عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-18, 09:18 PM   #3245

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي 4

بعد ساعتين ...



كان الجميع غارقاً في حوارات متداخلة ...

يحيى مسترخٍ وهو يتوسط الجلوس على الارجوحة ..

على يساره يجلس رعد الذي يقاوم الاستسلام للنوم بضراوة فتارة يتكلم بانطلاق مع الجميع وتارة يلعب مع سكينة التي تجلس على حجره، اما جهة اليمين من يحيى فشغلتها زوجته التي يضع ذراعه خلفها واصابعه تتلاعب بخصل شعرها وقد بدت حبيبة متوعكة بعض الشيء بعد التهامها الطعام باسراف تدفع ثمنه الآن ...

بينما توزع الباقون قبالة الارجوحة في جلسة مستديرة على كراسي الحديقة التي احضرها عبد الرحمن ورباب ..

يشربون عصير الرمان البارد الذي اشتراه يحيى من محل (جبار ابو الشربت) اشهر بائعي عصير الرمان في العاصمة باسرها .. بينما هواء المكيف الخارجي الموجه نحوهم يلطف من حرارة الجو ...

انحنت رباب قليلا ناحية اختها الصغرى وهي تسألها بهمس " ما بك رقية ؟ لستِ على طبيعتك ؟ حتى انك لم تتذوقي المشاوي على الاطلاق رغم حبك لها واكتفيتِ بالبرياني ... "

ردت رقية وهي تدعي التعب

" مرهقة من الامتحانات فقط.. كما .. لم تعجبني المشويات الليلة.."

ثم خطفت عيناها ناحية رعد وهو يكلم سكينة بخفوت وابتسامة حلوة والصغيرة تصغي بكل اهتمامها ... تراه كيف كسب حب المتمردة سكينة بسلاسة لا تضاهى !

انها تلعب معه وتحاوره وتخبره اشياء لا تحصى عن نفسها وهذه ليست طبيعة ابنة اختها اطلاقاً .. هي ليست ودودة مع الغرباء ..

تبدو سكينة مهتمة برعد بفضول طفولي وهي تعقد حاجبيها بتركيز بين الفينة والاخرى وتنظر لوجهه بإمعان شديد ...

كان يضحك ويغازل الصغيرة وهو يقول مفتونا بوجهها الحلو الشبيه بوجه امها

" ستصبحين فتاة مشعة عندما تكبرين .."

فتميل برأسها جانبا وهي تفكر للحظات ثم تستدير لوالدها تسأله " هل سأصبح مشعة بابا؟! لكن ما معنى (مشعة) ؟!"

يضحك الجميع لكلماتها تلك عدا رقية التي تكتفي بابتسامة باردة بينما ينحني يحيى قليلا ليختطف ابنته من حضن رعد ويبدأ بدغدغتها وهو يقول " يعني انك ستصبحين كالالعاب النارية في السماء الكل ينظر اليك .."

تضحك الصغيرة بينما يعلق عبد الرحمن

" لا اعرف ما فعله رعد ليكسب ودها ! حتى اللحظة لم احظَ منها بنصف نظرة قبول..!"

تضحك كلا من رباب وشذرة بينما تعلق حبيبة بمرح وهي تسترخي على الارجوحة للخلف " ربما لانها تغار منك .. فرباب صديقتها المفضلة وانت خطفتها .."

تتسلل الصغيرة من حضن والدها لتعود لحضن رعد وتسأله بفضول " من رسم حاجبيك بشكل مخيف هكذا ؟!"

فيضحك الجميع مرة اخرى بينما تتدخل جدتها ابتهال لتوبخها قائلة

" لا يصح ان تقولي هذا يا سكينة .."

لكن رعد يقول بسماحة " دعيها خالتي .. انها فتاة ممتعة وذكية .."

بدت عيناه ناعستان للغاية وهو ينقل نظراته نحو تلك الدمية الصامتة القصيرة ...

طوال العشاء لم تنطق رقية بكلمة ولم تنظر ناحيته ابدا ... بل لم تشارك في الحوارات الا مع يحيى ..

من الواضح ان علاقتها مع يحيى افضل بكثير من علاقتها مع عبد الرحمن ...

فعبد الرحمن ورقية لا يطيقان بعض حرفياً والملفت المضحك ان الاثنين يبذلان جهديهما ليمثلا امام رباب (علاقة ودية طيبة) !

الواقع ان عبد الرحمن هو من يبذل هذا الجهد بينما رقية تبدي لطفاً مستفزا نحوه ..

حقاً فتاة شقية !

تلك الشقية شدته بنقاشها مع يحيى حول امور العمل في دار العطار للازياء .. لقد راقبها بدقة دون ان يظهر مراقبته تلك ..

عيناها تلمعان ذكاء وتركيزا عندما تتحدث بجدية ...

على العكس منها شذرة .. تبدو منطوية بعض الشيء حذرة فيما تقوله ...

لكنه يشعر بغيرة متبادلة بين الفتاتين وكل واحدة لها اسلوبها في التعامل مع الاخرى ..

فرقية لها اسلوبها المبطن الساخر بينما شذرة لها اسلوبها المتجاهل غير الودود ...

ترى .. هل يعلم الجميع بموضوع حارث ذاك ؟

فجأة ارتفعت اصابع الصغيرة سكينة امام عينيه وصوتها يقول له

" هل يمكنني لمس حاجبيك ؟"

تختلط افكاره المتقافزة هنا وهناك فيغمض رعد عينيه مبتسما وهو يتمتم بـ(نعم)..

لامست رقية اصابعها الملسوعة عفوياً وهي ترى ما تفعله اصابع الصغيرة سكينة بحاجبيه .. تدير رقية وجهها جانباً وهي تتوتر من جديد... تتساءل والتوتر يخنقها..

ماذا يحصل لها ؟!

انشغل الجميع في حوارات جديدة عندما ارتفع شخير رعد فجأة وهو يستسلم للنوم تماما على الارجوحة وسكينة ما زالت تتلاعب بملامح وجهه ترسم حاجبيه مراراً وبتركيز واهتمام شديدين دون ان تهتم بصوت الشخير المرتفع...

بين الضحكات التي علت وقف عبد الرحمن على قدميه ليقول بمرح " اظن ان رعد استنفد اخر ذرة من طاقاته العجيبة .. من الافضل ان اعيده لسريره قبل ان يفترش الارجوحة هذه الليلة .."

بينما يقترب عبد الرحمن من رعد ليوقظه وقف الجميع ويحيى يقول انهم سيغادرون ايضا...

انزعاج وضيق ينتاب رقية فانسحبت دون ان يشعر بها احد وهم يلقون السلام على بعض استعدادا للمغادرة ويضحكون من رعد الذي لا يستجيب لمحاولات عبد الرحمن لايقاظه ...

صعدت للطابق العلوي واتجهت نحو غرفتها لتفتح الباب وتدخل بوجه متجهم ...

دون ان تشعل الاضواء توجهت ناحية الشباك لتزيح الستائر وتنظر للمغادرين ...

رأت رعد الآن وسط الشارع بين بيت العطار وبيت الصائغ وعبد الرحمن يدفعه دفعاً ليتحرك والجميع غارقون بالضحك ..

شيء داخلها اراده ان يلتفت ! ان ينظر خلفه ..

ان .. ان يبحث عنها !

لكن .. لم يحصل شيء...

ادخله عبد الرحمن الى بيت الصائغ تتبعهما رباب وهي تلوح للجميع مودعة بينما غادر يحيى وحبيبة مع صغيرتهما بالسيارة واخيرا دخلت امها مع شذرة متعانقتين ...

هدأ الشارع تماماً وخلا من كل صوت او حركة ... هي فقط وحدها هنا .. في شباك غرفتها بشعورها الخانق الثقيل..



يتبع ......


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس