عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-18, 09:05 PM   #3237

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي 2

بعد اقل من ساعة ...



يخرجان من بوابة بيت الصائغ ووجهتهما السوق القريب الصغير الذي يتوسط الحي..

يقف رعد مكانه للحظات وهو يتثاءب وعيناه ذابلتان جدا من شدة النعاس بينما يطالعه عبد الرحمن بابتسامة وهو يشجعه بالقول

" اصمد يا رعد ... اذا استطعت مقاومة النعاس والنوم حتى الحادية عشرة سيتمكن جسدك من التغلب على فرق التوقيت "

نظر اليه بنصف اغماضة بينما يرد عليه

" فقط لو اجد ما يشغلني .. انا معتاد على مقاومة النوم لكن يجب ان اجد ما يشغلني ... ان اعمل اي عمل فيه حركة جسدية ينشط دورتي الدموية .."

اوشكا ان يتحركا عندما لمحا شذرة تمشي على الرصيف المقابل قادمة من جانب السوق وهي تحمل كيسين كبيرين من المشتريات توشك الوصول لبيت العطار ..

وعندما وصلت بموازتهما ابتسمت لهما وهي تلقي التحية بأدب " مساء الخير .."

يرد الاثنان التحية بالمثل بينما تنشكح اسارير رعد بشقاوته المعهودة وهو يعرض عليها المساعدة " هل احملهما عنك وادخلهما ؟"

فترد شذرة بنفس الابتسامة " شكرا لك لا داعي .. ليسا ثقيلين لهذه الدرجة .. نراكم على العشاء .."

ثم تتحرك لتفتح بوابة البيت ورعد يتابع خطواتها بتلك الشقاوة حتى غابت ليهمس بخفوت

" أموت قتيلا فداء للطول الفارع والعيون الزرق وسمرة الخدين ... آآآه ...!"

ضربة من كف عبد الرحمن على مؤخرة رأسه جعلته يستدير لصديقه الذي كان يوبخه بحنق " تأدب يا رعد .. ان كنت ستعيش بيننا فتعلم ان تغض بصرك .."

يشوح رعد بيده نحو عبد الرحمن وهو يقول له بنفس الشقاوة " غض بصرك انت عني واتركني لحالي قتيلا ... "

يعقد عبد الرحمن حاجبيه بجدية ويواجه رعد بالقول المباشر " هل انت معجب بها حقا ؟ هل انت جاد ..؟ "

تتغير تعابير رعد فتختلط جدية من نوع اخر مع اسلوبه الساخر وهو يقول " بالطريقة التي تصفها ومع تعابير وجهك الجدية هذه مؤكد لا ... هي ليست من نوعي .. ستملك قلب شاب محافظ حمائي يعشق خجلها ومسحة الحزن فيها قبل جمال قدها .. آآه من ابن المحظوظة ذاك ! "

رغما عنه اخذ عبد الرحمن يضحك من قلبه بينما يعود رعد لشقاوته وهو يضيف

" هذا لا يمنعني ان اتخيل .. انها مع ملابس جذابة وتسريحة شعر بسيطة وتبرج خفيف يليق بالبشرة السمراء الحارة هذه ستصبح قنبلة حلزونية فتاكة.."

يجره عبد الرحمن ببعض الخشونة وهو يقول

" احذر ... لانك تصف حبيبة الان .."

يعبس رعد ويسأل باهتمام مرح

" من حبيبة هذه المرة ؟!"

يتأفف عبد الرحمن قائلا " انها اخت رباب .. تكبرها بسبع سنوات وتشبه شذرة الى حد رهيب .."

يتلفت رعد من حوله وكأنه يبحث عن شيء ما ليتساءل بمرحه الساخر " اين هي ؟! ولماذا تخفونها عني حتى اللحظة ؟ لم ارها تخرج من هذا البيت .."

يرمقه عبد الرحمن بنظرة جانبية قائلا

" لانها في بيت زوجها "

يضرب رعد قبضته احد كفيه بباطن الاخرى وهو يدعي الحسرة ويقول " خسارة .. "

يعاود عبد الرحمن الضحك بينما عينا رعد تلتقطان لمحة سريعة لعينين زرقاوين لامعتين بما يشبه الغضب ، مختبئتين بين اغصان الشجر وتطلان من فوق سور بيت العطار قبل ان تختفيا تماما فيدعي انه لم يرَهما وهو يضيف بصوت مرتفع قليلا " بيت الدمى هذا دائما يفاجئني بما أنجب .."

يسحبه عبد الرحمن ليسرع من خطواته اكثر وهو يرد عليه بنبرة مختلفة دافئة جذبت رعد " انه ليس بيت الدمى يا رعد .. بل بيت القوارير .."

يتساءل رعد باستغراب وفضول " القوارير ؟!"

يرد عليه عبد الرحمن وهما يواصلان السير

" اذن اسمع وأنصت .. سأحكي لك حكاية قوارير يونس العطار.. "

يعلق رعد بفكاهة " امممممم قوارير العطار ومغرفة الحي .. اظنني بدأت اغرم بهذا الحي "

يضحك عبد الرحمن بخفة ورعد يضيف بمشاكسة " هيا يا شهرزاد ... احكي الحكاية .. قبل ان اغفو منك ولا نجد ديكاً يوقظني على عشاء الخالة ابتهال.."





تنسحب رقية بخفة قطة محترفة لتأخذ طريقها حول البيت للحديقة الخلفية الصغيرة فتدخل عبر الباب الخلفي بدلا من الامامي فلا يعلم احد بخروجها للحديقة ..


طوال هذا الطريق الذي تسلكه كانت تشعر بضيق في صدرها .. تتجهم ملامحها في عبوس شديد وتلمع عيناها بينما عقلها يستعيد ما رأته وما سمعته ...

وكان اخر ما سمعته قول ذاك الكريه مع عبد الرحمن ( " غض بصرك انت عني واتركني لحالي قتيلا ... ")

بعدها لم تعد تسمع شيئا مما يدور بينهما فقط تتابع بغيظ ملامح وجهيهما دون ان تستطيع التنبؤ بفحوى كلامهما الخافت وهما يبتعدان.. ثم فجأة علا صوت الكريه بجملة

(" بيت الدمى هذا دائما يفاجئني بما أنجب..") ليجعلها تغلي اكثر واكثر ...

اذن الظريف معجب حقاً بتلك الغبية شذرة ..

فتحت الباب الخلفي وتسللت لتمر بالمطبخ فتتوقف خطواتها هناك لتنظر بحقد طفولي نحو شذرة وهي تخرج البقالة من الاكياس وترد على امها بما اشترته من السوق ...

رسمت رقية ملامحها بعناية فتظهر التهكم الساخر واللا مبالاة وهي تقترب من امها وتقول

" ما اخبار العشاء الموعود .."

تلتفت لها امها بابتسامة دافئة قائلة

" لماذا نزلتِ من غرفتكِ مرة اخرى يا كل الرقة ؟ شذرة ستساعدني باعداد العشاء لا تقلقي حبيبتي .. انت ركزي بامتحان الغد .."

تبتسم رقية ابتسامة حلوة صادقة لامها وتميل بفمها لتقبل كتفها قائلة

" انت ستتعبين نفسك بهذا العشاء الذي لم تتجهزي له .."

تمد ابتهال كفها الحاني لتداعب خصلات شعر ابنتها الصغرى وتقول بطيبة اصيلة

" انه ضيف اختك رباب قبل ان يكون ضيف زوجها واريد ان ارحب به ايضا .. "

ما زالت رقية تناظر امها بنفس المحبة فتراقب ملامحها التي كبرت وتلك التجاعيد التي غزت بشرتها الحلوة .. دوما أحبت بشرة امها ..

منذ طفولتها كانت تحب ملمس خديها ويديها..

لا عجب ان والدها العطار كان مغرماً بملمس قارورته الاجمل .. زوجته وحبيبته.. الوحيدة !

كلمة (الوحيدة) يتشبث بها عقلها بسيطرة جبارة ثم وبنفس السيطرة اعادت تشكيل تعابيرها وهي تستدير لشذرة التي كانت تغسل الخضار فتبتسم نحوها ابتسامة تحمل الكثير من المعاني الغامضة المبطنة لتقول لها بنبرة حملت نفس المعاني " هل رأيتِ خليل في طريقك اليوم .. ايضاً .. يا شذرة ؟"

التفتت شذرة ببعض الحدة وحمرة خفيفة لونت خديها وهي تنظر بعبوس حاد نحو رقية..

بينما الام تسأل بحيرة " اي خليل تقصدين؟!"

فترد رقية بضحكة قصيرة خبيثة مستفزة

" كيف لا تعرفين خليل يا ابتهال ؟! انه الوسيم .. اخو خلود .. الذي يظهر دوماً في طريق شذرة بسبب و.. بدون سبب !"

هتفت شذرة وهي تعتصر حبة الخضار بين اصابعها توترا وحرجا وحنقاً " ماذا تقصدين بهذا التلميح يا رقية ؟! خليل شاب محترم ولا اراه الا نادرا هنا .."

ترفع رقية حاجباً واحدا وكأنها تقول لها (حقا؟!) فتتدخل ابتهال لتوبخ رقية بعض الشيء " لا يصح كلامك يا كل الرقة .. الشاب حقا محترم ولا يرفع نظراته عن الارض.."

فتهز رقية كتفيها باستهانة وهي تعلق " وماذا قلت انا ؟! كانت مجرد ملاحظة عابرة مني .."

ثم تدعي التنهد وهي تستدير قائلة بنبرة ملل

" سأعود لدراستي ... افضل من حديث لا يأتي على مرام احد .. رغم .... صدقه !"

تغادر رقية المطبخ وهي تترنم باغنية عاطفية بينما تقترب ابتهال من شذرة لتراضيها بالقول " لا تغضبي منها .. انها لا تقصد بنيتي.. رقية طيبة القلب وتحبك لكنها.. مختلفة باسلوبها .."

كانت مراضاة باهته لكن على الاقل الخالة تملك من الطيبة لتهتم وتفعلها فترد شذرة بامتنان خانق " لا عليك خالتي .. انا اعتدت اسلوبها هذا بالكلام .."

تعود شذرة لعملها بذهن شارد بعض الشيء وكلمات رقية عن خليل تجعلها تفكر به من جديد .. ( " تأمرينني أمر ... ")

كلمتان بنبرته الرجولية ونظرات عينيه الواسعتين علقت وتجعلها تشعر بـ ....

قطعت على نفسها اي تمادٍ بأي تفكير أخرق..

عقدت حاجبيها بعزم وهي توبخ ذاتها في سرها " كفى.. اياكِ ان تتمادي بالتفكير والاحلام كما حصل مع .. مهند .. من يريدك حقاً سيأتي حتى باب بيت العطار ويطلبك .. اي شيء اخر هو مجرد اوهام يحوكها رأسك "

اكتنفها حزن رقيق وهي تبدأ بتقشير البطاطا ملقية خلف ظهرها اي ...بذرة احلام.. لان الواقع هو كل ما ستحصل عليه يوماً ...





يتبع .......


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس