قبل أن يجلسوا من جديد تقدم وائل من أباأحمد وهو يقول ...
عمي هل يمكن أن أعرف رأيكم بطلبي الأن ... اعتقد أنكم لا تحتاجون وقت لتسألوا عنا تعرفوننا وبيننا نسب سابق .... أحمد يعرفني شخصيا ... إذا لم يكن عندكم أعتراض على شخصي أنا ... لا داع إذا للانتظار والتأخير
أجابه أبا أحمد : إهدأ ياولدي الموضوع يحتاج وقت ثم الرأي الأول والأخير لشهد ....
أشار لهم بالجلوس وأكمل : لن أتأخر عليك بالرد أعدك بهذا ... ولكن أعطني مهله أسأل شهد وأعرف رأيها ...
لاتنسى ..لا يزال ماحصل أمس لم يبرد ..
عندما رأى بهاء أستعجال ولهفة إبن عمه قال ليسانده : نحن لسنا أغراب ياعم .... لماذا لا تسألونها الأن لنعرف رأيها ....
أيده محمد : ونحن موافقون على كل ماتقوله وماتريده
مع إصرار وائل وعائلته نهض أبو أحمد وتبعه ولديه ... خرجوا من الصاله حتى يسأل شهد عن رأيها
كانت شهد تجلس مع نساء العائله .... جلس أبا أحمد و حكى لهم كل ماحصل من طلب أكرم وولده إلى حضور كمال وعائلته وما قاله كمال وإصراره وتمسكه بها .. وأخيرا إصرار وائل أن يسمع رأيها الأن .......... لم يرغب بإخفاء شيء عنها ...
سألت شهد أبيها مارأيك أنت يا أبي
قال لها : الله شاهد أني لاأريد أن أفرض عليك شيئا ..... أنا أضعك بالصوره كاملة ... كمال واضح عليه الندم ... جاء ولم يرفع نظره بوجهي ... أحسست أنه عارف بغلطته ونادم عليها ... عائلته أيضا والحق يقال واضح عدم معرفتهم ورضاهم بما فعل ... وأبدوا تمسكهم بنسبنا
الأن خرجوا وهم يعلمون أن وائل تقدم لك ولم نعطه الجواب لحد الأن
لو علم كمال برفضنا لوائل لن يهدأ إلا إذا استعادك ...
وأنت توقعتي أن هذا ماسيحصل من البدايه ....
القرار بيدك وحدك إبنتي ... لك الحريه الكامله ...
عندما لم ترد شهد على أبيها بسرعة .... قال أحمد لها :
هل تحتاجين مهلة للتفكير ممكن أن نطلب منهم هذا
رفعت رأسها وقالت لهم
هل يمكن أن تسألوه لماذا يريدأن يتزوج مني رغم أنه كان شاهد على ماجرى يوم أمس خصوصا أنه لم يرني من قبل
أعرف رده أولا ثم أقول لكم رأيي الأخير
وعندما هم الجميع بالعوده للصاله لنقل سؤال شهد لوائل
أمسكت شهد أمجد من يده وفهم أنها تريده
قالت له وهي تسحبه بأتجاه المطبخ : تعال ساعدني بأحضار العصير والمعجنات ...
ما أن أبتعدا عن التجمع سألته : كيف هو شكله .. قل لي بصراحه ...
قال أمجد بجديه تحضر وقت اللزوم .. لماذا لاتطلبين رؤيته ... هذا حقك ...
ممكن أنا أرى شكله جيد لكنك أنت يكون لك رأي آخر ... ولا تنسي أن الشكل والمظهر جزء من كل .. لأن شخصيته وطريقة كلامه لهما دور مكمل للشكل
كم من شخص ترين شكله فيبهرك ولكن بعد أن يتكلم يسقط من نظرك
هو أيضا من حقه أن يراك ..... أدخلي وأجلسا جانبا وتحدثا ... أو ممكن أن أطلب منه أن يخرج للحديقه ... شهد هذه حياتك ... الموضوع ليس تحدي ومكابرة .... ورد لكمال على مافعله .... لن تستفيدي شيئا أن تعيشي حياتك مع أنسان لم تتقبليه وترتاحي له ...
أجابته شهد : إذا كان هو مقتنع أن يتزوجني دون أن يراني .... تريد مني أن أطلب رؤيته .... أنتم تمتدحونه ... حتى أنت قلت أني محظوظه لو تم الأمر ....
صحيح هو لم يرك لكن تذكري أن البنت التي كانت بالفيلم الكل علم أنها نسخه مشابهة لك .. يعني عنده فكره عن شكلك بالأضافه إلى أنه تعرف على شخصيتك وأفكارك وطريقة حديثك بردك يوم أمس ...
هذا يعني عنده صورة واضحة جدا عنك ... ليس مثلك أنت من لم ترين شكله ولا تعرفين أي شيء عنه .. فقط ماقلناه نحن
ماسمعته منكم يكفيني ... أنا فقط من باب الفضول سألتك عن شكله .. لايهم كل شيء قسمه ونصيب .. إن كان هو نصيبي فأنا راضية ومقتنعة به
أخذها من يدها وخرجا من باب المطبخ .. نظر أمجد من شباك الصاله المطل على الكراج والبعيد عن مكان الجلوس .. أشار بيده لشهد أن تقترب عندما تأكد أن لاأحد ينظر بأتجاههم ...
أشار لها على وائل ذاك الذي يرتدي بدلة رماديه ... بالصدفه كان وائل يجلس مقابل الشباك ...
نظرة سريعه ألقتها شهد من خلف الشباك لوائل كانت كافية لها ... قالت في نفسها الهدوء الذي أشعر به غريب ... إحساس مختلف عن ماشعرته سابقا
سحبها من جديد : هيا بسرعه فأبي عاد بالجواب
دخلا وهما يحملان العصير والمعجنات بينما كان أبيها يجلس وفراس وأحمد يقفان جانبا
وضعت شهد المعجنات على الطاولة الوسطيه بينما أبيها ربت على الأريكة بجانبه وهو يقول تعال بابا شهد هنا بجانبي
عندما نقلت له سؤالك ياشهد .... قال
وأنا استمع لها وهي تقف بكل ثقة ترد بالحجة وتثبت برائتها من تهمة ليست سهلة .... تمنيت أن أجد بنت بمثل هدوئها وثقتها وقدرتها على الثبات ....
طوال طريق عودتنا للبيت كان كل ماحصل يمر أمامي تذكرت حديث عريس الغفله قالها الأب مبتسما .... عن إلتزامها الديني الزائد ورفضها عقد الزواج وكأنها عيوب وليست مميزات ..جاء ببالي حديث الرسول الكريم عن مواصفات المرأة للزواج .. وقوله أظفر بذات الدين تربت يداك .... وأبنتك ياعم حسب ونسب وأخلاق ودين ...
اعتقد أي رجل يتمنى أن يحصل على زوجة لها هذه الصفات
أرى أن الكل مقتنع بالسيد وائل ..قالتها وهي تنظر لأحمد مبتسمه
أنا موافقة أبي ... إتفقوا أنتم على كل شيء .. حدد الموعد الذي تريده أبي
أنا فقط لي طلب ... لن يراني إلى أن يتم الزواج .... و يكون العقد في نفس يوم الزواج ....
كيف لن يراك قالها فراس بعدم إقتناع ... ألن تكون هناك فترة خطبه ... ألن تجلسي معه تتعرفي عليه .... كان هذا رأيك سابقا .....
شهوده هذا زواج عمر وليس تحدي ورد إعتبار .. يجب أن يكون قرارك عن إقتناع
عمو في المره السابقه كانـت غايتي من فترة الخطوبه أن يتعرف على شهد الأنسانه وأتعرف عليه ... نفهم بعضنا اكثر ...
ماذا كانت النتيجه .... لم أتعرف على شخصيته.... لم يخطر ببالي أنه بهذا التهور وسرعة الغضب ... بالعكس توقعته شخص أقرب للهدوء بحكم مهنته .... الأن تعلمت درسا مما حصل ... أننا لايمكن أن نعرف الانسان إلا بالعشرة .....
أنتم مقتنعون به وأحمد عاشره سنوات ويعرفه جيدا ... هو ليس غريب مثل كمال لا أحد يعرفه ... بل هناك علاقة عائليه وعلاقة صداقة طويله مع أحمد ... عندما أجد الكل متفق عليه ويمدحه .. إذا أكيد هو جيد ولا يوجد خلاف عليه .....
..........................................