عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-18, 09:09 PM   #3240

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي 5

يرتفع صوت أذان المغرب بينما هما عائدان من السوق وقد بدا رعد في حالة دهشة واستغراب وهو يقول " انها حكاية عجيبة يا عبد الرحمن ! كيف لرجل يعشق زوجته وبناته بهذه الطريقة المميزة ولا يقاوم في اخر عمره ان يبحث عن انجاب الولد الذكر من امرأة اخرى ؟!"

رد عبد الرحمن وهو ينتعش تلقائيا من صوت الاذان " الضعف يا رعد .. الضعف نحو رغبة سيطرت عليه طوال حياته وحتى بلغ الستين .. ولا ألومه... فعقلية مجتمع بأكمله ترى الولد هو السند الاساسي.. هو الامتداد والمفخرة.. هو الذي سيحمل اسم العائلة جيلا بعد جيل... اظننا سنبقى مجتمعا عشائريا الى الابد "

فجأة يسأل رعد باستدارك ذكي " ألهذا كانت هناك مشاكل في زواجك من رباب ؟! لانها لم تغفر زواج ابيها من اختك؟"

يطرق عبد الرحمن بعينيه للارض الاسفلتية تحته وهو يرد بابتسامة صغيرة " نعم ولا .."

يعقد رعد حاجبيه ويزداد فضولا وهو يتساءل

" كيف نعم ولا ؟!!"

فيتنهد عبد الرحمن مفصحاً أكثر " نعم كان السبب هو زواج ابيها الثاني لكن لا ليس لكون من تزوجها هي اختي تحديدا .."

لاول مرة يتكلم عبد الرحمن بكل افكاره عما حصل مع رباب بهذه الطريقة السلسلة المتناسقة ..

انه حقا كان يفتقد صداقة رعد .. يفتقد ان يشعر بالحرية للتعبير عن اي شيء يخطر بباله دون ان يساء فهمه .. رعد دوماً امتلك هذه القدرة .. باسلوبه العابث .. بلا مبالاته .. يجعل الامور معراة .. واضحة .. لا تحتاج لتعقيد ..

اضاف عبد الرحمن مسترسلا " رباب عانت من فقدان الثقة .. من فقدان الأمان .. لم تعد تثق بشراكة الزواج .. وانا عانيت معها الأمرين ولولا الظروف التي خدمتني لادفعها دفعاً حتى تتزوجني لربما كنتُ حتى اللحظة اعاني .."

انحنى رعد ليلتقط تمرة من على الارض فيمسحها ببنطاله الجينز قبل ان يبدأ بأكلها وهو يقول بتفهم كامل

" معها حق ... انا نفسي ولم أر الرجل في حياتي لكني اشعر بالصدمة من فعلته ! لو كان رجلاً عادياً بعلاقة عادية مع زوجته وبناته لكنت اقل صدمة واكثر تقبلاً .. لكن كل هذا الحب والتعلق والتميز يجعلني لا استوعب بل اني اتساءل .. فربما وفاته بعد يومين فقط من زواجه باخرى حصل لانه حقاً لم يحتمل ما فعله بزوجته الاولى وبناته .. ربما ادرك فداحة الخطأ الذي ارتكبه وهو يتزو...."

توقف رعد مستدركا بحرج ليعتذر مباشرة

" انا اسف عبد الرحمن لم اقصد .. نسيت للحظة ان (الاخرى) كانت اختك .."

يخفف عنه عبد الرحمن بالقول

" لا عليك ... الموضوع برمته كان غريباً حتى على اخوتي ولم تشجعه الا امي للاسف وهي تضعف امام فكرة عنوسة ابنتها .. رضا في وقتها بذل المستحيل لاقناع والدنا بخطأ قبوله بهذا الزواج لكن .. ما حصل حصل ... انه موضوع قديم وكلنا نسيناه .. "

لكن رعد قال بذكاء وفطنة " ربما نسيتموه انتم آل الصائغ حتى تستعيدوا العلاقة فيما بينكم كجيران العمر وكمصاهرة ربطتكم بهم .. لكن اظن قوارير العطار لم ينسين ابدا .."

في هذه الاثناء كانا قد وصلا قريبا من بيت العطار والصائغ فطالع رعد بيت العطار وهو يقول بشقاوة مفاجئة " امممم وماذا بعد ؟"

يتساءل عبد الرحمن بعجب

" (ماذا بعد) ماذا ؟!ّ"

يرميه رعد بنظرات جانبية عابثة وهو يقول بخفوت " لم تكمل .."

يعبس عبد الرحمن وهو لا يفهم فيتساءل مرة اخرى بغيظ " لم اكمل مااااذا ؟"

عندها يقول رعد بلمعة العبث الخبيث في عينيه " لم تخبرني عن الفضيحة التي اثارها مغرفة الحي ! ترى في اي مشهد مخل وخادش للحياء امسكك مع ربا... آآآه .. "

لم يكلف عبد الرحمن نفسه بالرد فقد اكتفى بتلك الضربة على رأس رعد فيتوجع رعد وهو يدعي الغضب قائلا

" اعتقد اني احتاج ان اخرج لك هويتي لاثبت لك اني اكبرك بعامين كاميلن يستحقان منك بعض الاحترام .."

يضحك عبد الرحمن بلا مبالاة وهو يفتح بوابة بيت الصائغ بينما ما زال رعد يستمتع بادعائه الحنق مضيفاً " لكن هو خطئي منذ البداية لاني استمع لحكاوي (شهرزاد) عنيفة التوجهات ويدها طويلة كلسانها..."

يرد عليه عبد الرحمن اخيراً " كفاك تذمراً تبدو كما المثل القائل (عجوز مأكول عشاؤها) ... تعال لنصلي وبعدها نرى رباب ماذا اتفقت مع والدتها حول موعد ذهابنا للعشاء .."

يبتسم رعد بخبث ويقول " ها قد وصلنا لموضوع شيق .. عشاء الخالة ابتهال .."

فيرد عبد الرحمن وهو يدخل برفقته للمطبخ

" بعد الصلاة ...."

للحظة تلكأت خطوات رعد فيلتفت اليه عبد الرحمن ويقول بنظرة ذات معنى " ما دمت في بيت الصائغ فاستغل الامر وتعلم المواضبة على الصلاة معنا .. انا اعرف انك تصلي يوماً وعشرة لا .. لكن رمضان على الابواب وتحتاج ربما لبعض التغيير في حياتك .."

أطرق رعد بنظراته بينما يتمتم

" هل تظن ان صلاة امثالي مقبولة ؟! "

فيرد عبد الرحمن بقناعة " الصلاة دوماً مقبولة ما دامت النية لله .. انه لا يكف عن استقبالنا مهما بلغت ذنوبنا .. هي علاقة خاصة بين العبد وربه .. انها المحبة الخالصة.. التذلل المريح للنفس .. الرغبة بالقرب .. لا يهم ما نحمله ونحن نقف بين يديه .. نأتيه بكل احمالنا تلك ..المرهقة منها والمخزية .. فنطلب حبه ووصاله فيغدق علينا ولا يردنا خائبين.."

يرفع رعد وجهه لصديقه يناظره ببعض العجب ثم تلتمع الشقاوة في عينيه مجددا وهو يناغشه بالقول " من علمك هذا الكلام الخطير يا أبووودي ؟ هذا ليس كلامك يا بنيّ .."

فيرد عبد الرحمن بابتسامة خاصة

" وهل هناك غيره ؟! مؤكد ابو جعفر .."




يتبع في الصفح التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t363302...l#post13218629...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس