عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-18, 09:14 PM   #3243

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي 2

بيت العطار .. الحديقة..



رائحة الشواء تعم الحديقة بينما يجلس عبد الرحمن على الارجوحة جوار رباب وتحتل حجرها الشقية سكينة بنت حبيبة التي تدفعه بعيدا كعادتها المعادية له ..

تدغدغها رباب وهي تقبل رقبتها مرارا وتدس اصابعها تحت بلوزتها تدغدغ بطنها وسكينة تضحك وعبد الرحمن يراقب بابتسامة ونظرة ذائبة لا تخلُ من بعض الغيرة ..

حبيبة حضرت بشكل مفاجئ مع زوجها وابنتها وأصرت الخالة ابتهال على بقائهم للعشاء وهكذا كان ...

التفت عبد الرحمن ناحية رعد ويكاد يضحك من اسلوبه العبثي ...

لا يعرف كيف انتهى الحال بصديقه وهو يقف خلف مشواة اللحم يقلّب اسياخ حديدية خاصة بالشيّ بما تحمله من قطع مكعبة متراصة بعضها من لحم الضأن وبعضها من كبد وكلى الغنم ...

يغني ويصفر باستمتاع وهو يمارس هوايته المفضلة بالشي .. لقد تصدّر هو الامر وكأنه صاحب بيت !

وها هو يتحاور مع يحيى الذي يقف جواره حول المشواة المشتعلة بالفحم في ألفة تلقائية وكأنه يعرفه من سنوات ...

يحيى سهل المعشر حلو الكلام .. يعترف عبد الرحمن بهذا على مضض ..

انه لن ينسى ابدا استفزاز يحيى له واستمراره بمناداة رباب بـ(عسلية) ..

عاد عبد الرحمن لقرفته فيهمس بنبرة غيرة

" كفاكِ تدليلا لهذه الصغيرة التي تضطهدني .. احتاج لبعض الدعم منك .."

تضحك رباب ضحكتها الرنانة فيعبس عبد الرحمن لتكتمها رباب بشق الانفس وهي تعتذر له بشقاوة " اسفة .. نسيت انك لا تحب ان اضحك امام الغرباء بل اكتفي بالعبوس والتجهم .."

يبتسم ببشاشة صبيانية قائلا

" اجل .. خبئي ضحكاتك لاسبوع العسل الذي وعدتك به .."

تتأفف سكينة وهي تعبس قائلة

" أنا سأذهب الى بابا .. لا احب من يريد منك ان تخبئي ضحكاتك .."

تنزل الفتاة عن حجر خالتها الضاحكة وتهرول راكضة لابيها الذي يتلقف جسدها ويحملها وهو يقول " هيا شريكتي لنذهب ونرى ماما وما يفعله الشقيّ في بطنها .."

يدخل يحيى مع ابنته للداخل بينما يعاود رعد الغناء ليتوقف لحظة ويقول " اخفضا صوتيكما قليلا حتى (احاول) ان لا استمع لحواراتكما .. المتران اللذان يفصلاننا كافيان لتصل حواراتكما اذني رغما عني .. ماذا افعل لاذني ؟! هل اقطعها مثلا ؟! "

تضحك رباب وهي تكتم ضحكاتها بيدها بينما عبد الرحمن يناظرها بوعيد ..

قال ببعض الجدية بهمس خافت " سامحيني لاني منشغل عنك برعد .. لكن.."

هزت رأسها سلبا وهي تقاطعه بالقول الهامس

" لا تقلق انا اتفهم .."

يمد يده خفية ليلامس خصرها هامسا بحرارة

" سأعوضك بالرحلة بعد رمضان .. سيكون اسبوعا رائعا .. انا وانت فقط .."

تضحك بخفوت بينما يصلهما صوت رعد المشاكس " انا قلت اخفضا صوتيكما قليلا لا ان تهمسا وتثيران فضول اذنيّ اكثر .."

يرد عليه عبد الرحمن " اهتم بما تشويه انت.. لا اريد عشاء محروقاً بسبب حشريتك .."

في نفس اللحظة اقبلت شذرة وهي تحمل الطماطم المتراصة في سيخ لتقول بابتسامة رقيقة لرعد " الخالة ابتهال تقول لك نحتاج المزيد من الطماطم المشوية .."

تتسع ابتسامة رعد تلقائيا ليقول

" الخالة ابتهال تؤشر فقط وانا انفذ ..."

تضحك شذرة بخفة وهي تعود للداخل بينما عبد الرحمن ينادي اسمه بحزم " رعد !"

فيرفع رعد يده ويغطي بها عينيه وهو يقول

" حاضر .. نعم .. فهمت ..."

تضحك رباب رغم انها لم تفهم فتتساءل بفضول " ماذا هناك ؟ لماذا يغطي عينيه هكذا ؟! "

فيرد عبد الرحمن ضاحكا " لا عليك .. هذا المجنون يحتاج للحزم دوماً .."

ثم يقف ويسحبها من يدها ويقول " هيا لنحضر مزيدا من كراسي الحديقة من بيتنا لاجل العشاء... لا احب الجلوس على الارض .."

يأتيه صوت رعد العابث " سلّم لي على الحاجة سوسو كثيرا وابلغها باشواقي الحارة.."
يضرب عبد الرحمن كفا بكف وهو يسير عبر الحديقة برفقة رباب التي تضحك من قلبها بينما يهز رعد كتفيه ليعود للغناء ..




مطبخ بيت العطار ..



يحمل يحيى صغيرته بينما يمسد فوق شعر حبيبة التي تبدو بحال افضل وهي تساعد امها بعمل السلطات فيسألها مرة جديدة

" كيف تشعرين ؟ افضل صحيح ؟"

فترفع عينيها الزرقاوين المجهدتين اليه وتبتسم بطمأنة قائلة " الحمد لله .. لا تقلق .. رائحة الشواء جعلتني اشعر بالانتعاش .."

يلامس بظاهر اصابعه خدها وعيناه تلتمعان راحة ..

في الخفاء تراقبهما رقية في جسلتها فوق احدى خزانات المطبخ وهي تخفي ابتسامة خاصة .. دوماً احبت اسلوب يحيى المختلف بالتعبير .. ورغم ان امها لا تحب جرأته واريحيته بالتعبير تلك امامهم دون حرج الا ان رقية تجده مميزاً وغير تقليدي ...

دخلت شذرة فشعرت رقية بالانزعاج التلقائي لوجودها ثم صوتها وهي تقول

" خالتي اعطيت الطماطم لرعد .."

هزت ابتهال رأسها وهي تشير اليها ناحية الطباخ قائلة

" اذهبي يا شذرة واهتمي بالبطاطا المقلية على النار .. "

ثم التفتت ناحية رقية لتطلب منها

" رقية خذي انت الخبز واعطيه لرعد حتى يضعه فوق الفحم قليلا ليسخن .."

التمعت عينا رقية .. لتنزل برشاقة من فوق الخزانة ثم تلتقط الخبز وامها توصيها

" قولي له ان يضعها على الجانب حيث النار خافته حتى لا يحترق "

بينما يحيى يكلم صغيرته سكينة عيناه التقطتا تلك النظرة من رقية ....

منذ ان علم بموضوع رقية مع ذاك الشاب حارث ومحاولته خنقها ويحيى اصبح يراقبها بتركيز اكبر كلما سنحت له فرصة اللقاء بها .. هذه الفتاة تمثل بتلقائية لترتدي اي قناع تريده ... وكأنها دوماً في مسرحية وتتسلى باللعب على مشاعر الجمهور كما تشاء رغباتها ومزاجها ...

ما يقلقه هو غرورها .. انها تملك ذكاء بلا بلا شك .. لكنه ذكاء بلا حكمة ولا خبرة.. وما يثير القلق اكثر هو جرأتها الشديدة وكأنها تتحدى نفسها قبل الاخرين..

راقب مشيتها وهي تخرج من باب المطبخ ناحية المرآب لتحيد يمينا للحديقة ... مشيتها لمن يتفحصها يرى فيها تحديا من نوع ما ! ترى من تتحدى بالضبط ؟ هل يعقل ان يكون صديق عبد الرحمن القادم من كندا ؟!

يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 05-04-18 الساعة 09:38 AM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس