عرض مشاركة واحدة
قديم 28-03-18, 09:26 PM   #3546

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- أدهم .... أي مفاجأة هذه ؟؟؟
بالكاد كانت علياء قادرة على سماع ترحيب نارا البشوش وهو يتسلل إلى أذنيها كهتاف بعيد باهت إلى جانب الضجيج الذي كان يدوي في أذنيها ...
سمعته يرد على نارا ... إلا أنها لم تفهمه ... لم تستوعب أصلا وجوده في هذا المكان بالذات .. في هذا الوقت بالذات ... أدهم ... أدهم دون غيره .. أدهم الذي طعن يوما أنوثتها ودمر ثقتها بنفسها بعد أن جرحته في الصميم بعجزها عن إخفاء حبها لرجل آخر بينما هي معه ...
أدهم الذي رغم طعن كل منهما الآخر في مقتل لم يتوقف عن مطاردتها يوما بعد طلاقهما البشع ...
أدهم الذي ...........
رباه ... هو كان موجودا ... لقد كان موجودا ... هو يعرف ... يعرف ...
أصابعها تشنجت فوق سطح الطاولة حتى ابيضت سلامياتها ... وجهها أصيب بالخدر وقد انسحبت منها الدماء تاركة بشرتها بيضاء تماما .. للحظة ... ذكرى ذلك المساء التي كانت تحاول تحاشي تذكرها لأشهر .. عادت تهب أمام عينيها ... ذكرى هيئتها لحظة وجدها أدهم ... منهارة ... ممزقة الملابس .. منتهكة .. ومتسخة ... دائما متسخة ...
:- علياء .... هل أنت بخير ؟؟؟
صوت نارا القلق أعادها إلى الواقع قليلا منتزعا إياها من كوابيس اليقظة التي لا تفارقها أبدا ... لتعود فترفع نحوها عينيها ... ما تزال على وعي بوجود الجسد الذي كان يضخ طاقته المألوفة خلفها ... ظله ما يزال غامرا إياها تماما .. قالت بصوت خرج منها مرتجفا :- أنا ... أنا بخير ...
:- أعرفك إلى المهندس أدهم ... مكتبنا يعلو مكتبه بطابقين .. أدهم .. هذه علياء الطويل .. صديقة قديمة ..
عقلها المشوش كان يحاول استيعاب كلمات نارا .. قبل أن يجتاحها الوجل .. أسفل مكتبنا !! .. في المبنى نفسه .. كيف ؟؟؟ هل انتقل من مكتبه القديم الذي كانت تزوره فيه خلال زواجهما ؟؟ ثم أي صدفة هذه التي تدفعه ليختار المكان نفسه الذي تعمل فيه ؟؟ لا ... هناك خطأ ما ..
لم تكن حتى في حالة تسمح لها بأن تصحح لنفسها بأنها لم تعمل لدى نارا إلا قبل أيام لا أكثر .. وأن أحدا لم يكن يعرف بأنها تخطط لقبول عرضها المفاجئ .. كما أن انتقال مكتب هندسي مشغول دائما بالمشاريع من مكان إلى آخر بهذه السرعة لن يكون أمرا سهلا على الإطلاق .
قال أدهم بصوت هادئ :- أنا وعلياء نعرف بعضنا بالفعل يا نارا ..
:- حقا !!
نقلت بصرها بينهما وكأنها تنتظر أن يوضح لها أحدهما ظروف معرفتهما السابقة قبل أن تستسلم فتهز رأسها قائلة :- لم لا تجالسنا قليلا ... نفكر أنا وعلياء بشرب القهوة بعد أن تناولنا الغداء.
قال بالهدوء نفسه ... وكأن رؤيته لعلياء لم تهز كيانه كما هزت رؤيتها له كيانها :- ربما في مناسبة أخرى .. أنا هنا برفقة زملائي وقد حان وقت عودتنا إلى المكتب .. أراكما لاحقا ..
ثم صمت للحظة قبل أن يقول بصوت خافت بعض الشيء :- تسعدني رؤيتك من جديد يا علياء ..
لم تتحرك ... لم ترفع رأسها , لم تقل أي كلمة , لم تدرك حتى أنه قد رحل حتى مالت نارا نحوها قائلة بقلق :- علياء , ما الأمر ؟؟؟ أنا لا أعرف ظروف معرفتكما السابقة إلا أنني أخمن أن الأمر لم يكن لطيفا بينكما . أنت بالكاد نظرت إلى الرجل , في حين لم تخاطبيه بكلمة .
لم تقل علياء أي شيء ... وماذا تستطيع أن تقول وصدمة اللقاء ما تزال تشوش دماغها ...
في المبنى نفسه ... هو يعمل في المبنى نفسه ... أترى غراء كانت تعرف؟؟؟ هل خططت متعمدة لعملها لدى نارا وفي المكان نفسه مع أدهم أملا في أن تعود إليه ؟ علياء أبدا ما كانت لتقبل بأن تعمل في مكان تكون معرضة للقائه فيه طوال الوقت .. حتى لو كان المقابل بقائها حبيسة غرفتها إلى الأبد ..
رفعت عينيها المشوشتين نحو نارا قائلة :- هلا عدنا إلى المكتب ؟؟ أشعر ببعض التعب ...
لم تناقشها نارا كثيرا ... في طريق عودتهما إلى المكتب .. لم تتوقف نارا عن الثرثرة بينما كانت علياء تستعيد كل كلمة قالها .. صوته .. وقفته .. الطريقة التي خاطبها فيها في النهاية قبل رحيله ..
أين حماسه السابق .. اندفاعيته وتهوره .. عنف مشاعره وإصراره على أن تتحدث إليه .. تمسكه بها وملاحقته التي لا تتوقف لها ..
لقد توقف كل هذا .. واختفى .. لأنها قد تلوثت ... لقد تلوثت في عينيه لحظة رآها منتهكة من قبل رجل آخر ..
رباه .. هل يمكن للألم أن يكون أكثر حدة ؟؟
قبل دخولهما المبنى ... اعتذرت نارا عندما رن هاتفها المحمول طالبة من علياء أن تسبقها إلى المكتب .. مرتجفة .. دخلت علياء مكتبها .. تنظر حولها إلى تفاصيل الفوضى التي وظفتها نارا كي تساعدها في ترتيبها .. لقد ظنت حقا أنها قادرة من خلال عمل بسيط كهذا وفي مكتب صغير كهذا من العثور على نفسها مجددا .. من استحضار قوتها القديمة وشجاعتها التي ظنت أنها تمتلكها .. إلا أنها كانت مخطئة ..
أغمضت عينيها .. أن ترى أدهم من جديد .. أن تنظر إلى عينيه .. أن ترى الشفقة فيهما لما حصل لها .. اللوم .. لأنها على الأرجح كانت مسؤولة جزئيا عما حدث .. الازدراء ... لأنها أبدا ... أبدا لن تنظف مجددا ..
تحركت دون تفكير تلملم أغراضها دون أن تدرك حقا ما تفعله .. كل ما كانت تعرفه هو أنها بحاجة لأن تخرج من هنا ... لأن تبتعد .. لأن تنزوي ... أن تختفي عن الأعين .. عن عينيه هو بالذات ..
:- علياء ...
سقطت حقيبتها المفتوحة والتي كانت تحشيها بأغراضها بيد مرتجفة على الأرض .. بينما التفتت تواجه أدهم الذي وقف عند باب مكتبها المفتوح .. ينظر إليها عبر الأمتار القليلة التي كانت تفصل بينهما .. يبدو واضحا من عينيه المصممتين بأنه لن يسمح لها هذه المرة بأن تتحاشاه أو أن تهرب من مواجهته ..





يتبع ...


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس