عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-18, 09:08 PM   #3239

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي 4

اطراف الحي الصناعي .. شقة اشجان ..




تراه يتحرك حولها يتأكد من نظافة كل شيء حولها فهي تعرف هوسه بالنظافة واحيانا لا يقتنع بعمل بتول ...

تلك الابتسامة التي لاحظتها سابقا بدت اليوم اكثر اشراقاً ... اكثر جرأة .. أكثر .. شقاوة !

ابتلعت أشجان ريقها وهي تتحامل على الوجع والوهن .. لم تعد تستطيع إنكار احساسها ...

في حياة خليل امرأة .. لا .. ليست امرأة .. بل مؤكد فتاة طيبة حلوة نظيفة تليق بنظافته..

تختنق والوجع يتضاعف فتهتف به في حنق وغضب " لماذا أتيت .. اذهب لا اريدك .."

تفاجأ خليل وهو يحرك وجهه نحوها يتطلع اليها بدهشة ... كانت أشجان تبدو في اسوأ حالاتها المزاجية ولا يعرف السبب ..!

اقترب منها وهو يتساءل بتلك الدهشة " ألم تطلبي مني محاولة الحضور اليوم ؟! ما بك أشجان ؟ لماذا تبدين غاضبة هكذا ؟!" "

فترد عليه بمزيد من الغضب العجيب

" طلبت منك الحضور لا لتبتسم طوال الوقت هكذا وانا اعاني جوارك من الآم مبرحة .. "

في تلك اللحظة تقف بتول عند باب الغرفة تناظرهما بصمت بينما تواصل أشجان ثورتها المهتاجة وهي تشد باصابعها النحيلة على الشرشف القديم " انت لاتكف عن الابتسام منذ حضرت .. انا اتألم وانت تبتسم ... ليتك لم تأتي ...! "

كان خليل في قمة هدوئه وسيطرته على نفسه وهو يحتويها قائلا " دعكي من ابتسامتي السخيفة .. دعينا نهتم بك الآن .. اشجان يجب ان تسمعي كلام الطبيب .. الدواء لم يعد يعطي نتيجة جيدة .. ويجب ان نفكر بموضوع (غسيل الكلى) .."

ضربت بقبضتها بعنف على السرير وهي تصرخ بعنف أكبر

" لن افعلها .. افضل الموت على حياة معلولة كهذه .. لماذا لا ترميني للشارع وتتركني حتى اموت ويتعفن جسدي قبل ان يرموني للنفايات .. او ربما ستتولى الكلاب المسعورة اتمام المهمة .."

كانت تتألم .. جسدها الذابل وروحها المعلولة تصرخان بالضعف ...

ظلم عاشته وربما شاركت هي بصنعه لكن من هو ليحاسبها ويقيم افعالها ...

فيها شيء .. يذكره بأمه !

ضعفها يذكره بضعف أمه ...

ضعف مقيت كريه يثير الاشمئزاز لكنه يبقى ضعفاً .. ضعف انثى لم تُخلق لتصمد..

جاء صوت بتول يسحبه من افكاره وهي تقول له " هل تحتاج لشيء يا خليل .. انا سأغادر .."

اغمضت أشجان عينيها وهي تدير وجهها جانبا بعيدا عن مرآهما فعلم خليل انها تبكي بصمت .. تبكي في ركن وهمي يخصها وحدها .. فيباغته سؤال عجيب !

(كم مرة بكت امه هكذا دون ان يشعر بها؟ دون ان يفهمها)

التفت لبتول متسائلا " الا تستطيعين المبيت الليلة معها ؟"

بتول تلك المرأة الاربعينية التي هدتها الحياة بعد فقدان عائلتها دفعة واحدة وهم في رحلة حافلة على طريق بري تقلهم زيارة لبلدة خارج العاصمة ...

حادث لم ينجُ منه الا هي ...

فعاشت المرأة تهب نفسها لتساعد الوحيدين امثالها الذين يعانون في اتعس الاحياء السكنية دون ان يشعر بهم أحد ...

هزت بتول وجهها الهادئ الذي لايعرف الابتسام الا نادرا لترد ببساطة " استطيع... لا تهتم .."

ثم انسحبت وخليل يتمتم " شكرا بتول .."

يأتيه صوت أشجان الخافت مع لمحة تمرد وقح وكأنها تنازع لتثبت قوة كاذبة فيها

" لا اريد ان يبيت معي احد .."

قال متجاهلا كلماتها

" سآخذ لك موعدا من الطبيب .."

ما زالت لا تنظر نحوه فقط تهمس بصوت مبحوح من اثر البكاء المكتوم " انت تضيع مالك القليل على لا شيء .. لا شيء .."

يكتفي بالقول " انا حر بمالي .. حاولي ان تنامي انت..."

تركها وغادر الغرفة ليجد بتول تجلس على الاريكة وتخيط بعض الملابس فاقترب منها وقال بمراضاة " لا تبالي بأي كلام مسيء تقوله لك .."

ترفع وجهها الهادئ اليه لتقول " لا تقلق .. لقد تعودت عليها .. ومن يفعل امرا لوجه الله لا يبالِ بإساءة البشر .."

نظر اليها خليل باشفاق .. انها حتى ترفض ان تخبره باسم ولدها البكر ليُكنيها باسمه (ام فلان) .. وتصر ان يناديها كل من يعرفها باسمها المجرد (بتول) ..

يقول خليل اخيرا بامتنان وهو يتحرك لباب الشقة " جازاك الله الف خير ..في امان الله .. سأرحل مطمئناً .."

نادته بتول وهي تقترب منه قائلة

" خليل لحظة .."

استدار اليها بينما هي تقول وبعض تعابير الحرج تلامس محياها الجامد " نسيت ان اخبرك عن ام عدنان .. استوقفتني اليوم عندما وصلت وظلت تسألني بحشرية عن قرابتنا انا وانت لاشجان .. و ..."

توقفت للحظة فشجعها خليل لتكمل

" و ماذا ؟ لا تتحرجي بتول .. اتوقع من هذه المرأة كل شيء .."

فردت " اخذت ترمي بكلام عن .. عن كون حضورك بمفردك هنا لا يجوز ما دامت اشجان ليست.. زوجتك .."

تنهد خليل واكتفى بالقول " لا تهتمي لها.."
ثم غادر وداخله بدأ يقلق من ام عدنان هذه ..



يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس