عرض مشاركة واحدة
قديم 28-03-18, 09:23 PM   #3544

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

كانت علياء مستغرقة تماما في العمل عندما قاطعها صوت نارا القادم من باب مكتبها المفتوح :- عندما طلبت منك العمل معي .. لم أدرك بأنني كنت أطعم وحشا جائعا .. ارحمي نفسك يا فتاة .. أنت ترهقين نفسك بالعمل منذ بدأت قبل أيام ..
أزاحت علياء خصلة شاردة من شعرها الأسود الطويل عن وجهها وثبتتها خلف أذنها قائلة بابتسامة باهتة :- أنا نفسي لم أدرك إلى أي حد اشتقت للعمل حتى رأيت الفوضى التي يغرق مكتبك فيها ..
بدا الإحراج على وجه نارا وهي تقول :- آه ... مممم ... أنا آسفة حقا .. لقد سبق وأخبرتك بأنني فاشلة تماما في الأمور الإدارية ... على أي حال لقد انتصف النهار .. وأنا جائعة ومتأكدة تماما بأنك أنت أيضا تتضورين جوعا ..
هزت علياء رأسها :- لا ... لست جائعة حقا .. قد آكل شيئا في وقت لاحق .
:- غراء كانت واضحة تماما وهي توصيني بك ... لن أدعها تظن بأنني أرهق شقيقتها في العمل دون أن أسمح لها بأن تأكل شيئا خلال النهار ..
أدارت علياء عينيها وهي تقول :- أنا لست طفلة .. وقطعا لا أحتاج إلى وصي علي ..
:- اعترضي كما تشائين .. أنت ستخرجين معي الآن لنأكل شيئا .. هناك مطعم مدهش على بعد شارعين ..
توتر جسد علياء مرة واحدة وهي تقول بتشنج :- لا ... لا أشعر برغبة في الخروج ..
:- الشمس مشرقة اليوم .. والنهار بديع ... لن تندمي إطلاقا على الخروج .. أؤكد لك ..
أحست علياء بالعجز وهي تحدق بنارا التي بدا التصميم على وجهها ... دافعا إياها للتساؤل عما أخبرتها به غراء ليدفعها بهذا الشكل إلى الإلحاح المزعج بها للخروج .. أتراها أخبرتها بأن علياء تتحاشى الخروج في الآونة الأخيرة ؟؟ أترى غراء لاحظت الرهاب الذي كانت علياء تعاني منه لعام كامل نحو أي وقت تقضيه خارجا بينما يتحرك حولها أشخاص غرباء لا تعرف عنهم أي شيء ؟؟
هي تعمل هنا برفقة نارا منذ أسبوع تقريبا الآن .. كان خروجها كل صباح يشكل لها مشكلة حقيقة .. المسافة التي كانت تقطعها سيارتها من منزلها وحتى عملها كان عذابا تاما .. حتى لحظة تدخل المكتب فترى وجه نارا الضاحك ..
رباه .. هي حتى لم تتوقف عن الإجفال كلما دخل عامل النظافة المسن والذي تستأجر نارا خدماته اليومية كي يهتم بتنظيف المكان حتى عرفت أنه أكم وقد فقد لسانه قبل عشر سنوات في حادث مؤسف .. وأن نارا توظفه لديها كنوع من الإحسان وقد كانت زوجته تعمل في منزل عائلتها لدهور ..
:- ألا ... ألا نستطيع طلب الطعام فنأكله هنا ؟؟؟
:- لا ..
حسنا ... لقد بدأت علياء تشك حقا بأن غراء متورطة في الأمر .. وإلا ما كانت نارا بهذا الإصرار على إخراج علياء من جحرها ..
إلا أنها اتخذت قرارها لحظة قبلت بالعمل لدى نارا ... لا مزيد من الاختباء والخوف من المجهول .. لقد حان الوقت كي تتحدى كل الأسباب التي جعلتها تنسى من تكون .. تلك التي أرغمتها على أن تتخلى عن أحلامها وكل ما هو مهم في حياتها ..
إن كانت الخطوة الأولى تمثل بخروجها لتناول الغداء برفقة نارا ... فلم لا ..
ابتسمت محاولة قدر الإمكان إخفاء رعشة شفتيها وهي تقول بهدوء :- حسنا .. أظنني لا أمتلك خيارا سوى مرافقتك ... لنذهب إذن ..
المطعم كان بسيطا .. إنما أنيقا ونظيفا .. كان مختصا بالأطعمة الإيطالية التي كانت علياء تتحاشاها طوال حياتها كي لا يزيد وزنها ..
إن كان تحديها الجديد يتطلب أن تدمر حميتها الأبدية ... ما المانع ؟؟؟
نارا كانت ثرثارة بطبعها ... تتحدث غالبا عن ولديها دون أي ذكر لزواجها الفاشل .. مما كان يجعل علياء تتساءل إن كان طلاقها أكثر ألما من أن تتمكن من التحدث عنه .. أو أنها أكثر ثقة بنفسها من أن تسمح لتجربة فاشلة أن تقف في طريقها ...
ظهرها مقابل للباب وقد اختارت مقعدها هذا كي تحجب عن نفسها رؤية الغادي والرائح .. فتكون نتيجة مغامرتها اليوم الفشل التام .. كانت علياء تعبث بخيوط الباستا المتشابكة فوق طبقها دون أن تأكل منها شيئا يذكر .. عندما أطل ظل ضخم على طاولتهما .. قادم من خلفها منبها جميع حواسها ... قلبها بدأ يخفق بقوة إلى حد خشيت أن يستمع رواد المطعم القريبين منها إلى صداه .. ابيضت شفتاها واحتشد العرق فوق جبينها وهي تشعر بالنوبة الهستيرية إياها تهدد باجتياحها من جديد .. حتى سمعت صوت آخر شخص رغبت بأن يشهد هشاشتها وهو يقول :- مساء الخير ..
رباه ... لقد كان أدهم ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس