) ..
لم تحتمل وهي تشرق بدموعها وتميل للسرير لتندس جوار حذيفة دون ان تلمسه ...
انها ممزقة بين ولائها له وعشقها الذي لا يعرف الحدود وبين غيرة حارقة عليه وغضب مؤلم منه ..
وظلت على هذا الوضع لساعة او اكثر تتقاذفها اسوأ الافكار وهي تحدق في وجهه النائم حتى لم تعد تحتمل فغادرت السرير وذهبت لتطمئن على سوسو لتجدها قد نامت هي الاخرى في سريرها بعد انهاك الدراسة استعدادا لامتحان نهاية العام للصف السادس الابتدائي فغطتها وهي تملس على شعرها الذهبي وبدلا من أن تعود لزوجها قررت ان تنام الليلة جوار حماتها .. وهكذا كان ...
تطلعت خلود لغرفة حماتها وضوء الفجر بدأ يشق الظلمة فتحركت لتقترب من الشباك تشكو لله همها واوجاع قلبها والشكوك والغيرة التي تقلبها تقلبيا على نار الجحيم...



يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس