عرض مشاركة واحدة
قديم 27-03-18, 08:50 PM   #2886

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي 3

عصراً ..

مقهى اسفل مبنى مكتب المحامية سناء ..



تمسح جوري فم صغيرتها من أثر العصير بينما ترتشف سناء قهوتها وهي تلمح نظرات الاعجاب التي تحوم حول صديقتها ..

لا تعرف كيف خطر ببالها هذا الخاطر لتسألها دون تفكير " جوري .. اتساءل ما الذي جعلك تقولين نعم للزواج من مهند ؟"

رفعت جوري نظراتها ببعض الدهشة لصديقتها فأضافت سناء وكأنها تشاركها افكارها قائلة " انت لم تكوني على معرفة به تجعلك تفضلينه عن غيره كثيرين ممن تقدموا لخطبتك وكانوا متلهفين لرضاك.. وكان لهم مميزات افضل من مهند النعماني .."

تبتسم جوري وهي تقول بممازحة " تقولين كلمة متلهفين بمبالغة يا سناء .. "

فترفع سناء حاجبيها عاليا ثم تقول بنبرة دهشة " مبالغة ؟! تطلعي حولك فقط .. كم رجل يناظرك باعجاب واضح .. "

دون ان تهتم جوري بالتطلع حولها فقط غمزت لسناء تناغشها بالقول " ربما يناظرونك انت "

تضحك سناء برقة ثم تهز كتفيها وترد بذكاء " شكرا للمجاملة الكاذبة ! لكننا ابتعدنا عن السؤال ... لماذا مهند ؟"

هذه المرة كانت جوري من تمعن النظر في صديقتها .. تعترف ان ربما شكل سناء عادي لا يلفت الانظار .. سمرة خفيفة .. بشرة ليست صافية تماما .. شفتان رفيعتان ذابلتان .. عينان صغيرتان بنيتان .. حجابها بسيط وعملي مع ملابس عملية ايضا لا تخلو من اناقة ...

ليست طويلة ولا قصيرة .. ليست بدينة ولا هزيلة .. هي تمتلك الصفات العامة التي قد لا تجذب من النظرة الاولى ..

لكن من يقترب منها ينجذب اليها تلقائيا .. فيها شيء جذاب كانثى .. نوع من الانوثة وهي تتكلم بصوتها الجميل وحركات يديها المميزة .. تجذب بضحكتها .. بلمعة عينيها.. بفطنتها .. بحبها للمساعدة .. بثقتها العالية بنفسها ... بادراكها انها تمتلك الكثير كانثى وكانسانة وانه لايُختزل بمجرد جمال زائل ..

مع هذا .. تبقى سناء مجرد انثى .. داخلها انثى قد تحن لاهتمام رجل او .. ربما لا تحن .. فجأة شعرت جوري انها تشبه سناء بطريقة ما فسألتها بفطنة

" لماذا لم تتزوجي حتى الآن يا سناء ؟ ولا تقولي لي بسبب مرض والدتك وحاجتها لك.. مؤكد كنتِ ستجدين رجلا يرتضي ان يشيل معك الحمل .."

ابتسامة صغيرة مرت على فم سناء وهي ترد عليها " هل اخبرك الصراحة ولا تضحكي علي ؟ ببساطة لانه لم يتحرك قلبي ابدا .. ربما يكون كلام مراهقات لكني اشعر ان هذا من حقي ولن اتزوج الا اذا تحرك قلبي حتى لو لم اتزوج على الاطلاق.. رغم كل مشاكل الطلاق التي اشهدها كل يوم الا اني مصرة أن اعيش زواجاً يبدأ بخفقة قلب .. "

ثم تهز كتفيها بحيرة محببة وهي تضيف بتفكير عاطفي جعلها تبدو كبنت مراهقة فعلا

" لا اعلم ما هو السبب الا ان ايا من الذين تقدموا الي لم اجد في نفسي قبولا ولا في قلبي ميلاً .."

عندها قالت جوري " وهذا هو ردي على سؤالك.. لم ارضَ بأي ممن تقدموا لي لانهم لم يحركوا قلبي .. "

ضيقت سناء عينيها وكأن جواب جوري جعلها تتوه اكثر لتقول " لكن لماذا مهند ؟! ماذا فيه ليجعل قلبك انت تحديدا بكل قوتك وصلابتك يجعله.. يميل ؟!"

شردت نظرات جوري وللحظة قلبها خفق خفقة شبيهة بتلك الخفقة قبل اكثر من ثلاث سنوات عندما التقت بمهند لاول مرة ...

قالت وهي تستذكر في مخيلتها ذاك اللقاء في غرفة الضيوف ببيت عائلتها " لا اعرف .. عندما تقدم للزواج مني كنت بعمر السابعة والعشرين .. واثقة معتدة اعرف اهدافي واعرف كيف احققها .. لكن فيه شيء اعادني صبية في السابعة عشرة وقلوب تتقافز من عينيّ .."

كانت سناء تمعن النظر فيها وتصيبها دهشة من نوع اخر وهي ترى صديقتها المميزة بمنظار مختلف بينما جوري تواصل شرودها في وصف الماضي قائلة بعاطفة بعيدة شعرتها في ذاك الوقت " فيه حرارة ونظرات عينيه جذابة خليط بين شقاوة وحرارة وشجن ..."

سألتها سناء " ألم تعودي تشعرينه هكذا ؟"

مسحة حزن مرت على وجه جوري وهي ترد بصوت مبحوح " ما زال كما هو ..! بل ربما أكثر .. خاصة الآن وقد اصبح يوجه كل مشاعره كرجل نحوي... لكن ..."

بدت جوري لاول مرة متوجعة ! شيء ما في تعابير وجهها اصبح يصرخ بألم ...

ألم من نوع اخر فسرته هي بكلماتها التالية

" هل تعرفين عندما تسعين نحو هدف واحد محدد بكل طاقتك بكل عنفوانك بكل شجاعتك لا تبالين بالخسائر الصغيرة لانك تحلمين بالفوز الكبير .. تتنازلين وتشحذين همتك بنفسك وبمفردك لتقفي بعد كل وقوع ولا تيأسي.. وفجأة ... تشعرين انك ارخصت نفسك جدا .. جدا ..."

انه الانكسار ... هذا هو الوصف ..

اخذت سناء تحدق بوجه صديقتها وتشعر بها بقوة .. تشفق لانكسارها ذاك وجوري امرأة صعب ان تنكسر .. صعب ان تعترف بالهزيمة.. انها امرأة صعب ان تعشق فقلبها منيع وللاسف عندما عشقت كسرها العشق ..

استرسلت جوري ولمعة في عينيها اشبه بدموع شفافة قائلة

" تلك اللحظة التي سمعته فيها يصارح والده برغبته الزواج من.. فتاة ...اخرى لانه يريد ان يعيش ما يفتقده جعلتني اهوي بقلبي وروحي واعتزازي بنفسي الى القاع ... تحطم داخلي شيء مهم للغاية لا يمكنني اعادة ترميمه .."

حاولت سناء ان تكون عقلانية معها ومتفهمة بالوقت ذاته فتقول لها " لكنك قلتِ بنفسك انه كان مشتت متخبط ولا يعرف ما يريد .."

عندها اشرقت تعابير جوري بالثورة .. بالغضب وهي ترد عليها ببعض الحدة " انا بشر يا سناء .. بشر .. تقبلت الكثير منه وابتلعت المر لاجله .. لقد .. لقد عاشرني مرة وهو .. وهو..."

لم تستطع جوري اكمال جملتها واخذ صدرها يعلو ويهبط بعنف فمدت سناء يدها تربت على يد جوري وهي تقول لها " اهدأي جوري .. انا اسفة حبيبتي .. لا اريد ان اؤذيك بتذكر كل هذه الامور .. انا اسفة حقاً.."

استعادة جوري رباطة جأشها خاصة عندما اخذت طفلتها تنظر اليها بارتباك ..

فتبسمت في وجه قطر الندى ومالت لخدها تقبله وهي تتمتم " لا بأس ..."

رن هاتف جوري برسالة نصية فالتقطته جوري وألقت نظرة ثم تنهدت وهي تعيد الهاتف على الطاولة وتسرح بعض الشيء ..

سألتها سناء بعفوية وتعاطف

" هل مهند يلح عليك بالرسائل ؟"

هزّت رأسها نفياً وقالت " مهند لا يرسل لي اي رسالة .. منذ اسبوعين واكثر لا يفعل .. "

ثم نظرت في عيني سناء مضيفة " الرسالة كانت من السيد عباس صاحب المطبعة .."

عقدت سناء حاجبيها لتتساءل

" ماذا يريد منك هو الآخر .."

فردت جوري ببساطة

" يريدني أن أعود للعمل.."

تنبهت سناء لتسألها " وما رأيك انتِ؟"

للحظة شردت جوري بتفكير قبل ان تقول

" لا اعلم .. اشعر اني لست مستعدة .. اشعر اني ما زلت معلقة في وضع ارفضه ويشتتني اكثر واكثر كل يوم .."

فجأة خطر ببال سناء خاطر فعرضته مباشرة

" جوري .. ما رأيك ان تأتي للعمل معي بالمكتب ؟"

بدهشة تساءلت جوري " ماذا افعل بالمكتب؟! هل تحتاجين لمحاسبة .."

فردت سناء بكل جدية

" لا يهم ما ستفعلينه .. المهم ان تغيري الاجواء التي انت فيها .. اعتبريها منحة او فسحة للتفكير بعيدا عن حصار البيت .. ولن يمنعك احد عن العمل معي تحت اي حجة .."

صمتت جوري للحظات قبل ان تقول

" سأفكر .."




يتبع ...........


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس