عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-18, 09:17 PM   #3244

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي 3

في الحديقة ..



حدسه اصبح منتهى الحساسية كلما جاءت هذه القصيرة في محيطه ..

انها تستجلب الضحكة في داخله دون اي مبرر او سبب محدد !

الليلة ومنذ حضوره مع عبد الرحمن ورباب لدعوة العشاء كان واثقا انها لن تُظهر نفسها مباشرة..

وكما توقع حصل .. وها هي تختار بنفسها الوقت الذي تشاؤه لتخرج اليه ...

كان يطرق بنظراته نحو اللحم المشوي عندما مدت امامه الخبز وهي تقول بترفع

" خذ الخبز .. امي ارسلته لك وقالت ضعه على الجانب ليسخن على الفحم .."

رفع عينيه اليها ببطء وابتسم قائلا

" مساء الخير رقية .. كيف حالك ؟"

تعجبه ابتسامتها الشقية ورفعة حاجبيها السميكين في استهانة واضحة ثم ترد عليه

" هل سنقضي اليوم في سلام متكرر ..؟ ملل"

يرد عليها بنبرة ذات معنى مستفز لها

" آآه فعلا .. وانت لا تطيقين الملل ..."

كان ينغزها بدبابيبسه !

يذكرها مرة جديدة بالموقف السخيف مع حارث الذي شهده في الجامعة ...

ما زالت يدها ممدودة بالخبز وهي تنظر في عينيه بجرأة لا تتراجع لتقول اخيراً " انت تذكرني بطفل كان معي في المدرسة الابتدائية لم يتوقف يوماً عن السخرية من الاولاد الذين يلبسون بلوزة قطنية تحت قمصانهم البيضاء في فصل الشتاء .."

فيقول بملامح ابتهاج تثير غيظها " عن نفسي ارتديها في برد كندا صاغرا وافتخر بالدفء الذي تمنحني اياه .."

لم تظهر الا التحدي والجرأة وحتى الوقاحة وهي تكمل حكايتها بابتسامة ساخرة

" المفارقة اننا اكتشفنا لاحقاً انه يرتدي سروالا قطنيا تحت بنطاله المدرسي ..!"

فيرفع حاجبيه بطريقة اكثر استفزازا ويقول " لا تقولي لي من اكتشف الامر ! استطيع ان اخمن كان... انت ..."

تهز كتفيها وعيناها في تحد مع عينيه لتقول بنفس السخرية مع نبرة وعيد وتحذير مبطن

" مؤكد ! وهل عندك شك؟ انا خبيرة بهذا اذا وضعت احدا برأسي .."

وترفع سبابتها وهي تشير لجانب رأسها ..

ابتسامة لا تفارق فمه وهو ينظر لتفاصيل وجهها الصغير بتبرجه المتقن ..

سرح للحظة واحدة وهو يتخيل هذا الوجه قد عاد بتفاصيله لتسع سنوات الى الوراء ..

فيتخيلها طفلة مراهقة في الثالثة عشرة تائهة فيما يحدث ... قرار الاب المفاجئ بالزواج من اخرى ثم موته الصاعق !

كم يتمنى ان يعرف كيف شعرت ساعتها ..

كيف تعاملت مع الامر ؟

كل ما يفكر به اللحظة لم يظهره لها بل يعاود استفزازها باستمتاع عجيب لا يقاومه قائلا بنظرة مستهينة وكأنه يحاور طفلة مشاغبة " رقية العطار ... اريحي رأسك .. اسراري ثقيلة للغاية وستتعب قامتك القصيرة بحملها.. "

تلك الزرقة في عينيها اشتعلتا حقداً عليه فبدت في عينيه مثيرة بانوثة مختلفة ...

يدها التي ما زالت تمسك الخبز ارتعشت قليلا ببعض الانفعال لتمس حافة المشواة الحارة فتلسعها الحرارة وترمي الخبز من يدها وهي تتوجع " آآآه ..."

تلقائيا تصرف رعد فيستدير بجسده للخلف الى حيث وضعت له الخالة ابتهال وعاء الماء البارد بقطع الثلج ليشرب منه اذا عطش فيصب بعض الماء في القدح وهو يعود اليها ليقدمه لها وهو يقول

" خذي هذا الماء البارد وادخلي اصابعك فيه"

تحدق رقية باصابعها الملسوعة وشعور بالقهر يتأجج داخلها اكثر حتى لم تعد تشعر بألم الاحتراق ...

تغلي من الداخل وعيناها تلمحان كأس الماء البارد الذي يقدمه لها هذا الكريه ...

تلمع تلكما العينان بشدة قبل أن تمد يدها بغتة لتأخذ القدح الزجاجي منه وبدلا من أن تغمر اصابعها الملسوعة فيه فإنها تسكب الماء مباشرة فوق الفحم المشتعل وتبتعد خطوة للخلف وجزء من النار ينطفئ ليرتفع الدخان الكثيف في وجه رعد فأخذ يسعل لبعض لحظات بينما رقية تشعر بنشوة انتصارها الصغير هذا ..

هدأ الدخان وهدأ سعال رعد ثم اخذ ينظر اليها وهو يتخصر ويقول بعبوس

" ماذا فعلتِ ؟! كيف سأكمل الشواء ؟"

ترفع حاجبا واحدا وتشمخ بذقنها وتقول بحلاوة مستفزة " جد طريقة يا ذكي ! بما انك بارع في كل شيء !.."

ثم استدارت لتتركه وتسير بخطواتها الرشيقة بينما ينفجر رعد ضاحكاً ..

توتر جسدها تلقائيا على نحو مخيف .. جلدها يقشعر بردة فعل لا قبل لها على تفسيرها او السيطرة عليها..

ضحكاته تلك تخترق اسوارا لم يصل اليها احد قبله ... فتفعل امورا عجيبة لم تختبرها بهذه الطريقة من قبل...

اخذت تشتم في سرها وتكز على اسنانها وهي تدخل عبر باب المطبخ لتلتقي عيناها مباشرة بعيني زوج اختها ...

كانت مجرد لحظة وعينا يحيى الذكيتين تمعنان فيها النظر تحاولان قراءتها وفهم ما يدور داخلها ...

تسترخي رقية تماما وترسم ابتسامتها بعناية لترسلها نحوه قبل ان تحيد بنظراتها لامها ثم تقترب منها متصنعة الدلال وهي تضع رأسها على كتفها ...

يحيى ما زال يتابعها ثم يبعد نظراته ويغرق بالتفكير ...



يتبع .......


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس